العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 10:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الأعراف

توجيه القراءات في سورة الأعراف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 10:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الأعراف

مقدمات توجيه القراءات في سورة الأعراف
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الأعراف). [معاني القراءات وعللها: 1/400]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ومن السورة التي تذكر فيها (الأعراف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/176]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الأعراف). [الحجة للقراء السبعة: 4/6]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الأعراف). [المحتسب: 1/240]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (7 - سورة الأعراف). [حجة القراءات: 279]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/460]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الأعراف). [الموضح: 521]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية إلا آية نزلت بالمدينة في قول قتادة قوله: {واسألهم عن القرية} «163» الآية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/460]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائتا آية وست آيات في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/460]

ياءات الإضافة:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (واختلفوا في هذه السورة في سبع ياءات إضافة:
{ربي الفواحش} [33].
قرأ حمزة وحده غير مفتوحة، والباقون يفتحون.
و {معي بني إسرائيل} [105].
فتحها حفص عن عاصم وحده.
[و] {إني اصطفيتك} [144].
فتحها أبو عمرو وابن كثير.
[و] {حقيق علي} [105].
فتحها نافع وحده، وجعلها ياء إضافة وقد ذكرته قبل.
[و] {عذابي أصيب به} [156].
فتحها نافع وحده.
[و] {ءايتي الذين يتكبرون} [146].
أسكنها حمزة وابن عامر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/220]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (68- فيها سبع ياءات إضافة:
قوله: {ربي الفواحش} «33» أسكنها حمزة، {إني أخاف} «59» {من بعدي أعجلتم} «150» فتحهما الحرميان وأبو عمرو، {معي بني إسرائيل} «105» فتحها حفص. {إني اصطفيتك} «144» فتحها أبو عمرو وابن كثير. {آياتي الذين} «146» أسكنها حمزة وابن عامر. {عذابي أصيب} «156» فتحها نافع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/488]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها سبع ياءات إضافة اختلفوا (فيهن)، وهن:
{حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ {إنِّي أَخَافُ {إنِّي اصْطَفَيْتُكَ {آيَاتِيَ
[الموضح: 571]
الَّذِينَ {مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ {عَذَابِي أُصِيبُ {مَعِيَ بَنِي إسْرَائِيلَ}.
ففتحهن ابن كثير وأبو عمرو إلا اثنتين: {عَذَابِي أُصِيبُ {مَعِيَ بَنِي إسْرَائِيلَ}.
وفتحهن نافع إلا قوله {إنِّي اصْطَفَيْتُكَ} و{مَعِيَ بَنِي إسْرَائِيلَ}.
وفتح عاصم والكسائي ويعقوب حرفين: {حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ} و{آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ وأسكنوا البواقي.
وزاد- ص- {مَعِيَ} ففتحها، ولم يتابعه عليها أحد، وكان يفتح ياء {مَعِي} في جميع القرآن، أتت بعدها ألف أو لم تأت،
وفتح ابن عامر واحدة: {حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ} وأسكن الباقي.
ولم يفتح حمزة منهن شيئًا.
قد ذكرنا قبل أن الأصل في هذه الياءات أن تكون مفتوحة كالكاف من غلامك وإنك وضربتك، إلا أن إسكانها جائز للتخفيف، ولتشبيه الياء بالألف، فالألف لا تكون إلا ساكنة.
فأما تخصيص ابن كثير وأبي عمرو {عَذَابِي أُصِيبُ} و{مَعِيَ بَنِي إسْرَائِيلَ} بالإسكان، فلأن بعد الياء من {عَذَابِي} همزة، والهمزة تزداد ظهوراً إذا كان قبلها مدة، فأسكنت الياء لذلك، وأما إسكان ياء {مَعِيَ بَنِي إسْرَائِيلَ} فلأنها إذا حركت تتابعت خمس متحركات فأسكنت لذلك.
[الموضح: 572]
وأما ياء {إنِّي اصْطَفَيْتُكَ} فإنما أسكنها نافع ليبين أن ألف {اصْطَفَيْتُكَ} ألف وصل، إذ لو فتح الياء أمكن أن يظن أن فتحة الياء نقلت إليها من ألف هي ألف قطع، كما تقول: من أخوك، فأسكن نافع الياء وحذفها لالتقاء الساكنين، فبقي {إنِّي اصْطَفَيْتُكَ} بغير ياء. وأما فتح ياء {رَبِّيَ الفَوَاحِشَ} و{آيَاتِيَ الَّذِينَ فلأن بعدهما لام التعريف وهي ساكنة، فإذا سكنت وجب حذفها لالتقاء الساكنين فقلت: رب الفواحش وآيات الذين، ففتحوها كراهة حذفها.
وأما فتح من فتح ياء {مَعِيَ} في جميع القرآن، فيمكن أن يقال إنه لما كان مع على حرفين وأدخل الياء عليه قوي الياء بالحركة إذ كان الاسم ضعيفًا بكونه على حرفين). [الموضح: 573]

الياءات المحذوفة:
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (حذفت منها ياءان وهما قوله {ثُمَّ كِيدُونِي {فَلا تُنظِرُونِي}، أثبتهما يعقوب في الوصل والوقف، وأما الآخرون فقد اختلفوا في قوله {ثُمَّ كِيدُونِي فأثبتها أبو عمرو ونافع- بل- في الوصل دون الوقف، وحذفها نافع- ش- و- ن- في الحالين، وكذلك الباقون.
وقد سبق الكلام في أن إثبات هذه الياء أصل، وحذفها تخفيف واكتفاء بالكسرة في النون). [الموضح: 573]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (69- فيها من الزوائد ياء قوله: {ثم كيدون} «195» قرأ هشام بياء في الوصل والوقف، وقرأ أبو عمرو بياء في الوصل خاصة، وقد اختلف فيها عن ابن ذكوان، والأشهر عنه الحذف في الوصل والوقف، وروي عنه إثباتها في الوصل خاصة، وبالحذف في الحالين قرأت له). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/488]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 10:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف

[ من الآية (1) إلى الآية (9) ]
{المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}

قوله تعالى: {المص (1)}

قوله تعالى: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}

قوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (قليلًا ما تذكّرون (3)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب (ما تذّكّرون) مشددا، وقرأ حفص وحمزة والكسائي (ما تذكّرون) مخففة الذال.
وقرأ ابن عامر (ما يتذّكّرون) بياء وتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (ما تذّكّرون) بتشديد الذال والكاف فالأصل تتذكرون وأدغمت التاء الثانية في الذال وشددت، ومن قرأ (تذكّرون) بتخفيف الذال فالأصل أيضًا تتذكرون، فحذفت إحدى التاءين، وتركت الثانية على حالها، والذال خفيفة في الأصل والتاء المحذوفة هي الثانية؛ لأنهما زائدتان، إلا أن الأولى تاء على معنى الاستقبال، فلا يجوز حذفها، والثانية إنما دخلت على معنى فعل الشيء على مهل، نحو قولك: تفهّمت وتعلّمت، أي: أخذت الشيء على مهملٍ). [معاني القراءات وعللها: 1/400]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {ما تذكرون} [3].
قرأ حمزة والكسائي بتخفيف الذات.
وقرأ الباقون بتشديدها، إلا أن ابن عامر قرأ: {يتذكرون} بياء وتاء، وقد بينت علة ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/176]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في تشديد الذال وتخفيفها وزيادة ياء في قوله تعالى: قليلا ما تذكرون [الأعراف/ 3].
فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ونافع، وعاصم في رواية أبي بكر قليلا ما تذّكّرون مشدّدة الذال والكاف.
وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص: تذكرون خفيفة الذال شديدة الكاف.
وقرأ ابن عامر: قليلا ما يتذكّرون بياء وتاء. وقد روي عنه بتاءين.
من قرأها: تذكّرون أراد: تتذكرون، فأدغم تاء تفعّل في الذال، وإدغامها فيه حسن، لأن التاء مهموسة، والذال مجهورة، والمجهور أزيد صوتا، وأقوى من المهموس، فحسن
[الحجة للقراء السبعة: 4/5]
إدغام الأنقص في الأزيد، ولا يسوغ إدغام الأزيد في الأنقص ألا ترى أن الصاد وأختيها لم يدغمن في مقاربهنّ لما فيهنّ من زيادة الصفير.
و (ما) في قوله: ما تذكّرون موصولة بالفعل، وهي معه بمنزلة المصدر، والمعنى: قليل تذكّركم. ولا ذكر في الصلة يعود إليها كما لا يكون في صلة أن ذكر.
وقراءة عاصم وحمزة والكسائي في المعنى مثل قراءة من تقدم ذكره، إلّا أنّهم حذفوا التاء، التي أدغمها هؤلاء، وذلك حسن لاجتماع ثلاثة أحرف متقاربة. ويقوي ذلك قولهم:
اسطاع يسطيع، فحذفوا أحد الثلاثة المتقاربة.
وقول ابن عامر: تتذكّرون بتاءين كقراءة من قرأ: تذّكّرون، وتذكّرون إلا أنه أظهر ما أدغمه من قال: تذّكّرون وما حذفه من قال: تذكرون.
وقول ابن عامر: يتذكّرون بياء وتاء، وجهه أنه مخاطبة للنبي صلّى الله عليه وسلّم أي: قليلا تذكّر هؤلاء الذين ذكّروا بهذا الخطاب). [الحجة للقراء السبعة: 4/6]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قليلا ما تذكرون}
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {قليلا ما تذكرون} بتخفيف الذّال
وقرأ الباقون بالتّشديد والأل تتذكرون من خفف حذف إحدى التّاءين وهي الثّانية وهما زائدتان إلّا أن الأولى تدل على معنى الاستقبال والثّانية إنّما دخلت على معنى فعلت الشّيء على تمهل نحو قولك تفهمت الشّيء أي أخذت على مهل ومن شدد أدغم التّاء في الذّال لقرب مكان هذه من مكان هذه
[حجة القراءات: 279]
وقرأ ابن عامر (قليلا ما يتذكرون) بياء وتاء أي قليلا ما يتذكرون هم وكذلك مكتوب في مصاحفهم). [حجة القراءات: 280]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {وما تذكرون} قرأه ابن عامر بياء وتاء، وقرأ الباقون بتاء واحدة، وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي، وشدد الباقون وقد ذكرنا علة هذا.
وحجة من قرأ بياء وتاء أنه أخبر عن غيَّب، أي: قليلًا يا محمد ما يتذكر هؤلاء الذين بعثت إليهم.
2- وحجة من قرأ بالتاء أنه رده على الخطاب قبله في قوله: {اتبعوا ما أنزل إليكم}، وقوله: {ولا تتبعوا} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/460]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {قَلِيلًا مَا يَتَذَكَّرُونَ} [آية/ 3] بياء وتاء:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه على الغيبة، والمعنى: قليلاً ما يتذكر هؤلاء الذين ذكروا بهذا الخطاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، فهذا على خطاب النبي صلى الله عليه (وسلم) كالآية التي قبلها.
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم -ص {تَذَكَّرُونَ} بتاء واحدة، مخففة الذال.
[الموضح: 521]
والوجه أن أصله {تّتَذَكَّرُونَ} بتاءين على خطاب المخاطبين بقوله {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ}، فحذف التاء الثانية، وهي تاء تفعل لاجتماع ثلاثة أحرف متقاربة، وهي تاءان وذال، والذال مقاربة للتاء، كما حذفت تاء من اسطاع لذلك أيضًا، وأصله: استطاع، فاجتمعت ثلاثة أحرف متقاربة، فحذفت التاء.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم -ياش- ويعقوب {تَذَكَّرُونَ} مشددة الذال.
والوجه أن الأصل: تتذكرون، فأدغم تاء تفعل في الذال، وإدغامها فيها حسن؛ لأن التاء أنقص صوتًا من الذال، لأنها مهموسة، والذال أقوى صوتًا، لأنها مجهورة، وإدغام الأنقص صوتًا في الأزيد صوتًا يحسن، سيما وهما متقاربان في المخرج). [الموضح: 522]

قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)}

قوله تعالى: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)}

قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)}

قوله تعالى: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)}

قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)}

قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 07:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف

[ من الآية (10) إلى الآية (18) ]
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10) وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (معايش... (10).
روى خارجة عن نافع (معائش) بالهمز.
[معاني القراءات وعللها: 1/400]
قال ابن مجاهد: هذا غلط.
وقرأ الباقون (معايش) غير مهموز.
قال أبو منصور: الهمز في (معايش) لحن، لأنّ الياء فيها أصلية، الواحدة: معيشة، الهمز يكون في الياء الزائدة؛ لأنه لاحظّ لها في الحركة، وقد قربت من آخر الكلمة، ولزمتها الحركة، فأوجبوا فيها الهمزة). [معاني القراءات وعللها: 1/401]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لكم فيها معايش} [10].
قرأ نافع في رواية خارجة {معش} بالهمزة.
وقرأ الباقون بترك الهمزة.
فقال النحويون: إن همزه لحن؛ لأن الميم زائدة والياء أصلية، واحدها معيشة، والأصل: معيشة، فنقلوا كسرة الياء إلى العين، والياء أصلية متحملة للحركة، فكسروا للجمع، وإنما يهمز من الياءات ما كان زائدة نحو قوله: {في المدائن حاشرين} [111]، والميم أصلية، من مدنت المدن، فلما وقعت الياء بعد ألف فاجتمع ساكنان لم يجدوا بدا من حركة أحدهما فقلبوا من الياء همزة؛ لأنها أجلد من الياء وأحمل للحركة، وكسرت لالتقاء الساكنين. ولا يجوز همز نظير {معايش} وإن كان من ذوات الواو إلا حرفًا واحدًا: «مصائب» وأصله مصاوب. وإنما همز تشبيهًا بصحيفة وصحائف إذ كان لفظهما يشبه لفظهما. وكذلك {معايش} من همزها شبهها بمدائن، ومدائن أجمع القراء
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/176]
على همزها. وذكر الجرمي رحمه الله في كتاب «الأبنية« أن من العرب من يدع همزها.
فإن سأل سائل فقال: قد همزوا الياء في بائع وسائر وهي أصلية؟
فالجواب في ذلك: أن اسم الفاعل مبني على الفعل فلما أعلوا الماضي والمضارع في باع يبيع أعلوا الدائم. فأما قوله تعالى: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} فلا يجوز همز الياء؛ لأن الماضي منه غير معتل وهو بايع يبايع، فلما صح الماضي صح المستقبل. والوقف على {معايش} ثم تبتدئ {قليلاً ما تشكرون}؛ لأنه {قليلاً} ينتصب بـــ {تشكرون} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/177]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: (معايش) [الأعراف/ 10] بغير همز.
[الحجة للقراء السبعة: 4/6]
وروى خارجة عن نافع: (معايش) ممدود مهموز، وهذا غلط.
قوله: وجعلنا لكم فيها معايش.
معايش فيه جمع معيشة، واعتل معيشة لأنه على وزن يعيش، وزيادته زيادة تختصّ الاسم دون الفعل، فلم يحتج إلى الفصل بين الاسم والفعل، كما احتيج إليه فيما كانت زيادته مشتركة نحو الهمزة في: أجاد، وهو أجود منك. وموافقة الاسم لبناء الفعل، يوجب في الاسم الاعتلال، ألا ترى أنّهم أعلّوا بابا ودارا ويوم راح لمّا كان على وزن الفعل، وصحّحوا نحو:
حول، وعيبة ولومة لما لم يكن على مثال الفعل، فمعيشة موافقة للفعل في البناء، ألا ترى أنه مثل: يعيش، في الزّنة، وتكسيرها يزيل مشابهته، في البناء؛ فقد علمت بذلك زوال المعنى الموجب للإعلال في الواحد في الجمع، فلزم التصحيح في التكسير لزوال المشابهة في اللفظ، ولأن التكسير معنى لا يكون في الفعل، إنما يختصّ به الاسم وإذا كانوا قد صححوا نحو الجولان والهيمان والغثيان، مع قيام
[الحجة للقراء السبعة: 4/7]
بناء الفعل فيه لما لحقه من الزيادة التي يختصّ بها الاسم؛ فتصحيح قولهم (معايش) الذي قد زال مشابهة الفعل عنه في اللفظ والمعنى لا إشكال في تصحيحه، وفي وجوب العدل عن إعلاله، ومن أعلّ فهمز؛ فمجازه على وجه الغلط، وهو أن معيشة على وزن: سفينة، فتوهّمهما: فعيلة؛ فهمز كما يهمز مصائب، ومثل ذلك ممّا يحمل على الغلط قولهم في جمع مسيل: أمسلة، وقد جاء ذلك في شعر هذيل. قال أبو ذؤيب:
وأمسلة مدافعها خليف فتوهموه فعيلة. وإنّما هو مفعلة؛ فالميم في أمسلة على هذا ميم مفعل، وقد حكى يعقوب وغيره مسيل ومسل، فالميم على هذا فاء، ومسيل: فعيل وليس بمفعل من سال.
ومن همز: مداين، لم يجعله: مفعلة، من دان ولكنّه
[الحجة للقراء السبعة: 4/8]
فعلية، يدل على ذلك: مدن ولا يجوز أن يكون: مفعلة، من دان يدين، ومن أخذه من ذلك، كان مدينة مفعلة عنده، وجمعها: مداين بتصحيح الياء). [الحجة للقراء السبعة: 4/9]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {مَعَائِشَ} [آية/ 10] بالهمز:-
رواها خارجة بن مصعب عن نافع.
والوجه أنه على وجه الغلط؛ لأن القياس أن تكون غير مهموزة؛ لأنها
[الموضح: 522]
جمع معيشة وهي مفعلة من العيش، فالياء عين الفعل، فوجب أن تصحح ولا تعل، وتصحيحها أن تبقى ياء، وإعلالها أن تقلب همزة، إلا أنهم شبهوها بما الياء فيه زائدة كسفينة، فهمزوها في الجمع، كما همزوا سفائن، وتشبيهها بها تشبيه غلط؛ لأن ياء معيشة أصل، وياء سفينة زائدة؛ لأنها فعيلة، ومثل هذا الغلط قولهم في جمع مصيبة مصائب فهمزوها، والقياس مصاوب، إلا أنهم أعلوها على التشبيه المذكور.
وقرأ الباقون {مَعَايِشَ} بالياء.
وهو الأصل المنقاس؛ لأنه جمع معيشة، والياء فيها عين الفعل، فلا يجوز إعلالها بالهمز في الجمع، فإن كانوا أعلوها بالإسكان في الواحد؛ لأن الإعلال في الأسماء إنما يكون لموافقة أبنية الأفعال، وجمع التكسير يزيل موافقة الفعل في البناء، فقد زال المعنى الموجب للاعتلال، فوجب التصحيح؛ لأن الجمع لا يكون في الأفعال.
وأما سفاين فإنها تهمز؛ لأن الياء في سفينة مدة زائدة، فوجب أن يقلب في الجمع همزة؛ لأن تحريك المدة همز). [الموضح: 523]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (من ذلك قراءة أبي جعفر: [ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةُ اسْجُدُوا] بضم الهاء.
قال أبو الفتح: هذا مذهب ضعيف جدًّا؛ وذلك أن الملائكة مجرورة، ولا يجوز أن يكون حذَف همزة "اسجدوا" وألقى حركتها على الهاء من موضعين:
أحدهما: أن هذا التخفيف إنما هو في الوصل، والوصل يحذف هذه الهمزة أصلًا إذ كانت همزة وصل، فيا ليت شعري من أين له همزة أصلًا في الوصل حتي يُلقي حركتها للتخفيف على ما قبلها، وليست كذلك الهمزات التي تُلقى للتخفيف حركاتهن على ما قبلهن؛ لأن لك أن تثبت هذه الهمزة قبل حذفها للتخفيف؟ ألا تراك أنك إذا خففت همزة أنت من قولك: مَن أنت جاز منَ انت؛ لأن لك أن تحققها قبل التخفيف فتقول: من أنت؟ وليس لك أن تثبت همزة "اسجدوا" في الوصل فتقول: للملائكة أُسجدوا، فيجوز تخفيفها فيما بعد.
وهذا واضح، وهو أذهب في الفحش من قول الفراء: مَنْ فتح "ميم" من قوله تعالى: "ألف لام ميم الله"، إنه حذف همزة "الله" وألقى حركتها على ميمِ "ميمَ"؛ لأن له أن يقول: إن الهجاء عندنا على الوقف، فإذا وصل فإنه مع ذلك ينوِي الوقف، والوقف يجوز معه قطع همزة "الله"، وليس كذلك [ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةُ اسْجُدُوا]؛ لأنه ليس من حروف الهجاء فيُنوَى فيه الوقف عليه ثم تخفيف همزته، وعلى أن مذهب الفراء هناك أيضًا مدفوع عندنا لأنه لا يُخَفَّفُ إلا في الوصل، والوصل يُسقط همزة اسم الله تعالى، فالطريق في الفساد واحدة وإن كان فيه في قول الفراء ذلك القدر من تلك الشبهة الضعيفة.
فإن قال الفراء: قولهم: [نون وَالْقَلَمِ] بترك إدغام النون في الواو يدل أن نية الوقف
[المحتسب: 1/240]
في هذه الحروف مع الوصل موجودة؛ إذ لو كانت موصولة ألبتة لوجب الإدغام، وأن يقال: [نووّ القلم]، كما تدغم النون في الواو من قوله عز وجل: {مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}.
قيل له: ولو كانت في وصلها على حكم الوقف ألبتة عليها لوجب إظهار النون فقيل: [نونْ والقلم] بإظهار النون؛ لقولك في الوقف: [نون] بإظهار النون، فترْك إظهار النون من قوله تعالى: [نون والقلم] يدل على نية الوصل، وإنما لم يكن هناك إدغام لعمري تعقبًا لما كان عليه من الوقف، وإلا فهو موصول لا محالة، وإذا كان موصولًا وجب حذف الهمزة أصلًا، وإذا حذفت أصلًا لم تجد هناك لفظًا تحقِّقه أو تخففه.
ويؤكد ذلك عندك قراءتهم [كاف ها يا عين صاد] بإخفاء النون من عين عند الصاد، كما تُخفى في الوصل إذا قلت: عجبت من صالح، ونحو ذلك.
فقد ترى إلى جريان هذا مع أنه حرف هجاء كجريانه في حال وصله نون عين وسين قاف من قوله: عين سين قاف، فأُخفيت النون من عين عند السين، والنون من سين عند القاف، كما تُخفيان في: عين سالم، ومن قاسم.
ويؤكد أيضًا عندك إدغام الدال من صاد في الذال من [ذِكْر] في قوله: [عين صاد ذِكْرُ رحمةِ ربِّك]، كإدغامها فيها في غير الهجاء، كقولك: تعهد ذلك الباب.
وهذا ينبهك على أن ترك إدغام النون من قوله: [نون والقلم] إنما هو لئلا يجتمع هناك ثلاث واوات، فثقل عليهم أن يقولوا: [نووَّالقلم]، ولو كان لنية الوقف ألبتة لظهرت الدال من [صاد ذكر رحمة ربك]، هذا أعلى القراءة وإن كان بعضهم قد أظهرها، إلا أن الإدغام أقوى رواية وقياسًا، فهذا أحد وجهي قبح قراءة أبي جعفر: [ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةُ اسْجُدُوا لِآدَمَ].
والآخر: أن التخفيف في نحو هذا إنما يكون إذا كان الحرف الأول قبل الهمزة ساكنًا صحيحًا نحو: "قد أفلح"، فإذا خففت الهمزة ألقيت حركتها على الساكن قبلها فقَبِلَها لسكونه، ثم حذفت الهمزة تخفيفًا، فقلت: [قَدَ فْلَحَ]، وكذلك: مَن أبوك إذا خففته قلت: مَنَ بُوك؟
فأما إذا كان قبل الهمزة حرف متحرك وأردت تخفيفها فإنك لا تلقى حركة الهمزة عليه، ألا تراك لا تقول: فلان يضربَ خَاه، تريد: يضربُ أَخاه؟ لأن باء يضرب متحركة، فما
[المحتسب: 1/241]
فيها من حركتها لا يسوِّغُ نقل حركة أخرى إليها عوضًا من حركتها؛ ولذلك ضعفت عندنا قراءة الكسائي: [بما أُنْزِلَّيْك]؛ لأن اللام من أُنزل مفتوحة، فلا ينقل عليها كسرة همزة إليك ثم يلتقي المثلان متحركين، فيسكن الأول منهما، ويدغم في الثاني كما جُعل ذلك في قوله: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}؛ إذ كانت النون من لكن ساكنة فساغت حذف همزة أناء وإلقاء حركتها على النون قبلها، فصارت [لكنَنَا]، فكُره التقاء المثلين متحركين، فأُسكن الأول منهما وأُدغم في الثاني، فصار لكنَّا كما ترى.
وقد ذكرنا هذا في غير هذا الموضع من كلامنا مصنفًا وغير مصنَّف.
فإن قلت: فما تصنع بما أخبركم به أبو علي عن أبي عبيدة من قول بعضهم: دعه في حِرُمِّه -بضم الراء- وهو يريد: في حرأُمه؟ ألا ترى كيف أَلقى حركة همزة "أم" على الراء وقد كانت مكسورة ثم حذف الهمزة، وإلى ما حكاه أحمد بن يحيى من قول أبي السرار في خبر ذكره عند سعيد بن سليم وابنُ الأعرابي حاضرٌ من قول امرأة رأت أبا السرار عند بناتها، فأنكرته: أفي السَّوَتَنْتُنَّه؟ وهي تريد: أفي السَّوْءةِ أَنْتُنَّه؟ فحذفت همزة "أنتنه" وألقت حركتها على تاء "السوءة" وهي مكسورة.
قيل: هذا من الشذوذ؛ بحيث لا يقاس على ضعفه، فضلًا عنه على قلته.
وأيضًا، فإنه حذف همزة ثابتة موجودة في الوصل، وليست كذلك همزة "اسجدوا"؛ لأنها بلا خلاف معدومة في الوصل أصلًا، وما هو معدوم في اللفظ لا يعْرِض فيه تخفيف ولا تحقيق.
فإن توهَّم متوهم أنه يرى قطع همزة "اسجدوا" على ضعف ذلك، ثم فعل من بعد نحوًا من حكاية أبي عبيدة: دعه في حِرُمِّه، فإن هذا أفحش، من حيث كانت همزة "اسجدوا" مما لا يجوز في القرآن قطعه أصلًا؛ لخبث ذلك في الشعر فضلًا عن التنزيل، وما يجب فيه من تخير أفصح اللغات له.
ويزيد في قبح ذلك أنه إن نوى قطع همزة "اسجدوا" فإنما ذلك للوقف قبلها، والوقف هنا قبلها لا يجوز من حيث كان قوله: {اسْجُدُوا لِآدَمَ} معمولَ قوله: [قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ]، ولا يحسن الوقف على الناصب دون منصوبه؛ بل لا يجوز الوقف على العامل دون معموله؛ لاتصاله به، وكونه في بعض الأماكن كالجزء من العامل فيه، نحو: لا رجل في الدار، ومررت بي، والمال لي
[المحتسب: 1/242]
فيمن أسكن الياء، فهذا كله وما تركناه من نحوه يشهد بفساد قراءة أبي جعفر: [لِلْمَلائِكَةُ اسْجُدُوا] ). [المحتسب: 1/243]

قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)}

قوله تعالى: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)}

قوله تعالى: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14)}

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15)}

قوله تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)}

قوله تعالى: {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)}

قوله تعالى: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [مَذُومًا مَدْحُورًا].
قال أبو الفتح: هذا على تخفيف الهمزة من [مَذْءومًا]، كقولك في مسئول: مسول.
فإن قلت: أفيكون مِن ذِمتُه أَذيمة؟ قيل: لو كان منه لكان مَذِيمًا كمبيع ومكيل.
فإن قيل: فقد حكى الفراء: هذا بُرّمَكُول، ورجل مسورٌ به، وقد قالوا في مهيب: مَهوب.
قيل: هذا من الشذوذ في منزلة القُصْيا، فلا يحسن الحمل عليه؛ وإنما ذكرناه لئلا يورده من يضعف نظره وهو يظنه طائلًا، فلا تحفل به). [المحتسب: 1/243]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 07:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (19) إلى الآية (25) ]

{وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}

قوله تعالى: {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن: [من هذِي الشجرة].
قال أبو الفتح: هذا هو الأصل في هذه الكلمة، وإنما الهاء في "ذه" بدل من الياء في "ذي"، يدل على الياء الأصل قولهم في المذكر: "ذا"، فالألف في ذا بدل من الياء في ذي، وأصل ذا عندنا ذَيّ، وهو من مضاعف الياء مثل: حي، فحذفت الياء الثانية التي هي لام تخفيفًا فبقي ذَيْ. قال لي أبو علي: فكرهوا أن يشبه آخره آخر كي وأي، وأبدلوها ألف كما أبدلت في باءَس ويايَس.
ويدل على أن أصل ذا ذَيّ وأنه ثلاثي جواز تحقيره في قولك: ذَيَّا، ولو كان ثنائيًّا لما جاز تحقيره كما لا تحقر "ما"، "ومَن" لذلك. وقد شرحت هذا الموضع في كتابي الموسوم بالمنصف بما يمنع من الإطالة بذكره هنا.
فأما الياء اللاحقة بعد الهاء في [هذهِي سبيلي] ونحوه فزائدة، لحقت بعد الهاء تشبيهًا لها بهاء الإضمار في نحو: مررت بهِي، ووجه الشبه بينهما أن كل واحد من الاسمين معرفة مبهمة لا يجوز تنكيره، وإذا وَقَفْتَ قلت: هذهْ، فأسكنت الهاء، ومنهم من يدعها على سكونها في الوصل كما يسكِّنها عند الوقف عليها، كما أن منهم من يسكن الهاء المضمرة إذا وصلها فيقول: مررت بِهْ أَمس، وذكر أبو الحسن أنها لغة لأزْد السراة، وأنشد هو وغيره:
فظَلْت لدى البيت العتيق أُخليه ... ومِطْواي مشتاقان لهْ أَرِقان
وروينا عن قطرب قول الآخر:
وأَشربُ الماء ما بي نحوَه عَطَشٌ ... إلا لأَنَّ عيونَهْ سَيْلُ وادِيها). [المحتسب: 1/244]

قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي جعفر وشيبة والزهري: [سَوَّاتِهما] بتشديد الواو.
قال أبو الفتح: حكى سيبويه ذلك لغة قليلة، والوجه في تخفيف نحو ذلك أن تحذف الهمزة وتلقى حركتها على الواو قبلها، فتقول في تخفيف نحو السوءة: السَّوَة، وفي تخفيف الجيئة: الجيَة، ومنهم من يقول: السَّوَّة والْجَيَّة، وهو أدون اللغتين وأضعفهما، ومنهم من يقول في المنفصل من أوْ أَنت: أوَّنت، وفي أبو أيوب: أَبوَّيُّوب، وهو في المنفصل أسهل منه في المتصل؛ لما يوهم "سَوَّة" أنه من مضاعف الواو، نحو: القُوَّة والْحُوَّة.
وقرأ: [سوْءَتِهما] واحدة مجاهد.
ووجه ذلك أن السوءَة في الأصل فَعْلَة من ساء يسوء، كالضربة والقتلة، فأَتاها التوحيد من قِبَلِ المصدرية التي فيها.
فإن قلت: إن الفَعْلَة واحدة من جنسها، والواحد مُعرَّض للتثنية والجمع.
قيل: قد يوضع الواحد موضع الجماعة، وقد مضى ذلك مشروحًا). [المحتسب: 1/243]

قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)}

قوله تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [يُخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا] من أَخْصَفْت، و[يَخِصفان] الحسن بخلاف، وقرأ [يُخَصِّفَان] ابن بريدة والحسن والزهري والأعرج، واختلف عنهم كلهم.
قال أبو الفتح: مألوف اللغة ومستعملها خَصَفت الورق ونحوه، وما أخصفت فكأنها منقولة من خصفت؛ كأنه -والله أعلم- يُخْصِفان أنفسهما وأجسامهما من ورق الجنة، ثم حذف المفعول على عادة حذفه في كثير من المواضع، أنشد أبو علي للحطيئة:
منعَّمةٌ تصون إليك منها ... كصونك من رداءٍ شرْعبيِّ
أي: تصون الحديث ونخزنه.
وأما قراءة الحسن: [يَخِصِّفَان]، فإنه أراد بها يختصفان يفتعلان من خصفت، كقولهم: قرأت الكتاب واقترأته، وسمعت الحديث واسمتعته؛ فآثر إدغام التاء في الصاد فأسكنها، والخاء قبلها ساكنة، فكسرها لالتقاء الساكنين؛ فصارت [يَخِصِّفان].
وأما من قرأها [يَخَصِّفان]، فإنه أراد أيضًا إدغام التاء في الصاد فأسكنها على العبرة في ذلك، ثم نقل الفتحة إلى الخاء؛ فصار [يَخَصِّفان].
ويجوز [يِخِصِّفَّانِ] بكسر الياء فيمن كسر الخاء إتباعًا، كما قال أبو النجم:
تَدافُعَ الشِّيبِ ولم تِقِتِّل
أراد: تَقْتَتِل على ما ذكرت لك. ونحو من ذلك القراءة: يَهَدِّي ويَهِدِّي ويِهِدِّي، وأصله كله يَهتدي على ما مضى.
وأما من قرأ: [يُخَصِّفَان] وهو ابن بريدة والحسن أيضًا والأعرج، واختلف عنهم كلهم فهو يُفَعِّلان، كيُقَطِّعان ويكسران، وهذا واضح). [المحتسب: 1/245]

قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}

قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24)}

قوله تعالى: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومنها تخرجون (25).
قرأ حمزة والكسائي (ومنها تخرجون)، وفي الروم (وكذلك تخرجون)، وفي الزخرف (وكذلك تخرجون) بفتح التاء وضم الراء، وقرأ في آخر الجاثية (فاليوم لا يخرجون) بفتح الياء وضم الراء.
وقرأ ابن عامر هاهنا وفي الزخرف بفتح التاء وضم الراء، وفي الباقي بضم التاء والياء وفتح الراء.
[معاني القراءات وعللها: 1/401]
وقرأ يعقوب (ومنها تخرجون) بفتح التاء في هذه وحدها، وضم التاء في الباقي.
وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الراء في جميع هذه الحروف.
قال أبو منصور: من قرأ (تخرجون) أو (يخرجون) فهو من خرج يخرج خروجا، ومن قرأ (تخرجون) فهو من أخرج يخرج، أي: يخرجكم الله، وتخرجون أنتم بأمر الله خروجا). [معاني القراءات وعللها: 1/402]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- قوله تعالى: {ومنها تخرجون} [25].
وفي (الروم): {وكذلك تخرجون * ومن ءآيته} وفي (الزخرف) و(الجاثية).
قرأ حمزة والكسائي {تخرجون} كل ذلك بالفتح.
وقرأ ابن عامر برواية ابن ذكوان في (الأعراف) بالفتح و(حَمَ) الباقي.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/177]
والباقون يضمون كل ذلك، فمن فتح الفاء جعل الفعل لهم، لأن الله إذا بعثهم يوم القيامة [وأحياهم] وأخرجهم خرجوا هم، كما تقول مات فلان، فتنسب الفعل إليه، وإنما أماته الله، ومن ضم التاء لم يسم الفاعل جعلهم مفعولين مخرجين. وأما قوله في (الروم) {إذا أنتم تخرجون} وفي (سأل سآئل) {يوم يخرجون} فاتفق القراء على فتحها فأما قوله في (الرحمن): {يخرج منهما اللؤلؤ} فيأتي في موضعه إن شاء الله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/178]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في ضم التاء [وفتحها من قوله]: ومنها تخرجون [الأعراف/ 25].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو، ونافع، وعاصم ومنها تخرجون، بضم التاء وفتح الراء هاهنا، وفي الروم: وكذلك تخرجون، ومن آياته [الآية/ 19] مثله. وفي الزخرف [11]:
كذلك تخرجون، مثله، وفي الجاثية [35]: فاليوم لا يخرجون منها، وقرأ في: سأل سائل: يوم يخرجون [المعارج/ 43]، وفي الروم [25]: إذا أنتم تخرجون؛ ففتح التاء والياء في هذين، ولم يختلف الناس فيهما.
وقرأ حمزة والكسائي: ومنها تخرجون في الأعراف، بفتح التاء وضم الراء، وفي الروم: وكذلك تخرجون مثله، وفي الجاثية: فاليوم لا يخرجون منها مثله وكذلك الزخرف [11] يخرجون.
وفتح ابن عامر التاء في الأعراف فقط. وضمّها في
[الحجة للقراء السبعة: 4/9]
الباقي. وأما قوله: يخرج منهما اللؤلؤ [الرحمن/ 22]؛ فقرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائيّ، وابن عامر: يخرج منهما بنصب الياء وضم الراء.
وقرأ نافع وأبو عمرو: يخرج منهما بضم الياء وفتح الراء، وروى أبو هشام عن حسين الجعفي، عن أبي عمرو (نخرج منهما) بنون مضمومة (اللّؤلؤ والمرجان) نصبهما.
حدثني محمد بن عيسى المقرئ، عن أبي هشام، عن حسين الجعفي، عن أبي عمرو: (نخرج) بنون مضمومة.
ومن قرأ: (يخرجون) بضم الياء فحجّته قوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون [المؤمنون/ 35]. وقوله: كذلك نخرج الموتى [الأعراف/ 57].
وحجّة من قال: (تخرجون) اتفاق الجميع في قوله: ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون [الروم/ 25] بفتح التاء.
ومن حجّته قوله: إلى ربهم ينسلون [يس/ 51]؛ فأسند الفعل إليهم.
ومن حجته أنه أشبه بما قبله من قوله: قال فيها تحيون
[الحجة للقراء السبعة: 4/10]
وفيها تموتون ومنها تخرجون [الأعراف/ 25]، ومن حجّتهم قوله: كما بدأكم تعودون [الأعراف/ 29].
فأمّا قوله: يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان [الرحمن/ 22]، فمن قال: (تخرج منهما) فعلى أنه أسند الفعل إلى الله تعالى، كما قال: فأخرجنا به من كل الثمرات [الأعراف/ 57]، ومن قال: (يخرج) جعله مطاوع أخرج، كما تقول: أخرجته فخرج، والأوّل أدخل في الحقيقة، وقال:
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، واللؤلؤ يخرج من الملح.
وزعم أبو الحسن: أن قوما قالوا: إنّه يخرج منهما جميعا، ويجوز أن يكون: يخرج منهما في المعنى: يخرج من الملح، فقال: يخرج منهما على أنه يخرج من أحدهما، فحذف المضاف، ومثل ذلك في حذف المضاف قوله: وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [الزخرف/ 31].
والرجل إنما يكون من قرية واحدة، كما أنّ اللؤلؤ يخرج من الملح، وإنما المعنى: على رجل من رجلي
[الحجة للقراء السبعة: 4/11]
القريتين عظيم، والقريتان: مكة والطائف). [الحجة للقراء السبعة: 4/12]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون}
قرأ حمزة والكسائيّ بن عامر {ومنها تخرجون} بفتح التّاء جعلوا الفعل لهم لأن الله جلّ وعز إذا بعثهم يوم القيامة فأحياهم وأخرجهم خرجوا كما تقول مات فلان فتنسب الفعل إليه وإنّما أماته الله وحجتهم قوله {فيها تحيون وفيها تموتون} على تصيير الفعل لهم فكذلك أيضا {ومنها تخرجون} على ما تقدمه من الكلام وفي التّنزيل ما يدل على قراءتهم وهو قوله {إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون} بالفتح
وقرأ الباقون {تخرجون} بالضّمّ على ما لم يسم فاعله وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ثمّ إنّكم يوم القيامة تبعثون} على أنهم مفعولون ولم يسم الفاعل والمعنيان يتداخلان لأن الله إذ أخرجهم خرجوا وإذا خرجوا ف بإخراج الله خرجوا فهم فاعلون مفعولون). [حجة القراءات: 280]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {ومنها تخرجون} قرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي بفتح التاء، وضم الراء، ومثله في الزخرف، أضافوا الفعل إليهم، لأنهم إذا أخرجوا خرجوا، فهم مفعولون فاعلون في المعنى، وقرأ الباقون بضم التاء، وفتح الراء فيهما، أجروه على ما لم يسم فاعله؛ لأنهم لا يخرجون حتى يخرجوا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/460]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} [آية/ 25] بضم التاء وفتح الراء:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم، وكذلك في الروم، وفي الزخرف {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}، وفي الجاثية {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ} بضم التاء والياء وفتح الراء في الأربعة الأحرف.
والوجه أن خروج الأموات من القبور، إنما هو بإخراج الله تعالى إياهم، فإذا قال يخرجون فهو على أصله وحقيقته، وحجته قوله تعالى {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}.
وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والياء، وضم الراء في الأربعة الأحرف.
والوجه أنه أوفق لما قبله، وهو قوله {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ}؛ لأن الفعل فيهما مسند إليهم، وكذلك في الخروج ينبغي أن يكون مسندًا إليهم ليكون مشاكلاً لهما في إسناد الفعل، وحجته قوله تعالى {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ}.
وقرأ ابن عامر في الأعراف والزخرف {تَخْرُجُونَ} بفتح التاء وضم الراء، وفي الروم والجاثية بضم التاء والياء، وفتح الراء.
وقرأ يعقوب في الأعراف بفتح التاء وضم الراء، وفي الروم والزخرف
[الموضح: 524]
والجائية بضم الياء والتاء، وفتح الراء في الأحرف الثلاثة). [الموضح: 525]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 07:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (26) إلى الآية (30) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وريشًا ولباس التّقوى... (26).
أجمع القراء على قراءة (وريشًا) ولم يقرأ أحدٌ (ورياشًا) غير الحسن.
أخبرني المنذري عن ابن فهم عن محمد بن سلام قال: سمعت سلاما أبا المنذري القارئ يقول: الريش: الزينة. والرياش: كاللباس.
قال: فسألت يونس فقال: لم يقل شيئا، هما سواء.
[معاني القراءات وعللها: 1/402]
وقال الفراء: إن شئت جعلت الرياش جمع الريش، وإن شئته مصدرا في معنى الريش، كما قالوا: لبس ولباس.
قال أبو منصور: القراءة (وريشًا) لا غير). [معاني القراءات وعللها: 1/403]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولباس التّقوى... (26).
قرأ نافع وابن عامر والكسائي (ولباس التّقوى) نصبا، وقرأ الباقون (ولباس التّقوى) رفعا.
قال أبو منصور: من قرأ (ولباس التّقوى) فرفعه على ضربين:
أحدهما: أن يكون مبتدأ، ويكون (ذلك) من صفته.
والوجه الثاني: أن يكون (خيرٌ) خبر الابتداء، المعنى: ولباس التقوى المشار إليه خير.
وفيه وجه ثالث: يجوز أن يكون (ولباس التّقوى) مرفوعا بإضمار (هو)، المعنى: هو لباس التقوى، أي: ويستر العورة لباس المتقين، ثم قال: (ذلك خيرٌ).
[معاني القراءات وعللها: 1/403]
ومن قرأ (ولباس التّقوى) فنصب. عطفه على قوله (وريشًا).
والمعنى: أنزلنا عليكم ولباس التّقوى، وهذا كله قول أبي اسحاق النحوي). [معاني القراءات وعللها: 1/404]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- قوله تعالى: {ولباس التقوى} [26].
قرأ نافع وابن عامر والكسائي: بالنصب.
والباقون: بالرفع.
فمن نصب جعله مفعول قوله: {قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءتكم} ونسق الثاني عليه و{لباس التقوى} قيل في التفسير: هو الحياء.
ومن رفعه جعله ابتداء {وخير} خبره {وذلك} نعت.
وفي قراءة أبي وابن مسعود: {ولباس التقوى خير} ليس فيها ذلك.
وأما قوله: {وريشا} فأجمع القراء على ترك الألف إلا ما حدثني به ابن مجاهد قال: حدثني أحمد بن عبيد عن أبي خلاد عن حسين عن أبي عمرو أنه قرأ {وريشا} بالألف، ورويت عن الحسن. الريش والرياش يكونان اسمين
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/178]
ومصدرين مثل قال قيلاً، ويكون رياش: جمع ريش ومعناه: الشارة والحسن، كذلك: لبس ولباس.
وأخبرني ابن دريد رحمه الله عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال: تقول العرب: أعطيته سرجا ورحلا بريشه. ويقال: قد تريش فلان: إذا حسنت حاله، وقد نبت ريشه مأخوذ من ريش الطائر؛ لأن غناه وحياته بالريش، قال جرير يمدح عبد الملك بن مروان.
ألستم خير من ركب المطايا = وأندى العالمين بطون راح
سأشكر إن رددت إلي ريشي = وأنبت القوادم في جناحي
ويقال إذا افتقر الرجل: نتف ريشه، قال رؤبة:
إليك أشكو شدة المعيش
ومر أعوام نتفن ريشي
نتف الحبارى عن قرى رهيش
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/179]
وحدثني أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا أحمد بن زهير عن أبيه، عن يونس، عن هارون: {ولباس التقوى خير} قال: لباس التقوى أفضل من الأثاث). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/180]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في رفع السين ونصبها من قوله تعالى: ولباس التقوى [الأعراف/ 26].
فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة: ولباس التقوى رفعا.
وقرأ نافع وابن عامر والكسائيّ: (ولباس التّقوى) نصبا.
أما النصب: فعلى أنه حمل على (أنزل) من قوله: (قد أنزلنا عليكم لباسا ولباس التّقوى) [الأعراف/ 26]، وأنزلنا هنا كقوله: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد [الحديد/ 25]، وكقوله: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج [الزمر/ 6]، أي: خلق، وقوله: (ذلك) على هذا: مبتدأ، وخبره (خير).
ومن رفع فقال: ولباس التقوى ذلك خير قطع اللباس من الأول واستأنف به فجعله مبتدأ.
وقوله (ذلك) صفة أو بدل أو عطف بيان، ومن قال: إنّ (ذلك) لغو، لم يكن على قوله دلالة، لأنه يجوز أن يكون على ما
[الحجة للقراء السبعة: 4/12]
ذكرنا، و (خير) خبر للباس والمعنى: لباس التقوى خير لصاحبه إذا أخذ به وأقرب له إلى الله مما خلق له من اللباس والرياش الذي يتجمّل به، وأضيف اللباس إلى التقوى، كما أضيف في قوله: فأذاقها الله لباس الجوع والخوف [النحل/ 112] إلى الجوع). [الحجة للقراء السبعة: 4/13]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- وجماعة وعاصم بخلاف: [ورِياشًا] بالفتح.
قال أبو الفتح: يحتمل رِيَاشٌ شيئين:
أحدهما: أن يكون جمع رِيش، فيكون كشِعْب وشِعَاب ولِهْب ولِهَاب، ولِصْب ولِصَاب، وشِقْب وشِقَاب.
والآخر: أن يكونا لغتين: فِعْلٌ وفِعَال. هكذا قال أبو الحسن، قال: وقال الكلابيون: الرياش: ماكان من لباس أو حشو من فراش ألآو دثار، والريش: المتاع والأموال. وقد يكون الريش في الثياب دون المال. ويقال: هو حسن الريش؛ أي الثياب. والرياش: القشر، وهما كما ترى متداخلان). [المحتسب: 1/246]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التّقوى ذلك خير}
قرأ نافع وابن عامر والكسائيّ {وريشا ولباس التّقوى} بالنّصب عطفوا على الريش المعنى وأنزلنا عليكم لباس التّقوى
وقرأ الباقون بالرّفع قال الزّجاج ورفعه على ضربين أحده
[حجة القراءات: 280]
أن يكون مبتدأ ويكون {ذلك} من صفته ويكون خير خبر الابتداء المعنى ولباس التّقوى المشار إليه خير ويجوز أن يكون {ولباس التّقوى} مرفوعا بإضمار هو المعنى وهو لباس التّقوى أي وستر العورة لباس المتّقين وحجتهم ما جاء في التّفسير قيل ولباس التّقوى أفضل من الأثاث والكسوة وجاء أيضا ولباس التّقوى الحياء). [حجة القراءات: 281]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ولباس التقوى} قرأه نافع وابن عامر والكسائي بالنصب ورفعه الباقون.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/460]
وحجة من نصب أنه عطفه على «لباس» في قوله: {أنزلنا عليكم لباسًا}، أي: وأنزلنا لباس التقوى، وقوله: {ذلك خير} ابتداء وخبر.
5- وحجة من قرأ بالرفع أنه استأنفه فرفعه بالابتداء، وجعل «ذلك» صفة له أو بدلًا منه أو عطف بيان، و«خير» خبر للباس والمعنى و{لباس التقوى} خير لصاحبه عند الله، مما خلق له من لباس الثياب والريش والرياش، مما يتجمل به، وأضيف «اللباس» إلى «التقوى» كما أضيف إلى «الجوع» في قوله: {لباس الجوع} «النحل 112» والرفع أحب إليّ؛ لأن عليه أكثر القراء، والنصب حسن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/461]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} [آية/ 26] بالنصب:-
قرأها نافع وابن عامر والكسائي.
والوجه أنه محمول على ما عمل فيه أنزل من قوله تعالى {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا... وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى}، و{أَنْزَلْنَا} بمعنى خلقنا، و{ذَلِكَ} مبتدأ و{خَيْرٌ} خبره.
وقرأ الباقون {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} بالرفع.
والوجه أنه مقطوع من الأول ومستأنف به مما قبله، كأنه قال: أنزلنا عليكم لباسًا وريشًا، ثم قال: ولباس التقوى خير من اللباس والرياش وما يتجمل به، فـ {لِبَاسُ} مبتدأ و{خَيْرٌ} خبره، و{ذَلِكَ} صفة أو بدل أو عطف بيان، والتقدير: ولباس التقوى هو خير، ويجوز أن يكون {ذَلِكَ} فصلاً وعمادًا، ويجوز أن يكون بإضمار مبتدأ، كأنه قال: وهو لباس التقوى، أي وستر العورة لباس المتقين، ثم قال تعالى {ذَلِكَ خَيْرٌ} أي ذلك اللباس خير). [الموضح: 525]

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)}

قوله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)}

قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)}

قوله تعالى: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (31) إلى الآية (34) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}

قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (خالصةً يوم القيامة... (32).
قرأ نافع وحده (خالصةٌ) رفعا، وقرأ الباقون (خالصةً) نصبا.
قال أبو منصور: من رفع فقال (خالصةٌ) فهي على أنه خبر بعد خبر، كما تقول: زيد عاقل لبيب، المعنى: قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة.
أراد جلّ وعزّ أنها حلالٌ للمؤمنين، يعني: الطيبات من الرزق ويشركهم فيها الكافر، وأعلم أنها تخلص للمؤمنين في الآخرة لا يشركهم فيها كافر.
ومن قرأ (خالصةً) بالنصب نصبها على الحال، على أن العامل في قوله (في الحياة الدنيا) في تأويل الحال، كأنك قلت: هي ثابتة للمؤمنين مستقرة في الحياة الدنيا (خالصةً) يوم القيامة). [معاني القراءات وعللها: 1/404]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة} [32].
قرأ نافع وحده {خالصة} بالرفع على معنى هي خالصة.
وقرأ الباقون بالنصب {خالصة} على القطع والحال؛ لأن الكلام تم دونه، قل: هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا، وهي ثابتة في القيامة خالصة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/180]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في رفع التاء ونصبها من قوله: خالصة يوم القيامة [الأعراف/ 32].
فقرأ نافع وحده (خالصة) رفعا.
وقرأ الباقون: خالصة نصبا.
قال أبو الحسن: أخرج لعباده في الحياة الدنيا، [قال أبو علي]: لا يخلو القول في قوله في الحياة الدنيا [الأعراف/ 32] من أن يتعلق ب (حرّم) أو: ب (زينة)، أو:
ب (أخرج)، أو: ب (الطيبات)، أو: ب (الرّزق) من قوله: من الرزق [الأعراف/ 32] أو بقوله: آمنوا [الأعراف/ 32]؛ فلا يمتنع من أن يتعلّق ب (حرّم) فيكون التقدير: قل من حرّم في
[الحجة للقراء السبعة: 4/13]
الحياة الدنيا، ويكون المعنى: قل من حرّم ذلك وقت الحياة الدنيا زينة، ولا يجوز أن يتعلّق بزينة لأنّه مصدر، أو جار مجراه، وقد وصفتها، فإذا وصفتها، لم يجز أن يتعلّق بها شيء بعد الوصف، كما لا يتعلق به بعد العطف عليه، ويجوز أن يتعلق بأخرج لعباده في الحياة الدنيا.
فإن قلت: فهلّا لم يجز تعلّقه بقوله: أخرج لعباده لأنّ فيه فصلا بين الصلة والموصول بقوله: قل هي للذين آمنوا [الأعراف/ 32]، وهو كلام مستأنف ليس في الصلة؟
قيل: لا يمتنع الفصل به لأنّه ممّا يسدّد القصة، وقد جاء: والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها، وترهقهم ذلة [يونس/ 27] [فقوله: وترهقهم] معطوف على كسبوا، فكذلك: قل هي للذين آمنوا، ويجوز أيضا أن يتعلق بالطيبات، تقديره: والمباحات من الرزق. ويجوز أن يتعلق بالرزق أيضا، وإن كان موصولا، ويجوز أن يتعلق بآمنوا، الذي هو صلة الذين أي: آمنوا في الحياة الدنيا، فكلّ ما ذكرنا من هذه الأشياء يجوز أن يتعلق به هذا الظرف.
فأمّا قوله: (خالصة) فمن رفعه جعله خبرا للمبتدإ
[الحجة للقراء السبعة: 4/14]
الذي هو هي، ويكون للذين آمنوا تثبيتا للخلوص، ولا شيء فيه على هذا، ومن قال: هذا حلو حامض، أمكن أن يكون (للذين آمنوا) خبرا، و (خالصة) خبر آخر، ويكون الذكر فيه على ما تقدّم وصفه في هذا الكتاب.
ومن نصب خالصة كان: حالا ممّا في قوله: للذين آمنوا، ألا ترى أنّ فيه ذكرا يعود إلى المبتدأ الذي هو هي؟
فخالصة حال عن ذلك الذكر، والعامل في الحال ما في اللام من معنى الفعل، وهي متعلقة بمحذوف، وفيه الذكر الذي كان يكون في المحذوف، ولو ذكر ولم يحذف، وليس متعلقا بالخلوص، كما تعلق به في قول من رفع.
قال سيبويه: وقد قرءوا هذا الحرف على وجهين: (قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) بالرفع والنصب، فجعل اللام الجارّة لغوا في قول من رفع، (خالصة) ومستقرا في قول من نصب (خالصة).
والقول فيما ذهب إليه أبو الحسن من أن المعنى: التي أخرج لعباده في الحياة الدنيا، أنّه إن علّق في الحياة الدنيا، ب (حرّم)، أو (أخرج)، فلا يخلو من أن تنصب (خالصة) أو ترفعه، فإن رفعته فصلت بين الابتداء والخبر بالأجنبي، ألا
[الحجة للقراء السبعة: 4/15]
ترى أن قوله: في الحياة الدنيا إذا لم يكن متصلا ب (آمنوا) كان أجنبيا من الابتداء والخبر، وإن نصبت (خالصة)، فصلت بين الحال وذي الحال بأجنبي منهما، كما فصلت بين الابتداء والخبر؟ فإذا كان كذلك لم يحسن، وليس باعتراض فيكون فيه تسديد.
ومن حجة أبي الحسن أن يقول: إن المفصول به في هذا الموضع بين ما لا يحسن الفصل بينهما بالأجنبي، ظرف، ولا يمتنع الفصل بالظرف، وإن كان أجنبيا مما يفصل به بينهما. ألا ترى أنّهم لم يجيزوا: كانت زيدا الحمّى تأخذ؟
ولم يفصلوا بين الفاعل وفعله بالمفعول به، ولو كان مكان المفعول به ظرف، لأجازوا ذلك، وذلك قولهم: إنّ في الدار زيدا قائم، فأجازوا الفصل بالظرف، وإن كان أجنبيا من العامل والمعمول فيه، وعلى هذا جاء:
فلا تلحني فيها فإنّ بحبّها... أخاك مصاب القلب جمّ بلابله
وحجة من رفع «خالصة» أنّ المعنى: هي تخلص للّذين آمنوا يوم القيامة، وإن شركهم فيها غيرهم من الكافرين في الدنيا.
[الحجة للقراء السبعة: 4/16]
ومن نصب، فالمعنى عنده: هي ثابتة للذين آمنوا في حال خلوصها يوم القيامة لهم. وانتصاب (خالصة) على الحال، وهو أشبه لقوله: إن المتقين في جنات وعيون آخذين [الذاريات/ 15 - 16]، ونحو ذلك مما انتصب فيه الاسم على الحال بعد الابتداء وخبره وما يجري مجراه إذا كان فيه معنى فعل). [الحجة للقراء السبعة: 4/17]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدّنيا خالصة يوم القيامة}
قرأ نافع {خالصة يوم القيامة} بالرّفع أي هي خالصة للّذين آمنوا قال الزّجاج قوله {خالصة} خبر بعد خبر كما تقول زيد عاقل لبيب فالمعنى قل هي ثابتة للّذين آمنوا في الحياة الدّنيا خالصة يوم القيامة
وقرأ الباقون {خالصة} نصبا على الحال كما تقول المال لزيد خالصا). [حجة القراءات: 281]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {خالصة يوم القيامة} قرأه نافع بالرفع، ونصب الباقون.
وحجة من رفع أنه جعل «خالصة» خبرًا لـ «هي» في قوله تعالى: {قل هي للذين} تبيينًا للخلوص، أو خبرا بعد خبر، والمعنى: قل الطيبات والزينة خالصة للمؤمنين في الآخرة، فأما في الدنيا فقد شركهم فيها الكفار.
7- وحجة من نصب أنه جعل «خالصة» حالا من المضمر في قوله: {للذين آمنوا} لأنه خبر «هي»، فالظرف إذا كان خبرًا لمبتدأ أو نعتًا لنكرة أو حالًا من معرفة، ففيه ضمير مرفوع، يعود على المخبر عنه، أو على الموصوف،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/461]
أو على صاحب الحال، والنصب أحب إلي؛ لأنه أتم في المعنى، ولأن عليه جماعة القراء، وقد شرحنا إعراب هذه الآية وتعلق اللام من «للذين» في الوجهين وغير ذلك من غريب إعرابها في تفسير مشكل الإعراب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/462]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آية/ 32] بالرفع:-
قرأها نافع وحده.
[الموضح: 525]
والوجه أنه خبر المبتدأ، والمبتدأ {هِيَ} التي في قوله {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} واللام متعلقة بالخبر الذي هو {خَالِصَةً}.
ويجوز أن يكون خبرًا بعد خبر على أن يكون {لِلَّذِينَ آمَنُوا} خبرًا، وقوله {خَالِصَةً} خبرًا آخر، كما تقول: هذا حلو حامض.
وقرأ الباقون {خَالِصَةً} بالنصب.
والوجه أنه حال مما في قوله {لِلَّذِينَ آمَنُوا}؛ لأن فيه ذكرًا يعود إلى {هِيَ} التي هي مبتدأ، فالحال إنما هو عن ذلك الذكر، وقوله {هِيَ} مبتدأ، {هِيَ} خبره، و{خَالِصَةً} حال، والعامل فيه ما في اللام من معنى الفعل، والتقدير: هي تثبت للذين آمنوا خالصة). [الموضح: 526]

قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حرّم ربّي الفواحش... (33).
[معاني القراءات وعللها: 1/405]
أسكن الياء حمزة وحده، وحركها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/406]

قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن سيرين: [فَإِذَا جَاءَ آجَالُهُمْ].
قال أبو الفتح: هذا هو الظاهر؛ لأن لكل إنسان أجلًا. فأما إفراد الأجل فلأنه جعله جنسًا، أو لأنه مصدر فأتته الجنسية من قِبل المصدرية، وحسن الإفراد لإضافته أيضًا إلى الجماعة، ومعلوم أن لكل إنسان أجلًا، وعليه جاء قوله:
في حَلقِكم عظْم وقد شَجينا
لأن لكل إنسان حلقًا، وتقول على هذا: رأس القوم صُلْبٌ؛ أي: رءوسهم صِلَاب. ويجوز أن تقول: رأس القوم صِلَاب؛ حملًا على المعنى.
وندع الإطالة بالشواهد إشفاقًا من الإطالة التي سئلنا اجتنابها على ما بينا في صدر الكتاب). [المحتسب: 1/246]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (35) إلى الآية (39) ]

{يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أُبي بن كعب والأعرج والحسن: [إِمَّا تَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ منكم] بالتاء.
قال أبو الفتح: في هذه القراءة بعض الصنعة؛ وذلك لقوله فيما يليه: {يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} . فالأشبه بتذكير يقصون التذكير بالياء في قراءة الجماعة: {يَأْتِيَنَّكُمْ}، فتقول على هذا: قامت الزيود وقام الزيدون، وتذكر لفظ قام لتذكير الزيدون، وتؤنث لفظ قامت لأن الزيود مكسر ولا يختص بالتذكير؛ لقولك: الهنود. وقد يجوز قامت الزيدون، إلا أن قام أحسن). [المحتسب: 1/247]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)}

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)}

قوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون (38).
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (ولكن لا يعلمون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
[معاني القراءات وعللها: 1/404]
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو خطاب لأخراهم وأولاهم المضلّين والمضلّين من الكفار.
ومن قرأ بالياء فللغيبة.
ومعنى قوله (لكلٍّ ضعفٌ)، أي: لكل من التابع والمتبوع عذاب مضاعف؛ لأنهم دخلوا في الكفر جميعا.
وقيل في تفسير قوله (ولكن لا تعلمون) أيها المخاطبون ما لكل فريق منكم من العذاب.
وقيل في قوله (ولكن لا يعلمون): ولكن لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر). [معاني القراءات وعللها: 1/405]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {ولكن لا تعلمون} [38].
قرأ عاصم في رواية ابي بكر بالياء أخبر عن غيب.
وقرأ الباقون بالتاء. فمن قرأ بالتاء فالتقدير: يا محمد: قل لهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/181]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والياء في قوله تعالى: ولكن لا تعلمون [الأعراف/ 38].
فقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر (لكلّ ضعف، ولكن لا يعلمون) بالياء.
وروى حفص عن عاصم بالتاء. وكذلك قرأ الباقون بالتاء.
وجه القراءة بالتاء في قوله: ولكن لا تعلمون أن المعنى: لكلّ ضعف، أي: لكلّ فريق من المضلّين والمضلّين ضعف ولكن لا تعلمون أيّها المضلّون والمضلّون. ومن قرأ بالياء: حمل الكلام على كلّ، لأنّه، وإن كان للمخاطبين، فهو اسم ظاهر موضوع للغيبة، فحمل على اللفظ دون المعنى،
[الحجة للقراء السبعة: 4/17]
ومثل هذا في المعنى: قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار [ص/ 61] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/18]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رُوي عن أبي عمرو: [حَتَّى إِذَا إدَّارَكُوا]، ورُوي عنه أيضًا: "حتى إذا" يقف ثم يقول: [تَدَارَكُوا]، وظهور التاء في [تداركوا] قراءة ابن مسعود والأعمش.
وقراءة أخرى: [إذآ ادَّاركوا]، قرأ بها مجاهد وحميد ويحيى وإبراهيم.
قال أبو الفتح: قَطْعُ أبي عمرو همزة [ادَّاركوا] في الوصل مشكل؛ وذلك أنه لا مانع من حذف الهمزة؛ إذ ليست مبتدأة كقراءته الأخرى مع الجماعة. وأمثل ما يصرف إليه هذا أن يكون وقف على ألف "إذا" مُمَيِّلًا بين هذه القراءة وقراءته الأخرى التي هي [تداركوا]، فلما اطمأن على الألف لذلك القدر من التمييل بين القراءتين لزمه الابتداء بأول الحرف، فأثبت همزة الوصل مكسورة على ما يجب من ذلك في ابتدائها، فجرى هذا التمييل في التلوم عليه وتطاول الصوت به مجرى وِقفة التذكر في نحو قولك: قالوا -وأنت تتذكر- الآن من قول الله سبحانه: [قالُوا الآن]، فتثبت الواو من قالوا لتلومك عليها للاستذكار، ثم تثبت همزة الآن؛ أعني: همزة لام التعريف.
ومثله [اشْتروُوا] إذا وقفت مستذكرًا "للضلالة"، فتضم الواو من "اشتروا" على ما كانت عليه من الضم لالتقاء الساكنين، ثم تشبع الضمة لإطالة صوت وِقفة الاستذكار، فتُحدِث هناك واوًا تنشأ عن ضمة واو الضمير، ثم تبتدئ فتقول: [ألضلالة]، فتقطع همزة الوصل لابتدائك بها، فهذا أمثل ما يقال في هذا.
[المحتسب: 1/247]
ولا يحسن أن تقول: إنه قطع همزة الوصل ارتجالًا هكذا؛ لأن هذا إنما يسوغ لضرورة الشعر. فأما في القرآن فمعاذ الله وحاشا أبي عمرو، ولا سيما وهذه الهمزة هنا إنما هي في فعل، وقلما جاء في الشعر قطع همزة الوصل في الفعل؛ وإنما يجيء الشيء النزر من ذلك في الاسم، نحو قول جميل:
ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة ... على حَدَثان الدهر مني ومن جُمْل
وقول الآخر:
يا نفس صبرًا كل حي لاق ... وكل إثنين إلى افتراق
أي: لاق منيته، فحذف المفعول، وإنما قل قطع همزة الوصل هذه في الفعل، وجاء ما جاء من ذلك في الاسم؛ حيث كان الفعل مظنة من همزة الوصل، وإنما تدخل من الأسماء ما ضارع الفعل.
وباب همزات الأسماء أن تكون قطعًا، فلما غلب القطع عليها جرت الألسن على العادة في ذلك، واستجازوا قطع همزة الوصل لما ذكرنا.
وليست حال همزة الوصل في الفعل كذلك؛ لأنها معتادة هناك، فازداد قطعها من الفعل ضِيقَ عُذْرٍ لما ذكرنا.
فأما [حتى إذآ ادَّاركوا] بإثبات ألف "إذا" مع سكون الدال من [ادَّاركوا] فإنما ذلك لأنه أجرى المنفصل مجرى المتصل، فشبهه بشابَّة ودابَّة ونحو قولهم: لاهآ الله ذا بإثبات الألف في "ها"، وترك حذفها لالتقاء الساكنين كما حذفت في قول من قال: لاها الله ذا.
وقال لي أبو علي: فيها أربع لغات: لاهَا لله ذا بحذف الألف، ولاهآ الله ذا بمدها تشبيهًا بالمتصل على ما مضى في دابة. ولاهآ ألله بإثبات ألف ها وهمزة الله بوزن لاها عَلَّاة ذا.
والرابعة: لاهَأللهِ ذا في وزن هَعَلّله ذا، تحرك ألف "ها" لالتقاء الساكنين وتقلبها همزة، كما قرأ أيوب السختياني: [ولا الضَّأَلِّين]، بوزن الضَعَلِّين. وعليه ما حكاه أبو زيد من قولهم: شأَبَّة ومأَدَّة.
ومثله أيضًا قراءة أبي عمرو، ورويناها عن قطرب عنه: [قالوا اطَّيْرنا]، وحُكي عن بعضهم: هذان عبدآ اللهِ.
[المحتسب: 1/248]
وحُكي عنهم: له ثلثآ المال وهو أشد؛ لأنه غير مدغم.
وقال بعضهم: يآ الله، وبعضهم: يا ألله، وبعضهم: يألله، وبعضهم: ياْلله، فحذف ألف يا لالتقاء الساكنين). [المحتسب: 1/249]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون}
قرأ أبو بكر (قال لكل ضعف ولكن لا يعلمون) بالياء إخبار عن غيب المعنى ولكن لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر
وقرأ الباقون بالتّاء أي ولكن لا تعلمون أيها المخاطبون ما لكل فريق منكم من العذاب ويجوز والله أعلم ولكن لا تعلمون يا أهل الدّنيا مقدار ذلك). [حجة القراءات: 281]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {ولكن لا تعلمون} قرأه أبو بكر بالياء، حمل الكلام على لفظ «كل» ولفظه لفظ غائب، وقرأ الباقون بالتاء، حملوه على معنى ما قبله من الخطاب في لأن قبله {قال لكل ضعف} أي: لكلم ضعف، فحمل «تعلمون» على معنى «كل» في الخطاب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/462]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ} [آية/ 38] بالياء:-
قرأها عاصم وحده -ياش-.
والوجه أن الكلام محمول على {كلٍّ}؛ لأنه اسم ظاهر موضوع للغيبة، فجعل محمولاً على اللفظ دون المعنى، والمراد لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر.
وقرأ الباقون بالتاء.
والوجه أنه على الخطاب، والمعنى لكلكم ضعف من العذاب، والخطاب
[الموضح: 526]
للتابعين والمتبوعين، وهم المضلون والمضلون، أي ولكن لا تعلمون ما لكل منكم من العذاب). [الموضح: 527]

قوله تعالى: {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة