جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ}، ذَكَرَ أنَّها اسْمٌ مِنْ أسماءِ القِيامةِ، وأَحْسَبُها مَأْخُوذَةٌ مِنْ قولِهم: صَاخَ فلانٌ لصوتِ فلانٍ، إذا اسْتَمَعَ لهُ، إِلاَّ أَنَّ هذا يُقالُ مِنهُ: هوَ مُصِيخٌ لَهُ، ولعلَّ الصوتَ هوَ الصَّاخُّ، فإنْ يَكُنْ ذلكَ كذلكَ، فيَنْبَغِي أنْ يكونَ قِيلَ ذلكَ لنَفْخَةِ الصُّورِ.
ذِكْرُ مَن قالَ: هوَ اسْمٌ مِنْ أسماءِ القِيامَةِ
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ}، قالَ: هذا مِنْ أسماءِ يومِ القيامةِ، عَظَّمَهُ اللَّهُ وحَذَّرَهُ عِبادَهُ). [جامع البيان: 24/ 124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الصَّاخَّةُ مِن أَسْمَاءِ يَوْمِ القيامةِ). [الدر المنثور: 15/ 254]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ}، يَقُولُ: فإِذَا جاءَت الصاخَّةُ في هذا اليومِ الذي يَفِرُّ فيهِ المرْءُ مِنْ أخِيهِ. ويعنِي بقولِهِ: يَفِرُّ مِنْ أَخِيهِ: يَفِرُّ عنْ أَخِيهِ). [جامع البيان: 24/ 124]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقالَ بعضُهم: معنَى قولِهِ: {يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ}: يَفِرُّ عنْ أَخِيهِ؛ لِئَلاَّ يَرَاهُ وما يَنْزِلَ بِهِ). [جامع البيان: 24/ 125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ عَنِ الحَسَنِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَن يَفِرُّ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَبِيهِ إِبْرَاهِيمُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِنْ أُمِّهِ إِبْرَاهِيمُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِنِ ابِنِهِ نُوحٌ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِن أَخِيهِ هَابِيلُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِن صَاحِبَتِهِ نُوحٌ ولُوطٌ. وتَلا هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وأُمِّهِ وأَبِيهِ (35) وصَاحِبَتِهِ وبَنِيهِ}. فيَرَوْنَ أنَّ هذهِ الآيةَ نزَلتْ فيهِم). [الدر المنثور: 15/ 256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو عُبَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أشدَّ علَى الإنسانِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَنْ يَرَى مَن يَعْرِفُه مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ يَطْلُبُه بمَظْلِمَةٍ. ثُمَّ قرَأ: {يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} الآيةَ). [الدر المنثور: 15/ 256]
تفسير قوله تعالى: {وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35)}
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ عَنِ الحَسَنِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَن يَفِرُّ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَبِيهِ إِبْرَاهِيمُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِنْ أُمِّهِ إِبْرَاهِيمُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِنِ ابِنِهِ نُوحٌ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِن أَخِيهِ هَابِيلُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِن صَاحِبَتِهِ نُوحٌ ولُوطٌ. وتَلا هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وأُمِّهِ وأَبِيهِ (35) وصَاحِبَتِهِ وبَنِيهِ}؛ فيَرَوْنَ أنَّ هذهِ الآيةَ نزَلتْ فيهِم). [الدر المنثور: 15/ 256] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَصَاحِبَتِهِ}؛ يعني: زَوْجَتِهِ، التي كانَتْ زَوْجَتَهُ في الدُّنيا، {وَبَنِيهِ}؛ حَذَراً مِنْ مُطَالَبَتِهِم إيَّاهُ بِمَا بَيْنَهُ وبينَهم مِن التَّبِعَاتِ والمَظَالِمِ). [جامع البيان: 24/ 125]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ عَنِ الحَسَنِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَن يَفِرُّ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن أَبِيهِ إِبْرَاهِيمُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِنْ أُمِّهِ إِبْرَاهِيمُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِنِ ابِنِهِ نُوحٌ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِن أَخِيهِ هَابِيلُ، وأَوَّلَ مَنْ يَفِرُّ مِن صَاحِبَتِهِ نُوحٌ ولُوطٌ. وتَلا هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وأُمِّهِ وأَبِيهِ (35) وصَاحِبَتِهِ وبَنِيهِ}؛ فيَرَوْنَ أنَّ هذهِ الآيةَ نزَلتْ فيهِم). [الدر المنثور: 15/ 256] (م)
تفسير قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن الفضل، قال: حدّثنا ثابت بن يزيد، عن هلال بن خبّابٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «تحشرون حفاةً عراةً غرلاً»، فقالت امرأةٌ: أيبصر أو يرى بعضنا عورة بعضٍ؟ قال:«يا فلانة {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}».
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، قد روي من غير وجهٍ عن ابن عبّاسٍ.
وفيه عن عائشة). [سنن الترمذي: 5/ 289-290]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا أبو داود، حدّثنا عارمٌ، حدّثنا ثابت بن يزيد، حدّثنا هلال بن خبّابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «تحشرون حفاةً عراةً غرلًا»، قال: فقالت زوجته: أينظر - أو يرى - بعضنا عورة بعضٍ؟، قال: «يا فلانة، {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}»
- أخبرني عمرو بن عثمان، حدّثنا بقيّة، قال: حدّثني الزّبيديّ، قال: أخبرني الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يبعث النّاس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلًا»، فقالت له عائشة: يا رسول الله، فكيف بالعورات؟، قال: «{لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 324]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ}؛ يعنِي: مِن الرَّجُلِ وأخيهِ وأُمِّهِ وأبيهِ وسائِرِ مَنْ ذُكِرَ في هذهِ الآيَةِ، {يَوْمَئِذٍ}؛ يعني: يَوْمَ القِيَامَةِ إِذَا جَاءَت الصاخَّةُ يَوْمَ القيامَةِ، {شَأْنٌ يُغْنِيهِ} يقولُ: أَمْرٌ يُغْنِيهِ ويَشْغَلُهُ عنْ شَأْنِ غَيْرِهِ.
كما حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} أَفْضَى إلى كلِّ إِنْسانٍ ما يَشْغَلُهُ عن الناسِ.
- حَدَّثَنَا أبو عُمَارَةَ المَرْوَزِيُّ الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ قالَ: ثَنَا الفَضْلُ بنُ مُوسَى، عنْ عائِذِ بنِ شُرَيْحٍ، عنْ أَنَسٍ قالَ: سَأَلَتْ عَائِشَةُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَتْ: يا رسولَ اللَّهِ، بِأَبِي أنتَ وأُمِّي، إِنِّي سَائِلَتُكَ عنْ حديثٍ أَخْبِرْنِي أنْتَ بِهِ، قالَ: «إِنْ كَانَ عِنْدِي مِنْهُ عِلْمٌ»، قالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، كيفَ يُحْشَرُ الرجالُ؟ قالَ: «حُفَاةً عُرَاةً». ثمَّ انْتَظَرَتْ ساعةً فَقَالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، كيفَ يُحْشَرُ النِّسَاءُ؟ قالَ: «كَذَلِكَ حُفَاةً عُرَاةً». قالَتْ: وَا سَوْأَتَاهُ مِنْ يَوْمِ القيامَةِ! قالَ: «وَعَنْ ذَلِكَ تَسْأَلِينِي، إِنَّهُ قَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ لا يَضُرُّكِ كَانَ عَلَيْكِ ثِيابٌ أَمْ لا»، قالَتْ: أيُّ آيَةٍ هيَ يا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قالَ: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قوْلِ اللَّهِ: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}، قالَ: شَأْنٌ قَدْ شَغَلَهُ عنْ صَاحِبِهِ). [جامع البيان: 24/ 125-126]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عيّاشٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن سودة، زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «يبعث النّاس حفاةً عراةً غرلًا يلجمهم العرق، ويبلغ شحمة الأذن» قالت: قلت: يا رسول اللّه، واسوءتاه ينظر بعضنا إلى بعضٍ، قال: «شغل النّاس عن ذلك» وتلا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه} «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه بهذا اللّفظ» واتّفقا على حديث حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي مليكة عن القاسم، عن عائشة مختصرًا). [المستدرك: 2/ 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والتِّرْمذيُّ والحاكمُ وصَحَّحاهُ, وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- قَالَ: «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً». فقَالَتْ زَوْجَتُه: أَيَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى عَوْرَةِ بَعْضٍ؟ فقَالَ: «يا فُلانَةُ، {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}»). [الدر المنثور: 15/ 254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرانيُّ والحاكمُ وصحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ, عن سَوْدَةَ بنتِ زَمْعَةَ قَالَت: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: «يُبْعَثُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً قَدْ أَلْجَمَهُمُ العَرَقُ وبَلَغَ شُحُومَ الآذَانِ». قُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ, وَاسَوْءَتَاهُ! يَنْظُرُ بَعْضُنا إلى بعضٍ؟ قَالَ:«شُغِلَ النَّاسُ عَن ذَلِكَ». وتَلا: «{يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وأُمِّهِ وأَبِيهِ وصَاحِبَتِهِ وبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}»). [الدر المنثور: 15/ 254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرانيُّ عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ, عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُشَاةً حُفَاةً غُرْلاً». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, يَنْظُرُ الرِّجَالُ إِلَى النِّسَاءِ؟ فقَالَ: «{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}» ). [الدر المنثور: 15 / 254-255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ عن أَنَسٍ أنَّ عائِشَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقَالَتْ: كَيْفَ يُحْشَرُ الناسُ؟ قالَ:«حُفَاةً عُرَاةً» قالتْ: وَاسَوْءَتَاهُ! قالَ: «إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ عَلَيَّ آيةٌ لا يَضُرُّكِ كَانَ عَلَيْكِ ثِيَابُكِ أَوْ لا» قَالَتْ: وأيُّ آيةٍ هي؟ قالَ: «{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}» ). [الدر المنثور: 15/ 255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ في الأوسطِ بسَنَدٍ صحيحٍ عن أُمِّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- يقولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَاسَوْءَتَاهُ! يَنْظُرُ بَعْضُنَا إلى بَعْضٍ؟ فقَالَ: «شُغِلَ النَّاسُ». قُلْتُ: مَا شَغَلَهُمْ؟ قَالَ:«نَشْرُ الصَّحَائِفِ فِيهَا مَثَاقِيلُ الذَّرِّ ومَثَاقِيلُ الخَرْدَلِ» ). [الدر المنثور: 15/ 255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكمُ وصحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ, عن عائشةَ , أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فكَيْفَ بالعَوْرَاتِ؟ قَالَ: «{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}»). [الدر المنثور: 15/ 255-256]
تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مسفرةٌ}: «مشرقةٌ»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {مُسفِرَةٌ}: مُشرِقَةٌ) وصَلَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ علِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ أيضًا). [فتح الباري: 8 / 693]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علّي، عن ابن عبّاس، في قوله: {ترهقها قترة}؛ قال: تغشاها شدّة.
وبه في قوله: {مسفرة}؛ يقول: مشرقة). [تغليق التعليق: 4/ 360-361] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {مُسْفِرَةٌ}: مُشْرِقَةٌ
كَذَا فَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ). [عمدة القاري: 19/ 279]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({مُسْفِرَةٌ} أي: (مُشرِقَةٌ) مضيئةٌ). [إرشاد الساري: 7/ 412]
- قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وُجُوهٌ يومئِذٍ مُشْرِقَةٌ مُضيئةٌ، وهيَ وُجُوهُ المؤمنينَ الذينَ قدْ رَضِيَ اللَّهُ عنهم. يُقالُ: أَسْفَرَ وَجْهُ فلانٌ: إذا حَسُنَ، ومِنهُ أسْفَرَ الصبْحُ: إذا أضاءَ، وكلُّ مُضِيءٍ فهوَ مُسْفِرٌ. وأمَّا سَفَرَ بغيرِ ألفٍ، فإنَّما يُقالُ للمرأةِ إذا أَلْقَتْ نِقَابَهَا عنْ وَجْهِهَا أوْ بُرْقُعَهَا، يُقالُ: قدْ سَفَرَت المرأةُ عنْ وَجْهِها إذا فَعَلَتْ ذلكَ، فهوَ سافِرٌ، ومِنهُ قولُ تَوْبةَ بنِ الحُمَيِّرِ:
وَكُنْتُ إِذَا مَا زُرْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْ ....... فَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الْغَدَاةَ سُفُورُهَا
يعنِي بقولِهِ: (سُفُورُها) إِلقَاءَها بُرْقُعَها عنْ وَجْهِها). [جامع البيان: 24/ 126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عليٍّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {مُسْفِرَةٌ}؛ قَالَ: مُشْرِقَةٌ). [الدر المنثور: 15/ 256] (م)
تفسير قوله تعالى: {ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ضَاحِكَةٌ}؛ يقولُ: ضاحِكَةٌ مِن السرورِ بما أعْطَاها اللَّهُ مِن النعيمِ والكرامَةِ، {مُسْتَبْشِرَةٌ}؛ لِمَا تَرْجُو مِن الزيادَةِ.
وبنحوِ الذي قُلْنا في معنَى قولِهِ: {مُسْفِرَةٌ}؛ قالَ: أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {مُسْفِرَةٌ}، يقولُ: مُشْرِقَةٌ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ}، قالَ: هؤلاءِ أهلُ الجنَّةِ). [جامع البيان: 24/ 126]
تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَوُجُوهٌ}، وهيَ وُجُوهُ الكفَّارِ، {يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}، ذُكِرَ أنَّ البهائِمَ التي يُصَيِّرُها اللَّهُ تُراباً يَوْمئِذٍ بعدَ القضاءِ بينَها، يُحَوَّلُ ذلكَ الترابُ غَبَرَةً في وُجُوهِ أهلِ الكفْرِ). [جامع البيان: 24/ 127]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا الفضل بن عبد الجبّار، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، ثنا الحسين بن واقدٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً} [الحاقة: 14] قال: «يصيران غبرةً على وجوه الكفّار لا على وجوه المؤمنين» وذلك قوله عزّ وجلّ: {وجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ ترهقها قترةٌ}«هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ جَعْفرِ بنِ محمدٍ, عن أبيهِ, عن جَدِّه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: «يُلْجِمُ الكَافِرَ العَرَقُ، ثُمَّ تَقَعُ الغَبَرَةُ عَلَى وُجُوهِهِم, فهو قولُه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}» ). [الدر المنثور: 15/ 256]
تفسير قوله تعالى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {ترهقها} : «تغشاها شدّةٌ»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ ابنُ عَبَّاس: {تَرهَقُهَا قَتَرَةٌ}؛ تَغشَاهَا شِدَّةٌ وصَلَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ بِه.
- وأَخرَجَ الحَاكمُ من طَرِيقِ أَبِي العَالِيَةَ عَن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ في قَولِهِ تَعَالَى: {وحُمِلَتِ الأَرْضُ والجِبَالُ فدُكَّتَا دَكَّةً واحِدَةً}
قَالَ: يَصِيرَانِ غَبرَةً علَى وُجُوهِ الكُفَّارِ لا علَى وُجُوهِ المُؤمِنِينَ وذلك قولُهُ تَعَالَى: {وَوُجُوهٌ يَومَئِذٍ علَيهَا غَبَرَةٌ (40) تَرهَقُهَا قَتَرَةٌ} ). [فتح الباري: 8 / 692-693]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس: فقال ابن أبي حاتم، ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علّي، عن ابن عبّاس، في قوله: {ترهقها قترة}؛ قال: تغشاها شدّة). [تغليق التعليق: 4/ 360] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {تَرْهَقُهَا}: تَغْشَاهَا شِدَّةٌ.
أي قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}: تَغْشَاهَا شِدَّةٌ، وَرَوَاهُ ابْن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيق عَلِيِّ بْن أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ بِهِ، وَقِيلَ: يُصِيبُهُا ظُلْمَةٌ وَذِلَّةٌ وَكَآبَةٌ وَكُسُوفٌ وَسَوَادٌ، وَعَنِ ابْنِ زَيْدٍ: الْفَرْقُ بَيْنَ الْغَبَرَةِ وَالْقَتَرةِ أَنَّ الْغَبَرَةَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْغُبَارِ فَلَحِقَ بِالسَّمَاءِ، وَالْقَتَرَةَ مَا كَانَ أَسْفَلَ فِي الأَرْضِ). [عمدة القاري: 19/ 279]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مما وَصَلَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ {تَرْهَقُهَا} أي: (تَغْشَاهَا) {قَتَرَةٌ} أي: (شِدَّةٌ) وَقِيلَ سَوَادٌ وظُلْمَةٌ). [إرشاد الساري: 7/ 412]
- قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}؛ يَقُولُ: يَغْشَى تِلْكَ الوجُوهَ قَتَرَةٌ، وهيَ الغَبَرَةُ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}، يقولُ: تَغْشَاهَا ذِلَّةٌ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}، قالَ: هذهِ وجوهُ أهلِ النارِ. قالَ: والقَتَرَةُ مِن الغَبَرَةِ، قالَ: وهما واحِدٌ. قالَ: فأمَّا في الدُّنيا فإنَّ القَتَرَةَ ما ارْتَفَعَ، فلَحِقَ بالسماءِ، ورَفَعَتْهُ الريحُ، تُسمِّيهِ العَرَبُ القَتَرَةَ، وما كانَ أسْفَلَ في الأرْضِ فهوَ الغَبَرَةُ). [جامع البيان: 24/ 127]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا الفضل بن عبد الجبّار، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، ثنا الحسين بن واقدٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً} [الحاقة: 14] قال: «يصيران غبرةً على وجوه الكفّار لا على وجوه المؤمنين» وذلك قوله عزّ وجلّ: {وجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ ترهقها قترةٌ} «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 559] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عليٍّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {مُسْفِرَةٌ}؛ قَالَ: مُشْرِقَةٌ. وفي قَوْلِهِ: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}؛ قَالَ: تَغْشَاها شِدَّةٌ وذِلَّةٌ). [الدر المنثور: 15/ 256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ عن ابنِ عَبَّاسٍ: {قَتَرَةٌ}؛ قَالَ: سَوادُ الوُجُوهِ). [الدر المنثور: 15/ 256]
تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هؤلاءِ الذينَ هذهِ صِفَتُهم يومَ القيامَةِ هم الكفَرَةُ باللَّهِ، كانُوا في الدُّنْيَا الفَجَرَةَ في دينِهم، لا يُبَالُونَ ما أَتَوْا بهِ مِنْ معاصِي اللَّهِ، ورَكِبُوا مِنْ مَحَارِمِهِ، فجَزَاهُم اللَّهُ بسُوءِ أعمالِهِم ما أخْبَرَ بهِ عِبادَهُ). [جامع البيان: 24/ 127]