التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون...}
تقرأ: ويقتلون، وهي في قراءة عبد الله: {وقاتلوا}, فلذلك قرأها من قرأها : (يقاتلون)،
وقد قرأ بها الكسائيّ دهراً: {يقاتلون} ثم رجع، وأحسبه رآها في بعض مصاحف عبد الله {وقتلوا} بغير الألف, فتركها, ورجع إلى قراءة العامّة؛ إذ وافق الكتاب في معنى قراءة العامّة). [معاني القرآن: 1/202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذاب أليم} أي: أعلام اللّه التي أتيتهم بها.
{ويقتلون النّبيّين بغير حقّ}:وقرئت: ويقاتلون، ومعنى {ويقتلون النّبيّين بغير حقّ}: ههنا قيل فيه قولان:
1- قيل: رضاهم بقتل من سلف منهم النبيين نحو قتل يحيى عليه السلام, وهذا يحتمل, واللّه أعلم,
2- وقيل : ويقتلون النبيين ؛ لأنهم قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم -, وهموا بقتله , قال اللّه جلّ وعزّ:{وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك}, فهذا معنى: {ويقتلون النبيين} , واللّه أعلم.
وجاز دخول الفاء في خبر إن، ولا يجوز أن زيداً فقائم , وجاز ههنا..
{فبشرهم بعذاب أليم}، لأن (الذي) يوفي فتكون صلته بمنزلة الشرط للجزاء فيجاب بالفاء, ولا يصلح ليت الذي يقوم فيكرمك ؛ لأن (إن) كأنها لم تذكر في الكلام , فدخول الجواب بالفاء، عليها كدخولها على الابتداء , والتمني داخل, فزيل معنى الابتداء والشرط). [معاني القرآن: 1/389-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم}
قال معقل بن أبي مسكين: كانت الأنبياء صلوات الله عليهم تجيء إلى بني إسرائيل بغير كتاب, فيقتلونهم, فيقوم قوم ممن اتبعهم , فيأمرون بالقسط, أي: بالعدل, فيقتلون, فإن قال قائل: الذين وعظوا بهذا لم يقتلوا نبياً.
فالجواب عن هذا: أنهم رضوا فعل من قتل, فكانوا بمنزلته, وأيضاً فإنهم قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم, وأصحابه, وهموا بقتلهم كما قال عز وجل: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك}). [معاني القرآن: 1/375-376]
تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (و{حبطت}: بطلت وسقطت). [ياقوتة الصراط: 186]