العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:57 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الجمعة [ من الآية (5) إلى الآية (8) ]

{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:59 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله كمثل الحمار يحمل أسفارا قال مثل الحمار يحمل كتبا لا يدري ما على ظهره). [تفسير عبد الرزاق: 2/291]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: مثل الّذين أوتوا التّوراة من اليهود والنّصارى، فحمّلوا العمل بها {ثمّ لم يحملوها}. يقول: ثمّ لم يعملوا بما فيها، وكذّبوا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد أمروا بالإيمان به فيها واتّباعه والتّصديق به {كمثل الحمار يحمل أسفارًا} يقول: كمثل الحمار يحمل على ظهره كتبًا من كتب العلم، لا ينتفع بها، ولا يعقل ما فيها، فكذلك الّذين أوتوا التّوراة الّتي فيها بيان أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم مثلهم إذا لم ينتفعوا بما فيها، كمثل الحمار الّذي يحمل أسفارًا فيها علمٌ، فهو لا يعقلها ولا ينتفع بها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، في قوله: {يحمل أسفارًا}. قال: يحمل كتبًا لا يدري ما فيها، ولا يعقلها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا}. قال: يحمل كتابًا لا يدري ماذا عليه، ولا ماذا فيه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {كمثل الحمار يحمل أسفارًا}. قال: كمثل الحمار الّذي يحمل كتبًا، لا يدري ما على ظهره.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كمثل الحمار يحمل أسفارًا}. كتبًا، والكتاب بالنّبطيّة يسمّى سفرًا؛ ضرب اللّه هذا مثلاً للّذين أعطوا التّوراة ثمّ كفروا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا}. والأسفار: الكتب، فجعل اللّه مثل الّذي يقرأ الكتاب ولا يتّبع ما فيه، كمثل الحمار يحمل كتاب اللّه الثّقيل، لا يدري ما فيه، ثمّ قال: {بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه} الآية.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {كمثل الحمار يحمل أسفارًا}. قال: الأسفار: التّوراة الّتي يحملها الحمار على ظهره، كما تحمل المصاحف على الدّوابّ، كمثل الرّجل يسافر فيحمل مصحفه، قال: فلا ينتفع الحمار بها حين يحملها على ظهره، كذلك لم ينتفع هؤلاء بها حين لم يعملوا بها وقد أوتوها، كما لم ينتفع بها هذا وهي على ظهره.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {كمثل الحمار يحمل أسفارًا}. يقول: كتبًا. والأسفار: جمع سفرٍ، وهي الكتاب العظام.
وقوله: {بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه}. يقول: بئس هذا المثل، مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه، يعني بأدلّته وحججه. {واللّه لا يهدي القوم الظّالمين} يقول تعالى ذكره: واللّه لا يوفّق القوم الّذين ظلموا أنفسهم، فكفروا بآيات ربّهم). [جامع البيان: 22/633-635]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد الأسفار الكتب يقول كمثل الحمار يحمل كتبا لا يدري ما فيها ولا يعقلها). [تفسير مجاهد: 2/673]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 5 - 8.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها} قال: اليهود). [الدر المنثور: 14/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها} قال: أمرهم أن يأخذوا بما فيها فلم يعملوا به). [الدر المنثور: 14/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} قال: كتبا لا يدري ما فيها ولا يدري ما هي يضرب الله لهذه الأمة أي وأنتم إن لم تعملوا بهذا الكتاب كان مثلكم كمثلهم). [الدر المنثور: 14/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يحمل أسفارا} قال: كتبا لا يعلم ما فيها ولا يعقلها). [الدر المنثور: 14/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {كمثل الحمار يحمل أسفارا} قال: يحمل كتبا على ظهره لا يدري ماذا عليه). [الدر المنثور: 14/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أسفارا} قال: كتبا.
وأخرج الخطيب عن عطاء بن أبي رباح مثله). [الدر المنثور: 14/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أسفارا} قال: كتبا والكتاب بالنبطية يسمى سفرا). [الدر المنثور: 14/457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليست له جمعة). [الدر المنثور: 14/457]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم أنّكم أولياء للّه من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لليهود: {يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم أنّكم أولياءٌ للّه من دون النّاس} سواكم {فتمنّوا الموت} إن كنتم صادقين في قيلكم، إنّكم أولياء للّه من دون النّاس، فإنّ اللّه لا يعذّب أولياءه، بل يكرمهم وينعمهم، وإن كنتم محقّين فيما تقولون فتمنّوا الموت لتستريحوا من كرب الدّنيا وهمومها وغمومها، وتصيروا إلى روح الجنّان ونعيمها بالموت.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قل يا أيّها الّذين هادوا} قل يا أيّها الّذين تابوا: لليهود، قال موسى: {إنّا هدنا إليك}: إنّا تبنا إليك). [جامع البيان: 22/635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 9 - 11.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إن زعمتم أنكم أولياء لله} قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه وفي قوله: {ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم} قال: عرفوا أن محمدا نبي الله فكتموه وقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه). [الدر المنثور: 14/457]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا يتمنّونه أبدًا بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولا يتمنّونه أبدًا} يقول: ولا يتمنّى اليهود الموت أبدًا {بما قدّمت أيديهم} يعني: بما اكتسبوا في هذه الدّنيا من الآثام، واجترحوا من السّيّئات {واللّه عليمٌ بالظّالمين} يقول: واللّه ذو علمٍ بمن ظلم من خلقه نفسه، فأوبقها بكفره باللّه). [جامع البيان: 22/635]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 9 - 11.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إن زعمتم أنكم أولياء لله} قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه وفي قوله: {ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم} قال: عرفوا أن محمدا نبي الله فكتموه وقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه). [الدر المنثور: 14/457] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم} قال: إن سوء العمل يكره الموت شديدا). [الدر المنثور: 14/458]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال تلا قتادة ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فقال إن الله أذل ابن آدم بالموت لا أعلمه إلا رفعه). [تفسير عبد الرزاق: 2/291]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لليهود إنّ الموت الّذي تفرّون منه فتكرهونه، وتأبون أن تتمنّوه فإنّه ملاقيكم ونازلٌ بكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة ثمّ يردّكم ربّكم من بعد مماتكم إلى عالم الغيب والشّهادة، عالم غيب السّموات والأرض؛ والشّهادة: يعني وما شهد فظهر لرأي العين، ولم يغب عن أبصار النّاظرين.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: تلا قتادة: {ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة}. فقال: إنّ اللّه أذلّ ابن آدم بالموت. لا أعلمه إلاّ رفعه.
{فينبّئكم بما كنتم تعملون}. يقول: فيخبّركم حينئذٍ ما كنتم في الدّنيا تعملون من الأعمال، سيّئها وحسنها، لأنّه محيطٌ بجميعها، ثمّ يجازيكم على ذلك المحسن بإحسانه، والمسيء بما هو أهله). [جامع البيان: 22/636]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن معمر قال: تلا قتادة {ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة} قال: إن الله أذل ابن آدم بالموت لا أعلمه إلا رفعه، قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} الآية). [الدر المنثور: 14/458]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 11:03 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كمثل الحمار يحمل أسفاراً...} يحمل من صلة الحمار؛ لأنه في مذهب نكرة، فلو جعلت مكان يحمل حاملا لقلت: كمثل الحمار حاملا أسفارا.
وفي قراءة عبد الله: كمثل حمار يحمل أسفارا. والسّفر واحد الأسفار، وهي الكتب العظام. شبه اليهود، ومن لم يسلم -إذ لم ينتفعوا بالتوراة والإنجيل. وهما دليلان على النبي صلى الله عليه- بالحمار الذي يحمل كتب العلم ولا يدرى ما عليه). [معاني القرآن: 3/155]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يحمل أسفاراً} واحدها سفرٌ وهو الكتاب). [مجاز القرآن: 2/258]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}قال: {أسفاراً} وواحدها "السّفر"). [معاني القرآن: 4/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({والأسفار}: واحدة سفر وهو الكتاب). [غريب القرآن وتفسيره: 377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({يحمل أسفاراً} أي كتبا. واحدها: «سفر».
يريد: أن اليهود يحملون التوراة ولا يعملون بها، فمثلهم كمثل حمار يحمل كتبا من العلم: وهو لا يعقلها). [تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المَثَل: بمعنى الشَّبَه...، وقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} أي: شَبَهُهُم الحمار). [تأويل مشكل القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
الأسفار الكتب الكبار، واحدها سفر، فأعلم اللّه -عز وجل- أن اليهود مثلهم في تركهم استعمال التوراة والإيمان بالنبي عليه السلام الذي يجدونه مكتوبا عندهم فيها كمثل الحمار يحمل أسفارا.
ثم قال: {بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه} ومعنى {بئس مثل القوم} المثل الذي ضربناه لهم.
وقرأ أبو عمرو كمثل الحمار -بكسر الألف- وهذه الإمالة أعني كسر الراء كثير في كلام العرب.
وقوله: {واللّه لا يهدي القوم الظّالمين} معناه أنه لا يهدي من سبق في علمه أنه يكون ظالما). [معاني القرآن: 5/170]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): {أَسْفَاراً} أي كتباّ، كما أن الحمار لا ينتفع بما يحمل من الكتب، كذلك هؤلاء لا ينتفعون بالتوراة، إذ لا يعملون بها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الأَسْفَارًا): الكتب). [العمدة في غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين} أي ادعوا على أنفسكم به.
وفي الحديث: «لو دعوا على أنفسهم بالموت، لماتوا جميعا»، هذا أو نحوه من الكلام. و«التّمنّي»: القول والتلاوة، والتخرص بالكذب وليس يعرف عوامّ الناس منه إلا الودادة). [تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم أنّكم أولياء للّه من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين} وذلك لأنهم قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} فقيل لهم: إن كنتم تزعمون فتمنّوا الموت؛ أي فإن اللّه سيميتكم. وأعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنهم لا يتمنّونه، لأنهم قد علموا أن النبي عليه السلام حقّ وأنهم إن تمنّوه ماتوا، فلم يتمنّوه.
فهذه من أدل آيات النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/170-171]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم...}.أدخلت العرب الفاء في خبر (إنّ)؛ لأنها وقعت على الذي، والذي حرف يوصل، فالعرب تدخل الفاء في كل خبرٍ كان اسمه مما يوصل مثل: من، والذي وإلقاؤها صواب، وهي في قراءة عبد الله: (إن الموت الذي تفرّون منه ملاقيكم)، ومن أدخل الفاء ذهب بالذي إلى تأويل الجزاء إذا احتاجت إلى أن توصل، ومن ألقى الفاء فهو على القياس؛ لأنك تقول: إن أخاك قائم، ولا تقول: إن أخاك فقائم. ولو قلت: إن ضاربك فظالم كان جائزا؛ لأن تأويل: إن ضاربك، كقولك: إن من يضربك فظالم، فقس على هذا الاسم المفرد الذي فيه تأويل الجزاء فأدخل له الفاء.
وقال بعض المفسرين: إن الموت هو الذي تفرون منه، فجعل الذي في موضع الخبر للموت. ثم قال: ففروا أولا تفروا فإنه ملاقيكم. ولا تجد هذا محتملا في العربية والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 3/155-156]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(إنَّ الثقيلة) تزاد كقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.
وكذلك قوله: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}.
وقال الشاعر:
إنَّ الخليفة إنَّ الله سَرْبَلَهُ = سِرْبَالِ مُلْكِ به تُرجى الخواتيمُ). [تأويل مشكل القرآن: 251](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(ثم أعلم عزّ وجلّ أنهم إن لم يتمنوا الموت ولم يموتوا في وقتهم أنهم يموتون لا محالة فقال: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون} ودخلت الفاء في خبر إنّ، ولا يجوز إنّ زيدا فمنطلق، لأن {الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم} فيه معنى الشرط والجزاء.
ويجوز أن يكون تمام الكلام: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه} كأنّه قيل: إن فررتم من أي موت كان من قتل أو غيره فإنه ملاقيكم، ويكون (فإنّه) استئناف، بعد الخبر الأول). [معاني القرآن: 5/171]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 11:06 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما التشبيه البعيد الذي لا يقوم بنفسه، فكقوله:
بل لو رأتني أخت جيراننا = إذ أنا في الدار كأني حمار
فإما أراد الصحة، فهذا بعيد، لأن السامع إنما يستدل عليه بغيره. وقال الله جل وعز وهذا البين الواضح: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} والسفر الكتاب، وقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ} في أنهم قد تعاموا عنها. وأضربوا عن حدودها وأمرها ونهيها، حتى صاروا كالحمار الذي يحمل الكتب ولا يعلم ما فيها.
قال أبو الحسن: الصحيح الفصيح: ضربت عن كذا، وبه نزل القرآن، قال الله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} لأنه من ضربت، وأضربت لغة جيدة أيضا). [الكامل: 2/1036-1037]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسألته عن قوله الذي يأتيني فله درهمان لم جاز دخول الفاء هاهنا والذي يأتيني بمنزلة عبد الله وأنت لا يجوز لك أن تقول عبد الله فله درهمان فقال إنما يحسن في الذي لأنه جعل الآخر جواباً للأول وجعل الأول به يجب له الدرهمان فدخلت الفاء هاهنا كما دخلت في الجزاء إذا قال إن يأتني فله درهمان وإن شاء قال الذي يأتيني له درهمان كما تقول عبد الله له درهمان غير أنه إنما أدخل الفاء لتكون العطية مع وقوع الإتيان فإذا قال له درهمان فقد يكون أن لا يوجب له ذلك بالإتيان فإذا أدخل الفاء فإنما يجعل الإتيان سبب ذلك فهذا جزاء وإن لم يجزم لأنه صلةٌ
ومثل ذلك قولهم كل رجل يأتينا فله درهمان ولو قال كل رجل فله درهمان كان محالاً لأنه لم يجيء بفعل ولا بعمل يكون له جوابٌ.
ومثل ذلك: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم} وقال تعالى جده: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم} ومثل ذلك: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} ). [الكتاب: 3/102-103] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل : {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} قال: إذا كان الموت واحدًا يقصد له فالذي بعده خبر وإذا كان ضروبًا فالذي بعده نعت، وإذا كان واحدًا لم يكن جزاء، وإذا كان ضروبًا كان جزاء). [مجالس ثعلب: 387-388]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين (5) قل يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم أنّكم أولياء للّه من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين (6) ولا يتمنّونه أبداً بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين (7) قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون (8)
الّذين حمّلوا التّوراة هم بنو إسرائيل الأحبار المعاصرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمّلوا معناه: كلفوا القيام بأوامرها ونواهيها، فهذا كمال حمل الإنسان الأمانة، وليس ذلك من الحمل على الظهر، وإن كان مشتقا منه، وذكر تعالى أنهم لم يحملوها، أي لم يطيعوا أمرها، ويقفوا عند حدها حين كذبوا بمحمد عليه الصلاة والسلام، و «التوراة» تنطق بنبوته، فكان كل حبر لم ينتفع بما حمل كمثل حمار عليه أسفار، فهي عنده والزبل وغير ذلك بمنزلة واحدة، وقرأ يحيى بن يعمر: «حملوا» بفتح الحاء والميم مخففة، وقرأ المأمون العباسي: «يحمّل أسفارا» بضم الياء وفتح الحاء وشد الميم مفتوحة، وفي مصحف ابن مسعود: «كمثل حمار» بغير تعريف، والسفر: الكتاب المجتمع الأوراق منضودة، ثم بين حال مثلهم وفساده بقوله تعالى: بئس مثل القوم). [المحرر الوجيز: 8/ 301]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: قل يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم الآية، روي أنها نزلت بسبب أن يهود المدينة لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطبوا يهود خيبر في أمره، وذكروا لهم نبوته، وقالوا: إن رأيتم اتباعه أطعناكم وإن رأيتم خلافه خالفناه معكم، فجاءهم جواب أهل خيبر يقولون: نحن أبناء إبراهيم خليل الرحمن، وأبناء عزير ابن الله ومنا الأنبياء ومتى كانت النبوة في العرب، نحن أحق بالنبوة من محمد، ولا سبيل إلى اتباعه، فنزلت الآية بمعنى: أنكم إذا كنتم من الله تعالى بهذه المنزلة فقربه وفراق هذه الحياة الحسية أحب إليكم فتمنّوا الموت إن كنتم تعتقدون في أنفسكم هذه المنزلة). [المحرر الوجيز: 8/ 301-302]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (أخبر تعالى عنهم بأنهم لا يتمنونه ولا يلقونه إلا كرها لعلمهم بسوء حالهم عند الله وبعدهم منه. هذا هو المعنى اللازم من ألفاظ الآية، وروى كثير من المفسرين أن الله تعالى جعل هذه الآية معجزة لمحمد صلى الله عليه وسلم فيهم، وآية باهرة، وأعلمه أنه إن تمنى أحد منهم الموت في أيام معدودة مات وفارق الدنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمنوا الموت» على جهة التعجيز وإظهار الآية، فما تمناه أحد خوفا من الموت، وثقة بصدق محمد صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 8/ 302]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم توعدهم تعالى بالموت الذي لا محيد لهم عنه، ثم بما بعده من الرد إلى الله تعالى، وقرأ ابن مسعود: «منه ملاقيكم» بإسقاط فإنّه، وقوله تعالى: فينبّئكم أي إنباء معاقب مجاز عليه بالتعذيب، وقرأ ابن أبي إسحاق «فتمنوا الموت» بكسر الواو وكذلك يحيى بن يعمر). [المحرر الوجيز: 8/ 302]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة