العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحزاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:17 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الأحزاب [ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

تفسير سورة الأحزاب
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:58 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا (41) وسبّحوه بكرةً وأصيلاً (42) هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيمًا (43) تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ وأعدّ لهم أجرًا كريمًا}.
يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله، اذكروا اللّه بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرًا كثيرًا، فلا تخلو أبدانكم من ذكره في حالٍ من أحوال طاقتكم ذلك). [جامع البيان: 19/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} يقول: لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حدا معلوما ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر فان الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله فقال: اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر في السفر والحضر في الغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية وعلى كل حال وقد سبحوه بكرة وأصيلا فاذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته، قال الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} ). [الدر المنثور: 12/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} قال: باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول: صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشى). [الدر المنثور: 12/66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال: الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله: ومن الغازي في سبيل الله قال: لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة). [الدر المنثور: 12/66-67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله قال: الذاكرون الله كثيرا). [الدر المنثور: 12/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا سأله فقال: أي المجاهدين أعظم أجرا قال: أكثرهم لله ذكرا قال: فأي الصائمين أعظم أجرا قال: أكثرهم لله ذكرا، الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل). [الدر المنثور: 12/67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف بين حمدان قال يا معاذ أين السابقون قلت مضى ناس قال: اين السابقون الذين يستهترون بذكر الله من أحب ان يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله). [الدر المنثور: 12/67-68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أم أنس رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله أوصني قال: اهجري المعاصي فانها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فانها أفضل الجهاد واكثري من ذكر الله فانك لا تأتين الله بشيء أحب الله بشيء أحب اليه من كثرة ذكره). [الدر المنثور: 12/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكثر ذكر الله فقد برى ء من الايمان). [الدر المنثور: 12/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو يعلى، وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون). [الدر المنثور: 12/68-69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا الله حتى يقول المنافقون: انكم مراؤون). [الدر المنثور: 12/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر الله حتى يقول المنافقون: انكم مراؤون). [الدر المنثور: 12/69]

تفسير قوله تعالى: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وسبحوه بكرة وأصيلا قال صلاة الصبح وصلاة العصر). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وسبّحوه بكرةً وأصيلاً} يقول: صلّوا له غدوةً صلاة الصّبح، وعشيًّا صلاة العصر). [جامع البيان: 19/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} قال: باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول: صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشى). [الدر المنثور: 12/66] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وسبحوه بكرة واصيلا.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وسبحوه بكرة وأصيلا} قال: صلاة الصبح وصلاة العصر). [الدر المنثور: 12/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن أبي العالية في قوله: (وأصيلا) قال: صلاة العصر). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأن أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب الي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد اسمعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب الي من ان أعتق أربع رقاب من ولد اسمعيل). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدع رجل منكم ان يعمل لله ألف حسنه حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة فانها ألف حسنة فانه لن يعمل ان شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا). [الدر المنثور: 12/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم يقول سبحان الله وبحمده انهما القريبتان). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله العظيم غرس له نخلة أو سجرة في الجنة). [الدر المنثور: 12/71]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر). [الدر المنثور: 12/71-72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن هلال بن يسار رضي الله عنه قال: كانت امرأة من همدان تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فقال لها عبد الله: ألا أدلك على خير من ذلك تقولين: الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا). [الدر المنثور: 12/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا يعجز أحدكم ان يكسب في اليوم ألف حسنة فقال رجل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال: يسبح الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف خطيئة). [الدر المنثور: 12/72]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الحسن في قوله هو الذي يصلي عليكم وملائكته إن بني إسرائيل سألوا موسى هل يصلي ربك فكأن ذلك كبر في صدره فأوحى الله إليه أن أخبرهم أني أصلي وأن صلاتي أن رحمتي سبقت غضبي). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته} يقول تعالى ذكره: ربّكم الّذي تذكرونه الذّكر الكثير، وتسبّحونه بكرةً وأصيلاً إذا أنتم فعلتم ذلك الّذي يرحمكم، ويثني عليكم هو، ويدعو لكم وملائكته. وقيل: إنّ معنى قوله: {يصلّي عليكم وملائكته} يشيع عنكم الذّكر الجميل في عباد اللّه.
وقوله: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} يقول: تدعو ملائكة اللّه لكم، فيخرجكم اللّه من الضّلالة إلى الهدي، ومن الكفر إلى الإسلام.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا} يقول: لا يفرض على عباده فريضةً إلاّ جعل لها حدًّا معلومًا، ثمّ عذر أهلها في حال عذرٍ، غير الذّكر، فإنّ اللّه لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه ولم يعذر أحدًا في تركه إلاّ مغلوبًا على عقله قال: {اذكروا اللّه قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم} باللّيل والنّهار في البرّ والبحر، وفي السّفر والحضر، والغنى والفقر، والسّقم والصّحّة، والسّر والعلانية، وعلى كلّ حالٍ، وقال: {سبّحوه بكرةً وأصيلاً} فإذا فعلتم ذلك صلّى عليكم هو وملائكته قال اللّه عزّ وجلّ {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وسبّحوه بكرةً وأصيلاً} صلاة الغداة، وصلاة العصر.
وقوله: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} أي من الضّلالات إلى الهدى.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} قال: من الضّلالة إلى الهدى، قال: والضّلالة: الظّلمات، والنّور: الهدى.
وقوله: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} يقول تعالى ذكره: وكان بالمؤمنين به ورسوله ذا رحمةٍ أن يعذّبهم وهم له مطيعون، ولأمره متّبعون). [جامع البيان: 19/123-124]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عوفٍ الطّائيّ، ثنا عبد القدّوس بن الحجّاج، حدّثني صفوان بن عمرٍو، حدّثني سليم بن عامرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى أبي أمامة رضي اللّه عنه، فقال: يا أبا أمامة، إنّي رأيت في منامي أنّ الملائكة تصلّي عليك كلّما دخلت، وكلّما خرجت، وكلّما قمت، وكلّما جلست. قال أبو أمامة: " اللّهمّ غفرًا دعونا عنكم وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة، ثمّ قرأ: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا (41) وسبّحوه بكرةً وأصيلًا (42) هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 42] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا أشركنا فيه فنزلت {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} ). [الدر المنثور: 12/72-73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى أبي امامة فقال: اني رأيت في منامي ان الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست قال: وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة ثم قرأ {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} ). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاة الله: ثناؤه، وصلاة الملائكة عليهم: الصلام الدعاء). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: صلاة الرب: الرحمة، وصلاة الملائكة: الاستغفار). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: الله يغفر لكم وتستغفر لكم ملائكته، وخ ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه انه سئل عن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم قال: أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء فقال {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} ). [الدر المنثور: 12/73]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم} قال: ان بني اسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلي ربك فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام فأوحى الله اليه أخبرهم اني أصلي وأن صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال: اذا قال العبد: سبحان الله، قالت الملائكة: وبحمده، واذ قال: سبحان الله وبحمده، صلوا عليه). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في الآية قال: قال بنو اسرائيل: يا موسى سل لنا ربك هل يصلي فتعاظم عليه ذلك فقال يا موسى ما يسألك قومك فأخبره قال: نعم، أخبرهم اني أصلي وان صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي ولولا ذلك لهلكوا). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاته على عباده سبوح قدوس تغلب رحمتي غضبي). [الدر المنثور: 12/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لجبريل عليه السلام: هل يصلي ربك قال: نعم، قلت: وما صلاته قال: سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي). [الدر المنثور: 12/74-75]

تفسير قوله تعالى: (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تحيتهم يوم يلقونه سلام قال تحية أهل الجنة السلام). [تفسير عبد الرزاق: 2/119]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، عن محمّد بن مالكٍ، عن البراء بن عازبٍ: {تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ} قال: يوم يلقون ملك الموت، ليس من مؤمنٍ يقبض روحه إلاّ سلّم عليه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 239]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {تحيّتهم يوم يلقونه سلاّمٌ} يقول جلّ ثناؤه: تحيّة هؤلاء المؤمنين يوم القيامة في الجنّة سلاّمٌ، يقول بعضهم لبعضٍ: أمنةً لنا ولكم بدخولنا هذا المدخل من اللّه أن يعذّبنا بالنّار أبدًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تحيّتهم يوم يلقونه سلاّمٌ} قال: تحيّة أهل الجنّة السّلام.
وقوله: {وأعدّ لهم أجرًا كريمًا} يقول: وأعدّ لهؤلاء المؤمنين ثوابًا لهم على طاعتهم إيّاه في الدّنيا كريمًا، وذلك هو الجنّة.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وأعدّ لهم أجرًا كريمًا} أي الجنّة). [جامع البيان: 19/125]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد الدّورقيّ، ثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، عن أبي رجاءٍ عبد اللّه بن واقدٍ، عن محمّد بن مالكٍ، عن البراء رضي الله عنه في قوله تعالى: {تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ}، قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمنٍ يقبض روحه إلّا سلّم عليه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {تحيتهم يوم يلقونه سلام} تحية أهل الجنة: السلام {وأعد لهم أجرا كريما} أي الجنة). [الدر المنثور: 12/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه في المصنف، وابن أبي الدنيا في ذكر الموت عبد بن حميد وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله {تحيتهم يوم يلقونه سلام} قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه). [الدر المنثور: 12/75]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج المروزي في الجنائز، وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام). [الدر المنثور: 12/76]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 01:04 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا} [الأحزاب: 41] يعني باللّسان، وهو تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: وهذا ذكرٌ ليس فيه وقتٌ وهو تطوّعٌ.
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن أبي الدّرداء، قال: ألا أخبركم بخير أعمالكم، أزكاها عند مليككم، وخيرٌ لكم من إعطاء الذّهب والفضّة، ومن أن تلقوا عدوّكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر اللّه.
فقال أبو بحريّة: قد قال ذاك أخوكم معاذ بن جبلٍ: ما عمل آدميٌّ قطّ عملا أنجى له من عذاب اللّه من كثرة ذكر اللّه.
- خداشٌ، عن ميمون بن عجلان، عن ميمون بن سياهٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون اللّه لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍ من السّماء: قوموا مغفورًا لكم، بدّلت سيّئاتكم حسناتٍ "). [تفسير القرآن العظيم: 2/724]

تفسير قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وسبّحوه بكرةً} [الأحزاب: 42] لصلاة الغداة.
{وأصيلا} [الأحزاب: 42] صلاة الظّهر وصلاة العصر.
ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة أنّ ابن عبّاسٍ قال: هذا في الصّلاة المكتوبة). [تفسير القرآن العظيم: 2/724]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)

: ({بكرةً وأصيلاً}: ما بين العصر إلى الليل.).
[مجاز القرآن: 2/138]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الأصيل}: ما بين العصر إلى الليل). [غريب القرآن وتفسيره: 304]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{الأصيل}: ما بين العصر إلى الليل). [تفسير غريب القرآن: 351]


قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الأصيل): ما بين العصر إلى الليل.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الأَصِيل): ما بين العصر إلى الليل.). [العمدة في غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته} [الأحزاب: 43] تفسير ابن عبّاسٍ، قال: صلاة اللّه الرّحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار.
وقال السّدّيّ: {هو الّذي يصلّي عليكم} [الأحزاب: 43]، يعني: اللّه تبارك وتعالى، هو الّذي يغفر لكم إذا أطعتموه، قال: {وملائكته} [الأحزاب: 43]، يعني: هو الّذي يصلّي عليكم، يغفر لكم، ويستغفر لكم الملائكة.
قال: وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن إنّ بني إسرائيل قالت لموسى: سل لنا ربّك هل يصلّي لعلّنا نصلّي بصلاة ربّنا، فقال: يا بني إسرائيل اتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين، فأوحى اللّه إليه، أنّي أنّما أرسلتك إليهم لتبلغهم عنّي وتبلغني عنهم، قال: يقولون يا ربّ ما قد سمعت، يقولون: سل لنا ربّك هل يصلّي لعلّنا نصلّي بصلاة ربّنا، قال: فأخبرهم عنّي أنّي أصلّي، وأنّ
صلاتي عليهم: لتسبق رحمتي غضبي ولولا ذلك لهلكوا.
قال عزّ وجلّ: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} [الأحزاب: 43]، يعني: من الشّرك إلى الإيمان، تفسير السّدّيّ.
وقال الحسن: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} [الأحزاب: 43] من الضّلالة إلى الهدى.
وتفسير الحسن أنّه يعصم المؤمنين من الضّلالة، وقال هو كقول الرّجل: الحمد للّه الّذي نجّاني من كذا وكذا لأمرٍ لم ينزل به، صرفه اللّه عنه.
قال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} [الأحزاب: 43] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/725]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)

: (وقوله: {هو الّذي يصلّي عليكم...}



يغفر لكم، ويستغفر لكم , ملائكته.). [معاني القرآن: 2/345]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هو الذي يصلّي عليكم وملائكته } أي : يبارك عليكم , قال الأعشى:


عليك مثل الّذي صلّيت فاغتمضى= نوماً فإن لجنب المرء مضطجعاً.). [مجاز القرآن: 2/138]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يصلّي عليكم}: أي يبارك عليكم, ويقال: يغفر لكم, {وملائكته}: أي : تستغفر لكم.). [تفسير غريب القرآن: 351]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: عزّ وجلّ: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيما (43)}: صلاة اللّه على خلقه , رحمته , وهدايته إياهم.). [معاني القرآن: 4/231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}
قال الحسن : (سألت بنو إسرائيل موسى صلى الله عليه : أيصلي ربك ؟, فكأنه أعظم ذلك , فأوحى الله جل وعز إليه : إن صلاتي : أن رحمتي , تسبق غضبي)
والأصيل : العشي .
قال الفراء : معنى :{هو الذي يصلي عليكم وملائكته }: هو الذي يغفر لكم , وتستغفر لكم ملائكته.). [معاني القرآن: 5/356-357]


تفسير قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ} [الأحزاب: 44] تحيّيهم الملائكة عن اللّه بالسّلام، في تفسير الحسن.
{وأعدّ لهم أجرًا} [الأحزاب: 44] ثوابًا.
{كريمًا} [الأحزاب: 31] الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/725]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: (وقوله: {تحيّتهم يوم يلقونه سلام وأعدّ لهم أجرا كريما (44)}



تحية أهل الجنّة: سلام، قال الله عزّ وجلّ: {تحيّتهم يوم يلقونه سلام}.). [معاني القرآن: 4/231]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تحيتهم يوم يلقونه سلام}


هو كما قال , والملائكة يدخلون عليهم من كل باب : سلام عليكم , أي : تحيتهم في الجنة سلام.). [معاني القرآن: 5/357]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 01:05 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) }

تفسير قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) }

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) }

تفسير قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى عباده بأن يذكروه ذكرا كثيرا، وجعل ذلك دون حد ولا تقدير لسهولته على العبيد، ولعظم الأجر فيه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يعذر أحد في ترك ذكر الله إلا من غلب على عقله، وقال: الكثير: أن لا ينساه أبدا، وروى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون"). [المحرر الوجيز: 7/ 126]

تفسير قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وسبحوه بكرة وأصيلا} أراد: في كل الأوقات، مجدد الزمان بطرفي نهاره وليله، وقال قتادة، والطبري وغيرهما: الإشارة إلى صلاتي الغداة والعصر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه الآية مدنية فلا يتعلق بها من زعم أن الصلاة إنما فرضت أولا صلاتين في طرفي النهار، والرواية بذلك ضعيفة، و"الأصيل" من العصر إلى الليل). [المحرر الوجيز: 7/ 126]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم عدد تعالى على عباده نعمته في الصلاة عليهم، وصلاة الله تبارك وتعالى على العبيد هي رحمته لهم، وبركته لديهم، ونشره إلينا الجميل، وصلاة الملائكة الدعاء للمؤمنين، وروت فرقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: يا رسول الله، كيف صلاة الله على عباده؟ قال: "سبوح قدوس، رحمتي سبقت غضبي"، واختلف في تأويل هذا القول، فقيل: إن هذا كله من كلام الله، وهي صلاته على عباده، وقيل: "سبوح قدوس" هو من كلام محمد صلى الله عليه وسلم يقدمه بين يدي نقطة باللفظ الذي هو صلاة الله، وهو: "رحمتي سبقت غضبي"، وقدم عليه الصلاة والسلام هذا من حيث فهم من السائل أنه توهم في صلاة الله تعالى على عباده وجها لا يليق بالله تعالى فقدم التنزيه لله والتعظيم بين يدي أخباره.
وقوله تعالى: "ليخرجكم" أي: صلاته وصلاة ملائكته لكي يهديكم وينقذكم من الكفر إلى الإيمان، ثم أخبر تبارك وتعالى برحمته بالمؤمنين تأنيسا لهم). [المحرر الوجيز: 7/ 126-127]

تفسير قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "يوم يلقونه" قيل: يوم القيامة المؤمن تحييه الملائكة بالسلام، ومعناه: السلامة من كل مكروه. وقال قتادة رضي الله عنه: يوم دخولهم الجنة يحيي بعضهم بعضا بالسلام، أي: سلمنا وسلمت من كل هم وتخوف. وقيل: تحييهم الملائكة يومئذ، وأما "الأجر الكريم" فإنه جنة الخلد في جوار الله تبارك وتعالى). [المحرر الوجيز: 7/ 127]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 06:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 08:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 08:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا (41) وسبّحوه بكرةً وأصيلا (42) هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور وكان بالمؤمنين رحيمًا (43) تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ وأعدّ لهم أجرًا كريمًا (44)}.
يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بكثرة ذكرهم لربّهم تعالى، المنعم عليهم بأنواع النّعم وأصناف المنن، لما لهم في ذلك من جزيل الثّواب، وجميل المآب.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عبد اللّه بن سعيد، حدثني مولى بن عيّاشٍ عن أبي بحرية، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألّا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إعطاء الذّهب والورق، وخيرٍ لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ " قالوا: وما هو يا رسول اللّه؟ قال: "ذكر اللّه عزّ وجلّ".
وهكذا رواه التّرمذيّ وابن ماجه، من حديث عبد اللّه بن سعيد بن أبي هندٍ، عن زيادٍ -مولى ابن عيّاشٍ -عن أبي بحرية -واسمه عبد اللّه بن قيسٍ التّراغميّ -عن أبي الدّرداء، به. قال التّرمذيّ: ورواه بعضهم عنه فأرسله.
قلت: وقد تقدّم هذا الحديث عند قوله تعالى: {والذّاكرين اللّه كثيرًا والذّاكرات} في مسند [الإمام] أحمد، من حديث زياد بن أبي زيادٍ مولى عبد اللّه بن عيّاش: أنّه بلغه عن معاذ بن جبلٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بنحوه، فاللّه أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا فرج بن فضالة، عن أبي سعدٍ الحمصي قال: سمعت أبا هريرة يقول: دعاءٌ سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا أدعه: "اللّهمّ، اجعلني أعظم شكرك، وأتبع نصيحتك، وأكثر ذكرك، وأحفظ وصيّتك".
ورواه التّرمذيّ عن يحيى بن موسى، عن وكيعٍ، عن أبي فضالة الفرج بن فضالة، عن أبي سعيدٍ الحمصيّ، عن أبي هريرة، فذكر مثله وقال: غريبٌ.
وهكذا رواه الإمام أحمد أيضًا عن أبي النّضر هاشم بن القاسم، عن فرج بن فضالة، عن أبي سعيدٍ المدنيّ عن أبي هريرة فذكره.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالحٍ، عن عمرو بن قيسٍ قال: سمعت عبد اللّه بن بسر يقول: جاء أعرابيّان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال أحدهما: يا رسول اللّه، أيّ النّاس خيرٌ؟ قال: "من طال عمره وحسن عمله". وقال الآخر: يا رسول اللّه، إنّ شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فمرني بأمرٍ أتشبّث به. قال: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر اللّه".
وروى التّرمذيّ وابن ماجه [منه] الفصل الثّاني، من حديث معاوية بن صالحٍ، به. وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سريج، حدّثنا ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث قال: أنّ درّاجا أبا السّمح حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أكثروا ذكر اللّه حتّى يقولوا: مجنونٌ."
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا عقبة بن مكرم العمّي، حدّثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدّثنا الحسن بن أبي جعفرٍ، عن عقبة بن أبي ثبيت الرّاسبيّ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا [حتّى] يقول المنافقون: تراءون."
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدّثنا شدّادٌ أبو طلحة الرّاسبيّ، سمعت أبا الوازع جابر بن عمرٍو يحدّث عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما من قومٍ جلسوا مجلسًا لم يذكروا اللّه فيه، إلّا رأوه حسرةً يوم القيامة."
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {اذكروا اللّه ذكرًا كثيرًا}: إنّ اللّه لم يفرض [على عباده] فريضةً إلّا [جعل لها حدًّا معلومًا، ثمّ] عذر أهلها في حال عذرٍ، غير الذّكر، فإنّ اللّه لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه، إلّا مغلوبًا على تركه، فقال: {فاذكروا اللّه قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم} [النّساء:103]، باللّيل والنّهار، [في البرّ والبحر]، وفي السّفر والحضر، والغنى والفقر، والصّحّة والسّقم، والسّرّ والعلانية، وعلى كلّ حالٍ، وقال: {وسبّحوه بكرةً وأصيلا} فإذا فعلتم ذلك صلّى عليكم هو وملائكته.
والأحاديث والآيات والآثار في الحثّ على ذكر اللّه كثيرةٌ جدًّا، وفي هذه الآية الكريمة الحثّ على الإكثار من ذلك.
وقد صنّف النّاس في الأذكار المتعلّقة بآناء اللّيل والنّهار كالنّسائيّ والمعمريّ وغيرهما، ومن أحسن الكتب المؤلّفة في ذلك كتاب الأذكار للشّيخ محيي الدّين النّوويّ، رحمه الله تعالى).[تفسير ابن كثير: 6/ 431-433]

تفسير قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وسبّحوه بكرةً وأصيلا} أي: عند الصّباح والمساء، كقوله: {فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السّموات والأرض وعشيًّا وحين تظهرون} [الرّوم:17، 18]). [تفسير ابن كثير: 6/ 436]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته}: هذا تهييجٌ إلى الذّكر، أي: إنّه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم، كقوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم ويعلّمكم الكتاب والحكمة ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون. فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 151، 152]. وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "يقول اللّه: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم"
والصّلاة من اللّه ثناؤه على العبد عند الملائكة، حكاه البخاريّ عن أبي العالية. ورواه أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عنه.
وقال غيره: الصّلاة من اللّه: الرّحمة [وردّ بقوله: {أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمةٌ}]
وقد يقال: لا منافاة بين القولين واللّه أعلم.
وأمّا الصّلاة من الملائكة، فبمعنى الدّعاء للنّاس والاستغفار، كقوله: {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلمًا فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربّنا وأدخلهم جنّات عدنٍ الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم إنّك أنت العزيز الحكيم وقهم السّيّئات} الآية. [غافرٍ: 7-9].
وقوله: {ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور} أي: بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم، ودعاء ملائكته لكم، يخرجكم من ظلمات الجهل والضّلال إلى نور الهدى واليقين. {وكان بالمؤمنين رحيمًا} أي: في الدّنيا والآخرة، أمّا في الدّنيا: فإنّه هداهم إلى الحقّ الّذي جهله غيرهم، وبصّرهم الطّريق الّذي ضلّ عنه وحاد عنه من سواهم من الدّعاة إلى الكفر أو البدعة وأشياعهم من الطّغام. وأمّا رحمته بهم في الآخرة: فآمنهم من الفزع الأكبر، وأمر ملائكته يتلقّونهم بالبشارة بالفوز بالجنّة والنّجاة من النّار، وما ذاك إلّا لمحبّته لهم ورأفته بهم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن أبي عديٍّ، عن حميدٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في نفرٍ من أصحابه وصبيٍّ في الطّريق، فلمّا رأت أمّه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني، وسعت فأخذته، فقال القوم: يا رسول اللّه، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النّار. قال: فخفّضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "ولا اللّه، لا يلقي حبيبه في النّار".
إسناده على شرط الصّحيحين، ولم يخرّجه أحدٌ من أصحاب الكتب السّتّة، ولكن في صحيح الإمام البخاريّ، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى امرأةً من السّبي قد أخذت صبيًّا لها، فألصقته إلى صدرها، وأرضعته فقال: "أترون هذه تلقي ولدها في النّار وهي تقدر على ذلك؟ " قالوا: لا. قال: "فواللّه، للّه أرحم بعباده من هذه بولدها").[تفسير ابن كثير: 6/ 436-437]

تفسير قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ} الظّاهر أنّ المراد -واللّه أعلم- {تحيّتهم} أي: من اللّه تعالى يوم يلقونه {سلامٌ} أي: يوم يسلّم عليهم كما قال تعالى: {سلامٌ قولا من ربٍّ رحيمٍ} [يس:58].
وزعم قتادة أنّ المراد أنّهم يحيّي بعضهم بعضًا بالسّلام، يوم يلقون اللّه في الدّار الآخرة. واختاره ابن جريرٍ.
قلت: وقد يستدلّ بقوله تعالى: {دعواهم فيها سبحانك اللّهمّ وتحيّتهم فيها سلامٌ وآخر دعواهم أن الحمد للّه ربّ العالمين} [يونس: 10]، وقوله: {وأعدّ لهم أجرًا كريمًا} يعني: الجنّة وما فيها من المآكل والمشارب، والملابس والمساكن، والمناكح والملاذّ والمناظر وما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 437]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة