تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى تؤزهم أزا قال تزعجهم إزعاجا في معاصي الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/12]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عيينة: {تؤزّهم أزًّا} [مريم: 83] : «تزعجهم إلى المعاصي إزعاجًا»). [صحيح البخاري: 6/93]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عيينة تؤزهم أزا تزعجهم إلى المعاصي إزعاجًا كذا هو في تفسير بن عيينة ومثله عند عبد الرّزّاق وذكره عبد بن حميدٍ عن عمرو بن سعدٍ وهو أبو داود الحفريّ عن سفيان وهو الثّوريّ قال تغريهم إغراء ومثله عند بن أبي حاتمٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ ومن طريق السّدّيّ تطغيهم طغيانًا). [فتح الباري: 8/427]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عيينة {تؤزهم أزا} 83 مريم تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا وقال مجاهد {إدا} عوجا قال ابن عبّاس {وردا} عطاشا {أثاثا} مالا {إدا} قولا عظيما {ركزا} صوتا وقال مجاهد {فليمدد} فليدعه
أما قول ابن عيينة فقال
وروى ابن جرير مثله عن الحسن بن يحيى عن عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة
وكذا رواه أبو مسهر عن سعيد بن بشر عن قتادة
وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 89 مريم {لقد جئتم شيئا إدا} قال عظيما
وكذا رواه غير واحد عن مجاهد قال إدا عظيما). [تغليق التعليق: 4/248-249]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عيينة) سفيان فيما ذكره في تفسيره في قوله: ({تؤزهم أزًّا}) [مريم: 83] أي (تزعجهم) أي الشياطين (إلى المعاصي إزعاجًا) وقيل تغريهم عليها بالتسويلات وتحبيب الشهوات). [إرشاد الساري: 7/232]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تأزهم أزاً} تشليهم أشلاء). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 53]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزًّا (83) فلا تعجل عليهم إنّما نعدّ لهم عدًّا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ألم تر يا محمّد أنّا أرسلنا الشّياطين على أهل الكفر باللّه {تؤزّهم} يقول: تحرّكهم بالإغواء والإضلال، فتزعجهم إلى معاصي اللّه، وتغريهم بها حتّى يواقعوها {أزًّا} إزعاجًا وإغراءً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أزًّا} يقول: تغريهم إغراءً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: تؤزّ الكافرين إغراءً في الشّرك: امض امض في هذا الأمر، حتّى توقعهم في النّار، امضوا في الغيّ امضوا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو إدريس، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله {تؤزّهم أزًّا} قال: تغريهم إغراءً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تؤزّهم أزًّا} قال: تزعجهم إزعاجًا في معصية اللّه.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن عثمة، قال: حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قول اللّه {تؤزّهم أزًّا} قال: تزعجهم إلى معاصي اللّه إزعاجًا.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {تؤزّهم أزًّا} قال تزعجهم إزعاجًا في معاصي اللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين، على الكافرين تؤزّهم أزًّا} فقرأ: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} قال: تؤزّهم أزًّا، قال: تشليهم إشلاءً على معاصي اللّه تبارك وتعالى، وتغريهم عليها، كما يغري الإنسان الآخر على الشّيء.
يقال منه: أززت فلانًا بكذا، إذا أغريته به أؤزّه أزًّا وأزيزًا، وسمعت أزيز القدر: وهو صوت غليانها على النّار، ومنه حديث مطرّفٍ عن أبيه، أنّه انتهى إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يصلّي، ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل). [جامع البيان: 15/626-628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 83 - 87.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} قال: تغويهم إغواء). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تؤزهم} قال: تحرض المشركين على محمد وأصحابه). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {تؤزهم أزا} تشليهم أشلاء). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {تؤزهم أزا} قال: تزعجهم إزعاجا إلى معاصي الله). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا} قال: كقوله: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا) (الزخرف آية 36) ). [الدر المنثور: 10/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {تؤزهم أزا} قال: توقدهم وقودا، قال فيه الشاعر:
حكيم أمين لا يبالي بخلبة * إذا أزه الأقوام لم يترمرم). [الدر المنثور: 10/131-132]
تفسير قوله تعالى: (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا تعجل عليهم إنّما نعدّ لهم عدًّا} يقول عزّ ذكره: فلا تعجل على هؤلاء الكافرين بطلب العذاب لهم والهلاك، يا محمّد {إنّما نعدّ لهم عدًّا} يقول: فإنّما نؤخّر إهلاكهم ليزدادوا إثمًا، ونحن نعدّ أعمالهم كلّها ونحصيها حتّى أنفاسهم لنجازيهم على جميعها، ولم نترك تعجيل هلاكهم لخيرٍ أردناه بهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّما نعدّ لهم عدًّا} يقول: أنفاسهم الّتي يتنفّسون في الدّنيا، فهي معدودةٌ كسنّهم وآجالهم). [جامع البيان: 15/628]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إنما نعد لهم عدا} يقول: أنفاسهم التي يتنفسون في الدنيا فهي معدودة كسنهم وآجالهم). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله: {إنما نعد لهم عدا} قال: كل شيء حتى النفس). [الدر المنثور: 10/132]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلى الرحمن وفدا قال وفدا إلى الجنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا (85) ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا}.
يقول تعالى ذكره: يوم نجمع الّذين اتّقوا الله في الدّنيا فخافوا عقابه، فاجتنبوا لذلك معاصيه، وأدّوا فرائضه إلى ربّهم {وفدًا} يعني بالوفد: الرّكبان.
يقال: وفدت على فلانٍ: إذا قدمت عليه، وأوفد القوم وفدًا على أميرهم، إذا بعثوا من قبلهم بعثًا. والوفد في هذا الموضع بمعنى الجمع، ولكنّه واحدٌ، لأنّه مصدر واحدهم وافدٌ، وقد يجمع الوفد: الوفود، كما قال بعض بني حنيفة:
إنّي لممتدحٌ بما هو صانعٌ = رأس الوفود مزاحم بن جساس
وقد يكون الوفود في هذا الموضع جمع وافدٍ، كما الجلوس جمع جالسٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن النّعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ، في قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: أما واللّه ما يحشر الوفد على أرجلهم، ولا يساقون سوقًا، ولكنّهم يؤتون بنوقٍ لم ير الخلائق مثلها، عليها رحال الذّهب، وأزمّتها الزّبرجد، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن إسماعيل، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: على الإبل.
- حدّثنا عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} يقول: ركبانًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ الملائيّ، قال: إنّ المؤمن إذا خرج من قبره استقبله أحسن صورةً، وأطيبه ريحًا، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا إلاّ أنّ اللّه قد طيّب ريحك وحسّن صورتك، فيقول: كذلك كنت في الدّنيا أنا عملك الصّالح طالما ركبتك في الدّنيا، فاركبني أنت اليوم، وتلا: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا}.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، {إلى الرّحمن وفدًا} قال: وفدًا إلى الجنّة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: على النّجائب.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: سمعت سفيان الثّوريّ، يقول: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} قال: على الإبل النّوق). [جامع البيان: 15/628-631]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، ثنا يعلى بن عبيدٍ، قالا: ثنا عبد الرّحمن بن إسحاق القرشيّ، عن النّعمان بن سعدٍ، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، في هذه الآية: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85] قال عليٌّ: أما واللّه ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقًا، ولكنّهم يؤتون بنوقٍ لم تر الخلائق مثلها عليها رحل الذّهب وأزمّتها الزّبرجد، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنّة «الحديث هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/409]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85].
- عن النّعمان بن سعدٍ قال: كنّا جلوسًا عند عليٍّ، فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} [مريم: 85] قال: لا واللّه، ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن يؤتون بنوقٍ لم تر الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهبٍ، يركبون عليها حتّى يضربون أبواب الجنّة.
رواه أحمد، وفيه عبد الرّحمن بن إسحاق الواسطيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: ركبانا). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي شيبة، وابن المنذر عن أبي هريرة {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: على الإبل). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي سعيد رضي الله عنه {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: على نجائب رواحلها من زمرد وياقوت ومن أي لون شاء). [الدر المنثور: 10/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: إلى الجنة). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الربيع {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: يفدون إلى ربهم فيكرمون ويعطون ويحيون ويشفعون). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم والنسائي، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين وإثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن علي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: أما والله ما يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون من الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها: رحالها الذهب وأزمتها الزبرجد فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة). [الدر المنثور: 10/133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي شيبة وعبد الله بن أحمد وفي زوائد المسند، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن علي رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} فقال: أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يطرقوا باب الجنة). [الدر المنثور: 10/133-134]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طرق، عن علي، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قلت: يا رسول الله هل الوفد إلا الركب قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من إحدى العينين فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعراهم بعدها أبدا فيضربون بالحلقة على الصفيحة فلو سمعت طنين الحلقة يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها فيفتح له الباب فإذا رآه خر له ساجدا فيقول: ارفع راسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك، فيتبعه ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول: أنت حبي وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة فلا أبأس أبدا وأنا الخالدة فلا أموت أبدا وأنا المقيمة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بني على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر وطرائق خضر وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صاحبتها، وفي البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا عليها سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الحلل يقضى جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه تجري من تحتهم الأنهار أنهار مطردة (أنهار من ماء غير آسن) (محمد آية 15) صاف ليس فيه كدور (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) (محمد آية 15) ولم يخرج من ضروع الماشية، (وأنهار من خمر لذة للشاربين) (محمد آية 15) لم يعصرها الرجال بأقدامها.
(وأنهار من عسل مصفى) (محمد آية 15) لم يخرج من بطون النحل فيستحلي الثمار فإن شاء أكل قائما وإن شاء أكل قاعدا وإن شاء أكل متكئا فيشتهي الطعام فيأتيه طير بيض أجنحتها فيأكل من جنوبها أي لون شاء ثم تطير فتذهب فيدخل الملك فيقول: (سلام عليكم) (الزمر آية 73) (تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) (الأعراف آية 43) ). [الدر المنثور: 10/134-136]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مسلم بن جعفر البجلي قال: سمعت أبا معاذ البصري: أن عليا قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور تلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من أحداهما فيغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا وتحري عليهم نضرة النعيم فيأتون باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء: أن زوجها قد اقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا فيقول: ارفع رأسك إنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول: أنت حبي وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق: أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الأنهار من تحتهم تطرد: (أنهار من ماء غير آسن) (محمد آية 15) قال: صاف لا كدر فيه (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) (محمد آية 15) قال: لم يخرج من ضروع الماشية (وأنهار من خمر لذة للشاربين) (محمد آية 15) قال: لم تعصرها الرجال بأقدامها (وأنهار من عسل مصفى) (محمد آية 15) قال: لم يخرج من بطون النحل فيستحلي الثمار فإن شاء أكل قائما وإن شاء أكل قاعدا وإن شاء أكل متكئا، ثم تلا (ودانية عليهم ظلالها) (محمد آية 15) الآية، فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض وربما قال: أخضر فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول: (سلام عليكم) (تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ). [الدر المنثور: 10/136-138]
تفسير قوله تعالى: (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًا} [سورة مريم: 86]، قال: متقطعة أعناقهم من العطش). [الزهد لابن المبارك: 2/576]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى إلى جهنم وردا قال ظماء إلى النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت كان أبغض الرجال إلى رسول الله الألد الخصم). [تفسير عبد الرزاق: 2/13]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {وردًا} [مريم: 86] : «عطاشًا» ). [صحيح البخاري: 6/93]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ وردًا عطاشًا تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/427]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 74 مريم {أثاثا} يقول مالا
وبه في قوله 89 مريم {شيئا إدا} يقول قولا عظيما
وبه في قوله 98 مريم {ركزا} قال صوتا
وتفسير وردا تقدم في صفة النّار في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/249] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ ورداً عطاشاً
أي: قال عبد الله بن عبّاس في قوله تعالى: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردا} (مريم: 86) وفسّر: (وردا) بقوله: (عطاشاً) ، والورد جماعة يردون الماء اسم على لفظ المصدر، وقال الثّعلبيّ: عطاشاً مشاة على أرجلهم قد تقطعت أعناقهم من العطش). [عمدة القاري: 19/51]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس: {وردًا}) في قوله تعالى: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًّا} [مريم: 86] أي (عطاشًا) فإن من يرد الماء لا يرده إلا لعطش وهذا ساقط أيضًا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/232]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} يقول تعالى ذكره: ونسوق الكافرين باللّه الّذين أجرموا إلى جهنّم عطاشًا.
والورد: مصدرٌ من قول القائل: وردت كذا أرده وردًا، ولذلك لم يجمع، وقد وصف به الجمع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثني عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} يقول: عطاشًا.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن إسماعيل، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} قال: عطاشًا.
- حدّثني يعقوب، والفضل بن صباحٍ، قالا: حدّثنا إسماعيل ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} قال: عطاشًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، عن يونس، عن الحسن، مثله.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {إلى جهنّم وردًا} قال: ظماءٌ إلى النّار.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} سوقوا إليها وهم ظماءٌ عطاشٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: سمعت سفيان، يقول في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} قال: عطاشًا). [جامع البيان: 15/631-632]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: عطاشا). [الدر المنثور: 10/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: ظماء إلى النار). [الدر المنثور: 10/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: متقطعة أعناقهم من العطش). [الدر المنثور: 10/138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: عطاشا.
وأخرج هناد عن الحسن مثله). [الدر المنثور: 10/138-139]
تفسير قوله تعالى: (لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت الليث يقول في هذه الآية: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}، قال: عهده: حفظ كتبه). [الجامع في علوم القرآن: 2/170-171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا}.
يقول تعالى ذكره: لا يملك هؤلاء الكافرون بربّهم يا محمّد، يوم يحشر اللّه المتّقين إليه وفدًا الشّفاعة، حين يشفع أهل الإيمان بعضهم لبعضٍ عند اللّه، فيشفع بعضهم لبعضٍ {إلاّ من اتّخذ} منهم {عند الرّحمن} في الدّنيا {عهدًا} بالإيمان به، وتصديق رسوله، والإقرار بما جاء به، والعمل بما أمر به.
- كما: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} قال: العهد: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، ويتبرّأ إلى اللّه من الحول والقوّة ولا يرجو إلاّ اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} قال: المؤمنون يومئذٍ بعضهم لبعضٍ شفعاء {إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} قال: عملاً صالحًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} أي بطاعته
وقال في آيةٍ أخرى: {لا تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له الرّحمن ورضي له قولاً} تعلموا أنّ اللّه مشفع يوم القيامة المؤمنين بعضهم في بعضٍ ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: " إنّ في أمّتي رجلاً ليدخلنّ اللّه بشفاعته الجنّة أكثر من بني تميمٍ وكنّا نحدّث أنّ " الشّهيد يشفع في سبعين من أهل بيته ".
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالكٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ شفاعتي لمن مات من أمّتي لا يشرك باللّه شيئًا ".
و " من " في قوله: {إلاّ من} في موضع نصبٍ على الاستثناء، ولا يكون خفضًا بضمير اللاّم، ولكن قد يكون نصبًا في الكلام في غير هذا الموضع، وذلك كقول القائل: أردت المرور اليوم إلاّ العدوّ فإنّي لا أمرّ به، فيستثني العدوّ من المعنى، وليس ذلك كذلك في قوله: {لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} لأنّ معنى الكلام: لا يملك هؤلاء الكفّار إلاّ من آمن باللّه، فالمؤمنون ليسوا من عداد الكافرين، ومن نصبه على أنّ معناه إلاّ لمن اتّخذ عند الرّحمن عهدًا، فإنّه ينبغي أن يجعل قوله لا يملكون الشّفاعة للمتّقين، فيكون معنى الكلام حينئذٍ يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا لا يملكون الشّفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا. فيكون معناه عند ذلك: إلاّ لمن اتّخذ عند الرّحمن عهدًا. فأمّا إذا جعل لا يملكون الشّفاعة خبرًا عن المجرمين، فإنّ " من " تكون حينئذٍ نصبًا على أنّه استثناءٌ منقطعٌ، فيكون معنى الكلام: لا يملكون الشّفاعة لكن من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا يملكه). [جامع البيان: 15/632-634]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن حاتمٍ المزكّي بمرو، ثنا عبد العزيز بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سعدٍ، ثنا المسعوديّ، عن عونٍ، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، أنّه قرأ {إلّا من اتّخذ عند الرّحمن عهدًا} [مريم: 87] فقال: اتّخذوا عند الرّحمن عهدًا، فإنّ اللّه يقول يوم القيامة من كان له عندي عهدٌ فليقم. قال: فقلنا: فعلّمنا يا أبا عبد الرّحمن، قال: " قولوا: اللّهمّ فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة إنّي أعهد إليك في هذه الحياة الدّنيا بأنّي أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، فإنّك إن تكلني إلى نفسي تقرّبني من الشّرّ، وتباعدني من الخير، وإنّي لا أثق إلّا برحمتك فاجعله لي عندك عهدًا توفّيه إليّ يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: شهادة أن لا إله إلا الله وتبرأ من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: المؤمنون يومئذ بعضهم لبعض شفعاء). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مقاتل بن حيان {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: العهد الصلاح). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة). [الدر المنثور: 10/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرني ومن سرني فقد اتخذ عند الرحمن عهدا ومن اتخذ عند الرحمن عهدا فلا تمسه النار، إن الله لا يخلف الميعاد). [الدر المنثور: 10/139-140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: إن الله يقول يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم فلا يقوم إلا من قال هذا في الدنيا، قولوا اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد). [الدر المنثور: 10/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة - قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص منها شيئا - جاء له عند الله عهد أن لا يعذبه ومن جاء قد انتقص منهن شيئا فليس له عند الله عهد إن شاء رحمه وإن شاء عذبه). [الدر المنثور: 10/140-141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في دبر كل صلاة - بعدما سلم - هؤلاء الكلمات: كتبه ملك في رق فختم بخاتم ثم دفعها إلي يوم القيامة فإذا بعث الله العبد من قبره جاءه الملك ومعه الكتاب ينادي: أين أهل العهود حتى تدفع إليهم والكلمات أن تقول: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم - إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل رحمتك لي عهدا عندك تؤديه إلي يوم القيامة: إنك لا تخلف الميعاد وعن طاووس: أنه أمر بهذه الكلمات فكتبت في كفنه). [الدر المنثور: 10/141]