التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا حسرةً على العباد...}
المعنى: يا لها حسرةً على العباد.
وقرأ بعضهم: {يا حسرة العباد} , والمعنى في العربيّة واحد, والله أعلم.
والعرب : إذا دعت نكرة موصولة بشيء , آثرت النصب، يقولون: يا رجلا كريماً أقبل، ويا راكباً على البعير أقبل.
فإذا أفردوا , رفعوا أكثر ممّا ينصبون, أنشدني بعضهم:
يا سيّدا ما أنت من سيّدٍ = موطّأ الأعقاب رحب الذراع
قوّال معروف وفعّاله = نحّار أمّات الرّباع الرّتاع
أنشدنيه بعض بني سليم (موطّأ) بالرفع، وأنشدنيه الكسائيّ (موطأ) بالخفض, وأنشدني آخر:
ألا يا قتيلاً ما قتيل بني حلس = إذا ابتلّ أطراف الرماح من الدّعس
ولو رفعت النكرة الموصولة بالصّفة , كان صواباً, قد قالت العرب:
= يا دار غيّرها البلى تغييرا
تريد: يأيّتها الدار غيّرها. وسمعت أبا الجراح يقول لرجلٍ: أيا مجنون مجنون، إتباع. وسمعت من العرب: يا مهتمّ بأمرنا لا تهتمّ، يريدون: يأيّها المهتمّ.). [معاني القرآن: 2/375-376]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلّا كانوا به يستهزءون (30)}
وقرئت : يا حسرة العباد بغير على، ولكني : لا أحب القراءة بشيء خالف المصحف ألبتة, وهذه من أصعب مسألة في القرآن.
إذا قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟
فالفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما لا يعقل؛ لأن النداء باب تنبيه.
إذا قلت يا زيد , فإن لم تكن دعوته لتخاطبه لغير النداء , فلا معنى للكلام، إنما تقول: يا زيد , فتنبهه بالنداء , ثم تقول له: فعلت كذا , وافعل كذا.
وما أحببت مما له فيه فائدة، ألا ترى أنك تقول لمن هو مقبل عليك: يا زيد ما أحسن ما صنعت، ولو قلت له: ما أحسن ما صنعت كنت قد بلغت في الفائدة ما أفهمت به، غير أن قولك : يا زيد أوكد في الكلام, وأبلغ في الإفهام.
وكذا إذا قلت للمخاطب : أنا أعجب مما فعلت، فقد أفدته أنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه: أتفعل كذا وكذا، كان دعاؤك العجب أبلغ في الفائدة.
والمعنى : يا عجب أقبل، فإنه من أوقاتك، و إنما نداء العجب تنبيه , لتمكن علم المخاطب بالتعجب من فعله.
وكذلك إذا قلت: ويل لزيد , أو ويل زيد, لم فعل كذا وكذا كان أبلغ.
وكذلك في كتاب اللّه عزّ وجلّ : {يا ويلتى أألد وأنا عجوز}, وكذلك :{يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه}
وكذلك : {يا حسرة على العباد}: والمعنى: في التفسير أن استهزاءهم بالرسل حسرة عليهم.
والحسرة : أن يركب الإنسان من شدة الندم ما لا نهاية له بعده حتى يبقى قلبه حسيرا.). [معاني القرآن: 4/284-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون}
وفي حرف أبي : يا حسرة العباد , أي : هذا موضع حضور الحسرة .
قال أبو جعفر : وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا.). [معاني القرآن: 5/489]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({يا حسرة على العباد}
قال ثعلب: معناه : يا حسرة عليهم , لا علينا , ولا على رسلنا.). [ياقوتة الصراط: 421]
تفسير قوله تعالى:{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألم يروا كم أهلكنا...}
(كم) في موضع نصب من مكانين: أحدهما أن توقع {يروا} على {كم} .
وهي في قراءة عبد الله : {ألم يروا من أهلكنا} , فهذا وجه.
والآخر أن توقع {أهلكنا} على (كم), وتجعله استفهاماً, كما تقول: علمت كم ضربت غلامك.
وإذا كان قبل من , وأيّ , وكم رأيت , وما اشتقّ منها، أو العلم , وما اشتقّ منه, وما أشبه معناهما، جاز أن توقع ما بعدكم , وأيّ : ومن وأشباهها عليها، كما قال الله: {لنعلم أي الحزبين أحصى}: ألا ترى أنك قد أبطلت العلم عن وقوعه على أيّ، ورفعت أيّا بأحصى, فكذلك تنصبها بفعل لو وقع عليها.
وقوله: {أنّهم إليهم} : فتحت ألفها؛ لأن المعنى: ألم يروا أنهم إليهم لا يرجعون. وقد كسرها الحسن البصري، كأنه لم يوقع الرؤية على (كم) فلم يوقعها على (أنّ) , وإن شئت كسرتها على الاستئناف , وجعلت كم منصوبةً بوقوع يروا عليها.).[معاني القرآن: 2/376]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أنّهم إليهم لا يرجعون }: عمل الفعل الذي قبلها فيها :{ ألم يروا}: إذا كانت معلقة بما قبلها , فهي مفتوحة.).[مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون (31)}
أي: فيخافون أن يعجّل لهم في الدنيا مثل الذي عجّل لغيرهم ممن أهلك، وأنهم مع ذلك لا يعودون إلى الدنيا أبدا.
وموضع " كم ": نصب بـ (أهلكنا) لأن " كم " لا يعمل فيها ما قبلها، خبرا كانت , أو استفهاما.
تقول في الخبر: كم سرت؟, تريد سرت فراسخ كثيرة، ولا يجوز سرت كم فرسخا، وذلك أن كم في بابها بمنزلة ربّ، وأن أصلها الاستفهام والإبهام، فكما أنك إذا استفهمت , فقلت للمخاطب: كم فرسخا سرت ؟, لم يجز سرت كم فرسخا؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، فكذلك إذا جعلت كم خبرا , فالإبهام قائم فيها.
و(أنّهم) بدل من معنى : {ألم يروا كم أهلكنا}
والمعنى : ألم يروا أن القرون التي أهلكنا أنهم لا يرجعون.
ويجوز{إنهم لا يرجعون}: بكسر " إنّ " , ومعنى ذلك الاستئناف.
المعنى : هم إليهم لا يرجعون.). [معاني القرآن: 4/285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون}
قال سيبويه : هو بدل من كم, أي: ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم , أنهم لا يرجعون.
قال محمد بن يزيد : هذا لا يصح , ولا يجوز , ومعنى: ألم يروا : ألم يعلموا ؛ لأنهم إنما أخبروا بهذا.
وكم نصب بـ «أهلكنا» , والمعنى : ألم يعلموا : كم أهلكنا قبلهم من القرون , أي: بأنهم إليهم لا يرجعون , أي: بالاستئصال .
قال: والدليل على هذا: أنها في قراءة عبد الله بن مسعود : {من أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون}
وقرأ الحسن : (إنهم إليهم لا يرجعون).). [معاني القرآن: 5/489-490]
تفسير قوله تعالى:{وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن كلٌّ لّمّا جميعٌ...}
شدّدها الأعمش , وعاصم, وقد خفّفها قوم كثير منهم من قرّاء أهل المدينة , وبلغني أن عليّاً خففها, وهو الوجه؛ لأنها (ما) أدخلت عليها لام تكون جواباً لإن؛ كأنك: قلت: وإن كلّ لجمع لدينا محضرون, ولم يثقّلها من ثقّلها إلاّ عن صواب.
فإن شئت أردت: وإن كل لمن ما جميع، ثم حذفت إحدى الميمات لكثرتهنّ؛ كما قال.
غداة طفت علماء بكر بن وائل = وعجنا صدور الخيل نحو تميم
والوجه الآخر من التثقيل: أن يجعلوا (لمّا) بمنزلة (إلاّ) مع (إن) خاصة، فتكون في مذهبها بمنزلة إنما إذا وضعت في معنى إلاّ، كأنها لم ضمّت إليها ما , فصارا جميعاً استثناء , وخرجتا من حدّ الجحد.
ونرى أن قول العرب (إلاّ) : إنما جمعوا بين إن التي تكون جحداً , وضمّوا إليها (لا) , فصارا جميعاً حرفاً واحداً , وخرجا من حد الجحد إذ جمعتا فصارا حرفا واحداً.
وكذلك لمّا, ومثل ذلك قوله: {لولا}، إنما هي لو ضمت إليها (لا), فصارتا حرفا واحدا, وكان الكسائي ينفي هذا القول, ويقول: لا أعرف جهة لمّا في التشديد في القراءة.). [معاني القرآن: 2/376-377]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وإن كلٌّ }: إذا خففت إن رفعت بها , وإن ثقّلتها نصبت {لمّا جميعٌ }: تفسيرها :{وإن كلٌّ لجميع }, و " ما " : مجازها مجاز " مثلاً مّا بعوضةً " , و " عمّا قليل ".). [مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن كلّ لمّا جميع لدينا محضرون (32)}
من قرأ بالتخفيف (لما) فما زائدة مؤكدة، والمعنى إن كل لجميع لدينا محضرون، ومعناه : وما كلّ إلا جميع لدينا محضرون.
ويقرأ (لمّا) بالتشديد , ومعنى (لمّا) ههنا (ألّا)، تقول : سألتك لمّا فعلت.
وتفسير الآية : أنّهم يحضرون يوم القيامة , فيقفون على ما عملوا.). [معاني القرآن: 4/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}
إن بمعنى ما , ولما بمعنى إلا, وحكى النحويون : بالله لما قمت بمعنى إلا .
وفي حرف أبي بن كعب : (وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون).). [معاني القرآن: 5/491-490]
تفسير قوله تعالى:{وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الأرض الميتة }: مخففةٌ الميت والميت قال قوم: إذا كات قد مات فهو خفيف, وإذا لم يكن مات , فهو مثقل , وقوم يجعلونه واحداً.
الأصل الثقيل , وهذا تخفيفها، مجازهن مجاز " هيّن "، " ليّن " , ثم يخففون فيقولون: هين، لين، كما قال ابن الرعلاء الغساني:
ليس من مات فاستراح بميتٍ= إنما الميت ميّت الأحياء
فجعله خفيفاً جميعاً موضعٌ: قد مات , وموضع: لم يمت , ثم ثقل الخفيف.). [مجاز القرآن: 2/160-161]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبّا فمنه يأكلون (33)}
{الميتة}: ويقرأ بالتشديد, وأصل الميتة الميّتة، والأصل التشديد، والتخفيف أكثر، وكلاهما جائز.
(وآية) مرفوعة بالابتداء، وخبرها (لهم) : أي : وعلامة تدلهم على التوحيد , وأن اللّه يبعث الموتى إحياء الأرض الميتة.
ويجوز أن يكون آية مرفوعة بالابتداء، وخبرها : الأرض الميتة.). [معاني القرآن: 4/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها}
أي : وعلامة تدل على قدرة الله عز وجل , وإحيائه الموتى : الأرض الميتة أحييناها.). [معاني القرآن: 5/491]
تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره }
مجاز هذا : مجاز قول العرب , يذكرون الاثنين ثم يقتصرون على خبر أحدهما , وقد أشركوا ذاك فيه وفي القرآن: {والذّين يكنزون الذّهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل الله }
وقال الأزرق بن طرفة ابن العمرد الفراصي من بني فراص من باهلة:
رماني بأمرٍ كنت منه ووالدي= برئاً ومن دون الطّوىّ رماني
اقتصر على خبر واحد , وقد أدخل الآخر معه , وقال حسان بن ثابت:
(إن شرخ الشباب والشّعر الأسود = ما لم يعاص كان جنوناً)
ولم يقل: يعاصيا , وكانا.). [مجاز القرآن: 2/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم}: أي : وليأكلوا مما عملته أيديهم.
ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل وأعناب , ولم تعمله أيديهم.
ويقرأ: وما عملت أيديهم بلا هاء.). [تفسير غريب القرآن: 364-365]
تفسير قوله تعالى: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ليأكلوا من ثمره وما عملت أيديهم...}
وفي قراءة عبد الله : {وما عملته أيديهم}, وكلّ صواب.
والعرب تضمر الهاء في: الذي, ومن , وما، وتظهرها, وكلّ ذلك صواب .
{وما عملت}: (ما) إن شئت في موضع خفضٍ: ليأكلوا من ثمره , وممّا عملت أيديهم.
وإن شئت جعلتها جحداً فلم تجعل لها موضعا, ويكون المعنى: أنا جعلنا لهم الجنات , والنخيل والأعناب, ولم تعمله أيديهم {أفلا يشكرون}.). [معاني القرآن: 2/377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم} : أي: وليأكلوا مما عملته أيديهم.
ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل , وأعناب , ولم تعمله أيديهم.
ويقرأ: وما عملت أيديهم بلا هاء.). [تفسير غريب القرآن: 364-365] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوّله: {وفجّرنا فيها من العيون (34) ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون (35)}
ويجوز ثمره بإسكان الميم , وضم الثاء.
{وما عملته أيديهم}: ويقرأ (وما عملت) بغير هاء، وموضع " ما " خفض.
المعنى : ليأكلوا من ثمره , ومما عملته أيديهم.
ويجوز أن تكون (ما) نفيا، على معنى : ليأكلوا من ثمره , ولم تعمله أيديهم, هذا على إثبات الهاء.
وإذا حذفت الهاء ؛ فالاختيار أن يكون " ما " في موضع خفض، ويكون (ما) في معنى : الذي، فيحسن حذف الهاء، ويكون هذا على قوله:
{أفرأيتم ما تحرثون (63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون (64) }.). [معاني القرآن: 4/286-287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم}
روي عن ابن عباس : (أي : ولم تعمله أيديهم) .
وتقرأ: وما عملت أيديهم بمعنى : والذي عملت أيديهم.). [معاني القرآن: 5/491-492]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} : يجوز أن يكون نفياً , وخبرا , ولا يجوز حذف الهاء إن كان نفياً.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]
تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها}: أي: الأجناس كلها.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الزوج: اثنان، وواحد، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فجعل كل واحد منهما زوجا.
وهو بمعنى: الصّنف، قال: {خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} يعني: الأصناف.
وقال: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} أي ثمانية أصناف). [تأويل مشكل القرآن: 498] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون (36)}
{سبحان}: تبرئة اللّه من السوء وتنزيهه.
ومعنى الأزواج: الأجناس كلها من النبات , والحيوان , وغيرها.
{ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون}: مما خلق اللّه من جميع الأنواع والأشباه.). [معاني القرآن: 4/287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها}
أي : الأصناف من الثمرات , والحيوان , وغيرها.). [معاني القرآن: 5/492]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا}: أي:الأجناس.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]