العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة التوبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 08:51 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة التوبة [ من الآية (16) إلى الآية (18) ]

تفسير سورة التوبة
[ من الآية (16) إلى الآية (18) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) }



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 08:52 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى وليجة قال هو الكفر والنفاق أو أحدهما). [تفسير عبد الرزاق: 1/268]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وليجةً} [التوبة: 16] : «كلّ شيءٍ أدخلته في شيءٍ»). [صحيح البخاري: 6/63]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وليجةً كلّ شيءٍ أدخلته في شيءٍ تقدّم في بدء الخلق وسقط هو والّذي قبله لأبي ذرٍّ). [فتح الباري: 8/314]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ وليجة كلّ شيءٍ أدخلته في شيءٍ)
لم يثبت لفظ باب: في كثير من النّسخ ولا ثبت لفظ وليجة في رواية أبي ذر، ولا الّذي قبله، وأشار به إلى قوله تعالى: {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعلمون} (التّوبة: 16) وفسّر: وليجة بقوله: كل شيء أدخلته في شيء وروى كذلك عن الرّبيع قال ابن أبي حاتم، حدثنا كثير بن شهاب القزويني حدثنا محمّد يعني ابن سعيد حدثنا أبو جعفر عنه، وفي التّفسير، وليجة أي: بطانة ودخيلة، يعني الّذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله. ولا المؤمنين وليجة أي: بطالة بل هم في الظّاهر والباطن على النصح لله ولرسوله). [عمدة القاري: 18/254]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وليجة}) يريد قوله تعالى: {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} [التوبة: 16] (كل شيء أدخلته في شيء) وهي فعيلة من الولوج كالدخيلة وهي نظير البطانة والداخلة والمعنى لا ينبغي أن يوالوهم ويفشوا إليهم أسرارهم وسقط قوله وليجة الخ لأبي ذر وثبت لغيره). [إرشاد الساري: 7/138-139]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً واللّه خبيرٌ بما تعملون}.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين الّذين أمرهم بقتال هؤلاء المشركين، الّذين نقضوا عهدهم الّذي بينهم وبينه بقوله: {قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم} الآية، حاضًّا على جهادهم: أم حسبتم أيّها المؤمنون أن يترككم اللّه بغير محنةٍ يمتحنكم بها وبغير اختبارٍ يختبركم به، فيعرف الصّادق منكم في دينه من الكاذب فيه. {ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا} يقول: أحسبتم أن تتركوا بغير اختبارٍ يعرف به أهل ولايته المجاهدين منكم في سبيله، من المضيّعين أمر اللّه في ذلك المفرّطين. {ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله} يقول: ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم، والّذين لم يتّخذوا من دون اللّه ولا من دون رسوله، ولا من دون المؤمنين {وليجةً} هو الشّيء يدخل في آخر غيره، يقال منه: ولج فلانٌ في كذا يلجه فهو وليجةٌ.
ٍوإنّما عنى بها في هذا الموضع: البطانة من المشركين، نهى اللّه المؤمنين أن يتّخذوا من عدوّهم من المشركين أولياء يفشون إليهم أسرارهم. {واللّه خبيرٌ بما تعملون} يقول: واللّه ذو خبرةٍ بما تعملون من اتّخاذكم من دون اللّه ودون رسوله والمؤمنين به أولياء وبطانةً بعد ما قد نهاكم عنه، لا يخفى ذلك عليه ولا غيره من أعمالكم، واللّه مجازيكم على ذلك إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ.
وبنحو الّذي قلت في معنى الوليجة قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ولا المؤمنين وليجةً} يتولّجها من الولاية للمشركين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع: {وليجةً} قال: دخلاً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أم حسبتم أن تتركوا} إلى قوله: {وليجةً} قال: أبي أن يدعهم دون التّمحيص، وقرأ: {أم حسبتم أن تتركوا} الجنّة {ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم} وقرأ: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم} {ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم} الآيات كلّها، أخبرهم أن لا يتركهم حتّى يمحّصهم ويختبرهم، وقرأ {الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون} لا يختبرون {ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} أبى اللّه إلاّ أن يمحّص.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {وليجةً} قال: هو الكفر والنّفاق، أو قال أحدهما.
وقيل: {أم حسبتم} ولم يقل: أحسبتم؛ لأنّه من الاستفهام المعترض في وسط الكلام، فأدخلت فيه أم ليفرّق بينه وبين الاستفهام المبتدأ، وقد بيّنت نظائر ذلك في غير موضعٍ من الكتاب). [جامع البيان: 11/372-374]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً واللّه خبيرٌ بما تعملون (16)
قوله تعالى: أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس ثنا محمّد بن عمرٍو ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق قوله: ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم يقول: ولم أختبركم بالشدة، وأبتليكم بالمكاره.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ- فيما كتب إليّ- أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم قال: أبى أن يدعهم دون التّمحيص وقرأ أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم
قوله تعالى: ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة
- حدّثنا أبو زرعة ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عباس قوله: وليجة قال: الوليجة: البطانة من غير دينهم.
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ ثنا محمّد بن ثورٍ عن معمرٍ عن الحسن وليجةً قال: هو الكفر والنّفاق، أو قال: أحدهما.
- حدّثنا كثير بن شهابٍ القزوينيّ ثنا محمّد بن سعيدٍ ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع في قوله: وليجةً قال: دخلاءٌ.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ- فيما كتب إليّ- ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: ولا المؤمنين وليجةً قال: يتولّجها من الولاية للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 6/1764-1765]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 16
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} قال: أبى أن يدعهم دون التمحيص.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الوليجة: البطانة من غير دينهم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وليجة} أي حنانة). [الدر المنثور: 7/257-258]

تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون}.
يقول تعالى ذكره: ما ينبغي للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه وهم شاهدون على أنفسهم بالكفر. يقول: إنّ المساجد إنّما تعمر لعبادة اللّه فيها لا للكفر به، فمن كان باللّه كافرًا فليس من شأنه أن يعمر مساجد اللّه.
وأمّا شهادتهم على أنفسهم بالكفر، فإنّها كما:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر} يقول: ما ينبغي لهم أن يعمروها وأمّا {شاهدين على أنفسهم بالكفر} فإنّ النّصرانيّ يسأل: ما أنت؟ فيقول: نصرانيّ، واليهوديّ، فيقول: يهوديّ، والصّابئ، فيقول: صابئٌ، والمشرك يقول إذا سألته: ما دينك؟ فيقول: مشركٌ، لم يكن ليقوله أحدٌ إلاّ العرب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو العنقزيّ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه} قال: يقول: ما كان ينبغي لهم أن يعمروها.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {شاهدين على أنفسهم بالكفر} قال: النّصرانيّ يقال له: ما أنت؟ فيقول: نصرانيّ، واليهوديّ يقال له: ما أنت؟ فيقول: يهوديّ، والصّابئ يقال له: ما أنت؟ فيقول: صابئٌ.
وقوله: {أولئك حبطت أعمالهم} يقول: بطلت وذهبت أجورها؛ لأنّها لم تكن للّه، بل كانت للشّيطان. {وفي النّار هم خالدون} يقول: ماكثون فيها أبدًا، لا أحياءً ولا أمواتًا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه} فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والكوفة: {مساجد اللّه} على الجمع.
وقرأ ذلك بعض المكّيّين والبصريّين: (مسجد اللّه). على التّوحيد، بمعنى المسجد الحرام.
وهم جميعًا مجمعون على قراءة قوله: {مساجد اللّه} على الجمع؛ لأنّه إذا قرئ كذلك احتمل معنى الواحد والجمع؛ لأنّ العرب قد تذهب بالواحد إلى الجمع وبالجمع إلى الواحد، كقولهم: عليه ثوبٌ أخلاقٍ). [جامع البيان: 11/374-375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون (17)
قوله تعالى: ما كان للمشركين
- وبه عن السّدّيّ قوله: ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه يقول: ما ينبغي لهم أن يعمروه.
قوله تعالى: أن يعمروا مساجد اللّه
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا مسدّدٌ حدّثنا معتمرٌ عن عمران بن جديرٍ عن عكرمة في قوله: ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه قال: إنّما هو مسجدٌ واحدٌ قال: وقال: إنّ الصّفا والمروة من مساجد اللّه.
قوله تعالى: شاهدين على أنفسهم بالكفر
- أخبرنا أحمد بن عثمان- فيما كتب إليّ- ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: شاهدين على أنفسهم بالكفر فإنّ النّصرانيّ يسأل: ما أنت؟ فيقول: نصرانيّ، واليهوديّ يقول: يهوديٌّ، والصّابئ يقول: صابئٌ، والمشرك يقول إذا سألته ما دينك؟ فيقول: مشركٌ، لم يكن ليقوله أحدٌ إلا العرب.
قوله تعالى: أولئك حبطت أعمالهم
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى ثنا هارون بن حاتمٍ ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ عن أسباطٍ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: حبطت أعمالهم يعني، بطلت أعمالهم.
قوله تعالى: وفي النّار هم خالدون
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: ثنا محمّد بن أبي محمّدٍ عن سعيد بن جبيرٍ، أو عكرمة عن ابن عبّاسٍ قوله: هم خالدون أي خالدًا أبدًا. وروي عن السّدّيّ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 6/1765-1766]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 17 – 18
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن ابي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله} وقال {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله} فنفي المشركين من المسجد يقول: من وحد الله وآمن بما أنزل الله {وأقام الصلاة} يعني الصلوات الخمس {ولم يخش إلا الله} يقول: لم يعبد إلا الله {فعسى أولئك} يقول: أولئك هم المهتدون كقوله لنبيه (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) (الإسراء الآية 79) يقول: إن ربك سيبعثك مقاما محمودا وهي الشفاعة وكل عسى في القرآن فهي واجبة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله قال: إنما هو مسجد واحد.
وأخرج ابن المنذر عن حماد قال: سمعت عبد الله بن كثير يقرأ هذا الحروف ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله، إنما يعمر مسجد الله). [الدر المنثور: 7/258-259]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) )

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (18) : قوله تعالى: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عبد اللّه بن وهبٍ، قال: نا عمرو بن الحارث، عن درّاج أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن، رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ((إذا رأيتم الرّجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان؛ قال اللّه عزّ من قائلٍ: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} )) ). [سنن سعيد بن منصور: 5/242]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا رأيتم الرّجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان، قال اللّه تعالى: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن باللّه واليوم الآخر}.
حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه إلاّ أنّه قال: يتعاهد المسجد.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وأبو الهيثم اسمه: سليمان بن عمرو بن عبدٍ العتواريّ، وكان يتيمًا في حجر أبي سعيدٍ الخدريّ). [سنن الترمذي: 5/128]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلاّ اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
يقول تعالى ذكره: إنّما يعمر مساجد اللّه المصدّق بوحدانيّة اللّه المخلص له العبادة واليوم الآخر، يقول: الّذي يصدّق ببعث اللّه الموتى أحياءً من قبورهم يوم القيامة، وأقام الصّلاة المكتوبة بحدودها، وأدّى الزّكاة الواجبة عليه في ماله إلى من أوجبها اللّه له. {ولم يخش إلاّ اللّه} يقول: ولم يرهب عقوبة شيءٍ على معصيته إيّاه سوى اللّه. {فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} يقول: فخليقٌ بأولئك الّذين هذه صفتهم أن يكونوا عند اللّه ممّن قد هداه اللّه للحقّ وإصابة الصّواب.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر} يقول من وحّد اللّه. وآمن باليوم الآخر، يقول: أقرّ بما أنزل اللّه. {وأقام الصّلاة} يعني الصّلوات الخمس. {ولم يخش إلاّ اللّه} يقول: ثمّ لم يعبد إلاّ اللّه، قال: {فعسى أولئك} يقول: إنّ أولئك هم المفلحون، كقوله لنبيّه: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} يقول: إنّ ربّك سيبعثك مقامًا محمودًا. وهي الشّفاعة، وكلّ عسى في القرآن فهي واجبةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثمّ ذكر قول قريشٍ: إنّا أهل الحرم، وسقاة الحاجّ، وعمّار هذا البيت، ولا أحد أفضل منّا، فقال: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر}. أي إنّ عمارتكم ليست على ذلك، إنّما يعمر مساجد اللّه: أي من عمرها بحقّها. {من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلاّ اللّه} فأولئك عمّارها. {فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} وعسى من اللّه حقٌّ). [جامع البيان: 11/376-377]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين (18)
قوله تعالى: إنّما يعمر مساجد اللّه
- حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد اللّه بن وهبٍ أنبأ عمرو بن الحارث عن درّاجٍ حدّثنا عن أبي الهيثم عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الرّجل يعتاد المساجد فاشهدوا عليه بالإيمان» ، قال اللّه: إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه
قوله تعالى: من آمن باللّه
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ ثنا معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ قوله: من آمن باللّه يعني: من وحّد اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: واليوم الآخر
- وبه عن ابن عبّاسٍ قوله: واليوم الآخر يعني: آمن باللّه وآمن بما أنزل اللّه تبارك وتعالى.
قوله تعالى: وأقام الصّلاة
- وبه عن ابن عبّاسٍ وأقام الصّلاة يعني الصّلوات الخمس.
قوله تعالى: ولم يخش إلا اللّه
- وبه عن ابن عبّاسٍ يقول: ولم يعبد إلا اللّه.
قوله تعالى: فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين
- وبه عن ابن عبّاسٍ يقول: إنّ أولئك هم المفلحون كقوله لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا يقول: أنّ ربّك سيبعثك مقامًا محمودًا وهي الشّفاعة، وكلّ عسى في القرآن واجبةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/1766]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا دعلج بن أحمد السّجزيّ، ثنا أحمد بن بشر بن سعدٍ المرثديّ، ثنا خالد بن خداشٍ، ثنا عبد اللّه بن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " إذا رأيتم الرّجل يلزم المسجد، فلا تحرّجوا أن تشهدوا أنّه مؤمنٌ، فإنّ اللّه يقول {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه} [التوبة: 18] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/363]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن حماد قال: سمعت عبد الله بن كثير يقرأ هذا الحروف ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله، إنما يعمر مسجد الله.
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والدارمي والترمذي وحسنه، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن خزيمة، وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من سمع النداء بالصلاة ثم لم يجب ويأتي المسجد ويصلي فلا صلاة له وقد عصى الله ورسوله، قال الله {إنما يعمر مساجد الله} الآية
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه يقول: إني لأهم بأهل الأرض عذابا فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والمتحابين في والمستغفرين بالأسحار صرفت عنهم.
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن معمر عن رجل من قريش يرفع الحديث قال: يقول الله تبارك وتعالى إن أحب عبادي إلي الذين يتحابون في والذين يعمرون مساجدي والذين يستغفرون بالأسحار أولئك الذين إذا أردت بخلقي عذابا ذكرتهم فصرفت عذابي عن خلقي.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة والبزار وحسنه والطبراني والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كتب إلى سلمان: يا أخي ليكن المسجد بيتك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسجد بيت كل تقي وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة والجواز إلى الصراط إلى رضوان الرب
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه قال: كان يقال: ما زي المسلم إلا في ثلاث: في مسجد يعمره أو بيت يكنه أو ابتغاء رزق من فضل ربه.
وأخرج أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي في جزئه المشهور بنسخة أبي مسهر عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه قال: المساجد مجالس الكرام.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن للمساجد أوتاد الملائكة جلساؤهم إن غابوا يفتقدونهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم ثم قال: جليس المسجد على ثلاث خصال أخ مستفاد أو كلمة محكمة أو رحمة منتظرة.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بيوت الله في الأرض المساجد وإن حقا على الله أن يكرم الزائر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن ميمون الأودي رضي الله عنه قال: أخبرنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن المساجد بيوت الله في الأرض وأنه لحق على الله أن يكرم من زاره فيها.
وأخرج البزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاهة من السماء أنزلت صرفت عن عمار المساجد.
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: إن للمساجد أوتادا هم عمارها وإن لهم جلساء من الملائكة تفتقدهم الملائكة إذا غابوا فإن كانوا مرضى عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم.
وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن عدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألف المسجد ألفه الله.
وأخرج الطبراني عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أدمن الاختلاف إلى المسجد أصاب أخا مستفادا في الله وعلما مستظرفا وكلمة تدعوه إلى الهدى وكلمة تصرفه عن الردي ويترك الذنوب حياء وخشية أو نعمة أو رحمة منتظرة.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن سلمان رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من توضأ في بيته ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر، وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان موقوفا.
وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النّبيّ قال بشر المشائين في ظلم الليالي بالنور التام يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن مغفل رضي الله عنه قال: كنا نتحدث أن المسجد حصن حصين من الشيطان.
وأخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا أوسع منه في الجنة
وأخرج أحمد والطبراني عن بشر بن حيان قال: جاء واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ونحن نبني مسجدنا فوقف علينا فسلم ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا يصلي فيه بنى الله له بيتا في الجنة أفضل منه.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى مسجدا يذكر اسم الله فيه بنى الله له بيتا في الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنوا المساجد واتخذوها حمى.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمرنا أن نبني المساجد جما والمدائن شرفا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهينا أن نصلي في مسجد مشرف.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن شقيق رضي الله عنه قال: إنما كانت المساجد جما وإنما شرف الناس حديثا من الدهر
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان يقال: ليلأتين على الناس زمان يبنون المساجد يتباهون بها ولا يعرفونها إلا قليلا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن يزيد بن الأصم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت بتشييد المساجد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لتزخرفن مساجدكم كما زخرفت اليهود والنصارى مساجدهم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رضي الله عنه قال: إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم.
وأخرج الطبراني في مسند الشاميين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال من علق قنديلا في مسجد صلى عليه سبعون ألف ملك واستغفر له ما دام ذلك القنديل يقد.
وأخرج سليم الرازي في الترغيب عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوؤه.
وأخرج أبو بكر الشافعي رضي الله عنه في رباعياته والطبراني عن أبي قرصاصة رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، وسمعته يقول: اخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين وسمعته يقول: من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة، فقالوا: يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطرق فقال: وهذه المساجد التي تبى في الطرق.
وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال مررت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة فرأى فيه قبة من لبن فقال: لمن هذه قلت: لفلان، فقال: إن كل بناء كل على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان من مسجد ثم مر فلم يرها قال: ما فعلت القبة قلت: بلغ صاحبها ما قلت فهدمها فقال: رحمه الله.
وأخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال: يقول الله إني لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى جلساء القرآن وعمار المساجد وولدان الإسلام سكن غضبي). [الدر المنثور: 7/259-269]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:03 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم حسبتم...}
من الاستفهام الذي يتوسّط في الكلام فيجعل بـ {أم} ليفرق بينه وبين الاستفهام المبتدأ الذي لم يتّصل بكلام. ولو أريد به الابتداء لكان إمّا بالألف وإما بـ {هل} كقوله: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر} وأشباهه.
وقوله: {ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً} والوليجة: البطانة من المشركين يتّخذونهم فيفشون إليهم أسرارهم، ويعلمونهم أمورهم. فنهوا عن ذلك). [معاني القرآن: 1/426]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وليجةً} كل شئ أدخلته في شئ ليس منه فهو وليجة، والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم، ومجازه يقول: فلا تتخذوا ولياً ليس من المسلمين دون الله ورسوله، ومنه قول طرفة بن العبد:
فإن القوا في يتّلجن موالجاً... تضايق عنها أن تولجّه الإبر
ويقال للكناس الذي يلج فيه الوحش من الشجر دولجٌ وتولج، وقال:
متخذاً منها إياداً دولجا
{ولم يخش إلاّ الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} عسى ها هنا واجبة من الله). [مجاز القرآن: 1/254]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وليجة} فقالوا: ولج الشيء يلج ولوجا أي دخل؛ وقالوأك انتلج واندخل؛ وقالوا أيضًا: تلج يتلج مثل: تقى يتقي، وتسع يتسع، وقالوا أيضًا: تلج يتلج، يريدون: ولج، فقلبها تاء). [معاني القرآن لقطرب: 639]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الوليجة}: البطانة من غير المسلمين، وأصله من الولوج.
وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا وودّا). [تفسير غريب القرآن: 183]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة واللّه خبير بما تعملون}
الله جلّ وعزّ قد علم قبل أمرهم بالقتال من يقاتل ممن لا يقاتل ولكنه كان يعلم ذلك غيبا، فأراد العلم الذي يجازي عليه لأنه جلّ وعزّ إنما يجازي على ما عملوا.
وسورة " براءة " كانت تسمّى الحافرة، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين.
وذلك أنه لما فرض القتال تبين المنافق من غيره، ومن يوالي المؤمنين ممن يوالي أعداءهم فقال جلّ وعزّ:
{أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة}.
و{الوليجة}: البطانة، وهي مأخوذة من ولج الشيء يلج إذا دخل.
أي ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دخيلة مودة). [معاني القرآن: 2/437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم حسبتم أن تتركوا} وذلك أنهم لما أمروا بالقتال تبين نفاق المنافقين
ثم قال جل وعز: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم}
وقد علم ذلك علم غيب وإنا تقع المجازاة على العلم المشاهد
ثم قال جل وعز: {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة}
الوليجة البطانة من ولج يلج ولوجا إذا دخل فالمعنى دخيلة مودة من دون الله ورسوله). [معاني القرآن: 3/190-191]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وليجة} الوليجة: الرجل يدخل على المؤمنين، فيقول: أنا منكم، ويدخل على المنافقين ويقول: أنا منكم، ويدخل على اليهود فيسهل عليهم أمر اليهودية، وجمعه: ولائج). [ياقوتة الصراط: 241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الوليجة} البطانة من غير المسلمين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 96]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الوَلِيجَةً}: إدخال الشيء في الشيء). [العمدة في غريب القرآن: 146]

تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله...}
وهو يعني المسجد الحرام وحده. وقرأها مجاهد وعطاء بن أبي رباح: (مسجد الله). وربما ذهبت العرب بالواحد إلى الجمع، وبالجمع إلى الواحد؛ ألا ترى الرجل على البرذون فتقول: قد أخذت في ركوب البراذين، وترى الرجل كثير الدراهم
فتقول: إنه لكثير الدرهم. فأدّى الجماع عن الواحد، والواحد عن الجمع. وكذلك قول العرب: عليه أخلاق نعلين وأخلاق ثوب؛ وأنشدني أبو الجرّاح العقيليّ:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق =شراذمٌ يضحك منه التوّاق
). [معاني القرآن: 1/426-427]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {أن يعمروا مسجد الله}، {إنما يعمر مساجد} ). [معاني القرآن لقطرب: 627]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون}
{شاهدين} حال. المعنى ما كانت لهم عمارة المسجد الحرام في حال إقرارهم بالكفر.
{أولئك حبطت أعمالهم}.
أي كفرهم قد أذهب ثواب أعمالهم). [معاني القرآن: 2/437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله}
هكذا قرأ ابن عباس وهو اختيار أبي عمرو واحتج بقوله تعالى: {فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}
ومن قرأ ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله فتحتمل قراءته معنيين
أحدهما: أن يكون لجميع المساجد
والآخر: أن يراد به المسجد الحرام خاصة وهذا جائز فيما كان من أسماء الجنس كما يقال قد صار فلان يركب الخيل وإن لم يركب إلا فرسا
والقراءة مساجد أصوب لأنه يحتمل المعنيين وقد أجمعوا على قراءة قوله: {إنما يعمر مساجد الله} على الجمع). [معاني القرآن: 3/191]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}
ولم يذكر الرسول في هذا، لأن فيه دليلا بقوله وأقام الصلاة التي أتى بتحديدها الرسول.
{ولم يخش إلّا اللّه}.
تأويله لم يخف في باب الدين إلا اللّه.
{فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
عسى واجبة من اللّه). [معاني القرآن: 2/437-438]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:06 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) }
تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: زيد في الدار قائماً، فتنصب قائماً بمعنى الفعل الذي وقع في الدار؛ لأن المعنى: استقر عبد الله في الدار؛ ولذلك انتصبت الظروف.
ألا ترى أنك تقول: زيد خلفك، وزيد دونك، فتنصب الدون، والخلف بفعل زيد. كأنك تقول: استقر زيد خلفك، وثبت دونك ونفسر هذا في باب الظروف إن شاء الله.
فإن جعلت في الدار للقيام، ولم تجعله لزيد قلت: زيد في الدار قائم؛ لأنك إنما أردت: زيد قائم في الدار، فجعلت قائماً خبرا عن زيد، وجعلت في الدار ظرفاً لقائم.
فمن قال هذا قال: إن زيدا في الدار قائم.
ومن قال الأول قال: إن زيدا في الدار قائماً. فيكون في الدار الخبر، ثم خبر على أية حال وقع استقراره في الدار، فقال قائماً، أي: على هذه الحال ولما قال قائم إنما قال في الدار ليخبر أي موضع وقع قيامه.
فنظير ذلك قوله جل وعلا {إن المتقين في جنات وعيون * آخذين}، وقوله عز وجل: {إن المتقين في جنات ونعيم * فاكهين}.
وذلك أن قوله: {في جنات} خبر إن، فنصب {آخذين} و{فاكهين} على الحال.
ولو كان الظرف هو الخبر لرفع الخبر؛ كما قال الله عز وجل: {وفي النار هم خالدون} لأن المعنى: وهم خالدون في النار. فإنما في النار ظرف للخلود.
وتقول: هذا زيد راكبا، وذاك عبد الله قائماً.
فإن قال قائل: ما الذي ينصب الحال وأنت لم تذكر فعلا? قيل له: هذا إنما هو تنبيه. كأنك قلت: انتبه له راكباً.
وإذا قلت: ذاك عبد الله قائماً. ذاك للإشارة. كأنك قلت: أشير لك إليه راكباً. فلا يجوز أن يعمل في الحال إلا فعل أو شيء في معنى الفعل؛ لأنها مفعول فيها. وفي كتاب الله جل وعلا: {وهذا بعلي شيخاً} ). [المقتضب: 4/166-168] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الأفعال التي تسمى أفعال المقاربة
وهي مختلفة المذاهب والتقدير، مجتمعة في المقاربة
فمن تلك الأفعال عسى وهي لمقاربة الفعل، وقد تكون إيجاباً، ونحن نذكر بعد فراغنا منها شيئاً إن شاء الله. اعلم أنه لا بد لها من فاعل؛ لأنه لا يكون فعلٌ إلا وله فاعل. وخبرها مصدر؛ لأنها لمقاربته. والمصدر اسم الفعل. وذلك قولك: عسى زيدٌ أن ينطلق، وعسيت أن أقوم، أي: دنوت من ذلك، وقاربته بالنية. وأن أقوم في معنى القيام. ولا تقل: عسيت القيام، وإنما ذلك لأن القيام مصدر، لا دليل فيه يخص وقتاً من وقت، وأن أقوم مصدر لقيام لم يقع؛ فمن ثم لم يقع القيام بعدها، ووقع المستقبل. قال الله عز وجل: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} وقال: {فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} ). [المقتضب: 3/68-69] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:06 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:08 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:24 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً واللّه خبيرٌ بما تعملون (16) ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون (17)
أم في هذه الآية ليست المعادلة، وإنما هي المتوسطة في الكلام، وهي عند سيبويه التي تتضمن إضرابا عن اللفظ لا عن معناه، واستفهاما فهي تسد مسد بل وألف الاستفهام، وهي التي في قولهم: «إنها لإبل أم شاء» التقدير بل أهي شاء، وقوله أن تتركوا يسد عند سيبويه مسد مفعولي «حسب»، وقال المبرد: «أن» وما بعدها مفعول أول والثاني محذوف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: كان تقديره مهملين أو سدى ونحو ذلك، وقوله ولمّا هي دخلت على لم وفيها مبالغة، ومعنى الآية أظننتم أن تتركوا دون اختبار وامتحان؟ ف لمّا في هذه الآية بمنزلة قول الشاعر [الفرزدق]: [الطويل]
بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم = ولم تكثر القتلى بها حين سلّت
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والمراد بقوله ولمّا يعلم لما يعلم ذلك موجودا كما علمه أزلا بشرط الوجود ولما يظهر فعلكم واكتسابكم الذي يقع عليه الثواب والعقاب ففي العبارة تجوز وإلا فحتم أنه قد علم الله في الأزل الذين وصفهم بهذه الصفة مشروطا وجودهم، وليس يحدث له علم تبارك وتعالى عن ذلك، ووليجةً معناه بطانة ودخيلة، وقال عبادة بن صفوان الغنوي: [الطويل]
ولائجهم في كل مبدى ومحضر = إلى كل من يرجى ومن يتخوف
وهو مأخوذ من الولوج، فالمعنى أمرا باطنا مما ينكره الحق، وهذه الآية مخاطبة للمؤمنين معناها أنه لا بد من اختبارهم فهي كقوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم [البقرة: 214] وكقوله الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون [العنكبوت: 1- 2] وفي هذه الآية طعن على المنافقين الذين اتخذوا الولائج لا سيما عند ما فرض القتال، وقرأ جمهور الناس «والله خبير بما تعملون» بالتاء على المخاطبة، وقرأ الحسن ويعقوب في رواية رويس وسلام بالياء على الحكاية عن الغائب). [المحرر الوجيز: 4/ 274-275]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى ما كان للمشركين الآية، معناه ما كان للمشركين بحق الواجب أن يعمروا، وهذا هو الذي نفى الله عز وجل وإلا فقد عمروا مساجده قديما وحديثا وتغلبا وظلما، وقرأ حماد بن أبي سلمة عن ابن كثير والجحدري «مسجد الله» بالإفراد في الموضعين، وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي والأعرج وشيبة وأبو جعفر ومجاهد وقتادة وغيرهم «مساجد» بالجمع في الموضعين، وقرأ ابن كثير أيضا وأبو عمرو «مسجد» بالإفراد في هذا الموضع الأول و «مساجد» بالجمع في الثاني، كأنه ذكر أولا فيه النازلة ذلك الوقت، ثم عمت المساجد ثانيا في الحكم الثابت ما بقيت الدنيا، ولفظ الجمع يقتضي عموم المساجد كلها، ويحتمل أن يراد به المسجد الحرام في الموضعين وحده على أن يقدر كل موضع سجود فيه مسجدا ثم يجمع، ولفظ الإفراد في الموضعين يقتضي خصوص المسجد الحرام وحده، ويحتمل أن يراد به الجنس فيعم المساجد كلها ولا يمنع من ذلك إضافته كما ذهب إليه من لا بصر له، وقال أبو علي الثاني في هذه القراءة يراد به الأول وسائر المساجد كلها حكمها حكم المسجد الحرام، وقوله شاهدين على أنفسهم بالكفر إشارة إلى حالهم إذ أقوالهم وأفعالهم تقتضي الإقرار بالكفر والتحلي به، وقيل الإشارة إلى قولهم في التلبية إلا شريك هو لك ونحو ذلك، وحكى الطبري عن السدي أنه قال: الإشارة إلى أن النصراني كان يقول أنا نصراني واليهودي كذلك والوثني يقول أنا مشرك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا لم يحفظ، ثم حكم الله تعالى عليهم بأن أعمالهم حبطت أي بطلت ولا أحفظها تستعمل إلا في السعي والعمل، ويشبه أن يكون من الحبط وهو داء قاتل يأخذ السائمة إذا رعت وبيلا وهو الذي في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم» الحديث). [المحرر الوجيز: 4/ 276-277]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلاّ اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين (18) أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين (19)
المعنى في هذه الآية إنّما يعمر مساجد اللّه بالحق لهم والواجب، ولفظ هذه الآية الخبر وفي ضمنها أمر المؤمنين بعمارة المساجد، وقد قال بعض السلف إذا رأيتم الرجل يعمر المسجد فحسنوا به الظن، وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا عليه بالإيمان» وقد تقدم القول في قراءة مسجد، وقوله واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة يتضمن الإيمان بالرسول إذ لا يتلقى ذلك إلا منه، وقوله ولم يخش إلّا اللّه حذفت الألف من «يخشى» للجزم، قال سيبويه: واعلم أن الأخير إذا كان يسكن في الرفع حذف في الجزم لئلا يكون الجزم بمنزلة الرفع، ويريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة، وهذه المرتبة العدل بين الناس، ولا محالة أن الإنسان يخشى غيره ويخشى المحاذير الدنياوية وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه، و «عسى» من الله واجبة حيثما وقعت في القرآن، ولم يرج الله بالاهتداء إلا من حصل في هذه المرتبة العظيمة من العدالة، ففي هذا حض بليغ على التقوى). [المحرر الوجيز: 4/ 277-278]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:25 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً واللّه خبيرٌ بما تعملون (16) }
يقول تعالى: {أم حسبتم} أيّها المؤمنون أن نترككم مهملين، لا نختبركم بأمورٍ يظهر فيها أهل العزم الصّادق من الكاذب؟ ولهذا قال: {ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةً} أي: بطانةً ودخيلةً بل هم في الظّاهر والباطن على النّصح للّه ولرسوله، فاكتفى بأحد القسمين عن الآخر، كما قال الشّاعر:
وما أدري إذا يمّمت أرضًا = أريد الخير أيّهما يليني
وقد قال اللّه تعالى في الآية الأخرى: {[الم] أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت:1-3] وقال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} [آل عمران: 142]
وقال تعالى: {ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتّى يميز الخبيث من الطّيّب وما كان اللّه ليطلعكم على الغيب} [آل عمران: 179]
والحاصل أنّه تعالى لمّا شرع الجهاد لعباده، بيّن أنّ له فيه حكمةً، وهو اختبار عبيده: من يطيعه ممّن يعصيه، وهو تعالى العالم بما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون؟ فيعلم الشّيء قبل كونه، ومع كونه على ما هو عليه، لا إله إلّا هو، ولا ربّ سواه، ولا رادّ لما قدّره وأمضاه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 118-119]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون (17) إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين (18) }
يقول تعالى: ما ينبغي للمشركين باللّه أن يعمروا مساجد اللّه الّتي بنيت على اسمه وحده لا شريك له. ومن قرأ: "مسجد اللّه" فأراد به المسجد الحرام، أشرف المساجد في الأرض، الّذي بني من أوّل يومٍ على عبادة اللّه وحده لا شريك له. وأسّسه خليل الرّحمن هذا، وهم شاهدون على أنفسهم بالكفر، أي: بحالهم وقالهم، كما قال السّدّي: لو سألت النّصرانيّ: ما دينك؟ لقال: نصرانيٌّ، واليهوديّ: ما دينك؟ لقال يهوديٌّ، والصّابئيّ، لقال: صابئيٌّ، والمشرك، لقال: مشركٌ.
{أولئك حبطت أعمالهم} أي: بشركهم، {وفي النّار هم خالدون} كما قال تعالى: {وما لهم ألا يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [الأنفال:34]؛ ولهذا قال: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر} فشهد تعالى بالإيمان لعمّار المساجد). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 119]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا قال: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر} فشهد تعالى بالإيمان لعمّار المساجد، كما قال الإمام أحمد: حدّثنا سريجٌ حدّثنا ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث؛ أنّ درّاجًا أبا السّمح حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا رأيتم الرّجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان؛ قال اللّه تعالى: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر}
ورواه التّرمذيّ، وابن مردويه، والحاكم في مستدركه من حديث عبد اللّه بن وهبٍ، به
وقال عبد بن حميدٍ في مسنده: حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا صالحٌ المرّيّ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن ميمون بن سياهٍ، وجعفر بن زيدٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّما عمّار المساجد هم أهل الله"
ورواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار، عن عبد الواحد بن غياثٍ، عن صالح بن بشيرٍ المرّيّ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنما عمّار المساجد هم أهل اللّه" ثمّ قال: لا نعلم رواه عن ثابتٍ غير صالحٍ
وقد روى الدّارقطنيّ في الأفراد من طريق حكّامة بنت عثمان بن دينارٍ، عن أبيها، عن أخيه مالك بن دينارٍ، عن أنسٍ مرفوعًا: "إذا أراد اللّه بقومٍ عاهةً، نظر إلى أهل المساجد، فصرف عنهم". ثمّ قال: غريبٌ
وروى الحافظ البهاء في المستقصى، عن أبيه بسنده إلى أبي أميّة الطّرسوسيّ: حدّثنا منصور بن صقيرٍ، حدّثنا صالحٌ المرّيّ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ مرفوعًا: "يقول اللّه: وعزّتي وجلالي، إنّي لأهمّ بأهل الأرض عذابًا، فإذا نظرت إلى عمّار بيوتي وإلى المتحابّين فيّ، وإلى المستغفرين بالأسحار، صرفت ذلك عنهم". ثمّ قال ابن عساكر: حديثٌ غريبٌ
وقال الإمام أحمد: حدّثنا روحٌ، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، حدّثنا العلاء بن زيادٍ، عن معاذ بن جبلٍ؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ الشّيطان ذئب الإنسان، كذئب الغنم يأخذ الشّاة القاصية والنّاحية، فإيّاكم والشّعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد"
وقال عبد الرازق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ الأوديّ قال: أدركت أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهم يقولون: إنّ المساجد بيوت اللّه في الأرض، وإنّه حقٌّ على اللّه أن يكرم من زاره فيها
وقال المسعوديّ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ وعديّ بن ثابتٍ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: من سمع النّداء بالصّلاة ثمّ لم يجب ويأتي المسجد ويصلّي، فلا صلاة له، وقد عصى اللّه ورسوله، قال اللّه تعالى: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر} الآية رواه ابن مردويه.
وقد روي مرفوعًا من وجهٍ آخر، وله شواهد من وجوه أخر ليس هذا موضع بسطها.
وقوله: {وأقام الصّلاة} أي: الّتي هي أكبر عبادات البدن، {وآتى الزّكاة} أي: الّتي هي أفضل الأعمال المتعدّية إلى برّ الخلائق، {ولم يخش إلا اللّه} أي: ولم يخف إلّا من اللّه تعالى، ولم يخش سواه، {فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}
قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر} يقول: من وحّد اللّه، وآمن باليوم الآخر يقول: من آمن بما أنزل اللّه، {وأقام الصّلاة} يعني: الصّلوات الخمس، {ولم يخش إلا اللّه} يقول: لم يعبد إلّا اللّه -ثمّ قال: {فعسى أولئك [أن يكونوا من المهتدين]} يقول: إنّ أولئك هم المفلحون، كقوله لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء:79] يقول: إن ربّك سيبعثك مقامًا محمودًا وهي الشّفاعة، وكلّ "عسى" في القرآن فهي واجبةٌ.
وقال محمّد بن إسحاق بن يسارٍ، رحمه اللّه: و"عسى" من اللّه حقٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 119-121]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة