ترتيب نزول سورة البقرة:
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الصغير قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الكبير قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا شعيب بن زريق عن عطاء الخراساني عن عكرمة قال: أول سورة أنزلت بالمدينة سورة البقرة). [أسباب النزول: 19]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل في نزولها:
قال ابن عباس: (هي أول ما نزل بالمدينة) وهذا قول الحسن ومجاهد وعكرمة وجابر بن زيد وقتادة ومقاتل). [زاد المسير: 1/19-20]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (قال عطاء: ثم كان أول ما أنزل الله عز وجل بالمدينة سورة البقرة). [جمال القراء :1/8]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (وهي أول سورة نزلت بالمدينة). [التسهيل: 1/68]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (واتّفقوا على أنّها مدنيّةٌ، وأنّها أوّل سورةٍ أنزلت بها). [فتح الباري: 8/160]م
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي أول سورة نزلت بالمدينة في قول). [عمدة القاري: 18/107]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن عكرمة قال: أول سورة نزلت بالمدينة سورة البقرة). [الدر المنثور: 1/94]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو داود في "النّاسخ والمنسوخ"، عن عكرمة قال: (أوّل سورةٍ أنزلت بالمدينة سورة البقرة)).[فتح القدير: 1/97]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مدنية وهي أول ما نزل بالمدينة). [القول الوجيز: 163] (م)
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة النحل ونزل بعدها سورة آل عمران). [القول الوجيز: 163]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقد عدّت سورة البقرة السّابعة والثّمانين في ترتيب نزول السّور نزلت بعد سورة المطفّفين وقبل آل عمران). [التحرير والتنوير: 1/202]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وإذ قد كان نزول هذه السّورة في أوّل عهدٍ بإقامة الجامعة الإسلاميّة واستقلال أهل الإسلام بمدينتهم كان من أوّل أغراض هذه السّورة تصفية الجامعة الإسلاميّة من أن تختلط بعناصر مفسدةٍ لما أقام اللّه لها من الصّلاح سعيًا لتكوين المدينة الفاضلة النّقيّة من شوائب الدّجل والدّخل.
وإذ كانت أوّل سورةٍ نزلت بعد الهجرة فقد عني بها الأنصار وأكبّوا على حفظها، يدلّ لذلك ما جاء في السّيرة أنّه لمّا انكشف المسلمون يوم حنينٍ قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم للعبّاس: ((اصرخ يا معشر الأنصار يا أهل السّمرة (يعني شجرة البيعة في الحديبية) يا أهل سورة البقرة)) فقال الأنصار: (لبّيك لبّيك يا رسول اللّه أبشر).
وفي "الموطّأ" قال مالكٌ: (إنّه بلغه أنّ عبد اللّه بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلّمها).
وفي "صحيح البخاريّ": كان نصرانيٌّ أسلم فقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلّى الله عليه وسلّم ثمّ ارتدّ إلى آخر القصّة). [التحرير والتنوير: 1/202]
تاريخ نزول سورة البقرة:
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (نزلت سورة البقرة بالمدينة بالاتّفاق وهي أوّل ما نزل في المدينة، وحكى ابن حجرٍ في "شرح البخاريّ" الاتّفاق عليه، وقيل: نزلت سورة المطفّفين قبلها بناءً على أنّ سورة المطفّفين مدنيّةٌ، ولا شكّ أنّ سورة البقرة فيها فرض الصّيام، والصّيام فرض في السّنة الأولى من الهجرة، فرض فيها صوم عاشوراء ثمّ فرض صيام رمضان في السّنة الثّانية؛ لأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم صام سبع رمضاناتٍ أوّلها رمضان من العام الثّاني من الهجرة، فتكون سورة البقرة نزلت في السّنة الأولى من الهجرة في أواخرها أو في الثّانية.
وفي "البخاريّ" عن عائشة: (ما نزلت سورة البقرة إلّا وأنا عنده) (تعني النّبي صلّى الله عليه وسلّم) وكان بناء رسول اللّه على عائشة في شوّالٍ من السّنة الأولى للهجرة، وقيل: في أوّل السّنة الثّانية، وقد روي عنها أنّها مكثت عنده تسع سنين فتوفّي وهي بنت ثمان عشرة سنةً وبنى بها وهي بنت تسع سنين، إلّا أنّ اشتمال سورة البقرة على أحكام الحجّ والعمرة وعلى أحكام القتال من المشركين في الشّهر الحرام والبلد الحرام ينبئ بأنّها استمرّ نزولها إلى سنة خمسٍ وسنة ستٍّ كما سنبيّنه عند آية: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي}.
وقد يكون ممتدًّا إلى ما بعد سنة ثمانٍ كما يقتضيه قوله: {الحجّ أشهرٌ معلوماتٌ} - الآيات إلى قوله: - {لمن اتّقى} على أنّه قد قيل: إنّ قوله: {واتّقوا يوماً ترجعون فيه إلى اللّه} الآية؛ هو آخر ما نزل من القرآن، وقد بيّنّا في المقدّمة الثّامنة أنّه قد يستمرّ نزول السّورة فتنزل في أثناء مدّة نزولها سورٌ أخرى). [التحرير والتنوير: 1/201-202]م