سورة الإسراء
[ من الآية (13) إلى الآية (17) ]
{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}
قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَنخرج لَهُ يَوْم الْقِيَامَة كتابا يلقاه} 13
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده (كتابا يلقيه) بِضَم الْيَاء وَفتح اللَّام وَتَشْديد الْقَاف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (يلقيه) بِفَتْح الْيَاء وتسكين اللَّام وَتَخْفِيف الْقَاف
وَحَمْزَة والكسائي يميلان الْقَاف). [السبعة في القراءات: 378]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يخرج) بضم الياء، وفتح الراء يزيد، ضده يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 300]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يلقاه) بضم الياء مشدد شامي، ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 300]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويخرج) [13]: بضم الياء وفتح الراء يزيد طريق الفضل. بضده
[المنتهى: 2/791]
يعقوب. بالأوجه الثلاثة عمري.
(يلقاه) [13]: بالتشديد وضم الياء دمشقي، ويزيد. بالإمالة هما، وخلف، وابن موسى، وعبد الرزاق). [المنتهى: 2/792]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (يلقاه) بضم الياء والتشديد، وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان اللام). [التبصرة: 254]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {يلقاه منشورا} (13): مشددًا، والياء مضمومة.
والباقون: مخففًا، والياء مفتوحة). [التيسير في القراءات السبع: 341]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر: (ويخرج) بالياء مضمومة وفتح الرّاء ويعقوب بالياء مفتوحة وضم الرّاء، والباقون بالنّون مضمومة وكسر الرّاء وكلهم اتّفقوا على نصب (كتابا) والله الموفق.
[تحبير التيسير: 435]
ابن عامر وأبو جعفر: (يلقاه) مشددا والياء مضمومة، والباقون مخففا والياء [مفتوحة] ). [تحبير التيسير: 436]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَكُلَّ إِنْسَانٍ) برفع اللام، وهكذا (وَكُلَّ شَيءٍ فَصَّلْنَاهُ) ابن أبي عبلة وأبو السَّمَّال، وابْن مِقْسَمٍ وافقهم حمصي في النبأ (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ)، الباقون بالنصب، وهو الاختيار لعود الفعل عليه). [الكامل في القراءات العشر: 586] (م) قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَنُخْرِجُ لَهُ) بالياء وضمها وفتح الراء على ما لم يسم فاعله المفضل، والهاشمي عن أبي جعفر، وشيبة بالأوجه الثلاثة الْعُمَرِيّ بالياء وفتحها على تسمية الفاعل يَعْقُوب، والحسن، والْجَحْدَرِيّ، وعبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، وأبو حيوة بالياء وضمها وكسر الراء، ومجاهد، وهارون طريق الرَّازِيّ عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالنون وضمها وكسر الراء وهو الاختيار لقوله: (أَلْزَمْنَاهُ)، وروى المنقري عن أَبِي عَمْرٍو (كِتَابًا يَلْقَاهُ) برفع الباء، الباقون بالنصب، وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف (يُلَقَّاهُ) فشدد أبو جعفر، وشيبة، وابن مقسم، وشامي غير حمصي، والبكرواني، والصاغاني، والْبَاغَنْدِيّ، والبيروتي عن هشام، الباقون خفيف وهو الاختيار، يعني: الكتاب يلقاه، وجاء في الخبر أن الكتب
[الكامل في القراءات العشر: 586]
تتطاور). [الكامل في القراءات العشر: 587]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فِي عُنقِهِ) بإسكان النون اللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بضمها، وهو الاختيار على الإشباع). [الكامل في القراءات العشر: 587]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13]- {يَلْقَاهُ} بالتشديد وضم الياء: ابن عامر). [الإقناع: 2/685]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (817- .... وَيُلَقَّاهُ يُضَمُّ مُشَدَّداً = كَفَى .... .... .... ). [الشاطبية: 65]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([817] (سما) ويلقاه يضم مشددا = (كـ)ـفى يبلغن امدده واكسر (شـ)ـمردلا
[818] وعن كلهم شدد وفا أف كلها = بفتح (د)نا كفؤا ونون (عـ)ـلى (ا)عتلا
يلقاه: يستقبل به.
ويلقاه، يحتمل وجهين: أن يكون الإنسان يلقي كتابه منشورًا، أو يلقاه كتابه منشورًا). [فتح الوصيد: 2/1055]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([816] ويتخذوا غيبٌ حلا ليسوء نو = ن راوٍ وضم الهمز والمد عدلا
[817] سما ويلقاه يضم مشددًّا = كفى يبلغن امدده واكسر شمردلا
ب: (الشمردل): الخفيف.
ح: (يتخذوا): مبتدأ، (غيبٌ): خبر، أي: ذو غيب، (حلا): نعته، (ليسوء) مبتدأ، (نون راوٍ): خبر، أي: ذو نون، ألف (عدلا): للتثنية عائد إلى (الضم والمد)، (سما): جملة مستأنفة، والضمير: لـ (يسوء)، (يلقاه): مبتدأ، (يضم): خبر، (مشددًا): حال، (كفى): استئناف، أو خبر بعد خبر، (يبلغن امدده): مبتدأ وخبر، أو (يبلغن): منصوب بفعل يفسره (امدده)، (شمردلا): حال من فاعل (اكسر).
ص: قرأ أبو عمرو: (ألا يتخذوا) [2] بالغيبة؛ لأن قبله: {هدًى لبني إسرائيل} [2]، والباقون بالخطاب على أنه حكاية ما في الكتاب، كما في البقرة: {لا تعبدون إلا الله} [83].
وقرأ الكسائي: (لنسوءا وجوهكم) [7] بالنون على إخبار الله تعالى
[كنز المعاني: 2/377]
عن نفسه بالتعظيم، والباقون: بالياء، لكن حفصًا ونافعًا وأبا عمرو وابن كثير قرءوا: بضم الهمز والمد بعده على وزن (يقولوا) برد ضمير الجمع إلى العباد في: {بعثنا عليكم عبادًا لنا} [5]، وقرأ الباقون منهم: بنصب الهمز من غير مد على أن الضمير للرب في: {عسى ربكم} [8]، أو لوعد في: {جاء وعدُ الآخرة} [7].
وقرأ ابن عامر: (كتابًا يُلقاه) [13] بضم الياء تشديد القاف مع فتح اللام على أنه فعل مجهول، من باب التفعيل، والباقون: بالفتح والتخفيف مع إسكان اللام على بناء الفاعل من الثلاثي، وهما لغتان.
ولم يقيد فتح اللام لوضوحه.
وقرأ حمزة والكسائي: (إما يبلغان) [23] بالمد بعد الغين وكسر النون على أن الألف ضمير التثنية، لتقدم ذكر الوالدين، و{أحدهما}: بلد، والباقون: بترك المد وفتح النون على أن فاعل
[كنز المعاني: 2/378]
الفعل {أحدهما}، وتشديد النون إجماع كما بين بقوله:
[818] وعن كلهم شدد وفا أف كلها = بفتحٍ دنا كفؤًا ونون على اعتلا). [كنز المعاني: 2/379] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (817- "سَمَا" وَيُلَقَّاهُ يُضَمُّ مُشَدَّدًا،.. "كَـ"ـفَى يَبْلُغَنَّ امْدُدْهُ وَاكْسِرْ "شَـ"ـمَرْدَلا
أراد {كتابا يلقاه}؛ أي: يستقبل به، وقرأ الباقون يلقاه بفتح الياء والتخفيف، وذلك ظاهر المعنى، والهاء للكتاب أو للإنسان؛ لأن ما لقيك فقد لقيته). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/318]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (817 - .... ويلقّاه يضمّ مشدّدا = كفى .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر: يَلْقاهُ مَنْشُوراً بضم الياء وتشديد القاف. ومن ضرورة ذلك: فتح اللام وقرأ غيره بفتح الياء وتخفيف القاف ومن لوازم ذلك سكون اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 307]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (143- .... .... .... .... .... = .... .... .... نخْرِجُ انْجَلَا
[الدرة المضية: 31]
144 - حَوَى الْيَا وَضُمَّ افْتَحْ أَلاَ افْتَحْ وَضُمَّ حُطْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (144- .... .... .... .... .... = .... .... .... يُلَقَّاهُ أُوْصِلَا). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يخرج انجلا حوى الياء وضم افتح ألا افتح وضم حط قوله: يخرج انجلا حرف الياء يعني قرأ المرموز لهما (بألف) انجلا (وحا) حوی وهما أبو جعفر ويعقوب {ويخرج له يوم القيامة} [13] بياء الغيبة ثم قال وضم افتح إلا على اللف والنشر المرتب أي اضمم الياء وافتح الراء لمرموز (ألف) ألا وكذلك قوله افتح وضم حط لكن بعكس الأول أي افتح الياء وضم الراء لمرموز (حا) حط وعلم من انفراد كل منهما بقراءته لخلف بالنون المضمومة وكسر الراء كالجماعة.
توضيح: تلخص مما ذكر أن أبا جعفر بالغيب والتجهيل من الإخراج ويعقوب بالغيبة والتسمية من الخروج وكلهم اتفقوا على نصب {كتابًا} حال من الضمير بمعنى مكتوب في كلا القراءتين، وفي قراءة خلف مفعول ثان ففي قراءة أبي جعفر نائب الفاعل ضمير الطائر، وفي قراءة يعقوب الفاعل ضمير الطائر). [شرح الدرة المضيئة: 161]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: يلقاه أوصلا أي قرأ المرموز له (بألف) أوصلا وهو أبو جعفر {كتابًا يلقاه} [13] بضم الياء وتشديد القاف كابن عامر وعلم للآخرين بفتح الياء وتسكين اللام). [شرح الدرة المضيئة: 162]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَنُخْرِجُ لَهُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالْيَاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْبَاءِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الرَّاءِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى نَصْبِ كِتَابًا وَوَجْهُ نَصْبِهِ عَلَى قِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ ونُخْرِجُ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، قِيلَ: إِنَّ الْجَارَّ وَالْمَجْرُورَ، وَهُوَ لَهُ قَامَ مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَقِيلَ: الْمَصْدَرِ عَلَى أَحَدِ قِرَاءَتِهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا فَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، أَيْ وَيُخْرِجُ الطَّائِرُ كِتَابًا، وَكَذَا وَجْهُ النَّصْبِ عَلَى قِرَاءَةِ يَعْقُوبَ أَيْضًا فَتَتَّفِقُ الْقِرَاءَتَانِ فِي التَّوْجِيهِ عَلَى الصَّحِيحِ الْفَصِيحِ الَّذِي لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَلْقَاهُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَتِهِ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/306]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {ونخرج له} [13] بالياء مضمومة وفتح الراء، ويعقوب بالياء مفتوحة وضم الراء، والباقون بالنون مضمومة وكسر الراء، ولا خلاف في نصب {كتابًا} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 576]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر {يلقاه} [13] بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف، والباقون بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف، وذكرت إمالته). [تقريب النشر في القراءات العشر: 576]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (729 - ونخرج الياء ثوى وفتح ضم = وضمّ راءٍ ظنّ فتحها ثكم
730 - يلقا اضمم اشدد كم ثنا .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ونخرج الياء (ثوى) وفتح ضم = وضمّ راء (ظ) نّ فتحها (ث) كم
أي قرأ أبو جعفر ويعقوب «ويخرج له» بالياء، ثم اختلفا؛ ففتح يعقوب الياء وضم الراء، وعكس أبو جعفر فضم الياء وفتح الراء على البناء للمفعول، والأولى أن يكون كتابا حالا: أي ويخرج الطائر كتابا بالنون مضمومة وكسر الراء، ولا خلاف في نصب كتابا.
يلقا اضمم اشدد (ك) م (ث) نا مدّ (أم) ر = (ظ) هر ويبلغانّ مدّ وكسر
يعني قرأ قوله تعالى «يلقّاه منشورا» بضم الياء وتشديد القاف ابن عامر وأبو جعفر من الثلاثي المضعف المبني للمفعول، والباقون بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف من الثلاثي المبني للفاعل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 263]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ونخرج الياء (ثوى) وفتح ضمّ = وضمّ راء (ظ) نّ فتحها (ث) كم
ش: أي: قرأ مدلول (ثوى) أبو جعفر، ويعقوب ويخرج له يوم القيامة [الإسراء: 13] بالياء [علم] من الإطلاق.
ثم اختلفا ففتح ذو ظاء (ظن) يعقوب الياء، وضم الراء مثل «يأكل»، وعكس ذو ثاء (ثكم) أبو جعفر، فضم الياء وفتح الراء على البناء للمفعول، والنائب عنده له [الإسراء: 13]، أو مصدر كما قرأ ليجزي قوما بما كانوا [الجاثية: 14]، والأولى أن يكون كتبا [الإسراء: 13] حالا، أي: ويخرج الطائر كتابا وكذا وجه نصب كتبا عند يعقوب أيضا [فتتفق القراءتان] في التوجيه، واتفقا على نصب [كتبا]، والباقون بالنون المضمومة وكسر الراء ف كتبا مفعول به، وقيد الفتح؛ لاختلاف المفهوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/419]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يلقا اضمم اشدد (ك) م (ث) نا مدّ أمر = (ظ) هر ويبلغان مدّ وكسر
(شفا) وحيث أفّ نوّن (ع) ن (مدا) = وفتح فائه (د) نا (ظ) لـ (ك) دا
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وثاء (ثنا) أبو جعفر يلقّاه منشورا [الإسراء: 13] بضم الياء وتشديد القاف من الثلاثي المضعف المبني للمفعول، والباقون بفتح الياء وتخفيف القاف من الثلاثي المبني للفاعل). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/419]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة يلقاه [الإسراء: 13] لـ «شفا» [ولابن ذكوان] واقرا [الإسراء: 14] لأبي جعفر، وإمالة كلاهما [الإسراء: 23] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/420] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ألزمنا طيره" بغير ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/194] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَنُخْرِجُ لَه" [الآية: 13] فأبو جعفر بالياء المثناة من تحت مضمومة وفتح الراء مبنيا للمفعول، ونائب الفاعل ضمير الطائر، وقرأ يعقوب بالياء المفتوحة، وضم الراء مضارع خرج وافقه ابن محيصن والحسن والفاعل ضمير الطائر أيضا، والباقون بنون العظمة مضمومة وكسر الراء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/194]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على نصب "كتابا" على المفعول به في الأخيرة وعلى الحال في السابقتين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/194]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُلَقَّاه" [الآية: 13] فابن عامر وأبو جعفر بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف مضارع لقى بالتشديد، والباقون بالفتح والسكون والتخفيف مضارع لقي.
وأمال ابن ذكوان من طريق الصوري في رواية الأكثرين وحمزة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/194]
والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/195]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يلقاه} [13] قرأ الشامي بضم الياء، وفتح اللام، وتشديد القاف، والباقون بفتح الياء، وإسكان اللام، وتخفيف القاف). [غيث النفع: 800]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13)}
{وَكُلَّ إِنْسَانٍ}
- قراءة الجماعة (وكل إنسانٍ) بالنصب، وتخريجه على واحد من اثنين:
الأول: أنه منصوب على الاشتغال.
والثاني: أنه منصوب نسقًا على (الحساب) في الآية السابقة.
- وقرأ أبو السمال وابن أبي عبلة (وكل إنسانٍ) بالرفع.
- وقد أجاز الزجاج النصب والرفع ثم قال: (إلا أني لا أعلم أحدًا قرأ بالرفع).
وقال الفراء: (والوجه في كلام العرب رفع كل) في هذين الحرفين...).
أي هذه الآية، وقوله تعالى: (وكل شيء أحصيناه). الآية/12 من يس، و29 من سورة النبأ.
{طَائِرَهُ}
- قرأ مجاهد والحسن وأبو رجاء وابن مسعود وأبي بن كعب (طيره) بغير ألف.
- وقراءة الجماعة (طائره) بألف وهمزة بعده.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{فِي عُنُقِهِ}
- قراءة الجماعة (في عنقه) بضم النون مثقلًا.
[معجم القراءات: 5/25]
- وقراء أحمد بن موسى واللؤلؤي عن أبي عمرو (في عنقه) بسكون النون على التخفيف.
{وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وابن وثاب (ونخرج ... كتابًا) بنون مضمومة وهي نون العظمة، من (أخرج)، والفاعل هو الله تعالى، و(كتابًا) بالنصب مفعولًا به.
ورجح الطبري هذه القراءة، واحتج لها أبو عمرو بقول الله تعالى: (ألزمناه) في سياق هذه الآية.
- وقرأ أبو جعفر ويحيى بن وثاب ومجاهد في رواية والرهاوي وقتادة وأبو المتوكل والحسن (ويخرج ... كتابًا) بضم الياء وكسر الراء من (أخرج)، أي: يخرج الله له كتابًا.
- وقرأ أبو جعفر والحلواني عنه وشيبة ومحمد بن السميفع وهي رواية عن أبي عمرو (ويخرج له ... كتابًا).
[معجم القراءات: 5/26]
يخرج: بالياء مبنيًا لما لم يسم فاعله.
كتابًا: حال.
والنائب عن الفاعل مفعول به مضمر يعود على الضمير.
قال أبو حيان: (أي ويخرج الطائر كتابًا).
قال الشهاب: (... أبو جعفر بن القعقاع قرأه مجهولًا، ففيه ضمير مستتر هو ضمير الطائر، وقد كان مفعولًا، فإن قلت: هذه القراءة يحتمل أن يكون (له) فيها نائب الفاعل ... قلت إقامة غير المفعول مع وجوده مقامه ضعيفة).
وقال ابن الجزري:
(ووجه نصبه على قراءة أبي جعفر (يخرج) مبنيًا للمفعول، قيل: إن الجار والمجرور وهو (له) قام مقام الفاعل، وقيل المصدر على حد قراءته (ليجزي قومًا) فهو مفعول به، والأحسن أن يكون حالًا، أي: ويخرج الطائر كتابًا....).
- وقرأ أبو جعفر وابن عباس ومجاهد (ويخرج ... كتاب).
يخرج: مبني لما لم يسم فاعله. كتاب: بالرفع نائب عن الفاعل.
- وقرئ (تخرج.. يوم) والتقدير: أعمال يوم القيامة.
- وقرأ الحسن وابن محيصن ويعقوب ومجاهد وأبو جعفر وابن عباس وعبد الوارث والرؤاسي عن أبي عمرو (ويخرج.. كتابًا)
[معجم القراءات: 5/27]
بفتح الياء وضم الراء على البناء للفاعل، على تقدير: ويخرج له طائره كتابًا.
وكتابًا: منصوب على الحال.
وذكر أبو حيان هذه القراءة عن الحسن (ويخرج ... كتاب) كذا على البناء للفاعل، و(كتاب) بالرفع عليه.
- وقرأ أبو الجوزاء والأعرج (وتخرج....) بتاء مفتوحة ورفع الراء.
- وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون في قراءة أبي بن كعب (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه يقرأه يوم القيامة كتابًا منشورًا).
وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحف أبي، وهي قراءة مخالفة لرسم المصحف، فتحمل على التفسير لا على أنها قرآن منقول.
{يَلْقَاهُ}
- قرأ ابن عامر وأبو جعفر والجحدري والحسن بخلاف عنه (يلقاه) بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف.
- وقرأ باقي السبعة ويعقوب (يلقاه) بفتح الياء وسكون اللام مخففًا.
وهذه القراءة هي الاختيار عند مكي لأن الجماعة عليها، وهي أولى القراءتين بالصواب عند الطبري.
[معجم القراءات: 5/28]
- وأمال (يلقاه) حمزة والكسائي وخلف، وهي رواية النقاش عن ابن ذكوان، والداجوني من طريق الصوري، وهبة الله عن الأخفش.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح وبين اللفظين.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 5/29]
قوله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اقْرَأْ كِتَابَكَ لِأَبِي جَعْفَرٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/306]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({اقرأ} [14] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 576]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة يلقاه [الإسراء: 13] لـ «شفا» [ولابن ذكوان] واقرا [الإسراء: 14] لأبي جعفر، وإمالة كلاهما [الإسراء: 23] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/420] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "اقرأ" أبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/195]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اقرأ} [14] لا خلاف بين السبعة في تحقيق همزه، إلا أن حمزة يبدله إن وقف). [غيث النفع: 800]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}
{اقْرَأْ}
- قرأ أبو جعفر والأعشى وأوقية (اقرا) بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف، وهشام بخلاف عنه.
- والباقون على القراءة بالهمز (اقرأ).
{كِتَابَكَ كَفَى}
- إدغام الكاف في الكاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{كَفَى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 5/29]
قوله تعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}
{اهْتَدَى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
[معجم القراءات: 5/29]
- والباقون على الفتح.
{تَزِرُ}
- ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{وَازِرَةٌ وِزْرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{أُخْرَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/30]
قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {أمرنَا مُتْرَفِيهَا} 16
لم يَخْتَلِفُوا في قَوْله {أمرنَا مُتْرَفِيهَا} أَنَّهَا خَفِيفَة الْمِيم قَصِيرَة الْألف إِلَّا مَا روى خَارِجَة عَن نَافِع (ءامرنا) ممدودة مثل (ءامنا)
وروى نصر بن علي عَن أَبِيه عَن حَمَّاد ابْن سَلمَة قَالَ سَمِعت ابْن كثير يقْرَأ (ءامرنا) ممدودة
وحدثني مُوسَى بن إِسْحَق القاضي قَالَ حَدثنَا هرون بن حَاتِم قَالَ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس ختن لَيْث قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو يقْرَأ {أمرنَا} مُشَدّدَة الْمِيم). [السبعة في القراءات: 379]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (آمرنا) ممدود يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 300]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءامرنا) [16]: بالمد سلام، ويعقوب، وعبد الوارث التنوري.
[المنتهى: 2/792]
بالتشديد حمصي). [المنتهى: 2/793]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (144- .... .... .... .... .... = وَحُزْ مَدَّ آمَرْنَا .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وحز مد آمرنا إلخ أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب {أمرنا مترفيها} [16] بألف بعد الهمزة وعلم من انفراده للآخرين بغير ألف). [شرح الدرة المضيئة: 162]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَصْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/306]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {أمرنا} [16] بمد الهمزة، والباقون بقصرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 576]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (730- .... .... .... .... مدّ أمر = ظهرٌ .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (مد أمر) أي قرأ يعقوب «أمرنا مترفيها» بمد الهمزة من باب فاعل الرباعي، والباقون بالقصر من فعل الثلاثي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 263]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ظاء (ظهر) [يعقوب] آمرنا مترفيها [الإسراء: 16] بمد الهمزة من باب «فاعل» الرباعي، والباقون بقصرها من «فعل» الثلاثي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/419]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (آمرنا) بمد الهمزة والباقون بقصرها والله الموفق). [تحبير التيسير: 436]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا" [الآية: 16] فيعقوب بمد الهمزة من باب فاعل الرباعي ورويت عن ابن كثير وأبي عمرو وعاصم ونافع من غير هذه الطرق، وافقه الحسن من المصطلح والباقون بالقصر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/195] قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)}
{أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً}
- إدغام الكاف في القاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{أَمَرْنَا}
- قراءة الجمهور وحميد ومجاهد والأعمش (أمرنا) خفيفة الميم، قصيرة الألف.
أي أمرناهم بالطاعة فعصوا وفسقوا، وذهب الزمخشري إلى أن معناه: أمرناهم بالفسق ففسقوا.
واختار هذه القراءة الطبري وأبو عبيد وأبو حاتم.
[معجم القراءات: 5/30]
قال أبو عبيد: (وإنما اخترنا (أمرنا) لأن المعاني الثلاثة تجتمع فيها من الأمر، والإمارة، والكثرة).
- وقرأ الحسن ويحيى بن يعمر وعكرمة وأبو جعفر وابن عباس وأبو المتوكل وأبو الجوزاء (أمرنا) بالقصر وكسر الميم، والمعنى أكثرنا، وحكى مثل هذا أبو زيد لغة، وكذا أبو عبيد، وأنكر هذا الكسائي والفراء.
قال الطوسي في هذه القراءة: (وهي ردية).
وقال الفراء: (وروي عنه -أي عن الحسن- (أمرنا)، ولا ندري أنها حفظت عنه، لأنا لا نعرف معناها ههنا).
قال أبو حيان: (ولا يلتفت إليه -أي إلى ردها- إذ نقل إنها لغة كفتح الميم، ومعناها كثرنا، وحكى أبو حاتم عن أبي زيد، يقال: أمر الله ماله أي: كثره، بكسر الميم، وفتحها).
وقال المهدوي: (ومن قرأ: أمر فهي لغة، ووجه تعدية (أمر) أنه شبهه بعمر من حيث كانت الكثرة أقرب شيء إلى العمارة، فعدي كما عدي عمر).
قلت: مثل هذا عند ابن جني في محتسبه.
وذكر هذه القراءة ابن خالويه (آمرنا) كذا بكسر الميم ومد الألف) ثم قال: (وهذه رديئة...).
- قرأ أبو عمرو وخارجة عن نافع وابن كثير، وهي رواية نصر بن علي بن أبيه عن حماد بن سلمة عنه أيضًا، وعاصم وعلي بن أبي
[معجم القراءات: 5/31]
طالب وابن أبي إسحاق ويعقوب وأبو رجاء وعيسى بن عمر وسلام وعبد الله بن أبي يزيد والكلبي وابن عباس والحسن وقتادة وأبو العالية الرياحي وابن هرمز وأبة حيوة وأبو الدرداء وأبو رزين والضحاك (آمرنا) بالمد، من باب فاعل)، وهي اختيار يعقوب، وأصلها: أأمرنا، فخففت، أي أكثرنا جبابرتها وأمراءها.
قال أبو حيان:
(ومعناه: كثرنا، يقال: أمر الله القوم وآمرهم فتعدى بالهمزة).
وقال الزجاج:
(ومن قرأ (آمرنا) فتأويله أكثرنا، والكثرة ههنا يصلح أن يكون شيئين: أحدهما: أن يكثر عدد المترفين، والآخر أن تكثر جدتهم ويسارهم).
وقال أبو عبيدة (آمرته بالمد وأمرته، لغتان بمعن كثرته).
- قرأ أبو العباس عن أبي عمرو وأبان عن عاصم وهدبة عن حماد ابن سلمة عن ابن كثير والنخعي والجحدري وابن عباس وأبو عثمان النهدي والسدي وزيد بن علي وأبو العالية الرياحي والحسن
[معجم القراءات: 5/32]
وعلي والباقر وأبو جعفر محمد بن علي بخلاف... (أمرنا) بتشديد الميم مفتوحة، أي سلطنا شرارها، فعصوا فيها فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم، أو جعلناهم أمراء مسلطين.
- وذكر الزبيدي في التاج والصاغاني أنه قرئ (أمأرنا) كذا من (مأر).
قال: (وأمأر ماله: أسافه وأفسده، وقرئ: أمأرنا مترفيها) أي أفسدناهم).
- وذكر هارون أن أبيًا قرأ (بعثنا أكابر مجرميها ففسقوا فيها).
- وذكر الفراء القراءة عنه (بعثنا فيها...). ومثله عند الفارسي.
{أَمَرْنَا ... فَفَسَقُوا}
- وحكى النحاس: (قال هارون في قراءة أبي: (وإذا أردنا أن نهلك قرية بعثنا فيها أكابر مجرميها فمكروا فيها فحق عليهم القول).
ولم أهتد إلى هذا النص في إعراب القرآن للنحاس، وقد نقل عنه.
{تَدْمِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/33]
قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}
{كَفَى}
- تقدمت الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
[معجم القراءات: 5/33]
- انظر الآية/14 من هذه السورة.
{خَبِيرًا بَصِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها في الوصل.
- وقرأا بالترقيق في الوقف.
- وقراءة الجماعة على التفخيم في الحالين). [معجم القراءات: 5/34]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين