العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:25 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الإسراء [ من الآية (58) إلى الآية (60) ]

{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:29 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله: {وإن من قريةٍ إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} قال: مبيدوها [الآية: 58]). [تفسير الثوري: 174]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن من قريةٍ إلاّ نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذّبوها عذابًا شديدًا كان ذلك في الكتاب مسطورا}.
يقول تعالى ذكره: وما من قريةٍ من القرى إلاّ نحن مهلكو أهلها بالفناء، فمبيدوهم استئصالاً قبل يوم القيامة، أو معذّبوها، إمّا ببلاء من قتل بالسّيف، أو غير ذلك من صنوف العذاب {عذابًا شديدًا}.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعا, عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {وإن من قريةٍ إلاّ نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} فمبيدوها {أو معذّبوها} بالقتل والبلاء، قال: كلّ قريةٍ في الأرض سيصيبها بعض هذا
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه، إلاّ أنّه قال: سيصيبها هذا أو بعضه
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإن من قريةٍ إلاّ نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذّبوها} قضاءً من اللّه كما تسمعون ليس منه بدٌّ، إمّا أن يهلكها بموتٍ وإمّا أن يهلكها بعذابٍ مستأصلٌ إذا تركوا أمره، وكذّبوا رسله
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وإن من قريةٍ إلاّ نحن مهلكوها} قال: مبيدوها.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثني الحسين، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حربٍ، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، قال: إذا ظهر الزّنا والرّبا في أهل قريةٍ أذن اللّه في هلاكها.
وقوله: {كان ذلك في الكتاب مسطورًا} يعني في الكتاب الّذي كتب فيه كلّ ما هو كائنٌ، وذلك اللّوح المحفوظ. كما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كان ذلك في الكتاب مسطورًا} قال: في أمّ الكتاب، وقرأ {لولا كتابٌ من اللّه سبق} ويعني بقوله {مسطورًا} مكتوبًا مبيّنًا ومنه قول العجّاج:
واعلم بأنّ ذا الجلال قد قدر
في الكتب الأولى الّتي كان سطر
أمرك هذا فاحتفظ فيه النّتر). [جامع البيان: 14/632-634]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إلا نحن مهلكوها مبيدوها أو معذبوها يعني بالقتل وبالبلاء ما كان يقول فكل قرية في الأرض سيصيبها بعض هذا قبل يوم القيامة). [تفسير مجاهد: 364]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 58.
أخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} قال: مبيدوها أو معذبوها، قال: بالقتل والبلاء كل قرية في الأرض سيصيبها بعض هذا). [الدر المنثور: 9/385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله رضي الله عنه قال: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكها). [الدر المنثور: 9/385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي في قوله: {كان ذلك في الكتاب مسطورا} قال: في اللوح المحفوظ). [الدر المنثور: 9/385]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون}
- أخبرنا زكريّا بن يحيى، حدّثنا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن جعفر بن إياسٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: سأل أهل مكّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا، وأن ينحّي عنهم الجبال فيزدرعوا، قال الله عزّ وجلّ: «إن شئت آتيناهم ما سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم، وإن شئت نستأني بهم لعلّنا ننتج منهم» فقال: «بل أستأني بهم» فأنزل الله هذه الآية {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/151]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون}.
يقول تعالى ذكره: وما منعنا يا محمّد أن نرسل بالآيات الّتي سألها قومك، إلاّ أن كان من قبلهم من الأمم المكذّبة، سألوا ذلك مثل سؤالهم، فلمّا آتاهم ما سألوا منه كذّبوا رسلهم، فلم يصدّقوا مع مجيء الآيات، فعوجلوا فلم نرسل إلى قومك بالآيات، لأنّا لو أرسلنا بها إليها، فكذّبوا بها سلكنا بهم في تعجيل العذاب لهم مسلك الأمم قبلها.
وبالّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا، وأن ينحّي عنهم الجبال، فيزرعوا، فقيل له: إن شئت أن تستأني بهم لعلّنا نجتني منهم، وإن شئت أن نؤتيهم الّذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم، قال: " لا بل تستأني بهم "، فأنزل اللّه: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً}.
- حدّثني إسحاق بن وهبٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا مستور بن عبّادٍ، عن مالك بن دينارٍ، عن الحسن، في قول اللّه تعالى {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون} قال: رحمةٌ لكم أيّتها الأمّة، إنّا لو أرسلنا بالآيات فكذّبتم بها أصابكم ما أصاب من قبلكم
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال المشركون لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمّد إنّك تزعم أنّه كان قبلك أنبياء، فمنهم من سخّرت له الرّيح، ومنهم من كان يحيي الموتى، فإن سرّك أن نؤمن بك ونصدّقك، فادع ربّك أن يكون لنا الصّفا ذهبًا، فأوحى اللّه إليه: إنّي قد سمعت الّذي قالوا، فإن شئت أن نفعل الّذي قالوا، فإن لم يؤمنوا نزل العذاب، فإنّه ليس بعد نزول الآية مناظرةٌ، وإن شئت أن تستأني قومك استأنيت بهم، قال: " يا ربّ أستأني "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون} قال: قال أهل مكّة لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إن كان ما تقول حقًّا، ويسرّك أن نؤمن، فحوّل لنا الصّفا ذهبًا، فأتاه جبرئيل عليه السّلام فقال: إن شئت كان الّذي سألك قومك، ولكنّه إن كان ثمّ لم يؤمنوا لم يناظروا، وإن شئت استأنيت بقومك، قال: " بل أستأني بقومي " فأنزل اللّه: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها} وأنزل اللّه عزّ وجلّ {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، أنّهم سألوا أن يحوّل الصّفا، ذهبًا، قال اللّه: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون} قال ابن جريجٍ: لم يأت قريةً بآيةٍ فيكذّبوا بها إلاّ عذّبوا، فلو جعلت لهم الصّفا ذهبًا ثمّ لم يؤمنوا عذّبوا.
و " أن " الأولى الّتي مع منعنا، في موضع نصبٍ بوقوع منعنا عليها، وأن الثّانية رفعٌ، لأنّ معنى الكلام: وما منعنا إرسال الآيات إلاّ تكذيب الأوّلين من الأمم، فالفعل لأن الثّانية

القول في تأويل قوله تعالى: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفًا}.
يقول تعالى ذكره: وقد سأل الآيات يا محمّد من قبل قومك ثمود فآتيناها ما سألت، وحملنا تلك الآية ناقةً مبصرةً. جعل الإبصار للنّاقة، كما تقول للشّجّة: موضحةٌ، وهذه حجّةٌ مبيّنةٌ. وإنّما عنى بالمبصرة: المضيئة البيّنة الّتي من يراها كانوا أهل بصرٍ بها، أنّها للّه حجّةٌ، كما قيل: {والنّهار مبصرًا} كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} أي بيّنةً
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ ذكره {النّاقة مبصرةً} قال: آيةً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
وقوله: {فظلموا بها} يقول عزّ وجلّ: فكان بها ظلمهم، وذلك أنّهم قتلوها وعقروها، فكان ظلمهم بعقرها وقتلها. وقد قيل: معنى ذلك: فكفروا بها، ولا وجه لذلك إلاّ أن يكون قائله أراد: فكفروا باللّه بقتلها، فيكون ذلك وجهًا
وأمّا قوله: {وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفًا} فإنّه يقول: وما نرسل بالعبر والذّكر إلاّ تخويفًا للعبادٍ، كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفًا} وإنّ اللّه يخوّف النّاس بما شاء من آياته لعلّهم يعتبون، أو يذكرون، أو يرجعون، ذكر لنا أنّ الكوفة رجفت على عهد ابن مسعودٍ، فقال: يا أيّها النّاس إنّ ربّكم يستعتبكم فاعتبوه
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا نوح بن قيسٍ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، {وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفًا} قال: الموت الذّريع). [جامع البيان: 14/634-638]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وآتينا ثمود الناقة مبصرة يعني آية). [تفسير مجاهد: 364]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن جعفر بن إياسٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " سأل أهل مكّة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا وأن تنحّى عنهم الجبال فيزرعوا فيها فقال اللّه عزّ وجلّ: إنّ شئت آتيناهم ما سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم، وإن شئت أن أستأني بهم لعلّنا نستحيي منهم. فأنزل اللّه هذه: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/394]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون} [الإسراء: 59].
- عن جابرٍ قال: لمّا مرّ النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - بالحجر قال: " «لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالحٍ، فكانت ترد من هذا الفجّ، فعتوا عن أمر ربّهم فعقروها [فكانت تشرب ماءهم يومًا، ويشربون لبنها يومًا، فعقروها]، فأخذتهم صيحةٌ أهمد اللّه من تحت أديم السّماء منهم إلّا رجلًا واحدًا كان في حرم اللّه ". قيل: من هو يا رسول اللّه؟ قال: " أبو رغالٍ، فلمّا خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه».
رواه أحمد والبزّار، والطّبرانيّ في الأوسط أتمّ منه، وتقدّم في سورة هودٍ، ورجال أحمد رجال الصّحيح.
- وعن ابن عبّاسٍ قال: «سأل أهل مكّة النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا، وأن ينحّي الجبال عنهم فيزدرعوا، فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم، وإن شئت نؤتيهم الّذي سألوا، فإن كفروا هلكوا كما أهلكت من قبلهم؟ قال: " بل أستأني بهم ". وأنزل اللّه - عزّ وجلّ - هذه الآية {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59]».
- وفي روايةٍ: «فدعا، فأتاه جبريل - عليه السّلام - فقال: إنّ ربّك يقرئك السّلام ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصّفا ذهبًا، فمن كفر منهم بعد ذلك عذّبته عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التّوبة والرّحمة؟ قال: " بل باب التّوبة والرّحمة». ورجال الرّوايتين رجال الصّحيح، إلّا أنّه وقع في أحد طرقه عمران بن الحكم، وهو وهمٌ، وفي بعضها عمران أبو الحكم، وهو ابن الحارث وهو الصّحيح وهو من رجال الصّحيح، ورواه البزّار بنحوه). [مجمع الزوائد: 7/50]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا أبو هشامٍ محمّد بن يزيد الرّفاعيّ، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عمران السّلميّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا، وأن يحوّل الجبال عنهم حتّى يزرعوا، فقيل: إن شئت أن نؤتيهم الّذي سألوه، فإن كفروا أهلكوا كما هلك من كان قبلهم، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59]،
- حدّثنا يوسف بن موسى، ثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن جعفر بن أبي وحشيّة - وهو أبو بشرٍ -، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال:...
، ثمّ ذكر نحوه.
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من وجهٍ صحيحٍ، إلا من هذا الوجه.
- حدّثنا أبو هشامٍ، ثنا وكيعٌ، ثنا طلحة القتّاد، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:....
، بنحوه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/55-56]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وحديث الزّبير بن العوّام، رضي الله عنه، في نزول قوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون} الآيات الثّلاث. يأتي إن شاء اللّه تعالى في تفسير سورة الشّعراء). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 59 - 60.
أخرج أحمد والنسائي والبزار، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأل أهل مكة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون فقيل له: إن شئت أن تتأنى بهم وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم، قال لا: بل أستأني بهم فأنزل الله {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون}). [الدر المنثور: 9/385-386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن لك، قال: وتفعلون قالوا: نعم، فدعا فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح الصفا لهم ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال: باب التوبة والرحمة). [الدر المنثور: 9/386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: قال الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم وإن عصيتم هلكتم فقالوا: لا نريدها). [الدر المنثور: 9/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان ما تقول حقا ويسرك أن نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فأتاه جبريل فقال: إن شئت كان الذي سألك قومك ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وإن شئت استأنيت بقومك قال: بل أستأني بقومي فأنزل الله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} وأنزل الله (وما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون) (الأنبياء آية 6) ). [الدر المنثور: 9/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} قال: رحمة لكم أيتها الأمة، قال: إنا لو أرسلنا بالآيات فكذبتم بها أصابكم ما أصاب من قبلكم). [الدر المنثور: 9/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: لم تؤت قرية بآية فكذبوا بها إلا عذبوا وفي قوله: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} قال: آية). [الدر المنثور: 9/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} قال: الموت). [الدر المنثور: 9/387-388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} قال: الموت الذريع، واخرج أبو داود في البعث عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} قال: الموت من ذلك). [الدر المنثور: 9/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} قال: إن الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون أو يذكرون أو يرجعون، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه). [الدر المنثور: 9/388]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قال منعك من الناس). [تفسير عبد الرزاق: 1/380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أرينك قال الرؤيا التي أراه الله في المقدس حين أسري به فكان ذلك الفتنة للكفار). [تفسير عبد الرزاق: 1/380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال هي رؤيا عين رآها ليلة أسري به). [تفسير عبد الرزاق: 1/380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري أنهم ذهبوا إلى أبي بكر فقالوا إن صاحبك يقول أنه قد ذهب إلى بيت المقدس في ليلة ورجع فقال أو قال ذلك قالوا نعم قال فأشهد لئن كان قال ذلك لقد صدق فقالوا أتصدقه في أن ذهب إلى بيت المقدس في ليلة ورجع قال نعم أصدقه بما هو أبعد من ذلك في خبر السماء غدوة أو عشية فسمي الصديق لذلك). [تفسير عبد الرزاق: 1/380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وقال معمر وقال الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي قمت في الحجر حين كذبني قومي فرفع لي بيت المقدس حتى جعلت أنعت لهم آياته). [تفسير عبد الرزاق: 1/380-381]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى والشجرة الملعونة في القرآن قال الزقوم قال وذلك أن المشركين قالوا يخبرنا محمد أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر ولا تدع منه شيئا فذلك فتنة لهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/381]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن فرات القزاز قال سألت سعيد بن جبير عن الشجرة الملعونة في القرآن فقال شجرة الزقوم.
أنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال هي الزقوم). [تفسير عبد الرزاق: 1/381]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60]
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60] قال: " هي رؤيا عينٍ، أريها رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ليلة أسري به، {والشّجرة الملعونة} [الإسراء: 60] : شجرة الزّقّوم "). [صحيح البخاري: 6/86]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( قوله باب وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنةً للنّاس سقط باب لغير أبي ذرٍّ
- قوله عن عمرو هو بن دينارٍ قوله هي رؤيا عينٍ أريها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلةً أسري به لم يصرّح بالمرئيّ وعند سعيد بن منصورٍ من طريق أبي مالكٍ قال هو ما أري في طريقه إلى بيت المقدس قلت وقد بيّنت ذلك واضحًا في الكلام على حديث الإسراء في السّيرة النّبويّة من هذا الكتاب قوله أريها ليلة أسري به زاد سعيد بن منصورٍ عن سفيان في آخر الحديث وليست رؤيا منامٍ وقوله ليلة أسري به جاء فيه قولٌ آخر فروى بن مردويه من طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ قال أري أنّه دخل مكّة هو وأصحابه فلمّا ردّه المشركون كان لبعض النّاس بذلك فتنةٌ وجاء فيه قولٌ آخر فروى بن مردويه من حديث الحسين بن عليٍّ رفعه إنّي أريت كأنّ بني أميّة يتعاورون منبري هذا فقيل هي دنيا تنالهم ونزلت هذه الآية وأخرجه بن أبي حاتمٍ من حديث عمرو بن العاص ومن حديث يعلى بن مرّة ومن مرسل بن المسيّب نحوه وأسانيد الكلّ ضعيفةٌ واستدلّ به على إطلاق لفظ الرّؤيا على ما يرى بالعين في اليقظة وقد أنكره الحريريّ تبعًا لغيره وقالوا إنّما يقال رؤيا في المنام وأمّا الّتي في اليقظة فيقال رؤيةٌ وممّن استعمل الرّؤيا في اليقظة المتنبّي في قوله ورؤياك أحلى في العيون من الغمض وهذا التّفسير يرد على من خطّأه قوله والشّجرة الملعونة في القرآن قال شجرة الزّقّوم هذا هو الصّحيح وذكره بن أبي حاتمٍ عن بضعة عشر نفسًا من التّابعين ثمّ روى من حديث عبد اللّه بن عمرٍو أنّ الشّجرة الملعونة الحكم بن أبي العاص وولده وإسناده ضعيفٌ وأمّا الزّقّوم فقال أبو حنيفة الدّينوريّ في كتاب النّبات الزّقّوم شجرةٌ غبراء تنبت في السّهل صغيرة الورق مدوّرته لا شوك لها زفرةٌ مرّةٌ ولها نورٌ أبيض ضعيفٌ تجرّسه النّحل ورءوسها قباحٌ جدًّا وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال: قال المشركون يخبرنا محمّدٌ أنّ في النّار شجرةً والنّار تأكل الشّجر فكان ذلك فتنةً لهم وقال السّهيليّ الزّقّوم فعّولٌ من الزّقم وهو اللّقم الشّديد وفي لغةٍ تميميّةٍ كلّ طعام يتقيّأ منه يقال له زقّومٌ وقيل هو كلّ طعامٍ ثقيلٍ). [فتح الباري: 8/398-399]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للناس} (الإسراء: 60)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} الآية، وهو ما أري ليلة الإسراء من العجائب والآيات. قال ابن الأنباري: الرّؤية يقل استعمالها في المنام، والرؤيا يكثر استعمالها في المنام، ويجوز استعمال كل واحد منهما في المعنيين. قوله: (إلاّ فتنة) أي: إلاّ بلاء للنّاس حيث اتخذوه سخرياً.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمروٍ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} (الإسراء: 60) قال هي رؤيا عينٍ أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به والشّجرة الملعونة شجرة الزّقّوم.
(انظر الحديث 3888 وطرفه) .
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وعلي بن عبد الله هو ابن المدينيّ، وسفيان هو ابن عيينة وعمرو هو ابن دينار.
وهذا الحديث أخرجه البخاريّ أيضا في القدر وفي البعث عن الحميدي. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن محمّد بن يحيى. وأخرجه النّسائيّ فيه عن محمّد بن منصور.
قوله: (هي رؤيا عين) ، وزاد سعيد بن منصور عن سفيان في آخر الحديث: وليست رؤيا منام. قوله: (أريها) ، بضم الهمزة وكسر الرّاء من الإراءة. قوله: (والشجرة الملعونة) ، بالنّصب عطف على الرّؤيا، تقديره: وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن، إلاّ فتنة للنّاس، وكانت فتنتهم في الرّؤيا أن جماعة ارتدا، وقالوا: كيف يسرى به إلى بيت القدس في ليلة واحدة؟ وقيل: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أميّة ينزون على منبره نزو القردة فساء ذلك، فما استجمع ضاحكا حتّى مات، فأنزل الله تعالى: {وما جعلنا الرّؤيا} الآية، وكانت فتنتهم في الشّجرة الملعونة أن أبا جهل عليه اللّعنة قال، لما نزلت هذه الآية: ليس من كذب ابن أبي كبشة أنه يتوعدكم بنار تحرق الحجارة ثمّ يزعم أنه تنبت فيها شجرة وأنتم تعلمون أن النّار تحرق الشّجرة، وروى ابن مردويه عن عبد الرّزّاق عن أبيه عن مينا، مولى عبد الرّحمن بن عوف: أن عائشة رضي الله عنها، قالت لمروان: أشهد أنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لك ولأبيك ولجدك: إنّكم الشّجرة الملعونة في القرآن، وروى ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو: أن الشّجرة الملعونة في القرآن الحكم بن أبي العاص وولده. قوله: {شجرة الزقوم} (الصافات: 62) ، على وزن فعول من الزقم وهو اللقم الشّديد والشرب المفرط، وقال أبو موسى المدينيّ: هي شجرة غبراء مرّة قبيحة الرؤوس، وقال ثعلب: الزقوم كل طعام يقتل والزقمة الطّاعون، وفي (غرر التّبيان) : هي شجرة الكشوت تلتوي على الشّجر فتجففه، وقيل: هي الشّيطان، وقيل: أبو جهل، وروى عكرمة عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، لما ذكر الله عز وجل الزقوم في القرآن، قال أبو جهل: هل تدرون ما الزقوم؟ هو التّمر بالزبد، أما والله لئن أمكننا الله منها لتزقمناها تزقماً، فنزلت: {والشجرة الملعونة} (الإسراء: 60) في القرآن. وعن مقاتل: قال عبد الله بن الزبعري: إن الزقوم بلسان البربر الزّبد، فقال أبو جهل: يا جارية ائتنا تمرا وزبداً، وقال لقريش: تزقموا من هذا الزقوم، وقال ابن سيّده: لما نزلت آية الزقوم لم يعرفه قريش، فقال أبو جهل: إن هذا ليس ينبت ببلادنا فما منكم من يعرفه؟ فقال رجل قدم عليهم من إفريقية: إن الزقوم بلغة أهل إفريقية الزّبد بالتّمر. فإن قلت: فأين ذكرت في القرآن لعنها؟ قلت: قد لعن آكلها والعرب تقول لكل طعام مكروه ملعون، ووصف الله تعالى شجرة الزقوم في سورة الصافات فقال: {أنّها شجرة تخرج في أصل الجحيم} (الصافات: 64) الآيات ... أي: خلقت من النّار وعذب بها). [عمدة القاري: 19/29-30]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60]
هذا (باب) بالتنوين في قوله تعالى: ({وما جعلنا الرؤيا التي أريناك}) ليلة المعراج ({إلا فتنة للناس}) [الإسراء: 60] أي اختبارًا وامتحانًا ولذا رجع ناس عن دينهم لأن عقولهم لم تحمل ذلك بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ -رضي الله عنه- {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: هي رؤيا عينٍ أريها رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- ليلة أسري به {والشّجرة الملعونة} شجرة الزّقّوم.
وبه قال: (حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: (حدّثنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو) هو ابن دينار (عن عكرمة) مولى ابن عباس (عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه قال: في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}). وهذه الجملة من قوله: حدّثنا علي بن عبد الله إلى هنا ساقطة من الفرع المعتمد المقابل على اليونينية وقف تنكزبغا ثابتة في غيره من الفروع المعتمدة (قال) أي ابن عباس (هي رؤيا عين) لا منام وفيه رد صريح على من أنكر مجيء المصدر من رأى البصرية على رؤيا كالحريري وغيره وقالوا إنما يقال في البصرية رؤية وفي الحلمية رؤيا (أريها رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-) بضم الهمزة وكسر الراء من الإراءة (ليلة أسري به) ولم يصرح بالمرئي وعند سعيد بن منصور من طريق أبي مالك قال هو ما أري في طريقه إلى بيت المقدس ({والشجرة الملعونة}) عطف على الرؤيا والملعونة نعت زاد في نسخة في القرآن هي (شجرة الزقوم) وكذا رواه أحمد وعبد الرزاق عن ابن عيينة به روى أنه لما سمع المشركون ذكرها قالوا: إن محمدًا يزعم أن الجحيم تحرق الحجارة ثم يقول تنبت فيها الشجرة رواه بمعناه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ولم يعلموا أن من قدر أن يحمي وبر السمندل من أن تأكله النار وأحشاء النعامة من أدّى الحجر وقطع الحديد المحماة التي تبتلعها قادر أن يخلق في النار شجرة لا تحرقها ولعنها في القرآن قيل هو مجاز إذ المراد طاعموها لأن الشجرة لا ذنب لها وقيل على الحقيقة ولعنها إبعادها من رحمة الله لأنها تخرج في أصل الجحيم فإنه أبعد مكان من الرحمة). [إرشاد الساري: 7/208-209]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: هي رؤيا عينٍ أريها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة أسري به إلى بيت المقدس. قال: {والشّجرة الملعونة في القرآن} هي شجرة الزّقّوم.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/153]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنةً للنّاس}
- أخبرنا محمّد بن العلاء، حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ، في {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} [الإسراء: 60] قال: حين أسري به، قال: {والشّجرة الملعونة في القرآن} [الإسراء: 60] قال: هي شجرة الزّقّوم "
- أخبرنا محمّد بن منصورٍ، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، سمع عكرمة يحدّث عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والشّجرة الملعونة في القرآن} [الإسراء: 60] قال: هي شجرة الزّقّوم، {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} [الإسراء: 60] قال: رؤيا عينٍ رآها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلة أسري به "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/152]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس والشّجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلاّ طغيانًا كبيرًا}.
وهذا حضٌّ من اللّه تعالى ذكره نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، على تبليغ رسالته، وإعلامٌ منه له أنّه قد تقدّم منه إليه القول بأنّه سيمنعه من كلّ من بغاه سوءًا وهلاكًا، يقول جلّ ثناؤه: واذكر يا محمّد إذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس قدرةً، فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته، ونحن مانعوك منهم، فلا تتهيّب منهم أحدًا، وامض لما أمرناك به من تبليغ رسالتنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، قال: سمعت الحسن، يقول: أحاط بالنّاس، عصمك من النّاس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الهذليّ، عن الحسن {وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس} قال: يقول: أحطت لك بالعرب أن لا يقتلوك، فعرف أنّه لا يقتل
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أحاط بالنّاس} قال: فهم في قبضته.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، قوله {أحاط بالنّاس} قال: منعك من النّاس قال معمرٌ، قال قتادة مثله
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله {وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس} قال: منعك من النّاس
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس} أي منعك من النّاس حتّى تبلّغ رسالة ربّك.
وقوله: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} اختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم: هو رؤيا عينٍ، وهي ما رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لما أسري به من مكّة إلى بيت المقدس
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: هي رؤيا عينٍ أريها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة أسري به، وليست برؤيا منامٍ
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، سئل عن قوله {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: هي رؤيا عينٍ رآها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة أسري به.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ بنحوه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن فراتٍ القزّاز، عن سعيد بن جبيرٍ، {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: كان ذلك ليلة أسري به إلى بيت المقدس، فرأى ما رأى فكذّبه المشركون حين أخبرهم.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، قوله {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: أسري به عشاءً إلى بيت المقدس، فصلّى فيه، وأراه اللّه ما أراه من الآيات، ثمّ أصبح بمكّة، فأخبرهم أنّه أسري به إلى بيت المقدس، فقالوا له: يا محمّد ما شأنك، أمسيت فيه، ثمّ أصبحت فينا تخبرنا أنّك أتيت بيت المقدس، فعجبوا من ذلك حتّى ارتدّ بعضهم عن الإسلام
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: قال كفّار أهل مكّة: أليس من كذب ابن أبي كبشة أنّه يزعم أنّه سار مسيرة شهرين في ليلةٍ
- حدّثني أبو حصينٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ، في هذه الآية {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: مسيره إلى بيت المقدس
- حدّثني أبو السّائب، ويعقوب، قالا: حدّثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبد اللّه، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، في قوله {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: حين أسري به.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: ليلة أسري به
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: الرّؤيا الّتي أريناك في بيت المقدس حين أسري به فكانت تلك فتنة الكافر
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} يقول: اللّه أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس ذكر لنا أنّ ناسًا ارتدّوا بعد إسلامهم حين حدّثهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمسيره، أنكروا ذلك وكذّبوا له، وعجبوا منه، وقالوا: تحدّثنا أنّك سرت مسيرة شهرين في ليلةٍ واحدةٍ
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: هو ما أري في بيت المقدس ليلة أسري به
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك}.
قال: أراه اللّه من الآيات في طريق بيت المقدس حين أسري به، نزلت فريضة الصّلاة ليلة أسري به قبل أن يهاجر بسنةٍ وتسع سنين من العشر الّتي مكثها بمكّة، ثمّ رجع من ليلته، فقالت قريشٌ: تعشّى فينا وأصبح فينا، ثمّ زعم أنّه جاء الشّام في ليلةٍ ثمّ رجع، وايم اللّه إنّ الحدأة لتجيئها شهرين: شهرًا مقبلةً، وشهرًا مدبرةً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: هذا حين أسري به إلى بيت المقدس، افتتن فيها ناسٌ، فقالوا: يذهب إلى بيت المقدس ويرجع في ليلةٍ. وقال: " لمّا أتاني جبرائيل عليه السّلام بالبراق ليحملني عليها صرت بأذنيها، وانقبض بعضها إلى بعضٍ، فنظر إليها جبرائيل، فقال: والّذي بعثني بالحقّ من عنده ما ركبك أحدٌ من ولد آدم خيرٌ منه "، قال: " فصرت بأذنيها وارفضّت عرقًا حتّى سال ما تحتها، وكان منتهى خطوها عند منتهى طرفها، فلمّا أتاهم بذلك، قالوا: ما كان محمّدٌ لينتهي حتّى يأتي بكذبةٍ تخرج من أقطارها، فأتوا أبا بكرٍ رضي اللّه عنه فقالوا: هذا صاحبك يقول كذا وكذا، فقال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: إن كان قد قال ذلك فقد صدق، فقالوا: تصدّقه إن قال ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلةٍ؟ فقال أبو بكرٍ: إي، نزع اللّه عقولكم، أصدّقه بخبر السّماء، والسّماء أبعد من بيت المقدس، ولا أصدّقه بخبر بيت المقدس؟ قالوا للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّا قد جئنا بيت المقدس فصفه لنا، فلمّا قالوا ذلك، رفعه اللّه تبارك وتعالى ومثّله بين عينيه، فحمل يقول: " هو كذا، وفيه كذا "، فقال بعضهم: وأبيكم إن أخطأ منه حرفًا، قال: فقالوا: هذا رجلٌ ساحرٌ.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} يعني ليلة أسري به إلى بيت المقدس، ثمّ رجع من ليلته، فكانت فتنةً لهم
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {الرّؤيا الّتي أريناك} قال: حين أسري بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
وقال آخرون: هي رؤيا نوم،وهي رؤياة الّتي رأى أنّه يدخل مكّة
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} قال: يقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أري أنّه دخل مكّة هو وأصحابه، وهو يومئذٍ بالمدينة، فعجّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم السّير إلى مكّة قبل الأجل، فردّه المشركون، فقالت أناسٌ: قد ردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد كان حدّثنا أنّه سيدخلها، فكانت رجعته فتنتهم.
وقال آخرون ممّن قال: هي رؤيا منامٍ: إنّما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى في منامه قومًا يعلون منبره.
ذكر من قال ذلك
- حدّثت عن محمّد بن الحسن بن زبالة، قال: حدّثنا عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، عن جدّي، قال: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بني فلانٍ ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكًا حتّى مات. قال: وأنزل اللّه عزّ وجلّ في ذلك {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس}.. الآية.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب، قول من قال: عنى به رؤيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلة أسري به، وقد ذكرنا بعض ذلك في أوّل هذه السّورة.
وإنّما قلنا ذلك أولى بالصّواب، لإجماع الحجّة من أهل التّأويل على أنّ هذه الآية إنّما نزلت في ذلك، وإيّاه عنى اللّه عزّ وجلّ بها.
فإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك الّتي أريناك ليلة أسرينا بك من مكّة إلى بيت المقدس، إلاّ فتنةً للنّاس: يقول: إلاّ بلاءً للنّاس الّذين ارتدّوا عن الإسلام، لمّا أخبروا بالرّؤيا الّتي رآها، عليه الصّلاة والسّلام وللمشركين من أهل مكّة الّذين ازدادوا بسماعهم ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تماديًا في غيّهم، وكفرًا إلى كفرهم، كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إلاّ فتنةً للنّاس}.
وأمّا قوله: {والشّجرة الملعونة في القرآن} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا فيها. فقال بعضهم: هي شجرة الزّقّوم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا ابن عيينة عن عمرٍو، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: شجرة الزّقّوم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزّقّوم. قال أبو جهلٍ: أيخوّفني ابن أبي كبشة بشجرة الزّقّوم، ثمّ دعا بتمرٍ وزبدٍ، فجعل يقول: زقّمني، فأنزل اللّه تعالى {طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} وأنزل {ونخوّفهم فما يزيدهم إلاّ طغيانًا كبيرًا}
- حدّثني أبو السّائب، ويعقوب، قالا: حدّثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: شجرة الزّقّوم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، مثله
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله {والشّجرة الملعونة في القرآن} فإنّ قريشًا كانوا يأكلون التّمر والزّبد، ويقولون: تزقّموا هذا الزّقّوم.
- قال أبو رجاءٍ: فحدّثني عبد القدّوس، عن الحسن قال: فوصفها اللّه لهم في الصّافّات
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، قال: قال أبو جهلٍ وكفّار أهل مكّة: أليس من كذب ابن أبي كبشة أنّه يوعدكم بنارٍ تحترق فيها الحجارة، ويزعم أنّه ينبت فيها شجرةٌ؟ {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزّقّوم.
- حدّثني عن عبد اللّه بن أحمد بن يونس، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ، في هذه الآية {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: شجرة الزّقّوم
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن أبي مالكٍ، قال في قوله {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزّقّوم
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن رجلٍ، يقال له بدرٌ، عن عكرمة، قال: شجرة الزّقّوم
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن فراتٍ القزّار، قال: سئل سعيد بن جبيرٍ عن الشّجرة الملعونة، قال: شجرة الزّقّوم
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عبد الملك العزرميّ، عن سعيد بن جبيرٍ، {والشّجرة الملعونة} قال: شجرة الزّقّوم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم بمثله
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثني الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: الزّقّوم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن أبي المحجّل، عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم، أنّه كان يحلف ما يستثني أنّ الشّجرة الملعونة: شجرة الزّقّوم
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا إسرائيل، عن فراتٍ القزّازٍ، قال: سألت سعيد بن جبيرٍ، عن الشّجرة الملعونة في القرآن، قال: شجرة الزّقّوم
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ، قال: هي الزّقّوم
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {والشّجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلاّ طغيانًا كبيرًا} وهي شجرة الزّقّوم، خوّف اللّه بها عباده، فافتتنوا بذلك، حتّى قال قائلهم أبو جهل بن هشامٍ زعم صاحبكم هذا أنّ في النّار شجرةً، والنّار تأكل الشّجر، وإنّا واللّه ما نعلم الزّقّوم إلاّ التّمر والزّبد، فتزقّموا، فأنزل اللّه تبارك وتعالى حين عجبوا أن يكون في النّار شجرةٌ: {إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنّه رءوس الشّياطين} إنّي خلقتها من النّار، وعذّبت بها من شئت من عبادي.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: الزّقّوم، وذلك أنّ المشركين قالوا: يخبرنا هذا أنّ في النّار شجرةً، والنّار تأكل الشّجر حتّى لا تدع منه شيئًا، وكان ذلك فتنةٌ
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله {والشّجرة الملعونة في القرآن} قال: شجرة الزّقّوم
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {والشّجرة الملعونة في القرآن} الزّقّوم الّتي سألوا اللّه أن يملأ بيوتهم منها. وقال: هي الصّرفان بالزّبد تتزقّمه، والصّرفان: صنفٌ من التّمر.
- قال: وقال أبو جهلٍ: هي الصّرفان بالزّبد، وافتتنوا بها.
وقال آخرون: هي الكشوث
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديكٍ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن مولى بني هاشمٍ، حدّثه أنّ عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ، أرسله إلى ابن عبّاسٍ، يسأله عن الشّجرة الملعونة، في القرآن؟ قال: هي هذه الشّجرة الّتي تلوى على الشّجرة، وتجعل في الماء، يعني الكشوثا.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب عندنا قول من قال: عنى بها شجرة الزّقّوم، لإجماع الحجّة من أهل التّأويل على ذلك.
ونصبت الشّجرة الملعونة عطفا بها على الرّؤيا. فتأويل الكلام إذن: وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك والشّجرة الملعونة في القرآن إلاّ فتنةً للنّاسٍ، فكانت فتنتهم في الرّؤيا ما ذكرت من ارتداد من ارتدّ، وتمادي أهل الشّرك في شركهم، حين أخبرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما أراه اللّه في مسيره إلى بيت المقدس ليلة أسري به. وكانت فتنتهم في الشّجرة الملعونة ما ذكرنا من قول أبي جهلٍ والمشركين معه: يخبرنا محمّدٌ أنّ في النّار شجرةً نابتةً، والنّار تأكل الشّجر فكيف تنبت فيها؟
وقوله: {ونخوّفهم فما يزيدهم إلاّ طغيانًا كبيرًا} يقول: ونخوّف هؤلاء المشركين بما نتوعّدهم من العقوبات والنّكال، {فما يزيدهم} تخويفناهم {إلاّ طغيانًا كبيرًا}، يقول: إلاّ تماديًا وغيًّا كبيرًا في كفرهم، وذلك أنّهم لمّا خوّفوا بالنّار الّتي طعامهم فيها الزّقّوم دعوا بالتّمر والزّبد، وقالوا: تزقّموا من هذا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك، وقد تقدّم ذكر بعض من قال ذلك، ونذكر بعض من بقي.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال قال ابن جريجٍ {والشّجرة الملعونة} قال: طلعها كأنّه رءوس الشّياطين، والشّياطين ملعونون. قال {والشّجرة الملعونة في القرآن} لمّا ذكرها زادهم افتتانًا وطغيانًا، قال اللّه تبارك وتعالى {ونخوّفهم فما يزيدهم إلاّ طغيانًا كبيرًا} ). [جامع البيان: 14/639-653]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس يقول هم في قبضته). [تفسير مجاهد: 364]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وما جعلنا الرؤيا التي أريناك يعني ما رأى حين أسرى به). [تفسير مجاهد: 364-365]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والشجرة الملعونة في القرآن قال هي شجرة الزقوم). [تفسير مجاهد: 365]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن عليّ بن عبد الحميد الصّنعانيّ، بمكّة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّادٍ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60] قال: «هي رؤيا عينٍ رأى ليلة أسري به» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ "). [المستدرك: 2/394]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (وأخبرنا محمّد بن عليٍّ، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والشّجرة الملعونة في القرآن} [الإسراء: 60] قال: «هي الزّقّوم»). [المستدرك: 2/395]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله عز وجل {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس} [الإسراء: 60]، قال: هي رؤيا عينٍ أريها النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس، {والشجرة الملعونة في القرآن} هي شجرة الّزّقّوم. أخرجه البخاري، والترمذي.
[شرح الغريب]
(إلا فتنة للناس) الفتنة: الاختبار والابتلاء، وقيل: أراد به: الافتتان في الدّين. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به، وحدث الناس بما رأى من العجائب، صدقه بعض الناس، وكذبه بعضهم، فافتتنوا بها). [جامع الأصول: 2/211-212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} قال: عصمك من الناس). [الدر المنثور: 9/388-389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن ربك أحاط بالناس} قال: فهم في قبضته). [الدر المنثور: 9/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن ربك أحاط بالناس} قال: أحاط بهم فهو مانعك منهم وعاصمك حتى تبلغ رسالته). [الدر المنثور: 9/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس وليست برؤيا منام {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزقوم). [الدر المنثور: 9/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} قال: ما أري في طريقه إلى بيت المقدس). [الدر المنثور: 9/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأبو يعلى، وابن عساكر عن أم هانئ رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به أصبح يحدث نفرا من قريش وهم يستهزئون به فطلبوا منه آية فوصف لهم بيت المقدس وذكر لهم قصة العير، فقال الوليد بن المغيرة: هذا ساحر فأنزل الله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} ). [الدر المنثور: 9/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يحدث بذلك فكذب به أناس فأنزل الله فيمن ارتد: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} ). [الدر المنثور: 9/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: هو ما رأى في بيت المقدس ليلة أسري به). [الدر المنثور: 9/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} يقول: أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس، ذكر لنا أن ناسا ارتدوا بعد إسلامهم حين حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيره أنكروا ذلك وكذبوا به وعجبوا منه وقالوا أتحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة). [الدر المنثور: 9/390-391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد رضي الله عنه - قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى كات وأنزل الله {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}). [الدر المنثور: 9/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما - أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة} يعني الحكم وولده). [الدر المنثور: 9/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت بني أمية على منابر الأرض وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك: فأنزل الله {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}). [الدر المنثور: 9/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم فقيل: مالك يا رسول الله فقال: إني رأيت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا فقيل: يا رسول الله لا تهتهم فإنها دنيا تنالهم، فأنزل الله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}). [الدر المنثور: 9/391-392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله إليه: إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهي قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} يعني بلاء للناس). [الدر المنثور: 9/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لأبيك وجدك إنكم الشجرة الملعونة في القرآن). [الدر المنثور: 9/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} الآية، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أنه دخل مكة هو وأصحابه وهو يومئذ بالمدينة فسار إلى مكة قبل الأجل فرده المشركون فقال أناس قد رد وكان حدثنا أنه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم). [الدر المنثور: 9/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم - شجرة الزقوم تخويفا لهم يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد قالوا: لا، قال: عجوة يثرب بالزبد - والله لئن استمكنا منها لنتزقمها تزقما، فأنزل الله: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) (الدخان الآيتان 43 44) وأنزل الله {والشجرة الملعونة في القرآن} الآية). [الدر المنثور: 9/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزقوم خوفوا بها، قال أبو جهل: أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول: زقموني، فأنزل الله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) (الصافات آية 65) وأنزل الله {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} ). [الدر المنثور: 9/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والشجرة الملعونة} قال: ملعونة لأن (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) (الصافات آية 65) وهم ملعونون). [الدر المنثور: 9/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ونخوفهم} قال: أبو جهل بشجرة الزقوم {فما يزيدهم} قال: ما يزيد أبا جهل {إلا طغيانا كبيرا} ). [الدر المنثور: 9/394]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:35 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن من قريةٍ إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} [الإسراء: 58] بموتٍ بغير عذابٍ.
{أو معذّبوها عذابًا شديدًا} [الإسراء: 58] يكون موتهم بالعذاب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/143]
سعيدٌ، عن قتادة قال: قضاءٌ من اللّه، إمّا أن يهلكها بموتٍ أو بعذابٍ إذا تركوا أمره وكذّبوا رسله، يعني إهلاك الأمم بتكذيبها الرّسل.
{كان ذلك في الكتاب مسطورًا} [الإسراء: 58] مكتوبًا.
وقال في آية أخرى: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت} [العنكبوت: 57] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/144]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإن مّن قريةٍ إلاّ نحن مهلكوها...}

بالموت {أو معذّبوها عذاباً شديداً} بالسّيف). [معاني القرآن: 2/126]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كان ذلك في الكتاب مسطوراً} أي مثبتاً، مكتوباً، قال العجّاج:
واعلم بأنّ ذا الجلال قد قدر= في الصّحف الأولى التي كان سطر
أمرك هذا فاحتفظ فيه النّتر
النّتر: الخديعة، قال يونس لما أنشد العجاج هذا البيت قال: لا قوة إلا بالله). [مجاز القرآن: 1/383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مسطورا}: مكتوبا. سطر لي أي كتب لي). [غريب القرآن وتفسيره: 217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{مسطوراً} أي مكتوبا. يقال: سطر، أي كتب). [تفسير غريب القرآن: 257]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وإن من قرية إلّا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذّبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا }
أي ما من أهل قرية ألا سيهلكون، إما بموت وإما بعذاب يستأصلهم.
{كان ذلك في الكتاب مسطورا} أي مكتوبا). [معاني القرآن: 3/247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا}
قال مجاهد مبيدوها أو معذبوها). [معاني القرآن: 4/166]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {كان ذلك في الكتاب مسطورا} أي مكتوبا يقال سطر إذا كتب
روى عن عبد الله بن عباس أنه قال أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فكتب ما هو كائن). [معاني القرآن: 4/166]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَسْطُوراً}: مكتوبا). [العمدة في غريب القرآن: 183]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون} [الإسراء: 59] أنّ القوم كانوا إذا سألوا نبيّهم الآية فجاءتهم الآية لم يؤمنوا فيهلكهم اللّه، وهو قوله: {بل قالوا} [الأنبياء: 5]، يعني: مشركي العرب للنّبيّ: {فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون} [الأنبياء: 5]، قال اللّه: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} [الأنبياء: 6].
أي: لا يؤمنون لو جاءتهم آية.
وقد أخّر اللّه عذاب كفّار آخر هذه الأمّة بالاستئصال إلى النّفخة الأولى.
قال: {وما منعنا أن نرسل بالآيات} [الإسراء: 59] إلى قومك يا محمّد، وذلك أنّهم سألوا الآيات، قال: {إلا أن كذّب بها الأوّلون} [الإسراء: 59] وكنّا إذا أرسلنا إلى قومٍ بآيةٍ فلم يؤمنوا أهلكناهم، فلذلك لم نرسل إليهم بالآيات لأنّ آخر كفّار هذه الأمّة أخّروا إلى النّفخة.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال أهل مكّة لنبيّ اللّه: إن كان ما تقول حقًّا وسرّك أن نؤمن فحوّل لنا الصّفا ذهبًا.
فأتاه جبريل فقال: إذا شئت كان الّذي سألك قومك، ولكن إن هم لم يؤمنوا لم يناظروا، وإن شئت استأنيت بقومك، قال: لا بل أستأني بقومي، فأنزل اللّه: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59]، أي: بيّنةً، وأنزل: {ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون} [الأنبياء: 6].
{وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الإسراء: 59]
- سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن عمران، عن ابن عبّاسٍ، قال: قالت قريشٌ للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ادع لنا ربّك أن يجعل لنا الصّفا ذهبًا، فإن أصبح لنا ذهبًا اتّبعناك.
قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم.
فدعا ربّه، فجاء جبريل فقال: إنّ ربّك يقرئك
[تفسير القرآن العظيم: 1/144]
السّلام ويقول: إن شئت أصبح لك الصّفا ذهبًا، فمن كفر بعد منهم فإنّي أعذّبه عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب الرّحمة والتّوبة، فقال: بل باب الرّحمة والتّوبة.
قوله: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} [الإسراء: 59]، أي: بيّنةً.
وقال مجاهدٌ: آية.
{فظلموا بها} [الإسراء: 59]، أي: فجحدوا بها أنّها ليست من اللّه.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: وظلموا أنفسهم بعقرها.
{وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الإسراء: 59] نخوّفهم بالآية فنخبرهم أنّهم إن لم يؤمنوا عذّبهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/145]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما منعنا أن نّرسل بالآيات...}

(أن) في موضع نصب {إلاّ أن كذّب} أن في موضع رفع؛ كما تقول: ما منعهم الإيمان إلاّ تكذيبهم.
وقوله: {النّاقة مبصرةً} جعل الفعل لها. ومن قرأ (مبصرة) أراد: مثل قول عنترة.
* والكفر مخبثة لنفس المنعم *
فإذا وضعت مفعلة في معنى فاعل كفت من الجمع والتأنيث، فكانت موحّدة مفتوحة العين، لا يجوز كسرها. العرب تقول: هذا عشب ملبنة مسمنة، والولد مبخلة مجبنة.
فما ورد عليك منه فأخرجه على هذه الصورة. وإن كان من الياء والواو فأظهرهما. تقول: هذا شراب مبولة، وهذا كلام مهيبة للرجال، ومتيهة، وأشباه ذلك. ومعنى {مبصرة} مضيئة،
كما قال الله عز وجل: {والنّهار مبصراً} مضيئاً). [معاني القرآن: 2/126]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فظلموا بها} مجازه: فكفروا بها). [مجاز القرآن: 1/384]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وما منعنا أن نّرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفاً}
وقال: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها} يقول "بها كان ظلمهم" و"المبصرة": البيّنة كما تقول: "الموضحة" و"المبيّنة"). [معاني القرآن: 2/72]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الخلق {مبصرة}.
وقتادة "الناقة مبصرة" على مفعلة من أبصر؛ فتكون "مبصرة" على مبصرة، مثل: مبينة ومبينة، ومكذبة ومكذبة، ومكرم ومكرم). [معاني القرآن لقطرب: 827]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} أي آتينا ثمود آية - وهي الناقة - مبصرة، أي بينة، يريد مبصرا بها.
كما قال: {وجعلنا آية النّهار مبصرةً}: فظلموا بها، أي كذبوا بها، وقد بينت الظلم ووجوهه في كتاب «المشكل».
{وما نرسل بالآيات} أي وما نرسل الرسل بالآيات). [تفسير غريب القرآن: 257]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون الظلم: الجحد، قال الله تعالى: {وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} أي: جحدوا بأنّها من الله تعالى.
وقال: {بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} أي يجحدون). [تأويل مشكل القرآن: 468](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلّا تخويفا}
(أن) الأولى نصب، و (أن) الثانية رفع.
المعنى ما منعنا الإرسال ألا تكذيب الأولين.
والتأويل أنهم سألوا الآيات التي استوجب بها الأولون العذاب، لمّا كذبوا بها، فنزل عليهم العذاب، والدليل على أنهم سألوا تلك الآيات قولهم: {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى}،
فأعلم اللّه - جل ثناؤه - أن موعد كفار هذه الأمة الساعة، فقال: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ}. فأخّرهم إلى يوم القيامة رحمة منه وتفضلا.
{وآتينا ثمود النّاقة مبصرة}.
ويقرأ (مبصرة) فمن قرأ (مبصرة)، فالمعنى تبصرهم، أي تبين لهم، ومن قرأ (مبصرة) فالمعنى مبينة، {فظلموا بها}، أي فظلموا بتكذيبها). [معاني القرآن: 3/247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} هذه آية مشكلة وفي الكلام حذف
والمعنى ما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحتموها إلا أن تكذبوا بها فتهلكوا كما فعل بمن كان قبلكم
وقد أخر الله أمر هذه الأمة إلى يوم القيامة فقال سبحانه: {بل الساعة موعدهم} ). [معاني القرآن: 4/167-166]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} قال مجاهد أي آية والمعنى ذات إبصار يبصر بها ويتبين بها صدق صالح عليه السلام). [معاني القرآن: 4/167]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} أي فظلموا بتكذيبهم بها). [معاني القرآن: 4/168]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (وما منعنا أن نرسل بالآيات) قال الإمامان: يعني بالآيات - هاهنا - الآيات الشرطيات، التي يشترط معها:
لو كذبتم بها هلكتم، وإنما تركها رحمة لأمة محمد - عليه السلام). [ياقوتة الصراط: 309-308]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مبصرة} أي مبصرا بها.
{فظلموا بها} أي كذبوا بها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138-137]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذ قلنا لك} [الإسراء: 60] وأوحينا إليك.
{إنّ ربّك أحاط بالنّاس} [الإسراء: 60] وتفسير الحسن: عصمك منهم فلا يصلون إليك حتّى تبلّغ عن اللّه الرّسالة، كقوله: {واللّه يعصمك من النّاس} [المائدة: 67] أن يصلوا إليك حتّى تبلّغ عن اللّه الرّسالة.
وقال قتادة: يمنعك من النّاس حتّى تبلّغ رسالة ربّك.
وقال مجاهدٌ: أحاط بالنّاس فهم في قبضته.
- أبو أميّة، عن الحسن، أنّ رسول اللّه شكا إلى ربّه من قومه فقال: يا ربّ إنّ قومي قد خوّفوني، فأعطني من قبلك آية أعلم ألا مخافة عليّ.
فأوحى اللّه إليه أن يأتي وادي كذا وكذا فيه شجرةٌ، فليدع غصنًا منها يأته.
فانطلق إلى الوادي فدعا غصنًا منها فجاء يخطّ في الأرض خطًّا حتّى انتصب بين يديه.
فحبسه ما شاء اللّه أن يحبسه، ثمّ قال: ارجع كما جئت، فرجع، فقال رسول اللّه: علمت يا ربّ ألا مخافة عليّ.
قوله: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} [الإسراء: 60]، يعني: ما أراه اللّه ليلة أسري به، وليس برؤيا المنام ولكن المعاينة.
{إلا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60] للمشركين.
إنّ النّبيّ لمّا أخبرهم بمسيره إلى بيت المقدس ورجوعه من ليلته كذّب بذلك المشركون فافتتنوا بذلك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/145]
المعلّى، عن همّام بن عبد الواحد، قال: لمّا أسري بالنّبيّ أخبرهم بما كان منه تلك اللّيلة، فأنكر المشركون، فجاء أبو بكرٍ فذكروا له ذلك فقال: إن كان حدّثكم فهو كما قال.
ثمّ أتى النّبيّ فذكر له ذلك فقال: نعم، فسمّاه النّبيّ يومئذٍ صدّيّقًا.
وقالت المشركون: إن كنت صادقًا فانعته لنا، فتحيّر النّبيّ، قال: فرفعه اللّه له فجعل ينظر إليه ويخبرهم بما يسألون عنه.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: مثّل له بيت المقدس حين سألته قريشٌ عنه، فجعل يراه فينظر إليه ويخبرهم عنه.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} [الإسراء: 60] ما أراه اللّه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس.
{إلا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60]، أي: إلا بلاءً للنّاس.
قال يحيى: يعني: المشركين خاصّةً.
وقال الحسن: أنّ نفرًا كانوا أسلموا ثمّ ارتدّوا عند ذلك.
قال: {والشّجرة الملعونة في القرءان} [الإسراء: 60] يقول: وما جعلنا أيضًا الشّجرة الملعونة في القرآن.
حدّثني المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: هي شجرة الزّقّوم.
وهو تفسير الحسن.
{إلا فتنةً للنّاس} [الإسراء: 60] المشركين.
لمّا نزلت دعا أبو جهلٍ بتمرٍ وزبدٍ فقال: تعالوا تزقّموا فما نعلم الزّقّوم إلا هذا، فأنزل اللّه: {إنّا جعلناها فتنةً للظّالمين} [الصافات: 63] للمشركين.
{إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم} [الصافات: 64] إلى آخر الآية، وصفها ووصف كيف يأكلونها في النّار.
وقال الحسن: يعني بقوله: {الملعونة في القرءان} [الإسراء: 60] إنّ أكلتها ملعونون في القرآن، كقوله: {واسأل القرية الّتي كنّا فيها} [يوسف: 82] وإنّما يعني: أهل القرية.
[تفسير القرآن العظيم: 1/146]
قال: {ونخوّفهم} [الإسراء: 60] بالشّجرة الزّقّوم.
{فما يزيدهم} [الإسراء: 60] تخويفنا إيّاهم بها.
{إلا طغيانًا كبيرًا} [الإسراء: 60] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/147]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ ربّك أحاط بالنّاس...}

يعني أهل مكة أي أنه سيفتح لك {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً} يريد: ما أريناك ليلة الإسراء إلا فتنة لهم، حتى قال بعضهم: ساحر، وكاهن، وأكثروا.
{والشّجرة الملعونة} هي شجرة الزّقوم، نصبتها بجعلنا. ولو رفعت تتبع الاسم الذي في فتنة من الرؤيا كان صواباً. ومثله في الكلام جعلتك عاملاً وزيداً وزيدٌ). [معاني القرآن: 2/126]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {والشجرة الملعونة} فإنها في التفسير عن الحسن: الملعون غاشيتها؛ أي أهلها الذين يأكلونها؛ فصار هذا في الاختصار كقوله {ولكن البر من آمن} وقد فسرنا ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 838]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك} يعني ما رآه ليلة الإسراء.
{إلّا فتنةً للنّاس} يقول: فتن أقوام بها، فقالوا: كيف يكون يذهب هذا إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة؟ فارتدوا، وزاد اللّه في بصائر قوم منهم أبو بكر رحمه اللّه، وبه سمّي صدّيقا.
{والشّجرة الملعونة في القرآن} يعني شجرة الزّقوم). [تفسير غريب القرآن: 258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنة للنّاس والشّجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلّا طغيانا كبيرا }
جاء في التفسير: أحاط بهم أي كلهم في قبضته، وعن الحسن أحاط بالناس أي حال بينهم وبين أن يقتلوك أو يغلبوك كما قال - عزّ وجلّ - (واللّه يعصمك من النّاس).
وقوله: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنة للنّاس}.
جاء في التفسير أنها رؤيا بيت المقدس حين أسري به، وذلك أنه ارتدّ بعضهم حين أعلمهم قصة الإسراء به، وازداد المؤمنون المخلصون إيمانا.
وجاء في التفسير أنه يرو رأى في منامه قوما يرقون المنابر فساءه ذلك، فأعلم - صلى الله عليه وسلم - أنه عطاء في الدنيا.
{والشّجرة الملعونة في القرآن}.
قيل في التفسير الملعون أكلها، وهي شجرة الزقّوم التي ذكرها اللّه في القرآن فقال: {إنّ شجرت الزّقّوم * طعام الأثيم }.
وقال: {فإنّهم لآكلون منها فمالئون منها البطون}.
وقال: {إنّها شجرة تخرج في أصل الجحيم}.
فافتتن بها المشركون، فقال أبو جهل: ما نعرف الزقوم إلا أكل التمر بالزبد فتزقموا.
وقال بعض المشركين: النار تأكل الشجر فكيف ينبت فيها الشجر، فلذلك قال جل ثناؤه: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلّا فتنة للنّاس والشّجرة الملعونة في القرآن}.
فإن قال قائل: ليس في القرآن ذكر لعنها؟
فالجواب في ذلك لعن الكفار وهم آكلوها.
وجواب آخر أيضا أن العرب تقول لكل طعام مكروه
وضارّ: ملعون). [معاني القرآن: 3/248-247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} روى شعبة عن أبي رجاء عن الحسن قال عصمك منهم
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هم في قبضته). [معاني القرآن: 4/168]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك
هي الرؤيا التي رآها ليلة أسرى به
وزاد عكرمة هي رؤيا يقظة
قال سعيد بن المسيب إلا فتنة للناس أي إلا بلاء للناس). [معاني القرآن: 4/169-186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {والشجرة الملعونة في القرآن}
قال سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك هي شجرة الزقوم
وقال غيرهم إنما فتن الناس بالرؤيا وشجرة الزقوم أن جماعة ارتدوا وقالوا كيف يسرى به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة وقالوا لما أنزل الله: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}
كيف تكون في النار شجرة ولا تأكلها
فكان ذلك فتنة لقوم واستبصارا لقوم منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
ويقال إنما سمي الصديق ذلك الوقت فإن قال قائل لم يذكر في القرآن لعن هذه الشجرة قال أبو جعفر ففي ذلك جوابان أحدهما أنه لقد لعن آكلوها والجواب الآخر أن العرب تقول لك طعام ضار مكروه ملعون). [معاني القرآن: 4/170-169]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: شجرة الزقوم). [ياقوتة الصراط: 309]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الرؤيا التي أريناك} يعني ما أراه ليلة الإسراء.
{والشجرة الملعونة} يعني شجرة الزقوم.
{إلا فتنة للناس} قيل: فتن بها قوم، فقالوا: كيف تكون شجرة في النار، فارتدوا، وثبت الله من شاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 09:22 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) {
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ}، قال: الزقوم). [مجالس ثعلب: 395]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:39 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:49 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإن من قرية} الآية. أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه ليس مدينة من المدن إلا هي هالكة قبل يوم القيامة بالموت والفناء، هذا مع السلامة وأخذها جزءا، أو هي معذبة مأخوذة مرة واحدة، فهذا عموم في كل مدينة، و"من" لبيان الجنس، وقيل: المراد الخصوص، [والتقدير] وإن من قرية ظالمة. وحكى النقاش أنه وجد في كتاب الضحاك بن مزاحم في تفسير هذه الآية استقراء البلاد المعروفة اليوم، وذكر لهلاك كل قطر منها صفة، ثم ذكر نحو ذلك عن وهب بن منبه، فذكر فيه أن هلاك الأندلس وخرابها يكون بسنابك الخيل واختلاف الجيوش فيها، وتركت سائرها لعدم الصحة في ذلك، والمعلوم أن كل قرية تهلك إما من جهة القحوط والخسف غرقا، وإما من جهة الفتن، أو منهما، وصور ذلك كثيرة لا يعلمها إلا الله تعالى، فأما ما هلك بالفتنة فمن ظلم ولا بد، إما في كفر أو معاص أو تقصير في دفاع، وأما القحط فيصيب الله به من يشاء وكذلك الخسف. وقوله تعالى: "مهلكوها" الضمير لها وفي ضمن ذلك الأهل. وقوله: {أو معذبوها} هو على حذف مضاف، فإنه لا يعذب
[المحرر الوجيز: 5/500]
إلا الأهل. وقوله سبحانه: {في الكتاب} يريد: في سابق القضاء وما خطه القلم في اللوح المحفوظ. و"المسطور": المكتوب أسطارا). [المحرر الوجيز: 5/501]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات} الآية. هذه العبارة في "منعنا" هي على ظاهر ما تفهم العرب، فسمى سبق قضائه بتكذيب من كذب وتعذيبه منعا. و"أن" الأولى في موضع نصب، والثانية في موضع رفع، والتقدير: وما منعنا الإرسال إلا التكذيب.
وسبب هذه الآية أن قريشا اقترحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، واقترح بعضهم أن يزيل عنهم الجبال حتى يزرعوا الأرض، فأوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن أفعل ذلك لهم، فإن تأخروا عن الإيمان عاجلتهم العقوبة، وإن شئت استأنيت بهم، عسى أن أجتبي منهم مؤمنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل تستأني بهم يا رب"، فأخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لم يمنعه من إرسال الآيات المقترحة إلا الاستيناء; إذ أنه قد سلفت عادته بمعاجلة الأمم الذين جاءتهم الآية المقترحة فلم يؤمنوا. قال الزجاج: أخبر تعالى أن موعد كفار هذه الأمة الساعة، لقوله سبحانه: {بل الساعة موعدهم}، فهذه الآية تنظر إلى ذلك.
ثم ذكر الله تعالى أمر ثمود احتجاجا إن قال منهم قائل: نحن كنا نؤمن لو جاءتنا آية اقترحناها ولا نكفر بوجه، فذكر الله تعالى ثمود، بمعنى: لا تأمنون أن تظلموا بالآية كما ظلمت ثمود بالناقة. وقرأ الجمهور: "ثمود" بغير تنوين، قال هارون: أهل الكوفة ينونون (ثمودا) في كل وجه، قال أبو حاتم: لا تنون العامة والعلماء بالقراءات "ثمود" في وجه من الوجوه، وفي أربعة مواطن ألف مكتوبة، ونحن نقرؤها بغير ألف.
وقوله تعالى: "مبصرة" على جهة النسب، أي: معها إبصار، كما قال سبحانه: وجعلنا آية النهار مبصرة، أي: معها إبصار ممن ينظر، وهذا عبارة عن بيان أمرها ووضوح إعجازها. وقرأ قوم: "مبصرة" بضم الميم وفتح الصاد، حكاه الزجاج، ومعناه: متبينة، وقرأ قتادة: "مبصرة" بفتح الميم والصاد، وهي مفعلة من البصر، ومنه قوله عنترة:
[المحرر الوجيز: 5/501]
والكفر مخبثة لنفس المنعم
وقوله تعالى: {فظلموا بها}، أي: وضعوا الفعل غير موضعه، أي: بعقرها، وقيل: بالكفر في أمرها. ثم أخبر تعالى أنه إنما يرسل بالآيات غير المقترحة تخويفا للعباد، وهي آيات معها إمهال لا معاجلة فمن ذلك الكسوف والرعد والزلزلة وقوس قزح وغير ذلك. قال الحسن: والموت الذريع، وروي أن الكوفة رجفت في مدة عبد الله بن مسعود فقال: أيها الناس، إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه، ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف: "فافزعوا إلى الصلاة" الحديث، وآيات الله المعتبر بها ثلاثة أقسام: فقسم عام في كل شيء; إذ حيثما وضعت نظرك وجدت آية، وهنا فكرة العلماء، وقسم معتاد غبا كالرعد والكسوف ونحوه، وهنا فكرة الجهلة فقط، وقسم خارق للعادة، وقد انقضى بانقضاء النبوة، وإنما يعتبر به توهما لما سلف منه). [المحرر الوجيز: 5/502]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا}
قال الطبري: معنى قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} أي: في منعك
[المحرر الوجيز: 5/502]
يا محمد وحياطتك وحفظك، فالآية إخبار له بأنه محفوظ من الكفرة، آمن أن يقتل أو ينال بمكروه عظيم، أي: فلتبلغ رسالة ربك ولا تتهيب أحدا من المخلوقين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تأويل بين جار مع اللفظ، وقد روي نحوه عن الحسن بن أبي الحسن، والسدي، إلا أنه لا يناسب ما بعده مناسبة شديدة، ويحتمل أن يجعل الكلام مناسبا لما بعده، توطئة له، فأقول: اختلف الناس في الرؤيا -فقال الجمهور: هي رؤيا عين ويقظة، وهي ما رأه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء، قالوا: فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الإسراء بما رأى في تلك الليلة من العجائب، قال الكفار: إن هذا لعجيب، تخب الحداة إلى بيت المقدس شهرين إقبالا وإدبارا، ويقول محمد عليه الصلاة والسلام- إنه جاءه من ليلة وانصرف عنه، فافتتن بهذا التلبيس قوم من ضعفة المسلمين فارتدوا، وشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآيات.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فعلى هذا يحسن أن يكون معنى قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس}، أي: في إضلالهم وهدايتهم، وأن كل واحد ميسر لما خلق له، أي: فلا تهتم أنت بكفر من كفر، ولا تحزن عليهم، فقد قيل لك: لا تحزن عليهم، إن الله محيط بهم، مالك لأمرهم، وهو جعل هذه فتنة ليكفر من سبق عليه الكفر. وسميت الرؤية في هذا التأويل رؤيا إذ هما مصدران من: رأى.
قال النقاش: جاء ذلك على اعتقاد من اعتقد أنها منامة وإن كانت الحقيقة غير ذلك.
وقالت عائشة رضي الله عنهما: الرؤيا في الإسراء رؤيا منام، وهذا قول الجمهور على خلافه، وهذه الآية تقتضي بفساده، وذلك أن رؤيا المنام لا فتنة فيها، وما كان أحد لينكرها، وقد ذكر هذا مستوعبا في صدر السورة.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الرؤيا التي في هذه الآية هي رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل مكة، فعجل في سنة الحديبية، فرد، فافتتن المسلمون بذلك، فنزلت الآيات.
[المحرر الوجيز: 5/503]
وقال سهل بن سعد: إنما هذه الرؤيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، فاهتم لذلك وما استجمع ضاحكا من يومئذ حتى مات، فنزلت الآية مخبرة أن ذلك من تملكهم وصعودهم على المنابر، إنما يجعلها الله فتنة للناس وامتحانا.
ويجيء قوله تعالى: {أحاط بالناس}، أي: بإقداره، وأن كل ما قدره نافذ، فلا تهتم بما يكون بعدك من ذلك. وقد قال الحسن بن علي في خطبته في شأن بيعته لمعاوية: {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا التأويل نظر، ولا يدخل في هذه الرؤيا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولا عمر بن عبد العزيز، ولا معاوية.
وقوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن} معطوفة على قوله سبحانه: "الرؤيا"، أي: جعلنا الرؤيا والشجرة فتنة، و"الشجرة" هنا -في قول الجمهور- هي شجرة الزقوم، وذلك أن أمرها لما نزل في سورة الصافات قال أبو جهل وغيره: هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة ثم يزعم أنها تنبت الشجر، وما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد، ثم أمر أبو جهل جارية له فأحضرت تمرا وزبدا وقال لأصحابه: تزقموا، فافتتن أيضا بهذه المقالة بعض الضعفاء، فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أنه إنما جعل الإسراء وذكر شجرة الزقوم اختبارا ليكفر من سبق عليه الكفر، ويصدق من سبق له الإيمان، كما روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قيل له صبيحة الإسراء: إن صاحبك يزعم أنه جاء البارحة بيت المقدس وانصرف منه، فقال: إن كان قال ذلك فقد صدق، فقيل له: أفتصدق قبل أن تسمع منه؟ فقال: أين عقولكم؟ أنا أصدقه بخبر السماء فكيف لا أصدقه بخبر بيت المقدس، والسماء أبعد منها بكثير؟
[المحرر الوجيز: 5/504]
وقالت فرقة: الشجرة إشارة إلى القوم المذكورين قبل في الرؤيا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قول ضعيف محدث، وليس هذا عن سهل بن سعد، ولا مثله. وقال الطبري -عن ابن عباس رضي الله عنهما-: إن الشجرة الملعونة: يعني: الملعون آكلها لأنها لم يجر لها ذكر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويصح أن يراد: "الملعونة" هنا: فأكد الأمر بقوله: {في القرآن}، وقالت فرقة: الملعونة: المبعدة المكروهة، وهذا أراد; لأنه لعنها بلفظ اللعنة المتعارف، وهذا قريب في المعنى من الذي قبله. وأيضا فما ينبت في أصل الجحيم، فهو في نهاية البعد من رحمة الله.
وقوله تعالى: {ونخوفهم}، يريد: إما كفار مكة، وإما الملوك من بني أمية بعد الخلافة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "الخلافة بعدي ثلاثون، ثم تكون ملكا عضودا"، والأول منهما أصوب كما قلنا قبل.
وقوله تعالى: {فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} يريد كفرهم وانتهاكهم فيه، كقول أبي جهل في الزقوم والتزقم، فقد قال النقاش: إن في ذلك نزلت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي نحوه، وقرأ الأعمش: "ويخوفهم" بالياء، وقرأ الجمهور: "ونخوفهم" بالنون). [المحرر الوجيز: 5/505]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 05:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 05:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن من قريةٍ إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذّبوها عذابًا شديدًا كان ذلك في الكتاب مسطورًا (58)}.
هذا إخبارٌ من اللّه عزّ وجلّ بأنّه قد حتم وقضى بما قد كتبه عنده في اللّوح المحفوظ: أنّه ما من قريةٍ إلّا سيهلكها، بأن يبيد أهلها جميعهم أو يعذّبهم {عذابًا شديدًا} إمّا بقتلٍ أو ابتلاءٍ بما يشاء، وإنّما يكون ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم، كما قال عن الأمم الماضين: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم} [هودٍ: 101] وقال تعالى: {وكأيّن من قريةٍ عتت عن أمر ربّها ورسله فحاسبناها حسابًا شديدًا وعذّبناها عذابًا نكرًا * فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرًا} [الطلاق: 7، 8]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 89]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا (59)}.
قال سنيد، عن حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن سعيد بن جبير قال: قال المشركون: يا محمّد، إنّك تزعم أنّه كان قبلك أنبياء، فمنهم من سخّرت له الرّيح، ومنهم من كان يحيي الموتى، فإن سرّك أن نؤمن بك ونصدّقك، فادع ربّك أن يكون لنا الصّفا ذهبًا. فأوحى اللّه إليه: "إنّي قد سمعت الّذي قالوا، فإن شئت أن نفعل الّذي قالوا، فإن لم يؤمنوا نزل العذاب؛ فإنّه ليس بعد نزول الآية مناظرةٌ، وإن شئت أن نستأني بقومك استأنيت بهم؟ " قال: "يا ربّ، استأن بهم".
وكذا قال قتادة، وابن جريجٍ، وغيرهما.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عثمان بن محمّدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن جعفر بن إياسٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: سأل أهل مكّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا، وأن ينحّي الجبال عنهم فيزرعوا، فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم، وإن شئت أن نؤتيهم الّذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم: قال: "لا بل استأن بهم". وأنزل اللّه: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} رواه النّسائيّ من حديث جريرٍ، به.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عمران أبي الحكيم، عن ابن عبّاسٍ قال: قالت قريشٌ للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ادع لنا ربّك أن يجعل لنا الصّفا ذهبًا، ونؤمن بك. قال: "وتفعلون؟ " قالوا: نعم. قال: فدعا فأتاه جبريل فقال: إنّ ربّك يقرأ عليك السّلام ويقول لك: إن شئت أصبح الصّفا لهم ذهبًا، فمن كفر منهم بعد ذلك عذّبته عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التّوبة والرّحمة. فقال: "بل باب التّوبة والرّحمة".
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليٍّ الأنصاريّ، حدّثنا خلف ابن تميمٍ المصّيصيّ، عن عبد الجبّار بن عمّارٍ الأيليّ، عن عبد اللّه بن عطاء بن إبراهيم، عن جدّته أمّ عطاءٍ مولاة الزّبير بن العوّام قالت: سمعت الزّبير يقول: لمّا نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشّعراء: 214] صاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على أبي قبيس: "يا آل عبد منافٍ، إنّي نذيرٌ! " فجاءته قريشٌ فحذّرهم وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنّك نبيٌّ يوحى إليك، وأنّ سليمان سخّر له الرّيح والجبال، وأنّ موسى سخّر له البحر، وأنّ عيسى كان يحيي الموتى، فادع اللّه أن يسيّر عنّا هذه الجبال، ويفجّر لنا الأرض أنهارًا، فنتّخذها محارث فنزرع ونأكل، وإلّا فادع اللّه أن يحيي لنا موتانا فنكلّمهم ويكلّمونا، وإلّا فادع اللّه أن يصيّر لنا هذه الصّخرة الّتي تحتك ذهبًا، فننحت منها، وتغنينا عن رحلة الشّتاء والصّيف، فإنّك تزعم أنّك كهيئتهم! قال: فبينا نحن حوله، إذ نزل عليه الوحي، فلمّا سرّي عنه قال: "والّذي نفسي بيده، لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكنّه خيّرني بين أن تدخلوا باب الرّحمة، فيؤمّن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم، فتضلّوا عن باب الرّحمة، فلا يؤمّن منكم أحدٌ، فاخترت باب الرّحمة، فيؤمّن مؤمنكم. وأخبرني أنّه إن أعطاكم ذلك ثمّ كفرتم، أنّه يعذّبكم عذابًا لا يعذّبه أحدًا من العالمين" ونزلت: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون}
وحتّى قرأ ثلاث آياتٍ ونزلت: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} [الرّعد: 31].
ولهذا قال تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات} أي: نبعث الآيات ونأتي بها على ما سأل قومك منك، فإنّه سهلٌ علينا يسيرٌ لدينا، إلّا أنّه قد كذّب بها الأوّلون بعدما سألوها، وجرت سنّتنا فيهم وفي أمثالهم أنّهم لا يؤخّرون إذا كذّبوا بها بعد نزولها، كما قال اللّه تعالى في المائدة:: {قال اللّه إنّي منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنّي أعذّبه عذابًا لا أعذّبه أحدًا من العالمين} [المائدة: 115] وقال تعالى عن ثمود، حين سألوا آيةً: ناقةً تخرج من صخرةٍ عيّنوها، فدعا صالحٌ ربّه، فأخرج له منها ناقةً على ما سألوا " فظلموا بها" أي: كفروا بمن خلقها، وكذّبوا رسوله وعقروا النّاقة فقال: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوبٍ} [هودٍ: 65]؛ ولهذا قال تعالى: {وآتينا ثمود النّاقة} أي: دالّةً على وحدانيّة من خلقها وصدّق الرّسول الّذي أجيب دعاؤه فيها {فظلموا بها} أي: كفروا بها ومنعوها شربها وقتلوها، فأبادهم اللّه عن آخرهم، وانتقم منهم، وأخذهم أخذ عزيزٍ مقتدرٍ.
وقوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} قال قتادة: إنّ اللّه خوّف النّاس بما يشاء من آياته لعلّهم يعتبرون ويذّكّرون ويرجعون، ذكر لنا أنّ الكوفة رجفت على عهد ابن مسعودٍ فقال: يا أيّها النّاس، إن ربّكم يستعتبكم فأعتبوه.
وهكذا روي أنّ المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطّاب مرّاتٍ، فقال عمر: أحدثتم، واللّه لئن عادت لأفعلنّ ولأفعلنّ. وكذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث المتّفق عليه: "إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات اللّه، وإنّهما لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنّ اللّه، عزّ وجلّ، يرسلهما يخوّف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره". ثمّ قال: " يا أمّة محمّدٍ، واللّه ما أحدٌ أغير من اللّه أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمّة محمّدٍ، واللّه لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا"). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 89-91]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلا فتنةً للنّاس والشّجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرًا (60)}.
يقول تعالى لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم محرّضًا له على إبلاغ رسالته، ومخبرًا له بأنّه قد عصمه من النّاس، فإنّه القادر عليهم، وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته.
قال مجاهدٌ، وعروة بن الزّبير، والحسن، وقتادة، وغيرهم في قوله: {وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالنّاس} أي: عصمك منهم.
وقوله: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلا فتنةً للنّاس} قال البخاريّ: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلا فتنةً للنّاس} قال: هي رؤيا عينٍ أريها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة أسري به {والشّجرة الملعونة في القرآن} شجرة الزّقّوم.
وكذا رواه أحمد، وعبد الرّزّاق، وغيرهما، عن سفيان بن عيينة به، وكذا رواه العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، وهكذا فسّر ذلك بليلة الإسراء: مجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، والحسن، ومسروقٌ، وإبراهيم، وقتادة، وعبد الرّحمن بن زيدٍ، وغير واحدٍ. وقد تقدّمت أحاديث الإسراء في أوّل السّورة مستقصاةً، وللّه الحمد والمنّة. وتقدّم أنّ ناسًا رجعوا عن دينهم بعدما كانوا على الحقّ؛ لأنّه لم تحمل قلوبهم وعقولهم ذلك، فكذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه، وجعل اللّه ذلك ثباتًا ويقينًا لآخرين؛ ولهذا قال: {إلا فتنةً} أي: اختبارًا وامتحانًا. وأمّا "الشّجرة الملعونة"، فهي شجرة الزّقّوم، كما أخبرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه رأى الجنّة والنّار، ورأى شجرة الزّقّوم، فكذّبوا بذلك حتّى قال أبو جهلٍ لعنه اللّه [بقوله] هاتوا لنا تمرًا وزبدًا، وجعل يأكل هذا بهذا ويقول: تزقّموا، فلا نعلم الزّقّوم غير هذا.
حكى ذلك ابن عبّاسٍ، ومسروقٌ، وأبو مالكٍ، والحسن البصريّ، وغير واحدٍ، وكلّ من قال: إنّها ليلة الإسراء، فسّره كذلك بشجرة الزّقّوم.
وقد قيل: المراد بالشّجرة الملعونة: بنو أميّة. وهو غريبٌ ضعيفٌ.
قال ابن جريرٍ: حدّثت عن محمّد بن الحسن بن زبالة، حدّثنا عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعدٍ، حدّثني أبي عن جدّي قال: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بني فلانٍ ينزون على منبره نزو القرود فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكًا حتّى مات. قال: وأنزل اللّه في ذلك: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلا فتنةً للنّاس} الآية.
وهذا السّند ضعيفٌ جدًّا؛ فإنّ "محمّد بن الحسن بن زبالة" متروكٌ، وشيخه أيضًا ضعيفٌ بالكلّيّة. ولهذا اختار ابن جريرٍ: أنّ المراد بذلك ليلة الإسراء، وأنّ الشّجرة الملعونة هي شجرة الزّقّوم، قال: لإجماع الحجّة من أهل التّأويل على ذلك، أي: في الرّؤيا والشّجرة.
وقوله: {ونخوّفهم} أي: الكفّار بالوعيد والعذاب والنّكال {فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرًا} أي: تماديًا فيما هم فيه من الكفر والضّلال. وذلك من خذلان الله لهم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 91-92]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة