قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((علمت نفس ما قدمت وأخرت) [5] جواب (إذا) [1] وهو وقف التمام.
ومثله: (يعلمون ما تفعلون) [12] ثم قال: (ما أدراك ما يوم الدين) [18] وقف حسن ثم تبتدئ: (يوم لا تملك نفس) [19] بالرفع على معنى «هو يوم لا تملك». وبهذه القراءة قرأ ابن أبي إسحاق وأبو عمرو. وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع ويحيى بن وثاب وعاصم وحمزة والكسائي: (يوم لا تملك) بالنصب، على أنه في موضع رفع إلا أنه نصب لأنه مضاف غير محض، كما تقول: أعجبني يوم يقوم زيد، أنشد أبو العباس:
من أي يومي من الموت أفر = أيوم لم يقدر أم يوم قدر
فاليومان الثانيان مخفوضان على الترجمة عن اليومين الأولين إلا أنهما نصبا في اللفظ لأنهما أضيفا إلى غير محض، وقال قوم: اليوم الثاني منصوب على المحل، كأنه قال: في يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا. )
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/968 - 969]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (جواب {إذا}: {ما قدمت وأخرت} وهو تام. ومثله {ما شاء ربك} ومثله {ما تفعلون} ومثله {بغائبين}.
{ثم ما أدراك ما يوم الدين} كاف. وقيل: تام.
ويقرأ {يوم لا تملك} بالرفع والنصب، فالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو يوم لا تملك. والنصب على الظرف. وتقديره: الدين أي: الجزاء، يوم لا تملك، أي في يوم لا تملك). [المكتفى: 611]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({بالدين- 9- لا} لأن الواو للحال، مع احتمال الابتداء: ومن قرأ: {يكذبون [الياء وقف] على {بالدين- 9- } للعدول.
{لحافظين- 10- لا} لأن {كرامًا} صفة لهم {كاتبين- 11- } [كذلك، أي: كرامًا كاتبين عالمين].
{لفي نعيم- 13- ج} لاتفاق الجملتين، والفصل بين القبيلتين من الضدين. {جحيم- 14- ج} لأن ما بعدها يصلح مستأنفًا، وصفة للفظ الجحيم- على التنكير- [لأنه اسم] وصف في الأصل، ومن جعله علمًا كان: {يصلونها} حالاً، والحال أليق.
{بغائبين- 16- ط} لابتداء النفي أو الاستفهام {يوم الدين- 17- لا} لتكرار {يوم}.
[{يوم الدين- 18- } الثاني- ط] لمن قرأ: {يوم} بالنصب، على تقدير: ذلك في يوم. ومن رفع جعله بدلاً عن الأول، فلم يقف {شيئًا- 19- ط}. ) [علل الوقوف: 3/1101 - 1103]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (وقف يحيى بن نصير النحوي على كلا يريد ليس كما غررت به وخولف إذ لا مقتضى للوقوف عليها
بالدين (كاف) على استئناف مابعده وليس بوقف ان جعل جملة حالية والواو واو الحال أي تكذبون بيوم الجزاء والكاتبون الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها ولا يوقف على لحافظين لأن كرامًا صفة حافظين ولايوقف على كاتبين لأن يعلمون حال من ضمير كاتبين.
ما تفعلون (تام) للابتداء بان
لفي نعيم (جائز) ومثله لفي جحيم ان جعل يصلونها مستأنفًا وليس بوقف ان جعل حالاً
يوم الدين (حسن)
بغائبين (كاف)
ما يوم الدين الأوّل ليس بوقف لعطف ما بعده عليه
مايوم الدين الثاني (تام) لمن قرأ يوم لا تملك بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو هو بدل من يوم الدين الأول وعليه فلا وقف وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر بالنصب بفعل مضمر أي أعنى أو بنى يوم مع ما بعده على الفتح كخمسة عشر وليس بوقف لمن قرأه بالنصب ظرفًا لما دل عليه ولعل المانع للعلامة السمين من جعل يوم بدلاً من يوم الدين اختلافهما لأن يوم الصلى غير يوم الجزاء وقال الكواشي فتح يوم لاضافته إلى غير متمكن وهو في محل رفع
شيئًا (حسن) على استئناف ما بعده وليس بوقف ان جعل ما بعده في موضع الحال
آخر السورة (تام) ) [منار الهدى: 420 - 421]
- تفسير