(تفسير "لما"
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (
تفسير "لما" على ستة أوجه:
"ما" – "لم" – "إلا" – "حين" – شديد – "الذي"
فوجه منها: "لما" يعني: "ما", و"اللام" صلة, قوله تعالى في سورة البقرة {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} يعني: "ما" يتفجر منه الأنهار, و"اللام" صلة. نظيرها: {وإن منها لما يشقق} يعني: "ما" يشقق, و"اللام" صلة {فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} يعني: "ما" يهبط، وكقوله تعالى في سورة القلم {إن لكم لما تحكمون} يعني: إن لكم "ما" تحكمون.
والوجه الثاني: "لما" يعني: "لم"، و"الألف"، قوله تعالى في سورة براءة {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله} يعني: و"لم" ير الله {الذين جاهدوا منكم}، وكقوله تعالى في سورة البقرة {ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم}، وكقوله تعالى في سورة الجمعة {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} يعني: "لم" يلحقوا بهم.
والوجه الثالث: "لما" يعني: "إلا"، و"الميم" صلة، قوله تعالى في سورة يس {وإن كل لما جميع لدبنا} يعني: "إلا" جميع, و"الميم" صلة، وكقوله تعالى في سورة الزخرف {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} وكقوله تعالى في سورة الطارق {إن كل نفس لما عليها حافظ} يعني: "إلا" عليها حافظ, و"الميم" صلة.
والوجه الرابع: "لما": "حين"، قوله تعالى في سورة يونس {لما آمنوا كشفنا عنهم} يعني: "حين" امنوا, وكقوله تعالى في سورة هود أيضا {لما جاء أمر ربك} يعني: "حين" جاء أمر ربك, وقوله تعالى {ولما جاء أمرنا} يعني: "حين" جاء أمرنا.
والوجه الخامس: "لما" يعني: شديدا، قوله تعالى في سورة الفجر {وتأكلون التراث أكلا لما} يعني: شديد.
والوجه السادس: "لما" يعني: "الذي", قوله تعالى في سورة البقرة {مصدقا لما بين يديه} وقوله تعالى في سورة البروج {فعال لما يريد} يعني: "الذي" يريده، كذلك كل {لما يريد} إذا كان "لامها" مكسورة، غير التي في سورة التنزيل {لما صبروا} يعني: "بما" صبروا, وإنها تقرأ {لما صبروا} يعني: "حين" صبروا).[الوجوه والنظائر: 407 - 408]