العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:06 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ من الآية (88) إلى الآية (90) ]

تفسير سورة يوسف
[ من الآية (88) إلى الآية (90) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:06 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ببضاعة مزجاة قال يسيرة). [تفسير عبد الرزاق: 1/328]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن ابن عيينة عن عثمان عن أبي سليمان عن ابن مليكة قال سمعت ابن عباس وسئل عن قوله تعالى وجئنا ببضاعة مزجاة قال رثة المتاع خلق الحبل والغرارة والشيء). [تفسير عبد الرزاق: 1/328]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {بضاعة مزجاة} قال: قليلة سمن وصوف [الآية: 88]). [تفسير الثوري: 146]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (88) : قوله تعالى: {فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا إنّ الله يجزي المتصدّقين} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأحوص، قال: نا سعيد بن مسروقٍ، عن عكرمة - في قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} -، أي: قليلةٍ.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خالد بن عبد اللّه، قال: نا يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، قال: قليلةٌ؛ متاع الأعراب: الصوف والسمن.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة، (عن ابن عبّاسٍ)، أنّه سئل عن البضاعة المزجاة، قال: خلق الغرارة، والجرين، والحبل والشيء.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عبد اللّه بن المبارك، قال: أخبرني عبد الرّحمن بن (يزيد) بن جابر، قال: حدّثني عبد الرّحمن الطّويل، أنّ رجلًا، قال لعمر بن عبد العزيز،: تصدق علي تصدّق اللّه عليك بالجنّة، قال: إنّ اللّه لا يتصدّق ولكن يجزي المتصدّقين.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عبد اللّه بن المبارك، قال: أخبرني عثمان بن الأسود، عن مجاهدٍ، قال: لا تقل تصدّق عليّ، إنّما يتصدّق من يبتغي الثواب). [سنن سعيد بن منصور: 5/406-409]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مزجاةٍ} [يوسف: 88] : «قليلةٍ»). [صحيح البخاري: 6/76]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مزجاةٍ قليلةٍ قال أبو عبيدة في قوله تعالى وجئنا ببضاعة مزجاة أي يسيرةٍ قليلةٍ قيل فاسدةٍ وروى عبد الرّزّاق عن قتادة في قوله مزجاةٍ قال يسيرةٌ ولسعيد بن منصورٍ عن عكرمة في قوله مزجاةٍ قال قليلةٌ واختلف في بضاعتهم فقيل كانت من صوفٍ ونحوه وقيل دراهم رديئةً وروى عبد الرّزّاق بإسنادٍ حسن عن بن عبّاس وسئل عن قوله ببضاعة مزجاة قال رثّة الحبل والغرارة والشّنّ). [فتح الباري: 8/361]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مزجاةٌ قليلةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وجئنا ببضاعة مزجاة} وفسرها بقوله قليلة. وقيل: ردية، وقيل: فاسدة. وعن قتادة: يسيرة، وكانت البضاعة من صوف ونحوه. وقيل: دراهم لا تزوج، وروي عن عكرمة وابن عبّاس: كانت دراهم زيوفًا لا تنفق إلاّ بوضيعة. وعن ابن عبّاس أيضا خلق الغرارة والحبل ورثة المتاع). [عمدة القاري: 18/302-303]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مزجاة}) بالرفع لأبي ذر ولغيره مزجاة بالجر حكاية قوله: {وجئنا ببضاعة مزجاة} [يوسف: 88] أي (قليلة) بالرفع لأبي ذر ولغيره قليلة بالجر وقيل رديئة). [إرشاد الساري: 7/176]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا إنّ اللّه يجزي المتصدّقين}.
وفي هذا الكلام متروكٌ قد استغني بذكر ما ظهر عمّا حذف، وذلك: فخرجوا راجعين إلى مصر حتّى صاروا إليها، فدخلوا على يوسف {فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ} أي الشّدّة من الجدب والقحط، {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ}.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: وخرجوا إلى مصر راجعين إليها ببضاعةٍ مزجاةٍ: أي قليلةٍ، لا تبلغ ما كانوا يتبايعون به، إلاّ أن يتجاوز لهم فيها وقد رأوا ما نزل بأبيهم، وتتابع البلاء عليه في ولده وبصره، حتّى قدموا على يوسف {فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز} رجاء أن يرحمهم في شأن أخيهم، {مسّنا وأهلنا الضّرّ}.
وعنى بقوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} بدراهم أو ثمنٍ لا يجوز في ثمن الطّعام، إلاّ لمن يتجاوز فيها.
وأصل الإزجاء: السّوق بالدّفع، كما قال النّابغة الذّبيانيّ:
وهبّت الرّيح من تلقاء ذي أرلٍ = تزجي مع اللّيل من صرّادها صرما
يعني تسوق وتدفع، ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
الواهب المئة الهجان وعبدها = عوذًا تزجّي خلفها أطفالها
وقول حاتمٍ:
ليبك على ملحان ضيفٌ مدفّعٌ = وأرملةٌ تزجي مع اللّيل أرملا
يعني أنّها تسوقه بين يديها على ضعفٍ منه عن المشي وعجزٍ، ولذلك قيل: {ببضاعةٍ مزجاةٍ} لأنّها غير نافقةٍ، وإنّما تجوز تجويزًا على دفعٍ من آخذيها.
وقد اختلف أهل التّأويل في البيان عن تأويل ذلك، وإن كانت معاني بيانهم متقاربةً
ذكر أقوال أهل التّأويل في ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: رديّةٌ زيوفٌ لا تنفق حتّى يوضع منها.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: الرّديّة الّتي لا تنفق حتّى يوضع منها.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: خلقٍ، الغرارة والحبل والشّيء.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة قال: سمعت ابن عبّاسٍ، وسئل عن قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: رثّة المتاع: الحبل والغرارة والشّيء.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: البضاعة: الدّراهم، والمزجاة: غير طائلٍ.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن ابن أبي زيادٍ، عمّن حدّثه عن ابن عبّاسٍ قال: كاسدةٌ غير طائلٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، قال: حدّثنا أبو حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، وعكرمة: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال سعيدٌ: ناقصةٌ، وقال عكرمة: دراهم فسولٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ وعكرمة، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، وعكرمة: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال أحدهما: ناقصةٌ، وقال الآخر: رديّةٌ.
- وبه قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، قال: كان سمنًا وصوفًا.
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، قال: سأل رجلٌ عبد اللّه بن الحارث وأنا عنده، عن قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: قليلةٌ، متاع الأعراب: الصّوف والسّمن.
- حدّثنا إسحاق بن زيادٍ القطّان أبو يعقوب البصريّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق البلخيّ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن مروان بن عمرٍو العذريّ، عن أبي إسماعيل، عن أبي صالحٍ، في قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: الصّنوبر، وحبّة الخضراء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن يزيد بن الوليد، عن إبراهيم، في قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: قليلةٌ، ألا تسمع إلى قوله: فأوقر ركابنا، وهم يقرءون كذلك.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، أنّه قال: ما أراها إلاّ القليلة، لأنّها في مصحف عبد اللّه: ( وأوقر ركابنا )، يعني قوله: مزجاةٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن القعقاع بن يزيد، عن إبراهيم قال: قليلةٌ، ألم تسمع إلى قوله: ( وأوقر ركابنا ).
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، والحسن: {ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال سعيدٌ: الرّديّة، وقال الحسن: القليلة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن إدريس، عن يزيد، عن عبد اللّه بن الحارث قال: متاع الأعراب، سمنٌ وصوفٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة، قال: دراهم ليست بطائلٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {مزجاةٍ} قال: قليلةٌ.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {مزجاةٍ} قال: قليلةٌ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدّثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد اللّه بن الحارث: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: شيءٌ من صوفٍ، وشيءٌ من سمنٍ.
- قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن، قال: قليلةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن بكرٍ، عن ابن جريجٍ، عمّن حدّثه عن مجاهدٍ: {مزجاةٍ} قال: قليلةٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، قال: ناقصةٌ، وقال سعيد بن جبيرٍ: فسولٌ.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: رديّئةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، ظنّ الضّحّاك، قال: كاسدةٌ لا تنفق.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: كاسدةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا عبدة، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: كاسدةٌ غير طائلٍ.
- حدّثنا عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {ببضاعةٍ مزجاةٍ} يقول: كاسدةٌ غير نافقةٍ.
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: النّاقصة، وقال عكرمة: فيها تجوّزٌ.
- قال: حدّثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: الدّراهم الرّديّة الّتي لا تجوز إلاّ بنقصانٍ.
- قال: حدّثنا إسرائيل، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: الدّراهم الرّذال الّتي لا تجوز إلاّ بنقصانٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: دراهم فيها جوازٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} أي يسيرةً.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} قال: المزجاة: القليلة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} أي قليلةً لا تبلغ ما كنّا نشتري به منك، إلاّ أن تتجاوز لنا فيها.
وقوله: {فأوف لنا الكيل} بها، وأعطنا بها ما كنت تعطينا قبل بالثّمن الجيّد والدّراهم الجائزة الوافية الّتي لا تردّ.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {فأوف لنا الكيل} أي أعطنا ما كنت تعطينا قبل، فإنّ بضاعتنا مزجاةً.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {فأوف لنا الكيل} قال: كما كنت تعطينا بالدّراهم الجياد.
وقوله: {وتصدّق علينا} يقول تعالى ذكره: قالوا: وتفضّل علينا بما بين سعر الجياد والرّديّة، فلا تنقصنا من سعر طعامك لرديّ بضاعتنا {إنّ اللّه يجزي المتصدّقين} يقول: إنّ اللّه يثيب المتفضّلين على أهل الحاجة بأموالهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {وتصدّق علينا} قال: بفضّل ما بين الجياد والرّديّئة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا} لا تنقصنا من السّعر من أجل رديّ دراهمنا.
واختلفوا في الصّدقة، هل كانت حلالاً للأنبياء قبل نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، أو كانت حرامًا؟
فقال بعضهم: لم تكن حلالاً لأحدٍ من الأنبياء عليهم السّلام
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: ما سأل نبيٌّ قطّ الصّدقة، ولكنّهم قالوا {جئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا} لا تنقصنا من السّعر.
وروي عن ابن عيينة ما؛
- حدّثني به الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: يحكى عن سفيان بن عيينة، أنّه سئل: هل حرّمت الصّدقة على أحدٍ من الأنبياء قبل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال: ألم تسمع قوله: {فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا إنّ اللّه يجزي المتصدّقين}. قال الحارث: قال القاسم: يذهب ابن عيينة إلى أنّهم لم يقولوا ذلك إلاّ والصّدقة لهم حلالٌ، وهم أنبياء، فإنّ الصّدقة إنّما حرّمت على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وعليهم.
وقال آخرون: إنّما عنى بقوله: {وتصدّق علينا} وتصدّق علينا بردّ أخينا إلينا
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {وتصدّق علينا} قال: ردّ إلينا أخانا.
وهذا القول الّذي ذكرناه عن ابن جريجٍ، وإن كان قولاً له وجهٌ، فليس بالقول المختار في تأويل قوله: {وتصدّق علينا} لأنّ الصّدقة في المتعارف: إنّما هي إعطاء الرّجل ذا الحاجة بعض أملاكه ابتغاء ثواب اللّه عليه، وإن كان كلّ معروفٍ صدقةً، فتوجيه تأويل كلام اللّه إلى الأغلب من معناه في كلام من نزل القرآن بلسانه أولى وأحرى.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال مجاهدٌ
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن عثمان بن الأسود، قال: سمعت مجاهدًا، وسئل: هل يكره أن يقول الرّجل في دعائه: اللّهمّ تصدّق عليّ؟ فقال: نعم، إنّما الصّدقة لمن يبتغي الثّواب). [جامع البيان: 13/315-326]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا إنّ اللّه يجزي المتصدّقين (88)
قوله تعالى: فلمّا دخلوا عليه.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان ثنا الحسين بن عليّ بن مهران ثنا عامر بن الفرات عن أسباطٍ عن السّدّيّ يعني قوله: فلمّا دخلوا عليه قال: فلمّا رجعوا إليه قالوا: يا أيّها العزيز مسنا وأهلنا الضر
قوله تعالى: يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيد بن بشيرٍ ثنا قتادة يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ أي الضّرّ في المعيشة.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن نفيلٍ الحرّانيّ، ثنا النّضر بن عربيٍّ قال: بلغني أنّ يعقوب قال: يا بنيّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه فخرجوا إلى مصر، فلمّا دخلوا عليه لم يجدوا كلامًا أرقّ من كلامٍ استقبلوه به فقالوا: يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز رجاءً أن يرحمهم في شأن أخيهم، مسّنا وأهلنا الضّرّ
قوله تعالى: وجئنا ببضاعةٍ.
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: وجئنا ببضاعةٍ قال: دراهمٌ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع أنا عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة سمعت ابن عبّاسٍ في قوله: وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ قال: رثّةٌ، متاعٌ خلق الحبل والغرارة والشّيء.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا ابن إدريس، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد اللّه بن الحارث: وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ قال: متاع الأعراب الصّوف والسّمن
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا يوسف الصّفّار، ثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، حدّثني أبو أسماءٍ العدويّ، عن مروان بن عمرٍو العدويّ، عن أبي صالحٍ في قوله: وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ قال: بطمٌ: الحبّة الخضراء، وصنوبر.
قوله: مزجاةٍ.
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلمٍ، ثنا إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قوله: ببضاعةٍ مزجاةٍ قال الورق الرذل: الرّديئة الّتي لا تنفق حتّى يوضع منها.
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ، أنبأ حفص بن عمر ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قول بني يعقوب ليوسف: وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ قال: دراهمٌ زيفٌ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ وعكرمة: وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ قال أحدهما: ناقصةٌ، وقال الآخر: فسولٌ.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا الأشجّ ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة: وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ قال: غير طائلٍ.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا الأشجّ ثنا عمرو العنقزيّ، عن الهذليّ، عن الحسن في قوله: وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ قال: قليلةٌ- وروي عن عكرمة وإبراهيم مثل ذلك.
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا محمّد بن عيسى ثنا سلمة، عن ابن إسحاق مسّنا وأهلنا الضّر وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ أي: قليلةٌ لا تبلغ ما كنّا نشتري منك إلا أن تتجاوز لنا.
قوله تعالى: فأوف لنا الكيل.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان ثنا الحسين بن عليٍّ ثنا عامر بن الفرات ثنا أساط، عن السّدّيّ قوله: فأوف لنا الكيل بها كما تعطينا بالدّراهم الجيّدة.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الطّاهر، أنبأ ابن وهبٍ، عن مالك بن أنسٍ وسئل: أترى أن يؤخذ أجر الكيّالين من المشتري؟ قال مالكٌ: إنّ الصّواب والّذي يقع في قلبي أن تكون على البائع وقد قال إخوة يوسف: فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا وكان يوسف هو الّذي يكيل.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: فأوف لنا الكيل أي: أعطنا ما كنت تعطينا قبل ذلك.
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ ثنا أبو داود، عن قيسٍ، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا قال: كانت الدّراهم فسولا
- وروى، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة قال: ناقصةٌ.
قوله تعالى: وتصدّق علينا.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ ثنا عامر بن صالحٍ، عن أبي بكرٍ الهذليّ قال: سألت الحسن فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا قال بنقصان دراهمنا، فسألت سعيد بن جبيرٍ فقال: الأنبياء لا يأكلون الصّدقة، كانت نفايةً لا تجوز بينهم فقال: تجوز عنّا.
- ذكر، عن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، أنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: وتصدّق علينا بفضل ما بين الجياد الرّديئة.
قوله تعالى: إنّ اللّه يجزي المتصدّقين.
- حدّثنا مروان بن سالمٍ المكّيّ ثنا عيسى بن يونس، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، عن عبد الرّحمن الطّويل قال جاء رجلٌ إلى عمر بن عبد العزيز فقال: تصدّق عليّ تصدّق اللّه عليك بالجنّة يا أمير المؤمنين، فقال: ويحك إنّ اللّه لا يتصدّق ولكنّ اللّه يجزي المتصدّقين.
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمّدٍ المقدسيّ، ثنا أيّوب بن سويدٍ، عن ابن جابرٍ قال: قال رجلٌ لعمر بن عبد العزيز تصدّق عليّ... الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 7/2190-2193]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وجئنا ببضاعة مزجاة يعني قليلة). [تفسير مجاهد: 320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 88.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر} أي الضر في المعيشة). [الدر المنثور: 8/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وجئنا ببضاعة} قال: دراهم {مزجاة} قال: كاسدة غير طائلة). [الدر المنثور: 8/317]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال: رثة المتاع خلق الحبل والغرارة والشيء). [الدر المنثور: 8/317-318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {ببضاعة مزجاة} قال: الورق الردية الزيوف التي لا تنفق حتى يوضع فيها). [الدر المنثور: 8/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال: قليلة). [الدر المنثور: 8/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال: دراهم زيوف). [الدر المنثور: 8/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير وعكرمة - رضي الله عنهما - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال أحدهما: ناقصة، وقال الآخر: فلوس رديئة). [الدر المنثور: 8/318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحارث - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال: متاع الأعراب الصوف والسمن). [الدر المنثور: 8/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال: حبة الخضراء وصنوبر وقطن). [الدر المنثور: 8/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال: ببعيرات وبقرات عجاف). [الدر المنثور: 8/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {مزجاة} قال: كاسدة). [الدر المنثور: 8/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن النجار عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {ببضاعة مزجاة} قال: سويق المقل). [الدر المنثور: 8/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن أجر الكيالين: أيؤخذ من المشتري قال: الصواب - والذي يقع في قلبي - أن يكون على البائع، وقد قال إخوة يوسف عليهم السلام: {فأوف لنا الكيل وتصدق علينا}، وكان يوسف عليه السلام هو الذي يكيل). [الدر المنثور: 8/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال: في مصحف عبد الله ((فأوف لنا الكيل وأوقر ركابنا)) ). [الدر المنثور: 8/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سفيان بن عيينة - رضي الله عنه - أنه سئل: هل حرمت الصدقة على أحد الأنبياء قبل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أم تسمع قوله {فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين} ). [الدر المنثور: 8/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: الأنبياء عليهم السلام لا يأكلون الصدقة إنما كانت دراهم نفاية لا تجوز بينهم فقالوا: تجوز عنا ولا تنقصنا من السعر لأجل رديء دراهمنا). [الدر المنثور: 8/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله {وتصدق علينا} قال: اردد علينا أخانا). [الدر المنثور: 8/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أن رجلا قال له: تصدق علي تصدق الله عليك بالجنة فقال: ويحك إن الله لا يتصدق ولكن الله يجزي المتصدقين). [الدر المنثور: 8/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - أنه سئل: أيكره أن يقول الرجل في دعائه: اللهم تصدق علي فقال: نعم إنما الصدقة لمن يبتغي الثواب). [الدر المنثور: 8/320-321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال: قيل لبني يعقوب: إن بمصر رجلا يطعم المسكين ويملأ حجر اليتيم، قالوا: ينبغي أن يكون هذا منا أهل البيت فنظروا فإذا هو يوسف بن يعقوب). [الدر المنثور: 8/321]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون}.
ذكر أنّ يوسف صلوات اللّه وسلامه عليه لمّا قال له إخوته: {يا أيّها العزيز، مسّنا وأهلنا الضّرّ، وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ، فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا، إنّ اللّه يجزي المتصدّقين} أدركته الرّقة وباح لهم بما كان يكتمهم من شأنه.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ذكر لي أنّهم لمّا كلّموه بهذا الكلام غلبته نفسه، فارفضّ دمعه باكيًا، ثمّ باح لهم بالّذي يكتم منهم، فقال: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون} ولم يعن بذكر أخيه ما صنعه هو فيه حين أخذه، ولكن للتّفريق بينه وبين أخيه، إذ صنعوا بيوسف ما صنعوا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز مسنًّا وأهلنا الضّرّ} الآية، قال: فرحمهم عند ذلك، فقال لهم: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون}.
فتأويل الكلام: هل تذكرون ما فعلتم بيوسف وأخيه، إذ فرّقتم بينهما وصنعتم ما صنعتم إذ أنتم جاهلون، يعني في حال جهلكم بعاقبة ما تفعلون بيوسف، وما إليه صائر أمره وأمركم؟). [جامع البيان: 13/326-327]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون (89)
قوله تعالى: قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قال قال لهم يوسف ورحمهم.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فذكر لي واللّه أعلم أنّهم لمّا كلّموه بهذا الكلام غلبته نفسه فأفض دمعه باكيًا، ثمّ باح لهم بالّذي كان يكتم منهم قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون). [تفسير القرآن العظيم: 7/2193]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا أئنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ اللّه علينا إنّه من يتّق ويصبر فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين}.
يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف له حين قال لهم ذلك يوسف: {إنّك لأنت يوسف}، فقال: نعم {أنا يوسف وهذا أخي، قد منّ اللّه علينا} بأن جمع بيننا بعد ما فرّقتم بيننا: {إنّه من يتّق ويصبر}
يقول: إنّه من يتّق اللّه فيراقبه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه ويصبر، يقول: ويكفّ نفسه، فيحبسها عمّا حرّم اللّه عليه من قولٍ أو عملٍ عند مصيبةٍ نزلت به من اللّه، {فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين} يقول: فإنّ اللّه لا يبطل ثواب إحسانه وجزاء طاعته إيّاه فيما أمره ونهاه.
وقد اختلف القرّاء في قراءة قوله: {أئنّك لأنت يوسف} فقرأ ذلك عامّة قرّاء الأمصار: {أئنّك} على الاستفهام، وذكر أنّ ذلك في قراءة أبيّ بن كعبٍ: أو أنت يوسف وروي عن ابن محيصن أنّه قرأ: ( إنّك لأنت يوسف ) على الخبر، لا على الاستفهام.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا، قراءة من قرأه بالاستفهام، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا قال لهم ذلك، يعني قوله: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون} كشف الغطاء فعرفوه، فقالوا: {أئنّك لأنت يوسف} الآية.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني من سمع عبد اللّه بن إدريس، يذكر، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّه من يتّق ويصبر} يقول: يتّق معصية اللّه ويصبر على السّجن). [جامع البيان: 13/327-328]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا أئنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ اللّه علينا إنّه من يتّق ويصبر فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين (90)
قال تعالى: قالوا أإنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ اللّه علينا.
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا العلاء بن عبد الجبّار ثنا يزيد بن يزيد، عن ثابت البنانيّ قال: قيل لبني يعقوب: إنّ بمصر رجلا يطعم المسكين ويملأ حجر اليتيم، قالوا: ينبغي أن يكون هذا منّا أهل البيت، فنظروا فإذا هو يوسف بن يعقوب.
- حدّثنا أبي ثنا ابن أبي عمر العدنيّ، ثنا سفيان، عن ابن أبي الجلد قال: قال له أخوه: يا أيّها العزيز: لقد ذهب لي أخٌ ما رأيت أشبه به أحدٌ منك لكأنّه الشّمس، فقال له يوسف: أسأل إله يعقوب أن يرحم صباك وأن يردّ إليك أخاك.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فلم يعن بذكر أخيه ما صنع هو فيه حين أخذه وذلك للتّفريق بينه وبين إخوته إذ صنعوا بيوسف ما صنعوا، فلمّا قال لهم ذلك كشف لهم الغطاء فعرفوه، فقالوا أإنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ اللّه علينا إنّه من يتّق ويصبر فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين
قوله تعالى: إنّه من يتّق ويصبر.
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرّحمن ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قال: مكتوبٌ في الكتاب الأوّل: أنّ الحاسد لا يضرّ بحسده وإنّ المحسود إذا صبر نجّاه تصبّره لأنّ اللّه يقول من يتّق ويصبر فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين.
- ذكر، عن يوسف بن موسى ثنا عاصم بن مضرّسٍ إمام مسجد الجامع ثنا سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن إبراهيم إنّه من يتّق ويصبر قال: من يتّق الزّنا ويصبر على العزوبة). [تفسير القرآن العظيم: 7/2193-2194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 89 - 90.
أخرج أبو الشيخ عن الأعمش - رضي الله عنه - قال: قرأ يحيى بن وثاب - رضي الله عنه - أنك لأنت يوسف بهمزة واحدة). [الدر المنثور: 8/321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - قال: في حرف عبد الله {قال أنا يوسف وهذا أخي} بيني وبينه قربى {قد من الله علينا}). [الدر المنثور: 8/321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في قوله {إنه من يتق} الزنا {ويصبر} على العزوبة فإن الله {لا يضيع أجر المحسنين}). [الدر المنثور: 8/321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - قال: مكتوب في الكتاب الأول أن الحاسد لا يضر بحسده إلا نفسه ليس ضارا من حسد، وأن الحاسد ينقصه حسده وأن المحسود إذا صبر نجاه الله بصبره لأن الله يقول: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}). [الدر المنثور: 8/321-322]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:08 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجئنا ببضاعةٍ مّزجاةٍ...}
ذكروا أنهم قدموا مصر ببضاعة، فباعوها بدراهم لا تنفق في الطعام إلاّ بغير سعر الجياد، فسألوا يوسف أن يأخذها منهم ولا ينقصهم. فذلك قوله: {فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا} بفضل ما بين السّعرين). [معاني القرآن: 2/55]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مزجاةٍ} يسيرة قليلة،
قال: وحاجةٍ غير مزجاة من الحاج). [مجاز القرآن: 1/317]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ببضاعة مزجاة} فقالوا أزجت الشيء إزجاء؛ أي دافعته بقليله؛ وهو من قول الناس: أزجى العيش؛ وقالوا: هذا أمر زجونا عليه، نزجوا.
وقال الأعشى:
الواهب المئة الهجان وعبدها = عوذا تزجي خلفها أطفالها). [معاني القرآن لقطرب: 750]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مزجاة}: قليلة. وقال المفسرون رديئة زيوف). [غريب القرآن وتفسيره: 187]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ببضاعةٍ مزجاةٍ} أي قليلة، ويقال: رديئة، لا تنفق في الطعام، وتنفق في غيره. لأن الطعام لا يؤخذ فيه إلّا الجيد.
{وتصدّق علينا} يعنون: [تفضل بما] بين البضاعة وبين ثمن الطعام). [تفسير غريب القرآن: 222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فلمّا دخلوا عليه قالوا يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا إنّ اللّه يجزي المتصدّقين}
{وجئنا ببضاعة مزجاة} قالوا {مزجاة} قليلة، وقالوا كانوا جاءوا بمتاع الأعراب كالصوف والسمن.
وما أشبه ذلك مما يبيعه الأعراب، وقيل إن البضاعة كانت مما لا يتفق مثله في الطعام، لأن متاع الأعراب كذلك كان تحته رديء المال.
وتأويله في اللغة، أن التزجية الشيء القليل الذي يدافع به، تقول: فلان يزجّي العيش أي يدفع بالقليل ويكتفي به.
فالمعنى على هذا: إنا جئنا ببضاعة إنما يدافع بها أي: يتقوّت، ليس مما يتسع به.
قال الشاعر:
الواهب المائة الهجان وعبدها= عودوا تزجّي خلفها أطفالها
أي تدفع أطفالها). [معاني القرآن: 3/128-127]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة}
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال أي ورق رديئة لا تجوز إلا بوضيعة
وقال مجاهد أي قليلة
وقال قتادة أي يسيرة
وقال عبد الله بن الحارث كان معهم متاع الأعراب من سمن وصوف وما أشبههما
وهذه الأقوال متقاربة وأصله من التزجية وهي الدفع والسوق يقال فلان يزجي العيس أي يدفع والمعنى أنها بضاعة تدفع ولا يقبلها كل أحد
واحتج مالك بقوله تعالى: {فأوف لنا الكيل} في أن أجرة الكيال والوزان على البايع). [معاني القرآن: 3/456-455]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مزجاة} قليلة، وقيل: رديئة، وقيل: كاسدة، وقيل: رثة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 116]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُّزْجَاةٍ}: قليلة رديئة). [العمدة في غريب القرآن: 163]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {إنك لأنت يوسف} بهمزة واحدة.
أبو عمرو {أإنك} بهمزتين.
ابن أبي إسحاق {أاءنك} يفصل بين همزتين ألف، كما يفصل بين: اضربنان زيدًا يا نسوة.
[معاني القرآن لقطرب: 737]
قراءة ابن محيصن {إنك لأنت} على الخبر). [معاني القرآن لقطرب: 738]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالوا أإنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ اللّه علينا إنّه من يتّق ويصبر فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين}
{أإنّك لأنت يوسف} فيها أربعة أوجه:
بجمع الهمزتين -، قالوا أئنك - على تحقيقهما، ويجوز أئنك - على أن يجعل الثانية بين الياء والهمزة.، وقرئت. (أئنك) على إنك بفصل بين الهمزتين بألف لاجتماع الهمزتين.
قال الشاعر:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل= وبين النّقا آأنت أم أمّ سالم
ويجوز قالوا إنك لأنت على لفظ الخبر). [معاني القرآن: 3/128]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:09 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول فلان يسأل ولا تقل يتصدق إنما يتصدق المعطي قال الله جل ثناؤه: {وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين} ). [إصلاح المنطق: 296]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله:
وحاجة غير مزجاة من الحاج
المزجاة: اليسيرة الخفيفة المحمل، قال الله عز وجل: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} ). [الكامل: 1/368]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} قال: فيها بعض الإغماض. {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} تساهل علينا). [مجالس ثعلب: 86]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ} قال: كانت بضاعتهم مزجاة فقالوا له: خذ منا وأوف لنا الكيل). [مجالس ثعلب: 277]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (أنشد أبو عبيدة:
ومرسل ورسول غير متهم = وحاجة غير مزجاة من الحاج
أراد غير ناقصة من الحوائج، والمزجاة المسوقة، تقول: أزجيت مطيتي أي سقتها، قال الله عز وجل: {ببضاعة مزجاة} ). [كتاب الأضداد: 20] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض أهل اللغة: تصدق حرف من الأضداد؛ يقال: قد تصدق الرجل إذا أعطى، وهو المعروف المشهور عند أكثر العرب، وقد تصدق إذا سأل؛ وهو القليل في كلامهم). [كتاب الأضداد: 179] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 11:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 05:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلما دخلوا عليه} الآية، في هذا الموضع اختصار محذوفات يعطيها الظاهر، وهي أنهم نفذوا من الشام إلى مصر ووصلوها، والضمير في "عليه" عائد على يوسف. و"الضر" أرادوا به المسغبة التي كانوا بسبيلها وأمر أخيهم الذي أهم أباهم وغم جميعهم، و"البضاعة": القطعة من المال يقصد بها شراء شيء، ولزمها عرف الفقه فيما لا حظ لحاملها من الربح، و"المزجاة" معناها: المدفوعة المتحيل لها، ومنه: إزجاء السحاب، ومنه إزجاء الإبل، كما قال الشاعر:
على زواحف تزجى مخها رير
وكما قال النابغة:
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل ... تزجي مع الليل من صرادها صرما
[المحرر الوجيز: 5/140]
وقال الأعشى:
الواهب المائة الهجان وعبدها ... عوذا تزجي خلفها أطفالها
وقال الآخر:
وحاجة غير مزجاة من الحاج
وقال حاتم:
ليبك على ملحان ضيف مدفع ... وأرملة تزجي مع الليل أرملا
فجملة هذا أن من يسوق شيئا ويتلطف في تسييره فقد أزجاه، فإذا كانت الدراهم المدفوعة نازلة القدر تحتاج أن يعتذر معها ويشفع لها فهي مزجاة، فقيل: كان ذلك لأنها كانت زيوفا، قاله ابن عباس، وقال الحسن: كانت قليلة، وقيل: كانت ناقصة، قاله ابن جبير، وقيل: كانت بضاعتهم عروضا فلذلك قالوا هذا، واختلف في تلك
[المحرر الوجيز: 5/141]
العروض -ما كانت؟ فقيل: كانت السمن والصوف، قاله عبد الله بن الحارث، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كانت قديد وحش، ذكره النقاش، وقال أبو صالح، وزيد بن أسلم: كانت الصنوبر والحبة الخضراء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
"وهي الفستق": وقيل: كانت المقل، وقيل: كانت القطن، وقيل: كانت الحبال والأعدال والأقتاب. وحكى مكي أن مالكا رحمه الله قال: المزجاة: الجائزة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا أعرف لهذا وجها، والمعنى يأباه. ويحتمل أنه صحف على مالك، وأن لفظه بالحاء غير منقوطة وبالراء، واستند مالك رحمه الله في أن الكيل على البائع إلى هذه الآية، وذلك ظاهر منها وليس بنص.
وقولهم: {وتصدق علينا} معناه: بما بين الدراهم الجياد وهذه المزجاة، قاله السدي وغيره، وقيل: كانت الصدقة غير محرمة على أولئك الأنبياء، وإنما حرمت على محمد صلى الله عليه وسلم، قاله سفيان بن عيينة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف يرده حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "نحن معاشر الأنبياء لا تحل لنا الصدقة".
وقالت فرقة: كانت الصدقة عليهم محرمة ولكن قالوا هذا تجوزا واستعطافا منهم
[المحرر الوجيز: 5/142]
في المبايعة، كما تقول لمن تساومه في سلعة: هبني من ثمنها كذا وخذ كذا، فلم تقصد أن يهبك، وإنما حسنت له الانفعال حتى يرجع معك إلى سومك. وقال ابن جريج: إنما خصوا بقولهم: {وتصدق علينا} أمر أخيهم (يامين)، أي: أوف لنا الكيل في المبايعة، وتصدق علينا بصرف أخينا إلى أبيه.
وقولهم: {إن الله يجزي المتصدقين}. قال النقاش: يقال: هو من المعاريض التي هي مندوحة عن الكذب، وذلك أنهم كانوا يعتقدونه ملكا كافرا على غير دينهم، ولو قالوا: "إن الله يجزيك بصدقتك في الآخرة" كذبوا، فقالوا له لفظا يوهمه أنهم أرادوه، وهم يصح لهم إخراجه منه بالتأويل). [المحرر الوجيز: 5/143]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}
روي أن يوسف عليه السلام لما قال إخوته: مسنا وأهلنا الضر واستعطفوه -رق ورحمهم، قال ابن إسحاق: وارفض دمعه باكيا فشرع في كشف أمره إليهم، فيروى أنه حسر قناعه وقال لهم: هل علمتم الآية.
وقوله: {فعلتم بيوسف وأخيه} يريد: من التفريق بينهما في الصغر، والتمرس بهما، وإذاية (يامين) بعد مغيب يوسف، فإنهم كانوا يذلونه ويشتمونه، ولم يشر إلى قصة (يامين) الآخيرة لأنهم لم يفعلوا هم فيها شيئا، ونسبهم إما إلى جهل المعصية،
[المحرر الوجيز: 5/143]
وإما إلى جهل الشباب وقلة الحنكة، فلما خاطبهم هذه المخاطبة -ويشبه أن يكون قد اقترن بها من هيئته وبشره وتبسمه ما دلهم- تنبهوا ووقع لهم من الظن القوي أنه يوسف، فخاطبوه مستفهمين استفهام تقرير). [المحرر الوجيز: 5/144]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأت فرقة: {أإنك لأنت يوسف} بتحقيق الهمزتين، وقرأت فرقة بإدخال ألف بين همزتين وتحقيقهما: "آئنك"، وقرأت فرقة بتسهيل الثانية "أينك"، وقرأ ابن محيصن، وقتادة، وابن كثير: "إنك" على الخبر وتأكيده، وقرأ أبي بن كعب: "أئنك أو أنت يوسف "، قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون هذا على حذف خبر (إن)، كأنه قال: أئنك لغير يوسف أو أنت يوسف؟
وحكى أبو عمرو الداني: أن في قراءة أبي بن كعب: "أو أنت يوسف ". وتأولت فرقة ممن قرأ: "إنك" أنها استفهام بإسقاط حرف الاستفهام، فأجابهم يوسف كاشفا أمره، قال: أنا يوسف وهذا أخي، وقال مجاهد: أراد: من يتق في ترك المعصية ويصبر في السجن، وقال إبراهيم النخعي: من يتق الزنى ويصبر على العزوبة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومقصد اللفظ إنما هو العموم في العظائم، وإنما قال هذان ما خصصنا؛ لأنها كانت من نوازله، ولو فرضنا نزول غيرها به لاتقى وصبر.
وقرأ الجمهور: "يتق" بغير ياء، وقرأ ابن كثير وحده: "يتقي" بإثبات الياء، واختلف في وجه ذلك -فقيل: قدر الياء متحركة وجعل الجزم في حذف الحركة، كما قال الشاعر:
[المحرر الوجيز: 5/144]
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد؟
قال أبو علي: وهذا مما لا نحمله عليه، لأنه يجيء في الشعر لا في الكلام، وقيل: "من" بمعنى الذي، و"يتقي" فعل مرفوع، و"يصبر" عطف على المعنى، لأن "من" وإن كانت بمعنى الذي ففيها معنى الشرط، ونحوه قوله تعالى: {فأصدق وأكن}، وقيل: أراد: "يصبر" بالرفع، لكنه سكن الراء تخفيفا، كما قرأ أبو عمرو: "ويأمركم" بإسكان الراء). [المحرر الوجيز: 5/145]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:36 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:39 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلمّا دخلوا عليه} تقدير الكلام: فذهبوا فدخلوا بلد مصر، ودخلوا على يوسف، {قالوا يا أيّها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ} يعنون من الجدب والقحط وقلّة الطّعام، {وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ} أي: ومعنا ثمن الطّعام الّذي تمتاره، وهو ثمنٌ قليلٌ. قاله مجاهدٌ، والحسن، وغير واحدٍ.
وقال ابن عبّاسٍ: الرّديء لا ينفق، مثل خلق الغرارة، والحبل، والشّيء، وفي روايةٍ عنه: الدّراهم الرّديئة الّتي لا تجوز إلّا بنقصانٍ. وكذا قال قتادة، والّسدي.
وقال سعيد بن جبيرٍ [وعكرمة] هي الدّراهم الفسول.
وقال أبو صالحٍ: هو الصّنوبر وحبّة الخضراء.
وقال الضّحّاك: كاسدةٌ لا تنفق.
وقال أبو صالحٍ: جاءوا بحبّ البطم الأخضر والصّنوبر.
وأصل الإزجاء: الدّفع لضعف الشّيء، كما قال حاتمٌ الطّائيّ:
ليبك على ملحان ضيفٌ مدفّعٌ = وأرملةٌ تزجي مع الّليل أرملا
وقال أعشى بني ثعلبة:
الواهب المائة الهجان وعبدها = عوذًا تزجّي خلفها أطفالها
وقوله إخبارًا عنهم: {فأوف لنا الكيل} أي: أعطنا بهذا الثّمن القليل ما كنت تعطينا قبل ذلك. وقرأ ابن مسعودٍ: "فأوقر ركابنا وتصدّق علينا".
وقال ابن جريجٍ: {وتصدّق علينا} بردّ أخينا إلينا.
وقال سعيد بن جبيرٍ والسّدّيّ: {وتصدّق علينا} يقولون: تصدّق علينا بقبض هذه البضاعة المزجاة، وتجوّز فيها.
وسئل سفيان بن عيينة: هل حرّمت الصّدقة على أحدٍ من الأنبياء قبل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال: ألم تسمع قوله: {فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا إنّ اللّه يجزي المتصدّقين} رواه ابن جريرٍ عن الحارث، عن القاسم، عنه .
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا الحارث، حدّثنا القاسم، حدّثنا مروان بن معاوية، عن عثمان بن الأسود: سمعت مجاهدًا وسئل: هل يكره أن يقول الرّجل في دعائه: اللّهمّ تصدّق عليّ؟ فقال: نعم، إنّما الصّدقة لمن يبتغي الثواب). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 406-407]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون (89) قالوا أئنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ اللّه علينا إنّه من يتّق ويصبر فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين (90) قالوا تاللّه لقد آثرك اللّه علينا وإن كنّا لخاطئين (91) قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر اللّه لكم وهو أرحم الرّاحمين (92)}
يقول تعالى مخبرًا عن يوسف، عليه السّلام: أنّه لمّا ذكر له إخوته ما أصابهم من الجهد والضّيق وقلّة الطّعام وعموم الجدب، وتذكّر أباه وما هو فيه من الحزن لفقد ولديه، مع ما هو فيه من الملك والتّصرّف والسّعة، فعند ذلك أخذته رقّةٌ ورأفةٌ ورحمةٌ وشفقةٌ على أبيه وإخوته، وبدره البكاء، فتعرّف إليهم، يقال إنّه رفع التّاج عن جبهته، وكان فيها شامةٌ، وقال: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون}؟ يعني: كيف فرّقوا بينه وبينه {إذ أنتم جاهلون} أي: إنّما حملكم على هذا الجهل بمقدار هذا الّذي ارتكبتموه، كما قال بعض السّلف: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وقرأ: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ} إلى قوله: {إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ} [النّحل: 119].
والظّاهر -واللّه أعلم -أنّ يوسف، عليه السّلام، إنّما تعرّف إليهم بنفسه، بإذن اللّه له في ذلك، كما أنّه إنّما أخفى منهم نفسه في المرّتين الأوليين بأمر اللّه تعالى له في ذلك، واللّه أعلم، ولكن لمّا ضاق الحال واشتدّ الأمر، فرّج اللّه تعالى من ذلك الضّيق، كما قال تعالى: {فإنّ مع العسر يسرًا إنّ مع العسر يسرًا} [الشّرح: 5، 6]، فعند ذلك قالوا: {أئنّك لأنت يوسف}؟
وقرأ أبيّ بن كعبٍ: "أو أنت يوسف"، وقرأ ابن محيصن: "إنّك لأنت يوسف". والقراءة المشهورة هي الأولى؛ لأنّ الاستفهام يدلّ على الاستعظام، أي: إنّهم تعجّبوا من ذلك أنّهم يتردّدون إليه من سنتين وأكثر، وهم لا يعرفونه، وهو مع هذا يعرفهم ويكتم نفسه، فلهذا قالوا على سبيل الاستفهام: {أئنّك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي} {قد منّ اللّه علينا} أي: بجمعه بيننا بعد التّفرقة وبعد المدّة، {إنّه من يتّق ويصبر فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 408]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة