التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نسلخ منه النّهار...}
فإن قال قائل: ما قوله: {نسلخ منه النّهار}, فإنما معناه: نسلخ عنه النهار: نرمي بالنهار عنه , فتأتي الظلمة.
وكذلك النهار يسلخ منه الليل , فيأتي الضوء, وهو عربيّ معروف، ألا ترى قوله: {آتيناه آياتنا فانسلخ منها} : أي: خرج منها وتركها, وكذلك الليل والنهار.). [معاني القرآن: 2/377]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {نسلخ منه النّهار} : نميزه منه , فنجئ بالظلمة: { فإذ هم مّظلمون }: أي: يقال للرجل: سلخه الله من دينه.).[مجاز القرآن: 2/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فإذا هم مظلمون}: أي: داخلون في الظلام.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وآية لهم اللّيل نسلخ منه النّهار فإذا هم مظلمون (37)}
ومعنى نسلخ , نخرج منه النهار إخراجا لا يبقى معه شيء من ضوء النهار، وذلك من العلامات الدالة على توحيد اللّه وقدرته.). [معاني القرآن: 4/287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون}
يقال: سلخت الشيء من الشيء , أي: أزلته منه , وخلصته حتى لم يبق منه شيء , فإذا هم مظلمون .
فإذا هم مظلمون : أي: داخلون في الإظلام.). [معاني القرآن: 5/492]
تفسير قوله تعالى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والشّمس تجري لمستقرٍّ لّها...}
إلى مقدار مجاريها: المقدار المستقر.
من قال: {لا مستقرّ لها} , أو {لا مستقرٌّ لها} , فهما وجهان حسنان، جعلها أبداً جاريةً, وأمّا أن يخفض المستقرّ , فلا أدري ما هو.). [معاني القرآن: 2/377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والشّمس تجري لمستقرٍّ لها}: أي: موضع تنتهي إليه، فلا تجاوزه، ثم ترجع.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.
قوله: {تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} أي: إلى مستقر لها، كما تقول: هو يجري لغايته وإلى غايته.
ومستقرّها: أقصى منازلها في الغروب، وذلك لأنها لا تزال تتقدم في كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع، فذلك مستقرها لأنها لا تجاوزه.
وقرأ بعض السلف: والشمس تجري لا مستقر لها والمعنى أنها لا تقف، ولا تستقر، ولكنها جارية أبدا). [تأويل مشكل القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والشّمس تجري لمستقرّ لها ذلك تقدير العزيز العليم (38)}
المعنى : وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها, أي: لأجل قد أجّل لها , وقدّر لها.
ومن قرأ :{لا مستقر لها}: فمعناه أنها جارية أبدا , لا تثبت في مكان.). [معاني القرآن: 4/287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}
قيل : المعنى : إلى موضع قرارها , كما جاء في الحديث : ((تذهب فتسجد بين يدي ربها جل وعز , ثم تستأذن بالرجوع , فيؤذن لها)).
آي: وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها .
ويجوز أن تكون مبتدأة , ولمستقر لها الخبر , أي: لأجل لها.
وروي عن ابن عباس : أنه قرأ : {لا مستقر لها}: (أي : جارية لا تثبت في موضع واحد).
وروى الأعمش , عن إبراهيم التيمي , عن أبيه , عن أبي ذر رضي الله عنه قال : (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله جل وعز:
{والشمس تجري لمستقر لها}, قال : ((مستقرها تحت العرش))).
وقيل : إلى أبعد منازلها في الغروب , ثم ترجع , ولا تجاوزه.). [معاني القرآن: 5/493-494]
تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والقمر قدّرناه منازل...}
الرفع فيه أعجب إليّ من النصب؛ لأنه قال: {وآيةٌ لهم اللّيل}, ثم جعل الشمس والقمر متبعين لليل , وهما في مذهبه آيات مثله.
ومن نصب أراد: وقدّرنا القمر منازل، كما فعلنا بالشمس, فردّه على الهاء من الشمس في المعنى، لا أنه أوقع عليه ما أوقع على الشمس.
ومثله في الكلام: عبد الله يقوم, وجاريته يضربها، فالجارية مردودة على الفعل لا على الاسم , لذلك نصبناها؛ لأنّ الواو التي فيها للفعل المتأخّر.
وقوله: {كالعرجون} : والعرجون : ما بين الشماريخ إلى النابت في النخلة.
والقديم في هذا الموضع: الذي قد أتى عليه حول.). [معاني القرآن: 2/378]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({حتّى عاد كالعرجون القديم }: هو الإهان : إهان العذق الذي في أعلاه العثا كيل , وهي الشّماريخ , والعذق بفتح العين: النخلة.).[مجاز القرآن: 2/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((العرجون القديم): العذق الذي في أعلاه الشماريخ). [غريب القرآن وتفسيره: 311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكالعرجون: عود الكباسة, وهو: الإهان أيضا.
والقديم: الذي قد أتي عليه حول، فاستقوس ودق, وشبه القمر آخر ليلة يطلع به.).[تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( وقوله: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} يريد: أنه ينزل كل ليلة منزلا، ومنازله ثمانية وعشرون منزلا عندهم، من أول الشهر إلى ثمان وعشرين ليلة منه ثم يستسرّ.
وهذه المنازل هي النجوم التي كانت العرب تنسب إليها الأنواء.
وأسماؤها عندهم الشّرطان والبطين، والثّريّا، والدّبران، والهقعة، والهنعة، والذّراع، والنّثرة، والطّرف، والجبهة، والزّبرة، والصّرفة، والعوّاء، والسّماك، والغفر، والزّباني، والإكليل، والقلب، والشّولة، والنّعائم، والبلدة، وسعد الذّابح، وسعد بلع، وسعد السّعود، وسعد الأخبية، وفرغ الدّلو المقدّم، وفرغ الدّلو المؤخّر، والرّشا وهو الحوت.
وإذا صار القمر في آخر منازله دقّ حتى يعود كالعرجون القديم وهو العذق اليابس. والعرجون إذا يبس دقّ واستقوس حتى صار كالقوس انحناء، فشبّه القمر به ليلة ثمانية وعشرين). [تأويل مشكل القرآن: 316-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والقمر قدّرناه منازل حتّى عاد كالعرجون القديم (39)}
يقرأ بالرفع والنصب، فمن نصب فعلى : " وقدّرنا القمر منازل قدّرناه منازل " , والرفع على معنى : وآية لهم القمر قدّرناه.
ويجوز أن يكون على الابتداء , و (قدّرناه) : الخبر.
{حتّى عاد كالعرجون القديم}: العرجون : عود العذق الذي يسمى الكباسة.
وحقيقة العرجون ك أنه العود الذي عليه العذق، والعرجون عود العذق الذي تركبه الشماريخ من العذق، فإذا جفّ وقدم دق وصغر , فحينئذ يشبه الهلال في آخر الشهر، وفي أول مطلعه.
وتقدير (عرجون) : فعلول, من الانعراج.). [معاني القرآن: 4/287-288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}
أي : وآية لهم القمر, ويجوز أن يكون مبتدأ , والخبر : قدرناه منازل والتقدير : قدرناه ذا منازل , كما قال سبحانه: {وإذا كالوهم}: أي: كالوا لهم.
ثم قال جل وعز: {حتى عاد كالعرجون القديم}
قال قتادة : (أي: كالعذق اليابس المنحني من النخلة) .
قال أبو جعفر: الذي قاله قتادة هو الذي حكاه أهل اللغة , والعذق بكسر العين هو: الكباسة والقنو .
وأهل مصر يسمونه الإسباطة, وإذا جف شبه به القمر في آخر الشهر , وأوله .
والعذق بفتح العين : النخلة.). [معاني القرآن: 5/494-496]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {حتى عاد كالعرجون القديم}
قال: العرجون الذي يبقى من الكباسة في النخلة إذا قطعت، والقديم البالي.). [ياقوتة الصراط: 422]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْعُرْجُونِ}: العذق). [العمدة في غريب القرآن: 250]
تفسير قوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر...}
يقول: تطلع ليلا، ولا أن يسبق الليل النهار، يقول: ولا القمر له أن يطلع نهاراً، أي : لا يكون له ضوء.
ويقال: لا ينبغي للشمس أن تدرك القمر فتذهب ضوءه، ولا أن يسبق الليل النهار فيظلمه.
وموضع {أن تدرك} رفع.). [معاني القرآن: 2/378]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر }: مجازها: لا يكون أن تفوت.).[مجاز القرآن: 2/162]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}: مجاز هذا : مجاز الموات الذي أجرى مجرى الناس في القرآن {رأيتهم لي ساجدين }, وفي آية أخرى :{لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }.). [مجاز القرآن: 2/162]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}
وقال: {لا الشّمس}, فادخل "لا" لمعنى النفي , ولكن لا ينصب ما بعدها أن تكون نكرة فهذا مثل قوله: {ولا أنتم عابدون} .). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر}: فيجتمعا.
{ولا اللّيل سابق النّهار}: أي: لا يفوت الليل النهار، فيذهب قبل مجيئه.
{وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}: يعني: الشمس والقمر والنجوم يسبحون، أي: يجرون.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( ثم قال سبحانه: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} يريد: أنهما يسيران الدّهر دائبين ولا يجتمعان، فسلطان القمر بالليل، وسلطان الشمس بالنهار، ولو أدركت الشمس القمر لذهب ضوءه، وبطل سلطانه، ودخل النهار على الليل.
يقول الله جل وعز حين ذكر يوم القيامة: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وذلك عند إبطال هذا التدبير، ونقض هذا التأليف.
{وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} يقول: هما يتعاقبان، ولا يسبق أحدهما الآخر: فيفوته ويذهب قبل مجيء صاحبه.
{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي: يجرون، يعني الشمس والقمر والنجوم). [تأويل مشكل القرآن: 317-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلّ في فلك يسبحون (40)}
المعنى : لا يذهب أحدهما بمعنى الآخر.
{وكلّ في فلك يسبحون}: لكل واحد منهما فلك، ومعنى يسبحون : يسيرون فيه بانبساط.
وكل من انبسط في شيء , فقد سبح فيه، ومن ذلك: السباحة في الماء.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار}
قال الضحاك : (أي: لا تجئ الشمس , فيغلب ضوءها ضوء القمر , ولا يطلع القمر فيخالط ضوءه ضوء الشمس) .
{ولا الليل سابق النهار}, قال : أي: لا يزول من قبل أن يجئ النهار.
ثم قال جل وعز: {وكل في فلك يسبحون}: كل من سار سيرا فيه انبساط , فهو سابح.). [معاني القرآن: 5/496-497]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا الشمس ينبغي لها}: أي: لا يصلح لها.). [ياقوتة الصراط: 422]
تفسير قوله تعالى:{وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذرّيّتهم...}
إنما يخاطب أهل مكّة، فجعل الذرّية التي كانت مع نوح لأهل مكّة؛ لأنها أصل لهم، فقال: {ذرّيّتهم}: هم أبناء الذرّية.). [معاني القرآن: 2/379]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ في الفلك المشحون }: المملوء يقال: شحنها عليه خيلاً , ورجالاً , أي: ملأها، والفلك: القطب الذي تدور عليه السماء، والفلك : السفينة، الواحد , والجميع من السفن.). [مجاز القرآن: 2/162]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وآية لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم في الفلك المشحون (41)}
خوطب بهذا أهل مكة، وقيل : حملنا ذريتهم لأن من حمل مع نوح عليه السلام في الفلك , فهم آباؤهم، وذرياتهم.
والمشحون في اللغة : المملوء، شحنت السفينة إذا ملأتها.
وشحنت المدينة , وأشحنتها إذا ملأتها.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون}
قال أبو جعفر : أحسن ما قيل في هذا , أن المعنى: وآية لأهل مكة : أنا حملنا ذريات القرون الماضية في الفلك المشحون.). [معاني القرآن: 5/497-498]
تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وخلقنا لهم مّن مّثله...}
من مثل فلك نوح : {ما يركبون}.
يقول: جعلنا لهم السّفن مثّلت على ذلك المثال, وهي الزواريق وأشباهها ممّا يركب فيه الناس.
ولو قرأ قارئ: من مثله كان وجهاً , يريد من مثاله: أسمع أحداً قرأ به.). [معاني القرآن: 2/378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وخلقنا لهم من مثله ما يركبون (42)}
الأكثر في التفسير : أن من مثله من مثل سفينة نوح، وقيل من مثله :يعني به الإبل، وأن الإبل في البريّة بمنزلة السّفن في البحر.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وخلقنا لهم من مثله ما يركبون}
قال ابن عباس , وأبو مالك , وأبو صالح , والحسن : (يعني : السفن) .
وقال عبد الله بن شداد بن الهاد , وعكرمة , ومجاهد وقتادة : (يعني : الإبل) .
قال أبو جعفر : والإبل , والدواب في البر بمنزلة السفن في البحر إلا أن الأول أشبه بتأويل ذلك لدلالة قوله: {وإن نشأ نغرقهم}, وإنما الغرق في الماء.). [معاني القرآن: 5/499]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من مثله ما يركبون}: أي: من الحيوان : من الخيل , والجمال , والبغال .والحمير.). [ياقوتة الصراط: 422]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا صَرِيخَ}: لا مغيث.). [العمدة في غريب القرآن: 250]
تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا صريخ لهم...}
الصريخ: الإغاثة.). [معاني القرآن: 2/379]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لا صريخ لهم}: لا مغيث لهم.
{ولا هم ينقذون إلاّ رحمةً مّنّا }: مجازها مجاز المصدر الذي فعله بغير لفظه , قال رؤبة:
إنّ نزاراً أصبحت نزارا= دعوة أبرارٍ دعوا أبرارا
وقال الأحوص:
إنّي لأمنحك الصّدود وإنني= قسماً إليك مع الصدود لأميل.). [مجاز القرآن: 2/162]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا صريخ لهم}: لا مغيث لهم). [غريب القرآن وتفسيره: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلا صريخ لهم}: أي: لا مغيث لهم، ولا مجير، {ولا هم ينقذون}. ). [تفسير غريب القرآن: 365-366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون (43)}: أي: فلا مغيث لهم.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن نشأ تغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون}
قال قتادة : (أي : فلا مغيث لهم).).[معاني القرآن: 5/499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ}: أي : لا مغيث , ولا مجير.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]
تفسير قوله تعالى:{إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ رحمةً مّنّا...}
يقول: إلاّ أن نفعل ذلك رحمة.
وقوله: {ومتاعاً إلى حينٍ} : يقول: بقاء إلى أجلٍ، أي: نرحمهم , فنمتّعهم إلى حين.). [معاني القرآن: 2/379]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلّا رحمةً منّا ومتاعاً إلى حينٍ}: أي: إلا أن نرحمهم، ونمتعهم إلى أجل.). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إلّا رحمة منّا ومتاعا إلى حين (44)}
منصوبة: مفعول لها، المعنى: ولا ينقذون إلّا لرحمة منّا , ولمتاع إلى حين, إلى انقضاء الأجل.). [معاني القرآن: 4/289]