العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

مقدمات في الهمزات

أنواع الهمزات
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (اعلمْ أنَّ الهمزةَ في أَوَّلِ الكلمةِ إمَّا همزةُ قطعٍ، وهي التي تَثْبُتُ وَصْلًا وَبَدْءًا، وإمَّا همزةُ وصلٍ، وهي التي تَثْبُتُ في الابتداءِ وتَسْقُطُ في الدَّرَجِ). [المنح الفكرية:1/77]

تعريف همزة الوصل

قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (وعلى هذا فتعريفُ همزةِ الوصْلِ: هي الهمزةُ الزائدةُ في أوَّلِ الكلمةِ، الثابتةُ في الابتداءِ، الساقطةُ في الدرْجِ (أي في الوصْلِ) نحوُ قولِه تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (النمل: آية 59)، وهنا نجد أنَّ كلمةَ "الحمد" "الذين" "اصطفى" الهمزةُ فيها هي همزةُ وصْلٍ لسقوطِها في الوصْلِ أي وصْلِ هذه الكلماتِ بما قبلَها وثبوتِها في الابتداءِ إذا ابتُدِئَ بها وسُمِّيَتْ بهمزةِ الوصْلِ لأنها يُتوصَّلُ بها إلى النطقِ بالساكنِ كما مَرَّ ولذا سَمَّاها الخليلُ بنُ أحمدَ سُلَّمُ اللسانِ فتأمَّلْ).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(المبحث الثالث عشر في همزة الوصل اعلم أن همزة الوصل تثبت ابتداء، وتحذف في الدرج أي وصلا).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]

أهمية همزة الوصل
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلامُ على تعريفِ همزةِ الوصلِ ومواضعِها وحُكْمِها وصْلاً وابتداءً من القواعدِ المقرَّرةِ أنه لا يُبتدأُ بساكنٍ ولا يُوقفُ على متحرِّكٍ، ويُؤخذُ من هذه القاعدةِ أنَّ الابتداءَ لا يكون إلا بالحركةِ وأنَّ الوقفَ لا يكونُ إلا بالسكونِ أو ما في حكْمِه كالرَّوْمِ والإشمامِ كما سيأتي.
فإذا تقرَّرَ هذا فاعلَمْ أنَّ من الكلماتِ ما يكونُ أوَّلُها متحرِّكاً وهذا لا إِشكالَ فيه عندَ الابتداءِ إذ الابتداءُ بالحركةِ غيرُ متعذَّرٍ.
ومنها ما يكونُ أوَّلُها ساكناً والابتداءُ بالساكنِ غيرُ مَقدورٍ عليه بل ومُحالٌ، ومن ثَمَّ احْتِيجَ إلى اجتلابِ همزةٍ زائدةٍ في أوَّلِ هذه الكلمةِ هي همزةُ الوصْلِ ليُتوصَّلَ بها إلى النطقِ بالساكنِ الموجودِ في أوَّلِ هذه الكلمةِ).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(وكما أن الوقف أصله السكون كما قال الإمام الشاطبي:

والاسكان أصل الوقف وهو اشتقاقه = من الوقف عن تحريك حرف كعزلا

كان الابتداء بمحرك ولابد
وقد كره العرب الوقف على المحرك والابتداء بالساكن، فإذا كان الابتداء بساكن نحو قوله: { الأخلاء يومئذ} {الآن خفف الله عنكم} احتيج إلى همزة الوصل للتوصل بها إلى الابتداء بالساكن، وهذا فيما أعتقد سبب تسميتها بهمزة الوصل، فلولا همزة الوصل ما صيغ الابتداء باللام الساكنة).
[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]

سبب حصر همزة الوصل في الأبيات

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (قالَ ابنُ المصنِّفِ: وقوعُ همزةِ القطعِ في الكَلاَمِ أكثرُ مِن وقوعِ همزةِ الوصلِ؛ فلذلكَ حَصَرَ الناظمُ مواضعَ همزةِ الوصلِ لِيُعْلَمَ بذلكَ أنَّ ماعداها همزةُ قطعٍ / أ.هـ.
وفيه بحثٌ لايخفى؛ إذ الظاهرُ أنَّ همزةَ الوصلِ أكثرُ وجودًا من همزةِ القطعِ في الكَلاَمِ، إلا أنَّ الضابطَ في همزةِ الوصلِ أقربُ وأظهرُ؛ فلذا اختارَ بيانَها ومن المَعْلومِ أنَّ الابتداءَ لا يمكنُ إلا بمُتَحَرِّكٍ، فأَوَّلُ الكلمةِ إنْ كانَ مُتَحَرِّكًا فظاهرًا، وإنْ كانَ ساكنًا فيحتاجُ إلى همزةِ الوصلِ). [المنح الفكرية:1/77]

سبب تسمية همزة الوصل
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وسُمِّيَتْ همزةَ وصلٍ؛ لأنَّها يُتَوَصَّلُ بها إلى النطقِ بالساكنِ؛ وَلِذَا سَمَّاهَا الخليلُ سُلَّمَ اللسانِ).[المنح الفكرية:1/77]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): ( وسُمِّيَتْ بهمزةِ الوصْلِ لأنها يُتوصَّلُ بها إلى النطقِ بالساكنِ كما مَرَّ ولذا سَمَّاها الخليلُ بنُ أحمدَ سُلَّمُ اللسانِ فتأمَّلْ).[الفوائد التجويدية:؟؟]

مواضع همزة الوصل

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (ثمَّ همزةُ الوصلِ تُوجَدُ في الأسماءِ، والأفعالِ، والحروفِ، ومِن شأنِهَا أنَّهَا لا تكونُ في مضارعٍ مُطْلَقًا، ولا في ماضٍ ثلاثيٍّ كأَمَرَ، أورباعيٍّ، كأَكْرَمَ، بل في خماسِيِّ، كانْطَلَقَ، والسداسيِّ، كاستخرجَ). [المنح الفكرية:1/77]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (وأما مواضعُها: ففي الأسماءِ والأفعالِ والحروفِ وتارةً تكونُ قياسيةً، وهو الأكثرُ وروداً وتارةً سماعيَّةً وهو الأقلُّ، وفيما يلي الكلامُ على كلِّ موضعٍ جاءتْ فيه بانفرادٍ).[الفوائد التجويدية:؟؟]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:43 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي


همزة الوصل في الحروف
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ):(الكلامُ على وجودِ همزةِ الوصلِ في الحروفِ وحركةِ البدءِ بها:
همزةُ الوصلِ في الحروفِ لا تُوجدُ إلا في حرفين:
الأوَّلُ: "ال" في نحوِ قولِه تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (الرحمن: آية 1-4) وهي هنا قياسيَّةٌ.
الثاني: "ايمن" في القسَمِ في لغتَيْهِ: زيادةُ النونِ أو حذفُها وهذا على القولِ بحرفيَّتِه، وهو ضعيفٌ وهمزةُ الوصلِ فيه سماعيَّةٌ.
أما حركةُ البدءِ فيهما فبالفتحِ في "ال" وجوباً وفي "ايمن" على الأرجحِ.
فائدةٌ: تُحذفُ همزةُ الوصْلِ لفظاً وخطًّا من "ال" إذا دَخلَ عليها لامُ الجرِّ نحوُ: للرؤيا، للمتقين، للذين في قولِه تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (يوسف: آية 43)، وقولِه تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً} (النبأ: آية 31)، وقولِه تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: آية 26)، بخلافِ دخولِ غيرِها عليها من بقيَّةِ حروفِ الجرِّ فإنها حينئذٍ تُحذفُ لفظاً وتُثبتُ خطاًّ، نحوُ: بالآخرةِ بالغيبِ، من الكتبِ في نحوِ قولِه تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} (البقرة: آية 3)، وقولِه تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكَتَابِ هُوَ الْحَقُّ} (فاطر: آية31)، وقولِه تعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً } (التوبة: آية 67)، وقولِه تعالى:{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (يونس: آية64) وقولِه تعالى: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} (الطور: آية 1-2)، وقولِه سبحانَه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (النجم: آية 1).
وحكْمُ همْزةِ الوصْلِ حينئذٍ حكْمُ المسبوقةِ بكلامٍ نحوُ قولِه تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادَهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (النمل: آية 59)، وقولِه تعالى: {وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً} (نوح: آية 7)، وهي بهذا مطابِقةٌ لتعريفِها السابقِ، من أنها تَثبتُ في الابتداءٍ وتَسقطُ في الوصْلِ، واللهُ أعلمُ).
[الفوائد التجويدية:؟؟]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:45 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

القول في توالي الهمزتين

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال أبو عمرو بن العلاء: همزة (أنشره) تكفي من همزة (شاء) وخالفه من قاس هذا على (آدم) فجعل الهمزة الأولى تكفي من الثانية.
وقال خلف: سمعت الكسائي يقول في قوله: {ومن بلغ أئنكم لشتهدون} [الأنعام: 19] هو في قياس النحو كما كتبوا في الشعراء: {أئن لنا لأجرا} [41] وكتب في الأعراف: {إن لنا لأجرا} [113] قال: وهذا من أجل الكاتب، والإعراب فيه واحد. قال: فمن وقف بغير همز وقف على الياء يشبه الهمز).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/419]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:46 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

القول في الأيكة

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال خلف: سمعت الكسائي يقرأ (الأيكة) أربعة أحرف كلها بالهمز في «الحجر» وفي «الشعراء» وفي «ص» وفي «ق». وكذلك إذا ابتدأ يبتدئ بألف.
وقال الفراء {أصحاب الأيكة} [الحجر: 78] كتابها بالألف واللام. وفي «الشعراء»: {كذب أصحاب ليكة} [176] بلام واحدة كتبت على اللفظ، والابتداء فيهما جميعا بالألف واللام.
حدثنا إسماعيل عن قالون عن نافع {كذب أصحاب ليكة} الهاء فيها، يعني في الشعراء وفي «ص»، منتصبة غير مهموزة. وهي كذلك في المصحف في الموضعين معًا.
وقال الفراء: المذهب الأول أعجب إلي، يعني إثبات الألف واللام، في الأربعة المواضع لأنها قصة واحدة واسم واحد في جميع هذه المواضع. والحجة لأهل المدينة في خلالهم بينها وهي واحدة قوله تعالى: {وشجرة تخرج من طور سيناء} [المؤمنون: 20] وقال في موضع آخر: {والتين والزيتون. وطور سينين} [التين: 1، 2] و«سيناء» «سينين». وقال في موضع آخر: {وإن إلياس لمن المرسلين} [الصافات: 123] ثم قال بعد: {سلام على إل ياسين}
[130] و«إلياس» هو «إل ياسين» وف يقراءة عبد الله: (وإن إدريس لمن المرسلين سلام على إدراسين) فـ «إدريس» هو «إدراسين».
فإن قال قائل: لم خفضت «الأيكة» إذا كانت فيها الألف واللام فقيل: (أصحاب الأيكة) ونصبت إذا لم يكن فيها الألف واللام فقيل (أصحاب ليكة)؟ قيل له: نصبت إذا لم تكن فيها الألف واللام لأن فيها هاء التأنيث، وكل اسم فيها هاء التأنيث لا يجرى في المعرفة كقولك «نظرت إلى عمرة وإلى حمزة» و«ليكة» على مثال «بيضة»، فلذلك لم يجر، وخفضت إذا كانت فيها الألف واللام لأن كل اسم لا يجرى إذا دخلت عليه الألف واللام جرى. وما يجرى يخفض في الخفض وما لا يجرى ينصب في الخفض تقول من ذلك: «نظرت على مساجد وصوامع» فتنصبها لأنها لا تجرى، فإذا دخلت عليها الألف واللام قلت «نظرت إلى المساجد والصوامع» فتخفضها لدخول الألف واللام عليها. ومعنى «الأيكة» في اللغة الغيضة، وجمعها أيك كما ترى. قال الشعر:
أفمن بكاء حمامة في أيكة = يرفض دمعك فوق ظهر المحمل
وقال جرير في الجمع:
طرب الحمام بذي الأراك فشاقني = لا زلت في غلل وأيك ناضر).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/442-446]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

مذاهب القراء في الهمز والوقف على المهموز

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله تعالى: {إنما نحن مستهزؤون} [البقرة: 14] كان حمزة يسكت على (مستهزون) فيمد يشبه الواو من غير إظهار الواو. وكذلك: {متكئون} [يس: 56] و{ليطفئوا نور الله} [الصف: 8] (ليفطوا) و{ليواطئوا عدة ما حرم الله} [التوبة: 37]، (ليواطوا). {كنتم تكسبون. يستنبئونك} [يونس: 52، 53] (ويستنبونك). {فمالئون منها البطون} [الصافات: 66]، (فمالون) وما شبه ذلك.
قال خلف: سمعت الكسائي يقول: إذا مد الحرف ولم يظهر الواو فقد همز همزًا حفيًا. والكسائي يهمز في الوقف كما يصل. وقال الكسائي: ومن وقف بغير همز قال: (مستهزون) فرفع الزاي بغير مد. و(متكون) فرفع الكاف. وكذلك: (ليطفوا) برفع الفاء. و(ليواطوا) برفع الطاء.
و(يستنبونك) برفع الباء. (فمالون) ونحو ذلك. قال الكسائي: فقال بعضهم: فأين لاكسرة في الحرف (مستهزون)؟. فأجاز الكسائي كسرة الزاي ووقف الواو من غير همز وغير مد (مستهزون). وكذلك (متكون) كسر الكاف ووقف الواو من غير مد ولا همز. وكذلك هذه الحروف وما يشبهها على هذا بكسر الحرف الذي قبل الواو ثم يجزم الواو ولا يمد ولا يهمز فأجاز هذا القول، والثاني والأول أحب إليه، يعني رفع الزاي والكاف والفاء والطاء بغير مد، يعني، من وقف بغير همز.
قال خلف: وقول الكسائي في وقفه بالهمز أحب إلينا لتبيان الإعراب فيه.
وقال الفراء: للعرب في الهمز ثلاثة مذاهب: التحقيق الهمز، وهو يراد، والإبدال منه. فمن حقق الهمز قال استهزأت ومستهزئون. ومن أبدل من الهمزة قال: استهزيت، كما يقول: استقصيت، ويقول: مستهزون، يقول: مستقصون. ومن ترك الهمز، وهو يريده، قال: استهزات، بغير همز. وقال: مستهزون، بكسر الزاي وتسكين الواو من غير مد ولا همز. وكان أهل البصرة يسمون الهمز المحقق الهمز المشبع، ويسمون الذي يترك همزه، وهو يراد، المشرب، لأنه اشرب حركة الهمزة واسقطت منه، ويسمون الذي يبدل من همزة المقلوب.
وقال خلف: سمعت الكسائي يسكت على قوله: (وبالآخرة) على «نعمة ومعصية ومرية والقيامة» ونحو ذلك بكسر راء في الآخرة، والميم في «نعمة» والياء في «معصية» كذلك بقيتها وما يشبهها. وكان حمزة يفتحها قليلاً.
قال خلف: وفتح هذه الحروف في الوقف قليلاً أحب إلينا لأن هذه الحروف في الوصل مفتوحة.
وقال أبو العباس: قال الكسائي أمال هذه الحروف الوقف لأن الهاء أخت الياء والواو والألف، وإن نت متحركة، فإذا جاءت حركتها رجع إلى فتح قبلها.
وكان حمزة يسكت على {يؤمنون} [البقرة: 3]، {أنى يؤفكون} [المائدة: 75]، و{يؤثرون} [الحشر: 9] و{عليهم مؤصدة} [الهمزة: 8] ونحو ذلك بغير همز إذا كانت الهمزة في وسط الحرف والكسائي يهمز ذلك كله في الوقف. قال خلف: وقول الكسائي أعجب إلينا لأنه أبين للإعراب، كان بعض القراء لا يهمز (مؤصدة) يقول: هي من أوصدت مثل أوقدت. فلو قرأ قارئ على معلم بحرف حمزة، فلم يهمز (مؤصدة) في السكت لم يدر معلمه أكان يهمز في الوصل أم لا. قال خلف فالسكوت بالهمز على هذه الحروف وما أشبهها أحب إلينا؛ وإنما ترك الهمز من ترك بناء على الفعل «آمن وآثر»
فله أن يهمز في المستقبل، وله أن يترك فمن همز فهو على الأصل وم نترك بناه على لفظ «أمر»، والوجه الهمز لأنه هو الأصل، ومعنى مؤصدة عند العرب مطبقة، قال الشاعر:
تبوأت جنات كريما مقامها = وزحزحت عن باب من النار مؤصد
معناه مطبق.
وكان حمزة يسكت على قوله: {إن الذين كفروا سواء} [البقرة: 6] ويمد ثم يشم الرفع من غير همز. وكذلك: {ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} [النساء: 92]، {من الحق شيئًا} [النجم: 28] {لو يجدون ملجأ} [التوبة: 57] أو نحوه فيسكت على هذا كله بغير همز، ويسكت على (هزوًا) [البقرة: 67] بالواو. وكذلك: {كفوا} [الإخلاص: 4] بالواو. ويسكت على {كل جبار منهن جزءا} [البقرة: 260] بنصب الزاي لأنه ليس في الحرف واو فإذا ترك الهمزة انتصبت الزاي. وكذلك: {ردءا يصدقني} [القصص: 34] (ردا) فينصب الدال إذا لم يهمزه. والكسائي يهمز في ذلك كله ممدودًا كان أو مقصورًا وكتابه بالواو أو بغير الواو ويحتج بأنه ترك التنوين ووقف بالهمز. قال خلف: وقوله أعجب إلينا – يعني الكسائي – قال: والكسائي يشم الرفع الهمز ويمد، يعني في الوقف في قوله: {إن الذين كفروا سواء} [البقرة: 6] وحمزة يشم الرفع (سواء).
وروى أبو بكر بن عياش عن عاصم أنه كان يقرأ: {ثم اجعل على كل جبل منهن جزا} بضم الزاي. فإذا وقفت على هذه القراءة كان لك مذهبان: أحدهما أن تقول (جزؤا) بالهمز، والوجه الآخر أن تقول: (جزوا) بضم الزاي وإثبات الواو، ولا يجوز على هذه القراءة أن تقف (جزا) بفتح الزاي لأن فيها واوًا.
وقال نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ: من قرأ (ردأ) بالهمز أراد «عونا» ومن قرأ (ردًا) بلا همز أراد «زيادة»، واحتج بقول الشاعر:
وأسمر خطيا كأن كعوبه = نوى القسب قد أردى ذراعًا على العشر
فمعناه: قد زاد ذراعا

وحدثنا إسماعيل عن قالون عن نافع أنه كان يقرؤها «ردًا» منونة غير مهموزة. وقال الفراء: الرد العون. يقال: أردأت الرجل إذا أعنته. والحجة لحمزة في وقفه على (سواء) و(ماء) و(خطأ) و(كفؤ) و(جزء) بغير همز أن الألف أبين في السكت من الهمز لأن الهمزة من أول المخارج. والحجة له في الوقف على الممدود بغير همز نحو: {أنزل من السماء ماء} [الأنعام: 99] أنه يحكى عن العرب ترك الهمز إذا كان بين ألفين، فإذا كانت الهمزة مكسورة أو مضمومة لم تقع بين ألفين فلم تترك.
وكذلك الحكاية عنهم. والحجة لحمزة في تركه الهمز إذا لم يقع بين ألفين نحو: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} [النساء: 92] أن الياء والواو والألف أبين عنده من الهمز في الوقف.
وقوله تعالى: {إن امرؤ هلك} [النساء: 176] كان الكسائي يقف عليه (امرؤ) بالهمز. وكان حمزة يقف عليه (امرو) بالواو. وقال خلف: الوقف على مثل هذا بترك الهمز أحب إلينا من الهمز لأنه في آخر الحروف، وإن كان بعده تنوين فإنه بالرفع، ولا يمكن فيه إذا كان مرفوعًا ما يمكن في ما كان منه بالنصب مثل: {أنزل من السماء ماء} [الأنعام: 99] فالهمزة في قوله (ماء) أشبع وأبين من الهمز في (امرؤ) وإن كان بعد الهمزة تنوين
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/397-407]
.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:43 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

همزة الوصل في الاسماء

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ("وفي الأسماءِ" الآتيةِ – بدَرْجِ الهمزةِ والاكتفاءِ بحرَكةِ اللاَّمِ عن هَمزةِ الوصْلِ – "غيرَ اللاَّم" أي: لامِ التّعريفِ "كسرُها" أي: كسرُ الهمزةِ فيهَا "وفي" أيِّ تامٍّ بخلافِهَا في لامِ التَّعريفِ فإنَّها تُفْتَحُ طلَبًا لِلْخفَّةِ فيمَا يكثُرُ دورُهُ.
واستثناءُ "لامِ التَّعريفِ" مِن الأسماءِ استثناءٌ منقطِعٌ؛ لأنَّها حرْفٌ لا اسْمٌ، ومِن ثَمَّ قالَ ابنُ النَّاظِمِ: ليسَ مستثنىً منهَا، بلْ من قولِهِ: "واكسِرْهُ" يعني: مِنْ ضميرِهِ. أي: واكسِرْ الهمزةَ فيمَا ذَكَرَ غَيْرَ همزةِ ألْ المَعْرَفَةِ. وفيه بُعدٌ من حيثُ اللفظُ.
(103) وقد بيَّن النَّاظمُ الأسماءَ بقولِهِ "ابن" – بالجرِّ بدلاً من الأسماءِ – "مع ابنةٍ، امرئٍ، واثنيْنِ، وامرأةٍ، واسمٍ – أصلُهُ سُمُوٌّ، وقيلَ: وَسْمٌ – مع اثنتيْنِ".
وبقيَ مِن الأسماءِ المشهُورَةِ التي تُكسَرُ همزةُ الوَصْلِ فيها قياسًا: اثنان، اسْتٌ – أصلُه: سِتَةٌ لجمعِهِ على اسْتَاتٍ – وابنُم – بمعنى ابنٌ, زيدتْ فيهِ الميمُ تأكيدًا أو للمبالغةِ -.
ويقالُ في امرئٍ: مَرءٌ، وفي امرأةٍ، مَرأةٌ).
[الدقائق المحكمة:45-1/44]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (
ثمَّ قولُ الناظمِ: وفي حرفِ جرٍّ مدخولُها قولُ: (الأسماءُ غيرُ اللامِ كسرُها وفيٌّ) بتشديدِ الياءِ، سُكِّنَ وقفًا أو خُفِّفَتْ، فهو فعيلٌ بمعنى وافٍ، أي: تامٍّ، والمعنى: كسرُ الهمزةِ فيها تامٌّ، بخلافِها في لامِ التعريفِ، فإنَّها تُفْتَحُ طَلَبًا للخِفَّةِ فيما يكثُرُ دورُه، و (غيرُ) إمَّا مجرورٌ على أنَّهُ نعتُ الأسماءِ، أو منصوبٌ على الاستثناءِ، والمرادُ باللامِ لامُ التعريفِ، و (كسرُها) مرفوعٌ على أنَّهُ مبتدأٌ، وضميرُها راجعٌ إلى الهمزةِ في أَوَّلِ الأسماءِ، وَخَبَرُهُ (وفيٌّ) وفي الأسماءِ مُتَعَلِّقَةٌ (بكسرِها) واللامُ في الأسماءِ مُتَحَرِّكَةٌ مَنْقُولَةٌ إليها مِن الهمزةِ بعدَها، حيثُ أُدْرِجَت الهمزةُ واكْتُفِي بحركةِ اللامِ عن همزةِ الوصلِ، فالمعنى: أنَّ همزةَ الأسماءِ كُلَّها مكسورةٌ، غيرَ همزةِ لامِ التعريفِ، فإنَّها تكونُ مفتوحةً دائمًا طَلَبًا للخفَّةِ فيما يَكْثُرُ دَوْرُه، واستثناءُ لامِ التعريفِ مِن الأسماءِ استثناءٌ مُنْقَطِعٌ، لأنَّها حرفٌ لا اسمٌ،
ومن ثَمَّةَ قالَ ابنُ المصنِّفِ: ليسَ مُسْتَثْنًى منها، بل مِن قولِه: (واكْسِرْه)، يعني مِن ضميرِه، أي: واكسر الهمزَ فيما ذكرَ همزَ غيرَ أل المُعَرِّفةِ وفيه بُعْدٌ مِن حيثُ اللفظُ،
كما قالَ زكريَّا:


ابنُ معَ ابنةِ امرىءٍ واثنينِ = وامرأةٍ واسمٍ معَ اثنتينِ

فقولُه (ابنٍ) بالجرِّ بدلٌ من الأسماءِ، كما ذكَرَه الشيخُ زكريَّا، أو عطفُ بيانٍ، وهو الأظهرُ، فالمرادُ بالأسماءِ الآتيةُ، وأمَّا قولُ الروميِّ: (وفي الأسماءِ) خبرٌ مُقَدَّمٌ لقولِه (كَسْرُهَا) وفي (ابنٍ) عطفٌ على قولِه: (وفي الأسماءِ) فليسَ في مَحَلِّه بلْ خطأً مِن جهةِ المبنى، وكذا من طريقةِ المعنى، أمَّا المبنى فلأنَّهُ يلزمُ منه عيبٌ في كَلاَمِ الناظمِ، وهو الإبطاءُ، بخلافِ ما قدَّمْنَاه في تحقيقِ البناءِ، وأمَّا المعنى فلأنَّ الأسماءَ الْمَكْسُوَرةَ الهمزةِ محصورةٌ عندَ المصنِّفِ في الأسماءِ المذكورةِ، فلا يصحُّ التعاطفُ بينَهُمَا على الطريقةِ المَسْطُورَةِ، وأيضًا لا يصحُّ حملُ الأسماءِ على العمومِ، ويكونُ العطفُ من قبيلِ التخصيصِ؛ لأنَّ جميعَ همزاتِ الأسماءِ ليستْ موصولةً، ولا كُلَّها مكسورةً، وكأنَّ الشيخَ أرادَ بالأسماءِ ما فيه الهمزةُ المكسورةُ السامَعِيُّ، فلا يَرِدُ عليه القياسيُّ، وهو كُلُّ مصدرٍ بعدَ ألفِ فِعْلِه أربعةُ أحرفٍ فصاعدًا، كالافتعالِ والانفعالِ والاستفعالِ، ممَّا وردَ في القرآنِ أو لم يَرِدْ، أولأنَّهُ اكتفى بما يُفْهَمُ مِن كسرِ همزةٍ في الفعلِ، وكسرِ همزةٍ في مصدرِه بالقياسِ، وأمَّا تفسيرُ اليمنيِّ الأسماءَ بالمصادرِ مِن نحوِ: {ابْتِغَاءَ الْفَتْنَةِ} و {اخْتِلاَفُ الليلِ} {واخْتِلاَقٌ} و (انْتِقَامٌ) فليسَ في مَحَلِّه، لما سبقَ من تحقيقِ المرامِ، وأمَّا سائرُ الأسماءِ فَمُخْتَلِفَةُ الأوائلِ، فمنها مفتوحةٌ: كآدمَ، أو مكسورةٌ: كإِبْرَاهِيمَ، أو مضمومةٌ: كأُجَاجٍ، وقد يقالُ إن هذا كُلََّه يَنْدَفِعُ بأنَّ الضميرَ في (اكْسِره) إلى همزةِ الوصلِ لا إلى الهمزةِ مطلقًا، ثمَّ ما اختارَه الناظمُ مِن أنَّ التعريفَ باللامِ وحدَه والهمزةَ زائدةٌ، إذ لو كانتْ مقصودةً لم تُحْذَفْ كما لا تُحْذَفُ همزةُ (أَمْ) و (إنْ) هو مذهبُ سِيبَوَيْهِ وأكثرِ النحاةِ، خلافًا لِمَا ذهبَ إليه الخليلُ مِن أنَّ (أل) حرفٌ ثنائيٌّ تُفِيدُ التعريفَ؛ لأنَّها مِن خصائصِ الأسماءِ وتفيدُ معنىً فيها، وهي بمنزلةِ (قد) و (هل) في الأفعالِ وذلكَ ثنائيٌّ فكذلكَ هذه. أقولُ ولعلَّ وجهَ حذفِ همزةِ كثرةِ الاستعمالِ.
والحاصلُ أنَّ الناظمَ يريدُ همزةَ الوصلِ في السماعيِّ وهو عشْرةُ أسماءِ، وقد ذكَرَ سبْعةً منَها لورودِها في القرآنِ، إلا أنَّهُ تركَ باقيَها لضرورةِ النظمِ، كما قالَ المصريُّ، وسبقَه الروميُّ، منها (ابنٌ) وأصلُه: بَنَو بفتحتينِ لقولِهم في تكسيرهِ: (أبناءٌ)، وأفعالُ في الأصلِ جمعُ فَعَلٍ، نحوُ نَبَأٌ وأَنْبَاءٌ، وخَبَرٌ وأَخَبْارٌ، فَأُعِلَّ بأنَ اسْتُثْقِلََ الضمةُ على الواوِ، وحذَفَ اللامَ لالتقاءِ الساكنينِ، وأَسْكَنَ الأَوَّلَ، وأُدْخِلَتْ عليه همزةُ الوصلِ، ومنها (ابنةٌ) وأصلُه بَنَوَةٌ، كشَجَرَةٌ وهي مؤنَّثَةُ (ابنٍ) فَحُكْمُهَا حُكْمُه، ومنها (امُرؤٌ) للمُذَكَّرِ، و (امرأةٌ) للمؤنَّثِ، وفيهما لغةٌ أُخْرَى (مَرْءٌ) و (مَرْأةٌ)، وإنَّما أَدْخَلُوا الهمزةَ عليهما وإنْ كانَا تامَّيْنِ من حيثُ إنَّ لامَهُمَا همزةٌ وَيَلْحَقُهُمَا التخفيفُ فيقالُ: مَرْ ومَرْةٌ، فَجَرَيَا مجرى ابنٍ وابنةٍ، ومنها (اثنَانِ) للمُذَكَّرِ و (اثْنَتَانِ) للمُؤَنَّثِ، وَأَصْلُها ثَنَيَانِ وثَنَيَتَانِ، كجَمَلاَنِ، وشَجَرَتَانِ، بدليلِ قولِهم في النسبةِ: ثَنَوِيٌّ فَحُذِفَت اللامُ , وأُسْكِنَت الثاءُ، وجِيءَ بهمزةِ الوصلِ، ومنها (اسمٌ) وأصلُه سَمَوَ بوزنِ قَنَوَ وصَنَو فَحُذِفَت الواوُ؛ لاستثقالِهم تعاقُبَ الحركاتِ الإعرابيَّةِ عليها ونُقِلَ سكونُ الميمِ إلي السينِ لتعاقبِ تلكَ الحركاتِ عليها، وَأُتِيَ بهمزةِ الوصلِ، وهذا مذهبُ البصريِّينَ، وفيه أنَّ العلةَ المذكورةَ منقوضةٌ في دَلْوٍ: اللهمَّ إلا أنْ يقالَ بأنَّ استعمالَ الاسمِ أكثرُ مِن الدلوِ، واطِّرَادُ العلَّةِ غيرُ لازمٍ، وأمَّا مَذْهَبُ الكوفيِّينَ أنَّ أَصْلَه (وَسْمٌ) أي: علامةٌ؛ لأنَّ الاسمَ علامةٌ للمُسَمَّى، وَيُعْرَفُ هو بِه، والمختارُ مَذْهَبُ البصريِّينَ؛ لقولِهم في تكسيرِه: أسماءٌ لا أَوْسَامٌ، وفي تصغيرِه سُمَيٌّ لاوُسَيْمٌ، وعندَ إسنادِ الضميرِ المرفوعِ المُتَحَرِّكِ: سُمَّيْتُ، لا وَسَمْتُ، كوُعَدْتُ قالَ ابنُ الناظمِ: ومنها (اسْتٌ) واصلُه سَتَهٌ، كجَمَلٍ، لِتَكْسِيرِهِ على اسْتِاهٍ، وَأَهْمَلَهُ الناظمُ؛ لأنَّ البيتَ لم يَسَعْه، قلتُ: والصوابُ في الاعتذارِ أنْ يقالَ: لعدمِ ورودِه في الكتابِ، لا سيَّما وذِكْرُه مُسْتَهْجَنٌ عندَ أُولِي الألبابِ، وأمَّا قولُ خالدٍ: وينبغي أنْ يزيدَ (أل) الموصولةَ و(ايْمُ) لغةٌ في (ايْمَن) فإنْ قالُوا هي (أَيْمَنُ) فَحُذِفَتْ اللامُ، قُلْنَا و (ابنم) هو (ابنٌ) فَزِيدَتُ الميمُ، وحُكْمُها معَ ماذكَرْنا الكسرُ، ومعَ لامِ التعريفِ الفتحُ، فالجوابُ أنَّ لامَ التعريفِ يشملُ نوعيه، و (ايْمُ) لم يجيءْ في القرآنِ العظيمِ، وكذا (ابنم) معَ أنَّه عُلِمَ حُكْمُه مِن (ابنٍ) فإنَّ الميمَ زائدةٌ للتوكيدِ والمبالغةِ، كما في (زُرْقُمْ) بمعنى الأزرقِ ومرادُ المصنِّفِ بيانُ ما في الكتابِ، واللهُ أعلمُ بالصوابِ، وأمَّا قولُ ابنِ المصنِّفِ وقدْ تبعَه الروميُّ: لو قالَ الناظمُ مكانَ كسرِها (الأيمنُ وفي) لو في، فَمَدْفُوعٌ كما لايخفى على أربابِ الوفا، لعدمِ وجودِ الاستيفاءِ، وقالَ الشيخُ زكريَّا: ذكرَ ابنُ الناظمِ ههنا فوائدَ لايَفْتَقِرُ إليها المَشْرُوحُ، قلتُ: وهو كذلكَ؛ وَلِذَلِكَ أَعْرَضْتُ عمَّا فيه مِن المَغْلُوقِ والمَفْتُوحِ).
[المنح الفكرية:78-1/77]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ):(الكلامُ على وجودِ همزةِ الوصلِ في الأسماءِ وحركةِ البدءِ بها:
وهي في الأسماءِ قياسيَّةٌ وسماعيَّةٌ، والاسمُ لا يَخلُو من أن يكونَ معرَّفاً بالألفِ واللامِ أو مجرَّداً منهما:
فإن كان معرَّفاً بالألِفِ واللامِ فهمزةُ الوصلِ فيه قياسيَّةٌ وحركتُها عند الابتداءِ الفتحةُ طلَباً للخفَّةِ ولكثرةِ دورانِها نحوُ قولِه تعالى: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر: آية 24)، وإن كان مجرَّداً من الألِفِ واللامِ فهمزةُ الوصْلِ فيه قياسيَّةٌ وسماعيَّةٌ، أما القياسيَّةُ ففي نوعين منه.
النوعُ الأوَّلُ: مصدرُ الفعلِ الماضي الخماسيِّ نحو: افتراء وابتغاء، واختلاف وانتقام في قولِه تعالى: {وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ} (الأنعام: آية 140) وقولِه تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} (يونس: آية 6)، وقولِه تعالى: {وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (من مواضعه المائدة آية: 95).
النوعُ الثاني: مصدرُ الفعلِ الماضي السداسيِّ نحوُ: استغفار واستعجال واستكبار في قولِه تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَِبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} (التوبة: آية 114)، وقولِه سبحانَه: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} (يونس: آية 11)، وقولِه تعالى: {وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً} (نوح: آية 7) وما شابَه ذلك.
وحركةُ البدءِ بهمزةِ الوصلِ في هذين المَصدرَيْن الكسرُ وُجوباً.
وأما السماعيَّةُ ففي عشرةِ أسماءٍ محفوظةٍ وَردَ منها في القرآنِ الكريمِ سبعةُ أسماءَ والثلاثةُ الباقيةُ وَردَتْ في غيرِ القرآنِ من كلامِ العربِ.
أما الأسماءُ السبعةُ التي في الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فهي كما يلي:
الأوَّلُ: "ابن" بالتذكيرِ سواءً كان مضافاً لياءِ المتكلِّمِ أو لغيرِها كقولِه تعالى: {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} (هود: آية 45)، وقولِه تعالى: {اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (آل عمران: آية 45).
الثاني: "ابنت" بالتأنيثِ مُفرَدةٌ أو مثنَّاةٌ كقولِه تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} (التحريم: آية 12)، وقولِه تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} (القصص: آية 27).
الثالثُ: "امرؤ" بالتذكيرِ حيثُ وَردَ مرفوعاً كان أو منصوباً أو مجروراً نحوُ قولِه تعالى: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} (النساء: آية 176)، وقولِه تعالى: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} (مريم: آية 28)، وقولِه تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} (عبس: آية 37).
الرابعُ: "اثنين" بالتذكيرِ سواءً كان معرَباً بالألفِ والنونِ أو بالياءِ والنونِ أو كان مضافاً للعشرةِ نحوُ قولِه تعالى: {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} (المائدة: آية 106)، وقولِه تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} (التوبة: آية 40)، وقولِه سبحانه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً} (التوبة: آية 36)، {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً} (المائدة: آية 12).
الخامسُ: "امرأت" بالتأنيثِ مفردَةً أو مثنَّاةً وسواءً رسِمتْ بالتاءِ المفتوحةِ أم بالهاءِ المربوطةِ نحوَ: {امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} (التحريم: آية 12)، وقولِه تعالى: {وِإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ} (النساء: آية 138)، وقولِه تعالى: {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ} (القصص: آية 23).
السادسُ: "اسم" نحوَ قولِه تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى: آية 1)، وقولِه تعالى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}(الصف: آية 6).
السابعُ: "اثنتين" بالتأنيثِ سواءً كان مضافاً للعشرةِ أم لم يُضفْ نحوُ قولِه تعالى: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً} (البقرة: آية 60)، وقولِه تعالى: {اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً} (الأعراف: آية 160)، وقولِه سبحانَه: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ} (النساء: آية 176).
ويُلاحظُ هنا أن النونَ من لفظِ "اثنان" في المذكَّرِ و "اثنين" في المؤنَّثِ محذوفةٌ لأجلِ تركيبِهما مع العشرةِ.
وأما الأسماءُ الثلاثةُ الباقيةُ من العشرةِ الواردةِ في غيرِ القرآنِ الكريمِ فنورِدُها لتمامِ الفائدةِ.
أوَّلُها: لفظُ "است".
وثانيها: لفظُ "ابنم" وهو (ابن) زِيدتْ فيه الميمُ.
وثالثُها: لفظُ "ايم" وهو للقسَمِ وقد يُزادُ فيه النونُ فيُقالُ "ايمن" نحوَ: "وَايْمُنِ اللهِ لاَجتهدنَّ".
هذا وقد اختلِفَ في لفظِ "ايمن" بينَ كونِه اسماً أو حرفاً، والراجحُ أنه اسمٌ، وأما حركةُ البدءِ بهمزةِ الوصلِ في هذه الأسماءِ فبالكسرِ وُجوباً سواءً أكانتْ من الواردِ في التنزيلِ أمْ من غيرِ الواردةِ فيه إلا "ايمن" في القَسَمِ في لغتَيْهِ فيَجوزُ فيه الفتحُ أيضاً وهو الأرجحُ.
وقد أشارَ الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ إلى همزةِ الوصلِ في الأسماءِ وحركةِ البدءِ بها في المقدِّمةِ الجزْرِيَّةِ بقولِه:

102- ...........................وفى = الأسماءِ غيرِ اللام كسرُها وَفِي
103- ابـْن مَـعَ ابنتَ امْـرء واثنين = وامـرأةٍ واسْم مـعَ اثنتـين ).[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(فهي بالأسماء في القرآن الكريم في سبع كلمات: وهي (اسم، وابن، وابنة، واثنان، واثنتان، وامرئ، وامرأة) وتأتي في ثلاثة أسماء أخر لكن ليس في القرآن منها شيء وهي (است، وابنم، وايم).يعني ايم الله، وتقع في مصدر الفعل الخماسي، كقوله: {لا انفصام لها} وأيضاً في مصدر الفعل السداسي، كقوله: {استكباراً في الأرض} وقس على ذلك. وأيضاً في تعريف الأسماء، كالقمر، والشمس، والليل ونحو ذلك). [شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:45 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

إشمام الهمز في الوقف

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقال الكسائي: الوقف على: {ولقد جاءك من نبأ المرسلين} [الأنعام: 34] من نبى يشم الباء والألف الكسرة في الوقف قليلاً وكذلك. {من تلقاء نفسي} [يونس: 15] (تلقا)
يشم القاف والألف الكسر قليلا، ومثله: {وايتاء ذي القربى} [النحل: 90] (وإيتا)، {وآناء الليل} [آل عمران: 113] (وآنا)، {وإيتاء الزكاة} [الأنبياء: 73] (وإيتا)، و{بلقاء ربهم} [الأنعام: 154] (بلقا)، يشم الكسر قليلا الحرف الذي قبل الألف واللام.
وكان حمزة يشم الياء في الوقف ما كان فيه مثل: (نبأ المرسلين)، و(تلقاء نفسي) (تلقا). والاختيار {وإيتاء ذي القربى} {وإيتاي}، {ومن آناء الليل} [طه: 13] (آناي)، قال خلف: وإشمام هذه الحروف كلها الكسر أحب إلينا. وقال خلف: سمعت الكسائي يقول: {كهيئة الطير} [آل
عمران: 49] مهموز في الوقف، ومن لم يهمز قال: «كهية وكهية» جميعًا.
وكان الكسائي يشم الهمز بعد الياء في قوله: {الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض} [النمل: 25] إذا وقف. وكان حمزة يقف عليه بغير إشمام الهمز.
وكان الكسائي يقف على: {شاطئ الواد} بالقصص: 30] بهمزة مختلسة. وحمزة لا يهمز مثل هذا، يقول: (شاطي) بالياء. ومذهب حمزة أحب إلى خلف)
.
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/408-411]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

همزة الوصل في الأفعال

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): ((101)" وابدَأْ " وُجوبًا " بهمزِ الوَصْلِ من فِعلٍ بِضَمٍّ " أي مع ضَمِّ الهمزةِ.
"إن كانَ ثالِثٌ مِنَ الفعلِ يُضَمُّ" ضَمًّا لازِمًا، ولَوْ تقديرًا. نحوُ: انظُرْ واخرُجْ، وادْعُ. ونحو: اغزِي يا هندُ؛ إذ أصلُهُ اغزُوِي، نُقِلَتْ كسرةُ الواوِ إلى الزَّايِ قبلَهَا، بعدَ سَلْبِهَا حركتَهَا. فالْتَقَى السَّاكنانِ، فَحُذِفَت الواوُ. بخلافِ نَحْوِ: امشُوا. فإنَّه يجبُ كسرُ همزتِهِ – كمَا يُعلَمُ ممَّا يأتي – ؛لأنَّ ضمَّ ثالثِهِ عارضٌ. إذ أصلُهُ: امْشِيُوا: بكسْرِ الشِّينِ؛ فنُقِلَتْ ضَمَّةُ الياءِ إلى الشِّينِ، بعد سَلْبِهَا حركتَهَا، فالْتَقَى السَّاكنانِ، فَحُذِفَت الياءُ.
ويجوزُ في ضمِّ همزةٍ نَحوُ: أُغزِي الإشمامُ بالكسْرِ بأنْ تنحُوَ بالضَّمَّةِ نحوَ الكسرةِ.

(102)"واكسِرْهُ" أي: الهمزَ "حالَ الكسْرِ والفتحِ" لِثَالثِ الفعلِ. نحوُ: اضْرِبْ، وارْجِعْ، وامْشِ، واعلَمْ، واذْهَبْ، وانْطَلِق، واستَخْرِج.
وابْتُدِِئَ بهمزةِ الوَصْلِ – فيمَا ذُكِرَ – لِيُتَوَصَّلَ بها إلى النُّطقِِ بالسَّاكنِ. ومِن ثمَّ سُمِّيتْ: همزةَ وصْلٍ. ولذَلكَ سمَّاها الخليلُ: سَلْمُ اللِّسانِ.
وَوَجْهُ ضَمِّهِ في مضمومِ ثالِثِ الفعْلِ، وكسرِهِ في مكسورِهِ، المُنَاسبةُ فيهِمَا، وطلَبُ الخفَّةِ. وَوَجْهُ كَسْرِهِ في مَفْتُوحِهِ الحملُ على مكسورِهِ في إعرابِ المثنَّى والجمعِ. وذَكَرَ ابنُ النَّاظمِ هنا فوائدَ لا يفتقرُ إليهَا الشَّرحُ).
[الدقائق المحكمة:1/44]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وحكمُها في الماضي المَعْروفِ الكسرُ لا غيرُ، وأمَّا في المجهولِ فلا يكونُ إلا مضمومًا، وأمَّا الأمرُ الحاضرُ ففيه تفصيلٌ، كما ذكرَه الناظمُ، وقَدَّمَ حُكْمَ الأفعالِ؛ لأنَّ همزةَ الوصلِ في الأفعالِ بالأصالةِ، وأمرَ بالابتداءِ بهمزةِ الوصلِ مَضْمُومَةً مِن فعلِ الأمرِ إذا كانَ ثالثُه مضمومًا ضمًّا لازمًا لاعارضًا كما سيأتي، نحوُ: انْظُرْ، واعْبُدْ، وإنَّما عَدْلَ عن الكسرةِ إلى الضمَّةِ معَ أنَّ الأُولَى هي الأَوْلَى؛ لكونِها الأكثرَ في همزاتِ الوصلِ؛ لئلاَّ يلزمَ الخروجُ مِن الكسرةِ إلى الضمَّةِ، والحالُ أنْ لاعبرةَ بالساكنِ بينَهما، حيثُ إنَّه ليسَ بحاجزٍ ولمناسبةِ عينِ الفعلِ، وأمَّا إن كانَ ثالثُه مكسورًا كسرًا لازمًا أي: أَصْليًّا أو مفتوحًا، فابْتُدِيءَ بها مكسورةً على أصلِها، نحو: اضْرِبْ، واذْهَبْ واعْلَمْ، وأشارَ إلى ذلكَ بقولِه: (واكْسِرْهُ حالَ الكسرِ والفَتْحِ وفي) أي: واكْسِر الهمزةَ حالَ كسرِ ثالثِ الفعلِ، أو فتحِه، أمَّا وجهُ كسرِه في مكسوره فهو المناسبةُ بينَهما، كما في ضمِّه معَ مضمومِه، وأمَّا وجهُ كسرِه في مفتوحِه فالحملُ له على مكسوره، كنظيرِه في إعرابِ المثنى والجمعِ، كذا ذكرَه الشيخُ زكريَّا، والأظهرُ لدفعِ الاشتباهِ في بعضِ الصورِ، باعتبارِ بعضِ الصيغِ، ولأنَّ همزةَ القطعِ غالبًا تكونُ مفتوحةً، فلا بدَّ مِن ظهورِ المغايرةِ، وأمَّا إذا كانَ ثالثُ الفعلِ مضمومًا ضمًّا غيرَ لازمٍ، بأنْ يكونَ عارضًا لإعلالِ كسرتِه أيضًا نحو: { امْشُوْا } فإنَّ أصلَه إمْشِيُوا، نُقِلَتْ ضمَّةُ الياءِ إلى الشينِ بعدَ سلبِ حركتِها، فالتقى ساكنانِ، فَحُذِفَتْ الياءُ فصارَ (امْشُوا)، وكذا قوله { ائْتُونِي } وقد ذهبَ ابنُ المصنِّفِ وتبِعَه الشرَّاحُ إلى حصْرِ تصويرِ الأمثلةِ مُخْتَصًّا بالأوامرِ مِن الثلاثيِّ المجرَّدِ ولعلَّهُم غَفَلُوا عن أنَّهُ كذلكَ حُكْمُ الأمرِ مطلقًا والماضي مِن الثلاثيِّ المزيدِ، ماعدا بابَ الأفعالِ، فإنَّ همزتَه مطلقًا قطعيَّةٌ سواءٌ كانَ ذلكَ الفعلُ الماضي مَعْلُومًا أو مجهولًا نحوَ: {اجْتَمَعْتَ} و { اجْتُثَّتْ } و { اسْتَكْبَرَ } و { اؤتُمِنَ }، و{ اشْتَرَى } و{ اتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا } لِمَنْ قرأَ بالأخبارِ، ونحوَ {انْطَلِقُوا}، و {اسْتَغْفِرُوا}، وبذلكَ التعميمِ أشارَ الناظمُ حيثُ قالَ (ثالثٌ مِن الفعلِ) ولم يقلْ: عينُ الفعلِ، فافهمْ، وقالَ الشيخُ زكريَّا: وابدأْ وجوبًا، ولعلَّه أشارَ إلى الخلافِ الواقعِ في نحوِ {قلْ ادْعُوا} حالَ الوصلِ، كما بيَّنَه الشاطبيُّ رحمَهُ اللهُ بقولِه:
وضَمُّكَ أُولَى الساكنينِ لثالثٍ = يُضَمُّ لُزُومًا كَسْرُه في نَدْخُلاَ).[المنح الفكرية:1/77]



قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ):( حركةُ البدءِ بهمزةِ الوصلِ في الأفعالِ المقِيسَةِ فيها:
حركةُ البدءِ بهمزةِ الوصلِ في الأفعالِ المقيسةِ فيها قد تكونُ بالضمِّ وقد تكونُ بالكسرِ أما حركةُ البدءِ بالضمِّ فشرطُها أن يكونَ ثالثُ الفعلِ مضموماً ضمًّا لازماً.
مثالُها في الماضي نحوُ: (استحفظوا) و (اجتثت) في قولِه تعالى: {وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَبِ اللهِ} (المائدة: آية 44)، وقولِه تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ} (إبراهيم: آية 26) ونحوَ ذلك.
ومثالُها في الأمْرِ نحوَ: (ادْعُ) و (انْظُر) و (اخْرُجُوا) في قولِه تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}(النحل: آية 125)، وقولِه تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ} (الإسراء: آية 48)، وقولِه تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دَيَارِكُمْ مَا فَعَلُوه إلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} (النساء: آية 66).
وهذا ما أشارَ إليه الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ بقولِه:

101- وابدأْ بهمزِ الوصلِ من فعْلٍ بضَمْ = إنْ كانَ ثالثٌ من الفعْلِ يُضَمْ

فخرَجَ بالضمِّ اللازمِ في ثالثِ الفعلِ الذي هو شرْطٌ في البدءِ بالضمِّ الضمُّ العارِضُ وحينئذٍ يُبتدأُ فيه بكسرِ الهمزةِ وُجوباً نحوَ: (اقضوا) و (ابنوا) و (امضوا) و (ائتوا) في قولِه تعالى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ} (يونس: آية 71)، وقولِه تعالى: {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً} (الكهف: آية 21)، وقولِه تعالى: {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} (الحجر: آية65)، وقولِه تعالى: {وَانْطَلَقَ الْمَلاَ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} (ص: آية6)، وقولِه تعالى: {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} (طه: آية 64)، وقولِه تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} (الأحقاف: آية4)، ونحوَه، كقولِه تعالى: {قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِن أَبِيكُمْ} (يوسف: آية 59)، وليس في القرآنِ غيرُ هذه الأفعالِ الخمسةِ التي ضَمُّ ثالِثِها عارِضٌ فيما أَحسَبُ وإن كان فيه غيرُها فهو واضحٌ، لكن لا يَجوزُ البدءُ بهمزةِ الوصلِ مُجرَّدَةً عن واوِ العطْفِ في {وَامْضُوا} كما هو ظاهرٌ فليُعْلَمْ ذلك، هذا: وبيانُ عُروضِ الضمَّةِ في ثالثِ هذه الأفعالِ: هو أنَّ كلمةَ {اقْضُوا} كان أصلُها اقْضِيُوا، بضادٍ مكسورةٍ وياءٍ مضمومةٍ بعدَها فنُقلَتْ ضمَّةُ الياءِ إلى الضادِ بعدَ تقديرِ سلْبِ حركتِها فالتَقَى ساكنان الياءُ والواوُ فحذِفتْ الياءُ، لالتقاءِ الساكنين فصارت الكلمةُ اقضُوا بضمِّ الضادِ وحذْفِ الياءِ وكذلك القولُ في باقي الأفعالِ التي ضَمُّ ثالِثِها عارِضٌ فيما ذَكرْنا.
وأما حركةُ البدءِ بالكسرِ فشرطُها أن يكونَ ثالثُ الفعلِ مفتوحاً أو مكسوراً كسراً أصليًّا.
فمثالُ ما ثالثُ الفعلِ فيه مفتوحٌ نحوُ: انقلبَ وارتضى و اعلموا في قولِه تعالى: {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} (المطففين: آية 31)، وقولِه تعالى: {إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} (الجن: آية 27)، وقولِه تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العقابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة: آية 98) وما إلى ذلك.
ومثالُ ما ثالثُ الفعلِ فيه مكسورٌ كسراً أصليًّا نحوَ: (اهْدِنا) و (اصْبِر) و (اصْرِف) و (اكْشِف) في قولِه تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: آية 6)، وقولِه تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} (ص: آية 17)، وقولِه تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} (الدخان: آية 12)، وقولِه تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ} (الفرقان: آية 65) وما أشبَهَ ذلك.
وهذا ما أشارَ إليه الحافظُ ابنُ الجَزْرِيِّ في المقدِّمةِ بقولِه:

102- واكسَرْه حالَ الكسْرِ والفتحِ وفى = الأسماءِ غيرِ اللامِ كسرُها وَفِـي

"توضيحٌ": تقدَّمَ قريباً أن الابتداءَ بكسرِ همزةِ الوصلِ في الفعْلِ وُجوباً إذا كان ثالثُه مضموماً ضمًّا عارِضاً كاقضِيُوا وعليه فيصيرُ الابتداءُ بكسْرِ همزةِ الوصلِ في الفعلِ وُجوباً في أحوالٍ ثلاثٍ: إذا كان ثالثُه مكسوراً كسْراً أصليًّا، أو مفتوحاً أو مضموماً ضمًّا عارِضاً.
وأما الابتداءُ بضمِّ همزةِ الوصلِ وجوباً في الفعلِ ففي حالين اثنين، إذا كان ثالثُ الفعلِ مضموماً ضمًّا لازماً، أو كان ثالثُه مكسوراً كسْراً عارِضاً نحوُ: "اضْطُر" في قراءةِ أبي جعفرٍ المدنيِّ كما ذَكرْنا في الحاشيةِ، فإنَّ أصلَه "اضطرر" بالفكِّ بضَمِّ الطاءِ وكسْرِ الراءِ الأُولى، فلما أُريدَ الإدغامُ نُقلَ هذا الكسرُ إلى الطاءِ بعدَ سلْبِ حركتِها للدلالةِ على حركةِ المدغَم، فإذا ابتُدئَ من "اضطر" فتبدأُ بضمِّ الهمزةِ سواءً أكان على القراءةِ بضمِّ الطاءِ أو على القراءةِ بكسرِها.
ومن ثَمَّ يَتبيَّنُ أن حركةَ همزةِ الوصلِ في الابتداءِ بالأفعالِ مبنيَّةٌ على حركةِ الثالثِ منها فإن اختلفَ القرَّاءُ في حركةِ الثالثِ لوُرودِ الفعلِ من بابين نحوُ: (انشزوا) في قولِه تعالى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} (المجادلة: آية 11) فقد قرأَ بعضُ القرَّاءِ بضمِّ الشينِ وبعضُهم بكسرِها فيُراعَى ذلك في الابتداءِ، وكذلك يُراعى اختلافُ القرَّاءِ في ضمِّ ثالثِ الفعلِ عند بنائِه للمجهولِ كما في لفظِ "استحق" في قولِه تعالى: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ} (المائدة: آية 107) فتَبدأُ بضمِّ الهمزةِ لمن ضَمَّ الثالثَ ويَبدأُ بكسرِها لمن قرأَ بفتحِها فتأمَّلْ).
[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ):(
الكلامُ على وجودِ همزةِ الوصْلِ في الأفعالِ وبيانِ حركةِ البدءِ بها:

وهي في الأفعالِ قياسيَّةٌ، ولا تُوجدُ إلا في الفعلِ الماضي والأمرُ, أما وجودُها في الماضي فلا يكونُ إلا في الخماسيِّ والسُّداسيِّ.
فالماضي الخماسيُّ نحو: (اعتدى) و (اشترى)، نحوُ قولِه تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (البقرة: آية 194)، وقولِه تعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة: آية 111) وما إلى ذلك.
والماضي السداسيُّ مثل: (استسقَى) و(استنصَرَ) في قولِه تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} (البقرة: آية 60)، وقولِه سبحانَه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} (الأنفال: آية 72)، وما شابَه ذلك.
وأما وجودُها في فعلِ الأمرِ فمقيَّدٌ بأمْرِ الثلاثيِّ والخماسيِّ والسداسيِّ.
فالأمرُ من الثلاثيِّ نحوَ: (اضرب) و (انظر) و (ادع) في قولِه تعالى:{فَقُلْنا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} (البقرة:آية 60)، وقولِه تعالى:{وَقَالَتِ اخْرُجْ} (يوسف: آية 31)، {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (المائدة: آية 75)، وقولِه تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (النحل: آية 125)، وشِبهِ ذلك.
والأمْرُ من الخماسيِّ نحوَ قولِه تعالى: {ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ} (النساء:آية 171)، وقولِه تعالى: {قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} (الأنعام: آية 158)، ونحوَ ذلك.
والأمْرُ من السداسيِّ نحوَ (استغفر) و (استأجره) في قولِه تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ }(التوبة: آية80)، وقولِه تعالى: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} (القصص: آية 26) ونحوَ ذلك.
هذا: وخَرَجَ بوجودِ همزةِ الوصْلِ في الفعْلِ الماضي والأمرِ، الفعلُ المضارعُ فإنها لا تُوجدُ فيه مطلَقاً وأنها لا تكونُ فيه إلا همزةَ قطْعٍ.
وخرَجَ بقيدِ الخماسيِّ والسداسيِّ من الماضي الثلاثيِّ والرباعيِّ، منه كأمَرَ وأذِنَ وأكرَمَ في قولِه تعالى: {أَمَرَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ} (يوسف: آية 40)، وقولِه تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} (الحج: آية 39)، وقولِه تعالى: {فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} (الفجر: آية 15)، وقولِه تعالى: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} (يوسف: آية 23)، فالهمزةُ فيها همزةُ قطْعٍ مفتوحةٌ وصْلاً وابتداءً.
وخرَجَ بقيدِ الأمْرِ من الثلاثيِّ والخماسيِّ والسداسيِّ، الأمْرُ من الرباعيِّ كقولِه تعالى: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} (يوسف: آية 21)، وقولِه تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلْ} (فاطر: آية 37)، فالهمزةُ فيه همزةُ قطْعٍ مفتوحةٌ وصْلاً وابتداءً كذلك على ما سيأتي).[الفوائد التجويدية:؟؟]

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(أما في الأفعال الماضية فلا تقع إلا في الفعل الخماسي، نحو قوله: {انطلقا}، وفي السداسي، نحو استخرجها، ولا تقع في الرباعي نحو أكرم، ولا في الثلاثي نحو أمر، فمحل ذلك همزة القطع، وحركتها في الفعل الماضي إن بدأت بها مكسورة، وفي فعل الأمر تقع في الثلاثي منه نحو: اضرب، وفي الفعل الخماسي نحو: انطلق، وفي السداسي نحو: استكبروا، ولا تقع في الأمر الرباعي نحو أكرم، فمحل ذلك همزة القطع.
وفي حكمها تفصيل: فإن كان ثالث الفعل مضموماً نحو: (اقتل، اخرج، انظر، اعبد،اخرج) بشرط أن تكون الضمة أصلية بدئ بها بالضم، وإن كان ثالث الفعل مكسوراً كسرة أصلية، أو مفتوحاً فتحة أصلية، نحو: (اضرب، استغفر، اتبع،اعلم) بدأ بها بالكسر. وقلنا إن كان مفتوحاً بدأ فيه بالكسر، مخافة التباس فعل الأمر بالمضارع من أجل ذلك كسرناه في البدء.
وثمة أربعة أفعال في القرآن الكريم ثالثها مضموماً، ولكن يبدأ فيها بالكسر، وهن:
أولاً: ائتوا؛ لأن أصلها: إئتيوا.
ثانياً: امشوا؛ لأن أصلها امشيوا.
ثالثاً: اقضوا؛ لأن أصلها اقضيوا.
رابعاً: ابنوا؛ لأن أصلها ابنيوا. وإنما بدئ فيها بالكسر؛ لأجل الياء المحذوفة.
هذا ولا تأتي همزة الوصل في فعل مضارع أبداً، ولا في أي حرف غير لام التعريف فاعلم ذلك.
قال الناظم:

وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم = إن كان ثالث من الفعل يضم
واكسره حال الكسر والفتح وفي = الاسماء غير اللام كسرها وفي

يعني إن كان ثالث الفعل مكسوراً أو مفتوحاً كسر بدءا. وفي الأسماء غير اللام يبدأ فيها بالكسر أيضاً.

ابن مع ابنة امرئ واثنين = وامرأة واسم مع اثنتين

يعني يبدأ فيها بالكسر).
[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة