العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 23 محرم 1432هـ/29-12-2010م, 10:51 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

الحضري والسفري

قلت: (أمثلة ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو حاضر غير مسافر كثيرة جداًَ، ولذلك لم يشتغل العلماء بإحصائها، وإنما تتبّع بعضهم ما قيل: إنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سفر روايةً أو استنتاجاً.
ولمعرفة السفريّ والحضري فوائد في استنباط بعض الأحكام وترتيب تواريخ الأدلة، ولذلك فائدة في القول بالنسخ والإطلاق والتقييد والتخصيص وغير ذلك، ويُحتاج إلى ما تبيّن منه في
الجمع والترجيح بين الأقوال).

أمثلة السفري
قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (
أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل، قال: أنا أحمد بن يزيد، قال: أنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: أنا حسان بن إبراهيم، قال: أنا أمية الأزدي، عن جابر بن زيد...
وأنزل على النبي في أسفاره أربع آيات: آيتان منهن أنزلتا عليه وهو قاطن بمكة:
إحداهما: قوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} نزلت عليه فيما يقال وهو بالجحفة.
والثانية: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا..} إلى آخرها، قيل: نزلت عليه بالشام ليلة أسري به.
والآيتان الأخريان نزلتا عليه وهو قاطن بالمدينة:
إحداهما: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة..} إلى آخرها نزلت عليه وهو بذات الجيش.
والثانية: {اليوم أكملت لكم دينكم..} إلى قوله تعالى: {دينا} نزلت عليه وهو بعرفة). [البيان: 137]

قالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ علي البيهقيُّ (ت:458هـ): (حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، قال: حدثنا أحمد بن حفص قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن عاصم الأحول، عن أم عمرو بنت عبس أنها قالت: (حدثتني عمتي أنها كانت في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنزلت عليه سورة المائدة؛ فاندقَّت كف راحلته العضباء من ثقل السورة) ). [دلائل النبوة:؟؟]
قَالَ محمَّدُ بنُ يعقوبَ الفَيرُوزآبادِيُّ (ت:817هـ): (وأما ابتداء سورة الحج فنزلت فى غزوة بنى المصطلق.
وقوله تعالى {والله يعصمك من الناس} نزلت فى بعض الغزوات لما قال صلى الله عليه وسلم: من يحرسنى الليلة؟ فنزلت الآية.
وفى سورة القصص {إنك لا تهدى من أحببت} نزلت بالليل وهو فى لحاف عائشة رضى الله عنها وعن أبيها.
وأما السور والآيات التى نزلت والملائكة يشيعونها ففاتحة الكتاب. نزل بها جبريل وسبعمائة ألف ملك يشيعها. بحيث امتلأ منهم ما بين السماء والأرض، طبقوا العالم بزجل تسبيحهم، وخر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهيبة ذلك الحال، وهو يقول فى سجوده: سبحان الله والحمد لله. ونزلت سورة الأنعام وسبعون ألف ملك يشيعها. ونزلت سورة الكهف واثنا عشر ألف ملك يشيعها. ونزلت آية الكرسى وثلاثون ألف ملك يشيعها. ونزلت يس واثنا عشر ألف ملك يشيعها). [بصائر ذوي التمييز:؟؟]
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وفي سورة الفتح أمثلة لأنواع، منها:
أنها ليلية سفرية، ففي لفظ الحديث السابق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه معه ليلا، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه، قال عمر: فحركت بعيري وتقدمت أمام القوم، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: ((قد أنزلت علي الليلة سورة)). الحديث. وقد كتبت في المصاحف مدنية).
[مواقع العلوم:32]
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (النوع الثالث والرابع: السفري والحضري
فقد تقدم في النوعين الأولين في السفري أمثلة: في سورة البقرة والنساء والأنفال والحج، وسورة الفتح بجملتها، وآية التيمم المصاحبة لآية الوضوء في المائدة. نزلت في السفر بالبيداء، أو بذات الجيش، وذلك في القفول من غزوة المريسيع في السنة الرابعة، على اختلاف في ذلك، ففي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة).
والخلاف في ذلك مبسوط في التفسير، وما قدمناه في الحج قد جاء ما يفيد مستنثى منه مرويا في الصحيح، ففي البخاري من طريق قيس بن عبادة.
عن أبي ذر، أنه كان يقسم أن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} الآية [الحج: 19] نزلت في حمزة، وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر.
فالظاهر أنه نزلت في يوم بدر وقت المبارزة لما فيه من الإشارة بـ "هذان" والمراد بالأولين من المسلمين حمزة، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم، والمراد بالآخرين من المشركين عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.
ومما نزل – أيضا – في السفر قوله – تعالى-: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} الآية [النحل: 126]، نزلت في أحد لما مثل بحمزة، قاله ابن عباس وأبو هريرة فيما رواه الواحدي عن مجاهد.
ومقسم، عن ابن عباس، وعن أبي عثمان النهدي.
عن أبي هريرة مرفوعا في الغيلانيات من طريق أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة رضي الله عنهم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد وقد مثل به فبقر بطنه، وقطع شدقه، فقال: ((رحمة الله عليك، فإنك كنت ما علمتك إلا ما علمت وصولا للرحم فعولا للخير، لولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك، أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك))، فنزل جبريل بخواتيم سورة النحل"، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف).
وفي رواية الترمذي من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا ومن المهاجرين ستة منهم حمزة، فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم، قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل: 126]).
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب.
وقد يقال: لا معارضة؛ لأن إعمال هذا الصبر إنما وقع يوم فتح مكة). [مواقع العلوم: 37-41]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثالث والرابع: الحضري والسفري
الأول: كثير.
وللثاني: أمثلة ذكر البلقيني منها قليلاً:
أحدها: وهو مما لم يذكره {فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه} الآية [البقرة: 196].
ففي "الصحيح" من حديث كعب بن عجرة: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية ونحن محرمون وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تتساقط على وجهي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيؤذيك هوام رأسك؟)) فقلت: نعم فأنزل الله هذه الآية).
ثانيها: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] نزلت بمنى فيما رواه البيهقي في "الدلائل".
ثالثها: {آمن الرسول} الآية [البقرة: 285] إلى آخر السورة، قيل: نزلت يوم فتح مكة.
رابعها: ولم يذكره البلقيني {ليس لك من الأمر شيء} الآية [آل عمران: 128] نزلت بأحد، فروى الترمذي عن ابن عمر قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: ((اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية))، فنزلت: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم} الآية [آل عمران: 128])، وفي "الصحيح" أن ذلك كان في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح.
خامسها: ولم يذكره {وما محمد إلا رسول} الآية [آل عمران: 144] نزلت بأحد، فقد روى البيهقي في "الدلائل" من طريق آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن أبيه أن رجلاً من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال له: (أشعرت أن محمداً قُتل؟ فقال: إن كان محمد قد قتل فقد بلَّغ، فقاتلوا عن دينكم) فنزلت.
سادسها: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الآية [النساء: 58] نزلت يوم الفتح في شأن مفتاح الكعبة.
سابعها: آية الكلالة – نزلت بين مكة والمدينة في مرجعه عليه الصلاة والسلام من حجة الوداع.
ثامنها: ولم يذكره: أول المائدة، ففي شعب الإيمان من طريق سفيان عن ليث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد، قالت: (نزلت سورة المائدة على النبي صلى الله عليه وسلم بمنى إن كادت من ثقلها أن تكسر عظام الناقة).
وفي "الدلائل" من حديث عاصم الأحول عن أم عمرو بنت عبس عن عمها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فنزلت عليه سورة المائدة فاندقت كتف راحلته العضباء من ثقل السورة).
وروى أبو عبيد عن عمر بن طارق عن يحيى بن أيوب عن أبي صخر عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على راحلته فانصدع كتفها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تاسعها: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] ففي "الصحيح" من حديث عمر – رضي الله عنه – أنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع انتهى.
عاشرها: آية التيمم فيها، ففيه من حديث عائشة أنها نزلت بالبيداء أو بذات الجيش قريب المدينة في القفول من غزوة المريسيع.
حادي عشرها: أول الأنفال، فقد روى أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: (لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اذهب فاطرحه)))، قال: (فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي)، قال: (فما جاوزت إلا يسيراً حتى نزلت سورة الأنفال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اذهب فخذ سيفك))).
ثاني عشرها: ولم يذكره: {إذ تستغيثون ربكم} الآية [الأنفال: 9]، ففي "الصحيح" عن عمر قال: (نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر فاستقبل القبلة وجعل يهتف بربه فأنزل الله هذه الآية).
ثالث عشرها: ولم يذكره: {ومن يولهم يومئذ دبره} الآية [الانفال: 16]، روى النسائي عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم بدر.
رابع عشرها: آيات من أثناء براءة في غزوة تبوك.
خامس عشرها: ولم يذكره: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآيتين [التوبة: 113-114]، فقد روى الطبراني في "الكبير" عن ابن عباس: (أنه صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة واعتمر، فلما هبط من ثنية عسفان نزل على قبر أمه وبكى ودعا الله أن يأذن له في الشفاعة لها فنزل جبريل بهاتين الآيتين).
سادس عشرها: {وإن عاقبتم فعاقبوا} الآية [النحل: 126] إلى آخر السورة.
فأخرج البيهقي في "الدلائل" والبزار في مسنده من حديث أبي هريرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثل به، فذكر الحديث إلى أن قال: ((لأمثلن بسبعين منهم مكانك)) فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} الآية [النحل: 126] إلى آخر السورة)، فهو صريح في نزولها بأحد، وعزا البلقيني هذا الحديث إلى الفيلانيات وهو قصور.
وأخرج الترمذي من حديث أبي بن كعب قال: (لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلاً ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنربين عليهم. قال: فلما كان يوم الفتح أنزل الله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل: 126]).
قال الترمذي: حسن غريب، قال البلقيني: وقد يقال لا معارضة بين الحديثين؛ لأن أعمال هذا الصبر إنما وقع يوم فتح مكة.
قلت: المعارضة واقعة بين قوله: (نزلت والنبي واقف على حمزة ووقوفه بأحد)، وقوله: (فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله)، وأي جمع حصل من كلامه المذكور؟ وإنما يجمع بما تقدم عن ابن الحصار أنها نزلت:
أولاً: بمكة، ثم ثانياً: بأحد، ثم ثالثاً: يوم الفتح تذكيراً من الله لعباده.
سابع عشرها: ولم يذكره أول الحج، ففي الترمذي عن عمران بن حصين قال: (أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 1-2] وهو في سفر فقال: ((أتدرون أي يوم ذلك؟)) الحديث). وفي "المستدرك" عن أنس مثله.
ثامن عشرها: {هذان خصمان اختصموا} إلى قوله: {الحميد} [الحج: 19-24] ففي البخاري عن أبي ذر أنه كان يقسم أن هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه.
قال البلقيني: فالظاهر أنها نزلت يوم بدر وقت المبارزة لما فيه من الإشارة بهذان.
تاسع عشرها: ولم يذكره {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} الآية [الحج: 39] – ففي المستدرك عن ابن عباس: (لما أخرج أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: (إنا لله وإنا إليه راجعون أخرجوا نبيهم ليهلكن فنزلت هذه الآية)).
قال ابن الحصار: استنبط بعضهم من هذا الحديث أنها نزلت في سفر الهجرة.
العشرون: {إن الذي فرض عليك القرآن} الآية [القصص: 85]، قيل: نزلت بالجحفة في سفر الهجرة.
الحادي والعشرون: أول الروم كما تقدم.
الثاني والعشرون: سورة الفتح بجملتها، كذا قال البلقيني وتمسك بظاهر ما رواه البخاري من حديث عمر: (بينما هو يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)) فقرأ: {إنا فتحنا لك فتحاً مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 1-2])، ولا دليل فيه على نزولها كلها تلك الليلة، بل النازل فيها أولها وقد وردت أحاديث بنزول سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها.
لطيفة: ورد تبيين الموضع الذي نزلت فيه وهو كراع الغميم رواه الحاكم أيضاً.
الثالث والعشرون: ولم يذكره: سورة المنافقون، فقد روى الترمذي من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي سعيد الأزدي قال: أخبرنا زيد بن أرقم قال: (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الأعراب، فسبق أعرابي فملأ الحوض، فأتى رجل من الأنصار أعرابياً فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه ورفع الأعرابي خشبةً فضرب بها رأس الأنصاري فشجه، فأتى عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب وقال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ثم قال لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأخبرت عمي فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف وجحد قال: فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني فجاء عمي فقال: ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك فوقع عليَّ من الهم ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وقد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي، فلحقني أبو بكر فقال: ما قال لك رسول الله؟ قلت: ما قال شيئاً إلا أنه عرك أذني وضحك في وجهي، فقال: أبشر، ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين).
قال الترمذي: حسن صحيح.
ففي هذا الحديث مع كونها نزلت بالسفر ما يقتضي أنها نزلت بالليل ثم روى أيضاً من حديثه أن ذلك في غزوة تبوك، ومن حديث جابر بن عبد الله نحو ذلك، وفيه قال سفيان: يروون أنها غزوة بني المصطلق وقال في كل من الحديثين حسن صحيح، وهو في "الصحيحين" بدون قول سفيان وذكر ابن إسحاق أيضاً أنها نزلت في غزوة بني المصطلق.
الرابع والعشرون: سورة النصر، روى البيهقي والبزار عن ابن عمر أنها نزلت أواسط أيام التشريق عام حجة الوداع). [التحبير في علم التفسير: 63-73]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثاني في معرفة الحضري والسفري
أمثلة الحضري كثيرة.
وأما السفري فله أمثلة تتبَّعتُها:
منها: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} الآية [البقرة: 125] نزلت بمكة عام حجة الوداع، فأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال: (لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم قال: ((نعم)) قال: أفلا نتخذه مصلى فنزلت).
وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه مر بمقام إبراهيم فقال: (يا رسول الله أليس نقوم مقام خليل ربنا قال: ((بلى)) قال: أفلا نتخذه مصلى؟ فلم يلبث إلا يسيرا حتى نزلت).
وقال ابن الحصار: نزلت إما في عمرة القضاء أو في غزوة الفتح أو حجة الوداع.
ومنها: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} الآية [البقرة: 189]، روى ابن جرير عن الزهري: أنها نزلت في عمرة الحديبية،، وعن السدي: أنها نزلت في حجة الوداع.
ومنها: {وأتموا الحج والعمرة لله} الآية [البقرة: 196]، فأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان ابن أمية قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم متضمخ بالزعفران عليه جبة فقال: كيف تأمرني في عمرتي فنزلت فقال: ((أين السائل عن العمرة ألق عنك ثيابك ثم اغتسل . . .)) الحديث).
ومنها: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} الآية [البقرة: 196] نزلت بالحديبية كما أخرجه أحمد عن كعب بن عجرة الذي نزلت فيه والواحدي عن ابن عباس.
ومنها: {آمن الرسول} الآية [البقرة: 285]، قيل: نزلت يوم فتح مكة ولم أقف له على دليل.
ومنها: {واتقوا يوما ترجعون} الآية [البقرة: 281] نزلت بمنى عام حجة الوداع فيما أخرجه البيهقي في "الدلائل".
ومنها: {الذين استجابوا لله والرسول} الآية [آل عمران: 172] أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس: (أنها نزلت بحمراء الأسد).
ومنها: آية التيمم في النساء، أخرج ابن مردويه عن الأسلع بن شريك: (أنها نزلت في بعض أسفار النبي صلى الله عليه وسلم).
ومنها: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الآية [النساء: 58]، نزلت يوم الفتح في جوف الكعبة كما أخرجه سنيد في تفسيره عن ابن جريج وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس.
ومنها: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} الآية [النساء: 102]، نزلت بعسفان بين الظهر والعصر كما أخرجه أحمد عن أبي عياش الزرقي.
ومنها: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} الآية [النساء: 176]، أخرج البزار وغيره عن حذيفة: (أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له).
ومنها: أول المائدة، أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن أسماء بنت يزيد: (أنها نزلت بمنى) وأخرج في "الدلائل" عن أم عمرو عن عمها: (أنها نزلت في مسير له).
وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب قال: نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة.
ومنها: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3]، في "الصحيح" عن عمر: (أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع)، وله طرق كثيرة لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري: (أنها نزلت يوم غدير خم).
وأخرج مثله من حديث أبي هريرة وفيه: (إنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة مرجعه من حجة الوداع)، وكلاهما لا يصح.
ومنها: آية التيمم فيها في "الصحيح" عن عائشة: (أنها نزلت بالبيداء وهم داخلون المدينة)، وفي لفظ بالبيداء أو بذات الجيش.
قال ابن عبد البر في "التمهيد": يقال: إنه كان في غزوة بني المصطلق وجزم به في "الاستذكار"، وسبقه إلى ذلك ابن سعد وابن حبان وغزوة بني المصطلق هي غزوة المريسيع واستبعد ذلك بعض المتأخرين قال: لأن المريسيع من ناحية مكة بين قديد والساحل وهذه القصة من ناحية خيبر لقول عائشة: (بالبيداء أو بذات الجيش) وهما بين المدينة وخيبر، كما جزم به النووي لكن جزم ابن التين بأن البيداء هي ذو الحليفة.
وقال أبو عبيد البكري: البيداء هو الشرف الذي قدام ذي الحليفة من طريق مكة. قال: وذات الجيش من المدينة على بريد.
ومنها: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم} الآية[المائدة: 11].
أخرج ابن جرير عن قتادة قال: (ذكر لنا أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل في الغزوة السابعة حين أراد بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا به فأطلعه الله على ذلك).
ومنها: {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67] في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة: (أنها نزلت في السفر).
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر: (أنها نزلت في ذات الرقيع بأعلى نخل في غزوة بني أنمار).
ومنها: أول الأنفال نزلت ببدر عقب الوَقْعة كما أخرجه أحمد عن سعد بن أبي وقاص.
ومنها: {إذ تستغيثون ربكم} الآية [الأنفال: 9] نزلت ببدر أيضا كما أخرجه الترمذي عن عمر.
ومنها: {والذين يكنزون الذهب} الآية [التوبة: 34] نزلت في بعض أسفاره كما أخرجه أحمد عن ثوبان.
ومنها: قوله: {لو كان عرضا قريبا} الآيات [التوبة: 42] نزلت في غزوة تبوك كما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس.
ومنها: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب} الآية [التوبة: 65] نزلت في غزوة تبوك كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر.
ومنها: {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية [التوبة: 113] أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس: (أنها نزلت لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا وهبط من ثنية عسفان فزار قبر أمه واستأذن في الاستغفار لها).
ومنها: خاتمة النحل أخرج البيهقي في "الدلائل" والبزار عن أبي هريرة: (أنها نزلت بأحد والنبي صلى الله عليه وسلم واقف على حمزة حين استشهد)، وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي بن كعب: (أنها نزلت يوم فتح مكة).
ومنها: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} الآية [الإسراء: 76] أخرج أبو الشيخ والبيهقي في "الدلائل" من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم: أنها نزلت في تبوك.
ومنها: أول الحج، أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين قال: (لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله {ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 1-2] أنزلت عليه هذه وهو في سفر..) الحديث.
وعند ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: (أنها نزلت في مسيره في غزوة بني المصطلق).

ومنها: {هذان خصمان} الآيات [الحج: 19] قال القاضي جلال الدين البلقيني: الظاهر أنها نزلت يوم بدر وقت المبارزة لما فيه من الإشارة بـ«هذان».
ومنها: {أذن للذين يقاتلون} الآية [الحج: 39] أخرج الترمذي عن ابن عباس قال: (لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة)، قال أبو بكر: (أخرجوا نبيهم ليهلكن فنزلت).
قال ابن الحصار: استنبط بعضهم من هذا الحديث أنها نزلت في سفر الهجرة.
ومنها: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} الآية [الفرقان: 45] قال ابن حبيب: نزلت بالطائف ولم أقف له على مستند.
ومنها: {إن الذي فرض عليك القرآن} الآية [القصص: 85] نزل بالجحفة في سفر الهجرة كما أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك.
ومنها: أول الروم، روى الترمذي عن أبي سعيد قال: (لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت {الم غلبت الروم} إلى قوله {بنصر الله} الآية [الروم: 1-5]).
قال الترمذي: غلبت الروم يعني بالفتح ومنها {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} الآية [الزخرف: 45] قال ابن حبيب: نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء.
ومنها: {وكأين من قرية هي أشد قوة} الآية [محمد: 13] قال السخاوي في "جمال القراء": قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما توجه مهاجرا إلى المدينة وقف ونظر إلى مكة وبكى فنزلت.
ومنها: سورة الفتح أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها وفي "المستدرك" أيضا من حديث مجمع بن جارية: (أن أولها نزل بكراع الغميم).
ومنها: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} الآية [الحجرات: 13]، أخرج الواحدي عن ابن أبي مليكة: أنها نزلت بمكة يوم الفتح لما رقي بلال على ظهر الكعبة وأذن فقال بعض الناس: أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة؟.
ومنها: {سيهزم الجمع} الآية [القمر: 45] قيل: إنها نزلت يوم بدر حكاه ابن الفرس وهو مردود لما سيأتي في النوع الثاني عشر ثم رأيت عن ابن عباس ما يؤيده.
ومنها: قال النسفي: قوله {ثلة من الأولين} الآية [الواقعة: 13] وقوله {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} الآية [الواقعة: 81] نزلتا في سفره صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم أقف له على مستند.
ومنها: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} الآية [الواقعة: 82]، أخرج ابن أبي حاتم من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حزرة قال: نزلت في رجل من الأنصار في غزوة تبوك لما نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يحملوا من مائها شيئا ثم ارتحل ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء فشكوا ذلك فدعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من المنافقين: إنما مطرنا بنوء كذا فنزلت.
ومنها: آية الامتحان {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} الآية [الممتحنة: 10] أخرج ابن جرير عن الزهري: أنها نزلت بأسفل الحديبية.
ومنها: سورة المنافقين، أخرج الترمذي عن زيد بن أرقم: (أنها نزلت ليلا في غزوة تبوك) وأخرج سفيان: أنها في غزوة بني المصطلق وبه جزم ابن إسحاق وغيره.
ومنها: سورة المرسلات، أخرج الشيخان عن ابن مسعود قال: (بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت عليه {والمرسلات} الآية الحديث).
ومنها: سورة المطففين أو بعضها، حكى النسفي وغيره: أنها نزلت في سفر الهجرة قبل دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة.
ومنها: أول سورة اقرأ نزل بغار حراء كما في "الصحيحين".
ومنها: سورة الكوثر، أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير: أنها نزلت يوم الحديبية وفيه نظر.
ومنها: سورة النصر، أخرج البزار والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عمر قال: (أنزلت هذه السورة {إذا جاء نصر الله والفتح} [النصر: 1] على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع فأمر بناقته القصواء فرحلت ثم قام فخطب الناس فذكر خطبته المشهورة) ). [الإتقان في علوم القرآن: 1/114-136]

قلت: ( ما جمعه السيوطي - رحمه الله - بحاجة إلى غربلة فلا يصحّ اعتماده قبل تمحيصه، وقد اجتهد في الجمع والترتيب؛ فكفى الباحثين كثيراً من عناء التتبّع، وعدُّه سورةَ (اقرأ) من السفري لأجل أن مطلعها نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء لا يصحّ)
.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 محرم 1432هـ/30-12-2010م, 12:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الليلي والنهاري

الليلي والنهاري


قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(ما نزل ليلا:
قوله تعالى: في أول سورة الحج {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} نزلت ليلا في غزوة بني المصطلق وهم حي من خزاعة والناس يسيرون ،وقوله تعالى في المائدة: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} نزلت في بعض غزوات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحرس كل ليلة ،قال عبد الله بن عامر بن ربيعة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من يحرسنا الليلة فأتاه حذيفة وسعد في آخرين معهم الحجف والسيوف وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خيمة من أدم فباتوا على باب الخيمة فلما أن كان بعد هزيع من الليل أنزل الله عليه الآية فأخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه من الخيمة فقال: يأيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله))
ومنها قوله: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} الآية قالت عائشة رضي الله عنها: نزلت هذه الآية على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا معه في اللحاف ونزل عليه أكثر القرآن نهارا). [البرهان في علوم القرآن:؟؟]

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ):
(النوع الخامس والسادس: الليلي والنهاري

قد تقدم في سورة الفتح أنها نزلت بالليل كما سبق من قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)).
وتقدم في سورة الحج أن فيها ليليا ونهاريا.
وآية القبلة ورد فيها ما يفيد أنها نزلت بالليل كما في حديث نسخها الثابت في الصحيحين، عن ابن عمر رضي الله عنهما: (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل عليه الليلة قرآن)) الحديث).
وكذلك ما رواه أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت {قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية [البقرة: 144]، فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا أن القبلة قد حولت فمالوا كلهم نحو القبلة).
وفي "الصحيحين" من طريق البراء بن عازب رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا، وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وكان أول صلاة صلاها العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صل معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: ((أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا كما هم قبل البيت)) الحديث).
فهذا يقتضي أنها حولت بين الظهر والعصر، والحديثان السابقان يدلان على أنها حولت ليلا.
والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل، لأن قصة أهل قباء كانت في الصبح، وقباء قرية من المدينة، فيستحيل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر البيان لهم من العصر إلى الصبح، وهذا بعيد.
ومما نزل ليلا آية الإذن في خروج النساء للحاجة في سورة الأحزاب، والظاهر أنها قوله – تعالى -:
{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} الآية [الأحزاب: 59]. روى البخاري من طريق عائشة رضي الله عنها قالت: (خرجت سودة، بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين! قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله عز وجل إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: ((إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن))).
وإنما قلنا: إن ذلك ليلا؛ لأنهن إنما كن يخرجن ليلا كما في حديث عائشة رضي الله عنهما في قصة الإذن: إنهن إنما كن يخرجن للحاجة من ليل إلى ليل إلى المتبرز.
ولم يعين في البخاري الآية التي فيها الإذن، وسيأتي ذلك في التفسير، والظاهر ما قدمناه.
ومما نزل ليلا الآية التي فيها توبة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك، ففي حديث كعب بن مالك: (فأنزل الله توبتنا حتى بقي الثلث الأخير من الليل)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة رضي الله عنها وكانت أم سلمة محسنة في شأني معنية في أمري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أم سلمة، تيب على كعب))، قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره، قال: ((إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليل، حتى إذا صلى الفجر آذن بتوبة الله علينا)).
وفي هذا مثال – أيضا للنوع الذي سيأتي، وهو الفراشي، فإنها نزلت في بيت أم سلمة، والنبي صلى الله عليه وسلم نائم عندها). [مواقع العلوم: 42-45]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):لنوع الخامس والسادس: النهاري والليلي
الأول: كثير.
وللثاني: أمثلة لم يستوفها البلقيني:
أحدها: آية القبلة ففي "الصحيحين": (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آتٍ فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن).
ثانيها: ولم أر من ذكره: خواتيم سورة البقرة، ففي "صحيح مسلم" عن ابن مسعود: (لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى). الحديث.
وفيه فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئاً (المقحمات) وقد أعطي الصلوات ليلة الإسراء فالظاهر أنه أعطي الأخرى ليلتئذ. لكن الأحاديث في "الصحيح" في بيان نزولها عن ابن عباس –رضي الله عنه– وغيره تحالف هذا ويجمع بين ذلك بأنها نزلت بعد إعطائه إياها ليلة الإسراء.
ثالثها: {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67]، فقد روى الحاكم والترمذي عن عائشة –رضي الله عنها– قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67]، فأخرج رأسه من القبة فقال لهم: ((يا أيها الناس: انصرفوا فقد عصمني الله)))، وهذه الآية مثال للفراشي أيضاً.
رابعها: سورة الأنعام بكمالها فقد روى أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: (نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة).
خامسها: آية الثلاثة الذين خلفوا – ففي "الصحيحين" من حديث كعب: (فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة).
سادسها: روى الترمذي من حديث أنس: (أن هذه الآية: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} الآية [السجدة: 16]، نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة). وقال: حسن صحيح، وظاهره أنها نزلت في ذلك الوقت.
سابعها: آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب، قال البلقيني: والظاهر أنها: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك} الآية [الأحزاب: 59].
ففي البخاري عن عائشة – رضي الله عنها –: (خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر، فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين؟ قالت: فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى وفي يده عرق فقلت: يا رسول الله خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر: كذا وكذا، فأوحى الله إليه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: ((إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن))).
قال البلقيني: وإنما قلنا إن ذلك كان ليلاً؛ لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلاً كما في "الصحيحين" عن عائشة في حديث الإفك.
ثامنها: سورة الفتح كما تقدم، وبينا أنها لم تنزل كلها ليلاً، وفي بعض الأحاديث أنها إلى: {صراطاً مستقيماً} الآية [الفتح: 20].
تاسعها: سورة المنافقين كما تقدم). [التحبير في علم التفسير: 74-78]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثالث معرفة النهاري والليلي
أمثلة النهاري كثيرة، قال ابن حبيب: نزل أكثر القرآن نهارا، وأما الليل فتتبعت له أمثلة:
منها آية تحويل القبلة ففي "الصحيحين" من حديث ابن عمر: (بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذا أتاهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة).
وروى مسلم عن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ببيت المقدس فنزلت قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حولت فمالوا كلهم نحو القبلة).
لكن في "الصحيحين" عن البراء: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت). فهذا يقتضي أنها نزلت نهارا بين الظهر والعصر.
قال القاضي جلال الدين: والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل؛ لأن قضية أهل قباء كانت في الصبح وقباء قريبة من المدينة فيبعد أن يكون رسول الله أخر البيان لهم من العصر إلى الصبح.
وقال ابن حجر: الأقوى أن نزولها كان نهارا والجواب عن حديث ابن عمر؛ أن الخبر وصل وقت العصر إلى من هو داخل المدينة وهم بنو حارثة، ووصل وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة وهم بنو عمرو بن عوف أهل قباء وقوله: (قد أنزل عليه الليلة) مجاز من إطلاق الليلة على بعض اليوم الماضي والذي يليه.
قلت: ويؤيد هذا ما أخرجه النسائي عن أبي سعيد بن المعلى قال: (مررنا يوما ورسول الله قاعد على المنبر فقلت: لقد حدث أمر فجلست فقرأ رسول الله هذه الآية:
{قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية [البقرة: 144] حتى فرغ منها ثم نزل فصلى الظهر).
ومنها أواخر آل عمران أخرج ابن حبان في صحيحه وابن المنذر، وابن مردويه وابن أبي الدنيا في كتاب "التفكر" عن عائشة: (أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح فوجده يبكي فقال: يا رسول الله ما يبكيك؟
قال: ((وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل علي هذه الليلة {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} الآية [آل عمران: 190])) ثم قال: ((ويل لمن قرأها ولم يتفكر))).
ومنها {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67] أخرج الترمذي.
والحاكم عن عائشة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فأخرج رأسه من القبة فقال: ((أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله))).
وأخرج الطبراني عن عصمة بن مالك الخطمي قال: (كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت فترك الحرس).
ومنها سورة الأنعام أخرج الطبراني وأبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال: (نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح).
ومنها آية الثلاثة الذين خلفوا ففي "الصحيحين" من حديث كعب: (فأنزل الله توبتنا حين بقي الثلث الأخير من الليل).
ومنها سورة مريم روى الطبراني وأبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ولدت لي الليلة جارية فقال: ((والليلة أنزلت علي سورة مريم سمها مريم))).
ومنها أول الحج ذكره ابن حبيب ومحمد بن بركات السعيدي في كتابه "الناسخ والمنسوخ" وجزم به السخاوي في "جمال القراء" وقد يستدل له بما أخرجه ابن مردويه عن عمران بن حصين: (أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم في سفر وقد نعس بعض القوم وتفرق بعضهم فرفع بها صوته . . . الحديث).
ومنها آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب قال القاضي جلال الدين: والظاهر أنها {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك} الآية [الاحزاب: 59] ففي البخاري عن عائشة: (خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى وفي يده عرق فقلت: يا رسول الله خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى الله إليه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: ((إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن))).
قال القاضي جلال الدين: وإنما قلنا إن ذلك كان ليلا؛ لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلا كما في "الصحيح" عن عائشة في حديث الإفك.
ومنها: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} الآية [الزخرف: 45] على قول ابن حبيب: إنها نزلت ليلة الإسراء.
ومنها أول الفتح ففي البخاري من حديث عمر: (((لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)) فقرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الحديث).
ومنها سورة المنافقين كما أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم.
ومنها سورة المرسلات قال السخاوي في "جمال القراء": روي عن ابن مسعود: (أنها نزلت ليلة الجن بحراء)
قلت: هذا أثر لا يعرف ثم رأيت في "صحيح الإسماعيلي" وهو مستخرجه على البخاري: أنها نزلت ليلة عرفة بغار منى وهو في "الصحيحين" بدون قوله ليلة عرفة والمراد بها: ليلة التاسع من ذي الحجة فإنها التي كان صلى الله عليه وسلم يبيتها بمنى.
ومنها: المعوذتان فقد قال ابن أشته في "المصاحف": نبأنا محمد بن يعقوب نبأنا أبو داود نبأنا عثمان بن أبي شيبة نبأنا جرير عن بيان عن قيس عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزلت علي الليلة آيات لم ير مثلهن: {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))). [الإتقان في علوم القرآن: 1/137-148]

فرع: ما نزل بين الليل والنهار
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):
(
فرع
: ومنه ما نزل بين الليل والنهار في وقت الصبح ويصلح أن يجعل نوعاً مستقلاً، ويحضرني منه مثالان:
الأول: {ليس لك من الأمر شيء} الآية [آل عمران: 128]، فقد تقدم أنها نزلت وهو في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح.
الثاني: آية من الفتح، فقد روى مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس: (أن ثمانين هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الصبح يريدون أن يقتلوه فأخذوا أخذاً فأعتقهم فأنزل الله: {وهو الذي كف أيديهم عنكم} الآية [الفتح: 24])). [التحبير في علم التفسير:78]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ(ت: 911هـ): (فرع : ومنه ما نزل بين الليل والنهار في وقت الصبح وذلك آيات:
منها: آية التيمم في المائدة ففي "الصحيح" عن عائشة: (وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} إلى قوله: {لعلكم تشكرون} الآية [المائدة: 6]).
ومنها: {ليس لك من الأمر شيء} الآية [آل عمران: 128] ففي "الصحيح": أنها نزلت وهو في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح حين أراد أن يقنت يدعو على أبي سفيان ومن ذكر معه). [الإتقان في علوم القرآن: 1/148]

تنبيه:
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (تنبيه: فإن قلت: فما تصنع بحديث جابر مرفوعا: ((أصدق الرؤيا ما كان نهارا؛ لأن الله خصني بالوحي نهارا)). أخرجه الحاكم في تاريخه قلت هذا الحديث منكر لا يحتج به). [الإتقان في علوم القرآن: 1/148]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 صفر 1432هـ/11-01-2011م, 06:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الأرضي والسمائي

الأرضي والسمائي

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع السادس الأرضي والسمائي
تقدم قول ابن العربي: إن من القرآن سمائيا وأرضيا وما نزل بين السماء والأرض وما نزل تحت الأرض في الغار.
قال: وأخبرنا أبو بكر الفهري، قال: أنبأنا التميمي أنبأنا هبة الله المفسر، قال: نزل القرآن بين مكة والمدينة إلا ست آيات نزلت لا في الأرض ولا في السماء:
ثلاث في سورة الصافات: {وما منا إلا له مقام معلوم} الآيات الثلاث [الصافات: 164-167].
وواحدة في الزخرف: {واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا} الآية [الزخرف: 45].
والآيتان من آخر سورة البقرة [285-286] نزلت ليلة المعراج.
قال ابن العربي: ولعله أراد في الفضاء بين السماء والأرض، قال: وأما ما نزل تحت الأرض: فسورة المرسلات كما في "الصحيح" عن ابن مسعود.
قلت: أما الآيات المتقدمة فلم أقف على مستند لما ذكره فيها إلا آخر البقرة فيمكن أن يستدل بما أخرجه مسلم عن ابن مسعود: (لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى.. الحديث) وفيه: (فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثا أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك من أمته بالله شيئا المقحمات).
وفي "الكامل" للهذلي: نزلت {آمن الرسول} إلى آخرها [البقرة: 285-286] بقاب قوسين). [الإتقان في علوم القرآن: 1/155-157]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 محرم 1432هـ/30-12-2010م, 12:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

الصيفي والشتائي

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (النوع السابع والثامن: الصيفي والشتائي
روى مسلم من طريق معدان بن طلحة اليعمري، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب يوم جمعة فقال: (إني لا أدع شيئا أهم عندي من الكلالة، ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، فما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: ((يا عمر ألا يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء))).
وأخرج الحاكم أبو عبد الله في "المستدرك" من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة –رضي الله عنه–: (أن رجلا قال: يا رسول الله ما الكلالة؟ قال: ((أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة} الآية [النساء: 176]))). قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه.
والآيات العشر في سورة النور اللواتي فيهن براءة عائشة رضي الله عنها نزلن في الشتاء، ففي "صحيح البخاري" في حديث الإفك: (فوالله ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه من البرحاء ما كان يأخذه، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه..الحديث). [مواقع العلوم: 46-47]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع السابع والثامن: الصيفي والشتائي
الأول: له أمثلة أحدها: ولم يذكر البلقيني غيره: آية الكلالة، ففي "صحيح مسلم" عن عمر: (ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: ((يا عمر ألا يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء))).
وأخرج الحاكم في "المستدرك" عن أبي هريرة: (أن رجلاً قال: يا رسول الله ما الكلالة؟ قال: ((أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} الآية [النساء: 176])))، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، قلت: وقد تقدم أن ذلك في سفر حجة الوداع.
ثانيها وثالثها ورابعها: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] وأول المائدة {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3]؛ لأن ذلك مما نزل بحجة الوداع فهو قريب الزمن من آية الكلالة.
خامسها: غالب آيات غزوة تبوك في براءة فقد كانت في شدة الحر كما في الحديث ونص الله تعالى في كتابه فقال: {وقالوا لا تنفروا في الحر} الآية [التوبة: 81].
وقد قال البيهقي في "الدلائل": أخبرنا أبو عبد الله أخبرنا أبو العباس أخبرنا أحمد أخبرنا يونس عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا كان يظهر أنه يريد غيره إلا في غزوة تبوك قال: ((يا أيها الناس: إني أريد الروم)) فأعلمهم وذلك في زمن البأس وشدة من الحر وجدب البلاد، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس: ((يا جد هل لك في بنات بني الأصفر؟)) قال: (يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد عجباً بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فائذن لي، فأنزل الله {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} الآية [التوبة: 49]، وقال رجل من المنافقين: لا تنفروا في الحر فأنزل الله: {قل نار جهنم أشد حراً} الآية [التوبة: 81]).
وأما النوع الثاني فله أمثله:
أحدها ولم يذكر البلقيني غيره: الآيات الثلاث عشرة في براءة عائشة من سورة النور.
وأولها: {إن الذين جاءوا بالإفك} الآية [النور: 11] ففي البخاري من حديثها: (فوالله ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحدٌ من البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شاتٍ من ثقل الوحي الذي ينزل عليه). الحديث.
ثانيها: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم} الآية [النور: 22]، فإنها نزلت لما حلف أبو بكر رضي الله عنه لا ينفق على مسطح شيئاً لما تكلم في الإفك فهي قريبة مما قبلها.
ثالثها: قال الواحدي: أنزل الله في الكلالة آيتين:
إحداهما في الشتاء، وهي التي في أول النساء.
والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها، وعجبت للبلقيني كيف غفل عن هذه.
رابعها: ما في سورة الأحزاب من آيات غزوة الخندق، فقد كانت في البرد ففي حديث حذيفة: (تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلاً فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا ابن اليماني: قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم)) قلت: يارسول الله، والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياءً من البرد). الحديث.
وفي بعض طرقه قال في آخره: فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود} إلى آخرها [الأحزاب: 9-27]). [التحبير في علم التفسير: 79-82]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الرابع الصيفي والشتائي
قال الواحدي: أنزل الله في الكلالة آيتين:
إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء.
والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها.
وفي "صحيح مسلم" عن عمر: (ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: ((يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء))).
وفي "المستدرك" عن أبي هريرة" (أن رجلا قال يا رسول الله ما الكلالة؟ قال: ((أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} الآية [النساء: 176]))). وقد تقدم أن ذلك في سفر حجة الوداع فيعد من الصيفي ما نزل فيها كأول المائدة.
وقوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] {واتقوا يوما ترجعون} الآية [البقرة: 281] وآية الدين [البقرة: 282] وسورة النصر.
ومنه الآيات النازلة في غزوة تبوك فقد كانت في شدة الحر أخرجه البيهقي في "الدلائل" من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال: ((يا أيها الناس إني أريد الروم)) فأعلمهم وذلك في زمان البأس وشدة الحر وجدب البلاد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس: ((هل لك في بنات بني الأصفر))؟ قال: يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد عجبا بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فائذن لي فأنزل الله: {ومنهم من يقول ائذن لي} الآية [التوبة: 49]، وقال رجل من المنافقين: {لا تنفروا في الحر} فأنزل الله: {قل نار جهنم أشد حرا} الآية [التوبة: 81]).
ومن أمثلة الشتائي قوله: {إن الذين جاؤوا بالإفك} إلى قوله: {ورزق كريم} [النور: 11-26] ففي "الصحيح" عن عائشة: (أنها نزلت في يوم شات).
والآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب فقد كانت في البرد ففي حديث حذيفة: (تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب)) قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد الحديث). وفيه: (فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود} إلى آخرها [الأحزاب: 9-27]). أخرجه البيهقي في "الدلائل"). [الإتقان في علوم القرآن: 1/149-151]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 صفر 1432هـ/11-01-2011م, 06:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

الفراشي والمنامي

قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدانيُّ (ت: 444هـ): (أخبرنا سلمون بن داود المقرئ قال: أنا ابن عباد، قال: أنا إسماعيل ابن إسحاق، قال: أنا سلمون، قال: أنا الحارث بن عبيد، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُـحْرَس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس}
فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة؛ فقال: (( يا أيها الناس انصرفوا؛ فقد عصمني الله عز وجل )) ).
[البيان:؟؟]

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ):
(النوع التاسع: الفراشي

قد تقدم في الآيات التي فيها توبة الثلاثة الذين خلفوا، كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، أنها نزلت في بيت أم سلمة ليلا، والنبي صلى الله عليه وسلم نائم في فراشها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم – في حق عائشة -: ((ما نزل علي الوحي في فراش امرأة غيرها)).
ولعل هذا قبل هذه القصة التي نزل فيها الوحي في فراش أم سلمة رضي الله عنها.
ويلحق بهذا النوع ما نزل والنبي صلى الله عليه وسلم نائم العين، إذ هو صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه، ففي "صحيح مسلم" عن أنس بن مالك: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا في المسجد؛ إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال: ((أنزل علي آنفا سورة))، فقرأ: ((بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطينك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر} [سورة الكوثر]))). [مواقع العلوم: 48]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع التاسع: الفراشي
ذكر البلقيني مثالاً واحداً وهو آية الثلاثة الذين خلفوا كما تقدم أنها نزلت وقد بقي من الليل نحو الثلث وهو عند أم سلمة، وظفرت بمثال آخر، وهو: {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67] كما تقدم، واستشكل الجمع بين ما تقدم من نزول الآية في بيت أم سلمة وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق عائشة: ((ما نزل عليَّ الوحي في فراش امرأة غيرها)).
قال البلقيني: ولعل هذا كان قبل القصة التي نزل فيها الوحي في فراش أم سلمة.

قلت: ظفرت بما يحصل به الجواب وهو أحسن من هذا، فروى أبو يعلى بسنده عن عائشة قالت: (أعطيت تسعاً) – الحديث، وفيه: (وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه، وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه). وبهذا علم أنه لا معارضة بين الحديثين كما لا يخفى). [التحبير في علم التفسير: 83]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع العاشر: النومي
ذكره البلقيني وجعله ملحقاً بما قبله ورأينا إفراده بنوع أليق، ومثل له بما في صحيح مسلم عن أنس قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا في المسجد إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: ((أنزل عليَّ آنفاً سورة)) فقرأ: ((بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر} [سورة الكوثر]))).
وقال الإمام الرافعي في "أماليه": فهم فاهمون من الحديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي قال: وهذا صحيح، لكن الأشبه أن يقال: إن القرآن كله نزل في اليقظة، وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة أو عرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم وفسرها لهم، قال: وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي – ويقال لها: برحاء الوحي. انتهى.
قلت: الذي قاله الرافعي في غاية الاتجاه، وهو الذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه والتأويل الأخير أصح من الأول؛ لأن قوله: أنزل علي آنفاً يدفع كونها نزلت قبل ذلك، بل نقول: نزلت في تلك الحالة وليست الإغفاءة إغفاءة نوم، بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي، فقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا). [التحبير في علم التفسير: 84-85]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس الفراشي والنومي
من أمثلة الفراشي قوله: {والله يعصمك من الناس} الآية [المائدة: 67] كما تقدم، وآية {الثلاثة الذين خلفوا} [التوبة: 118] ففي "الصحيح": (أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وهو عند أم سلمة).
واستشكل الجمع بين هذا وقوله صلى الله عليه وسلم في حق عائشة: ((ما نزل علي الوحي في فراش امرأة غيرها)).
قال القاضي جلال الدين: ولعل هذا كان قبل القصة التي نزل الوحي فيها في فراش أم سلمة، قلت: ظفرت بما يؤخذ منه الجواب الذي أحسن من هذا.
فروى أبو يعلى في مسنده عن عائشة قالت: (أعطيت تسعا..) الحديث) وفيه: (وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه).
وعلى هذا لا معارضة بين الحديثين كما لا يخفى.
وأما النومي: فمن أمثلته سورة الكوثر لما روى مسلم عن أنس قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: ((أنزل علي آنفا سورة)) فقرأ: ((بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} [الكوثر: 1-3]))).
وقال الإمام الرافعي في "أماليه": فهم فاهمون من الحديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة، وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي، قال: وهذا صحيح لكن الأشبه، أن يقال: إن القرآن كله نزل في اليقظة وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة أو عرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم وفسرها لهم، ثم قال: وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي ويقال لها: برحاء الوحي. انتهى.
قلت: الذي قاله الرافعي في غاية الاتجاه وهو الذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه والتأويل الأخير أصح من الأول؛ لأن قوله: ((أنزل علي آنفا)) يدفع كونها نزلت قبل ذلك بل نقول: نزلت في تلك الحالة وليس الإغفاء إغفاء نوم بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي فقد ذكر العلماء: أنه كان يؤخذ عن الدنيا). [الإتقان في علوم القرآن: 1/152-154]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 شعبان 1433هـ/6-07-2012م, 03:35 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكب

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا عمرو بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن أبي صخر، عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم) [فضائل القران]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته، فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم). [جمال القراء:1/60 ]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 02:37 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

اجتماع أكثر من نوع في بعض ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم

قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت:824هـ): (وفي سورة الفتح أمثلة لأنواع، منها:
أنها ليلية سفرية، ففي لفظ الحديث السابق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه معه ليلا، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه، قال عمر: فحركت بعيري وتقدمت أمام القوم، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: ((قد أنزلت علي الليلة سورة)). الحديث. وقد كتبت في المصاحف مدنية).
[مواقع العلوم:32]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة