العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 08:40 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة القلم

التفسير اللغوي لسورة القلم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 02:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي المقدمات والخواتيم

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سورة نون، والحاقة، والمعارج، ونوح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 275]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 02:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 16]


{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}

تفسير قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ن والقلم...}.تخفى النون الآخرة، وتظهرها، وإظهارها أعجب إليّ؛ لأنها هجاء، والهجاء كالموقوف عليه وإن اتصل، ومن أخفاها بني على الاتصال. وقد قرأت القراء بالوجهين؛ كان الأعمش وحمزة يبينانها، وبعضهم يترك التبيان). [معاني القرآن: 3/172]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ن والقلم} كسائر فواتح السور). [مجاز القرآن: 2/264]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وما يسطرون " وما يكتبون، قال رؤبة:إني وأسطارٍ سطرن سطرا). [مجاز القرآن: 2/264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ن} قال قتادة والحسن: هي الدواة. ويقال: الحوت تحت الأرض.
وقد ذكرت الحروف المقطّعة في كتاب «تأويل مشكل القرآن».
{وما يسطرون} أي يكتبون). [تفسير غريب القرآن: 477]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ن والقلم وما يسطرون} قرئت بإدغام النون في الواو، وقرئت بتبيين النون عند الواو. وقرئت نون والقلم - بفتح النون.
والّذي اختار إدغام النون في الواو كانت الواو ساكنة أو متحركة؛ لأن الذي جاء في التفسير يباعدها من الإسكان والتبيين، لأن من أسكنها وبينها فإنما يجعلها حرف هجاء والذي يدغمها فجائز أن يدغمها وهي مفتوحة.وجاء في التفسير أن "نون" الحوت التي دحيت عليها سبع الأرضين وجاء في التفسير أيضا أن النون الدواة، ولم يجئ في التفسير كما فسرت حروف الهجاء -، والإسكان لا يجوز أن يكون فيه إلّا حرف هجاء.
وجاء في التفسير أن أول ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب، فقال: أي ربّ، وما أكتب؟ قال: القدر، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وجرى فيما جرى به القلم {تبّت يدا أبي لهب}.
وقوله: {وما يسطرون} معناه: وما تكتب الملائكة). [معاني القرآن: 5/203]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( قوله: {ن} قيل: هو الدواة.
ويقال: هي الحوت تحت الأرض.
وقيل: {الر} و{حم} و{ن}: الرحمن.
وقيل: {ن} اللوح.
وقيل: قسم.
وقيل: هو اسم للسور.
وقيل: هو حرف يدلّ على أن القرآن مؤلف منه ومن شبهه.
{وَمَا يَسْطُرُونَ} أي يكتبون، يعني الملائكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 275]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما أنت بنعمة ربّك بمجنون}
هذه مسألة من أبواب النحو، تحتاج، إلى تبيين. قوله: (أنت) هو اسم (ما)، و (بمجنون) الخبر، و (بنعمة ربّك)موصول بمعنى النفي، المعنى: انتفى عنك الجنون بنعمة ربّك، كما تقول: أنت بنعمة اللّه فهم، وما أنت بنعمة اللّه جاهل. وتأويله: فارقك الجهل بنعمة ربّك، وهذا جواب لقولهم: {وقالوا يا أيّها الّذي نزّل عليه الذّكر إنّك لمجنون} ). [معاني القرآن: 5/203-204]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ لك لأجراً غير ممنونٍ...}.[معاني القرآن: 3/172]
مقطوع، والعرب تقول: ضعفت منتي عن السفر، ويقال للضّعيف: المنين، وهذا من ذلك، والله أعلم). [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّ لك لأجراً غير ممنونٍ} أي غير مقطوع [ولا منقوص].يقال: مننت الحبل، إذا قطعته). [تفسير غريب القرآن: 477]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وإنّ لك لأجرا غير ممنون (3)} أي: غير مقطوع، وجاء في التفسير: غير محسوب). [معاني القرآن: 5/204]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غَيْرَ مَمْنُونٍ} أي غير مقطوع. يقال: مَنَنْتُ الحبل: إذا قطعته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 275]


تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ...} أي: دين عظيم). [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإنّك لعلى خلق عظيم} قيل: على الإسلام، وقيل: على القرآن. والمعنى - واللّه أعلم - أنت على الخلق الذي أمرك اللّه به في القرآن). [معاني القرآن: 5/204]

تفسير قوله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)}

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فستبصر ويبصرون...} {بأيّكم المفتون...}.المفتون ها هنا بمعنى: الجنون: هو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقول رأى، وإن شئت جعلته بأيكم: في أيكم أي: في أي الفريقين المجنون، فهو حينئذ اسم ليس بمصدر). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بأيّكم المفتون} مجازها: أيّكم المفتون كما قال الأول:
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج = نضرب بالسيف ونرجو بالفرج). [مجاز القرآن: 2/264]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({بأيّكم المفتون}قال: {بأيّكم المفتون} يريد "أيّكم المفتون"). [معاني القرآن: 4/33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بأيّكم المفتون}؟! أي أيّكم المفتون؟ [أي الذي فتن بالجنون]. والباء زائدة. كما قال الراجز: [تفسير غريب القرآن: 477]
نضرب بالسيف ونرجو بالفرجأي نرجو الفرج.وقال الفراء: «و[قد] يكون المفتون بمعنى: الفتنة، كما يقال: ليس له معقول - أي عقل - ولا معقود، أي رأي. وأراد: الجنون»). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والباء تزاد في الكلام، والمعنى إلقاؤها. كقوله سبحانه: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}، وقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أي اسم ربك، و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} أي يشربها، {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} أي هزّي جذع، وقال: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} أي أيكم المفتون.
وقال الأعشى:
ضَمِنَتْ برزق عيالنا أرماحُنا
وقال الآخر:
نضربُ بالسَّيفِ ونرجو بالفرج
وقال امرؤ القيس:
هصرتُ بغُصْن ذِي شماريخَ ميَّال
أي: غصنا.
وقال أمية بن أبي الصّلت:
إذ يَسُفُّون بالدقيق وكانوا = قبلُ لا يأكلون شيئاً فَطِيرا
وقال: {تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}، وقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} ). [تأويل مشكل القرآن: 248-250](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله: {فستبصر ويبصرون (5) بأيّكم المفتون (6)} معنى المفتون: الذي قد فتن بالجنون.قال أبو عبيدة، معنى الباء الطرح، المعنى: أيكم المفتون.
قال: ومثله قول الشاعر:
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج
قال معناه: نرجو الفرج. وليس كذلك. المعنى: نرجو كشف ما فيه نحن بالفرج، أو نرجو النصر بالفرج.
والباء في (بأيّكم المفتون) لا يجوز أن تكون لغوا. وليس هذا جائزا في العربية في قول أحد من أهلها.
وفيه قولان للنحويين:
- قالوا: المفتون ههنا بمعنى الفتون، المصادر تجيء على المفعول. تقول العرب: ليس لهذا معقول. أي عقل. وليس له معقود رأي، بمعنى عقد رأى.وتقول: دعه إلى ميسور. بمعنى: إلى يسر.فالمعنى: فستبصر ويبصرون بأيّكم المفتون.
- وفيه قول آخر: بأيّكم المفتون بالفرقة التي أنت فيها، أو فرقة الكفار التي فيها أبو جهل والوليد بن المغيرة المخزومي ومن أشبههم. فالمعنى على هذا: فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون. أفي فرقة الإسلام أم في فرقة الكفر). [معاني القرآن: 5/204-205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ} أي المجنون. ويقال: الباء ليست بزائدة، [تفسير المشكل من غريب القرآن: 275]
ولكنها بمعنى، (في أيكم المفتون) بمعنى الفتون أي المجنون و[قيل] الباء زائدة والتقدير: أيكم الجنون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}

تفسير قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ودّوا لو تدهن...} يقال: ودوا لو تلين في دينك، فيلينون في دينهم، وقال بعضهم: لو تفكر فيكفرون، أي: فيتبعونك على الكفر). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لو تدهن} من المداهنة). [مجاز القرآن: 2/264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ودوا لو تدهن فيدهنون}: أي تكفر فيكفرون، مدهن مكذب وكافر). [غريب القرآن وتفسيره: 383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ودّوا لو تدهن} أي: تداهن [وتلين لهم] في دينك {فيدهنون}: [فيلينون] في أديانهم.
وكانوا أرادوه على أن يعبد آلتهم مدة، ويعبدوا اللّه مدة). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}لاأي تلين لهم في دينك فيلينون في أديانهم). [تأويل مشكل القرآن: 237](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ودّوا لو تدهن فيدهنون} أي: ودّوا لو تصانعهم في الدين فيصانعونك). [معاني القرآن: 5/205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} أي لو تداهن في دينك فيداهنون في أديانهم. وقيل: معناه ودّوا لو تكفر بالله فيتمادون على كفرهم. وقيل: معناه ودّوا لو ترخّص في دينك فيرخّصون. وقيل: معناه ودّوا لو تركن إلى دينهم فيركنون إليك. وقال الفرّاء: الإدهان: التليين له، مأخوذ من الدهن، لأنّه يليّن ما وقع عليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (يُدْهِنُ): يكفر {فَيُدْهِنُونَ}: فيكفرون). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تطع كلّ حلاّفٍ مّهينٍ...}. المهين، ها هنا: الفاجر). [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ((المهين): الحقير الدنيء). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تطع كلّ حلّاف مهين} فعيل من المهانة، وهي القلة.ومعناه ههنا القلة في الرأي والتمييز). [معاني القرآن: 5/205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَّهِينٍ} أي حقير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والهماز: الذي يهمز الناس). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّشّاء بنميمٍ...} نميم ونميمة من كلام العرب). [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({همّازٍ}: عيّاب). [تفسير غريب القرآن: 478]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {همّاز مشّاء بنميم} الهمّاز الذي يغتاب الناس). [معاني القرآن: 5/205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَمَّازٍ} أي عيّاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({منّاعٍ للخير} بخيل، {معتدٍ}: ظلوم. و(العتل): الغليظ الجافي. نراه من قولهم: فلان يعتل، إذا غلّظ عليه وعنّف به في القود: و(الزينم): الدّعيّ. [تفسير غريب القرآن: 478]
وقد ذكرت هذا في كتاب «تأويل المشكل»، وتأويل قوله: {سنسمه على الخرطوم}). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {منّاع للخير معتد أثيم (12)} معناه: كان يمنع أهله وولده ولحمته من الإسلام.وجاء في التفسير أنه الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان موسرا كثير المال، وكان له عشرة بنين فكان يقول لهم وللحمته: من أسلم منكم منعته رفدي.
وقوله: {معتد أثيم} أي متجاوز في الظلم، وأثيم: أي أثيم بربه، أي أثيم باعتدائه وذنبه). [معاني القرآن: 5/205]

تفسير قوله تعالى: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عتلٍّ...} في هذا الموضع هو الشديد الخصومة بالباطل، والزنيم: الملصق بالقوم، وليس منهم وهو: المدعى). [معاني القرآن: 3/173]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" عتلٍّ " العتل الفظ الكافر في هذا الموضع وهو الشديد في كل شيء قال ذو الإصبع العدواني:والدهر يغدو معتّلاً جذعا
أي شديداً). [مجاز القرآن: 2/264]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" بعد ذلك " مع ذلك). [مجاز القرآن: 2/265]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" زنيمٍ " الزنيم المعلق في القوم ليس منهم قال حسان بن ثابت:وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ... كما نيط خلف الراكب القدح الفردويقال للتيس: زنيم له زنمتان). [مجاز القرآن: 2/265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((العتل): الغليظ الجافي.
{الزنيم}: الملصق بالقوم ليس منهم. وقال بعضهم هو المعروف بالشيء كالشاة تعرف بزنمتها، قال بعضهم كالقرن). [غريب القرآن وتفسيره: 383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (
ومنه قوله سبحانه: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} ذهب بعض المفسّرين فيه: إلى أنّ الله عزّ وجلّ يسم وجهه يوم القيامة بالسّواد.

وللعرب في مثل هذا اللفظ مذهب نخبر به، والله أعلم بما أراد.
تقول العرب للرجل يسبّ الرجل سبّة قبيحة، أو ينثو عليه فاحشة: وقد وسمه بميسم سوء. يريدون: ألصق به عارا لا يفارقه، كما أنّ السّمة لا تنمحي ولا يعفو أثرها.
وقال جرير:
لما وَضَعْتُ على الفرزدقِ مِيسَمِي = وعلى البَعِيثِ جَدَعْتُ أنفَ الأَخْطَلِ
يريد: أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل بالهجاء، أي أبقى عليه عارا كالجدع والوسم.
وقال أيضا:
رُفِعَ المطيُّ بما وَسَمْتُ مُجاشعا = والزَّنبَرِيُّ يعومُ ذو الأَجْلالِ
يريد: أن هجاءه قد سارت به المطيّ، وغُنِّيَ به في البر والبحر.
وقال:
وأوقدت ناري بالحديد فأصبحت = لها وَهَجٌ يُصْلِي به الله من يُصْلِي
شَبَّهَ شِعْرَه بالنَّارِ، وهجاءَه بمواسم الحديد.
وقال الكميت بن زيد يذكر قصيدة له:
تُعَلِّطُ أَقواماً بميسَمِ بارِق = وتَقطم أوباشاً زَنيما وَمُسْنَدًا
والعِلاطُ: سمة في العنق.
وربما استعاروا للهجاء غير الوسم، كقول الهذليّ:
مَتى ما أَشَأْ غَيرَ زَهْوِ الملو = كِ أَجْعَلْكَ رَهْطًا على حَيِّضِ
وَأَكْحَلْكَ بالصَّابِ أَوْ بالجَلا = فَفَقِّحْ لِكَحْلِكَ أَوْ غَمِّضِ
وَأَسْعَطْكَ فِي الأَنفِ مَاء الأَبا = ءِ مِمَّا يُثَمَّلُ بالمِخْوَضِ
جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حَتَّى ظَنَنْـ = ـتَ بأن قد أُرِضْتَ، وَلَم تُؤْرَضِ
والرّهط: جلد تلبسه المرأة أيام الحيض.
والصاب: شجر له لَبَنٌ يُحرق العين.
والجلا: كُحْلٌ يُحَكُّ على حَجَرٍ ثم يُكتحل به.
والأَباء: القَصَبُ، ومَاؤه شَرُّ المياه.
ويقال: الأباء هاهنا: الماء الذي تشرب منه الأروى، فتبول فيه وتُدَمِّنُه. ويُثَمَّل: يُنَقَّعُ.
وهذه أمثال ضربها لما يهجوه به.
وقال آخر:
سأكسوكما يا ابني يزيد بن جُعْشِمٍ = رداءين من قار ومن قطران
في أشباه لهذا كثيرة.
وهذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، ولا نعلم أن الله عزّ وجل وصف أحدا وصفه له، ولا بلغ من ذكر عيوبه ما بلغه من ذكرها منه لأنه وصفه بالخلف، والمهانة، والعيب للناس، والمشي بالنّمائم، والبخل، والظلم، والإثم، والجفاء، والدِّعوة.
فألحق به عاراً لا يفارقه في الدنيا ولا في الآخرة، كالوَسْمِ على الخرطوم، وأبين ما يكون الوسم في الوجه.
ومما يشهد لهذا المذهب، ما رواه سفيان، عن زكريا، عن الشّعبي في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} أنه قال: العُتُلُّ: الشَّدِيدُ. والزَّنيمُ: الذي له زَنَمَةٌ مِنَ الشَّرِّ يُعرَفُ بها، كَمَا تُعرف الشاةُ بالزَّنَمَةِ.
أراد الشّعبي: أنه قد لحقته سُبَّةٌ من الدِّعوة عُرِفَ بها كَزَنَمَةِ الشَّاةِ). [تأويل مشكل القرآن: 156-159](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله عزّ وجلّ: {عتلّ بعد ذلك زنيم} جاء في التفسير أن العتل ههنا الشديد الخصومة، وجاء في التفسير أنه الجافي الخلق اللئيم الضريبة، وهو في اللّغة الغليظ الجافي.والزنيم جاء في اللغة أنه الملزق في القوم وليس منهم، قال حسّان بن ثابت الأنصاري:
وأنت زنيم نيط في آل هاشم = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد وقيل إن الزنيم الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها، والزنمتان المعلقتان عند حلوق المعزى). [معاني القرآن: 5/206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عُتُلٍّ} أي غليظ جاف. {والزَّنِيم} الدعيّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عُتُلٍّ}: غليظ وجاف (الزَنِيمٍ): الملصق إلى القوم وليس منهم). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: (أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أن كان ذا مالٍ وبنين...}.قرأها الحسن البصري وأبو جعفر المدني بالاستفهام "أ أن كان"، وبعضهم. "أن كان" بألف واحدة بغير استفهام، وهي في قراءة عبد الله: ولا تطع كلّ حلاّفٍ مهينٍ أن كان: لا تطعه أن كان ـ لأن كان ذا مالٍ.
ومن قرأ: أن كان ذا مال وبنين، فإنه وبّخه: ألأن كان ذا مالٍ وبنين تطيعه؟ وإن شئت قلت: ألأن كان ذا مالٍ وبنين، إذا تليت عليه آياتنا قال: أساطير الأولين. وكلٌّ حسن). [معاني القرآن: 3/173-174]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أن كان ذا مال وبنين} وقرئت على لفظ الاستفهام، والمعنى معنى التوبيخ.وموضع " أن " نصب على وجهين: على معنى ألأن كان ذا مال وبنين يقول، (إذا تتلى عليه آياتنا). فيكون " أن " نصبا بمعنى قال ذلك لأن كان ذا مال وبنين، أي جعل مجازاة النعمة التي خوّلها في المال والبنين والكفر بآياتنا.وإذا جاءت ألف الاستفهام فهذا هو القول لا يصلح غيره.وقيل في التفسير: ولا تطع كل حلاف مهين أن كان ذا مال وبنين أي لا تطعه ليساره وعدده). [معاني القرآن: 5/206]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأوّلين (15)(وأساطير) مرفوعة بإضمار هي، المعنى إذا تتلى عليه آياتنا قال هي أساطير الأولين.
وواحد الأساطير أسطورة). [معاني القرآن: 5/206]

تفسير قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سنسمه على الخرطوم...} أي: سنسمه سمة أهل النار، أي سنسوّد وجهه، فهو وإن كان الخرطوم قد خص بالسمة فإنه في مذهب الوجه؛ لأن بعض الوجه يؤدّى عن بعض.والعرب تقول: أما والله لأسمنّك وسماً لا يفارقك. تريد: الأنف، وأنشدني بعضهم:
لأعلطنّك وسماً لا يفارقه = كما يحزّ بحميّ الميسم البحر
فقال: الميسم ولم يذكر الأنف، لأنه موضع السمة، والبحر: البعير إذا أصابه البحر، هو داء يأخذ البعير فيوسم لذلك). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} ذهب بعض المفسّرين فيه: إلى أنّ الله عزّ وجلّ يسم وجهه يوم القيامة بالسّواد.
وللعرب في مثل هذا اللفظ مذهب نخبر به، والله أعلم بما أراد.
تقول العرب للرجل يسبّ الرجل سبّة قبيحة، أو ينثو عليه فاحشة: وقد وسمه بميسم سوء. يريدون: ألصق به عارا لا يفارقه، كما أنّ السّمة لا تنمحي ولا يعفو أثرها.
وقال جرير:
لما وَضَعْتُ على الفرزدقِ مِيسَمِي = وعلى البَعِيثِ جَدَعْتُ أنفَ الأَخْطَلِ
يريد: أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل بالهجاء، أي أبقى عليه عارا كالجدع والوسم.
وقال أيضا:
رُفِعَ المطيُّ بما وَسَمْتُ مُجاشعا = والزَّنبَرِيُّ يعومُ ذو الأَجْلالِ
يريد: أن هجاءه قد سارت به المطيّ، وغُنِّيَ به في البر والبحر.
وقال:
وأوقدت ناري بالحديد فأصبحت = لها وَهَجٌ يُصْلِي به الله من يُصْلِي
شَبَّهَ شِعْرَه بالنَّارِ، وهجاءَه بمواسم الحديد.
وقال الكميت بن زيد يذكر قصيدة له:
تُعَلِّطُ أَقواماً بميسَمِ بارِق = وتَقطم أوباشاً زَنيما وَمُسْنَدًا
والعِلاطُ: سمة في العنق.
وربما استعاروا للهجاء غير الوسم، كقول الهذليّ:
مَتى ما أَشَأْ غَيرَ زَهْوِ الملو = كِ أَجْعَلْكَ رَهْطًا على حَيِّضِ
وَأَكْحَلْكَ بالصَّابِ أَوْ بالجَلا = فَفَقِّحْ لِكَحْلِكَ أَوْ غَمِّضِ
وَأَسْعَطْكَ فِي الأَنفِ مَاء الأَبا = ءِ مِمَّا يُثَمَّلُ بالمِخْوَضِ
جَهِلْتَ سَعُوطَكَ حَتَّى ظَنَنْـ = ـتَ بأن قد أُرِضْتَ، وَلَم تُؤْرَضِ
والرّهط: جلد تلبسه المرأة أيام الحيض.
والصاب: شجر له لَبَنٌ يُحرق العين.
والجلا: كُحْلٌ يُحَكُّ على حَجَرٍ ثم يُكتحل به.
والأَباء: القَصَبُ، ومَاؤه شَرُّ المياه.
ويقال: الأباء هاهنا: الماء الذي تشرب منه الأروى، فتبول فيه وتُدَمِّنُه. ويُثَمَّل: يُنَقَّعُ.
وهذه أمثال ضربها لما يهجوه به.
وقال آخر:
سأكسوكما يا ابني يزيد بن جُعْشِمٍ = رداءين من قار ومن قطران
في أشباه لهذا كثيرة.
وهذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، ولا نعلم أن الله عزّ وجل وصف أحدا وصفه له، ولا بلغ من ذكر عيوبه ما بلغه من ذكرها منه لأنه وصفه بالخلف، والمهانة، والعيب للناس، والمشي بالنّمائم، والبخل، والظلم، والإثم، والجفاء، والدِّعوة.
فألحق به عاراً لا يفارقه في الدنيا ولا في الآخرة، كالوَسْمِ على الخرطوم، وأبين ما يكون الوسم في الوجه.
ومما يشهد لهذا المذهب، ما رواه سفيان، عن زكريا، عن الشّعبي في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} أنه قال: العُتُلُّ: الشَّدِيدُ. والزَّنيمُ: الذي له زَنَمَةٌ مِنَ الشَّرِّ يُعرَفُ بها، كَمَا تُعرف الشاةُ بالزَّنَمَةِ.
أراد الشّعبي: أنه قد لحقته سُبَّةٌ من الدِّعوة عُرِفَ بها كَزَنَمَةِ الشَّاةِ). [تأويل مشكل القرآن: 156-159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله عزّ وجلّ: {سنسمه على الخرطوم} [معاني القرآن: 5/206]
معناه سنسمه على أنفه، والخرطوم الأنف، ومعنى سنسمه سنجعل له في الآخرة العلم الذي يعرف به أهل النار من اسوداد وجوههم.
وجائز - واللّه أعلم - أذا يفرده بسمة لمبالغته في عداوة النبي عليه السلام؛ فيخصّ من التشويه بما يتبين به من غيره كما كانت عداوته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عداوة يتبين بها من غيره). [معاني القرآن: 5/207]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 02:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 17 إلى 33]


(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بلوناهم...}.بلونا أهل مكة كما بلونا أصحاب الجنة، وهم قوم من أهل اليمن كان لرجل منهم زرع، ونخل، وكرم، وكان يترك للمساكين من زرعه ما أخطأه المنجل، ومن النخل ما سقط على البسط، ومن الكرم ما أخطأه القطاف. كان ذلك يرتفع إلى شيء كثير، ويعيش فيه اليتامى والأرامل والمساكين فمات الرجل، وله بنون ثلاثة؛ فقالوا: كان أبونا يفعل ذلك، والمال كثير، والعيال قليل، فأمّا إذ كثر العيال، وقلّ المال فإنا ندع ذلك، ثم تآمروا أن يصرموا في سدف: في ظلمة ـ باقية من الليل لئلا يبقى للمساكين شيء، فسلط الله على ما لهم نارا فأحرقته، فغدوا على ما لهم ليصرموه، فلم يروا شيئا إلا سوادا؛ فقالوا: "إنا لضالّون"، ما هذا بمالنا، ثم قال بعضهم: بل هو مالنا حرمناه بما صنعنا بالأرامل والمساكين، وكانوا قد أقسموا ليصرمنها أول الصباح). [معاني القرآن: 3/174-175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين [ولا يستثنون]} أي حلفوا ليجذنّ ثمرها صباحا، ولم يستثنون). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين} والجنّة: البستان، وهؤلاء قوم بناحية اليمن كان لهم أب يتصدق من جنته على المساكين، فجاء في التفسير أنه كان يأخذ منها قوت سنته، ويتصدق بالباقي وجاء أيضا أنه كان يترك للمساكين ما أخطأه المنجل، وما كان في أسفل الأكداس، وما أخطاه القطاف من العنب وما خرج عن البساط الذي يبسط تحت النخلة إذا صرمت، فكان يجتمع من ذلك شيء كثير، فقال بنوه: نحن جماعة، وإن فعلنا بالمساكين ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر فحلفوا ليصرمنّها بسدفة من الليل). [معاني القرآن: 5/207]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (فالمعنى في قوله: {إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة} إنا بلونا أهل مكة حين دعا عليهم رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف، فابتلاهم الله بالجرب والهلاك وذهاب الأقوات كما بلى أصحاب هذه الجنة باحتراقها وذهاب قوتهم منها). [معاني القرآن: 5/209]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} أي ليجُذُّنّ ثمرها صباحاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 276]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ولم يستثنوا: لم يقولوا: إن شاء الله، فقال أخ لهم أوسطهم، أعدلهم قولا: ألم أقل لكم لولا تسبّحون؟ فالتسبيح ها هنا في معنى الاستثناء، وهو كقوله: {واذكر ربّك إذا نسيت}). [معاني القرآن: 3/175]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قال الله عزّ وجلّ: {ولا يستثنون} فحلفوا ولم يقولوا: إن شاء اللّه، فلما كان الوقت الذي اتعدوا فيه بسدفة غدوا إلى جنتهم ليصرموها). [معاني القرآن: 5/207]

تفسير قوله تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فطاف عليها طائفٌ مّن رّبّك...} لا يكون الطائف إلاّ ليلا، ولا يكون نهاراً، وقد تكلم به العرب، فيقولون: أطفت به نهاراً وليس موضعه بالنهار، ولكنه بمنزلة قولك: لو ترك القطا ليلا لنام؛ لأنّ القطا لا يسري ليلا، قال أنشدني أبو الجراح العقيلي:
أطفت بها نهاراً غير ليلٍ = وألهى ربّها طلب الرّخال
والرّخل: ولد الضأن إذا كان أنثى). [معاني القرآن: 3/175]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {فطاف عليها طائف من ربّك وهم نائمون} أي أرسل عليها عذابا من السماء فاحترقت كلها). [معاني القرآن: 5/208]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأصبحت كالصّريم...}. كالليل المسود). [معاني القرآن: 3/175]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فأصبحت كالصّريم " انصرم في الليل وهو الليل وكل رملة انصرمت من معظم الرمل فهي الصريمة). [مجاز القرآن: 2/265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فأصبحت كالصريم}: ذهب ما فيها، وقالوا الليل انصرم من النهار، والصبح صريم إذا انصرم من الليل). [غريب القرآن وتفسيره: 383-384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فأصبحت كالصّريم} أي سوداء كالليل محترقة. و«الليل» هو: الصّريم، و«الصبح» أيضا: صريم. لأن كل واحد منهما ينصرم من صاحبه.ويقال: «أصبحت: وقد ذهب ما فيها من الثمر، فكأنه صرم»، أي قطع وجذّ). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن يسمّى المتضادّان باسم واحد، والأصل واحد.
فيقال للصبح: صريم، ولليل: صريم. قال الله سبحانه: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}، أي سوداء كالليل، لأنّ الليل ينصرم عن النّهار، والنهار ينصرم عن الليل.
وللظّلمة: سدفة. وللضوء: سدفة. وأصل السّدفة: السّترة، فكأن الظلام إذا أقبل ستر للضّوء، والضوء إذا أقبل ستر للظلام.
وللمستغيث: صارخ. وللمغيث: صارخ، لأن المستغيث يصرخ في استغاثته، والمغيث يصرخ في إجابته). [تأويل مشكل القرآن: 186-187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
({فأصبحت كالصّريم} أي فأصبحت كالليل سوادا). [معاني القرآن: 5/208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالصَّرِيمِ} أي سوداء كالليل. وقيل: مثل المصروم، أي المقطوع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالصَّرِيمِ}: كالليل). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فتنادوا مصبحين (21) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22)} أي إن كنتم عازمين على صرام النخل). [معاني القرآن: 5/208]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وهم يتخافتون} أي يتسارون). [مجاز القرآن: 2/265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهم يتخافتون} أي تسارّون: بـ {أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ}). [تفسير غريب القرآن: 479]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فانطلقوا وهم يتخافتون} أي يسرون الكلام بينهم بأن: {لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين}، والتخافت إسرار الكلام). [معاني القرآن: 5/208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} أي يتسارّون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فانطلقوا وهم يتخافتون...} {أن لاّ يدخلنّها اليوم...}. وفي قراءة عبد الله: "لا يدخلنها"، بغير أن، لأنّ التخافت قول، والقول حكاية، فإذا لم يظهر القول جازت "أن" وسقوطها، كما قال الله: {يوصيكم الله في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين} ولم يقل: أنّ للذّكر، ولو كان كان صوابا). [معاني القرآن: 3/175-176]

تفسير قوله تعالى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وغدوا على حردٍ قادرين...} على جدٍّ وقدرة في أنفسهم والحرد أيضاً: القصد، كما يقول الرجل للرجل: قد أقبلت قبلك، وقصدت قصدك، وحردت حردك، وأنشدني بعضهم:
وجاء سيلٌ كان من أمر الله = يحرد حرد الجنة المغلّه
يريد: يقصد قصدها). [معاني القرآن: 3/176]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وغدوا على حردٍ قادرين} مجازها: على منع، بمعنى "حادرت الناقة": فلا لبن لها ؛ وعلى حردٍ أيضاً على قصد، قال الأول:
قد جاء سيلٌ كان من أمر الله = يحرد حرد الجنة المغلّة
وقال آخر: على حرد: على غضب...
قال الأشهب بن رميلة الذي كان يهاجي الفرزدق:
أسود شرىً لاقت أسود خفيّةً = تساقوا على حرد دماء الأساود). [مجاز القرآن: 2/265-266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غدوا على حرد}: على منع، وقالوا الحرد الغضب وقالوا القصد). [غريب القرآن وتفسيره: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وغدوا على حردٍ} أي منع. و«الحرد» و«المحاردة»: المنع. يقال: حاردت السّنة، إذا لم يكن فيها مطر. وحاردت الناقة: إذا لم يكن لها لبن.

و«الحرد» أيضا: القصد. يقال للرجل: لئن حردت حردك، أي قصدت قصدك. ومنه قول الشاعر: أمّا إذا حردت حردي فمجرية أي إذا قصدت قصدي.ويقال: على حردٍ أي على حرد. وهما لغتان، كما يقال: الدّرك والدّرك. قال الأشهب بن رميلة: أسود شري لاقت أسود خفية تساقوا على حرد دماء الأساود{قادرين} أي منعوا: وهم قادرون، أي واجدون). [تفسير غريب القرآن: 479-480]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وغدوا على حرد قادرين (25)} من قولهم: حاردت السنة إذا منعت خيرها.وقيل على غضب.فأما الحرد الذي هو القصد فأنشدوا فيه:
أقبل سيل جاء من أمر الله = يحرد حرد الجنّة المغلّه
أي يقصد قصد الجنة المغلّة). [معاني القرآن: 5/207-208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَلَى حَرْدٍ} أي على منع. وقيل: على قصد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَرْدٍ}: منع). [العمدة في غريب القرآن: 310]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون}
{فلمّا رأوها} محترقة. {قالوا إنّا لضالّون}، أي قد ضللنا طريق جنتنا، أي ليست هذه). [معاني القرآن: 5/208]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم علموا أنّها عقوبة فقالوا: {بل نحن محرومون} أي حرمنا ثمر جنتنا بمنعنا المساكين). [معاني القرآن: 5/208]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ولم يستثنوا: لم يقولوا: إن شاء الله، فقال أخ لهم أوسطهم، أعدلهم قولا: ألم أقل لكم لولا تسبّحون؟ فالتسبيح ها هنا في معنى الاستثناء، وهو كقوله: {واذكر ربّك إذا نسيت}). [معاني القرآن: 3/175](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({قال أوسطهم}: أعدلهم أمة). [غريب القرآن وتفسيره: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({قال أوسطهم} أي خيرهم [فعلا]، وأعد لهم قولا -: {ألم أقل لكم لو لا تسبّحون}؟! أي هلا تسبحون).
[تفسير غريب القرآن: 480]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون}
{أوسطهم} أعدلهم من قوله: {وكذلك جعلناكم أمّة وسطا} أي عدلا.
{لولا تسبّحون} قال لهم: استثنوا في يمينكم، لأنهم أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولم يستثنوا. ومعنى التسبيح ههنا الاستثناء، وهو أن يقول: إن شاء اللّه، فإذا قال قائل التسبيح أن يقول: سبحان اللّه، فالجواب في ذلك أن كل ما عظمت الله به فهو تسبيح، لأن التسبيح في اللغة فيما جاء عن النبي عليه السلام تنزيه الله عن السوء، فالاستثناء تعظيم الله والإقرار بأنه لا يقدر أحد أن يفعل فعلا إلا بمشيئته - عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/208-209]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({قال أوسطهم} أي: أفضلهم وخيرهم). [ياقوتة الصراط: 525]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوْسَطُهُمْ}: أعدلهم). [العمدة في غريب القرآن: 311]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون...} يقول بعضهم لبعض: أنت الذي دللتنا، وأشرت علينا بما فعلنا. ويقول الآخر: بل أنت فعلت ذلك، فذلك تلاومهم). [معاني القرآن: 3/176]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) )

تفسير قوله تعالى: (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) )

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) )


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 02:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 34 إلى آخر السورة]


{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)}


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) )

تفسير قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين (35) ما لكم كيف تحكمون (36)} هذه الألف ألف الاستفهام، ومجازها ههنا التوبيخ والتقرير.
وجاء في التفسير أن بعض كفار قريش قال: إن كان ما يذكرون أن لهم في الآخرة حقا، فإن لنا في الآخرة أكبر منه كما أنا في الدنيا أفضل منهم. فوبخهم الله فقال: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}). [معاني القرآن: 5/209](م)

تفسير قوله تعالى: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين (35) ما لكم كيف تحكمون (36)} هذه الألف ألف الاستفهام، ومجازها ههنا التوبيخ والتقرير.
وجاء في التفسير أن بعض كفار قريش قال: إن كان ما يذكرون أن لهم في الآخرة حقا، فإن لنا في الآخرة أكبر منه كما أنا في الدنيا أفضل منهم. فوبخهم الله فقال: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}.
وكذلك: {ما لكم كيف تحكمون} معناه: على أي أحوال الكفر تخرجون حكمكم). [معاني القرآن: 5/209]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أم لكم كتاب فيه تدرسون (37) إنّ لكم فيه لما تخيّرون (38)} أي أعندكم كتاب من اللّه عزّ وجلّ أن لكم لما تخيرون). [معاني القرآن: 5/209]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أم لكم كتاب فيه تدرسون (37) إنّ لكم فيه لما تخيّرون (38)} أي أعندكم كتاب من اللّه عزّ وجلّ أن لكم لما تخيرون). [معاني القرآن: 5/209](م)

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم لكم أيمانٌ علينا بالغةٌ...} القراء على رفع "بالغة" إلاّ الحسن، فإنه نصبها على مذهب المصدر، كقولك: حقاً، والبالغ في مذهب الحق يقال: جيّد بالغ، كأنه قال: جيّد حقا قد بلغ حقيقة الجودة، وهو مذهب جيد وقرأه العوام، أن تكون البالغة من نعت الأيمان أحب إليّ، كقولك ينتهى بكم إلى يوم القيامة أيمان علينا بأنّ لكم ما تحكمون، فلما كانت اللام في جواب إنّ كسرتها، ويقال:
أئن لكم ما تحكمون بالاستفهام، وهو على ذلك المعنى بمنزلة قوله: {أئذا كنا تراباً} {أئنا لمردودون في الحافرة} ). [معاني القرآن: 3/176-177]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إنّ لكم لما تحكمون}
{أم لكم أيمان علينا بالغة} معناه مؤكدة {إلى يوم القيامة إنّ لكم لما تحكمون} أي حلف على ما تدّعون في حكمكم). [معاني القرآن: 5/209]

تفسير قوله تعالى: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سلهم أيّهم بذلك زعيمٌ...}.يريد: كفيل، ويقال له: الحميل؛ والقبيل، والصبير، والزعيم في كلام العرب: الضامن والمتكلم عنهم، والقائم يأمرهم). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أيّهم بذلك زعيمٌ} أي كفيل. يقال: زعمت به أزعم [زعما وزعامة]، إذا كفلت). [تفسير غريب القرآن: 480]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {سلهم أيّهم بذلك زعيم} والزعيم الكفيل والضامن. والمعنى: سلهم أيّهم كفل بذلك). [معاني القرآن: 5/210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زَعِيمٌ} أي كفيل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]

تفسير قوله تعالى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم...}. وفي قراءة عبد الله: "أم لهم شرك فليأتوا بشركهم". والشّرك، والشركاء في معنى واحد، تقول: في هذا الأمر شرك، وفيه شركاء). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكتبوا: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ} و{فَقَالَ الضُّعَفَاءُ} بواو، ولا ألف قبلها). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين (41) يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السّجود فلا يستطيعون (42)} أي فليأتوا بشركائهم يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/210]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم يكشف عن ساقٍ...}. القراء مجتمعون على رفع الياء...
- حدثني سفيان عن عمرو ابن دينار عن ابن عباس أنه قرأ "يوم تكشف عن ساق"، يريد: القيامة والساعة لشدتها...
- وأنشدني بعض العرب لجد أبي طرفة:
كشفت لهم عن ساقها = وبدا من الشرّ البراح). [معاني القرآن: 3/177]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يوم يكشف عن ساقٍ} إذا اشتد الحرب والأمر قيل: قد كشف الأمر عن ساقه. قال قيس بن زهير بن جذيمة العبسي:
فإذ شمّرت لك عن ساقها = فويهاً ربيع ولا تسأم). [مجاز القرآن: 2/266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يوم يكشف عن ساق}: والعرب تقول إذا اشتد الأمر والحرب: قد كشف الأمر عن ساقه وقد كشفت الحرب عن ساقها، أي عن أمر عظيم منها). [غريب القرآن وتفسيره: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {يوم يكشف عن ساقٍ}، أي عن شدة من الأمر، قال الشاعر:
في سنة قد كشفت عن ساقها حمراء تبري اللحم عن عراقها«عراقها»: جمع «عرق». والعراق: العظام.
ويقال: «قامت الحرب على ساق». وأصل هذا مبيّن في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 481]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فمن الاستعارة في كتاب الله قوله عز وجل: {يوم يكشف عن ساقٍ} أي عن شدّة من الأمر، كذلك قال قتادة. وقال إبراهيم: عن أمر عظيم.
وأصل هذا أنّ الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجدّ فيه- شمّر عن ساقه، فاستعيرت الساق في موضع الشدة.
وقال دريد بن الصّمّة:
كَمِيشُ الإِزَارِ خارجٌ نصفُ ساقِه = صَبورٌ على الجَلاَّءِ طلاَّعُ أَنْجُدِ
وقال الهذليّ:
وكنتُ إذا جارِي دَعَا لِمَضوفة = أشمّر حتَّى يَنْصُفَ السَّاقُ مِئزَرِي). [تأويل مشكل القرآن: 137]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(ومعنى (يكشف عن ساق) في اللغة يكشف عن الأمر الشديد. قال الشاعر:
قد شمرت عن ساقها فشدّوا = وجدّت الحرب بكم فجدّوا
والقوس فيها وتر عردّ.
وجاء في التفسير عن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبي. قال ثنا محمد بن جعفر يعني غندر، عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال.
قال ابن عباس في قوله: {يكشف عن ساق} عن الأمر الشديد. وقال ابن مسعود: يكشف الرحمن عن ساقه.
فأما المؤمنون فيخرون له سجّدا وأما المنافقون، فتكون ظهورهم طبقا طبقا كان فيها السفافيد.
فهذا ما روينا في التفسير وما قاله أهل اللغة). [معاني القرآن: 5/210]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قال أبو إسحاق: هذا تأويل قوله {ويدعون إلى السّجود فلا يستطيعون (42) خاشعة أبصارهم} يعنى به المنافقون). [معاني القرآن: 5/210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} أي شدّة من الأمر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَن سَاقٍ}: أمر عظيم). [العمدة في غريب القرآن: 311]

تفسير قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ترهقهم} تغشاهم). [مجاز القرآن: 2/266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ترهقهم ذلّةٌ}: تغشاهم). [تفسير غريب القرآن: 481]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قال أبو إسحاق: هذا تأويل قوله {ويدعون إلى السّجود فلا يستطيعون (42)} خاشعة أبصارهم).يعنى به المنافقون). [معاني القرآن: 5/210] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ترهقهم ذلّة وقد كانوا يدعون إلى السّجود وهم سالمون (43)}
{ترهقهم ذلّة} معناه تغشاهم ذلّة.
{وقد كانوا يدعون إلى السّجود وهم سالمون} يعنى به في الدنيا). [معاني القرآن: 5/211]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} أي تغشاهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث...} .معنى فذرني ومن يكذب أي: كلهم إليّ، وأنت تقول للرجل: لو تركتك ورأيك ما أفلحت،: أي: لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح، وكذلك قوله: {ذرني ومن خلقت وحيداً}، و(من) في موضع نصب، فإذا قلت: قد تركت ورأيك، وخليت ورأيك نصبت الرأي؛ لأن المعنى: لو تركت إلى رأيك، فتنصب الثاني لحسن هذا المعنى فيه، ولأنّ الاسم قبله متصل بفعل.
فإذا قالت العرب: لو تركت أنت ورأيك، رفعوا بقوة: أنت، إذ ظهرت غير متصلة بالفعل.
وكذلك يقولون: لو ترك عبد الله والأسد لأكله، فإن كنّوا عن عبد الله، فقالوا: لو ترك والأسد أكله، نصبوا؛ لأن الاسم لم يظهر، فإن قالوا: لو ترك هو والأسد، آثروا الرفع في الأسد، ويجوز في هذا ما يجوز في هذا إلا أن كلام العرب على ما أنبأتك به إلا قولهم: قد ترك بعض القوم وبعض، يؤثرون في هذا الإتباع؛ لأن بعض وبعضٌ لما اتفقتا في المعنى والتسمية اختير فيهما الإتباع والنصب في الثانية غير ممتنع). [معاني القرآن: 3/177-178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} أي نأخذهم قليلا قليلا، ولا نباغتهم). [تفسير غريب القرآن: 481]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (44)} ومثله: (ذرني ومن خلقت وحيدا)، معناه لا تشغل قلبك به، كله إليّ فإني أجازيه. ومثله قول الرجل: ذرني وإياه. وليس أنه منعه به ولكن تأويله كله إليّ فإني أكفيك أمره). [معاني القرآن: 5/211]

تفسير قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأملي لهم} أي أطيل لهم وأمهلهم، {إنّ كيدي متينٌ} أي شديد. و«الكيد»: الحيلة والمكر). [تفسير غريب القرآن: 481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأُمْلِي لَهُمْ} أي أطيل لهم. {مَتِينٌ} أي شديد. (والكيد) الحيلة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون...}.يقول: أعندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون منه، ويجادلونك بذلك). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تكن كصاحب الحوت...}.كيونس صلى الله عليه وسلم، يقول: لا تضجر بهم؛ كما ضجر يونس حتى هرب من أصحابه؛ فألقى نفسه في البحر؛ حتى التقمه الحوت). [معاني القرآن: 3/178]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مكظومٌ} من الغم كثل كظيم). [مجاز القرآن: 2/266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مكظوم}: مثل كظيم من الغم). [غريب القرآن وتفسيره: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وهو مكظومٌ} من الغمّ. و«كظيم» مثله).
[تفسير غريب القرآن: 481]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا في قوله: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا}: إنه غاضب قومه! استيحاشا من أن يكون مع تأييد الله وعصمته وتوفيقه وتطهيره، يخرج مغاضبّا لربّه.
...
ولم أخرجه من أولي العزم من الرّسل، حين يقول لنبيه، صلّى الله عليه وسلم: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}
وإن كان الغضب عليهم بعد أن آمنوا، فهذا أغلظ مما أنكروا، وأفحش مما استقبحوا، كيف يجوز أن يغضب على قومه حين آمنوا، ولذلك انتخب وبه بعث، وإليه دعا؟!.
وما الفرق بين عدو الله ووليّه إن كان وليّه يغضب من إيمان مائة ألف أو يزيدون؟.
والقول في هذا أنّ المغاضبة: المفاعلة من الغضب، والمفاعلة تكون من اثنين، تقول: غاضبت فلانا مغاضبة وتغاضبنا: إذا غضب كلّ واحد منكما على صاحبه، كما تقول: ضاربته مضاربة، وقاتلته مقاتلة، وتضاربنا وتقاتلنا.
وقد تكون المفاعلة من واحد، فنقول: غاضبت من كذا: أي غضبت، كما تقول:
سافرت وناولت، وعاطيت الرّجل، وشارفت الموضع، وجاوزت، وضاعفت، وظاهرت، وعاقبت.
ومعنى المغاضبة هاهنا: الأنفة، لأن الأنف من الشيء يغضب، فتسمّى الأنفة غضبا، والغضب أنفة، إذا كان كل واحد بسبب من الآخر، تقول: غضبت لك من كذا، وأنت تريد أنفت، قال الشاعر:
غَضِبْتُ لَكُم أن تُسَامُوا اللَّفَاء = بشَجْنَاءَ مِن رَحِمٍ تُوصَلُ
يروى مرة: (أنفت لكم)، ومرة: (غضبت لكم)، لأنّ المعنيين متقاربان.
وكذلك (العبد) أصله: الغضب. ثم قد تسمّى الأنفة عبدا.
وقال الشاعر:
وَأَعْبَدُ أَن تُهْجَى تَميم بدَارِم
يريد: آنَفُ). [تأويل مشكل القرآن: 405-407](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {فاصبر لحكم ربّك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم (48)} يعني: يونس عليه السلام.
{إذ نادى وهو مكظوم} أي مملوء غمّا وكربا). [معاني القرآن: 5/211]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَكْظُومٌ}: مغموم). [العمدة في غريب القرآن: 311]

تفسير قوله تعالى:{لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لّولا أن تداركه نعمةٌ مّن رّبّه لنبذ بالعراء...} حين نبذ ـ وهو مذموم، ولكنه نبد عير مذموم، {فاجتباه ربّه...}. وفي قراءة عبد الله: "لولا أن تداركته"، وذلك مثل قوله: {وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة} {وأخذت} في موضع آخر؛ لأن النعمة اسم مؤنث مشتق من فعل، ولك في فعله إذا تقدم التذكير والتأنيث). [معاني القرآن: 3/178]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لنبذ بالعراء...}. العراء الأرض... ). [معاني القرآن: 3/178]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لنبذ بالعراء} لألقى بوجه الأرض، قال رجل من خزاعة يقال له قيس ابن جعدة أحد الفزارين:
دفعت رجالاً لا أخاف عثارها = ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [مجاز القرآن: 2/266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لنبذ بالعراء}: لألقي بوجه الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
((العراء): الأرض التي لا تواري من فيها بجبل ولا شجر).
[تفسير غريب القرآن: 481]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لولا أن تداركه نعمة من ربّه لنبذ بالعراء وهو مذموم (49)} والمعنى أنه قد نبذ بالعراء وهو غير مذموم، ويدل على ذلك أن النعمة قد شملته). [معاني القرآن: 5/211]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((والعراء) الأرض التي ليس فيها نخيل ولا شجر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَنُبِذَ بالعراء}: لطرح بالسحراء). [العمدة في غريب القرآن: 311]

تفسير قوله تعالى: {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاجتباه ربّه فجعله من الصّالحين (50)} هذا تخليص له من الذّم، والعراء المكان الخالي قال الشاعر:
رفعت رجلا لا أخاف عثارها = ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [معاني القرآن: 5/211]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم...}
- قرأها عاصم والأعمش: (ليزلقونك) بضم الياء، من أزلقت.
- وقرأها أهل المدينة: (ليزلقونك) بفتح الياء من زلقت، والعرب تقول للذي يحلق الرأس: قد زلقه وأزلقه.
- وقرأها ابن عباس: "ليزهقونك بأبصارهم" حدثنا محمد قال: سمعت الفراء قال: حدثنا بذلك سفيان بن عيينة عن رجل ابن عباس، وهي في قراءة عبد الله بن مسعود كذلك بالهاء: "ليزهقونك"، أي: ليلقونك بأبصارهم؛ وذلك أن العرب كان أحدهم إذا أراد أن يعتان المال، أي: يصيبه بالعين تجوّع ثلاثاً، ثم يتعرض لذلك المال فيقول: تالله مالا أكثر ولا أحسن [يعني ما رأيت أكثر] فتسقط منه الأباعر، فأرادوا برسول الله صلّى الله عليه وسلم مثل ذلك فقالوا: ما رأينا مثل حججه، ونظروا إليه ليعينوه، فقالوا: ما رأينا مثله، وإنه لمجنون، فقال الله عز وجل: {وما هو إلاّ ذكرٌ لّلعالمين...}.
ويقال: {وإن كادوا ليزلقونك} أي: ليرمون بك عن موضعك، ويزيلونك عنه بأبصارهم، كما تقول: كاد يصرعني بشدة نظره، وهو بيّن من كلام العرب كثير، كما تقول: أزهقت السهم فرهق). [معاني القرآن: 3/179]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ليزلقونك} ولينقذونك وكل ذاكٍ إزلاق). [مجاز القرآن: 2/266]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر ويقولون إنّه لمجنونٌ}وقال: {وإن يكاد الّذين كفروا} وهذه "إن" التي تكون للإيجاب وهي في معنى الثقيلة إلا أنها ليست بثقيلة، لأنك إذا قلت: "إن كان عبد الله لظريفاً" فمعناه "إن عبد الله لظريفٌ قبل اليوم" فـ"إن" تدخل في هذا المعنى وهي خفيفة). [معاني القرآن: 4/34]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ليزلقونك بأبصارهم}: ليزيلونك وليرمون بك. يقال أزلقت شعره وزلقته أي حلقته من أصله). [غريب القرآن وتفسيره: 385]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر}.
قال الفراء: «يعتانونك أي يصيبونك بأعينهم»، وذكر: «أن الرجل من العرب كان يمثل على طريق الإبل - إذا صدرت عن الماء - فيصيب منها ما أراد بعينه، حتى يهلكه». هذا معنى قوله، وليس هو بعينه.ولم يرد اللّه جل وعز - في هذا الموضع - أنهم يصيبونك بأعينهم، كما يصيب العائن بعينه ما يستحسنه ويعجب منه.وإنما أراد: أنهم ينظرون إليك - إذا قرأت القرآن - نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء، يكاد يزلقك، أي يسقطك كما قال الشاعر: يتقارضون - إذا التقوا في موطن - نظرا يزيل مواطئ الأقدام). [تفسير غريب القرآن: 482]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ}، أي يسقطونك بشدة نظرهم). [تأويل مشكل القرآن: 420](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن هذا الباب قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} يريد أنهم ينظرون إليك بالعداوة نظرا شديدا يكاد يزلقك من شدّته، أي يسقطك.
ومثله قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في موطن = نظرا يزيل مواطئ الأقدام
أي ينظر بعضهم إلى بعض نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء، يزيل الأقدام عن مواطئها.
فتفهّم قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} أي يقاربون أن يفعلوا ذلك، ولم يفعلوا.
وتفهّم قول الشاعر: (نظرا يزيل) ولم يقل: يكاد يزيل، لأنه نواها في نفسه.
وكذلك قول الله عز وجل: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} إعظاما لقولهم.
وقوله جل وعز: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} إكبارا لمكرهم. وقرأها بعضهم: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ}.
وأكثر ما في القرآن من مثل هذا فإنه يأتي بكاد، فما لم يأت بكاد ففيه إضمارها، كقوله: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، وأي كادت من شدّة الخوف تبلغ الحلوق.
وقد يجوز أن يكون أراد: أنها ترجف من شدّة الفزع وتجف ويتصل وجيفها بالحلوق، فكأنها بلغت الحلوق بالوجيب). [تأويل مشكل القرآن: 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 20، 22].
كان المسلمون إذا بطل الوحي يقولون: هلّا نزل شيء، تأميلا أن تنزل عليهم بشرى من الله وفتح وخير وتخفيف فإذا أنزلت سورةٌ محكمةٌ أي محدثة. وسميت المحدثة: محكمة، لأنها حين تنزل تكون كذلك حتى ينسخ منها شيء. وهي في حرف عبد الله فإذا أنزلت سورة محدثة وذكر فيها القتال، أي فرض فيها الجهاد رأيت الّذين في قلوبهم مرضٌ أي شك ونفاق ينظرون إليك نظر المغشيّ عليه من الموت، يريد أنهم يشخصون نحوك بأبصارهم، وينظرون نظرا شديدا بتحديق، وتحديد، كما ينظر الشّاخص ببصره عند الموت، من شدّة العداوة. والعرب تقول: رأيته لمحا باصرا أي نظرا صلبا بتحديق. ونحوه قوله: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ}، أي يسقطونك بشدة نظرهم، وقد تقدم ذكر هذا). [تأويل مشكل القرآن: 420-421] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله عزّ وجلّ: {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر ويقولون إنّه لمجنون} وقرئت (ليزهقونك) - بالهاء - ولكن هذه تخالف المصحف أعني الهاء والقراءة على ما وافق المصحف.وهذه الآية تحتاج إلى فصل إبانة في اللغة فأمّا ما روي في التفسير [معاني القرآن: 5/211]
فروي أن الرجل من العرب كان إذا أراد أن يعتان شيئا. أي يصيبه بالعين تجوع ثلاثة أيام، ثم يقول للذي يريد أن يعتانه: لا أرى كاليوم إبلا أو شاء أو ما أراد.المعنى لم أر كإبل أراها اليوم إبلا فكان يصيبها بالعين بهذا القول.فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما سمعوا منه الذكر كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين.
فأما مذهب أهل اللغة فالتأويل عندهم أنه من شدة إبغاضهم لك وعدوانهم يكادون بنظرهم نظر البغضاء أن يضروك، وهذا مستعمل في الكلام، يقول القائل: نظر إليّ نظرا يكاد يصرعني به، ونظرا يكاد يأكلني فيه.
وتأويله كله أنه نظر إليّ نظرا لو أمكنه معه أكلي أو أن يصرعني لفعل.وهذا بين واضح، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/212]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَيُزْلِقُونَكَ} أي يعتانونك، أي يصيبونك بالعين من إعجابهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 277]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَيُزْلِقُونَكَ}: ليزيلونك). [العمدة في غريب القرآن: 311]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة