تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({شيعٌ} [الحجر: 10] : «أممٌ، وللأولياء أيضًا شيعٌ»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله شيعٌ أممٌ والأولياء أيضًا شيعٌ قال أبو عبيدة في قوله شيع الأوّلين أي أمم الأوّلين واحدتها شيعةٌ والأولياء أيضًا شيعٌ أي يقال لهم شيعٌ وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين يقول أمم الأوّلين قال الطّبريّ ويقال لأولياء الرجل أيضا شيعة). [فتح الباري: 8/379]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (شيعٌ أممٌ وللأولياء أيضاً شيعٌ
أشار به إلى قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين} (الحجر: 10) وفسّر قوله: شيع، بقوله: أمم، وقال أبو عبيدة في شيع الأوّلين أي في أمم الأوّلين. واحدها شيعة. وقال الثّعلبيّ: فيه إضمار تقديره: ولقد أرسلنا من قبلك رسلًا في شيع الأوّلين، وقال الحسن: فرق الأوّلين، والشيعة الفرقة والطائفة من النّاس. قوله: (وللأولياء أيضا شيع) أي: لهم شيع. وقال الطّبريّ: ويقال ولأولياء الرجل أيضا: شيعة). [عمدة القاري: 19/7]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({شيع}) في قوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} [الحجر: 10] معناه (أمم)، قاله أبو عبيدة (و) يقال (للأولياء أيضًا شيع). وقال: غيره: شيع جمع شيعة وهي الفرقة المتفقة على طريق ومذهب من شاعه إذا تبعه ومفعول أرسلنا في قوله (ولقد أرسلنا من قبلك) محذوف أي أرسلنا رسلاً من قبلك دل الإرسال عليهم وفيه تسلية للنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- حيث نسبوه إلى الجنون أي عادة هؤلاء مع الرسل ذلك). [إرشاد الساري: 7/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين (10) وما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولقد أرسلنا يا محمّد من قبلك في الأمم الأوّلين رسلاً وترك ذكر الرّسل اكتفاءً بدلالة قوله: {ولقد أرسلنا من قبلك} عليه، وعنى بشيع الأوّلين: أمم الأوّلين، واحدتها شيعةٌ، ويقال أيضًا لأولياء الرّجل: شيعته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: " {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين} يقول: أمم الأوّلين "
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمرٍو، عن سعيدٍ، عن قتادة، في قوله: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين} قال: " في الأمم "). [جامع البيان: 14/19-20]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 10 - 13.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} قال: أمم الأولين). [الدر المنثور: 8/593]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون} يقول: وما يأتي شيع الأوّلين من رسولٍ من اللّه يرسله إليهم بالدّعاء إلى توحيده والإذعان بطاعته {إلاّ كانوا به يستهزئون} يقول: إلاّ كانوا يسخرون بالرّسول الّذي يرسله اللّه إليهم، عتوًّا منهم وتمرّدًا على ربّهم). [جامع البيان: 14/20]
تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به قال إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم ألا يؤمنوا به). [تفسير عبد الرزاق: 1/345]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين}
يقول تعالى ذكره: كما سلكنا الكفر في قلوب شيع الأوّلين بالاستهزاء بالرّسل، كذلك نفعل ذلك في قلوب مشركي قومك الّذين أجرموا بالكفر باللّه، {لا يؤمنون به} يقول: لا يصدّقون: بالذّكر الّذي أنزلته إليك.
والهاء في قوله: {نسلكه} من ذكر الاستهزاء بالرّسل والتّكذيب بهم، كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " التّكذيب "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} لا يؤمنون به قال: " إذا كذّبوا سلك اللّه في قلوبهم أن لا يؤمنوا به "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن حميدٍ، عن الحسن، في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " الشّرك "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن في بيت أبي خليفة، ففسّره أجمع على الإثبات، فسألته عن قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين}، قال: " أعمالٌ سيعملونها لم يعملونها "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ الطّويل، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن، فما كان يفسّره إلاّ على الإثبات قال: وقفته على " نسلكه "، قال: " الشّرك "
- قال ابن المبارك: سمعت سفيان يقول في قوله: {نسلكه} قال: " نجعله "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: " هم كما قال اللّه، هو أضلّهم ومنعهم الإيمان ".
يقال منه: سلكه يسلكه سلكًا وسلوكًا، وأسلكه يسلكه إسلاكًا، ومن السّلوك قول عديّ بن زيدٍ:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد = وقد سلكوك في يومٍ عصيب
ومن الإسلاك قول الآخر:
حتّى إذا أسلكوهم في قتائدةٍ = شلًّا كما تطرد الجمّالة الشّردا
وقوله: {وقد خلت سنّة الأوّلين} يقول تعالى ذكره: لا يؤمن بهذا القرآن قومك الّذين سلكت في قلوبهم التّكذيب، {حتّى يروا العذاب الأليم} أخذًا منهم سنّة أسلافهم من المشركين قبلهم من قوم عادٍ، وثمود، وضربائهم من الأمم الّتي كذّبت رسلها، فلم تؤمن بما جاءها من عند اللّه حتّى حلّ بها سخط اللّه فهلكت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} " وقائع اللّه فيمن خلا قبلكم من الأمم "). [جامع البيان: 14/20-22]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: الشرك نسلكه في قلوب المشركين). [الدر المنثور: 8/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {كذلك نسلكه} قال: الشرك نسلكه في قلوبهم). [الدر المنثور: 8/593]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم أن لا يؤمنوا به {وقد خلت سنة الأولين} قال: وقائع الله فيمن خلا من الأمم). [الدر المنثور: 8/593-594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {كذلك نسلكه} قال: هم كما قال الله: هو أضلهم ومنعهم الإيمان). [الدر المنثور: 8/594]
تفسير قوله تعالى: (لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين}
يقول تعالى ذكره: كما سلكنا الكفر في قلوب شيع الأوّلين بالاستهزاء بالرّسل، كذلك نفعل ذلك في قلوب مشركي قومك الّذين أجرموا بالكفر باللّه، {لا يؤمنون به} يقول: لا يصدّقون: بالذّكر الّذي أنزلته إليك.
والهاء في قوله: {نسلكه} من ذكر الاستهزاء بالرّسل والتّكذيب بهم، كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " التّكذيب "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} لا يؤمنون به قال: " إذا كذّبوا سلك اللّه في قلوبهم أن لا يؤمنوا به "
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن حميدٍ، عن الحسن، في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} قال: " الشّرك "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن في بيت أبي خليفة، ففسّره أجمع على الإثبات، فسألته عن قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين}، قال: " أعمالٌ سيعملونها لم يعملونها "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ الطّويل، قال: قرأت القرآن كلّه على الحسن، فما كان يفسّره إلاّ على الإثبات قال: وقفته على " نسلكه "، قال: " الشّرك "
- قال ابن المبارك: سمعت سفيان يقول في قوله: {نسلكه} قال: " نجعله "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: " هم كما قال اللّه، هو أضلّهم ومنعهم الإيمان ".
يقال منه: سلكه يسلكه سلكًا وسلوكًا، وأسلكه يسلكه إسلاكًا، ومن السّلوك قول عديّ بن زيدٍ:
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد = وقد سلكوك في يومٍ عصيب
ومن الإسلاك قول الآخر:
حتّى إذا أسلكوهم في قتائدةٍ = شلًّا كما تطرد الجمّالة الشّردا
وقوله: {وقد خلت سنّة الأوّلين} يقول تعالى ذكره: لا يؤمن بهذا القرآن قومك الّذين سلكت في قلوبهم التّكذيب، {حتّى يروا العذاب الأليم} أخذًا منهم سنّة أسلافهم من المشركين قبلهم من قوم عادٍ، وثمود، وضربائهم من الأمم الّتي كذّبت رسلها، فلم تؤمن بما جاءها من عند اللّه حتّى حلّ بها سخط اللّه فهلكت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} " وقائع اللّه فيمن خلا قبلكم من الأمم "). [جامع البيان: 14/20-22] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين (12) لا يؤمنون به} قال: إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم أن لا يؤمنوا به {وقد خلت سنة الأولين} قال: وقائع الله فيمن خلا من الأمم). [الدر المنثور: 8/593-594] (م)
تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالى ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون قال لو فتح الله عليهم من السماء بابا فظلت الملائكة تعرج فيه فيقول يختلفون فيه ذاهبين وجائين لقالوا سحرت أبصارنا يقول أخذت أبصارنا). [تفسير عبد الرزاق: 1/346]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون (14) لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مّسحورون}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيين بقوله: {فظلّوا فيه يعرجون} فقال بعضهم: معنى الكلام: ولو فتحنا على هؤلاء القائلين لك يا محمّد {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} بابًا من السّماء فظلّت الملائكة تعرج فيه وهم يرونهم عيانًا، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مسحورون}
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} يقول: " لو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّت الملائكة تعرج فيه، لقال أهل الشّرك: إنّما أخذ أبصارنا، وشبّه علينا، وإنّما سحرنا فذلك قولهم: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} "
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ: {فظلّوا فيه يعرجون} " فظلّت الملائكة يعرجون فيه يراهم بنو آدم عيانًا، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مسحورون} "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {يا أيّها الّذي نزّل عليه الذّكر إنّك لمجنونٌ. لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} قال: " ما بين ذلك إلى قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: " رجع إلى قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة}، ما بين ذلك.
- قال ابن جريجٍ: قال ابن عبّاسٍ: " فظلّت الملائكة تعرج فنظروا إليهم، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} قال: " قريشٌ تقوله "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: قال ابن عبّاسٍ: " لو فتح اللّه عليهم من السّماء بابًا فظلّت الملائكة تعرج فيه، يقول: يختلفون فيه جائين وذاهبين، لقالوا{إنّما سكّرت أبصارنا} "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} يعني الملائكة، يقول: " لو فتحت على المشركين بابًا من السّماء، فنظروا إلى الملائكة تعرج بين السّماء والأرض، لقال المشركون: {نحن قومٌ مسحورون} سحرنا، وليس هذا بالحقّ، ألا ترى أنّهم قالوا قبل هذه الآية: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا هشامٌ، عن عمر، عن نصرٍ، عن الضّحّاك في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: " لو أنّي فتحت بابًا من السّماء تعرج فيه الملائكة بين السّماء والأرض، لقال المشركون: {بل نحن قومٌ مسحورون} ألا ترى أنّهم قالوا: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} ".
وقال آخرون: إنّما عنى بذلك بنو آدم.
ومعنى الكلام عندهم: ولو فتحنا على هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد بابًا من السّماء فظلّوا هم فيه يعرجون {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا}
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال قتادة: كان الحسن يقول: " لو فعل هذا ببني آدم فظلّوا فيه يعرجون أي يختلفون، {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا، بل نحن قومٌ مسحورون} "
وأمّا قوله: {يعرجون} فإنّ معناه: يرقون فيه ويصعدون، يقال منه: عرج يعرج عروجًا إذا رقي وصعد، وواحدة المعارج: معرجٌ ومعراجٌ، ومنه قول كثيّرٍ:
إلى حسبٍ عودٍ بنا المرء قبله = أبوه له فيه معارج سلّم
وقد حكي: عرج يعرج بكسر الرّاء في الاستقبال). [جامع البيان: 14/22-25]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} قال: ما بين ذلك إلى قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء} قال وهذا من التقديم والتأخير {فظلوا فيه يعرجون} أي فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليه {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} ). [الدر المنثور: 8/592] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 14 - 15.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} يقول: ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه يختلفون فيه ذاهبين وجائين لقال أهل الشرك: إنما أخذت أبصارنا وشبه علينا وسحرنا). [الدر المنثور: 8/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} قال: رجع إلى قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} ما بين ذلك قال ابن جريج: قال ابن عباس: فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليهم {لقالوا إنما سكرت} سدت {أبصارنا} قال: قريش تقوله). [الدر المنثور: 8/594]
تفسير قوله تعالى: (لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سكّرت} [الحجر: 15] : «غشّيت»). [صحيح البخاري: 6/80]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سكّرت غشّيت كذا لأبي ذرٍّ فأوهم أنّه من تفسير مجاهدٍ وغيره يوهم أنّه من تفسير بن عبّاسٍ لكنّه قول أبي عبيدة وهو بمهملةٍ ثمّ معجمة.
وذكر الطّبريّ عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يقول هو مأخوذٌ من سكر الشّراب قال ومعناه غشي أبصارنا مثل السّكر ومن طريق مجاهدٍ والضّحّاك قوله سكّرت أبصارنا قال سدّت ومن طريق قتادة قال سحرت ومن وجهٍ آخر عن قتادة قال سكّرت بالتّشديد سدّدت وبالتّخفيف سحرت انتهى وهما قراءتان مشهورتان فقرأها بالتّشديد الجمهور وبن كثيرٍ بالتّخفيف وعن الزّهريّ بالتّخفيف لكن بناها للفاعل). [فتح الباري: 8/379-380]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سكّرت غشّيت
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} (الحجر: 15) وفسّر: (سكرت) ، بقوله: (غشيت) ، وكذا فسره أبو عبيدة، وقال أبو عمرو: وهو مأخوذ من السكر في الشّراب، وعن ابن عبّاس: سكرت أخذت، وعن الحسن: سكرت، وعن الكلبيّ: أغشيت وأغميت، وقيل: حبست ومنعت من النّظر). [عمدة القاري: 19/8]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: {لقالوا إنما} ({سكرت}) [الحجر: 15] بتشديد الكاف أي (غشيت) بضم الغين وتشديد الشين المكسورة المعجمتين وقيل سدت يعني لو فتحنا على هؤلاء المقترحين بابًا من السماء فظلوا صاعدين إليها مشاهدين لعجائبها أو مشاهدين لصعود الملائكة وهو جواب لقوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} لقولوا لشدة عنادهم إنما غشيت أو سدت أبصارنا بالسحر وسقط من قوله وقال مجاهد إلى هنا للحموي والكشميهني). [إرشاد الساري: 7/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} يقول: لقال هؤلاء المشركون الّذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم: ما هذا بحقٍّ إنّما سكّرت أبصارنا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {سكّرت} فقرأ أهل المدينة والعراق: {سكّرت} بتشديد الكاف، بمعنى: غشيت وغطّيت، هكذا كان يقول أبو عمرو بن العلاء فيما ذكر لي عنه.
وذكر عن مجاهدٍ أنّه كان يقرأ: ( لقالوا إنّما سكرت ) "
- حدّثني بذلك الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: سمعت الكسائيّ يحدّث، عن حمزة، عن شبلٍ، عن مجاهدٍ، أنّه قرأها: ( سكرت أبصارنا ) " خفيفةً ".
وذهب مجاهدٌ في قراءته ذلك كذلك إلى: حبست أبصارنا عن الرّؤية والنّظر، من شكور الرّيح، وذلك سكونها وركودها، يقال منه: سكرت الرّيح: إذا سكنت وركدت.
وقد حكي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه كان يقول: هو مأخوذٌ من سكر الشّراب، وأنّ معناه: قد غشّى أبصارنا السّكر.
وأمّا أهل التّأويل فإنّهم اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معنى {سكّرت} سدّت
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {سكّرت أبصارنا} قال: " سدّت ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ يعني: ابن محمّدٍ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني ابن كثيرٍ، قال: " سدّت "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {سكّرت أبصارنا} يعني: " سدّت ".
فكأنّ مجاهدًا ذهب في قوله وتأويله ذلك بمعنى: سدّت، إلى أنّه بمعنى: منعت النّظر، كما يسكّر الماء فيمنع من الجري بحبسه في مكانٍ بالسّكر الّذي يسكّر به.
وقال آخرون: معنى سكّرت: أخذت
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ: " {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} يقول: أخذت أبصارنا "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: " إنّما أخذ أبصارنا، وشبّه علينا، وإنّما سحرنا "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: " {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} يقول: " سحرت أبصارنا، يقول: أخذت أبصارنا "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، قال: حدّثنا شيبان، عن قتادة، قال: " من قرأ: {سكّرت} مثقلةذً: يعني سدّت، ومن قرأ ( سكرت ) مخفّفةً، فإنّه يعني سحرت ".
وكأنّ هؤلاء وجّهوا معنى قوله {سكّرت} إلى أنّ أبصارهم سحرت، فشبّه عليهم ما يبصرون، فلا يميّزون بين الصّحيح ممّا يرون وغيره، من قول العرب: سكّر على فلانٍ رأيه: إذا اختلط عليه رأيه فيما يريد فلم يدر الصّواب فيه من غيره، فإذا عزم على الرّأي قالوا: ذهب عنه التّسكير.
وقال آخرون: هو مأخوذٌ من السّكر، ومعناه: غشي على أبصارنا فلا نبصر، كما يفعل السّكر بصاحبه، فذلك إذا دير به وغشي بصره كالسّمادير فلم يبصر
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: " إنّما سكّرت أبصارنا " قال: سكّرت، السّكران الّذي لا يعقل ".
وقال آخرون: معنى ذلك: عميت
- ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن الكلبيّ: {سكّرت} قال: " عميت ".
وأولى هذه الأقوال بالصّواب عندي قول من قال: معنى ذلك: أخذت أبصارنا وسحرت، فلا تبصر الشّيء على ما هو به، وذهب حدّ أبصارنا وانطفأ نوره، كما يقال للشّيء الحارّ إذا ذهبت فورته وسكن حدّ حرّه: قد سكر يسكر، قال المثنّى بن جندلٍ الطّهويّ:
جاء الشّتاء واجثألّ القبّر = واستخفت الأفعى وكانت تظهر
وجعلت عين الحرور تسكر
أي تسكن وتذهب وتنطفئ، وقال ذو الرّمّة:
قبل انصداع الفجر والتّهجّر = وخوضهنّ اللّيل حين يسكر
يعني: حين تسكن فورته.
وذكر عن قيسٍ أنّها تقول: سكّرت الرّيح تسكر سكورًا، بمعنى: سكنت وإن كان ذلك عنها صحيحًا، فإنّ معنى سكرت وسكّرت بالتّخفيف والتّشديد متقاربان، غير أنّ القراءة الّتي لا أستجيز غيرها في القرآن: {سكّرت} بالتّشديد لإجماع الحجّة من القرّاء عليها، وغير جائزٍ خلافها فيما جاءت به، مجمعةٌ عليه). [جامع البيان: 14/25-30]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنما سكرت أبصارنا أغشيت أبصارنا). [تفسير مجاهد: 340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} قال: رجع إلى قوله: {لو ما تأتينا بالملائكة} ما بين ذلك قال ابن جريج: قال ابن عباس: فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليهم {لقالوا إنما سكرت} سدت {أبصارنا} قال: قريش تقوله). [الدر المنثور: 8/594] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {سكرت أبصارنا} قال: سدت). [الدر المنثور: 8/594-595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد إنه قرأ {سكرت أبصارنا} خفيفة). [الدر المنثور: 8/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: من قرأ {سكرت} مشددة يعني سدت ومن قرأ {سكرت} مخففة فإنه يعني سحرت). [الدر المنثور: 8/595]