شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (البارئ
البارئ الخالق: «برأ الله الخلق يبرؤهم»: أي خلقهم. وينشد:
وكل نفس على سلامتها = يميتها الله ثم يبرؤها
ويقال: «برئت من المرض برءًا» وبرأت أيضًا. قال الأصمعي: تقول تميم ومن يليهم من العرب: «برئت وأنا أبرأ». ويقول قوم من أهل العالية: «برأت وأنا أبرأ» جميعًا في المرض والمصدر عند جماعتهم البرء فإذا جررت قلت: «كان ذلك عند البرء». قال بعضهم: «أصبح فلان بارئًا»: أي قد برئ. ويقال: «قد أبرأه الله من المرض إبراء حسنًا». وأنشد:
صماء لا يبرئها من الصمم = تقادم العهد ولا طول القدم
قال: ويقال في لغة أهل الحجاز وغيرهم: «برئت إليك من فلان ومن الدين وأنا أبرأ غليك براءة»، و«تبرأت منه تبرؤًا»، ويقال: «فلان برئ من فلان» و«وهما بريئان»، و«هم بريئون وبرآء» على «فعلاء» مثل ظرفاء وكرماء في الوزن، وفيه لغة أخرى، يقال: «أنا البراء منك» و«نحن البراء منك» بلفظ واحد في الواحد والاثنين والجمع والمؤنث تجري مجرى المصدر الموصوف به، ومنه قوله: {إنني براء مما تعبدون}.
وبرأة الصائد: ناموسه وهي قترته أي: بيته الذي يستتر به، وجمعها «برأ» على «فعل» مقصور مهموز.
فأما بريت القلم وغيره فإنه غير مهموز وهو من غير هذا الأصل. وكذلك «انبرى له»: إذا عارضه فصنع ما يصنع، و«فلان وفلان يتباريان» كل ذلك غير مهموز. ومثل ذلك «أبريت الناقة»: إذا جعلت لها برة غير مهموز). [اشتقاق أسماء الله: 242-243]