سورة الشورى
[ الآيات من (21) إلى (26) ]
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)}
قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "أم لهم شركؤا" باثني عشر وجها مرت في النظير مما رسم بواو كأنبؤا أول الأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/449]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)}
{شُرَكَاءُ}
- رسمت الهمز في (شركاؤا) بواو، فلحمزة وهشام عند الوقف عليه اثنا عشر وجهًا، وتقدمت،
انظر المائدة آية/29 (جزاؤا)، وانظر الأنعام آية/5 (أنباؤا).
{لَمْ يَأْذَنْ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش وأبو جعفر والأصبهاني (لم ياذن) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (لم يأذن).
{الْفَصْلِ لَقُضِيَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام.
{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
- قراءة الجمهور (وإن الظالمين...) بكسر الهمزة على الاستئناف.
- وقرأ الأعرج ومسلم بن جندب (وأن الظالمين...) بفتح الهمزة عطفًا على (كلمة الفصل)، والتقدير: ولولا كلمة الفصل وأن الظالمين...، فهو في موضع رفع). [معجم القراءات: 8/321]
قوله تعالى: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ترى الظالمين" وصلا السوسي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/449]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)}
{تَرَى الظَّالِمِينَ}
- قراءة الإمالة في الوقف لـ(ترى) عن حمزة والكسائي وخلف وأبي عمرو وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقرأه السوسي بالإمالة في الوصل بخلاف عنه.
- وقرأه الباقون بالفتح في الحالين، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يَشَاءُونَ}
- وقف حمزة بتسهيل الهمز بين بين، ويجوز في الألف حينئذٍ المد والقصر.
{وَهُوَ وَاقِعٌ}
- أدغم الواو في الواو أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 8/322]
قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (حم) و(نؤته) و(تبشر) و(ينزل الغيث) و(الريح) فيما تقدم). [التبصرة: 329] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وعاصم، وابن عامر: {يبشر الله} (23): بضم الياء، وفتح الباء، وكسر الشين مشددة.
والباقون: بفتح الياء، و إسكان الباء، وضم الشين مخففة). [التيسير في القراءات السبع: 449]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر وعاصم ويعقوب وابن عامر وخلف: (يبشر اللّه) بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين مشدّدة والباقون بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخفّفة). [تحبير التيسير: 545]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا) بالياء الاختيار كاختيار الزَّعْفَرَانِيّ لقوله: (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ)، الباقون بالنون). [الكامل في القراءات العشر: 632] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {يُبَشِّرُ} مشدد: نافع وعاصم وابن عامر.
الباقون بفتح الياء، مخفف). [الإقناع: 2/758]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (201- .... .... .... يُبَشِّرُ فِي حِمًى = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 38]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم شرع في سورة الشورى بقوله: يبشر في حمى يعني قرأ مرموز (فا) في و(حا) حمى وهما خلف ويعقوب في {ذلك الذي يبشر الله} [23] بتشديد الشين فلزم لهما ضم الياء وفتح الياء وكسر الشين فلذا لم يتعرض لها وعلم لأبي جعفر كذلك فاتفقوا فإن قلت قد ذكر في آل عمران أن خلفًا قرأ بالتشديد فما وجه ذكره هنا قلت لئلا يتوهم التخصيص لطول العهد). [شرح الدرة المضيئة: 220]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ يُبَشِّرُ اللَّهُ فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/367]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يبشر الله} [23] ذكر في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 676]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تقدم مد عين [الشورى: 2] ويكاد [الشورى: 5] ويتفطرن [الشورى: 5] بمريم [الآية: 90] وإبراهيم [الشورى: 13] ويبشّر الله [الشورى: 23] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/546] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يَبْشُر" بفتح الياء وسكون الموحدة وضم الشين مخففة من بشر الثلاثي ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي، والباقون بالتشديد للتكثير لا للتعدية، ومر بآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 2/449]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يبشر الله} [23] قرأ المكي والبصري والأخوان بفتح الياء، وإسكان الموحدة بعدها، وضم الشين المخففة، والباقون بضم الياء، وفتح الموحدة، وكسر الشين وتشديدها). [غيث النفع: 1099]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}
{يُبَشِّرُ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم (يبشر) بضم الياء وفتح الباء،
[معجم القراءات: 8/322]
والشين مشددة.
- وقرأ عبد الله بن يعمر وابن أبي إسحاق والجحدري والأعمش وطلحة في رواية وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وابن محيصن والحسن واليزيدي والمطوعي (يبشر) بفتح الياء وسكون الموحدة وضم الشين مخففة من (بشر) الثلاثي.
وقال أبو جعفر النحاس: (.. غير أن أبا عمرو بن العلاء قرأ هذا وحده (يبشر) وقرأ غيره (يبشر)، وأنكر هذا عليه قوم، وقالوا: ليس بين هذا وبين غيره فرق، والحجة له؛ ذلك أنه لم يقرأ بشيء شاذ ولا بعيد في العربية، ولكن لما كانتا لغتين فصيحتين لم يقتصر على إحداهما فيتوهم السامع أنه لا يجوز غيرها، فجاء بهما جميعًا وهكذا يفعل الحذاق)!
وانظر القراءات في الآية/39 من سورة آل عمران.
- وقرأ مجاهد وحميد بن قيس (يبشر) بضم الياء وتخفيف الشين من (أبشر).
{إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
- قراءة الجمهور (إلا المودة...).
- وقرأ زيد بن علي (إلا مودةً...).
{فِي الْقُرْبَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
[معجم القراءات: 8/323]
{نَزِدْ لَهُ}
- قرأ الجمهور (نزد...) بالنون.
- وقرأ زيد بن علي وعبد الوارث عن أبي عمرو وأحمد بن جبير عن الكسائي وابن السميفع وابن يعمر والجحدري (يزد...) بالياء.
{حُسْنًا}
- قرأ الجمهور (حسنًا) بالتنوين.
- وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو (حسنى) بغير تنوين على وزن (رجعى)، وهو مصدر، أو صفة لموصوف مقدر، أي: صفة أو خصلة حسنى). [معجم القراءات: 8/324]
قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف للكل على "ويمح الله" بحذف الواو للرسم وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالوقف بالواو فهو مما انفرد به الداني، ولم يتابع عليه فلا يقرأ به، وكذا ما ذكره من إثبات الواو لقنبل في أحد وجهيه لا يقرأ به ولا يعول عليه، إذ هو مما انفرد به فارس عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس كما في النشر، ولذا أسقط جميع ذلك من الطيبة على عادته، ومثل يمح ويدع الإنسان ويدع الداع بالقمر وسندع بالعلق فالوقف في الكل للكل على الرسم كما مر في بابه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/449]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فإن يشإ الله} [24] السوسي فيه كالسبعة يهمزه ويسكنه، إلا أنه يكسره في الوصل لالتقاء الساكنين). [غيث النفع: 1099]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}
{افْتَرَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وابن ذكوان برواية الصوري.
- وقرأه بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- وقرأه بالفتح الباقون، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ}
- قرأ حمزة وأبو جعفر وهشام بخلف عنه وورش من طريق الأصبهاني بإبدال همزة (يشا) عند الوقف.
- وأما وصلًا فإنها تحرك بالكسر لجميع القراء تخلصًا من التقاء الساكنين.
[معجم القراءات: 8/324]
{وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ}
- الوقف على (يمح) للجميع بحذف الواو للرسم، وذكروا أن بعض القراء وقف بالواو (يمحو) وهم: يعقوب وقد انفرد بذكره الداني، وكذا قنبل في أحد وجهيه، وانفرد بذكره فارس عن ابن شنبوذ عن قنبل، وخالف بهذا سائر الناس.
وقد رد هذه الروايات علماء القراءات، وذهبوا إلى أن الوقف للجميع على الرسم.
قال مكي: (ولا ينبغي أن يتعمد الوقف عليها، ولا على ما يشابهها؛ لأنه إن وقف بالرسم خالف الأصل، [أي وجود الواو]، وإن وقف بالأصل خالف الرسم [أي بحذف الواو] اهـ.
قال في النشر معقبًا: (ولا يخفى ما فيه؛ فإن الوقف على هذه وأشباهها ليس على وجه الاختيار، والفرض أنه لو اضطر إلى الوقف عليها كيف يكون...).
أما الزجاج فقد قال: (الوقوف عليها (ويمحوا) بواو وألف؛ لأن المعنى: والله يمحو الباطل على كل حال، وكتبت على الوصل ولفظ الواو ثابت...).
وقال ابن جني: (وكتب ذلك بغير واو دليلًا في الخط على الوقوف عليه بغير واو في اللفظ).
[معجم القراءات: 8/325]
وقال الشهاب الخفاجي: (سقط فيه [أي الواو] لالتقاء الساكنين، ثم تبعه الرسم، وكان القياس إثباتها لكن خط المصحف لا يلزم جريه على القياس، وقد قيل: إنه لا مانع من عطفه على جواب الشرط فيجزم، و(يحق) حينئذٍ مستأنف، والمعنى: إن يشأ الله يمح افتراءك لو افتريت، أو يمح باطلهم عاجلًا لكنه لم يفعل لحكمة...).
{وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ}
- قراءة الجماعة (بكلماته) جمعًا). [معجم القراءات: 8/326]
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله تَعَالَى {وَيعلم مَا تَفْعَلُونَ} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {مَا يَفْعَلُونَ} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ حَفْص عَن عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {مَا تَفْعَلُونَ} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 580 - 581]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما تفعلون)
بالتاء كوفي- غير أبي بكر-). [الغاية في القراءات العشر: 386 - 387]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تفعلون) [25]: بالتاء حمصي، وأيوب، وابن عتبة، وكوفي غير قاسم وأبي بكر والمفضل). [المنتهى: 2/952]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (ما تفعلون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 329]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {ويعلم ما تفعلون} (25): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 449]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (ويعلم ما تفعلون) بالتّاء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 545]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَفعَلُونَ) بالتاء حمصي، وابن عتبة، وأيوب، والحسن، [الكامل في القراءات العشر: 632]
وقَتَادَة، وكوفي غير قاسم، وأبي بكر، وأبان، والمفضل، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (عَنْ عِبَادِهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 633]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} بالتاء: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/758]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1018- .... .... .... .... وَيَفْعَلُو = نَ غَيْرُ صِحَابٍ .... .... ....). [الشاطبية: 82]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1018] ويوحى بفتح الحاء (د)ان ويفعلو = ن غير (صحاب) يعلم ارفع (كـ)ـما (ا)عتلا
...
والغيب في {يفعلون}، لأن قبله: {عن عباده}؛ أي ويعلم ما يفعل عباده. وقد سبق له نظائر). [فتح الوصيد: 2/1228]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1018] ويوحى بفتح الحاء دان ويفعلو = ن غير صحاب يعلم ارفع كما اعتلا
ح: (يوحى): مبتدأ، (دان): خبر، (بفتح الحاء): حال، (يفعلون): مبتدأ، (غير صحابٍ): خبر، أي: قراءة غير صحاب، (يعلم): مفعول (ارفع)، (كما اعتلى): نصب المحل على الحال.
ص: قرأ ابن كثير: {كذلك يوحى إليك} [3] بفتح الحاء على بناء المجهول، و{الله}: رفعٌ حينئذٍ: {العزيز الحكيم} [3]، أو هما نعتان والخبر: {له ما في السماوات}، والباقون: بكسر الحاء على بناء الفاعل، و{الله}: فاعل.
وقرأ غير حمزة والكسائي وحفص: {ويعلم ما يفعلون} [25] بالغيبة،
[كنز المعاني: 2/596]
لأن قبله: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} [25]، والباقون: بالخطاب للعباد.
وقرأ ابن عامر ونافع: {ويعلم الذين يجادلون} [35] بالرفع على الاستئناف، والباقون: بالنصب بإضمار (أن) على صرف الكلام عن العطف على المجزوم، لما قصد مصاحبة الأمرين، وتلك لا تحصل من العطف المجرد لاحتمال التقدم والتأخر، بل من النصب على المفعول معه، ومثله: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142]، أو بالعطف على محذوف، نحو (لينتقم)، ومثله: {نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} [الأنعام: 75] ). [كنز المعاني: 2/597] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ويفعلون بالغيب؛ لأن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/149]
قبله: {يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} وبالخطاب ظاهر، وتقدير النظم: وغيب يفعلون قراءة غير صحاب فحذف المضاف من المبتدأ والخبر للعلم بهما). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/150]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1018 - .... .... .... .... ويفعلو = ن غير صحاب .... .... ....
....
وقرأ (غير صحاب) من السبعة وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة: ويعلم ما يفعلون بياء الغيب فتكون قراءة صحاب: حفص وحمزة والكسائي بتاء الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 356]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَا تَفْعَلُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالْخِطَابِ. وَاخْتُلِفَ عَنْ رُوَيْسٍ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الطَّيِّبِ الْخِلَافَ كَذَلِكَ، وَرَوَى غَيْرُهُ الْغَيْبَ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ. وَقَدْ وَقَعَ فِي غَايَةِ الْحَافِظِ أَبِي الْعَلَاءِ أَنَّ النَّخَّاسَ عَنْ رُوَيْسٍ بِالْخِطَابِ، وَهُوَ سَهْوٌ، وَصَوَابُهُ أَبُو الطَّيِّبِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/367]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص ورويس بخلاف عنه {تفعلون}
[تقريب النشر في القراءات العشر: 676]
[25] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 677]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (903- .... وخاطب يفعلو صحبٌ غما = خلفٌ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 94]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ((د) ما وخاطب يفعلوا (صحب غ) ما = خلف بما في فبما مع يعلما
أي «ويعلم ما تفعلون» قرأه بالخطاب مدلول صحب ورويس بخلاف عنه، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 307]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (صحب) حمزة، والكسائي، [وحفص]، وخلف: ويعلم ما تفعلون [الشورى: 25]- بتاء الخطاب على الالتفات إلى الجميع. والباقون بياء الغيب على أنه مسند لضمير عباده [الشورى: 25]. واختلف فيه عن ذي غين (غما) رويس: فروى عنه أبو الطيب الخطاب، وغيره الغيب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/547]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَا يَفْعَلُون" [الآية: 25] [إتحاف فضلاء البشر: 2/449]
فحفص وحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بالتاء من فوق، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالياء من تحت وبه قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/450]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تفعلون} قرأ الأخوان وحفص بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 1099]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها مرارًا، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{وَيَعْلَمُ مَا}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{تَفْعَلُونَ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه والحسن والأعمش وابن مسعود وعلقمة بن قيس وإبراهيم ويحيى بن وثاب والسلمي (تفعلون) بتاء الخطاب.
[معجم القراءات: 8/326]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم برواية أبي بكر ورويس في رواية وابن محيصن واليزيدي وأبو جعفر ويعقوب والأعرج والجحدري (يفعلون) بياء الغيبة.
واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم). [معجم القراءات: 8/327]
قوله تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شديد} تام، وفاصلة، باتفاق، ومنتهى النصف للجمهور، وقيل {الحمد} بعده، وقيل {بصير} وقيل {نصير} وقيل غير ذلك). [غيث النفع: 1099]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)}
{الْكَافِرُونَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 8/327]