العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة غافر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:29 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة غافر [ من الآية 66 إلى الآية 68]

تفسير سورة غافر [ من الآية 66 إلى الآية 68]


{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 01:04 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي نهيت أن أعبد الّذين تدعون من دون اللّه لمّا جاءني البيّنات من ربّي وأمرت أن أسلم لربّ العالمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك من قريشٍ {إنّي نهيت} أيّها القوم {أن أعبد الّذين تدعون من دون اللّه} من الآلهة والأوثان، {لمّا جاءني البيّنات من ربّي} يقول: لمّا جاءني الآيات الواضحات من عند ربّي، وذلك آيات كتاب اللّه الّذي أنزله عليه {وأمرت أن أسلم لربّ العالمين} يقول: وأمرني ربّي أن أذلّ لربّ العالمين ربّ كلّ شيءٍ، ومالك كلّ خلقٍ بالخضوع، وأخضع له بالطّاعة دون غيره من الأشياء). [جامع البيان: 20/358-359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 66.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا: يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك، فأنزل الله تعالى {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين} ). [الدر المنثور: 13/73-74]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي خلقكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ ثمّ يخرجكم طفلاً ثمّ لتبلغوا أشدّكم ثمّ لتكونوا شيوخًا ومنكم من يتوفّى من قبل ولتبلغوا أجلاً مسمًّى ولعلّكم تعقلون}.
يقول تعالى ذكره آمرًا نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بتنبيه مشركي قومه على حججه عليهم في وحدانيّته: قل يا محمّد لقومك: أمرت أن أسلم لربّ العالمين الّذي صفته هذه الصّفات. وهي أنّه خلق أباكم آدم {من ترابٍ ثمّ} خلقكم {من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ} بعد أن كنتم نطفًا {ثمّ يخرجكم طفلاً} من بطون أمّهاتكم صغارًا، {ثمّ لتبلغوا أشدّكم} فتتكامل قواكم، ويتناهى شبابكم، وتمام خلقكم، ثمّ لتكونوا من بعد ما تناهى كمال قواكم وتمام خلقكم شيوخًا {ومنكم من يتوفّى من قبل} أن يبلغ الشّيخوخة {ولتبلغوا أجلاً مسمًّى} يقول: ولتبلغوا ميقاتًا مؤقّتًا لحياتكم، وأجلاً محدودًا لا تجاوزونه، ولا تتقدّمون قبله {ولعلّكم تعقلون} يقول: وكي تعقلوا حجج اللّه عليكم بذلك، وتتدبّروا آياته فتعرفوا بها أنّه لا إله غيره فعل ذلك). [جامع البيان: 20/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 67 - 70
أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: يثغر الغلام لسبع ويحتلم لأربعة عشر وينتهي طوله لاحدى وعشرين وينتهي عقله لثمان وعشرين ويبلغ أشده لثلاث وثلاثين). [الدر المنثور: 13/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه {ومنكم من يتوفى من قبل} قال: من قبل أن يكون شيخا {ولتبلغوا أجلا مسمى} الشيخ والشاب {ولعلكم تعقلون} عن ربكم أنه يحييكم كما أماتكم وهذه لأهل مكة كانوا يكذبون بالبعث). [الدر المنثور: 13/74]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون (68) ألم تر إلى الّذين يجادلون في آيات اللّه أنّى يصرفون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم يا محمّد: {هو الّذي يحيي ويميت} يقول قل لهم: ومن صفته جلّ ثناؤه أنّه هو الّذي يحيي من يشاء بعد مماته، ويميت من يشاء من الأحياء بعد حياته و{إذا قضى أمرًا} يقول: وإذا قضى كون أمرٍ من الأمور الّتي يريد تكوينها {فإنّما يقول له كن} يعني للّذي يريد تكوينه كن، فيكون ما أراد تكوينه موجودًا بغيرٍ معاناةٍ، ولا كلفة مؤنةٍ). [جامع البيان: 20/359-360]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 09:10 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي





تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ لتكونوا شيوخاً...}.
وفي حرف عبد الله :
{ومنكم من يكون شيوخا}, فوحّد فعل من، ثم رجع إلى الشيوخ , فنوى بمن الجمع، ولو قال: شيخا لتوحيد من في اللفظ كان صوابا). [معاني القرآن: 3/10-11]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ثمّ يخرجكم طفلاً }: مجازها أطفالاً , والعرب قد تضع لفظ الواحد على معنى الجميع, قال عباس بن مرداس:
قلنا أسلموا إنا أخوكم= فقد برئت من الإحن الصدور
وقال الغنوي:
إن تقتلوا اليوم فقد شرينا= في حلقكم عظم وقد شجينا) [مجاز القرآن: 2/195]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَجَلًا}: مقداراً معلوماً.).[العمدة في غريب القرآن: 263]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 09:14 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) }


تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


ألا انعم صباحًا أيها الطلـل البالـي وهل ينعمن من كان في العصر الخالي

...
وقال: (الطلل) والمعنى على الأطلال، كما قال: {يخرجكم طفلا} بمعنى الأطفال). [شرح ديوان امرئ القيس: 303]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قولك: مائة درهم، ومائة جارية، وألف غلام، وألف جارية فلا يكون فيه غلا هذا؛ لأنه ليس بمنزلة ثلاثة وما بعدها إلى عشرة ولا ثلاث عشر؛ لأن الثلاث والثلاثة على مئين وقع، أو على ألوف، أو غير ذلك. ففيهن أقل العدد مما وقعن عليه.
ومجاز مائة وألف في أنه لا يكون لأدنى العدد مجاز أحد عشر درهماً فما فوق.
فأما قوله عز وجل: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنين} فإنه على البدل لأنه لما قال: ثلاثمائة ثم ذكر السنين ليعلم ما ذلك العدد? ولو قال قائل: أقاموا سنين يا فتى، ثم قال: مئين أو ثلاثمائة لكان على البدل، ليبين: كم مقدار تلك السنين?
قد قرأ بعض القراء بالإضافة فقال: ثلاث مائة سنين وهذا خطأ في الكلام غير جائز. وإنما يجوز مثله في الشعر للضرورة، وجوازه في الشعر أنا نحمله على المعنى؛ لأنه في المعنى جماعة وقد جاز في الشعر أن تفرد وأنت تريد الجماعة إذا كان في الكلام دليل على الجمع فمن ذلك قوله:


كلوا في نصف بطنكم تعيشوافإن زمانكم زمـنٌ خميـص

وقال آخر:


إن تقتلوا اليوم فقد سبينـافي حلقكم عظمٌ وقد شجينا

وينشد: شربنا.
وقال علقمة بن عبدة:


بها جيف الحسرى فأما عظامهافبيضٌ وأما جلدها فصليـب

وأما قوله عز وجل: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم} فليس من هذا؛ لأن السمع مصدر، والمصدر يقع للواحد والجمع.
وكذلك قول الشاعر، وهو جرير:


إن العيون التي في طرفها مرضٌقتلننا ثم لـم يحييـن قتلانـا

لأن الطرف مصدر. وأما قول الله عز وجل: {ثم يخرجكم طفلاً} وقوله: {فإن طبن لكم عن شيءٍ منه نفساً} فإنه أفرد هذا، لأن مخرجهما مخرج التمييز؛ كما تقول: زيد أحسن الناس ثوباً، وأفره الناس مركباً. وإنه ليحسن ثوباً، ويكثر أمةً وعبداً). [المقتضب: 2/168-171] (م)

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قول الله عز وجل: {لا يقضى عليهم فيموتوا} فهو على قولك: لا تأتيني، فأعطيك، أي لو تأتيني لأعطيتك. وهو الذي ذكرناه في أحد الوجهين من قولك: ما تأتيني فتحدثني إذا أردت: لو تأتيني لحدثتني.
و تقول: كأنك ل تأتنا فتحدثنا إذا أردت الوجه في قولك: محدثاً وهو الذي ذكرناه في ما تأتيني فتحدثني، أي: كلما أتيتني ل تحدثني، فهو ما تأتيني محدثاً. أي قد يكون منك إتيان ولا تحديث، كما قال:


كأنك لم تذبح لأهلك نعجةفيصبح ملقىً بالفناء إهابها

و أما قوله عز وجل: {فإنما يقول له كن فيكون}. النصب هاهنا محال؛ لأنه لم يجعل فيكون جواباً. هذا خلاف المعنى؛ لأنه ليس هاهنا شرط.إنما المعنى: فإنه يقول له: كن فيكون، وكن حكاية.
و أما قوله عز وجل: {أن نقول له كن فيكون} فالنصب والرفع.
فأما النصب فعلى أن تقول: فيكون يا فتى، والرفع على هو يقول فيكون). [المقتضب: 2/17] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصدع بأنه نهي عن عبادة الأصنام التي عبدها الكفار من دون الله سبحانه وتعالى، ووقع النهي لما جاءه الوحي والهدى من ربه، وأمر بالإسلام الذي هو الإيمان والأعمال. وقوله تعالى: {لرب العالمين} أي أن أستسلم لرب العالمين وأخضع له بالطاعة). [المحرر الوجيز: 7/ 454-455]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين تعالى أمر الوحدانية والألوهية بالعبرة في ابن آدم وتدريج خلقه، فأوله خلق آدم عليه السلام من تراب من طين لازب، فجعل البشر من التراب كما كان منسلا من المخلوق من التراب، وقوله: {من نطفة} إشارة إلى التناسل من آدم فمن بعده و"النطفة" [هي] الماء الذي خلق المرء منه، و"العلقة": الدم الذي يصير من النطفة، و"الطفل" هنا اسم جنس، و"بلوغ الأشد" اختلف فيه، فقيل: ثلاثون، وقيل: ستة وثلاثون، وقيل: أربعون، وقيل: ستة وأربعون، وقيل: عشرون، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: خمسة عشر، وهذه الأقوال الأخيرة ضعيفة في الأشد.
وقوله تعالى: {ومنكم من يتوفى من قبل} عبارة تتردد في الأدراج المذكورة كلها، فمن الناس من يموت قبل أن يخرج طفلا، وآخرون قبل الأشد، وآخرون قبل الشيخوخة، وقوله تعالى: {ولتبلغوا أجلا مسمى} أي: هذه الأصناف كلها مخلوقة ميسرة ليبلغ كل واحد منها أجلا مسمى لا يتعداه ولا يتخطاه، ولتكون معتبرا، ولعلكم أيها البشر تعقلون الحقائق إذا نظرتم في هذا وتدبرتم حكمة الله). [المحرر الوجيز: 7/ 455]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون * الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون * إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون * ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين}
قوله تعالى: {فإذا قضى أمرا} عبارة عن إنقاذ الإيجاد، وإخراج المخلوق من العدم، وإيجاد الموجودات هو بالقدرة، واقتران الأمر بذلك هو عظمة في الملك وتخضيع للمخلوقات وإظهار للقدرة، والأمر للموجد إنما يكون في حين تلبس القدرة بإيجاده، لا قبل ذلك، لأنه حينئذ لا يخاطب في معنى الوجود والكون، ولا بعد ذلك، لأن ما هو كائن لا يقال له: كن). [المحرر الوجيز: 7/ 455-456]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إنّي نهيت أن أعبد الّذين تدعون من دون اللّه لـمّا جاءني البيّنات من ربّي وأمرت أن أسلم لربّ العالمين (66) هو الّذي خلقكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ ثمّ يخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم ثمّ لتكونوا شيوخًا ومنكم من يتوفّى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمًّى ولعلّكم تعقلون (67) هو الّذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون (68)}
يقول تعالى: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين: إنّ اللّه ينهى أن يعبد أحدٌ سواه من الأصنام والأنداد والأوثان). [تفسير ابن كثير: 7/ 156-157]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد بيّن تعالى أنّه لا يستحقّ العبادة أحدٌ سواه، في قوله: {هو الّذي خلقكم من ترابٍ ثمّ من نطفةٍ ثمّ من علقةٍ ثمّ يخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم ثمّ لتكونوا شيوخًا} أي: هو الّذي يقلّبكم في هذه الأطوار كلّها، وحده لا شريك له، وعن أمره وتدبيره وتقديره يكون ذلك كلّه، {ومنكم من يتوفّى من قبل} أي: من قبل أن يوجد ويخرج إلى هذا العالم، بل تسقطه أمّه سقطًا، ومنهم من يتوفّى صغيرًا، وشابًّا، وكهلًا قبل الشّيخوخة، كقوله: {لنبيّن لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمًّى} [الحجّ: 5] وقال هاهنا: {ولعلّكم تعقلون} قال ابن جريجٍ، تتذكّرون البعث). [تفسير ابن كثير: 7/ 157]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {هو الّذي يحيي ويميت} أي: هو المتفرّد بذلك، لا يقدر على ذلك أحدٌ سواه، {فإذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون} أي: لا يخالف ولا يمانع، بل ما شاء كان [لا محالة]). [تفسير ابن كثير: 7/ 157]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة