تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ألم نربك فينا وليدا قال التقطه آل فرعون فربوه حتى كان رجلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/73]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين (18) وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين}.
وفي هذا الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة ما ظهر عليه منه، وهو: فأتيا فرعون فأبلغاه رسالة ربّهما إليه، فقال فرعون: ألم نربّك فينا يا موسى وليدًا، ولبثت فينا من عمرك سنين؟ وذلك مكثه عنده قبل قتل القتيل الّذي قتله من القبط). [جامع البيان: 17/554-555]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال: ألم نربّك فينا وليدًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ألم نربّك فينا وليدًا قال: التقطه آل فرعون فربّي فيهم وليدًا حتّى كان رجلا
قوله تعالى: ولبثت فينا من عمرك سنين (18) وفعلت فعلتك الّتي فعلت
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت قتل النّفس أيضًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت يقول قتل النّفس الّتي قتلت قوله: وأنت من الكافرين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين معنا على ديننا الّذي تعيب
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني عطا، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: منّ فرعون على موسى حين ربّاه يقول كفرت نعمتي
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فلمّا وقف على فرعون قال إنّي رسول ربّ العالمين فعرّفه فرعون قال: ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين أي لإحساني إليك وفضلي عليك، ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي، ثمّ قتلت رجلا من شيعتي.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: ربّيناك فينا وليدًا فهذا الّذي كافأتنا أن قتلت منّا نفسًا، وكفرت نعمتنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2753-2754]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين، قال: وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده). [الدر المنثور: 11/240-241] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وفعلت فعلتك الّتي فعلت} يعني: قتله النّفس الّتي قتل من القبط.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين (19) قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين}. قال: قتل النّفس.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وإنّما قيل {وفعلت فعلتك} لأنّها مرّةً واحدةً، ولا يجوز كسر الفاء إذا أريد بها هذا المعنى.
وذكر عن الشّعبيّ أنّه قرأ ذلك: (وفعلت فعلتك) بكسر الفاء، وهي قراءةٌ لقراءة القرّاء من أهل الأمصار مخالفةٌ.
وقوله: {وأنت من الكافرين} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: وأنت من الكافرين باللّه على ديننا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين} يعني على ديننا هذا الّذي تعيب.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأنت من الكافرين نعمتنا عليك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين} قال: ربّيناك فينا وليدًا، فهذا الّذي كافأتنا أن قتلت منّا نفسًا، وكفرت نعمتنا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وأنت من الكافرين} يقول: كافرًا للنّعمة، لأنّ فرعون لم يكن يعلم ما الكفر.
قال أبو جعفرٍ: وهذا القول الّذي قاله ابن زيدٍ أشبه بتأويل الآية، لأنّ فرعون لم يكن مقرًّا للّه بالرّبوبيّة، وإنّما كان يزعم أنّه هو الرّبّ، فغير جائزٍ أن يقول لموسى، إن كان موسى كان عنده على دينه يوم قتل القتيل على ما قاله السّدّيّ: فعلت الفعلة وأنت من الكافرين، الإيمان عنده: هو دينه الّذي كان عليه موسى عنده، إلاّ أن يقول قائلٌ: إنّما أراد: وأنت من الكافرين يومئذٍ يا موسى، على قولك اليوم، فيكون ذلك وجهًا يتوجّه.
فتأويل الكلام إذن: وقتلت الّذي قتلت منّا وأنت من الكافرين نعمتنا عليك، وإحساننا إليك في قتلك إيّاه.
وقد قيل: معنى ذلك: وأنت الآن من الكافرين لنعمتي عليك، وتربيتي إيّاك). [جامع البيان: 17/555-557]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولبثت فينا من عمرك سنين (18) وفعلت فعلتك الّتي فعلت
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت قتل النّفس أيضًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وفعلت فعلتك الّتي فعلت يقول قتل النّفس الّتي قتلت قوله: وأنت من الكافرين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين معنا على ديننا الّذي تعيب
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني عطا، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: منّ فرعون على موسى حين ربّاه يقول كفرت نعمتي
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فلمّا وقف على فرعون قال إنّي رسول ربّ العالمين فعرّفه فرعون قال: ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين أي لإحساني إليك وفضلي عليك، ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي، ثمّ قتلت رجلا من شيعتي.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين قال: ربّيناك فينا وليدًا فهذا الّذي كافأتنا أن قتلت منّا نفسًا، وكفرت نعمتنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2753-2754] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وفعلت فعلتك التي فعلت يعني به قتل النفس). [تفسير مجاهد: 459-460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتل النفس أيضا، وفي قوله {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين، قال: وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده). [الدر المنثور: 11/240-241] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال: من فرعون على موسى حين رباه، يقول: كفرت نعمتي). [الدر المنثور: 11/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال: للنعمة، ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر وفي قوله {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/241]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأنا من الضالين قال من الجاهلين جهله نبي الله ولم يتعمده). [تفسير عبد الرزاق: 2/73]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين (20) ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا وجعلني من المرسلين}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى لفرعون: فعلت تلك الفعلة الّتي فعلت، أي قتلت تلك النّفس الّتي قتلت إذن وأنا من الضّالّين. يقول: وأنا من الجاهلين قبل أن يأتيني من اللّه وحي بتحريم قتله عليّ.
والعرب تضع من الضّلال موضع الجهل، والجهل موضع الضّلال، فتقول: قد جهل فلانٌ الطّريق وضلّ الطّريق، بمعنًى واحدٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأنا من الضّالّين} قال: من الجاهلين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
قال ابن جريجٍ: وفي قراءة ابن مسعودٍ: (وأنا من الجاهلين).
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: {وأنا من الضّالّين} قال: من الجاهلين.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وأنت من الكافرين} فقال موسى: لم أكفر، ولكن فعلتها وأنا من الضّالّين. وفي حرف ابن مسعودٍ: فعلتها إذًا وأنا من الجاهلين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين} قبل أن يأتيني من اللّه شيءٌ كان قتلي إيّاه ضلالةً خطأً. قال: والضّلالة ههنا الخطأ، لم يقل ضلالةً فيما بينه وبين اللّه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين} يقول: وأنا من الجاهلين). [جامع البيان: 17/557-558]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين (20)
قوله: قال فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: وأنا من الضّالّين قال: من الجاهلين وروي، عن ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبيرٍ والثّوريّ مثل ذلك.
- أخبرنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وأنا من الضّالّين أي من الجاهلين قال وفي بعض القراءات فعلتها إذا او انا من الجاهلين فإنّما هو شيءٌ جهل فيه نبيّ اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- ولم يتعمّده.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين أي خطأٌ لا أريد ذلك.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين قبل أن يأتيني من اللّه شيءٌ كان قتلي إيّاه ضلالةً وخطأً قال: والضّلالة هاهنا الخطأ ولم يقل ضلالةً فيما بينه وبين اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2754-2755]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإنا من الضالين قال يعني من الجاهلين). [تفسير مجاهد: 459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتل النفس أيضا، وفي قوله {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/240] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولهم علي ذنب} قال: قتل النفس، وفي قوله {ألم نربك فينا وليدا} قال: التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا {وفعلت فعلتك التي فعلت} قال: قتلت النفس التي قتلت {وأنت من الكافرين} قال: فتبرأ من ذلك نبي الله قال: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين، قال: وهي في بعض القراءة {إذا وأنا من الضالين} فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده). [الدر المنثور: 11/240-241] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} قال: للنعمة، ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر وفي قوله {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} قال: من الجاهلين). [الدر المنثور: 11/241] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود (فعلتها اذن وأنا من الجاهلين) ). [الدر المنثور: 11/241]
تفسير قوله تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {ففررت منكم لمّا خفتكم} الآية يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل موسى لفرعون: {ففررت منكم} معشر الملأ من قوم فرعون {لمّا خفتكم} أن تقتلوني بقتلي القتيل منكم. {فوهب لي ربّي حكمًا} يقول: فوهب لي ربّي نبوّةً وهي الحكم.
- كما حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فوهب لي ربّي حكمًا} والحكم: النّبوّة.
وقوله: {وجعلني من المرسلين} يقول: وألحقني بعداد من أرسله إلى خلقه، مبلّغًا عنه رسالته إليهم بإرساله إيّاي إليك يا فرعون). [جامع البيان: 17/559]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا وجعلني من المرسلين (21)
قوله: ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا وجعلني من المرسلين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكمًا والحكم النّبوّة وجعلني من المرسلين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2755]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فوهب لي ربي حكما} قال: النبوة). [الدر المنثور: 11/241-242]
تفسير قوله تعالى: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وتلك نعمة تمنها على قال يقول موسى لفرعون أتمن علي أن اتخذت أنت بني إسرائيل عبيدا). [تفسير عبد الرزاق: 2/74]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل (22) قال فرعون وما ربّ العالمين (23) قال ربّ السّموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل نبيّه موسى صلّى اللّه عليه وسلّم لفرعون {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ}.
يعني بقوله: وتلك تربية فرعون إيّاه، يقول: وتربيتك إيّاي، وتركك استعبادي كما استعبدت بني إسرائيل نعمةٌ منك تمنّها عليّ بحقٍّ.
وفي الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة ما ذكر عليه عنه، وهو: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل وتركتني، فلم تستعبدني، فترك ذكر وتركتني لدلالة قوله {أن عبّدت بني إسرائيل} عليه، والعرب تفعل ذلك اختصارًا للكلام، ونظير ذلك في الكلام أن يستحقّ رجلان من ذي سلطانٍ عقوبةً، فيعاقب أحدهما، ويعفو عن الآخر، فيقول المعفوّ عنه هذه نعمةٌ عليّ من الأمير أن عاقب فلانًا، وتركني، ثمّ حذف وتركني لدلالة الكلام عليه.
ولـ (أنّ) في قوله: {أن عبّدت بني إسرائيل} وجهان:
أحدهما: النّصب، لتعلّق {تمنّها} بها، وإذا كانت نصبًا كان معنى الكلام: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ لتعبّدك بني إسرائيل.
والآخر: الرّفع على أنّها ردٌّ على النّعمة. وإذا كانت رفعًا كان معنى الكلام: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ تعبيدك بني إسرائيل.
ويعني بقوله: {أن عبّدت بني إسرائيل} أن اتّخذتهم عبيدًا لك. يقال منه: عبّدت العبيد وأعبدتهم، قال الشّاعر:
علام يعبدني قومي وقد كثرت = فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} قال: قهرتهم واستعملتهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: {تمنّ عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} قال: قهرت وغلبت واستعملت بني إسرائيل.
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} وربّيتني قبل وليدًا.
وقال آخرون: هذا استفهامٌ كان من موسى لفرعون، كأنّه قال: أتمنّ عليّ أن اتّخذت بني إسرائيل عبيدًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} قال: يقول موسى لفرعون: أتمنّ عليّ أن اتّخذت أنت بني إسرائيل عبيدًا.
واختلف أهل العربيّة في ذلك، فقال بعض نحويّي البصرة: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ، فيقال: هذا استفهامٌ كأنّه قال: أتمنّها عليّ؟ ثمّ فسّر فقال: {أن عبّدت بني إسرائيل} وجعله بدلاً من النّعمة.
وكان بعض أهل العربيّة ينكر هذا القول، ويقول: هو غلطٌ من قائله لا يجوز أن يكون همز الاستفهام يلقى وهو يطلب، فيكون الاستفهام كالخبر، قال: وقد استقبح ومعه أم، وهي دليلٌ على الاستفهام واستقبحوا:
تروح من الحيّ أم تبتكر = وماذا يضرّك لو تنتظر؟
قال: وقال بعضهم: هو أتروح من الحيّ وحذف الاستفهام أوّلاً اكتفاءً بـ (أم). وقال أكثرهم: بل الأوّل خبرٌ، والثّاني استفهامٌ، وكأنّ أم إذا جاءت بعد الكلام فهي الألف، فأمّا وليس معه أم، فلم يقله إنسانٌ.
وقال بعض نحويّي الكوفة في ذلك ما قلنا. وقال: معنى الكلام: وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين لنعمتي: أي لنعمة تربيتي لك، فأجابه فقال: نعم هي نعمةٌ عليّ أن عبّدت النّاس ولم تستعبدني). [جامع البيان: 17/559-562]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: ثمّ أقبل عليه موسى ينكر عليه ما ذكر من يده عنده فقال: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ قال: يقول موسى لفرعون أتمنّ عليّ يا فرعون بأن اتّخذت من بني إسرائيل عبيدًا وكانوا أحرارًا فقهرتهم واتّخذتهم عبيدًا قوله: أن عبّدت بني إسرائيل.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أن عبّدت بني إسرائيل فقهرتهم واستعملتهم
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق أن عبّدت بني إسرائيل أي أن اتّخذتهم عبيدًا تنزع أبنائهم من أيديهم، فتسترقّ من شئت، وتقتل من شئت، وإنّي إنّما صيّرني إليك لأبيّن لك ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2755-2756]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أن عبدت بني إسرائيل يعني قهرتهم واستعبدتهم واستعملتهم). [تفسير مجاهد: 460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل} قال: قهرتهم واستعملتهم). [الدر المنثور: 11/241]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وتلك نعمة تمنها علي} قال: يقول موسى لفرعون: أتمن علي يا فرعون بان اتخذت بني إسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا). [الدر المنثور: 11/242]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقول {قال فرعون وما ربّ العالمين} يقول: وأيّ شيءٍ ربّ العالمين؟). [جامع البيان: 17/562]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال فرعون وما ربّ العالمين (23)
قوله تعالى: قال فرعون وما ربّ العالمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: فرعون وما ربّ العالمين،... قال: فمن ربّكما يا موسى قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فرعون وما ربّ العالمين قال: يستوصفه اللّه الّذي أرسله إليه أي ما إلهك هذا؟ وفي قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأولين أي وخلق آبائكم الأولين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قال فرعون وما رب العالمين} إلى قوله {إن كنتم تعقلون} قال: فلم يزده إلا رغما). [الدر المنثور: 11/242]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قال} موسى: هو {ربّ السّموات والأرض} ومالكهنّ {وما بينهما} يقول: ومالك ما بين السّموات والأرض من شيءٍ {إن كنتم موقنين} يقول: إن كنتم موقنين أنّ ما تعاينونه كما تعاينونه، فكذلك فأيقنوا أنّ ربّنا هو ربّ السّموات والأرض وما بينهما). [جامع البيان: 17/562]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال رب السماوات والأرض وما بينهما الآيه.
- حدثنا أبي عمر العدنيّ، ثنا سفيان، عن أبي سعيدٍ، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ قوله: قال: فرعون وما ربّ العالمين قال ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين فلم يزده إلا رغمًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لمن حوله ألا تستمعون (25) قال ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (26) قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ (27) قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون (28) قال لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين}.
يعني تعالى ذكره بقوله {قال لمن حوله ألا تستمعون} قال فرعون لمن حوله من قومه: ألا تستمعون لما يقول موسى، فأخبر موسى عليه السّلام القوم بالجواب عن مسألة فرعون إيّاه وقيله له {وما ربّ العالمين} ليفهم بذلك قوم فرعون مقالته لفرعون وجوابه إيّاه عمّا سأله، إذ قال لهم فرعون {ألا تستمعون} إلى قول موسى). [جامع البيان: 17/563]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال لهم: الّذي دعوته إليه وإلى عبادته {ربّكم} الّذي خلقكم {وربّ آبائكم الأوّلين} ). [جامع البيان: 17/563]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757] (م)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقال فرعون لمّا قال لهم موسى ذلك، وأخبرهم عمّا يدعو إليه فرعون وقومه: {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ} يقول: إنّ رسولكم هذا الّذي يزعم أنّه أرسل إليكم لمغلوبٌ على عقله، لأنّه يقول قولاً لا نعرفه ولا نفهمه، وإنّما قال ذلك ونسب موسى عدوّ اللّه إلى الجنّة، لأنّه كان عنده وعند قومه أنّه لا ربّ غيره يعبد، وأنّ الّذي يدعوه إليه موسى باطلٌ ليست له حقيقةٌ، فقال موسى عند ذلك محتجًا عليهم، ومعرّفهم ربّهم بصفته وأدلّته، إذ كان عند قوم فرعون أنّ الّذي يعرفونه ربًّا لهم في ذلك الوقت هو فرعون، وأنّ الّذي يعرفونه لآبائهم أربابًا ملوكٌ أخر، كانوا قبل فرعون قد مضوا، فلم يكن عندهم أنّ موسى أخبرهم بشيءٍ له معنًى يفهمونه ولا يعقلونه، ولذلك قال لهم فرعون: إنّه مجنونٌ، لأنّ كلامه كان عندهم كلامًا لا يعقلون معناه: الّذي أدعوكم وفرعون إلى عبادته ربّ المشرق والمغرب {وما بينهما} ). [جامع البيان: 17/563-564]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757] (م)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ربّ المشرق والمغرب {وما بينهما} يعني: ملك مشرق الشّمس ومغربها، وما بينهما من شيءٍ، لا إلى عبادة ملوك مصر الّذين كانوا ملوكها قبل فرعون لآبائكم فمضوا، ولا إلى عبادة فرعون الّذي هو اليوم ملكها. {إن كنتم تعقلون} يقول: إن كان لكم عقولٌ تعقلون بها ما يقال لكم، وتفهمون بها ما تسمعون ممّا تبيّن لكم. فلمّا أخبرهم عليه السّلام بالأمر الّذي علموا أنّه الحقّ الواضح، إذ كان فرعون ومن قبله من ملوك مصر لم يجاوز ملكهم عريش مصر، وتبيّن لفرعون ومن حوله من قومه أنّ الّذي يدعوهم موسى إلى عبادته، هو الملك الّذي يملك الملوك). [جامع البيان: 17/564]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال لمن حوله
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: لمن حوله من ملائه ألا تستمعون أي إنكارا لما قال أن ليس إلهًا غيري.
- وبه في قوله: ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين: أي وخلق آبائكم الأوّلين وخلقكم، من آبائكم.
- وبه في قوله: قال إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٍ قال فرعون: إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنونٌ أي ما هذا الكلام صحيحٌ أن يزعم أن لكم إليها غيري.
- وبه في قوله: قال: ربّ المشرق والمغرب: أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما أي خالق ما بينهما من الخلق قوله: إن كنتم تعقلون: أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: تعقلون يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/2756-2757] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قال فرعون وما رب العالمين} إلى قوله {إن كنتم تعقلون} قال: فلم يزده إلا رغما). [الدر المنثور: 11/242] (م)