قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((المقدس طوى) [12] حسن.
ومثله: (أكاد أخفيها) [15] غير تام لأن قوله: (لتجزي كل نفس) متعلق بالأول كأنه قال: «لكي تجزي». وقال السجستاني: معناه «لتجزين كل نفس» على القسم وهو خطأ لما ذكرنا.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/767]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({الحسنى} تام. ومثله {على النار هدى} ومن قرأ {أني أنا ربك} بفتح الهمزة أو بكسرها لم يبتدئ بها، لأن كسرها بتقدير: فقيل إني. فهي محكية بعد القول. وفتحها بتقدير: بأني. فهي مفعول (نودي) الثاني، فلا تقطع من ذلك.
{طوى} كاف. ومثله {أكاد أخفيها} لأن فيه إضمار (من نفسي) أي: من عندي. (بما تسعى) أكفى منه. {فتردى} تام.)[المكتفى: 379]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({حديث موسى- 9- م} لأنه لو وصل لصار «إذا» ظرفا للإتيان. {نعليك- 12- ج} للابتداء بأن، مع اتحاد المقول. {طوى- 12- ط} إلا لمن قرأ: «وأنا اخترناك».
{فاعبدني- 14- لا} للعطف.)[علل الوقوف: 2/691]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (حديث موسى ليس بوقف لأنَّ إذ ظرف منصوب بما قبله وهو الإتيان ومن وقف جعل إذ ظرفًا منصوبًا بمحذوف مقدمًا أي اذكر إذ أو بعده أي إذ رأى نارًا كان كيت وكيت
إذ رأى نارًا (جائز) ومثله امكثوا
هدى (كاف)
نودي يا موسى (حسن) لمن قرأ إنّي بكسر الهمزة بمعنى القول وهي تكسر بعده وليس بوقف لمن فتحها وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وموضعها رفع لأنّه قام مقام الفاعل في نودي وحذف تعظيمًا
نعليك (جائز) للابتداء بإن
طوى (كاف) ومثله وأنا اخترتك لمن قرأ وأنا اخترتك بالتخفيف فأنا مبتدأ وليس بوقف على قراءة حمزة وأنا اخترتك بفتح الهمزة وأنا بالتشديد عطفًا على أن بفتح الهمزة
لما يوحى ليس بوقف لأنَّ قوله إنَّني أنا الله لا إله إلاَّ أنا بيان وتفسير للإبهام في لما يوحى فلا يفصل بين المفسر والمفسر
فاعبدني (جائز) وقيل لا يجوز للعطف
لذكري (تام) واستحسن أبو جعفر أنَّ خبر أكاد محذوف
[منار الهدى: 241]
تقديره أكاد أظهرها وآتي بها لقربها إلاَّ إن كان أخفى من الأضداد بمعنى الإظهار فالوقف على أكاد والأكثر على الوصل وحاصل معنى الآية أنّه يحتمل الظهور والستر فإذا كان معناها الظهور اتصلت بما بعدها في المعنى تقديره أظهرها لتجزى وإذا كان معناها الستر تعلقت اللام بما قبلها أي هي آتية لتجزى وهو تفصيل حسن
بما تسعى (كاف) ومثله فتردى)[منار الهدى: 242]
- أقوال المفسرين