العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الفرقان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 11:55 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة الفرقان [ من الآية (56) إلى الآية (60) ]

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلناك إلاّ مبشّرًا ونذيرًا (56) قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وما أرسلناك} يا محمّد إلى من أرسلناك إليه {إلاّ مبشّرًا} بالثّواب الجزيل من آمن بك وصدّقك، وآمن بالّذي جئتهم به من عندي، وعملوا به {ونذيرًا} من كذّبك وكذّب ما جئتهم به من عندي، فلم يصّدّقوا به، ولم يعملوا). [جامع البيان: 17/479]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما أرسلناك إلّا مبشّرًا ونذيرًا (56)
قوله تعالى: وما أرسلناك إلا مبشّرًا
- حدّثنا أبي، ثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الفزاريّ، عن شيبان النّحويّ، أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت: وما أرسلناك إلا مبشّرًا قد كان أمر عليًّا ومعاذًا أن يسيرا إلى اليمن فقال: انطلقا فبشّرا ولا تنفّرا ويسّرا ولا تعسّرا إنّه قد نزلت عليّ: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشّرًا.
قوله تعالى: إلا مبشّرًا ونذيرًا
- حدّثنا أبي ثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه الفزاريّ، عن شيبان النّحويّ أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قوله: مبشّرًا قال: يبشر بالجنة: ونذيرا قال: ونذيرًا من النّار- وروي عن قتادة مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} قال: مبشرا بالجنة ونذيرا من النار، وفي قوله {إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} قال: بطاعته). [الدر المنثور: 11/196]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قل ما أسألكم عليه من أجرٍ} يقول له: قل لهؤلاء الّذين أرسلتك إليهم، ما أسألكم يا قوم على ما جئتكم به من عند ربّي أجرًا، فتقولون: إنّما يطلب محمّدٌ أموالنا بما يدعونا إليه، فلا نتّبعه فيه، ولا نعطيه من أموالنا شيئًا.
{إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً} يقول: لكن من شاء منكم اتّخذ إلى ربّه سبيلاً، طريقًا بإنفاقه من ماله في سبيله، وفيما يقرّبه إليه من الصّدقة والنّفقة في جهاد عدوّه، وغير ذلك من سبل الخير). [جامع البيان: 17/479]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ قال: قل لهم يا محمّد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجرٍ.
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبأ ابن وهبٍ أخبرني سعيد بن أبي أيّوب، عن عطاء بن دينارٍ في قول اللّه: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ يقول: لا أسألكم على ما جئتكم به أجرًا.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ يقول في قول اللّه: قل ما أسئلكم عليه من أجرٍ يقول لا أسألكم على القرآن أجرًا.
قوله تعالى: من أجرٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عباس في قوله: من أجرٍ يقول: عرضًا من عرض الدنيا.
قوله تعالى: إلا من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ما أسئلكم عليه من أجرٍ إلا من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا أي: بطاعة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2712-2713]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} قال: مبشرا بالجنة ونذيرا من النار، وفي قوله {إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} قال: بطاعته). [الدر المنثور: 11/196] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {قل ما أسألكم عليه من أجر} قال: قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر يقول: عرض من عرض الدنيا). [الدر المنثور: 11/196]

تفسير قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت وسبّح بحمده، وكفى به بذنوب عباده خبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: وتوكّل يا محمّد على الّذي له الحياة الدّائمة الّتي لا موت معها. فثق به في أمر ربّك، وفوّض إليه، واستسلم له، واصبر على ما نابك فيه.
وقوله: {وسبّح بحمده} يقول: واعبده شكرًا منك له على ما أنعم به عليك.
وقوله: {وكفى به بذنوب عباده خبيرًا} يقول: وحسبك بالحيّ الّذي لا يموت مخابرًا بذنوب خلقه، فإنّه لا يخفى عليه شيءٌ منها، وهو محصٍ جميعها عليهم حتّى يجازيهم بها يوم القيامة). [جامع البيان: 17/479-480]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت وسبّح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرًا (58)
قوله تعالى: وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق: قوله: وتوكّل على الحيّ أي أرضى به من العباد
قوله تعالى: على الحيّ الذي لا يموت
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن نفيلٍ قال: قرأت على معقلٍ يعنى ابن عبيد اللّه، عن عبد اله بن أبي حسينٍ، عن شهر بن حوشبٍ قال: لقي سلمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بعض فجاج المدينة فسجد له فقال: لا تسجد لي يا سلمان وأسجد للحيّ الّذي لا يموت.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى الدّامغانيّ، ثنا عمرو بن حمران، عن سعيدٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: الحيّ قال: الحيّ الّذي لا يموت
قوله تعالى: وسبّح بحمده
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ سعيدٌ، عن قتادة يعنى قوله: وسبّح بحمده أي بمعرفته وطاعته.
قوله تعالى: وكفى به بذنوب عباده خبيرًا
- به عن قتادة: خبيرًا قال: خبيرٌ بخلقه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2713]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا.
أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن عتبة بن أبي ثبيت قال: مكتوب في التوراة لا تتوكل على ابن آدم فإن ابن آدم ليس له قوام ولكن توكل على الحي الذي لا يموت). [الدر المنثور: 11/197]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش، الرّحمن فاسأل به خبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: {وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت}، {الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ} فقال: {وما بينهما} وقد ذكر السّموات والأرض، والسّموات جماعٌ لأنّه وجّه ذلك إلى الصّنفين والشّيئين، كما قال القطاميّ:
ألم يحزنك أنّ حبال قيسٍ = وتغلب قد تباينتا انقطاعا
يريد: وحبال تغلب فثنّى، والحبال جمعٌ، لأنّه أراد الشّيئين والنّوعين.
وقوله: {في ستّة أيّامٍ} قيل: كان ابتداء ذلك يوم الأحد، والفراغ يوم الجمعة. {ثمّ استوى على العرش الرّحمن} يقول: ثم ارتفع على العرش الرّحمن وعلا عليه، وذلك يوم السّبت فيما قيل.
وقوله: {فاسأل به خبيرًا} يقول: فاسأل يا محمّد خبيرًا بالرّحمن، خبيرًا بخلقه، فإنّه خالق كلّ شيءٍ، ولا يخفى عليه ما خلق.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {فاسأل به خبيرًا} قال: يقول لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا أخبرتك شيئًا، فاعلم أنّه كما أخبرتك، أنا الخبير.
و(الخبير) في قوله: {فاسأل به خبيرًا} منصوبٌ على الحال من الهاء الّتي في قوله {به} ). [جامع البيان: 17/480-481]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: الّذي خلق السماوات والأرض وما بينهما
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة بن الفضل الرّازيّ، ثنا ابن إسحاق قوله: الّذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ قال: ابتدع السّماوات والأرض ولم يكونا إلا بقدرته، لم يستعن على ذلك بأحدٍ من خلقه ولم يشركه في شيءٍ من أمره بسلطانه القاهر وقوله النّافذ الّذي يقول به لما أراد أن يكون له كن فيكون ففرغ من خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ.
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ فيما كتب إليّ أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم أخبرنا عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع عمّه وهب بن منبه يقول: قال عزيرٌ: أمرت الماء فجمد في وسط الهواء فجعلت منه سبعًا وسمّيتها السّماوات ثمّ أمرت الماء ينبثق من التّراب وأمرت التّراب أن يتميّز من الماء فكان كذلك فسمّيت جميع ذلك الأرضين وجميع الماء البحار.
قوله تعالى: في ستّة أيّامٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ قال يومٌ مقداره ألف سنةٍ.
قوله تعالى: ثمّ استوى على العرش
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة قوله: ثمّ استوى على العرش قال: اليوم السّابع.
- حدّثنا يزيد بن سنانٍ البصريّ نزيل مصر، ثنا يزيد بن أبي حكيمٍ، حدّثني الحكم بن أبان قال سمعت عكرمة يقول: إنّ اللّه بدأ خلق السّموات والأرض وما بينهما يوم الأحد ثمّ استوى على العرش يوم الجمعة في ثلاث ساعاتٍ فخلق في ساعةٍ منها الشّموس كي يرغّب النّاس إلى ربّهم في الدّعاء والمسألة وخلق في ساعةٍ النّتن الّذي يسقط على ابن آدم إذا مات لكي يقبر.
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: ثمّ استوى يقول: ارتفع- وروي عن الحسن والرّبيع بن أنسٍ مثل قول أبي العالية.
قوله تعالى: العرش
تقدم تفسيره.
قوله تعالى: الرّحمن
تقدّم تفسيره.
- حدّثنا أبي ثنا جعفر بن مسافرٍ، ثنا زيد بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا سلام بن وهبٍ الجنديّ، ثنا أبي، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ عثمان بن عفّان سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن الرّحمن فقال هو اسمٌ من أسماء اللّه وما بينه وبين اسم اللّه الأكبر إلا كما بين سواد العينين وبياضهما من القرب.
قوله تعالى: فسئل به خبيرًا
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا زكريّا بن عدي أنبأ ابن عينيه، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول الله: فسئل به خبيرًا قال: ما أخبرتك من شيءٍ فهو كما أخبرتك.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعثمان وأبو عامر بن مرّادٍ قالوا أنا إسحاق بن منصورٍ، ثنا يعقوب القمّيّ، عن أبي عبيدة قال: أبو محمّدٍ كذا قال وإنّما هو عبيد بن حميدٍ، عن شمر بن عطيّة: الرّحمن فسئل به خبيرا قال: هذا القرآن خبيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2713-2715]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا * وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا.
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فاسأل به خبيرا} قال: ما أخبرتك من شيء فهو ما أخبرتك به). [الدر المنثور: 11/197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن شمر بن عطية في قوله {الرحمن فاسأل به خبيرا} قال: هذا القرآن خبير به). [الدر المنثور: 11/197]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن، أنسجد لما تأمرنا، وزادهم نفورًا}.
يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء الّذين يعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم: {اسجدوا للرّحمن} أي اجعلوا سجودكم للّه خالصًا دون الآلهة والأوثان، قالوا: {أنسجد لما تأمرنا}.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة: {لما تأمرنا} بمعنى: أنسجد نحن يا محمّد لما تأمرنا أنت أن نسجد له؟ وقرأته عامّة قرّاء الكوفة: (لما يأمرنا)، بالياء، بمعنى: أنسجد لما يأمر الرّحمن؟ وذكر بعضهم أنّ مسيلمة كان يدعى الرّحمن، فلمّا قال لهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: اسجدوا للرّحمن، قالوا: أنسجد لمّا يأمرنا رحمن اليمامة؟ يعنون مسيلمة بالسّجود له.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القول في ذلك، أنّهما قراءتان مستفيضتان مشهورتان، قد قرأ بكلّ واحدٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {وزادهم نفورًا} يقول: وزاد هؤلاء المشركين قول القائل لهم اسجدوا للرّحمن من إخلاص السّجود للّه، وإفراد اللّه بالعبادة بعدًا ممّا دعوا إليه من ذلك فرارًا). [جامع البيان: 17/481-482]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا (60)
قوله تعالى: وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن
- حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا إبراهيم بن موسى أنبأ ابن أبي زائدة أخبرني إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: ليس أحدٌ يسمّى الرّحمن غيره.
- حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا سهل بن عثمان العسكريّ، ثنا محبوبٌ يعنى ابن محمّدٍ القواريريّ، عن طلحة، عن عطاءٍ: وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن ما نعرف الرّحمن إلا رحمن اليمامة فأنزل اللّه عزّ وجلّ: وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم.
- حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا أحمد بن يزيد الحلوانيّ، ثنا هارون بن حاتمٍ قال: سمعت حسين الجعفي يقول: إذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن قال: جوابها: الرّحمن علّم القرآن
قوله تعالى: أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: وأنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قولهم إنّه قد بلغنا أنّه إنّما يعلّمك هذا الّذي تأتي به رجلٌ من أهل اليمامة يقال له الرّحمن وإنّا واللّه لن نؤمن به أبدًا وأنزل عليه فيما قالوا من ذلك: وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2715-2716]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} قال: قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، فأنزل الله: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} البقرة الآية 163). [الدر المنثور: 11/197-198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين الجحفي في قوله {قالوا وما الرحمن} قال: جوابها {الرحمن علم القرآن} الرحمن الآيتان 1 - 2). [الدر المنثور: 11/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن إبراهيم قال: قرأ الاسود {أنسجد لما تأمرنا} فسجد فيها قال: وقرأها يحيى {أنسجد لما تأمرنا} ). [الدر المنثور: 11/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سليمان قال: قرأ إبراهيم في الفرقان (أنسجد لما يأمرنا) بالياء، وقرأ سليمان كذلك). [الدر المنثور: 11/198]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 08:12 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أرسلناك إلا مبشّرًا} [الفرقان: 56] قال قتادة: بالجنّة.
{ونذيرًا} [الفرقان: 56] من النّار، ونذيرًا من عذاب اللّه في الدّنيا إن لم يؤمنوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/487]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(ثم قال جل وعز: {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا}

قال قتادة أي مبشرا بالجنة ونذيرا من النار). [معاني القرآن: 5/41]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل ما أسألكم عليه} [الفرقان: 57] على القرآن.
{من أجرٍ إلا من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا} [الفرقان: 57] إنّما جئتكم بالقرآن ليتّخذ به من آمن إلى ربّه سبيلا يتقرّب به إلى اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/487]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً} والعرب قد تستثني الشيء من الشيء وليس منه على الاختصار، وفيه ضمير تقديره قل ما أسألكم عليه من أجر إلا أنه من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً فليتخذه، قال أبو خراس:

نجا سالمٌ والنّفس منه بشدقه=ولم ينج الاجفن سيفٍ ومئزرا
فاستثنى الجفن والمئزر وليسا من سالم إنما هو على الاختصار وقال:
وبلدٍ ليس به أنيس=إلاّ اليعافير وإلاّ العيس
يعني الإبل فاستثنى اليعافير، والعيس من الناس كأنه قال: إلا أن بها يعافير وعيساً، واليعافير الظباء واحدها يعفور، وفي آية أخرى: {فإنهم عدوٌ لي إلاّ ربّ العالمين} وقال:

فديت بنفسه نفسي ومالي=وما آلوك إلا ما أطيق
وقال:
يا بن رفيع هل لها من غبق=ما شربت بعد ركيّ العرق
من قطرة غير النجاء الدّفق). [مجاز القرآن: 2/79-78]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً}
وقال: {إلاّ من شاء} استثناءٌ خارجٌ من أول الكلام على معنى "لكنّ"). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا}
قال قتادة بطاعة الله عز وجل). [معاني القرآن: 5/41]

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت وسبّح بحمده} [الفرقان: 58] قال الحسن: بمعرفته). [تفسير القرآن العظيم: 1/487]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وكفى به بذنوب عباده خبيرًا {58} الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة
[تفسير القرآن العظيم: 1/487]
أيّامٍ ثمّ استوى على العرش الرّحمن فاسأل به خبيرًا {59}} [الفرقان: 58-59] هو الحيّ الّذي لا يموت و{الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش} [الفرقان: 59] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/488]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما} والسموات جميع فجاءت على تقدير الواحد والعرب إذا جمعوا جميع موات ثم أشركوا بينه وبين واحد جعلوا خبر جميع الجميع المشرك بالواحد على تقدير خبر الواحد قال:

إن المنيّة والحتوف كلاهما= توفى المخارم ترقبان سوادي
وكذلك الجميع مع الجميع قال القطامي:
ألم يحزنك أن حبال قيس=وتغلب قد تباينتا انقطاعا
أي وحبال تغلب). [مجاز القرآن: 2/79]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («الباء» مكان «عن»
قال الله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} ، أي عنه.
قال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنِّساءِ فإِنَّنِي = بَصِيرٌ بأدواء النِّساء طبيبُ
أي عن النساء.
وقال ابن أحمر:
تسائلُ بابنِ أَحْمَرَ مَنْ رَآهُ = أَعَارَتْ عينُه أَمْ لَمْ تَعَارَا).
[تأويل مشكل القرآن: 568]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {الّذي خلق السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ثمّ استوى على العرش الرّحمن فاسأل به خبيرا}
(الرّحمن فاسأل به خبيرا) ويجوز {الرّحمن فاسأل}، فمن قال: (الرّحمن) فهو رفع من جهتين:
إحداهما على البدل مما في قوله: (ثم استوى)، ثم بين بقوله الرحمن.
ويجوز أن يكون ابتداء و (فاسأل به) الخبر.
والمعنى فاسأل عنه خبيرا.
ومن قال " الرحمن " فهو على معنى: وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت (الرحمن). صفة للحيّ). [معاني القرآن: 4/73]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {الرحمن فاسأل به خبيرا}
قال أبو إسحاق أي اسأل عنه وقد حكى هذا جماعة من أهل اللغة أن الباء بمعنى عن كما قال جل وعز: {سأل سائل بعذاب واقع} وقال الشاعر:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك = إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
قال علي بن سليمان أهل النظر ينكرون أن تكون الباء بمعنى عن لأن في هذا فساد المعاني قال ولكن هذا مثل قول العرب لو لقيت فلانا للقيك به الأسد أي للقيك بلقائك إياه الأسد
والمعنى فاسأل بسؤالك على ما تقدم). [معاني القرآن: 5/42]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وإذا قيل لهم} [الفرقان: 60] يعني المشركين.
{اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا} [الفرقان: 60] على الاستفهام أي لا نفعل.
وهي تقرأ بالتّاء والياء.
فمن قرأها بالتّاء فهم يقولونه للنّبيّ.
ومن قرأها بالياء فيقول: يقوله بعضهم لبعضٍ: أنسجد لما يأمرنا محمّدٌ.
{وزادهم} [الفرقان: 60] قوله لهم: {اسجدوا للرّحمن} [الفرقان: 60] {نفورًا} [الفرقان: 60] عن القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/488]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا وما الرّحمن...}

ذكروا أنّ مسيلمة كان يقال له الرحمن، فقالوا: ما نعرف الرّحمن إلاّ الذي باليمامة، يعنون مسيلمة الكّذّاب، فأنزل الله {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّامّا تدعوا فله الأسماء الحسنى}.
وقوله: {أنسجد لما يأمرنا} و{وتأمرنا} فمن قرأ بالياء أراد مسيلمة: ومن قرأ بالتاء جاز أن يريد (مسيلمة أيضا) ويكون للأمر أنسجد لأمرك إيانا ومن قرأ بالتّاء والياء يراد به محمد صلى الله عليه وسلم (وهو بمنزلة قوله) {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون} و{وسيغلبون} والمعنى لمحمد صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 2/270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}
(تأمرنا) وتقرأ (يأمرنا)، والرحمن اسم من أسماء الله مذكور في الكتب الأول ولم يكونوا يعرفونه من أسماء اللّه فقيل لهم إنه من أسماء الله، {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}.
ومعناه عند أهل اللغة ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة، لأن فعلان بناء من أبنية المبالغة، تقول: رجل عطشان وريّان إذا كان في النهاية في الريّ والعطش، وكذلك فرحان وجذلان وخزيان، إذا كان في غاية الفرح أو في نهاية الخري). [معاني القرآن: 4/73]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 08:13 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) }

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (قال علقمة بن عبدة:

فإن تسألوني بالنساء فإنني = بصير بأدواء النساء طبيب
قوله: تسألوني بالنساء، يريد عن النساء ومنه قول الله عز وجل: {فسأل به خبيرا}.
وكذلك قول الناس: أتينا فلانا نسأل به، هو من هذا أي نسأل عنه). [غريب الحديث: 3/406-407]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 05:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 05:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1439هـ/6-08-2018م, 05:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما أرسلناك} الآية، تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم، أي: لا تهتم بهم، ولا تذهب نفسك حسرات حرصا عليهم، فإنما أنت رسول تبشر المؤمنين بالجنة، وتنذر الكفرة بالنار، ولست بمطلوب بإيمانهم جميعا). [المحرر الوجيز: 6/449]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره تعالى بأن يحتج عليهم مزيلا لوجوه التهم بقوله: {ما أسألكم عليه من أجر}، أي: لا أطلب مالا ولا نفعا يختص بي. وقوله تعالى: {إلا من شاء}، الظاهر فيه أنه استثناء منقطع، والمعنى: مسؤولي ومطلوبي من شاء أن يهتدي ويؤمن ويتخذ إلى رحمة ربه طريق نجاة فليفعل. وقال الطبري: المعنى: لا أسألكم أجرا إلا إنفاق المال في سبيل الله، فهذا هو المسؤول، وهو السبيل إلى الرب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فالاستثناء -على هذا- كالمتصل، وكأنه قال: إلا أجر من شاء، والتأويل الأول أظهر). [المحرر الوجيز: 6/449]

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}
المعنى: قل لهم يا محمد هذه المقالة التي لا ظن ينصرف إليك معها، ولا تهتم معها، وبشر وأنذر وتوكل على الحي الذي لا يموت، فهو المتكفل بنصرك في كل أمرك.
ثم وصف تعالى نفسه بالصفة التي تقتضي التوكل في قوله: {الحي الذي لا يموت}؛
[المحرر الوجيز: 6/449]
إذ هذا المعنى يختص بالله تبارك وتعالى دون كل ما في الدنيا مما يقع عليه اسم حي. وقوله تعالى: {وسبح بحمده} أي: قل سبحان الله وبحمده، أي: تنزيهه واجب، وبحمده أقول.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في كل يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، فهذا معنى: وسبح بحمده، وهي إحدى الكلمتين الخفيفتين على اللسان، الثقيلتين في الميزان. وقوله تعالى: {وكفى} توعد، وإزالة كل عن كاهل محمد صلى الله عليه وسلم في همه بهم). [المحرر الوجيز: 6/450]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {الذي خلق السماوات والأرض} مع جمعه " السماوات "، فقيل: سائغ من حيث عادل لفظ "الأرض" لفظ "السماوات"، ومنه قول عمير بن شييم:
ألم يحزنك أن حبال قيس وتغلب قد تباينتا انقطاعا
من حيث عادل حبل حبالا، ومنه قول الآخر:
إن المنية والحتوف كلاهما ... يوفي المخارم يرقبان سوادي
[المحرر الوجيز: 6/450]
وقوله تعالى: {في ستة أيام}، اختلفت الرواية في اليوم الذي ابتدأ الله تعالى فيه الخلق، فأكثر الروايات على يوم الأحد، وفي مسلم وفي كتاب الدلائل: يوم السبت. ويتبين بكون ذلك في ستة أيام وضع الأناة والتمهل في الأمور؛ لأن قدرته تقضي أنه يخلقها في طرفة عين لو شاء، لا إله إلا هو، وقد تقدم القول في الاستواء.
وقوله: "الرحمن" يحتمل أن يكون رفعه بإضمار مبتدإ، أي: هو الرحمن، ويحتمل أن يكون بدلا من الضمير في قوله: "استوى"، وقرأ زيد بن علي بن الحسين: "الرحمن" بالخفض.
وقوله تعالى: {فاسأل به خبيرا} يحتمل معنيين: أحدهما: فاسأل عنه، و"خبيرا" -على هذا- منصوب بوقوع السؤال عليه، والمعنى: اسأل جبريل والعلماء وأهل الكتب المنزلة. والثاني أن يكون المعنى كما تقول: لو لقيت فلانا لقيت به البحر كرما، أي: لقيت منه، والمعنى: فاسأل الله عن كل أمر، و"خبيرا" -على هذا- منصوب إما بوقوع السؤال، وإما على الحال المؤكدة، كما قال تعالى: {وهو الحق مصدقا}، وليست هذه بحال منتقلة؛ إذ الصفة العلية لا تتغير). [المحرر الوجيز: 6/451]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما ذكر "الرحمن" في هذه الآية كانت قريش لا تعرف هذا في أسماء الله تبارك وتعالى، وكان مسيلمة كذاب اليمامة تسمى بالرحمن، فتغالطت قريش بذلك، وقالت: إن محمدا يأمر بعبادة رحمن اليمامة، فنزل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن} الآية. وقوله: {وما الرحمن}؟ استفهام عن مجهول عندهم، فـ "ما" على بابها المشهور. وقرأ جمهور القراء: "تأمرنا" بالتاء، أي أنت يا محمد. وقرأ حمزة، والكسائي، والأسود بن يزيد، وابن مسعود: "يأمرنا" بالياء من تحت، إما على إرادة
[المحرر الوجيز: 6/451]
محمد صلى الله عليه وسلم، والكناية عنه بالغيبة، وإما على إرادة رحمان اليمامة، وقوله تعالى: {وزادهم} أي: أضلهم هذا اللفظ ضلالا يختص به، حاشى ما تقدم منهم). [المحرر الوجيز: 6/452]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 02:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 03:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى لرسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه: {وما أرسلناك إلا مبشّرًا ونذيرًا} أي: بشيرًا للمؤمنين ونذيرًا للكافرين، مبشّرًا بالجنّة لمن أطاع اللّه، ونذيرًا بين يدي عذابٍ شديدٍ لمن خالف أمر اللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 118]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل ما أسألكم عليه من أجرٍ} أي: على هذا البلاغ وهذا الإنذار من أجرةٍ أطلبها من أموالكم، وإنّما أفعل ذلك ابتغاء وجه اللّه، {لمن شاء منكم أن يستقيم} [التّكوير: 28] {إلا من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا} أي: طريقًا ومسلكًا ومنهجًا يقتدى فيها بما جئت به). [تفسير ابن كثير: 6/ 118]

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وتوكّل على الحيّ الّذي لا يموت} أي: في أمورك كلّها كن متوكّلًا على اللّه الحيّ الّذي لا يموت أبدًا، الّذي هو {الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} [الحديد: 3] الدّائم الباقي السّرمديّ الأبديّ، الحيّ القيّوم ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، اجعله ذخرك وملجأك، وهو الّذي يتوكل عليه ويفزع إليه، فإنّه كافيك وناصرك ومؤيّدك ومظفّرك، كما قال تعالى: {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس} [المائدة: 67].
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن نفيل قال: قرأت على معقل -يعني ابن عبيد اللّه -عن عبد اللّه بن أبي حسينٍ، عن شهر بن حوشب قال: لقي سلمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بعض فجاج المدينة، فسجد له، فقال: "لا تسجد لي يا سلمان، واسجد للحيّ الّذي لا يموت" وهذا مرسلٌ حسنٌ.
[وقوله تعالى: {وسبّح بحمده}، أي: اقرن بين حمده وتسبيحه] ؛ ولهذا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "سبحانك اللّهمّ ربّنا وبحمدك" أي: أخلص له العبادة والتّوكّل، كما قال تعالى: {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا} [المزّمّل: 9].
وقال: {فاعبده وتوكّل عليه} [هودٍ: 123] {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا} [الملك: 29].
وقوله: {وكفى به بذنوب عباده خبيرًا} أي: لعلمه التّامّ الّذي لا يخفى عليه خافيةٌ، ولا يعزب عنه مثقال ذرّةٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 118-119]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ} أي: هو الحيّ الّذي لا يموت، وهو خالق كلّ شيءٍ وربّه ومليكه، الّذي خلق بقدرته وسلطانه السموات السّبع في ارتفاعها واتّساعها، والأرضين السّبع في سفولها وكثافتها، {في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش [الرّحمن]}، أي: يدبّر الأمر، ويقضي الحقّ، وهو خير الفاصلين.
وقوله: {ثمّ استوى على العرش الرّحمن فاسأل به خبيرًا} أي: استعلم عنه من هو خبيرٌ به عالمٌ به فاتّبعه واقتد به، وقد علم أنّه لا أحد أعلم باللّه ولا أخبر به من عبده ورسوله محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه، على سيّد ولد آدم على الإطلاق، في الدّنيا والآخرة، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلّا وحيٌ يوحى -فما قاله فهو حقٌّ، وما أخبر به فهو صدقٌ، وهو الإمام المحكّم الّذي إذا تنازع النّاس في شيءٍ، وجب ردّ نزاعهم إليه، فما يوافق أقواله، وأفعاله فهو الحقّ، وما يخالفها فهو مردودٌ على قائله وفاعله، كائنًا من كان، قال اللّه تعالى: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول} [النّساء: 59].
وقال: {وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى اللّه} [الشّورى: 10]، وقال تعالى: {وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلا} [الأنعام: 115] أي: صدقًا في الإخبار وعدلًا في الأوامر والنّواهي؛ ولهذا قال: {فاسأل به خبيرًا} قال مجاهدٌ في قوله: {فاسأل به خبيرًا} قال: ما أخبرتك من شيءٍ فهو كما أخبرتك. وكذا قال ابن جريجٍ.
وقال شمر بن عطيّة في قوله: {فاسأل به خبيرًا} قال: هذا القرآن خبيرٌ به). [تفسير ابن كثير: 6/ 119-120]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى منكرًا على المشركين الّذين يسجدون لغير اللّه من الأصنام والأنداد: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن}؟ أي: لا نعرف الرّحمن. وكانوا ينكرون أن يسمّى اللّه باسمه الرّحمن، كما أنكروا ذلك يوم الحديبية حين قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم للكاتب: "اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم" فقالوا: لا نعرف الرّحمن ولا الرّحيم، ولكن اكتب كما كنت تكتب: باسمك اللّهمّ؛ ولهذا أنزل اللّه: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110] أي: هو اللّه وهو الرّحمن. وقال في هذه الآية: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن}؟ أي: لا نعرفه ولا نقر به؟ {أنسجد لما تأمرنا} أي: لمجرّد قولك؟ {وزادهم نفورًا}، أمّا المؤمنون فإنّهم يعبدون اللّه الّذي هو الرّحمن الرّحيم، ويفردونه بالإلهيّة ويسجدون له. وقد اتّفق العلماء -رحمهم اللّه -على أنّ هذه السّجدة الّتي في الفرقان مشروعٌ السجود عندها لقارئها ومستمعها، كما هو مقرّرٌ في موضعه، واللّه أعلم).[تفسير ابن كثير: 6/ 120]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة