العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > المعجم النحوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:39 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة الفاعل

دراسة الفاعل

1- {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} [9: 128]
الظاهر أن {ما} مصدرية في موضع الفاعل بعزيز، ويجوز أن يكون {ما عنتم} مبتدأ قدم خبره. والأول أعرب، وأجاز الحوفي أن يكون {ما عنتم} الخبر، وعزيز المبتدأ، وأن يكون {ما} بمعنى الذي، وأن تكون مصدرية، وهو إعراب دون الإعرابيين السابقين. [البحر: 5/ 118]، [العكبري: 2/ 13].
[معاني القرآن للزجاج: 2/ 430].
2- {للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم} [22: 53]
ب- {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} [39: 22]
{قلوبهم} مرفوع باسم الفاعل، وأنث، لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث.
[العكبري: 2/ 76].


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:39 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفاعل ضمير يدل عليه السياق

الفاعل ضمير يدل عليه السياق

1- {ولقد جاءك من نبإ المرسلين} [6: 34]
فاعل {جاءك} مضمر فيه: قيل: المضمر المجيء، وقيل: المضمر النبأ، ودل عليه ذكر الرسل، وعلى كلا الوجهين يكون {من نبأ المرسلين} حالاً من ضمير الفاعل، وأجاز الأخفش أن تكون {من} زائدة، والفاعل {نبأ المرسلين} وسيبويه لا يجيز زيادتها في الواجب، ولا يجوز عند الجميع أن تكون {من} صفة لمحذوف، لأن الفاعل لا يحذف. [العكبري: 1/ 135].
والذي يظهر لي أن الفاعل مضمر تقديره: هو، ويدل على ما دل عليه المعنى من الجملة السابقة، أي ولقد جاءك هذا الخبر من تكذيب أتباع الرسل للرسل والصبر والإيذاء إلى أن نصروا. [البحر: 4/ 113].
2- { أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم } [7: 100]
الفاعل ليهدي يحتمل وجوهًا:
1- ضمير يعود على الله، ويؤيده قراءة {أو لم نهد} بالنون.
2- ضمير يعود على ما يفهم من سياق الكلام، أي أو لم يهد ما جرى للأمم السابقة. وعلى هذين الوجهين يكون {أن لو نشاء} في موضع المفعول ليهد.
3- الفاعل {أن لو نشاء} فينسبك المصدر من جواب {لو}.
والتقدير: أو لم نبين ونوضح للوارثين مآلهم وعاقبتهم إصابتنا إياهم بذنوبهم لو شئنا ذلك. [العكبري: 1/ 157]، [البحر: 4/ 349 350]، [معاني الزجاج: 2/ 399]، [الكشاف: 2/ 134].
3- {ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار} [9: 120]
فاعل يغيظ ضمير عائد على المصدر، إما على موطئ، إن كان مصدرًا، وإما على ما يفهم من موطئ، إن كان مكانًا، أي يغيظ وطؤهم إياه الكفار. [البحر: 5/ 112].
4- {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه} [11: 105]
فاعل {يأت} ضمير يعود على الله تعالى أو ضمير اليوم.[ الكشاف: 2/ 429].
الفاعل ضمير يرجع على قوله: {يوم مجموع له الناس} ولا يرجع على يوم المضاف إلى {يأت} لأن المضاف إليه كجزء من المضاف، فلا يصح أن يكون الفاعل بعض الكلمة، إذ ذلك يؤدي إلى إضافة الشيء إلى نفسه. [العكبري: 2/ 24]، [البحر: 5/ 262].
5- {ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها} [12: 68]
فاعل {يغني} ضمير التفرق المدلول عليه بالكلام المتقدم. وفي البيضاوي: ما كان يغني عنهم رأي يعقوب، وفي الكرخي: {من شيء} يحمل النصب على المفعولية، والرفع بالفاعلية، أما الأول فكقولك: ما رأيت من أحد.
فتقدير الآية: أن تفرقهم ما كان يغني من قضاء الله شيئًا، وأما الثاني فكقولك: ما جاءني من أحد، ويكون التقدير هنا: ما كان يغني عنهم من الله شيء مع قضائه. [الجمل :2/ 461]، [البحر: 5/ 326].
6- {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون} [20: 128]
في [معاني القرآن للفراء: 2/ 195]: «كم: في موضع نصب، لا يكون غيره. ومثله في الكلام: أو لم يبين لك من يعمل خيرًا يجز به، فجملة الكلام فيها معنى رفع. ومثله أن تقول: قد تبين لي أقام عبد الله أم زيد، في الاستفهام معنى رفع، وكذلك قوله: {سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} فيه شيء يرفع {سواء عليكم} لا يظهر مع الاستفهام، ولو قلت: سواء عليكم صمتكم ودعاؤكم تبين الرفع الذي في الجملة».
في فاعل {يهد} وجهان:
أحدهما: ضمير اسم الله تعالى، أي ألم يبين الله لهم.
الثاني: أن يكون الفاعل ما دل عليه أهلكنا، أي إهلاكنا، والجملة مفسرة له.[ العكبري: 2/ 67].
وقال الزمخشري: فاعل {لم يهد} الجملة بعده، ونظيره قوله تعالى:
{وتركنا عليه في الآخرين. سلام على نوح في العالمين} أي تركنا عليه هذا الكلام، ويجوز أن يكون فيه ضمير الله أو الرسول.
وكون الجملة فاعلاً هو مذهب كوفي.
وأحسن التخاريج الأول، وهو أن يكون الفاعل ضميرًا عائدًا على الله، و{كم} مفعولة بأهلكنا. [البحر: 6/ 289]، [الكشاف: 3/ 96]،[ المغني: 201/ 460، 652].
7- {وقالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} [33: 22]
فاعل {زادهم} ضمير الوعد أو الصدق، وقال مكي: ضمير النظر، وقيل: ضمير الرؤية، وإنما ذكر لأن تأنيثها غير حقيقي. وهذا عجيب منه، من حيث ضيق واسعًا مع الغنية عنه. [الجمل: 3/ 274].
8- {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} [43: 39]
الفاعل (أن ومعمولها) وقيل: ضمير يعود على ما يفهم من الكلام السابق، أي مباعدة القرين والتبرؤ منه ويكون {إنكم في العذاب مشتركون} تعليلاً، وقال مقاتل. الاعتذار والندم: [البحر: 8/ 17]، [العكبري: 2/ 119].
9- {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله} [9: 54]
الأولى أن يكون فاعل {منع} قوله: {إلا لأنهم كفروا} ويحتمل أن يكون لفظ الجلالة، ويكون {إلا أنهم} تقديره: إلا أنهم. [البحر: 5/ 3]،[ العكبري: 2/ 9].
10- {أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم} [9: 109]
فاعل {انهار} ضمير البنيان، أو الشفا، أو الجرف. [البحر: 5/ 101].
11- {أينما يوجه لا يأت بخير} [16: 76]
قرئ {يوجه} فاعل ضمير يعود على مولاه، وضمير المفعول محذوف لدلالة المعنى عليه، ويجوز أن يكون ضمير الفاعل يعود على الأبكم، ويكون الفعل لازمًا، بمعنى توجه. [البحر: 5/ 520].
12- {فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير} [2: 259]
الفاعل ضمير راجع إلى المصدر المفهوم من أن وصلتها. [المغني: 563].
13- {لقد تقطع بينكم} [6: 94]
الفاعل ضمير مستتر راجع إلى مصدر الفعل. [المغني: 570].


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:40 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي فاعل أو مفعول

فاعل أو مفعول

{ويستجيب الذين آمنوا وملوا الصالحات} [42: 26]
أي يستجيب لهم، فحذف اللام، إذا دعوه استجاب لهم، وأعطاهم ما طلبوا. وقيل: الاستجابة فعلهم، أي يستجيبون له بالطاعة إذا دعاهم إليها. [الكشاف: 4/ 223]، [العكبري: 2/ 117].
الظاهر أن الذين آمنوا فاعل، ويستجيب، أي يجيب أو يبقى على ما به من الطلب، أي يستدعى الذين آمنوا الإجابة من ربهم بالأعمال الصالحة. [البحر: 7/ 517 518]،[ المغني: 405].


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:40 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي فاعل أو مبتدأ

فاعل أو مبتدأ

1- {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى قل الله} [6: 91]
لفظ الجلالة فاعل لفعل محذوف، أو خبر لمبتدأ محذوف. [العكبري: 1/ 140].
2- {قالوا أأنت فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم} [21: 62]
المختار أن {أنت} فاعل لفعل محذوف يفسره {فعلت} ولما حذف انفصل الضمير. ويجوز أن يكون مبتدأ، وإذا تقدم الاسم في نحو هذا التركيب على الفعل كان الفعل صادر واستفهم عن فاعله، وهو المشكوك فيه وإذا تقدم الفعل كان الفعل مشكوكًا فيه فاستفهم عنه: أوقع أم لم يقع. [البحر: 6/ 324].
3- {بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله} [34: 33]
الأولى عندي أن يرتفع {مكر} على الفاعلية، أي بل صدنا مكركم بالليل والنهار، ونظيره قول القائل: أنا ما ضرب زيدا بل ضربه عمرو، فيقول: بل ضربه غلامك، والأحسن في التقدير أن يكون المعنى: ضربه غلامك.
وقيل: يجوز أن يكون مبتدأ وخبرًا، أي سبب كفرنا. [البحر: 7/ 283].
4- {سبحانه وتعالى عما يصفون. بديع السموات والأرض} [6: 100 101]
في رفع {بديع} ثلاثة أوجه:
1- فاعل تعالى.
2- خبر لمحذوف.
3- مبتدأ خبره أنى يكون. [العكبري: 1/ 142].
4- {أبشر يهدوننا} [64: 6]
5- {أأنتم تخلقونه} [56: 59]
في [المغني: 423]: «والأرجح تقدير {بشر} فاعلاً ليهدي محذوفًا، والجملة فعلية، ويجوز تقديره مبتدأ وتقدير الاسمية في {أأنتم تخلقونه} أرجح منه في {أبشر يهدوننا} لمعادلتها الاسمية، وهي {أم نحن الخالقون}».
6- { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} [43: 87]
الصواب أن يكون لفظ الجلالة فاعلاً بدليل: {ولئن سألتم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم}. [المغني: 659/ 785].


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:40 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هل يكون الفاعل جملة؟

هل يكون الفاعل جملة؟

1- {وتبين لكم كيف فعلنا بهم} [14: 45]
{كيف} في موضع نصب بفعلنا، ولا يجوز أن يكون فاعل {تبين} لأمرين:
أحدهما: أن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
والثاني: أن كيف لا تكون إلا خبرًا أو ظرفًا أو حالاً، على اختلافهم في ذلك.
[العكبري: 2/ 37 38].
الفاعل مضمر يدل عليه الكلام، أي وتبين لكم هو، أي حالهم. [البحر: 5/ 436].
وفي [المغني: 460]: «وأجاز هؤلاء وقوع الجملة فاعلاً، وحملوا عليه:
{وتبين لكم كيف فعلنا بهم} {أو لم يهد لهم كم أهلكنا} {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه} والصواب خلاف ذلك».
2- {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا} [18: 12]
قرئ {ليعلم} وهو معلق عنه أيضًا لأن ارتفاعه بالابتداء، لا بإسناد يعلم إليه، وفاعل {يعلم} مضمون الجملة. [الكشاف: 2/ 705].
ولا يجوز على مذهب البصريين وقوع الفاعل أو نائب الفاعل جملة. [البحر: 6/ 103].
3- {ثم بدالهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه} [12: 35]
الفاعل ضمير يفسره ما يدل عليه المعنى، أي بدا لهم هو، أي رأي أو بداء، كما قال: بدا لي من تلك القلوص بداء، هكذا قال النحاة والمفسرون، إلا من أجاز أن تكون الجملة فاعلاً، فإنه زعم أن {ليسنجننه} في موضع الفاعل.
والذي أذهب إليه أن الفاعل ضمير يعود على السجن المفهوم من قوله: {ليسجننه}، أو من قوله {السجن}. [البحر: 5/ 307].
وفي [المعنى: 448 / 449]: «وقال الكوفيون: الجملة فاعل، ثم قال هشام وثعلب وجماعة: يجوز ذلك في كل جملة، وقال الفراء وجامعة جوازه مشروط بكون المسند إليها قلبيًا، وباقترانها بأداة معلقة، نحو: ظهر لي أقام زيد . . . وعندي أن المسألة صحيحة ولكن مع الاستفهام خاصة دون سائر المعلقات، وعلى أن الإسناد لمضاف محذوف، لا إلى الجملة الأخرى».


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:41 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي لغة أكلوني البراغيث

لغة أكلوني البراغيث

1- {وأسروا النجوى الذين ظلموا} [21: 3]
في [معاني القرآن: 2/ 198]: «{الذين} تابعة للناس مخفوضة، كأنك قلت: اقترب للناس الذين هذه حالهم، وإن شئت جعلت {الذين} مستأنفة مرفوعة، كأنك جعلتها تفسيرًا للأسماء التي في {أسروا}، كما قال:
{فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم}».
وفي [الكشاف: 3/ 102]: «أبدل {الذين ظلموا} من واو {وأسروا} أو جاء على غلة من قال: (أكلوني البراغيث) أو هو منصوب المحل على الذم أو هو مبتدأ خبره {وأسروا} قدم عليه».
جوزوا في إعراب {الذين ظلموا} وجوها: الرفع والنصب والجر فالرفع على البدل من ضمير {وأسروا} قاله المبرد، وعزاه ابن عطية لسيبويه أو فاعل والواو علامة للجمع على غلة أكلوكم البراغيث، قاله أبو عبيدة والأخفش، وقيل: هي لغة شاذة، والصحيح أنها لغة حسنة، وهي لغة أزد شنوءة، وخرج عليها قوله: {ثم عموا وصموا كثير منهم} . . . أو على الذين مبتدأ وأسروا الخبر، قاله الكسائي، أو على أنه فاعل بفعل قول محذوف أي يقول الذين ظلموا وقيل التقدير: أمرها الذين ظلموا، والنصب على الذم قاله الزجاج أو على إضمار أعني. والجر على أن يكون نعتًا للناس أو بدلاً في قوله {اقترب للناس} قاله الفراء وهو أبعد الأقوال.[ المغني: 405]، [البحر: 6/ 296 297]، [العكبري: 2/ 68].
2- {قد ألفح المؤمنون} [23: 1]
قال عيسى بن عمر: سمعت طلحة بن مصرف يقرأ {قد أفلحوا المؤمنون} فقلت له: أتلحن؟ قال: نعم كما لحن أصحابي، يعني أن مرجوعه في القراءة إلى ما روى. ليس بلحن، لأنه على لغة أكلوني البراغيث، وقال ابن عطية: وهي قراءة مردودة. [البحر: 6/ 395]، [ابن خالويه: 67].
3- {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} [19: 87]
الواو في {لا يملكون} إن جعل ضميرا فهو للعباد . . . ويجوز أن تكون علامة للجمع كالتي في أكلوني البراغيث والفاعل {من اتخذ} لأنه في معنى الجمع. [الكشاف :3/ 43].
ولا ينبغي حمل القرآن على هذه اللغة القليلة، مع وضوح جعل الواو ضميرًا، وذكر الأستاذ أبو الحسن بن عصفور أنها لغة ضعيفة، وأيضًا فالواو والألف والنون التي تكون علامات، لا ضمائر لا يحفظ ما يجيء بعدها فاعلاً إلا بصريح الجمع.
وصريح التثنية أو العطف أما أن تأتي بلفظ مفرد يطلق على جمع أو على مثنى، فيحتاج في ذلك إلى نقل. [البحر: 6/ 217].
4- {ثم عموا وصموا كثير منهم} [5: 71]
{كثير} يرتفع من ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون بدلاً من الواو وجائز أن يكون جمع الفعل مقدمًا، كما حكى أهل اللغة: أكلوني البراغيث، والوجه: أن يكون كثير منهم خبر ابتداء محذوف، المعنى: ذوو العمى والصمم كثير منهم. [معاني القرآن للزجاج: 2/ 215].
وفي [معاني القرآن للفراء: 1/ 316]: «فقد يكون رفع الكثير من جهتين إحداهما: أن تكر الفعل عليها، تريد: عمى وصم كثير منهم وإن شئت جعلته عموا وصموا فعلاً للكثير، كما قال الشاعر:
يلومونني في اشترائي النخيل قومي فكلهم ألوم.
وإن شئت جعلت الكثير مصدرا فقلت: أي ذلك كثير منهم، وهذا وجه ثالث». [الكشاف: 1/ 663].
5- {خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث} [54: 7]
في [الكشاف: 4/ 432]: «وخشعا: على يخشعن أبصارهم، وهي لغة من يقول: أكلوني البراغيث، وهم طيئ، ويجوز أن كون {خشعا} ضميرهم وتقع {أبصارهم} بدلا عنه».
وفي [العكبري: 2/ 131]: «وجاز أن يعمل الجمع لأنه مكسر».
وفي [معاني القرآن للفراء: 3/ 105]: «إذا تقدم الفعل قبل اسم مؤنث وهو له أو قبل جمع مؤنث مثل الأبصار والأعمار وما أشبهها جاز تأنيث الفعل وتذكيره وجمعه وقد أتى بذلك في هذا الحرف».
وفي [البحر: 8/ 175 176]: «ومن قرأ {خشعا} جمع تكسير فلأن الجمع.
موافق لما بعده وهو أبصارهم وموافق للضمير الذي هو صاحب الحال في {يخرجون} وهو نظير قولهم مررت برجال كرام آباؤهم.
وقال الزمخشري: ولا يجرى جمع التكسير مجرى جمع السلامة، فيكون على تلك اللغة النادرة القليلة، وقد نص سيبويه على أن جمع التكسير أكثر في كلام العرب فكيف يكون أكثر ويكون على تلك اللغة القليلة النادرة وكذلك قال الفراء . . . وإنما يخرج على تلك اللغة إذا كان مجموعًا بالواو والنون، والزمخشري قاس جمع التكسير على هذا الجمع السالم، وهو قياس فاسد، ويرده النقل عن العرب أن جميع التكسير أجود من الإفراد».


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:43 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي زيادة الباء في فاعل كفى

زيادة الباء في فاعل كفى

1- {وكفى بالله حسيبا} [4: 6]
في فاعل {كفى} وجهان:
أحدهما: اسم الله والباء زائدة دخلت لتدل على الأمر، إذ التقدير اكتف بالله.
والثاني: أن الفاعل مضمر والتقدير: كفى الاكتفاء بالله، فبالله على هذا مفعول به. [العكبري: 1/ 94 95].
في {كفى} خلاف: أهي اسم فعل أم فعل، والصحيح أنها فعل وفاعلها اسم الله والباء زائدة. وقيل: الفعل مضمر وهو ضمير الاكتفاء أي كفى هو، أي الاكتفاء بالله والباء ليست بزائدة فيكون {بالله} في موضع نصب ويتعلق إذ ذاك بالفاعل وهذا الوجه لا يسوغ إلا على مذهب الكوفيين حيث يجيزون إعمال ضمير المصدر كأعمال ظاهرة. وإن عنى بالإضمار الحذف ففيه إعمال المصدر، وهو موصول وإبقاء معموله، وهو لا يجوز عند البصريين، أعني حذف الفاعل وحذف المصدر. [البحر: 3/ 174].
وكفى هنا متعدية إلى واحد وهو محذوف والتقدير: كفاكم الله حسيبا.
2- {وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا} [4: 45]
في [معاني القرآن للزجاج: 2/ 59]: «ومعنى الباء التوكيد المعنى وكفى الله وليا وكفى الله نصيرا، إلا أن الباء دخلت في اسم الفاعل لأن معنى الكلام الأمر المعنى: اكتفوا بالله».
الباء زائدة ويجوز حذفها كقول سحيم:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيصا
وزيادتها في فاعل {كفى} وفاعل {يكفي} مطردة كما قال الله تعالى: {أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}.
وقال الزجاج دخلت الباء في الفاعل لأن معنى الكلام الأمر أي اكتفوا بالله. وكلامه مشعر بأن الباء ليست زائدة ولا يصح ما قال من المعنى لأن الأمر يقتضي أن يكون فاعله هم المخاطبون، ويكون {بالله} متعلقًا به وكون الباء دخلت في الفاعل يقتضي أن يكون الفاعل هو الله لا المخاطبون فتناقض قوله.
وقال ابن السراج: كفى الاكتفاء بالله. وهذا يدل أيضًا على أن الباء ليست بزائدة، وهذا أيضًا لا يصح، لأن فيه حذف المصدر، وهو موصول وإبقاء معموله، وهو لا يجوز إلا في الشعر، نحو قوله:
هل تذكرن إلى الديرين هجرتكم = ومسحكم صلبكم رحمانا قربانًا
التقدير وقولكم يا رحمن قربانًا. [البحر: 3/ 261]، وانظر [الأمالي الشجرية: 1/ 201].
3- {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [17: 14]
قال الزمخشري وغيره: بنفسك فاعل {كفى} وهذا مذهب الجمهور والباء زائدة على سبيل الجواز، لا اللزوم ويدل عليه أنه إذا حذفت ارتفع ذلك الاسم بكفى: قال الشاعر:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وقال آخر:
ويخبرني عن غائب المرء هديه = كفى الهدى عما غيب المرء مخبرًا
وقيل: فاعل {كفى} ضمير يعود على الاكتفاء وقيل: كفى اسم فعل بمعنى: اكتف والفاعل مضمر يعود على المخاطب.
وعلى هذين القولين لا تكون الباء زائدة.
وإذا فرعنا على قول الجمهور إن {بنفسك} هو فاعل كفى فكان القياس أن تدخل تاء التأنيث فيقال كفت كما تلحق زيادة {من} في الفاعل إذا كان مؤنثًا، كقوله تعالى: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها} {وما تأتيهم من آية} ولا نحفظه جاء التأنيث في كفى، إذا كان الفاعل مجرورًا بالباء.
وذكر {حسيبا} لأنه بمنزلة الشهيد والقاضي والأمير لأن الغالب أن هذه الأمور يتولاها الرجال وكأنه قيل: كفى بنفسك رجلا حسيبا.
وقال الأنباري: لأنه يعني بالنفس الشخص أو لأنه لا علامة للتأنيث في لفظ النفس. [البحر: 6/ 15 16].
4- {وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا} [17: 17]
قال ابن عطية: هذه الباء يعني {وكفى بربك} إنما تجيء في الأغلب في مدح أو ذم. وقال الحوفي: نتعلق بكفى وهو وهم. [البحر: 6/ 20].
5- {كفى به شهيدا بيني وبينكم} [46: 8]
{به} في موضع الفاعل يكفي على أصح الأقوال. [البحر: 8/ 56].
6- {أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} [41: 53]
{بربك} في موضع الرفع فاعل {كفى}. [الكشاف: 4/ 207].
الباء زائدة والمصدر المؤول بدل من ربك. إما على اللفظ وإما على الموضع. وقيل: إنه على إضمار الحرف.
أي أو لم يكف ربك بشهادته فحذف الحرف.
ويبعد قول من جعل {بربك} في موضع نصب، وفاعل {كفى} أن وما بعدها والتقدير عنده:
أو لم يكف ربك شهادته. [البحر: 7/ 505 506].
المفعول محذوف أي ألم يكفك ربك. [العكبري: 2/ 117].


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:45 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي زيادة (من) في الفاعل

زيادة {من} في الفاعل

1- {لتنذر قوما ما أتاهم من نذير} [32: 3]
{من} زائدة في الفاعل. [البحر: 7/ 197].
2- {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} [58: 7]
بالتاء أبو جعفر وأبو حيوة.
قال أبو الفتح: التذكير الذي عليه العامة هو الوجه لما كان هناك من الشياع وعموم الجنسية كقولك: ما جاءني من امرأة، وما حضرني من جارية.
وأما تكون بالتاء فلاعتزام لفظ التأنيث.
كما تقول: ما قامت امرأة ولا حضرت جارية وما تكون نجوى ثلاثة. [المحتسب: 2/ 315].
قال صاحب اللوامح: وإن شغلت بالجار فهي بمنزلة: ما جاءتني من امرأة إلا أن الأكثر في هذا الباب التذكير.
وليس الأثكر في هذا الباب التذكير لأن {من} زائدة فالفعل مسند إلى مؤنث فالأكثر التأنيث.
وهو القياس. قال تعالى {وما تأتيهم من آية} {ما تسبق من أمة أجلها} [البحر :8/ 234 235].
3- {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله} [64: 11]
{من} زائدة في الفاعل. ولم تلحق التاء الفعل، وإن كان الفاعل مؤنثًا وهو فصيح.
والتأنيث كقوله: {ما تسبق من أمة أجلها} {وما تأتيهم من آية} [البحر: 8/ 278].


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة