شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (يا مجيب
المجيب: اسم الفاعل من أجاب يجيب فهو مجيب، فالله عز وجل مجيب دعاء عباده إذا دعوه كما قال عز وجل: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} فالإجابة والاستجابة سواء تقول: «أجاب الله دعاءك واستجاب منك» وأصل «مجيب» «مجوب» لأنه من الجواب [فنقلت حركة الواو إلى الجيم] فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، كما انقلبت في «مقيم» و«معيد» وهو من قام يقوم وعاد يعود؛ وكذلك أجاب أصله أجوب فنقلت حركة الواو إلى الجيم وقلبت ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها.
والمصدر «الإجابة» وأصله «إجوابة» نقلت حركة الواو إلى الجيم فانقلبت ألفًا وبعدها ألف «إفعالة» فاجتمعت ألفان فحذفت إحداهما ولزمت الهاء عوضًا من المحذوف كما ذكرنا ذلك فيما مضى.
وكذلك أصل «أجبت أجوبت نقلت حركة الواو إلى الجيم فانقلبت ألفًا وبعدها الباء ساكنة فحذفت الألف لسكونها وسكون الباء بعدها فقيل: أجبت وكذلك أصل مجاب في المفعول مجوب على ذلك الشرح».
قال سيبويه: لم تقل العرب: «ما أجوبه» في التعجب، ولكن قالوا: «ما أجود جوابه» ولم يقولوا أيضًا: «زيد أجوب من عمرو» ولكن قالوا: «هو أجود منه جوابًا». وكذلك لا يقال: «أجوب به» إنما يقال: «أجود بجوابه» ولم يقولوا في هذه الأشياء قياسًا ولكن كما استغنوا «بتركت» عن «ودعت» وما أشبه ذلك). [اشتقاق أسماء الله: 148-149]