تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذّبت قوم نوحٍ المرسلين (105) إذ قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتّقون (106) إنّي لكم رسولٌ أمينٌ}.
يقول تعالى ذكره: {كذّبت قوم نوحٍ} رسل اللّه الّذين أرسلهم إليهم لمّا {قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتّقون} ). [جامع البيان: 17/601]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: كذّبت قوم نوحٍ المرسلين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن الفضل بن أبي سويدٍ، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنسٍ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أوّل نبيٍّ أرسل نوحٌ عليه السّلام
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد اللّه بن عمر القرشيّ، ثنا عبادة بن كليبٍ أبو غسّان اللّيثيّ، ثنا مسلم أبو عبد اللّه العبّادانيّ، عن يزيد الرّقاشيّ قال: إنّما سمّي نوحًا لطول ما ناح على نفسه.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلامٍ بطرسوس، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطّبّاع، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث نوحٌ وهو لأربعين سنةً ولبث في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا يدعوهم وعاش بعد الطّوفان ستّين سنةً حتّى كثر النّاس ونموا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2787]
تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتّقون} فتحذروا عقابه على كفركم به، وتكذيبكم رسله). [جامع البيان: 17/601]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: إذ قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتقون (106) إني لكم رسول أمين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق عمّن لا يتّهم، عن عبيد بن عميرٍ اللّيثيّ أنّه كان يحدّث أنّه بلغه أنّهم كانوا يبسطونه يعنى نوحًا عليه السّلام فيخنقونه حتّى يغشى عليه، فإذا أفاق قال ربّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون حتّى إذا تمادوا في المعصية وعظمت فيهم في الأرض الخطيئة، وتطاول عليه وعليهم الشّأن، واشتدّ عليه منهم البلاء، وانتظر النّجل بعد النّجل فلا يأتي قرنٌ إلا كان أخبث من الّذي كان قبله حتّى إن كان الآخر منهم ليقول قد كان هذا مع آبائنا ومع أجدادنا هكذا مجنونًا، لا يقبلون منه شيء، حتّى شكا ذلك من أمرهم نوحٌ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اللّه عزّ وجلّ وقال: كما قصّ اللّه علينا في كتابه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2787-2788]
تفسير قوله تعالى: (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إنّي لكم رسولٌ} من اللّه {أمينٌ} على وحيه إليّ، برسالته إيّاي إليكم). [جامع البيان: 17/601]
تفسير قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاتّقوا اللّه وأطيعون (108) وما أسألكم عليه من أجرٍ، إن أجري إلاّ على ربّ العالمين (109) فاتّقوا اللّه وأطيعون}.
يقول تعالى ذكره: فاتّقوا عقاب اللّه أيّها القوم على كفركم به، وأطيعوني في نصيحتي لكم، وأمري إيّاكم باتّقائه). [جامع البيان: 17/601-602]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ} يقول: وما أطلب منكم على نصيحتي لكم وأمري إيّاكم باتّقاء عقاب اللّه بطاعته فيما أمركم ونهاكم من ثوابٍ ولا جزاءٍ {إن أجري إلاّ على ربّ العالمين} دونكم ودون جميع خلق اللّه). [جامع البيان: 17/602]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فاتقوا الله وأطيعون (108) وما أسئلكم عليه من أجرٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: وما أسئلكم عليه من أجرٍ يقول عرضًا من عرض الدّنيا.
- حدّثنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال سمعت عبد الرّحمن يقول في قول اللّه وما أسئلكم عليه من أجرٍ يقول: لا أسألكم على القرآن أجرًا.
قوله تعالى إن أجري إلا على ربّ العالمين
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إن أجري إلا على الله قال: جزائي). [تفسير القرآن العظيم: 8/2788]
تفسير قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فاتّقوا عقاب اللّه على كفركم به، وخافوا حلول سخطه بكم على تكذيبكم رسله، {وأطيعون}: يقول: وأطيعوني في نصيحتي لكم، وأمري إيّاكم بإخلاص العبادة لخالقكم). [جامع البيان: 17/602]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: فاتقوا الله وأطيعون
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2788]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون (111) قال وما علمي بما كانوا يعملون (112) إن حسابهم إلاّ على ربّي لو تشعرون}.
يقول تعالى ذكره: قال قوم نوحٍ له مجيبيه عن قيله لهم: {إنّي لكم رسولٌ أمينٌ، فاتّقوا اللّه وأطيعون} قالوا: أنؤمن لك يا نوح، ونقرّ بتصديقك فيما تدعونا إليه، وإنّما أتّبعك منّا الأرذلون دون ذوي الشّرف وأهل البيوتات). [جامع البيان: 17/602]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون يقول: سفلة النّاس وأراذلهم
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن نباتة السّريّ، ثنا أبو عاصمٍ النّبيل، ثنا عيسى بن ميمونٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: واتّبعك الأرذلون قال: الحوّاكون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2788]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر عن ابن عباس {قالوا أنؤمن لك} قالوا: أنصدقك). [الدر المنثور: 11/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {واتبعك الأرذلون} قال: الحواكون). [الدر المنثور: 11/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {واتبعك الأرذلون} قال: سفلة الناس وأراذلهم). [الدر المنثور: 11/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة {واتبعك الأرذلون} قال: الحواكون). [الدر المنثور: 11/277-278]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قال وما علمي بما كانوا يعملون}. قال نوحٌ لقومه: وما علمي بما كان أتباعي يعملون، إنّما لي منهم ظاهر أمرهم دون باطنه، ولم أكلّف علم باطنهم، وإنّما كلّفت الظّاهر، فمن أظهر حسنًا ظننت به حسنًا، ومن أظهر سيّئًا ظننت به سيّئًا). [جامع البيان: 17/602]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قال وما علمي بما كانوا يعملون
- حدّثنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأنا أصبغ قال سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه: يعملون قال: يعملون ويصنعون واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2788]
تفسير قوله تعالى: (إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إن حسابهم إلاّ على ربّي لو تشعرون} يقول: إن حساب باطن أمرهم الّذي خفي عنّي إلاّ على ربّي لو تشعرون، فإنّه يعلم سرّ أمرهم وعلانيته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إن حسابهم إلاّ على ربّي لو تشعرون} قال: هو أعلم بما في نفوسهم). [جامع البيان: 17/602-603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إن حسابهم إلّا على ربّي لو تشعرون (113)
قوله: إن حسابهم إلا على ربّي لو تشعرون
- حدّثنا أبي، ثنا عبد السّلام بن عبد الرّحمن القاضي من ولد وابصة بن معبدٍ بالرّقّة، ثنا أبي، عن شيبان، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيشٍ قال: شهدت صاحبنا وابصة بن معبدٍ وسمع رجلين يتنازعان في أهل العراق وأهل الشّام يعيب أحدهما هؤلاء ويعيب الآخر هؤلاء قال وابصة: فهلا يقولون غير ذلك قال: وماذا نقول: قال: يقولان إن حسابهم إلا على ربّي لو تشعرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2789]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {إن حسابهم إلا على ربي} قال: هو أعلم بما في أنفسهم). [الدر المنثور: 11/278]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أنا بطارد المؤمنين (114) إن أنا إلاّ نذيرٌ مبينٌ (115) قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل نوحٍ لقومه: وما أنا بطارد من آمن باللّه واتّبعني على التّصديق بما جئت به من عند اللّه). [جامع البيان: 17/603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وما أنا بطارد المؤمنين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثنا عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ المؤمنين يعني المصدّقين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2789]
تفسير قوله تعالى: (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إن أنا إلاّ نذيرٌ مبينٌ} يقول: ما أنا إلاّ نذيرٌ لكم من عند ربّكم أنذركم بأسه وسطوته على كفركم به، {مبينٌ}: يقول: نذيرٌ قد أبان لكم إنذاره، ولم يكتمكم نصيحته). [جامع البيان: 17/603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: إن أنا إلا نذيرٌ مبينٌ
- حدّثنا أبي، ثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، ثنا بعد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الفزاريّ، عن شيبان النّحويّ أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ نذيرٌ قال: نذيرٌ من النّار). [تفسير القرآن العظيم: 8/2789]