العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة النحل

توجيه القراءات في سورة النحل


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة النحل

مقدمات توجيه القراءات في سورة النحل
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة النّحل). [معاني القراءات وعللها: 2/75]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ومن السور التي يذكر فيها (النحل) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/351]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة النحل). [الحجة للقراء السبعة: 5/53]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة النحل). [المحتسب: 2/7]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (16 - سورة النّحل). [حجة القراءات: 384]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة النحل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/34]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة النحل). [الموضح: 729]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا} إلى آخر السورة، وقال قتادة من قوله تعالى: {للذين هاجروا من بعد ما فتنوا} «110» إلى آخر السورة مدني وباقيها مكي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/34]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وثمان وعشرون آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/34]

الياءات:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (وفي هذه السورة ياءان):
{فارهبون} [51].
حذفت اجتزاءً بالكسرة.
وقوله: {أين شركائي} [27].
لم تختلف القراء في فتحها. وقد ذكرته قبل هذا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/362]

ياءات الإضافة والزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء إضافة اختلف فيها ولا زائدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/41]

الياءات المحذوفة:
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها ثلاث ياءات حُذفن من الخط:
{فاتّقُونِي}، {فارْهَبُونِي}، وهما فاصلتان، أثبتهما يعقوب في الوصل
[الموضح: 746]
والوقف، والثالثة غير فاصلة وهي لام الفعل في قوله {وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ}، وقف ابن كثير عليها بالياء، الباقون يحذفون الثلاث في الحالين.
وقد سبق القول في مثل هذا). [الموضح: 747]

روابط مهمة:


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}

قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
قرأ حمزة والكسائيّ (سبحانه وتعالى عمّا تشركون) بالتّاء وكذلك
[حجة القراءات: 384]
الّذي بعده وحجتهما قوله {فلا تستعجلوه} رد الخطاب الثّاني على الأول
وقرأ الباقون بالياء على الابتداء لا يردون على أول الكلام ولهم حجتان إحداهما أن سعيد بن جبير قرأ (أتى أمر الله فلا يستعجلوه) بالياء والثّانية أن الله تعالى أنزل القرآن على محمّد صلى الله عليه فقال محمّد تنزيها لله {سبحانه وتعالى عمّا يشركون} ). [حجة القراءات: 385]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد تقدم ذكر {عما يشركون} «1» في موضعين، في هذه السورة، وكذلك ذكرنا {أن تأتيهم} «33» و{فيكون} «40» و{نوحي} «43» و{يعرشون} «68» و{أمهاتكم} «78» و{القدس} «102»، و{يلحدون} «103» فأغنى ذلك عن الإعادة والتكرير، فاطلب كل حرف مع نظيره الأول). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/34]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {عَمَّا تُشْرِكُونَ} [آية/ 1 و3] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الخطاب وفقًا لما قبله وهو قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} بالتاء، والكل على مخاطبة الكفار.
وقرأ الباقون بالياء.
والوجه أنه على الغيبة، والمعنى: تعالى عما يشرك المشركون، ويكون قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} خطابًا للمؤمنين، أو للمؤمنين وغيرهم، إلا أن قوله {يشركون} للكفار فحسب). [الموضح: 729] (م)

قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ينزّل الملائكة)
روى الكسائي عن أبي بكر (تنزّل) بتاء مضمومة، و(الملائكة) رفع ما رواه غيره.
وقرأ الباقون (ينزّل الملائكة) بالياء، و(الملائكة) نصب، ولم يقرأ أحدٌ ما (تنزل الملائكة) على (تفعّل) بمعنى: تتفعّل.
قال أبو منصور: من قرأ (تنزّل الملائكة) فهو على ما لم يسم فاعله، والقراءة المختارة (ينزل الملائكة) أي: ينزلهم الله). [معاني القراءات وعللها: 2/75]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: ينزل الملائكة [2] في التخفيف، والتشديد، والتاء، والياء.
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي: ينزل الملائكة بالياء، غير أنّ ابن كثير وأبا عمرو أسكنا النون، وخفّفا الزاي وشدّدها الباقون.
وروى الكسائيّ عن أبي بكر عن عاصم: (تنزل الملائكة) بالتاء مضمومة، وفتح الزاي. (الملائكة) رفع.
فاعل ينزل الضمير العائد إلى اسم الله تعالى، في أتى أمر الله [1].
فأمّا إسكان النون في (ينزل) وتخفيفها وتشديدها، فكل واحد من القراءتين سائغ؛ قال: إنا نحن نزلنا الذكر [الحجر/ 9] وقال: وأنزلنا إليك الذكر [النحل/ 44].
فأما ما روي عن عاصم من قوله: (تنزل الملائكة) فإنّه
[الحجة للقراء السبعة: 5/53]
أنّث الفعل لإسناده إلى الملائكة، كما قال: إذ قالت الملائكة [آل عمران/ 45]، وبنى الفعل للمفعول، وأسند إليهم، والأوّل أبين). [الحجة للقراء السبعة: 5/54]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ينزل الملائكة بالروح}
قرأ أبو بكر في رواية الكسائي {تنزل} بالتّاء مضمومة وفتح الزّاي {الملائكة} رفع على ما لم يسم فاعله وحجته قوله {ونزل الملائكة}
وقرأ روح {تنزل الملائكة} بفتح التّاء وحجته قوله {تنزل الملائكة والروح فيها}
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {ينزل الملائكة} أي الله ينزلها وحجتهم قوله {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة} وحجتهم في التّخفيف {وأنزلنا إليك الذّكر}
[حجة القراءات: 385]
وقرأ الباقون بالتّشديد وحجتهم قوله {إنّا نحن نزلنا الذّكر} ). [حجة القراءات: 386]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ} [آية/ 2] بفتح التاء والنون والزاي مشددة، و{الملائِكَةُ} رفعٌ:
قرأها يعقوب وحده ح- و-ان-.
[الموضح: 729]
والوجه أن الأصل تتنزل فُحذف إحدى التاءين وهي الثانية لاجتماعهما، وقد مضى مثله، وارتفاع {الملائكةُ} بإسناد الفعل إليه، والتاء في {تَنَزَّلُ} لأجل تأنيث {الملائكة}؛ لكونها جماعة.
وروى ياش- عن عاصم {تُنَزَّلُ} بضم التاء وفتح النون، والزاي مشددة، ورفع {الملائكةُ}.
والوجه أن الفعل مبنيٌّ للمفعول به، وهو مضارع نُزِّلت على ما لم يُسم فاعله، وهو مسندٌ إلى المفعول به وهو {الملائكةُ}.
وإنما أُنث الفعل لتأنيث الملائكة على ما قدمنا، كما قال تعالى {إذْ قَالَتِ الملائكةُ}.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {يُنْزِلُ} بالياء مضمومةً وإسكان النون وكسر الزاي وتخفيفها، ونصب {الملائكة}.
وكذلك روى يس- عن يعقوب.
والوجه أن الفعل مسند إلى ضمير اسم الله تعالى في قوله {أَتَى أَمْرُ اللهِ}، والمعنى يُنزل الله الملائكة، و{الملائكةَ} نصبٌ بأنه مفعول به، والفعل من الإنزال الذي هو مُتعدي النزول، يقال نزل الشيء وأنزلته أنا.
وقرأ الباقون {يُنَزِّلُ} بضم الياء وفتح النون وكسر الزاي وتشديدها.
والوجه أن الفعل من التنزيل، وهو منقول من نَزَلَ بالتخفيف، يقال نَزَلَ
[الموضح: 730]
الشيء ونزَّلته بالتشديد وأنزلته بالهمزة، وكلاهما بمعنًى واحد، والفعل أيضًا مسندٌ إلى ضمير اسم الله تعالى، أي ينزّل الله الملائكة). [الموضح: 731]

قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {عَمَّا تُشْرِكُونَ} [آية/ 1 و3] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على الخطاب وفقًا لما قبله وهو قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} بالتاء، والكل على مخاطبة الكفار.
وقرأ الباقون بالياء.
والوجه أنه على الغيبة، والمعنى: تعالى عما يشرك المشركون، ويكون قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} خطابًا للمؤمنين، أو للمؤمنين وغيرهم، إلا أن قوله {يشركون} للكفار فحسب). [الموضح: 729] (م)

قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 11:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (5) إلى الآية (9) ]
{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}

قوله تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ الزهري [دِفُ]. بغير همز.
قال أبو الفتح: هذه القراءة أقيس من قراءته الأخرى التي هو قول الله عز وجل: [جُزّ مَقْسُوم]، بتشديد الزاي. وذلك أنه هنا خفف لا غير. فحذفت الهمزة وألقى حركتها على الفاء قبلها. كقولك في مسألة: مسلة. وفي يلوم: يلم، وفي يزئر يزر. فكان قياس هذا أن يقول: [جُزٌّ مَقْسُومٌ]، إلا أنه سلك في كل من القراءتين طريقا إحداهما أقوى من الأخرى). [المحتسب: 2/7]

قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)}

قوله تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر وعمرو بن ميمون وابن أرقم، ورويت عن أبي عمرو: [بِشَقِّ الْأَنْفُس]، بفتح الشين.
قال أبو الفتح: الشَقّ، بفتح الشين بمعنى الشِقّ بكسرها وكلاهما المشقة، قرأت على أبي علي في نوادر أبي زيد لعمرو بن مِلْقَط
. وهو جاهليي:
والخيل قد تجشم أربابها الشَّـ ... ـقّ وقد تعتسف الراوية
هكذا الرواية بفتح الشين، وكلاهما من الشَّق في العصا ونحوها؛ لأنه آخذ منها وواصل إليها. كالمشقة التي تلحق الإنسان). [المحتسب: 2/7]

قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عياض [لِتَرْكَبُوهَا زِينَةً]؛ بل واو.
قال أبو الفتح: لك في نصب [زِينَةً] وجهان: إن شئت كان معلقا بما قبله، أي: خلقها زينة لتركبوها، وإن شئت كان على قولك: لتركبوها زينة، فزينة هنا حال من "ها" في "لتركبوها"، ومعناه: كقوله تعالى {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} ). [المحتسب: 2/8]

قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (10) إلى الآية (13) ]
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)}

قوله تعالى: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ينبت لكم به الزّرع)
روى يحيى عن أبي بكر عن عاصم (ننبت لكم) بالنون.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: المعنى في النون والياء قريبان من السواء، والياء أجودهما). [معاني القراءات وعللها: 2/75]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: ينبت [11] بالياء إلا عاصما، في رواية أبي بكر، فإنّه قرأ: (ننبت) بالنون، وروى حفص عنه بالياء.
ينبت بالياء، لتقدم قوله: هو الذي أنزل من السماء ماء [10]، ينبت وينبت، أشكل لما تقدّم من الإفراد، والنون لا تمتنع أيضا، ويقال: نبت البقل، وأنبته الله وقد روي: أنبت البقل، والأصمعي: يأبى إلا نبت، ويزعم أن قصيدة زهير التي فيها:
... حتى إذا أنبت البقل متّهمة. فأما قوله: تنبت بالدهن [المؤمنون/ 20] فيجوز أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/54]
يكون الباء زائدة كقوله: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة [البقرة/ 195]، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم [النحل/ 15]، فعدّى (ألقى) مرّة بالياء، ومرّة بغيرها.
وإذا ثبت: أنبت، في معنى: نبت، جاز أن تكون الباء للتعدي، كما أنّها لو كانت مع نبت كان كذلك، ويجوز أن تكون الهمزة في أنبت، للتعدي، والمفعول محذوف، والباء للحال كأنه تنبت ثمرة الدّهن، فحذف المفعول، وبالدهن في موضع حال كأنه: تنبت بالدهن، أي: تنبت الثمر، وفيه دهن، ويجوز في تنبت بالدهن، أي: بذي الدّهن، أي تنبت ما فيه دهن). [الحجة للقراء السبعة: 5/55]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ينبت لكم به الزّرع}
قرأ أبو بكر (ننبت لكم به الزّرع) بالنّون الله أخبر عن نفسه بلفظ الملوك كما قال {نحن قسمنا}
وقرأ الباقون بالياء أي ينبت الله وحجتهم قوله قبلها {هو الّذي أنزل من السّماء ماء} ). [حجة القراءات: 386]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {ينبت لكم} قرأ أبو بكر بالنون، وقرأ الباقون بالياء.
وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، لتقدم لفظ الإخبار قبله في قوله: {لا إله إلا أنا} «2» وحكى أهل اللغة: نبت البقل وأنبته الله، وحكوا: أنبت البقل، مثل نبت.
2- وحجة من قرأ بالياء أنه أجرى الكلام على لفظ الغيبة، لتقدم لفظ الغيبة في قوله: {هو الذي أنزل من السماء ماء} «10» وهو الاختيار؛ لأن لفظ الغيبة أقرب إليه من لفظ الإخبار، ولأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/34]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {نُنْبِتُ لَكُمْ} [آية/ 11] بالنون:
قرأها عاصم وحده ياش-.
والوجه أن الفعل لله تعالى، والمعنى نُنْبِت نحن، وقد مضى كثيرٌ من أمثاله.
وقرأ الباقون {يُنْبِتُ} بالياء.
والوجه أن الفعل لضمير اسم الله تعالى العائد إلى قوله تعالى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} ثم قال {يُنْبِتُ}، فهذا أشد موافقةً للذي قبله). [الموضح: 731]

قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ (والشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٌ)
[معاني القراءات وعللها: 2/75]
قرأ ابن عامر (والشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٌ) بالرفع في كلهن، وقرأ حفص (والنّجوم مسخّراتٌ)، رفعًا، ونصب ما قبلها. وقرأ الباقون بالنصب فيهن أجمع.
قال أبو منصور: من قرأ (والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ) عطفها على قوله: (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم) فأوقع التسخير على جميعها، وقوله (مسخرات) التاء مكسورة، وهي في موضع النصب، وانتصابها على الحال.
ومن قرأ (والشّمس والقمر والنّجوم مسخّراتٌ) أوقع التسخير على الليل والنهار خاصة، ثم استأنف فقال: (والشمس والقمر والنجوم) فرفعها بالابتداء، و(مسخرات) خبر الابتداء.
ومن قرأ (وسخّر لكم اللّيل والنّهار والشّمس والقمر) بالنصب أوفع التسخير عليها، ثم استأنف فقال: (والنجوم مسخراتٌ)، والوجوه كلها جائزة جيدة). [معاني القراءات وعللها: 2/76]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن عامر: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) [54] رفع كلّه، وقرأ الباقون: بنصب ذلك كلّه، وأبو بكر عن عاصم.
وروى حفص عن عاصم مثل قراءة ابن عامر في مسخرات وحدها، ونصب الباقي.
النصب في قوله: والشمس والقمر أحسن، ليكون معطوفا على ما قبله وداخلا في إعرابه، لاستقامته في المعنى، ألا ترى أن ما في التنزيل من نحو قوله: وكلا ضربنا له الأمثال [الفرقان/ 39]، وقوله: والظالمين أعد لهم عذابا أليما [الإنسان/ 31] يختار فيه النصب، ليكون مثل ما يعطف عليه،
[الحجة للقراء السبعة: 5/55]
ومشاكلا له، فكذلك إذا حمل ذلك على التسخير، كان أشبه، فإن قلت: فكيف جاء (مسخرات) بعد هذه الأشياء المنصوبة المحمولة على (سخر)؟ فإن ذلك لا يمتنع، لأنّ الحال تكون مؤكّدة ومجيء الحال مؤكّدة في التنزيل وفي غيره كثير، كقوله:
وهو الحق مصدقا [البقرة/ 91]، و:
أنا ابن دارة معروفا و:
كفى بالنأي من أسماء كافي
[الحجة للقراء السبعة: 5/56]
ويقوي النصب قوله: وسخر لكم الشمس والقمر دائبين [إبراهيم/ 33]، فكما حملا هنا على التسخير كذلك في الأخرى، وكذلك النجوم قد حملت على التسخير كذلك في وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر [الأنعام/ 97].
وكأنّ ابن عامر قطعه عن سخّر، لئلّا يجعل الحال مؤكّدة، فابتدأ الشمس والقمر والنجوم، وجعل مسخّرات خبرا عنها. ويدل على جواز ذلك أنه إذا جاء: سخر لكم الشمس والقمر علم من هذا أنهما مسخران، فجاز الإخبار بالتسخير عنها لذلك.
ووجه ما روي عن عاصم من الرفع في مسخّرات وحدها، أنّه لم يجعلها حالا مؤكّدة، وجعلها خبر ابتداء محذوف، كأنّه لما قال: وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم [النحل/ 12] قال بعد: هي مسخرات، فحذف المبتدأ، وأضمره لدلالة الخبر عليه، وهو إذا جعله خبر ابتداء محذوف فقد علم ذلك بما تقدّم، كما أنّه إذا جعل مسخرات حالا مؤكدة فقد علم ذلك بما تقدم، وهذا المعنى
[الحجة للقراء السبعة: 5/57]
في الحال أسوغ منه في الخبر، لأنّ الخبر ينبغي أن يكون مفيدا، لم يجيء إلّا كذلك، ألا ترى أنّه حمل قوله على الحال، ولم يحمله على الخبر، والحال قد جاءت مؤكّدة). [الحجة للقراء السبعة: 5/58]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وسخر لكم اللّيل والنّهار والشّمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره}
قرأ ابن عامر {والشّمس والقمر والنجوم مسخرات} بالرّفع فيهما لأنّه لا يصلح أن تقول وسخر النّجوم مسخرات فقطعها عمّا قبلها وجعل {والنجوم} ابتداء و{مسخرات} خبرا
وقرأ الباقون جميع ذلك بالنّصب نسقا على ما قبله فإن قيل فكيف جاز المتصرفة المخلوقة على {سخر} فإن تلك جاء {مسخرات} بعدها هذه الأشياء المنصوبة المنسوقة على ذلك قيل فإن ذلك لا يمتنع لأن الحال تكون مؤكدة كقوله {وهو الحق مصدقا} و
[حجة القراءات: 386]
أنا ابن دارة معروفا بها نسبي
كفى بالنأي من أسماء كاف
وحجتهم قوله {وسخر لكم الشّمس والقمر} وكما حمل ها هنا على التسخير كذلك في الأخرى وكذلك {النّجوم} في قوله و{وهو الّذي جعل لكم النّجوم} ). [حجة القراءات: 387]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} قرأ ابن عامر برفع الأربع الكلمات، ووافقه حفص على رفع {والنجوم مسخرات} وقرأهن الباقون بالنصب، والتاء من {مسخرات} مكسورة في حال النصب على الأصول في جمع المؤنث المنصوب على حد التثنية.
وحجة من رفع أنه قطعه مما قبله، فرفعه بالابتداء، وعطف بعض الأسماء على بعض، وجعل {مسخرات} خبر الابتداء، وقوي الرفع لأنك إذا نصبت جعلت {مسخرات} حالًا، وقد تقدم في أول الكلام {وسخر} فأغنى عن ذكر الحال بالتسخير ألا ترى أنك لو قلت: سخرت لك الدابة مسخرة كان قبيحًا من الكلام، لأن «سخرت» يغني عن «مسخرة» وكذلك لو قلت: جلس زيد جالسًا، لم يحسن، وكذلك يبعد: «سخر الله النجوم مسخرات» على الحال، فلما قبح نصب {مسخرات} على الحال رفع ما قبله، وجعل {مسخرات} خبرًا عنه.
4- وحجة من نصب أنه عطفه على ما قبله، وأعمل فيه {وسخر} ليرتبط بعض الكلام ببعض، وتكون {مسخرات} حالًا مؤكدة، عمل فيها {سخر} وجاز ذلك لبعد ما بينهما، وهو مثل قوله: {وهو الحق مصدقًا} «البقرة 91» في أنهما حالان مؤكدان.
5- وحجة من رفع {النجوم مسخرات} فقط أنه عطف {الشمس والقمر} على معمول {سخر} ثم ابتدأ {والنجوم مسخرات} على الابتداء والخبر، كراهة أن يجعل {مسخرات} حالًا لما قدمنا من قبح ذلك، وهو وجه قوي وقراءة حسنة، والاختيار النصب؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/35]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {والشمسُ والقمرُ والنجومُ مُسخّراتٌ} [آية/ 12] رفعٌ كلهن:
قرأها (ابن عامر) وحده، ورفع ص- عن عاصم {والنجومُ مُسخّراتٌ} فقط، ونصب الباقي.
والوجه في رفع الكل أنه مقطوعٌ مما قبله، وليس بمحمولٍ على
[الموضح: 731]
{سخّرَ}، و{الشَّمْسُ} مبتدأٌ، و{والقمرُ والنجومُ} معطوفان على {الشمس}، و{مسخراتٌ} خبرٌ عن الجميع.
والكلام على جملتين معناهما واحدٍ؛ لأنه قال {وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ} ثم قال {والشمسُ والقمرُ والنجومُ مُسخّراتٌ}، فجعل الثانية جملةً اسميةً معناها الجملة الأولى وهي الفعلية من قوله {سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ}.
وأما ما روى عن ص- عن عاصم من الرفع في قوله {والنجومُ مسخراتٌ} فقط، فوجهه أنه نصب {الشمسَ والقمرَ} بالحمل على {سَخَّرَ}، وقطع {النجومُ} مما قبلها فرفعها بالابتداء، وجعل {مُسَخّراتٌ} خبرها.
ورُوي عن عاصم أيضًا بنصب الجميع ورفع {مُسَخّراتٌ} وحدها.
والوجه أن المنصوبات في الآية كلها محمولة على {سَخَّرَ}، و{مُسَخّراتٌ} خبر مبتدأٍ محذوف، كأنه لما قال {وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ} إلى قوله {والنجومَ}، فنصب الكل، قال بعد: هي مسخراتٌ، فحذف المبتدأ وأضمره لدلالة الخبر عليه.
وقرأ الباقون {والشَّمْسَ والقَمَرَ والنُجُومَ مُسَخّراتٍ} نصبًا كلهن.
والوجه أن الكل محمول على {سَخَّرَ}؛ لأن قوله {اللّيْلَ} هو المفعول به، لقوله {سَخَّرَ}،
والباقية معطوفةٌ عليه مشاركةٌ له في إعرابه وهو النصب، وأما نصب {مسخراتٍ}، فهو لأنه حالٌ مؤكدة، ومجيئه بعد قوله {سَخَّرَ} إنما هو للتأكيد، كما قال:
75- كفى بالنأي من أسماء كافٍ
[الموضح: 732]
والكلام على هذا جملةٌ واحدةٌ فعليةٌ). [الموضح: 733]

قوله تعالى: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (14) إلى الآية (16) ]
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)}

قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)}


قوله تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [وَبِالنُّجُمِ هُمْ يَهْتَدُون]، وقرأ يحيى: [وبالنُّجْم] بضم النون ساكنة الجيم.
قال أبو الفتح: النُّجُم جمع نَجْم، ومثله مما كسر من فَعْل على فُعُل: سَقْف وسُقُف، ورَهْن ورُهُن، ونحوه ثَطٌّ وثُطٌّ. وقال أبو حاتم: سمعت أبا زيد يقول: رجل أَثَطُّ، فقلت له: أتقولها؟ فقال: سعتها -وكَثُّ اللحية وكُثُّ، وفرس وَرْد وخيل وُرْد، وسهم حَشْر وسهام حُشْر.
وإن شئت قلت: أراد النجوم، فقصر الكلمة فحذف واوها، فقال: النُجُم. ومثله من المقصور من فُعُول قول أبي بكر في أُسد: إنه مقصور من أُسُود فصار أُسُد، ثم أسكن فقال: أُسْد. ومثله قوله أيضا في ثِيرَةٍ جمع ثَوْر: إنه مقصور من ثِيَارَة؛ فلذلك وجب عنده قلب الواو من ثور ياء، ولو كان مُكُسّرًا على فِعَلَة لوجب تصحيحه فقيل: ثِوَرَة، كزَوْج وزِوَجَة وعَوْد وعِوَدَة.
وقال الراجز:
إن الفقير بيننا قاضٍ حَكَم ... أن ترد الماء إذا غابَ النُّجُم
يريد النجوم. وقال الأخطل:
كلمعِ أيْدِي مثاكِيل مسلَّبَةٍ ... يندُبْنَ ضرسَ بناتِ الدهْرِ والخُطُب
يريد الخطوب. وقد ذكرنا نحو هذا فيما مضى.
[المحتسب: 2/8]
وعليه أيضا قراءة يحيى: [وبالنُّجْم] ساكنة الجيم، كأنه مخفف من النُّجْم كلغة تميم في قولهم: رسْل، وكتْب). [المحتسب: 2/9]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 12:58 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (17) إلى الآية (23) ]
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}

قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)}

قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)}

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يعلم ما يسرّون وما يعلنون) (والذين يدعون)
قرأ عاصم ويعقوب (ما تسرّون وما تعلنون) بالتاء، و(الذين يدعون) بالياء.
وقرأ الأعشى عن أبي بكر ثلاثهن بالتاء مثل أبي عمرو، وقرأ الكسائي عن أبي بكر ثلاثهن بالياء، وكذلك قال هبيرة عن حفص عن عاصم ثلاثهن بالياء.
وقرأ الباقون ثلاثهن بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/76]
قال أبو منصور: من قرأ (واللّه يعلم ما تسرّون وما تعلنون) ثم قرأ (والّذين يدعون) بالياء، فالتاء للمخاطبة: أي إن اللّه يعلم ما تسرون أنتم وما تعلنونه، وقوله: (والّذين يدعون) أراد بالذين: معبوداتهم من الأصنام، و(يدعون) فعل لعابديها، ولو قال: (والتي يدعون) كان وجه الكلام، وإنما قال (الذين)؛ لأنه وصفها بصفة المميزين.
ومن قرأها كلها بالياء فهو خبر عن الغيب، كأنه قال: الله يعلم سرهم وعلانيتهم). [معاني القراءات وعللها: 2/77] (م)

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يعلم ما يسرّون وما يعلنون) (والذين يدعون)
قرأ عاصم ويعقوب (ما تسرّون وما تعلنون) بالتاء، و(الذين يدعون) بالياء.
وقرأ الأعشى عن أبي بكر ثلاثهن بالتاء مثل أبي عمرو، وقرأ الكسائي عن أبي بكر ثلاثهن بالياء، وكذلك قال هبيرة عن حفص عن عاصم ثلاثهن بالياء.
وقرأ الباقون ثلاثهن بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/76]
قال أبو منصور: من قرأ (واللّه يعلم ما تسرّون وما تعلنون) ثم قرأ (والّذين يدعون) بالياء، فالتاء للمخاطبة: أي إن اللّه يعلم ما تسرون أنتم وما تعلنونه، وقوله: (والّذين يدعون) أراد بالذين: معبوداتهم من الأصنام، و(يدعون) فعل لعابديها، ولو قال: (والتي يدعون) كان وجه الكلام، وإنما قال (الذين)؛ لأنه وصفها بصفة المميزين.
ومن قرأها كلها بالياء فهو خبر عن الغيب، كأنه قال: الله يعلم سرهم وعلانيتهم). [معاني القراءات وعللها: 2/77] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يخلقون شيئًا)
يعنى: الآلهة التي عبدوها، إنها لا تخلق شيئا؛ لأنها مخلوقة، فعبادتها محال، ولا يعبد إله لا يخلق ولا يرزق من يعبده). [معاني القراءات وعللها: 2/77]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا [النخل/ 20 - 21].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي: (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين تدعون) كلّهن بالتاء.
وقرأ عاصم: والله يعلم ما تسرون وما تعلنون بالتاء، والذين يدعون بالياء.
أخبرنا الخزاز عن هبيرة، عن حفص عن عاصم: أنّه قرأهن ثلاثتهن بالياء. وقال ابن اليتيم عن أبي حفص عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم مثل أبي بكر عن عاصم.
وروى الكسائيّ عن أبي بكر عن عاصم: ذلك كلّه بالياء في الثلاثة.
هذا يكون كلّه على الخطاب، لأنّ ما بعده خطاب كقوله بعد: أفلا تذكرون. وقوله: وألقى في الأرض رواسي أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/58]
تميد بكم [النحل/ 15] وإلهكم إله واحد [النحل/ 22]، فكلّ هذا خطاب، فإن قلت: إنّ فيه (والذين تدعون من دون الله) وهذا لا يكون خطابا للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا للمسلمين، فإنّه يكون على إرادة: قل، كأنّه: قل لهم: (والذين تدعون من دون الله) فلا يمتنع الخطاب إذا كان على هذا الوجه، ولهذا قرأ عاصم: والذين يدعون بالياء، لما كان ذلك عنده إخبارا عن المشركين، ولم يجز أن يكون في الظاهر خطابا للمسلمين.
فأما ما روي عن عاصم من أنه قرأ كلّه بالياء، فهذا على توجيه الخطاب إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، كأنه: قل لهم: والله يعلم ما يسرّون وما يعلنون، والذين يدعون). [الحجة للقراء السبعة: 5/59]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون}
قرأ عاصم {والّذين يدعون من دون الله} بالياء إخبارًا عن المشركين وقرأ الباقون (والّذين تدعون من دون الله) وحجتهم ما تقدم وما تأخر فما تقدم {وإن تعدوا نعمة الله} وما تأخّر {إلهكم إله واحد} ). [حجة القراءات: 387]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {والذين يدعون} قرأه عاصم بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/35]
وحجة من قرأه بالياء أنه لم يحسن أن يخاطب بذلك المؤمنون كما خوطبوا بقوله: {تسرون} و{تعلنون} «19» فهو على هذه القراءة خطاب للمؤمنين، أجراه على الإخبار عن الكفار وهو غيَّب، والياء للغائب.
7- وحجة من قرأه بالتاء أنه جعل «تسرون وتعلنون» خطابًا للمشركين فأجرى {تدعون} على ذلك، فجعله كله خطابًا للمشركين، وفيه معنى التهدد لهم، ويجوز أن يكون «تسرون وتعلنون» على هذه القراءة أيضًا خطابًا للمؤمنين، و{تدعون} خطابًا للكفار، على معنى: قل لهم يا محمد والذين تدعون من دون الله، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله لَا يَخْلُقُونَ} [آية/ 20] بالياء:
قرأها عاصمٌ ويعقوب.
والوجه أنه إخبارٌ عن المشركين وهم غيبٌ، كأنه قال: والذين يدعوهم هؤلاء الكفار لا يخلقون شيئًا.
وقرأ الباقون {تَدْعُونَ} بالتاء.
وكلهم قرأ {تُسِرُّونَ} و{تُعْلِنُونَ} [آية/ 19] إلا ص- فإنه قرأ بالياء فيهن.
والوجه أنه على خطاب المشركين، وقوله {مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} خطابٌ للكافة، والمعنى والله يعلم ما تُسرون أيها الناس، وقل يا محمد للكفار: والذين تدعون أيها الكفار لا يخلقون شيئًا.
ويجوز أن تكون الثلاثة على خطاب الكفار.
[الموضح: 733]
وما روى ص- عن عاصم من الياء في الثلاثة، فيجوز أن يكون {يسرّون} و{يعلنون} على الإخبار عن الكافة، و{يدعون} للكفار.
ويجوز أن يكون الكل للكفار). [الموضح: 734]

قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمى: [إيَّانَ يُبْعَثُون].
قال أبو الفتح: فيه لغتان: أيان، وإيان، بالفتح والكسر وقد مضى فيما قبل). [المحتسب: 2/9]

قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)}

قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 01:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل
[ من الآية (24) إلى الآية (29) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) }

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}

قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}

قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد: [فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السُقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ]، و[لِبُيُوتِهِمْ سُقْفًا].
قال أبو الفتح: الذي قلناه آنفا في [النُّجْم] هو شرح لهذه القراءة). [المحتسب: 2/9]

قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تشاقّون فيهم (27)
قرأ نافع وحده (تشاقّون فيهم) بكسر النون وتخفيفها.
وقرأ الباقون بفتح النون.
قال أبو منصور: من قرأ (تشاقّون فيهم) فإنه تبكيت من الله تعالى لعبدة الأوثان، يقول لهم يوم القيامة: أين شركائي بزعمكم الذين كنتم تشاقونني فيهم، أي: تعادونني - فحذفت إحدى النونين استثقالا للجمع بينهما، وكسر النون الباقية لتدل على ياء الإضافة.
[معاني القراءات وعللها: 2/77]
والقراءة المختارة (تشاقّون فيهم) بفتح النون؛ لأنها نون الجميع، والمعنى واحد في القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (شركائي (27)
روى البزي عن ابن كثيرٍ (شركاي) بغير همز، مثل عصاي، وهداي وسائر القراء قرأوا (شركائي) بالمد وفتح الياء.
وقد روى غير البزي لابن كثيرٍ المد مثل سائر القراء.
قال أبو منصور: القراءة بالمد، وما روى البزي من القصر فهو وهم؛ لأن الشركاء ممدود، والعصا والهدى مقصوران، وليست سواء). [معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (.................................................................... والياء خفيفًا وكأنه اسم عجمي (جودى) مثل حُبلى وقال: والعرب تقلب مثل هذه الياء في الأسماء الأعجمية ألفًا إذا عربوه (شتى) و(ماهي) و(شاهي) فيقولون (ستا) و(شاها) و(ماها). ويجوز أن يكون أمرًا، أي: جودي بالمطر، ثم دخلت الألف واللام فبقيت اللفظة، وقد حكى ذلك في ألفاظ عن العرب دخول الألف واللام على الأفعال (اليتقصع) و(اليتتبع) و(اليجدع) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/351]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {شركآءى الذين} [27].
قرأ ابن كثير برواية البزي في رواية شبل بن عباد {شركاى} غير ممدود مثل هداي وبشراي.
وقرأ الباقون {شركآءى الذين} لأن شركاء مدتها مثل فقهاء وسفهاء، ثم أضفتها إلى ياء النفس، وهي مفتوحة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/351]
فأما قراءة ابن كثير فقال ابن مجاهد: لا وجه لها.
وقال ابن الرومي: سألت أبا عمرو عنها فقال: لحن.
قال أبو عبد الله: وله وجه، وذلك أن العرب تستثقل الهمزة في الاسم المنفرد فلم اجتمع في {شركآءى} أربعة أشياء كلها مستثقلة: الجمع، والهمزة والكسرة، والياء، خزل الهمز تخفيفًا، وكل مدة فهي زائدة، ألا ترى أن كل شاعر إذا احتاج إلى قصر الممدود حذف المدة غير متهيب كقول الشاعر:
* لا بد من صنعا وإن طال السفر *
وصنعاء ممدود، وقال آخر:
فلو أن الأطبا كان حولي = وكان مع الأطباء الأساة
أراد: فلو أن الأطباء، فهذا واضح بين، ويزيده وضوحًا أن الممدود يجوز أن تقف عليه مقصورًا بحذف المدة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/352]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح النون وكسرها من قوله عزّ وجلّ: تشاقون فيهم [27].
فقرأ نافع وحده: (تشاقون فيهم) بكسر النون وتخفيفها.
وقرأ الباقون: تشاقون فيهم بفتح النون.
قد ذكرنا وجه قول نافع فيما تقدم، ومعنى (تشاقون): تكونون في جانب والمسلمون في جانب، ولا تكونون معهم يدا واحدة. ومن هذا قيل لمن خرج عن طاعة الإمام وعن جملة جماعة المسلمين: شقّ العصا، أي: صار في جانب عنهم، فلم يكن ملائما لهم، ولا مجتمعا معهم في كلمتهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/59]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الهمز من قوله عزّ وجلّ: أين شركائي الذين [27]، فقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر- إن شاء الله- وحمزة والكسائي: أين شركائي الذين بهمزة وفتح الياء.
وقال البزيّ عن ابن كثير: (شركاي الذين) بغير همز وفتح الياء، مثل: هداي [البقرة/ 38].
وروى القوّاس عن ابن كثير: شركائي الذين مهموزة.
الوجه فيه الهمز: لأن شريكا وشركاء كخليط وخلطاء، وفي التنزيل: وإن كثيرا من الخلطاء [ص/ 24]، ولا نعلم أحدا جمعه على غير فعلاء.
ووجه القصر: أن هذا الضرب من الممدود قد قصر في الآحاد مرّة، ومدّ أخرى، قال:
وأربد فارس الهيجا إذا ما... تقعرت المشاجر بالفئام
[الحجة للقراء السبعة: 5/60]
وقال آخر:
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا... فحسبك والضّحّاك سيف مهنّد
فكذلك الجموع، وقد حذفت الهمزة إذا كانت لاما، قالوا في: سوائية: سواية، وإنّما السوائية مثل الكراهية.
وذهب أبو الحسن في قولهم: أشياء، إلى أنه أفعلاء: أشيئاء، فحذفت والوجه المدّ في (شركاي).
وأمّا قوله: أين شركائي فإنّ القديم سبحانه لم يثبت بهذا الكلام له شريكا، وإنما أضيف على حسب ما كانوا يقولونه وينسبونه، وكما أضيفت هذه الإضافة، فكذلك أضيف إليهم، فقال: أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون [الأنعام/ 22]، وفي أخرى: وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون [يونس/ 28]، فإنّما أضيفوا هذه الإضافة على حسب ما كانوا يسمّونهم ويعتقدونه فيهم، ومثل ذلك قوله: ذق إنك أنت العزيز الكريم [الدخان/ 49]، ومثله: يا أيها الساحر ادع لنا ربك [الزخرف/ 49]، فهذا على حسب ما كانوا يقولون فيه، ويسمّونه به، وقد تقع الإضافة لبعض الملابسة دون التحقيق، كقول الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/61]
إذا قلت قدني قال بالله حلفة... لتغني عني ذا إنائك أجمعا
فأضاف الإناء إليه لشربه منه، والإناء في الحقيقة لمن يسقي به، دون من يشرب منه، ومثل ذلك قول الهذليّ، أنشدناه علي بن سليمان:
وكنت كعظم العاجمات اكتنفنه... بأطرافها حتى استدقّ نحولها
فهذا كما تقول لمن يحمل خشبة ونحوها: خذ طرفك، وآخذ طرفي، فتنسب إليه الطرف الذي يليه، كما تنسب إلى نفسك الطرف الذي يليك، فعلى هذا تجري الإضافة في قوله:
أين شركائي). [الحجة للقراء السبعة: 5/62]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أين شركائي الّذين كنتم تشاقون فيهم}
قرأ نافع {تشاقون فيهم} بكسر النّون أراد تشاقونني أي تعادونني فحذف إحدى النونين استثقالا للجمع بينهما وحذف الياء اجتزاء بالكسرة
وقرأ الباقون {تشاقون} بفتح النّون لا يجعلونه مضافا إلى النّفس والنّون في هذ القراءة علامة الرّفع والنّون مع الياء المحذوفة في قراءة نافع في موضع النصب). [حجة القراءات: 388]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {تشاقون فيهم} قرأ نافع بكسر النون، وفتحها الباقون، وهي في الحجة لفتح النون والكراهة لكسرها مخففة مثل {تبشرون} في الحجر، والفتح الاختيار، لضعف الكسر، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {أين شركائي} قرأ البزي بياء مفتوحة، من غير همز ولا مد، وقرأ الباقون بالهمز والمد، والياء مفتوحة.
وحجة من لم يمد ولا همز أنها لغة في قصر الممدود، قال أبو محمد: وهي قراءة بعيدة لأن قصر الممدود أكثر ما يأتي في الشعر وفي نادر من الكلام، قالوا في «السوء آية» «السواية» فقصروا.
10- وحجة من مد وهمز أنه أتى به على الأصل؛ لأنه جمع شريك، وباب «فعيل» أن يجمع على «فعلاء» وهو الأصل، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {تُشَاقُّونِ فِيهِمْ} [آية/ 27] بكسر النون مخففةً:
قرأها نافعٌ وحده، والأصل: تشاقونني، بالياء قبلها نونان، فحُذفت إحدى النونين استثقالًا للجمع بينهما، ثم حُذفت الياء، واكتفي بالكسرة، كما قلنا في {تُبَشِّرُونِ}.
وقرأ الباقون {تُشَاقُّونَ} بفتح النون.
والوجه أنه تُفاعلون من الشقاق بغير ياء الضمير، فالنون فيه واحدة، وهي علامة الرفع). [الموضح: 734]

قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين تتوفّاهم الملائكة (28)
قرأ حمزة (الّذين يتوفّاهم) بياء وتاء في الموضعين مع الإمالة، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص عن عاصم فيها مثل حمزة، وقرا الباقون (تتوفّاهم) بتاءين). [معاني القراءات وعللها: 2/78]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: تتوفاهم الملائكة [28 - 32].
فقرأ حمزة وحده: (يتوفاهم الملائكة) بالياء والتاء وبالإمالة.
وقرأ الباقون بتاءين في الموضعين.
أبو عمارة عن حفص عن عاصم مثل حمزة، وروى
[الحجة للقراء السبعة: 5/62]
هبيرة عن حفص عن عاصم، وابن اليتيم عن ابن عمر عن عاصم مثل أبي بكر.
قول حمزة: (يتوفّاهم) بالياء، لأنّ الفعل متقدّم، والإمالة حسنة في هذا النحو من الفعل، وعلى هذا قرأ الأخرى بالياء أيضا.
وأما تتوفاهم فلأنّ الفعل مسند إلى جماعة، والجماعة مؤنث، كما جاء: وإذ قالت الملائكة [آل عمران/ 42، 45] في غير موضع في التنزيل، وقرأ كثير من القراء: كالذي استهوته الشياطين [الأنعام/ 71] ولو كان استهواه كان حسنا أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 5/63] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}
قرأ حمزة (الّذين يتوفاهم الملائكة) بالياء وكذلك الّذي بعده وقرأ الباقون بالتّاء
اعلم أن فعل الجميع إذا تقدم يذكر ويؤنث فإن ذكرته أردت جمع الملائكة وإذا أنثته أردت جماعة الملائكة وحجّة التّاء قوله تعالى {وإذ قالت الملائكة} ). [حجة القراءات: 388]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {تتوفاهم} في موضعين قرأهما حمزة بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وقد تقدمت علة التذكير والتأنيث في هذا وأمثاله، فهو مثل: {فنادته الملائكة} «آل عمران 39» {إلا أن تأتيهم الملائكة} «النحل 33»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/36]
واختار أبو عبيد الياء لقول ابن مسعود: «ذكروا الملائكة» وتعقب عليه ابن قتيبة فاختار التاء، لأنها قراءة أهل الحرمين والبصرة وعاصم، وقال: والتأنيث إنما هو تأنيث الجماعة وليس يلحق الملائكة في التاء تأنيث، قال: وقد كان يلزم أبا عبيد أن يقرأه «توفاه رسلنا» لأنهم ملائكة، ولم يفعل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/37]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {الَّذِينَ يَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [آية/ 28 و32] بياء وتاء:
قرأها حمزة وحده في الحرفين.
والوجه أنه اختار تذكير الفعل؛ لتقدمه؛ ولكون التأنيث غير حقيقي؛ لأنه تأنيث جمعٍ، وللفصل.
وقرأ الباقون {تَتَوَفَّاهُمُ} بالتاء في الحرفين.
[الموضح: 734]
والوجه أن الفعل وإن تقدم فإنه مسند إلى جماعةٍ، فهي مؤنثة، كما قال تعالى {وإذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ} ). [الموضح: 735] (م)

قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة