قوله تعالى: {حم (1)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (حم) و(الريح) و(من رجز أليم) و(يخرجون) ). [التبصرة: 335]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ الْإِمَالَةُ فِي الْحَاءِ فِي بَابِهَا، وَالسَّكْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/371]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
مر حكم إمالة "حم" والسكت على حرفيها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/465]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حم (1)}
- تقدمت القراءة فيه في الآية الأولى من سورة غافر وهي:
- قراءة الوقف على كل حرف عن أبي جعفر.
- الحاء: من حيث الفتح والإمالة.
- الميم: من حيث سكونها، والقراءة فيها بالحركات الثلاث: الكسر والفتح والضم). [معجم القراءات: 8/445]
قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)}
{لِلْمُؤْمِنِينَ}
- سبقت القراءة بإبدال الهمزة واوًا (للمومنين)، وانظر الآية/ 223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 8/445]
قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {وَفِي خَلقكُم وَمَا يبث من دَابَّة آيَات لقوم يوقنون} 4 {وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار وَمَا أنزل الله من السَّمَاء من رزق فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا وتصريف الرِّيَاح آيَات لقوم يعْقلُونَ} 5
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم (وَمَا يبث من دآبة ءايت) (وتصريف الرّيح ءايت) رفعا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ءايت) كسرا فيهمَا). [السبعة في القراءات: 594]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٍ... وَتَصْرِيفِ الرَّيَاحِ آيَاتٍ) جر حمزة، وعليّ ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 391 - 392] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءاياتٌ) [4، 5]: بكسر التاءين هما، وقاسمٌ، ويعقوب، والخزاز). [المنتهى: 2/965] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (من دابة آيات) و(تصريف الريح ايت) بكسر التاء، وقرأ الباقون بالرفع فيهما). [التبصرة: 335] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حمزة، والكسائي: {من دابة آيات} (4)، : {وتصريف الريح آيات} (5): بتوحيد الريح، وكسر التاء في الحرفين.
والباقون: بالجمع، ورفع التاء). [التيسير في القراءات السبع: 458] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ حمزة والكسائيّ وخلف: (وتصريف الرّيح) آيات) و(من دابّة آيات) بتوحيد الرّيح، وكسر التّاء في الحرفين [من آيات حمزة والكسائيّ ويعقوب] والباقون بالجمع ورفع التّاء). [تحبير التيسير: 554] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (آيَاتٌ) فيهما بالجر الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّيَّات، والكسائي، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، ويَعْقُوب، والخزاز وهو الاختيار لقوله: (لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ)، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 636] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([4]- {آيَاتٌ}، و{آيَاتٌ} [5] بكسر التاءين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/764] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1031 - مَعاً رَفْعُ آيَاتٍ عَلَى كَسْرِهِ شَفاَ = وَإِنَّ وَفِي أَضْمِرْ بِتَوْكِيدٍ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 83]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1031] معا رفع آيات على كسره (شـ)ـفا = وإن وفي أضمر بتوكيد اولا
قال رحمه الله: «لم أرد بقولي: (أضمر) الإضمار الذي هو كالمنطوق به، وإنما أردت أن حرف العطف ناب في قوله: {وفي خلقكم} عن {إن}، وفي قوله: {واختلف} عن {إن} و {في}».
وإذا كانت الآيات توكيدًا، خرج عن العطف على عاملين الذي يأباه أكثر البصريين، وخرج عن إضمار حرف الجر الذي هو قليل في الكلام.
وهذا الذي ذهب إليه هو قول ابن السراج.
وذلك أن النحويين اختلفوا في العطف على عاملين، فمنعه الحذاق من النحويين، وهو كقولك: رأيتُ زيدًا في الدار والمسجد عمرًا؛ فالعاملان: رأيت. وفي هذا عمل النصب، وهذا عمل الخفض. وكذلك: قام زيدٌ في الدار والقصر عمرو، فخفضت القصر بالعطف على الدار، ورفعت عمرا بالعطف على زيدٍ.
فعطفت على عاملين، وهما: (قام) و(في)، فعمل حرف العطف عملين: الخفض والرفع.
[فتح الوصيد: 2/1240]
وإذا كان الفعل الذي هو الأصل لا يعمل عملين مختلفين، فالواو التي تنوب عن الفعل في قولك: قام زيد وعمرو، أولى أن لا تعمل عملين.
وأجاز الأخفش: قام زيدٌ في الدار والقصر عمرو؛ ولم يجز: قام زيدٌ في الدار وعمرو القصر، لئلا يفصل بين الجار والمجرور، لأن الجار والمجرور كالشيء الواحد، واحتج بهذه الآيات التي نحن فيها فقال: {واختلفو اليل والنهار}، مجرور بالعطف على المحرور قبله؛ و{ءايتٍ}، منصوب بالعطف على ما عملت فيه {إن}.
وقال: «قد عطفت الواو على جار وناصب وهما {في} و{إن}»
ورد المبرد هذه القراءة، ورفع {ءايت} و {ءايت}، ليتخلص من العطف على عاملين، فوقع في ما فر منه، لأنه جر (واختلف) عاطفًا علی معمول (في)، ورفع {ءايتٌ} بالابتداء عطفًا على موضع {إن}.
وغلط ابن السراج أبا العباس والأخفش في ما ذهبا إليه وقال: لا فرق بين الرفع والجر في الآية الثالثة، في أنه ليس فيها عطف على عاملين.
[فتح الوصيد: 2/1241]
وجعل ءايات الأخيرة مكررة للتأكيد، كقولك: إن زيدًا في الدار. والبيت زيدًا.
فهذا التعليل، من قولنا: إن الآيات مكررة لطول الكلام تأكيدًا يشمل وجهي الرفع والنصب.
فالتقدير في النصب: إن في السماوات وفي خلقكم، واختلاف الليل والنهار آيات.
وفي الرفع: وفي خلقكم وفي اختلاف الليل والنهار آيات.
وقد تقدم أنه لم يرد بقوله: (أضمر) أضمر حرف الجر، وإنما أراد ما ذكره.
{وما يبث}، معطوف على خلق من {خلقكم} لا على الكاف والميم، لأن المضمر المحفوض لا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض.
وقال بعض الناس: «{ءايت لقوم يوقنون}: النصب والرفع علی قولك: إن زيدًا في الدار وعمرًا في السوق؛ أو وعمرو في السوق.
وأما قوله: {ءايات لقوم يعقلون}، فمن العطف على عاملين، سواء نصبت أو رفعت. فالعاملان إذا نصبت، هما: {إن} و {في}، أقيمت الواو مقامهما فعملت الجر في: {واختلف اليل والنهر}، والنصب في {ءايات}.
وإذا رفعت، فالعاملان: الابتداء. و{في} عملت الرفع في {ءايتٌ}، والجر في {واختلف}» ). [فتح الوصيد: 2/1242]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1031] معًا رفع آياتٍ على كسره شفا = وإن وفي أضمر بتوكيدٍ اولا
ح: (رفع آياتٍ): مبتدأ، (شفا): خبر، (على كسره): متعلق به، (معًا): حال، أي: في الموضعين، (إن): مفعول (أضمر)، و(في): عطف، (بتوكيدٍ): متعلق (أولًا) المبني للمفعول.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {وفي خلقكم وما يبث من دابةٍ آياتٍ} [4] وبعده: {وتصريف الرياح آياتٍ} [5] بكسرهما عطفًا على {لآياتٍ} [3] المنصوب على اسم {إن}، فيكون في قوله تعالى: {وفي خلقكم} [4]: (إن) مضمرًا، وفي {واختلاف الليل}: (إن) و (في) معًا مضمرين، وحينئذٍ تكون الأخيرة من باب العطف على عاملين مختلفين، وهما:
[كنز المعاني: 2/612]
(إن) و(في)، لكن مثل ذلك في الكلام ورادٌ، قال شاعرهم:
أكل امرئ تحسبين امرءًا = ونارٍ توقد بالليل نارًا
فقوله: (نارٍ) عطف على (امرئٍ)، والعامل فيه: (كل)، و(نارًا): عطف على (امرءًا)، والعامل فيه: (تحسبين)، فكذلك في الآية الأخيرة: {آياتٍ} [5] بالنصب عطفًا على {لآياتٍ} [3]، والعامل فيه {إن}، و{واختلاف} [5]: عطف على {خلقكم} [4] والعامل فيه (في)، هذا ما
[كنز المعاني: 2/613]
اختاره الزمخشري – رحمه الله -.
والناظم - رحمه الله -.
والناظم – رحمه الله – اختار أن {آياتٍ} فيهما محمولة على التوكيد، أي: كرر {آياتٍ} في الأخيرتين للتأكيد، والتقدير: إن في السماوات وفي خلقكم واختلاف الليل لآياتٍ آياتٍ آياتٍ.
وقال الرماني: هو بمنزلة: (إن في الدار زيدًا والبيت)، وهذا جائز بالإجماع؛ لأنه بمنزلة: (إن زيدًا في الدار والبيت)، وعلى هذا لم يلزم العطف على عاملين مختلفين المختلف في جوازه، وحق كلام الله تعالى أن يحمل على وجهٍ لم يورد عليه بوجه.
[كنز المعاني: 2/614]
وقال: (إن وفي أضمر)، ومراده على ما نقل عنه: إن حرف العطف ناب في قوله: {وفي خلقكم} [4] عن {إن}، وفي {واختلاف} [5] عن (إن) و(في) معًا.
وقال: أول ذلك بالتوكيد لا بالعطف على عاملين، والباقون: بالرفع فيهما على أن (في) مضمرة، أي: وفي اختلاف، أو {آياتٌ} مكررة للتأكيد، والآيتان مستأنفتان، أو عطفان على محل اسم
[كنز المعاني: 2/615]
{إن} ). [كنز المعاني: 2/616]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1031- مَعًا رَفْعُ آيَاتٍ عَلَى كَسْرِهِ "شَـ"ـفا،.. وَإِنَّ وَفِي أَضْمِرْ بِتَوْكِيدٍ أَوَّلا
يعني: {آياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، {آياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} قرءا بالرفع والنصب وعلامة النصب الكسر ولا خلاف في الأول وهو: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ} أنه منصوب بالكسر؛ لأنه اسم إن، أما: {آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فرفعها ونصبها أيضا ظاهران
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/168]
كقولك: إن في الدار زيد وفي السوق عمرو وعمرا فهذا جائز باتفاق فالنصب على تقدير: وإن في السوق عمرا فحرف إن مقدر قبل في والرفع عطف على موضع اسم إن أو على استئناف جملة ابتدائية أو يكون عمرو فاعل في السوق على رأي من يجوز ذلك فكذا قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ}؛ وذلك لظهور حرف في من قوله: {وَفِي خَلْقِكُمْ}، أما قوله تعالى: {وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} فلم يأت فيه حرف إن ولا حرف في فهنا اختلف النحاة فقيل: إن الواو نائبة عنهما وإن اختلف عملهما لفظا ومعنى وهذا هو الذي يسمى عندهم العطف على عاملين؛ أي: على عمل عاملين أو معمولي عاملين نحو: إن في الدار زيدا والحجرة عمرا؛ أي: وإن في الحجرة عمرا؛ أي: وإن في اختلاف الليل والنهار آيات، وعلى قراءة الرفع تكون الواو نائبة عن حرف في؛ أي: وفي اختلاف الليل والنهار آيات؛ عطفا على قوله: "وفي خلقكم آيات" فمنهم من يقول هو على هذه القراءة أيضا عطف على عاملين وهما حرف في والابتداء المقتضي للرفع ومنهم من لا يطلق هذه العبارة في هذه القراءة؛ لأن الابتداء ليس بعامل لفظي، وقد استدل أبو الحسن الأخفش بهذه الآية على جواز العطف على عاملين، وصوبه أبو العباس في استدلاله بهذه دون غيرها، وقال أبو بكر بن السراج العطف على عاملين خطأ في القياس غير مسموع من العرب، ثم حمل ما في هذه الآية على التكرار للتأكيد قال أبو الحسن الرماني: هو كقولك: إن في الدار زيدًا والبيت زيدا فهذا جائز بالإجماع؛ لأنه بمنزلة إن زيدًا في الدار والبيت فهما قال فتدبر هذا الوجه الذي ذكره ابن السراج فإنه حسن جدًّا لا يجوز حمل كتاب الله تعالى إلا عليه، وقد يثبت القراءة بالكسر ولا عيب في القرآن على وجه وللعطف على عاملين عند من أجازه عيب
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/169]
ومن لم يجزه فقد تناهى في العيب فلا يجوز حمل هذه الآية إلا على ما ذكره ابن السراج دون ما ذهب إليه غيره.
قلتُ: ولا ضرر فيما ذهب إليه من ذهب من العطف على عاملين وسنتكلم إن شاء الله تعالى عليه في شرح النظم من النحو ونبين وجهه من القياس وقد استدل على ذلك بأبيات تكلف المانعون له تأويلها قال الزجاج: ومثله في الشعر:
أكل امرئ تحسبين امرءًا،.. ونار توقد بالليل نارا
أهل قال عطف على ما عملت فيه كل وما عملت فيه تحسبين وأنشد أبو علي الفرزدق:
وباشر راعيها العلا بلسانه،.. وجنبيه حر النار ما يتحرفُ
قال: فهذا عطف على الفعل والهاء، وأنشد أيضا:
أوصيت من سره قلبا حرا،.. بالكلب خيرا والحماة شرا
واختار أبو عبيد قراءة الكسر اعتبارًا بقراءة أبي بن كعب رضي الله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/170]
عنه {لآيات} في المواضع كلها قال: لأنها دالة على أن الكلام نسق على الحرف الأول.
وقول الناظم: وإن وفي أضمر قال الشيخ: قال -رحمه الله: لم أرد بقولي: أضمر الإضمار الذي هو كالمعطوف به وإنما أردت أن حرف العطف ناب في قوله: {وَفِي خَلْقِكُمْ} عن أن وفي قوله: واختلاف عن أن وفي وإذا كانت الآيات توكيدا خرج عن العطف على عاملين الذي يأباه أكثر البصريين، وخرج عن إضمار حرف الجر الذي هو قليل في الكلام.
قلتُ: فهذا معنى قوله بعد ذلك: بتوكيد أولا وكأنه جمع بين القولين فإن من يرى العطف على عاملين أضمر أن وفي بخلاف من أكد، وقال الزمخشري هو من العطف على عاملين سواء نصبت أو رفعت فالعاملان إذا نصبت هما أن وفي أقيمت الواو مقامهما فعملت الجر في: "وَاخْتِلافِ"، والنصب في "آيات" إذا رفعت فالعاملان الابتداء وفي وهو على مذهب الأخفش سديد لا مقال فيه وقد أباه سيبويه فهو على مذهبه على إضمار في والذي حسنه تقدم ذكره في الآيتين قبلها أو ينتصب آيات على الاختصاص بعد انقضاء المجرور معطوفا على ما قبله أو على التكير، ورفعها بإضمار هي:
قلتُ: التكرير هو التوكيد الذي ذكره ابن السراج وإضمار في هو قول أبي علي في الحجة وقد بسطه وتكلف بيانه، وحاصله أنه أعمل حرف الجر مضمرا وذلك قليل في كلامهم مستضعف، وليس القول بالعطف على عاملين بأضعف من هذا، أما النصب على الاختصاص والرفع بإضمار هي فوجه آخر زاده من تصرفه وتقدير الكلام على العطف على عاملين: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ}، و{إن في خلقكم آيات} و{إن في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/171]
اختلاف الليل والنهار آيات}، وعلى قول التأكيد: إن في السموات والأرض وفي خلقكم واختلاف الليل لآيات آيات آيات، وتفرقت كما تفرق بين الفواصل: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}، {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ} في سورة الروم؛ أي: إن في كل واحد من هذه المذكورات آيات وتارة تقصد الجملة كما في آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ}، وفي البقرة زاد على ذلك: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} إلى قوله: {لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، والتقدير: في قراءة الرفع على قول التأكيد: وفي خلقكم وما يبث من دابة واختلاف الليل إلى آخره آيات آيات). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/172]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1031 - معا رفع آيات على كسره شفا = وإنّ وفي أضمر بتوكيد أوّلا
قرأ حمزة والكسائي: آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ، آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ بكسر رفع التاء في الموضعين، وغيرهما برفع التاء فيهما، وأما لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ فلا خلاف بين القراء في كسر التاء فيه. وقوله: (وإن أضمر بتوكيد أولا) تعليل لقراءة الكسر.
وحاصله: أن آيات في الموضعين منصوب بالكسرة وفي إضمار إن في قوله وَفِي خَلْقِكُمْ والتقدير: وإن في خلقكم وما يبث من دابة آيات، وبإضمار إن. وفي قوله: وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ
[الوافي في شرح الشاطبية: 359]
إلى آخر الآية والتقدير: وإن في اختلاف الليل والنهار إلخ، وكرر آيات في الموضعين للتوكيد، فحرف العطف ناب في قوله تعالى وَفِي خَلْقِكُمْ عن إن فقط، وفي قوله تعالى وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ إلخ عن إن وفي معا؛ فأول ذلك بالتوكيد لا بالعطف على عاملين). [الوافي في شرح الشاطبية: 360]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (205- .... .... آيَاتٌ اكْسِرْ مَعًا حِمًى = وَبِالرَّفْعِ فُوْزٌ .... .... .... ). [الدرة المضية: 38] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم شرع في سورة الجاثية بقوله: آيات اكسر معا حمى وبالرفع فوز يريد بقوله: معا ومن دابة آيات [4]، {وتصريف الرياح آيات} [5] أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب بكسر تاء {آيات} في الموضعين عطفًا على الآيات المتفق على نصبه بالكسرة وقرأ مرموز (فا) فوز وهو خلف بالرفع فيهما وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك على أنه عطف على موضع اسم إن). [شرح الدرة المضيئة: 224] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آيَاتٌ لِقَوْمٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ بِكَسْرِ التَّاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/371] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي ويعقوب {آياتٌ لقوم} [4، 5] كلاهما بكسر التاء فيهما نصبًا، والباقون بالرفع فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 685] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (914- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... ومعا
915 - آياتٌ اكسر ضمّ تاءٍ في ظبا = رض .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 95] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (آيات اكسر ضمّ تاء (ف) ي (ظ) با = (ر) ض يؤمنون (ع) ن (شدا) (حرم) (ح) با
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 309]
يعني «آيات لقوم يوقنون، آيات لقوم يعقلون» بكسر ضم التاء فيهما حمزة ويعقوب والكسائي، والباقون بالضم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 310] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... ... = ... ..... ومعا
آيات اكسر ضمّ تاء (ف) ى (ظ) با = (ر) ض يؤمنون (ع) ن (ش) ذا (حرم) (ح) با
ش: أي: قرأ ذو فاء (في) حمزة، وظاء (ظبا) يعقوب، وراء (رض) الكسائي: آيات لقوم يوقنون [الجاثية: 4] وآيات لقوم يعقلون [الجاثية: 5] بكسر التاءين نصبا، والباقون برفعهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/556]
وجه نصبهما: عطفهما على الآيات [الجاثية: 3]، وهو اسم إنّ [الجاثية: 3]، أي: [وإن] في خلقكم وإن في اختلاف، أو [كررا] تأكيدا لخبر إنّ، أي: [إن] في خلق السموات والأرض وفي خلقكم واختلاف الليل [لآيات آيات.
ووجه رفعهما]: عطفهما على محل إنّ ومعموليها، وهو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد، وبه قال أبو علي، أو بتقدير «هو» إن عطفت عطف الجمل، أو فاعلا الظرف عند الأخفش.
وظاهر الرفع والنصب: أنهما من العطف على عاملين [وتوهم المبرد وجماعة هذا في النصب فقط، واختاروا الرفع، والصواب: أنه من منطلق العطف على عاملين مطلقا] ويندفع عنه بالاستئناف، والتقدير في الثانية أولى من التقدير في: زيد قائم وعمرو. وقد منع سيبويه وأكثر البصريين العطف على معمولي عاملين مختلفين نحو: في الدار سعد والبيت بكر، وإن في المسجد زيدا والجامع عمرا؛ لقصور الحرف [و] لضعفه هنا عن نيابة عاملين. وجوزه الفراء وأكثر النحويين؛ محتجين بأن معنى النيابة هنا وقوع شيء مكان شيء؛ فلا امتناع في وقوع شيء مكان أشياء، وإنما يمتنع التحمل، والوقوع دليل الجواز. وجوزه الأخفش إذا تقدم المجرور المعطوف، وليس هذا موضع الإطالة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/557] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُون" [الآية: 4] و"آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون" [الآية: 5] الثاني والثالث فحمزة والكسائي ويعقوب بكسر التاء منصوبة فيهما عطفا على اسم إن أي: وإن في خلقكم وإن في اختلاف، والخبر وقوله وفي خلقكم وفي اختلاف، أو كرر آيات تأكيد للأول أي: إن في السموات وفي خلقكم وفي اختلاف الليل لآيات، ويكون في خلقكم عطفا على في السموات كرر معه حرف العطف توكيدا، وافقهم الأعمش، والباقون برفعهما على الابتداء والظرف، قيل هو الخبر وهي حينئذ جملة معطوفة على جملة مؤكدة بأن، ويحتمل أن تكون آيات عطفا على محل أن ومعمولها وهو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد، وبتقدير هو أن عطفت عطف الجمل [إتحاف فضلاء البشر: 2/465]
وخرج بالقيد المذكور الأول المتفق على كسره؛ لأنه اسم أن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/466] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءايات لقوم} [4 – 5] معًا قرأ الأخوان بكسر التاء فيهما، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 1119] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)}
{خَلْقِكُمْ}
- إدغام القاف في الكاف عن عباس بن الفضل عن أبي عمرو.
{آَيَاتٌ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم (آياتٌ)
[معجم القراءات: 8/445]
رفعًا، على القطع والاستئناف فهو مبتدأ، وفي خلقكم خبر، أو هو عطف على موضع (إن) وما عملت فيه في الآية/ 3، وما عملت فيه رفع على الابتداء، أو هو مرفوع بالظرف.
- وقرأ الأعمش والجحدري وحمزة والكسائي ويعقوب (آياتٍ) بالنصب، عطفًا على لفظ اسم (إن) في الآية/ 3 (إن في السماوات والأرض لآياتٍ…)، وهي اختيار أبي عبيد، وهو عند المبرد لحن.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (لآياتٍ) بالنصب فهو على تقدير: وإن في خلقكم… لآياتٍ.
- وقرأ زيد بن علي (آيةٌ) على التوحيد والرفع، وتخريجها كالقراءة الأولى). [معجم القراءات: 8/446]
قوله تعالى: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {وَفِي خَلقكُم وَمَا يبث من دَابَّة آيَات لقوم يوقنون} 4 {وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار وَمَا أنزل الله من السَّمَاء من رزق فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا وتصريف الرِّيَاح آيَات لقوم يعْقلُونَ} 5
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم (وَمَا يبث من دآبة ءايت) (وتصريف الرّيح ءايت) رفعا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ءايت) كسرا فيهمَا). [السبعة في القراءات: 594] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٍ... وَتَصْرِيفِ الرَّيَاحِ آيَاتٍ) جر حمزة، وعليّ ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 391 - 392] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءاياتٌ) [4، 5]: بكسر التاءين هما، وقاسمٌ، ويعقوب، والخزاز). [المنتهى: 2/965] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (من دابة آيات) و(تصريف الريح ايت) بكسر التاء، وقرأ الباقون بالرفع فيهما). [التبصرة: 335] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حمزة، والكسائي: {من دابة آيات} (4)، : {وتصريف الريح آيات} (5): بتوحيد الريح، وكسر التاء في الحرفين.
والباقون: بالجمع، ورفع التاء). [التيسير في القراءات السبع: 458] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ حمزة والكسائيّ وخلف: (وتصريف الرّيح) آيات) و(من دابّة آيات) بتوحيد الرّيح، وكسر التّاء في الحرفين [من آيات حمزة والكسائيّ ويعقوب] والباقون بالجمع ورفع التّاء). [تحبير التيسير: 554] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([4]- {آيَاتٌ}، و{آيَاتٌ} [5] بكسر التاءين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/764] (م) قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (205- .... .... آيَاتٌ اكْسِرْ مَعًا حِمًى = وَبِالرَّفْعِ فُوْزٌ .... .... .... ). [الدرة المضية: 38] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم شرع في سورة الجاثية بقوله: آيات اكسر معا حمى وبالرفع فوز يريد بقوله: معا ومن دابة آيات [4]، {وتصريف الرياح آيات} [5] أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب بكسر تاء {آيات} في الموضعين عطفًا على الآيات المتفق على نصبه بالكسرة وقرأ مرموز (فا) فوز وهو خلف بالرفع فيهما وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك على أنه عطف على موضع اسم إن). [شرح الدرة المضيئة: 224] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: آيَاتٌ لِقَوْمٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ بِكَسْرِ التَّاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/371] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الرِّيَاحِ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/371]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي ويعقوب {آياتٌ لقوم} [4، 5] كلاهما بكسر التاء فيهما نصبًا، والباقون بالرفع فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 685] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرياح} [5] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 685]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (914- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... ومعا
915 - آياتٌ اكسر ضمّ تاءٍ في ظبا = رض .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 95] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (آيات اكسر ضمّ تاء (ف) ي (ظ) با = (ر) ض يؤمنون (ع) ن (شدا) (حرم) (ح) با
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 309]
يعني «آيات لقوم يوقنون، آيات لقوم يعقلون» بكسر ضم التاء فيهما حمزة ويعقوب والكسائي، والباقون بالضم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 310] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... ... = ... ..... ومعا
آيات اكسر ضمّ تاء (ف) ى (ظ) با = (ر) ض يؤمنون (ع) ن (ش) ذا (حرم) (ح) با
ش: أي: قرأ ذو فاء (في) حمزة، وظاء (ظبا) يعقوب، وراء (رض) الكسائي: آيات لقوم يوقنون [الجاثية: 4] وآيات لقوم يعقلون [الجاثية: 5] بكسر التاءين نصبا، والباقون برفعهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/556]
وجه نصبهما: عطفهما على الآيات [الجاثية: 3]، وهو اسم إنّ [الجاثية: 3]، أي: [وإن] في خلقكم وإن في اختلاف، أو [كررا] تأكيدا لخبر إنّ، أي: [إن] في خلق السموات والأرض وفي خلقكم واختلاف الليل [لآيات آيات.
ووجه رفعهما]: عطفهما على محل إنّ ومعموليها، وهو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد، وبه قال أبو علي، أو بتقدير «هو» إن عطفت عطف الجمل، أو فاعلا الظرف عند الأخفش.
وظاهر الرفع والنصب: أنهما من العطف على عاملين [وتوهم المبرد وجماعة هذا في النصب فقط، واختاروا الرفع، والصواب: أنه من منطلق العطف على عاملين مطلقا] ويندفع عنه بالاستئناف، والتقدير في الثانية أولى من التقدير في: زيد قائم وعمرو. وقد منع سيبويه وأكثر البصريين العطف على معمولي عاملين مختلفين نحو: في الدار سعد والبيت بكر، وإن في المسجد زيدا والجامع عمرا؛ لقصور الحرف [و] لضعفه هنا عن نيابة عاملين. وجوزه الفراء وأكثر النحويين؛ محتجين بأن معنى النيابة هنا وقوع شيء مكان شيء؛ فلا امتناع في وقوع شيء مكان أشياء، وإنما يمتنع التحمل، والوقوع دليل الجواز. وجوزه الأخفش إذا تقدم المجرور المعطوف، وليس هذا موضع الإطالة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/557] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم الرّيح [الجاثية: 5] بالبقرة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/557]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُون" [الآية: 4] و"آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون" [الآية: 5] الثاني والثالث فحمزة والكسائي ويعقوب بكسر التاء منصوبة فيهما عطفا على اسم إن أي: وإن في خلقكم وإن في اختلاف، والخبر وقوله وفي خلقكم وفي اختلاف، أو كرر آيات تأكيد للأول أي: إن في السموات وفي خلقكم وفي اختلاف الليل لآيات، ويكون في خلقكم عطفا على في السموات كرر معه حرف العطف توكيدا، وافقهم الأعمش، والباقون برفعهما على الابتداء والظرف، قيل هو الخبر وهي حينئذ جملة معطوفة على جملة مؤكدة بأن، ويحتمل أن تكون آيات عطفا على محل أن ومعمولها وهو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد، وبتقدير هو أن عطفت عطف الجمل [إتحاف فضلاء البشر: 2/465]
وخرج بالقيد المذكور الأول المتفق على كسره؛ لأنه اسم أن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/466] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال فأحيا به الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/466]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وتصريف الريح" [الآية: 5] بالتوحيد حمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءايات لقوم} [4 – 5] معًا قرأ الأخوان بكسر التاء فيهما، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 1119] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرياح} [5] قرأ الأخوان بإسكان الياء، على الإفراد، والباقون بفتح الياء، وألف بعدها، على الجمع). [غيث النفع: 1119]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}
{وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ}
- قراءة الجماعة (واختلاف…) بالجر عطفًا على (في خلقكم)، أي: وفي اختلاف…
[معجم القراءات: 8/446]
- وقرأ ابن مسعود (وفي اختلاف…) بالتصريح بحرف الجر (في)، وقراءته هذه تشهد لقراءة الجمهور، وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحفه.
- وقرئ (واختلاف…) بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو على أنه مبتدأ خبره (آيات).
وصرح أبو حيان أنه في حالة الرفع يكون خبره مفردًا (واختلاف… آيةٌ)، وحكى الفراء الرفع.
{وَالنَّهَارِ}
- سبقت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/ 274 من سورة البقرة.
{فَأَحْيَا}
- قرأه بالإمالة الكسائي.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف وطلحة وعيسى وزيد بن علي والأعمش (الريح) مفردًا.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب وأبو جعفر والحسن وابن مسعود (الرياح) جمعًا.
[معجم القراءات: 8/447]
وسبق هذا في الآية/ 164 من سورة البقرة.
{آَيَاتٌ}
- القراءات فيها كالقراءات في (آياتٌ) في الآية السابقة، ولقد هممت بأن أسوق الحديث عن الموضعين معًا، بالجمع بين الآيتين غير أن الخلاف في قراءة النصب، أملى علي أن أفردها بالحديث لإيضاح الخلاف بين المتقدمين فيها.
وعلى ذلك فقد وردت فيها القراءات التالية:
1- أياتٌ: بالرفع وهي قراءة الجمهور.
2- آياتٍ: بالنصب وهو موضوع الخلاف، وقرأها كذلك الأعمش والجحدري ويعقوب وحمزة والكسائي.
3- لآياتٍ: قراءة ابن مسعود وأبي بن كعب.
4- آيةٌ: على التوحيد والرفع، قراءة زيد بن علي.
الخلاف في قراءة النصب:
ذهب العلماء إلى أن (آياتٍ) نصبت عطفًا على لفظ اسم (إن) في الآية الثالثة: (إن في السماوات والأرض لآياتٍ…)، وشرطوا تقدير (في) قبل (اختلاف الليل…) على أنها حذفت هنا لتقدم ذكرها في الآية/ 3، وفي الآية/ 4: (إن في السماوات)، و(في خلقكم).
فلما تقدم ذكرها مرتين حذفت في الثالث، وهو هنا، قالوا: ولو لم يقدر هذا الحذف لكنت عطفت بالواو على عاملين مختلفين، وهما: (إن) و(في)، وهذا لا يجوز عند البصريين ما عدا
[معجم القراءات: 8/448]
الأخفش، فإنه أجاز العطف في الآية وغيرها على العاملين، وأجاز أن يقال:
(إن في الدار زيدًا والقصر عمرًا) فيعطف بالواو عمرًا على زيد والقصر على الدار، فيقيم الواو مقام عاملين، وهما إن وفي.
وجميع البصريين على خلاف هذا لضعفه؛ لأن قصارى الواو أن تقوم مقام عامل واحد، وفي جواز قيامها مقام عامل واحد خلاف، فكيف يجوز أن تقوم مقام عاملين؟
وممن رد العطف على عاملين أبو العباس المبرد، وذهب إلى الرفع، وسوى ابن السراج بينهما.
وفصل القول ابن هشام كما يلي:
1- إن (في) مقدرة فالعمل لها، ويؤيده أن في حرف عبد الله التصريح بفي، وعلى هذا الواو نائبة مناب عامل واحد، وهو الابتداء، أو إن.
2- والثاني: أن انتصاب (آيات) على التوكيد للأولى…
3- والثالث: وهو انه على إضمار (إن) و(في) وقد ذكره الشاطبي وغيره.
وذكر مثل هذا ابن الأنباري في البيان، وزاد أن (آيات) الآخرة جاء منصوبًا على البدل من آيات الأولى). [معجم القراءات: 8/449]
قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)} قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله تَعَالَى {فَبِأَي حَدِيث بعد الله وآياته يُؤمنُونَ} 6
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص والأعشى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم وَأَبُو عَمْرو {يُؤمنُونَ} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة يحيى عَن أَبي بكر {تؤمنون} بِالتَّاءِ). [السبعة في القراءات: 594]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تؤمنون) بالتاء شامي، كوفي، غير حفص والأعشى والبرجمي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 392]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تؤمنون) [6]: بالتاء دمشقي، وكوفي غير أبي بشرٍ وأبي عبيدٍ وحفصٍ والأعشى والبرجمي، ورويس، وزيدٌ). [المنتهى: 2/965]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي (تؤمنون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 335]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: {وآياته تؤمنون} (6): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 458]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف ورويس: (وآياته تؤمنون) بالتّاء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 554]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُؤمِنُونَ) بالتاء رُوَيْس، وزيد، ودمشقي غير أبي بشر، وكوفي غير قاسم، وابْن سَعْدَانَ، [الكامل في القراءات العشر: 635]
وابن صبيح، وعَاصِم إلا حفصًا غير أبي عمارة عنه، والأعشى، والبرجمي والاحتياطي، الباقون بالياء وهو الاختيار؛ لأنه معاينة). [الكامل في القراءات العشر: 636]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([6]- {يُؤْمِنُونَ} بالتاء: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/764]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (205- .... .... .... .... .... = .... .... خَاطِبًا يُؤْمِنُوا طُلَا). [الدرة المضية: 38]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: خاطبًا يؤمنوا طلا أي روى مرموز (طا) طلا وهو رويس {وآياته يؤمنون} [6)] بتاء الخطاب وعلم من الوفاق لخلف كذلك لأبي جعفر وروح بالغيب لمناسبة {يعقلون} و{يوقنون} ). [شرح الدرة المضيئة: 225]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَرَوْحٌ وَحَفْصٌ بِالْغَيْبِ، وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/371]
الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ، وَقَدْ وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْإِرْشَادِ أَنَّ يَعْقُوبَ قَرَأَهُ بِالْغَيْبِ وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ الدِّيوَانِيُّ، وَهُوَ غَلَطٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/372]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وروح وحفص {يؤمنون} [6] بالغيب، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 685]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (915- .... .... .... .... .... = .... يؤمنون عن شذا حرمٍ حبا). [طيبة النشر: 95]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يؤمنون) يريد «آياته يؤمنون» قرأه بالغيب كما لفظ به حفص وروح ومدلول حرم وأبو عمرو، والباقون بالخطاب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 310]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو عين (عن) حفص، وشين (شذا) روح، و(حرم) المدنيان وابن كثير، و[حاء] (حبا) أبو عمرو: وءايته يؤمنون [الجاثية: 6] بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/557]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة فباي ياء مفتوحة الأصبهاني). [إتحاف فضلاء البشر: 2/466] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُون" [الآية: 6] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر وروح بالغيب، وافقهم الحسن واليزيدي، والباقون بتاء الخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تؤمنون} قرأ الحرميان والبصري وحفص بالياء التحتية، والباقون بالتاء الفوقية، وإبداله لورش وسوسي مطلقًا، وحمزة إن وقف، وتحقيقه للباقين مطلقًا جلي). [غيث النفع: 1119]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)}
{نَتْلُوهَا}
- قراءة الجماعة (نتلوها) بنون العظمة.
[معجم القراءات: 8/449]
- وقرئ (يتلوها) بياء الغيبة عائدًا على الله سبحانه وتعالى، أو جبريل.
{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ}
- قرأ أبو جعفر والأصبهاني بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة، وصورتها: (فبيي).
وكذا قراءة حمزة في الوقف.
{يُؤْمِنُونَ}
- قرأ أبو جعفر والأعرج وشيبة وقتادة ونافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم برواية حفص والأعشى عن أبي بكر وروح والحسن واليزيدي (يؤمنون) بالغيب، وهي اختيار أبي عبيد.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية يحيى عن أبي بكر والأعمش وخلف وابن محيصن ورويس عن يعقوب وحماد (تؤمنون) بتاء الخطاب.
- وقرأ أبو عمر بخلاف عنه والأزرق وورش وأبو جعفر والأصبهاني (يومنون) بإبدال الهمزة واوًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون على القراءة بالهمز (يؤمنون).
- وقرأ طلحة بن مصرف (توقنون) بالتاء من فوق، والقاف، من الإيقان). [معجم القراءات: 8/450]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين