العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 07:21 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة البلد [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:22 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد}؛ قال: البلد مكة وأنت حل بهذا البلد يقول أنت به حل و لست بآثم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قالَ أَبُو جَعْفرٍ رحِمَهُ اللهُ: يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ أُقْسِمُ يا مُحَمَّدُ بهذا البَلَدِ الحَرَامِ، وهوَ مَكَّةُ، وكذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ ثَنِي أَبِي قَالَ ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يعنِي: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا أبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عنْ سُفْيانَ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنَا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللَّهِ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عنْ عبْدِ المَلِكِ، عنْ عَطاءٍ في قَوْلِهِ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قال: هي مكَّةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: البَلَدُ مَكَّةُ.
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَال: ثَنَا يزيدُ، قَالَ: ثَنَا سعيد، عنْ قَتَادَةَ قولَهُ: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد}؛ يعني مكةَ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: مَكَّةَ). [جامع البيان: 24 / 401-402]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعنِ ابنِ عبَّاسٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: قَسَمُ القَسَمِ.
رَوَاه البَزَّارُ، ورِجالُه رِجالُ الصحيح). [مجمع الزوائد: 7/ 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قَالَ: قَسَمُ الْقَسَمِ). [كشف الأستار: 3/ 81]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (واتَّفقُوا على أنَّ المرادَ بالبلدِ مَكَّةَ شرَّفَها اللهُ تَعَالَى). [فتح الباري: 8/ 703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
(أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 432] (م)

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15 / 432] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ ، قالَ: لَمَّا فَتَحَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مكةَ أَخَذَ أبو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ - وهو سعيدُ بنُ حُرَيْثٍ - عبدَ اللَّهِ بنَ خَطَلٍ، وهو الذي كانَت قريشٌ تُسَمِّيه ذَا القَلْبَيْنِ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}، فقَدَّمَه أبو بَرْزَةَ فضَرَبَ عُنُقَهُ وهو مُتَعَلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ، فأنزلَ اللَّهُ فيه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}. وإنما كانَ ذلك؛ لأنَّه قالَ لقريشٍ: أنا أُعَلِّمُ لكم عِلْمَ محمدٍ. فأتَى النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إني أُحِبُّ أن تَسْتَكْتِبَنِي. قالَ: «فَاكْتُبْ
» فكانَ إذا أمْلَى عليه مِن القرآنِ: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}؛ كَتَبَ: "وكانَ اللَّهُ حكيماً عليماً" وإذا أمْلَى عليه: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}؛ كَتَبَ: "وَكَانَ اللَّهُ رَحِيماً غَفُوراً". ثم يقولُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَقْرَأُ عليكَ ما كَتَبْتُ؟ فيقولُ: «نَعَمْ»، فإذا قَرَأَ عليه: وكانَ اللَّهُ حكيماً عليمًا، أو رَحِيماً غفوراً قالَ له النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «مَا هَكَذَا أَمْلَيْتُ عَلَيْكَ، وَإِنَّ اللَّهَ لَكَذَلِكَ إنَّه لغفورٌ رحيمٌ، وإنَّه لَرَحِيمٌ غَفُورٌ». فرَجَعَ إلى قريشٍ فقالَ: ليسَ آمُرُه بشيءٍ كُنْتُ آخُذُ به فيَتَصَرَّفُ. فلم يُؤَمِّنْهُ، فكانَ أحدَ الأربعةِ الذين لم يُؤَمِّنْهُم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 433-434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ}؛ قالَ: لاَ. رَدًّا عليهم {أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} ). [الدر المنثور: 15/ 434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: مكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 434] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن منصورٍ، قالَ: سألَ رجلٌ مُجَاهِداً عن هذه الآيةِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: لا أَدْرِي. ثُمَّ فَسَّرَها لِي فقالَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، أُحِلَّ له ساعةً مِن النهارِ, قِيلَ له: ما صَنَعْتَ فيه مِن شيءٍ فأنتَ في حِلٍّ). [الدر المنثور: 15/ 434-435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالِحٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ له ساعةً مِن نَهَارٍ.
- وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ عن الضَّحَّاكِ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أنتَ به غيرُ حَرِجٍ ولا آثِمٍ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ، عن عَطِيَّةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ مكةُ للنبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ساعةً مِن النهارِ ثُم أُطْبِقَتْ إلى يومِ القيامةِ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15 / 437] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {وأنت حلٌّ بهذا البلد}: «بمكّة ليس عليك ما على النّاس فيه من الإثم»). [صحيح البخاري: 6 / 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: وأنتَ حِلٌّ بهذا البلدِ مَكَّةَ ليسَ عليك مَا على النَّاسِ فيه مِنَ الإثمِ، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ عن مُجَاهِدٍ بلفظِ: يقولُ: لا تُؤَاخَذُ بما عَمِلْتَ فيه، ولَيْسَ عليكَ فيه مَا علَى النَّاسِ. وقد أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ منصورٍ عن مُجَاهِدٍ فزادَ فيه عنِ ابنِ عَبَّاسٍ بلفظِ: أَحَلَّ اللهُ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهِ مَا شاءَ.
ولابنِ مَردَوَيْهِ من طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: يَحِلُّ لكَ أن تُقاتِلَ فيه، وعلى هَذَا فالصيغةُ للوَقْتِ الحاضِرِ والمرادُ الآتِي لتحَقُقِ وقُوعِهِ؛ لأن السُّورةَ مكيَّةٌ والفَتْحُ بعدَ الهجرةِ بثَمانِ سِنينَ). [فتح الباري: 8 / 703]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: وأنت حل بهذا البلد مكّة ليس عليك ما على النّاس فيه من الإثم ووالد آدم وما ولد لبدا كثيرا والنجدين الخير والشّر مسغبة مجاعة متربة السّاقط في التّراب.
قرأت على مريم بنت الأذرعيّ، أخبركم أحمد بن أبي طالب إجازة، عن خليل بن أحمد الجوسقي، قال: قرئ على شهدة وأنا أسمع أخبركم ثابت بن بندر، أن الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد، ثنا يحى بن جعفر، ثنا أبو بكر الحنفيّ، ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد: {وأنت حل بهذا البلد}؛ قال: ما صنعت فأنت في حل
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وأنت حل بهذا البلد}؛ يقول: لا تؤخذ بما عملت فيه وليس عليك فيه ما على النّاس). [تغليق التعليق: 4 / 367-368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ مَكَّةَ لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}: هِيَ مَكَّةُ، وَيُرْوَى بِمَكَّةَ. ومَعْنَى حِلٌّ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ حَلاَلٌ بِهَذَا الْبَلَدِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ تَصْنَعُ فِيهِ مَا تُرِيدُ مِنَ الْقَتْلِ وَالأَسْرِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحَلَّ لِنَبِيِّهِ يَوْمَ الْفَتْحِ حَتَّى قَتَلَ مَنْ قَتَلَ، وَأَخَذَ مَا شَاءَ، وَحَرَّمَ مَا شَاءَ، فَقَتَلَ ابْنَ خَطَلٍ وَأَصْحَابَهُ، وَحَرَّمَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالَ الْوَاسِطِيُّ: الْمُرَادُ الْمَدِينَةُ حَكَاهُ فِي الشِّفَاءِ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ؛ لأَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ، وَرَوَى قَوْلَ مُجَاهِدٍ: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ مَكَّةَ الْحَنْظَلِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْوَاسِطِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. وقَالَهُ أَيْضًا عَطَاءٌ وَقَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ، وَرَوَى قَوْلَهُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ مِنَ الإِثْمِ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْهُ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أبي نَجِيحٍ عَنْهُ). [عمدة القاري: 19/ 291-292]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ: بِهَذَا الْبَلَدِ مَكَّةُ ولأَبِي ذَرٍّ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} مَكَّةُ لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ أي: أنْتَ على الخصُوصِ تَسْتَحِلُّهُ دون غَيْرِكَ؛ لِجَلاَلَةِ شَأْنِكَ، كما جَاءَ: ((لَمْ تَحِلَّ لأحدٍ قبْلِي ولا تَحِلُّ لأحَدٍ بَعْدِي)) وأنت على هذا مِن بابِ التَّقَدُّمِ للاخْتِصَاصِ؛ نَحْوُ: أنا عَرَفْتُ، وَقَالَ الْوَاحِدِيُّ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لمَّا ذَكَرَ الْقَسَمَ بِمَكَّةَ دَلَّ ذلك على عِظَمِ قَدْرِهَا مع كَوْنِهَا حَرَامًا فَوَعَدَ نَبِيَّهُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أن يُحَلِّهَا له يُقَاتِلُ فيها، وأن يَفْتَحَهَا على يَدِهِ ويكونَ فيها حِلاًّ، والْجُمْلَةُ اعتراضٌ بين الْمُقْسَمِ به وما عُطِفَ عَلَيْهِ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يقولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأنتَ يا مُحَمَّدُ حِلٌّ بهذا البَلَدِ، يعنِي: بِمَكَّةَ، يقولُ: أنتَ بهِ حَلالٌ تَصْنَعُ فيهِ مِنْ قَتْلِ مَنْ أَرَدْتَ قَتْلَهُ، وأَسْرِ مَنْ أَرَدْتَ أَسْرَهُ، مُطْلَقُ ذلكَ لَكَ.
يُقالُ مِنهُ: هوَ حِلٌّ، وهوَ حَلالٌ، وهوَ حِرْمٌ، وهوَ حَرامٌ، وهوَ مُحِلٌّ، وهوَ مُحْرِمٌ، وأَحْلَلْنَا، وأَحْرَمْنَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يعنِي بذلكَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أحَلَّ اللَّهُ لهُ يومَ دَخَلَ مَكَّةَ أنْ يَقْتُلَ مَنْ شَاءَ، ويَسْتَحْيِيَ مَنْ شاءَ، فقَتَلَ يَوْمَئِذٍ ابنَ خَطَلٍ صَبْراً وهوَ آخِذٌ بأستارِ الكعبةِ، فلمْ تَحِلَّ لأحَدٍ مِن الناسِ بعدَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يَقْتُلَ فيها حَرَاماً حَرَّمَهُ اللَّهُ، فأَحَلَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لهُ ما صَنَعَ بأهلِ مَكَّةَ، أَلَمْ تَسْمَعْ أنَّ اللَّهَ قالَ في تَحْريمِ الحَرَمِ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، يعنِي بالناسِ أهلَ القِبلَةِ. ‌
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عنْ سُفْيانَ، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: ما صَنَعْتَ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ أَمْرِ القِتَالِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلَّ لرسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ما صَنَعَ فيهِ سَاعَةً.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلَّ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهِ مَا شَاءَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ مَنْصُورٍ عن مجاهدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلَّتْ لرَسُولِ اللهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ: اصْنَعْ فيها ما شِئْتَ.
- حَدَّثَنِي موسَى بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ قالَ: ثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عنْ زائِدَةَ، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِ اللَّهِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أَنْتَ في حِلٍّ مِمَّا صَنَعْتَ فِيهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا حَكَّامٌ، عنْ عَمْرٍو، عنْ منصورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: أُحِلُّ اللَّهُ لَكَ يا مُحَمَّدُ ما صَنَعْتَ في هذا البلَدِ مِنْ شيءٍ، يعنِي: مَكَّةَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: لا تُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْتَ فيهِ، وليسَ عَلَيْكَ فيهِ ما على الناسِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يقولُ: نقيٌّ لا حَرِجٌ ولا آثِمٌ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، يقولُ: أَنْتَ بهِ حِلٌّ لَسْتَ بآثِمٍ.
- حَدَّثَني يُونُسُ قالَ: أخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: لمْ يَكُنْ بِهَا أحَدٌ حِلاًّ غَيْرَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّ مَنْ كانَ بِها حَرَاماً لمْ يُحَلَّ لهم أنْ يُقَاتِلُوا فيها، ولا يَسْتَحِلُّوا حُرْمَةً، فأحَلَّهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لرسولِهِ، فقاتَلَ المُشركينَ فيهِ.
- حَدَّثَنَا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللَّهِ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ سعيدٍ، عنْ عبدِ المَلِكِ، عنْ عَطاءٍ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قالَ: إنَّ اللَّهَ جلَّ وعزَّ حَرَّمَ مَكَّةَ، لمْ تَحِلَّ لنَبِيٍّ إلاَّ نَبِيَّكُمْ سَاعَةً مِنْ نهارٍ.
- حَدَّثَنَا المَرْوَزِيُّ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} يعني: مُحَمَّداً [صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ]، يقولُ: أنْتَ حِلٌّ بالحَرَمِ، فَاقْتُلْ إِنْ شِئْتَ، أَوْ دَعْ). [جامع البيان: 24/ 402-405]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا شيبان، عن منصور وورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل: وأنت حل بهذا البلد يعني مكة يقول: لا تؤاخذ بما عملت فيه ليس عليه فيه ما على الناس من الإثم). [تفسير مجاهد: 2/ 758]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {لا أقسم بهذا البلد (1) وأنت حلٌّ بهذا البلد} قال: «أحلّ له أن يصنع فيه ما شاء» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 569]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني بذلك النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، أحَلَّ اللَّهُ له يومَ دَخَلَ مكةَ أنْ يَقْتُلَ مَن شاءَ ويَسْتَحْيِيَ مَن شاءَ، فقَتَلَ يَوْمَئِذٍ ابنَ خَطَلٍ صَبْراً، وهو آخِذٌ بأستارِ الكعبةِ، فلم يَحِلَّ لأحدٍ مِن الناسِ, بعدَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أن يَقْتُلَ فيها حَرَاماً حَرَّمَهُ اللَّهُ، فأحَلَّ اللَّهُ له ما صَنَعَ بأهلِ مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 432]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أنتَ يا محمدُ يَحِلُّ لكَ أنْ تُقَاتِلَ به، وأمَّا غَيْرُكَ فلاَ). [الدر المنثور: 15/ 432]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قالَ: فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ خَرَجْتُ فوَجَدْتُ عبدَ اللَّهِ بنَ خَطَلٍ وهو مُتعلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ، فضَرَبْتُ عُنُقَه بينَ الركنِ والمَقامِ). [الدر المنثور: 15/ 433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: مكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، يقولُ: أنتَ في حِلٍّ مِمَّا صَنَعْتَ فيه). [الدر المنثور: 15/ 434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يقولُ: لاَ تُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْتَ فِيهِ وَلَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ مَا على الناسِ). [الدر المنثور: 15/ 434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن منصورٍ، قالَ: سألَ رجلٌ مُجَاهِداً عن هذه الآيةِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: لا أَدْرِي. ثُمَّ فَسَّرَها لِي فقالَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ الحرامِ، أُحِلَّ له ساعةً مِن النهارِ, قِيلَ له: ما صَنَعْتَ فيه مِن شيءٍ فأنتَ في حِلٍّ). [الدر المنثور: 15/ 434-435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أبي صالِحٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ له ساعةً مِن نَهَارٍ.
- وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ عن الضَّحَّاكِ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أنتَ به غيرُ حَرِجٍ ولا آثِمٍ). [الدر المنثور: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ، عن عَطِيَّةَ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّتْ مكةُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعةً مِن النهارِ ثُم أُطْبِقَتْ إلى يومِ القيامةِ). [الدر المنثور: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحسَنِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أَحَلَّهَا اللَّهُ لمحمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعةً من نهارٍ يومَ الفَتْحِ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الضَّحَّاكِ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ يعني: محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقولُ: أنتَ حِلٌّ بالحَرَمِ فاقْتُلْ إِنْ شِئْتَ أو دَعْ). [الدر المنثور: 15/ 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن عَطَاءٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يومَ خَلْقِ السماواتِ والأرضَ، فهي حرامٌ إلى أن تَقُومَ الساعةُ، لم تَحِلَّ لبشرٍ إلاَّ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعةً مِن نهارٍ، لا يُخْتَلَى خَلاَها، ولا يُعْضَدُ عِضَاهُها، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلا لِمُعَرِّفٍ). [الدر المنثور: 15 / 436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ زَيْدٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: لم يَكُنْ بها أحدٌ حِلاًّ غيرُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّ مَن كانَ بها حرامٌ لم يَحِلَّ لهم أنْ يُقَاتِلُوا فيها، ولا يَسْتَحِلُّوا فيها حُرْمَةً). [الدر المنثور: 15/ 436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ عن شُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: يُحَرِّمُونَ أنْ يَقْتُلُوا بها الصيدَ ويَعْضُدُوا بها شَجَرَةً ويَسْتَحِلُّونَ إِخْرَاجَكَ وقَتْلَكَ). [الدر المنثور: 15/ 436]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَه مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّ له أنْ يَصْنَعَ فيه ما شاءَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ يعني بالوالِدِ آدَمَ، {وَمَا َوَلَدَ}؛ وَلَدَه). [الدر المنثور: 15 / 436-437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 437] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {ووالد وما ولد}؛ قال: آدم وما ولد). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ووالدٍ}: «آدم» ، {وما ولد}). [صحيح البخاري: 6 / 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {ووالدٍ} آدَمَ {وما وَلَدَ} وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بهذا، وقد أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ أيضًا وَزَادَ فيه عنِ ابنِ عَبَّاسٍ). [فتح الباري: 8/ 703]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله: {ووالد وما ولد}؛ قال: يعني آدم وما ولد). [تغليق التعليق: 4/ 368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {وَوَالِدٍ}: آدَمَ وَمَا وَلَدَ
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} وَفَسَّرَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: آدَمَ وَمَا وَلَدَ أَيْ آدَمَ وَأَوْلاَدَهُ، وَقِيلَ: إِبْرَاهِيمُ [عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ]، وَرَسُولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]؛ لأَنَّهُ مِنْ نَسْلِهِ.
وَعَنْ عِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْوَالِدُ الَّذِي يُولَدُ لَهُ وَمَا وَلَدَ الْعَاقِرُ الَّذِي لاَ يُولَدُ لَهُ، وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَا نَفْيًا، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: وَهُوَ بَعِيدٌ وَلاَ يَصِحُّ إِلاَّ بِإِضْمَارٍ، وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَوَالِدٍ وَوَلَدِهِ). [عمدة القاري: 19/ 292]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {وَوَالِدٍ} آدَمَ، وَمَا وَلَدَ، أي: من الأنبياءِ والصالِحِينَ من ذُرِّيَّتِهِ لأنَّ الكافرَ وإن كَانَ من ذُرِّيَّتِهِ، لكنْ لا حُرْمَةَ له حتى يُقْسِمَ به، أو الْمُرَادُ بِوَالِدٍ إِبْرَاهِيمُ، وَبِمَا وَلَدَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما بِمَعْنَى مَن، قَالَ في الأنْوَارِ: وإيثارُ ما على مَن لِمَعْنَى التَّعَجُّبِ، كما في قَوْلِهِ تَعَالَى: {واللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وأُقْسِمُ بوالِدٍ وبوَلَدِهِ الذي وَلَدَ.
ثُمَّ اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في المَعْنِيِّ بذلكَ مِن الوَالِدِ وما وَلَدَ؛ فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بالوالِدِ كُلُّ وَالِدٍ، وَبِقولِهِ: {وَمَا وَلَدَ}: كُلُّ عاقِرٍ لمْ يَلِدْ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ عَطِيَّةَ، عنْ شُرَيْكٍ، عنْ خُصيفٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: الوَالِدُ الذي يَلِدُ، وما وَلَدَ: العَاقِرُ الذي لا يُولَدُ لهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: العاقِرُ، والتي تَلِدُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عن النَّضْرِ بنِ عَرَبِيٍّ، عنْ عِكْرِمَةَ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: العاقِرُ، والتي تَلِدُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي عَمِّي، قال: ثَني أَبِي عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: هوَ الوَالِدُ وَوَلَدُهُ.
وقالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بذلكَ آدَمُ وَوَلَدُهُ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أبي زَائِدَةَ قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: الوالِدُ آدَمُ، وما وَلَدَ: وَلَدُهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قَوْلَهُ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدمُ، {وَمَا وَلَدَ} قال: وَلَدُهُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ أبي زَائِدَةَ، عن ابنِ أبي خالِدٍ، عنْ أبي صالِحٍ في قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: الوالِدُ آدَمُ، وَمَا وَلَدَ: وَلَدُهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وما وَلَدَ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ بنُ عبدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، عنْ إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ، عنْ أبي صالِحٍ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: آدَمَ وَمَا وَلَدَ.
وقالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بذلكَ إِبراهيمُ عليه السلامُ وما وَلَدَ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى الحَرَشِيُّ قالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ قالَ: سَمِعْتُ أبا عِمْرانَ الجَوْنِيَّ يَقْرَأُ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قالَ: إبراهيمَ وما وَلَدَ.
والصوابُ مِن القَوْلِ في ذَلِكَ ما قالَهُ الذينَ قالُوا: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ أَقْسَمَ بكلِّ والِدٍ ووَلَدِهِ؛ لأنَّ اللَّهَ جلَّ ثَناؤُه عَمَّ كُلَّ وَالِدٍ وما وَلَدَ. وغَيْرُ جائِزٍ أنْ يُخَصَّ ذلكَ إلاَّ بِحُجَّةٍ يَجِبُ التسليمُ لها مِنْ خَبَرٍ، أوْ عَقْلٍ. ولا خَبَرَ بخُصُوصِ ذلكَ، ولا بُرْهَانَ يَجِبُ التسليمُ لهُ بخصوصِهِ، فهوَ على عُمُومِهِ كمَا عَمَّهُ). [جامع البيان: 24 / 405-408]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {ووالد وما ولد}؛ قالوا: الوالد آدم وما ولد يعني ولده). [تفسير مجاهد: 2/ 758]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شريك، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أما الوالد: فهو الذي يولد وأما ما ولد فالعاقر الذي لا يولد له من الرجال والنساء). [تفسير مجاهد: 2/ 758-759]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسين القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاءٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {ووالدٍ وما ولد}؛ قال: «يعني بالوالد آدم وما ولد ولده» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 569]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَه مِن طريقِ مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: أُحِلَّ له أنْ يَصْنَعَ فيه ما شاءَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ يعني بالوالِدِ آدَمَ، {وَمَا َوَلَدَ}؛ وَلَدَه). [الدر المنثور: 15 / 436-437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، من طريقِ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ الذي يَلِدُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ العاقِرُ الذي لا يَلِدُ مِن الرجالِ والنساءِ). [الدر المنثور: 15 / 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: إبراهيمُ وما وَلَدَ). [الدر المنثور: 15 / 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ). [الدر المنثور: 15 / 437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وما وَلَدَ). [الدر المنثور: 15 / 437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ). [الدر المنثور: 15/ 437-438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وَمَا وَلَدَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ في انتصابٍ). [الدر المنثور: 15/ 438]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا علي بن علي الرفاعي، عن سعيد بن أبي الحسن، أنه قرأ هذه الآية، يعني: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} [سورة البلد: 4] قال: يكابد مضايق الدنيا، وشدة الآخرة). [الزهد لابن المبارك: 2/ 101]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (عن علي بن علي الرفاعي عن الحسن، أنه قرأ هذه الآية: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال: لا أعلم خليقة يكابد من هذا الأمر ما تكابد هذا الإنسان). [الزهد لابن المبارك: 2/ 101]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلمة بن عليٍّ، عن رجلٍ، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن عبّاسٍ: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}، قال: خلقنا مستويًا وخلق كلّ دابّةٍ على أربعٍ). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 8]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا أيضاً عن ابن عبّاسٍ قال في قول اللّه: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}، قال: خلق اللّه كلّ شيءٍ هكذا على أربع، وخلق [ .......). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 50]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {في كبد}؛ قال: يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: قال بعضهم: {في كبد}؛ قال: شيء من خلق لم يخلق خلقه شيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، وهذا هوَ جوابُ القَسَمِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ قالَ: وَقَعَ القَسَمُ هاهنا: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}.
واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِ ذلكَ؛ فقالَ بعضُهم: معناهُ: لقَدْ خَلَقْنَا ابنَ آدَمَ في شِدَّةٍ وعَنَاءٍ ونَصَبٍ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ يقولُ: في نَصَبٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ قالَ: ثَنَا شعبةُ، عنْ منصورِ بنِ زَاذَانَ، عن الحَسَنِ أَنَّهُ قالَ في هذهِ الآيَة: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، خُلِق حين خُلِق في مشقةٍ، لا تُلْفِي ابنَ آدمَ إلَّا يُكابدُ أمْرَ الدُّنيا والآخرةِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {فِي كَبَدٍ}، قالَ: يُكَابِدُ أمْرَ الدُّنيا وَأَمْرَ الآخِرَةِ.
وقالَ بَعْضُهم: خُلِقَ خَلْقاً لمْ يُخْلَقْ خَلْقَهُ شَيْءٌ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ عليِّ بنِ عليِّ بنِ رِفَاعَةَ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يقولُ: لمْ يَخْلُقِ اللَّهُ خَلْقاً يُكَابِدُ ما يُكابِدُ ابنُ آدَمَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ عليِّ بنِ عليِّ بنِ رِفَاعَةَ قالَ: سَمِعْتُ سعيدَ بنَ أبي الحَسَنِ يقولُ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: يُكابِدُ مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وشَدَائِدَ الآخِرَةِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عن النَّضْرِ، عنْ عِكْرِمَةَ قالَ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في شِدَّةٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عطاءٍ، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في شِدَّةٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عنْ عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: في شِدَّةِ مَعِيشَتِهِ، وحَمْلِهِ، وحَيَاتِهِ، ونَبَاتِ أَسْنَانِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، قَال: ثَنَا سُفْيَانُ قالَ: قالَ مُجَاهِدٌ: {الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: شِدَّةِ خُرُوجِ أَسْنَانِهِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: شِدَّةٍ.
وقالَ آخَرُونَ: بل معنى ذلكَ أنَّهُ خُلِقَ مُنْتَصِباً مُعْتَدِلَ القَامَةِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في انْتِصَابٍ، ويُقالُ: في شِدَّةٍ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَي حِرْمِيُّ بنُ عِمَارَةَ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قالَ: أخْبَرَنِي عُمَارَةُ، عنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في انْتِصَابٍ، يعني: الخِلْقةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عنْ منصورٍ، عنْ إبراهِيمَ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: مُنْتَصِباً.

- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ. وحَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، جميعاً عنْ سُفْيَانَ، عنْ منصورٍ، عنْ إبراهيمَ، مِثلَهُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ أبي زَائِدَةَ، عنْ إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ شَدَّادٍ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: مُعْتَدِلاً بالقامَةِ. قالَ أبو صالِحٍ: مُعْتَدِلاً في القامَةِ.
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ دَاوُدَ الوَاسِطِيُّ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ، عنْ إسماعيلَ، عنْ أبي صالِحٍ {خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: قائِماً.
- حُد‍ِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} قَائِمًا، خُلِقَ مُنْتَصِباً على رِجْلَيْنِ، لمْ تُخْلَقْ دابَّةٌ على خَلْقِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عنْ مُغِيرَةَ، عنْ مُجَاهِدٍ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: فِي صَعَدٍ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذلكَ أنَّهُ خُلِقَ في السماءِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قالَ: في السماءِ خلَقه، خُلق آدمُ في السماءِ، فَسُمِّي ذلكَ الكَبَدَ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصوابِ قولُ مَنْ قالَ: معنَى ذلكَ أنَّهُ خُلِقَ يُكَابِدُ الأُمُورَ ويُعَالِجُها؛ فقولُهُ: {فِي كَبَدٍ} معناهُ: في شِدَّةٍ.
وإنَّما قُلْنَا: ذلكَ أَوْلَى بالصوابِ؛ لأنَّ ذلكَ هوَ المعروفُ في كلامِ العرَبِ مِنْ معاني الكَبَدِ، ومِنهُ قَوْلُ لَبِيدِ بنِ رَبِيعَةَ:
يَا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ ....... قُمْنَا وَقَامَ الْخُصُومُ فِي كَبَدِ).
[جامع البيان: 24 / 408-412]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}؛ يعني في شدة). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: يعني منتصبا). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ} قال: «في شدّة خلقٍ في ولادته ونبت أسنانه وسوره ومعيشته وختانه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 570]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةُ. {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدَالٍ وانْتِصابٍ.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عُبَيْدُ بنُ إسحاقَ العَطَّارُ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {في كَبَدٍ}؛ في شدَّةِ خَلْقٍ، ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، وقد أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بنُ منصورٍ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ: حَمَلَتْهُ أُمُّه كُرهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا، وَمَعِيشةً في نَكَدٍ وهُو يُكابِدُ ذلكَ.
- وأَخرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ سُفْيَانَ عنِ ابنِ جُرَيجٍ عن عَطَاءٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ مثلَه وَزَادَ: في وِلادَتِهِ ونَبْتِ أَسنانِهِ وسَرَرِهِ وخِتَانِه ومَعِيشَتِهِ). [فتح الباري: 8/ 703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ والطبَرَانِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ قالَ: مَكَّةَ، {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعتدالٍ وانتصابٍ). [الدر المنثور: 15/ 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وما وَلَدَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ}؛ قالَ: وَقَعَ هاهنا القَسَمُ، {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في مَشَقَّةٍ يُكَابِدُ أمرَ الدنيا وأمرَ الآخرةِ). [الدر المنثور: 15/ 437] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ). [الدر المنثور: 15/ 437-438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وَمَا وَلَدَ {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ في انتصابٍ). [الدر المنثور: 15/ 438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في نَصَبٍ). [الدر المنثور: 15/ 438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ). [الدر المنثور: 15 / 438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحاكِمُ وصَحَّحَه من طريقِ عَطَاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةِ خَلْقٍِ؛ في وِلاَدَتِه ونَبْتِ أسنانِه وسَرَرِهِ ومَعِيشَتِه وخِتَانِه). [الدر المنثور: 15 / 438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ كلَّ شيءٍ يَمْشِي على أَرْبَعَةٍ إلا الإنسانَ فإنه خُلِقَ مُنْتَصِباً). [الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: مُنْتَصِباً في بَطْنِ أُمِّه). [الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو الشيخِ في العَظَمَةِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: مُنْتَصِباً في بطنِ أمِّه، أنَّه قدْ وُكِّلَ به مَلَكٌ إِذَا نامَتِ الأمُّ أو اضْطَجَعَتْ رَفَعَ رَأْسَه، لولاَ ذلك لَغَرِقَ في الدَّمِ). [الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في مسائِلِه، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نَافِعَ بنَ الأزرقِ سَأَلَه عن قوْلِه عزَّ وجَلَّ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في اعْتِدالٍ واسْتِقامةٍ. قالَ: وهل تَعْرِفُ العربُ ذلك؟ قالَ: نعمْ، أما سَمِعْتَ قولَ لَبِيدِ بنِ رَبِيعَةَ:
يَا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إِذْ ....... قُمْنَا وقامَ الخُصُومُ فِي كَبَدِ).
[الدر المنثور: 15/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وسعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن إبراهيمَ ، أَحْسَبُه عن عبدِ اللَّهِ: {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: مُنْتَصِباً). [الدر المنثور: 15 / 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُبَارَكِ في الزهدِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحسَنِ : {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: يُكَابِدُ مَضَايِقَ الدنيا وشَدَائِدَ الآخِرَةِ). [الدر المنثور: 15/ 439-440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُبَارَكِ، عن الحسَنِ ، أنَّه قَرَأَ هذه الآيةَ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: لا أَعْلَمُ خَلِيقَةً يُكَابِدُ مِن الأمرِ ما يُكَابِدُ هذا الإنسانُ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحسَنِ : {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: يُكَابِدُ أمورَ الدنيا وأمورَ الآخرةِ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عِكْرِمَةَ : {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: شِدَّةٍ وطُولٍ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ زيدٍ {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في السماءِ خُلِقَ آدَمُ). [الدر المنثور: 15/ 440]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {فِي كَبَدٍ}؛ أي: شدَّةٍ أي: شِدَّةِ خَلْق، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: في نَصَبٍ. وقِيلَ: شِدَّةُ مَكَايِدِ مَصَائِبِ الدُّنْيَا وشدائِدِ الآخرةِ وهذا ثابتٌ للنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [إرشاد الساري: 7/ 419]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}، ذُكِرَ أنَّ ذلكَ نَزَلَ في رَجُلٍ بعَيْنِهِ مِنْ بَنِي جُمَحَ، كانَ يُدْعَى أبا الأَشَدَّيْنِ، وكانَ شديداً، فقال جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَيَحْسَبُ هذا القَوِيُّ لِجَلَدِهِ وقُوَّتِهِ أنْ لنْ يَقْهَرَهُ أحدٌ فَيَغْلِبَهُ، فاللَّهُ غالِبُهُ وقاهِرُهُ). [جامع البيان: 24/ 412]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: "صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول: «{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد}
»
(أيحسب أن لم يره أحد) هذا إسناد ضعيف). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 300-301]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أبو يعلى: حدثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه رضي الله عنه قال: صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} (أيحسب أن لم يره أحدٌ)، يعني: بفتح السّين من يحسب). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو يَعْلَى والبَغَوِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن رجلٍ من بنِي عامِرٍ ، قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسَمِعْتُه يَقْرَأُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}، (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ). يعني: بفتحِ السينِ مِن يَحْسَبُ). [الدر المنثور: 15 / 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عنِ السُّدِّيِّ في قولِه: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}... الآيةَ. قالَ: الكافرُ يَحْسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ اللَّهُ عليه ولم يَرَه). [الدر المنثور: 15 / 441]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال مجاهد في قول الله: {أهلكت مالاً لبداً}، قال: مالاً كثيراً). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 21]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {مالا لبدا}؛ قال: مالا كثيرا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : («لبدًا كثيرًا»). [صحيح البخاري: 6 / 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {لُبَدًا}: كثيرًا، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ بهذا، وهي بِتخفِيفِ المُوَحَّدَةِ، وشَدَّدَها أَبُو جَعْفَرٍ وحدَهُ، وقد تَقَدَّمَ تفسيرُها في تَفْسِيرِ سُورَةِ الجِنِّ). [فتح الباري: 8 / 703]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله: {أهلكت مالا لبدا}؛ قال: كثيرا). [تغليق التعليق: 4 / 368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {لُبَدًا}: كَثِيرًا
أَشَارَ به إِلَى قَوْله تَعَالَى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا} وَفَسَّرَ {لُبَدًا}؛ بِقَوْلِهِ: كَثِيرًا. قَوْلُهُ: يَقُولُ أَيِ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: أَهْلَكْتُ أَنْفَقْتُ مَالاً لُبَدًا أَيْ: مَالاً كَثِيرًا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فِي عَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ. وَاللُّبَدُ مِنَ التَّلْبِيدِ وَهُوَ كَوْنُ الشَّيْءِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَمِنْهُ اللَّبْدُ، وَقُرِئَ بِتَشْدِيدِ البَاءِ وَتَخْفِيفِهَا). [عمدة القاري: 19/ 292]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {لُبَدًا}: بِضَمِّ اللاَّمِ وَفَتْحِ الموحَّدَةِ لأَبِي ذَرٍّ جَمْعُ لُبْدَةٍ كَغُرْفَةٍ وَغُرَفٍ، وهي قراءةُ العامَّةِ ولغيرِ أَبِي ذَرٍّ (لِبَدًا) بِكَسْرِ اللاَّمِ أي: (كَثِيرًا) مِن: تَلَبَّدَ الشَّيْءُ إذَا اجْتَمَعَ). [إرشاد الساري: 7 / 418-419]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُه هذا الجَلِيدُ الشديدُ: أَهْلَكْتُ مالاً كَثيراً في عَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ، فأَنْفَقْتُ ذلكَ فيهِ. هوَ كاذِبٌ في قوْلِهِ ذلكَ. وهوَ فُعَلٌ مِن التَّلْبِيدِ، وهوَ الكثيرُ بَعْضُهُ على بعضٍ، يُقالُ مِنهُ: لَبَدَ بالأرضِ يَلْبُدُ: إذا لَصِقَ بِهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ {مَالاً لُبَداً}، يعني باللُّبَدِ: المالَ الكَثِيرَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ:قَولهُ: {مَالاً لُبَداً}، قالَ: كثيراً.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: أخْبَرَنِي مُسْلمٌ، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِ الله عزَّ وجلَّ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، أَيْ: كَثيراً.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ أيْ: كثيراً.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مثلَهُ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {يَقُول أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، قالَ: اللُّبَدُ الكثيرُ.
واخْتَلَفَت القرأةُ في قِراءَةِ ذلكَ؛ فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قرأةِ الأمصارِ {مَالاً لُبَداً} بتخفيفِ الباءِ. وقَرَأَهُ أبو جَعْفَرٍ بتشدِيدِها.
والصوابُ بتخفيفِها؛ لإجماعِ الحُجَّةِ عليهِ). [جامع البيان: 24 / 412-414]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {مالا لبدا}؛ قال: مالا كثيرا). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: آدَمُ وما وَلَدَ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ}؛ قالَ: وَقَعَ هاهنا القَسَمُ، {فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في مَشَقَّةٍ يُكَابِدُ أمرَ الدنيا وأمرَ الآخرةِ، {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً). [الدر المنثور: 15/ 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ، {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً). [الدر المنثور: 15 / 437-438] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً). [الدر المنثور: 15 / 441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَنْفَقْتُ مالاً في الصدِّ عن سبيلِ اللَّهِ، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}؛ قالَ: الأَحَدُ: اللَّهُ عزَّ وجلَّ). [الدر المنثور: 15 / 441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَيَمُنُّ عَلينا؟ فما فَضَّلْنَاه أَفْضَلُ، {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}؛ وكذا وكذا). [الدر المنثور: 15/ 441]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: تلا قتادة: {أيحسب أن لم يره أحد}؛ قال يا ابن آدم إنك مسؤول عن مالك من أين اكتسبته وأين أنفقته). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 373]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: وسمعت رجلا، يحدث عن أبي ذر، قال: لا يتحول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عمره فيما أفناه وجسده فيما أبلاه وكسبه من أين أخذه وأين وضعه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَيَظُنُّ هذا القائِلُ {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}، أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ في حالِ إِنْفَاقِهِ ما يَزْعُمُ أنَّهُ أَنْفَقَهُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، ابنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَسْئُولٌ عنْ هذا المالِ؛ مِنْ أينَ اكْتَسَبْتَهُ؟ وأينَ أَنْفَقْتَهُ؟
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مثلَهُ). [جامع البيان: 24/ 414]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: "صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول:
«{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد}»
(أيحسب أن لم يره أحد) هذا إسناد ضعيف). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 300-301] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أبو يعلى: حدثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، ثنا نعيم بن ميسرة، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه رضي الله عنه قال: صلّيت خلف النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] فسمعته يقول: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} (أيحسب أن لم يره أحدٌ)، يعني: بفتح السّين من يحسب). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/ 435] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ قالَ: الوالِدُ آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ}؛ وَلَدُهُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ قالَ: في شِدَّةٍ، {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: كثيراً، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}؛ قالَ: لم يَقْدِرْ عليه أحدٌ). [الدر المنثور: 15/ 437-438]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو يَعْلَى والبَغَوِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن رجلٍ من بنِي عامِرٍ ، قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، فسَمِعْتُه يَقْرَأُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}. يعني: بفتحِ السينِ مِن يَحْسَبُ). [الدر المنثور: 15/ 440] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَنْفَقْتُ مالاً في الصدِّ عن سبيلِ اللَّهِ، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}؛ قالَ: الأَحَدُ: اللَّهُ عزَّ وجلَّ). [الدر المنثور: 15/ 441] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قَالَ أبُو جَعفَرٍ رحِمَه اللهُ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَمْ نَجْعَلْ لِهَذا القائِلِ {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً} عَيْنَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا حُجَجَ اللَّهِ عليهِ، ولِسَاناً يُعَبِّرُ بِهِ عنْ نَفْسِهِ ما أَرَادَ، وشَفَتَيْنِ؛ نِعْمَةً مِنَّا بذلكَ عليهِ.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ}، نِعَمٌ مِن اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ يُقَرِّرُكَ بِها؛ كَيْمَا تَشْكُرَ). [جامع البيان: 24 / 415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً}؛ قالَ: أَيَمُنُّ عَلينا؟ فما فَضَّلْنَاه أَفْضَلُ، {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}؛ وكذا وكذا). [الدر المنثور: 15 / 441] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ} الآيةَ. قالَ: نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ، يُقَرِّرُكَ بها؛ كيما تَشْكُرَ). [الدر المنثور: 15/ 441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ، عن مَكْحُولٍ ، قالَ: قالَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«يَقُولُ اللَّهُ: يَا ابنَ آدَمَ, قَدْ أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ نِعَماً عِظَاماً لاَ تُحْصِي عَددَهَا، وَلاَ تُطِيقُ شُكْرَهَا، وَإِنَّ مِمَّا أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ أَنْ جَعَلْتُ لَكَ عَيْنَيْنِ تَنْظُرُ بِهِمَا، وَجَعَلْتُ لَهُمَا غِطَاءً، فَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ إِلَى مَا أَحْلَلْتُ لَكَ، فَإِنْ رَأَيْتَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأَطْبِقْ عَلَيْهِمَا غِطَاءَهُمَا، وَجَعَلْتُ لَكَ لِسَاناً وَجَعَلْتُ لَهُ غِلاَفاً، فَانْطِقْ بِمَا أَمَرْتُكَ وَأَحْلَلْتُ لكَ، فَإِنْ عَرَضَ لَكَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأَغْلِقْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَجَعَلْتُ لَكَ فَرْجاً وَجَعَلْتُ لَكَ سِتْراً، فَأَصِبْ بِفَرْجِكَ مَا أَحْلَلْتُ لَكَ، فَإِنْ عَرَضَ لَكَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فَأَرْخِ عَلَيْكَ سِتْرَكَ، ابنَ آدَمَ، إِنَّكَ لاَ تَحَمَّلُ سَخَطِي وَلاَ تُطِيقُ انْتِقَامِي» ). [الدر المنثور: 15/ 441-442]

تفسير قوله تعالى: {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قَالَ أبُو جَعفَرٍ رحِمَه اللهُ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَمْ نَجْعَلْ لِهَذا القائِلِ {أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً} عَيْنَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا حُجَجَ اللَّهِ عليهِ، ولِسَاناً يُعَبِّرُ بِهِ عنْ نَفْسِهِ ما أَرَادَ، وشَفَتَيْنِ؛ نِعْمَةً مِنَّا بذلكَ عليهِ.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ}، نِعَمٌ مِن اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ يُقَرِّرُكَ بِها؛ كَيْمَا تَشْكُرَ). [جامع البيان: 24 / 415](م)

تفسير قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الحسن، في قوله تعالى: {وهدينه النجدين}؛ قال: قال النبي: «إنما هما النجدان فما يجعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أن عمرو بن أبي بكر القرشي أخبره، عن محمد بن كعب القرظي، أن ابن عباس، قال: في قوله تعالى: {وهدينه النجدين}؛ قال: الثديين). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، قال: في قوله تعالى: {وهديناه النجدين}؛ قال سبيل الخير وسبيل الشر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 374]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :{النّجدين}: «الخير والشّرّ»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : {النَّجدَينِ}: الخيرَ والشَّرَّ)، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ سبيلَ الخيرِ وسبيلَ الشَّرِ يَقُولُ: عَرَّفْنَاهُ.
- أَخرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بإسنادٍ حَسَنٍ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: {النَّجدَينِ}: سبيلُ الخيرِ والشَّرِّ. وصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وله شاهدٌ عِندَ ابنِ مَرْدَوَيهِ مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ.
- وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عنِ الحَسَنِ عنِ النَّبِيِّ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ]:
«إِنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ فما جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيرِ؟» ). [فتح الباري: 8/ 703-704]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله: {وهديناه النجدين}؛ قال: سبيل الخير وسبيل الشّرّ يقول عن قتادة سبيل الخير وسبيل الشّرّ). [تغليق التعليق: 4/ 368]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَ{النَّجْدَيْنِ}؛ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجِدَيْنِ} يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ وَسَبِيلَ الشَّرِّ، وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى هَذَا. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {النَّجْدَيْنِ}: الثَّدْيَيْنِ. وَإِلَيْهِ ذَهَبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالضَّحَّاكُ. وَالنَّجْدُ فِي الأَصْلِ الطَّرِيقُ فِي ارْتِفَاعٍ). [عمدة القاري: 19 / 292]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( و{النَّجْدَيْنِ}؛ هُمَا (الْخَيْرُ والشَّرُّ) قَالَ الزَّجَّاجُ: النَّجْدَانِ الطَّرِيقَانِ الْوَاضِحَانِ، وَالنَّجْدُ: الْمُرْتَفِعُ من الأرضِ، والْمَعْنَى: أَلَمْ نُبَيِّنْ له طَرِيقَيِ الْخَيْرِ والشَّرِّ؟.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النَّجْدَيْنِ: الثَّدْيَيْنِ، وهما مما يُقْسِمُ به الْعَرَبُ تَقُولُ: أَمَا وَنَجْدَيْهَا مَا فَعَلْتُ؛ تُرِيدُ ثَدْيَيِ الْمَرْأَةِ لأنَّهُمَا كَالنَّجْدَيْنِ لِلْبَطْنِ). [إرشاد الساري: 7/ 419]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {وهديناه النّجدين}؛ قال: سبيل الخير والشّرّ).[جزء تفسير عطاء الخراساني: 109]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهَدَيْنَاهُ الطَّرِيقَيْنِ. وَالنَّجْدُ: طريقٌ في ارْتِفاعٍ.
واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في معنى ذلكَ؛ فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بذلكَ: نَجْدُ الخَيْرِ، ونَجْدُ الشرِّ، كما قالَ عزَّ وجلَّ: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ، عنْ عبدِ اللَّهِ {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: الخَيْرَ والشَّرَّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ، عنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَهُ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عن ابنِ مُنْذِرٍ، عنْ أبيهِ، عن الربيعِ بنِ خُثَيْمٍ قالَ: لَيْسَا بالثَّدْيَيْنِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفيانُ. وحَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا حَكَّامٌ قالَ: ثَنَا عَمْرُو، جَمِيعاً عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ، عنْ عبدِ اللَّهِ {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: نَجْدَ الخَيْرَ، ونَجْدَ الشرِّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنِي هشامُ بنُ عبدِ المَلِكِ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قالَ: أخْبَرَنِي عاصِمٌ قالَ: سَمِعْتُ أبا وائِلٍ يقولُ: كانَ عبدُ اللَّهِ يقولُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: نَجْدَ الخَيْرَ، ونَجْدَ الشرِّ.
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، يقولُ: الهُدَى والضلالَةَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قَالَ: سَبِيلَ الخَيْرِ والشرِّ.
- حَدَّثَنَا هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ قالَ: ثَنَا أبو الأَحْوَصِ، عنْ سِمَاكٍ، عنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: الخيرَ والشرَّ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سفيانُ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ الرَّبِيعِ بنِ خُثَيْمٍ، عنْ أبي بُرْدَةَ قالَ: مَرَّ بِنا الربيعُ بنُ خُثَيْمٍ، فَسَأَلْنَاهُ عنْ هذهِ الآيَةِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، فقالَ: أَمَا إِنَّهُما لَيْسَا بالثَّدْيَيْنِ.
- حَدَّثَنَا أبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ مَنْصُورٍ، عنْ مُجَاهِدٍ قالَ: الخيرَ والشرَّ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: سَبِيلَ الخَيْرِ والشَّرِّ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} نَجْدَ الخيرِ، ونَجْدَ الشرِّ.
- حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ موسَى قالَ: ثَنَا عبدُ الوارِثِ قالَ: ثَنَا يُونُسُ، عن الحَسَنِ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ خَيْرٍ، ونَجْدُ شَرٍّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنَا مُجاهِدُ بنُ موسَى قالَ: ثَنَا يَزِيدُ بن هارونَ قالَ: أخبَرَنَا عَطِيَّةُ أبو وَهْبٍ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يقولُ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«أَلا إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ الْخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟»
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا هشامُ بنُ عبدِ المَلِكِ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عنْ حَبِيبٍ، عن الحَسَنِ، عن النبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، نحوَهُ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي رَجَاءٍ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يقولُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: ذُكِرَ لنا أنَّ نبيَّ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كانَ يقولُ:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، ذُكِرَ لنا أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كانَ يقولُ:
«أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: قالَ رَسُول اللهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِ اللَّهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}: قاطِعُ طريقِ الخيرِ والشرِّ. وقَرَأَ قوْلَ اللَّهِ: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ}.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذلكَ: وَهَدَيْنَاهُ الثَّدْيَيْنِ؛ سَبِيلَي اللَّبَنِ الذي يَتَغَذَّى بهِ، ويَنْبُتُ عليهِ لَحْمُهُ وجِسْمُهُ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ قالَ: ثَنَا عيسى بنُ عِقَالٍ، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قالَ: هما الثَّدْيَانِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عن المُبَارَكِ بنِ مُجاهِدٍ، عنْ جُوَيْبِرٍ، عن الضَّحَّاكِ قالَ: الثَّدْيَانِ.
وأَوْلَى القَوْلَيْنِ بالصوابِ في ذلكَ عندَنا قولُ مَنْ قالَ: عُنِيَ بذلكَ طريقُ الخَيْرِ والشرِّ؛ وذلكَ أنَّهُ لا قَوْلَ في ذَلِكَ نَعْلَمُهُ غيرَ القَوْلَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهما. والثَّدْيَانِ، وإنْ كانَا سَبِيلَي اللَّبَنِ، فإنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ إذْ عَدَّدَ على العَبْدِ نِعَمَهُ بقولِهِ: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} إنَّما عدَّدَ عليهِ هِدَايَتَهُ إِيَّاهُ إلى سبيلِ الخيرِ مِنْ نِعَمِهِ، فكذلكَ قولُهُ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ). [جامع البيان: 24 / 415-419]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا شريك، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، {وهديناه النجدين}؛ قال: هديناه السبيلين سبيل الخير وسبيل الشر يقول عرفناه سبيل الخير وسبيل الشر). [تفسير مجاهد: 2/ 759]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا شريك، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن ابن مسعود، قال: يقول: هديناه سبيل الخير وسبيل الشر
- نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا قيس، عن زياد بن علاقة، عن أبي عمارة، عن علي بن أبي طالب [عليه السلام] مثله
- ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله
- نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك مثله). [تفسير مجاهد: 2/ 759-760]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار العطارديّ، ثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، ثنا عاصمٌ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، {وهديناه النّجدين}؛ قال: «الخير والشّرّ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 570]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن عبدِ اللهِ - يعني: ابنَ مسعودٍ -: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: سَبِيلَ الخيرِ والشرِّ.
رَوَاه الطبرانيُّ بإسناديْنِ، وفيه عاصِمُ بنُ أبي النَّجُودِ، وهو ثِقَةٌ وفيه ضَعْفٌ، وبقيَّةُ رِجالِه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7 / 137-138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والطبرانيُّ والحاكِمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ مسعودٍ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: سَبِيلَ الخيرِ والشرِّ). [الدر المنثور: 15/ 442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفريابيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: عَرَّفْنَاهُ سبيلَ الخيرِ والشرِّ). [الدر المنثور: 15/ 442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ : {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: الهدَى والضلالةَ.
- وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، عن محمدِ بنِ كعبٍ مثلَه). [الدر المنثور: 15 / 442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: سبيلَ الخيرِ والشرِّ.
- وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عِكْرِمَةَ والضَّحَّاكِ مثلَه). [الدر المنثور: 15 / 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عليٍّ ، أنَّه قِيلَ له: إنَّ ناساً يقولونَ: {النجديْنِ}؛ الثديَيْنِ. قالَ: الخيرُ والشرُّ). [الدر المنثور: 15 / 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، من طريقِ سِنَانِ بنِ سعيدٍ، عن أنسٍ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:
«هُمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟» ). [الدر المنثور: 15/ 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، من طُرُقٍ عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: ذُكِرَ لنا أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كانَ يَقُولُ:
«أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ الْخَيْرِ وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطبرانِيُّ، عن أبي أُمَامَةَ ، أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ خَيْرٍ وَنَجْدُ شَرٍّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ؟».
- وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ ، قالَ: ذُكِرَ لنا أن النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ. فَذَكَرَ مِثلَه). [الدر المنثور: 15/ 443-444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هريرةَ ، عن رسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ:
«إِنَّمَا هُمَا النَجْدَانِ: نَجْدُ الْخَيْرِ وَنَجْدُ الشَّرِّ، فَلاَ يَكُنْ نَجْدُ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيكم مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ»). [الدر المنثور: 15/ 444]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ من طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ قالَ: الثَّدْيَيْنِ). [الدر المنثور: 15 / 444]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:35 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما زيادة (لا) في قوله: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 1-2]، وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} [الانشقاق: 16]، و: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: 1]: فإنها زيدت في الكلام على نية الرّد على المكذبين، كما تقول في الكلام: لا والله ما ذاك كما تقول. لو قلت: والله ما ذاك كما تقول، لكان جائزا، غير أن إدخالك (لا) في الكلام أوّلا، أبلغ في الرّدّ. وكان بعض النحويين يجعلها صلة. ولو جاز هذا لم يكن بين خبر فيه الجحد، وخبر فيه الإقرار فرق). [تأويل مشكل القرآن: 246-247](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لا أقسم بهذا البلد (1)}؛ يعنى بالبلد ههنا مكة، والمعنى أقسم بهذا البلد.

و "لا" أدخلت توكيدا كما قال عزّ وجلّ: {لئلّا يعلم أهل الكتاب}.
وقرئت (لأقسم بهذا البلد). تكون اللام لام القسم والتوكيد، وهذه القراءة قليلة. وهي في العربية بعيدة لأن لام القسم لا تدخل على الفعل المستقبل إلا معه النون، تقول "لأضربن زيدا"، ولا يجوز "لأضرب" تريد الحال.
وزعم سيبويه والخليل أن هذه اللام تدخل مع "أن" فاستغنى بها في باب إن، تقول: "إني لأحبّك"). [معاني القرآن: 5/ 327]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأنت حلٌّ بهذا البلد...}؛ يقول: هو حلال لك، أحله يوم فتح مكة لم يحل قبله، ولن يحل بعده). [معاني القرآن: 3/ 263]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وأنت حلٌّ بهذا البلد}؛ قال: {وأنت حلٌّ} فمن العرب من يقول "أنت حلٌّ" و"أنت حلال" و"أنت حرمٌ" و"أنت حرامٌ" و"هو المحلّ" و"المحرم" [و] تقول: "أحللنا" و"أحرمنا" وتقول "حللنا" وهي الجيّدة). [معاني القرآن: 4/ 50]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى: {وأنت حلّ بهذا البلد (2)}؛ أحلّت مكة للنبي -عليه السلام- ساعة من النهار، ولم تحل لأحد قبله ولا لأحد بعده، ومعني أحلّت له: أحلّ له صيدها وأن يختلى خلالها وأن يعضد شجرها. يقال: رجل حلّ وحلال ومحلّ، وكذلك رجل حرام وحرم ومحرم). [معاني القرآن: 5/ 327]

تفسير قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ووالدٍ وما ولد...}؛ أقسم بآدم وولده، وصلحت (ما) للناس، ومثله: {وما خلق الذّكر والأنثى} وهو الخالق الذكر والأنثى ومثله {فانكحوا ما طاب لكم من النّساء}، ولم يقل: من طاب. وكذلك: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء} كل هذا جائز في العربية. وقد تكون: (ما) وما بعدها في معنى مصدر، كقوله: {والسّماء وما بناها}، {ونفسٍ وما سوّاها}، كأنه قال: والسماء وبنائها ونفس وتسويتها. ووالد وولادته، وخلقه الذكر والأنثى، فأينما وجّهته فصواب). [معاني القرآن: 3/ 263-264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ووالدٍ وما ولد}: آدم وولده). [تفسير غريب القرآن: 528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ووالد وما ولد (3)}؛ جاء في التفسير أن معناه آدم وولده، وجاء معناه أيضا كل والد وكل مولود). [معاني القرآن: 5/ 327]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}؛ أي آدم وولده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 302]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ...}يقول: منتصبا معتدلا، ويقال: خلق في كبد: إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، ونزلت في رجل من بني جمح كان يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم العكاظي، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق الأديم. ولم تزل قدماه). [معاني القرآن: 3/ 264](م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({خلقنا الإنسان في كبدٍ}؛ في شدة، قال لبيد:
يــا عـيـن هـــلّاً بـكـيـت أربـــد إذ ....... قمنا وقام الخصوم في كبد).
[مجاز القرآن: 2/ 299]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({في كبد}: في شدة ومكابدة وقالوا في انتصاب واعتدال). [غريب القرآن وتفسيره: 428]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({في كبدٍ}؛ أي في شدة غلبة، ومكابدة لأمور الدنيا والآخرة). [تفسير غريب القرآن: 528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لقد خلقنا الإنسان في كبد (4)}؛ هذا جواب القسم، المعنى: أقسم بهذه الأشياء
{لقد خلقنا الإنسان في كبد}: أي: يكابد أمره في الدنيا والآخرة.
وقيل: {في كبد}؛ أي خلق منتصبا يمشي على رجليه وسائر الأشياء والحيوان غير منتصبة.
وقيل: {في كبد}؛ خلق الإنسان في بطن أمه ورأسه قبل رأسها، فإذا أرادت الولادة انقلب الرأس إلى أسفل). [معاني القرآن: 5/ 328]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({في كبد} أي: في شدة). [ياقوتة الصراط: 577]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِي كَبَدٍ} أي في شدّة غلبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَبَدٍ}: شدة). [العمدة في غريب القرآن: 346]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ...} يقول: منتصبا معتدلا، ويقال: خلق في كبد، إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، ونزلت في رجل من بني جمح كان يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم العكاظي، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق الأديم. ولم تزل قدماه. فقال الله تبارك وتعالى: {أيحسب} لشدته {أن لّن يقدر عليه أحدٌ} والله قادر عليه). [معاني القرآن: 3/ 264](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد (5)} هذا جاء في التفسير أنه رجل كان شديدا جدّا، وكان يبسط له الأديم العكاظي فيقوم عليه فيهد فلا يخرج من تحت رجليه إلا قطعا من شدته، وكان يقال له كلدة، فقيل: أيحسب لشدته أن لن يقدر عليه أحد وأنه لا يبعث. وقيل أن لن يقدر عليه اللّه عزّ وجلّ لأنه كان لا يؤمن بالبعث). [معاني القرآن: 5/ 328]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ...} يقول: منتصبا معتدلا، ويقال: خلق في كبد، إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، ونزلت في رجل من بني جمح كان يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم العكاظي، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق الأديم. ولم تزل قدماه. فقال الله تبارك وتعالى: {أيحسب} لشدته {أن لّن يقدر عليه أحدٌ} والله قادر عليه.
ثم قال: يقول: أنفقت مالاً كثيراً في عداوة محمد صلى الله عليه وهو كاذب). [معاني القرآن: 3/ 264](م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يقول أهلكت مالاً لّبداً...} "اللبد": الكثير. قال بعضهم واحدته: لبدة، ولبد جماع. وجعله بعضهم على جهة: قثم، وحطم واحدا، وهو في الوجهين جميعا الكثير. وقرأ أبو جعفر المدني. (مالاً لبّدا) مشددة مثل ركّع، فكأنه أراد: مالا لابدٌ، ومالان لابدان، وأموالٌ لبّد. والأموال والمال قد يكونان معنى واحد). [معاني القرآن: 3/ 264]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مالاً لبداً}؛ فعل من التلبد وهو المال الكثير بعضه على بعض). [مجاز القرآن: 2/ 299]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مالا لبدا}:كثيرا). [غريب القرآن وتفسيره: 428]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مالًا لبداً} أي كثيرا. وهو من «التلبّد»: كأن بعضه على بعض). [تفسير غريب القرآن: 528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({يقول أهلكت مالا لبدا (6)}؛ وقرئت (أهلكت مالا لبدا)، ويقرأ (لبّدا).
ومعنى "لبد" كثير بعضه قد لبّد ببعض، وفعل للكثرة، يقال"رجل حطم": إذا كان كثير الحطم. ومن قرأ لبّدا فهو جمع لابد). [معاني القرآن: 5/ 328]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({مالا لبدا} أي: كثيرا). [ياقوتة الصراط: 577]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لُّبَداً} أي كثيراً، من التلبّد، كأن بعضه على بعض لكثرته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لُّبَدًا}: كثيراً). [العمدة في غريب القرآن: 347]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ...} يقول: منتصبا معتدلا، ويقال: خلق في كبد، إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، ونزلت في رجل من بني جمح كان يكنى: أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم العكاظي، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق الأديم. ولم تزل قدماه. فقال الله تبارك وتعالى: {أيحسب} لشدته {أن لّن يقدر عليه أحدٌ} والله قادر عليه. ثم قال: يقول: أنفقت مالاً كثيراً في عداوة محمد صلى الله عليه وهو كاذب، فقال الله تبارك وتعالى: {أيحسب أن لّم يره أحدٌ} في إنفاقه). [معاني القرآن: 3/ 264](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أيحسب أن لم يره أحد (7)} أي أيحسب أن لم يحص عليه ما أنفق، وفي الكلام دليل على أنه ادعى أنه أنفق كثيرا لم ينفعه). [معاني القرآن: 5/ 328]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {ألم نجعل له عينين (8) ولسانا وشفتين (9) وهديناه النّجدين (10)} أي ألم نفعل به ما يستدل به على أن اللّه قادر على أن يبعثه وأن يحصي عليه ما يعمله). [معاني القرآن: 5/ 328]

تفسير قوله تعالى: {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {ألم نجعل له عينين (8) ولسانا وشفتين (9) وهديناه النّجدين (10)} أي ألم نفعل به ما يستدل به على أن اللّه قادر على أن يبعثه وأن يحصي عليه ما يعمله). [معاني القرآن: 5/ 328](م)

تفسير قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وهديناه النّجدين...}.النجدان: سبيل الخير، وسبيل الشر.
... حدثني الكسائي قال: حدثني قيس، وحدثني قيس عن زياد بن علاقة عن أبي عمارة عن علي رحمه الله في قوله جل وعز: {وهديناه النّجدين} قال: الخير والشر). [معاني القرآن: 3/ 264]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({الّنجدين}؛ الطريقين في ارتفاع، نجد الخير ونجد الشر). [مجاز القرآن: 2/ 299]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({النجدين}: الطريقين في ارتفاع، نجد الخير ونجد الشر وبعض المفسرين يقول النجدان الثديان). [غريب القرآن وتفسيره: 428]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وهديناه النّجدين}؛ و«النّجد»: الطريق في ارتفاع. يريد: طريق الخير والشر. وقال ابن عباس: الثّديين). [تفسير غريب القرآن: 528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {ألم نجعل له عينين (8) ولسانا وشفتين (9) وهديناه النّجدين (10)} أي ألم نفعل به ما يستدل به على أن اللّه قادر على أن يبعثه وأن يحصي عليه ما يعمله). [معاني القرآن: 5/ 328](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وهديناه النّجدين (10)} الطريقين الواضحين، النجد المرتفع من الأرض، فالمعنى ألم نعرفه طريق الخير وطريق الشرّ بيّنين كبيان الطريقين العاليين). [معاني القرآن: 5/ 328-329]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّجْدَيْنِ}؛ طريق الخير وطريق الشرّ. قال ابن عباس: الثديين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّجْدَيْنِ}: الثديين). [العمدة في غريب القرآن: 347]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 11:04 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}

تفسير قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)}

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ويكون فعلاً في الاسم، والصفة، فالاسم نحو جبلٍ وجملٍ وحملٍ والصفة نحو حدثٍ وبطلٍ وعزبٍ ووقلٍ.
ويكون فعلاً فيهما فالأسماء نحو كتف وكبد وفخذ والصفات نحو حذرٍ ووجعٍ وحصرٍ. ويكون فعلاً فيهما فالأسماء نحو رجلٍ وسبعٍ وعضدٍ وضبعٍ والصفة نحو حدثٍ وحذر وخلطٍ وندسٍ.
ويكون فعلاً فيهما فالأسماء نحو صردٍ ونغرٍ وربعٍ والصفة نحو حطم ولبدٍ قال الله عز وجل: {أهلكت مالا لبدا} ورجلٌ ختعٌ وسكعٌ.
ويكون فعلاً فيهما فالاسم الطنب والعنق والعضد والجمد
والصفة الجنب والأجد ونضدٌ ونكرٌ قال سبحانه: {إلى شيءٍ نكرٍ}). [الكتاب: 4/ 243-244]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
صابوا بستة أبيات وأربعة ....... حتى كأن عليهم جابئا لبدا
و(اللبد) المتراكب بعضه على بعض.
وقوله تعالى: {مالا لبدا} أي كثيرا). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 674]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ويكون على فُعُلٍ اسماً، ونعتاً. فالاسم صرد، ونغر. والنعت حطم، ولبد، وكتع، وخضع قال:
قد لفها الليل بسواقٍ حطم
وقال الله عز وجل: {أهلكت مالاً لبدا} ). [المقتضب: 1/ 193]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولبد وهو الكثير من قول الله عز وجل: {أهلكت مالاً لبداً} ). [المقتضب: 3/ 323]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما النعت، فنحو: رجل حطم، كما قال:
قد لفها الليل بسواق حطم
وكذلك مال لبد، وهو الكثير، من قوله جل جلاله: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا} ). [الكامل: 3/ 1230]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال في قوله عزّ وجل: {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} قال: يقال لبدة وبدٌ، لبدة ولبد، إذا كان بعضه على بعض). [مجالس ثعلب: 405]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)}

تفسير قوله تعالى: {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)}

تفسير قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}

قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ): (والنجد: الطريق قال الله جل وعز: {وهديناه النجدين} أي طريق الخير والشر وقال امرؤ القيس:
غداة غدوا فسالك بطن نخلة ....... وآخر منهم جازع نجد كبكب
ويروى وآخر منهم سالك نجد كبكب والنجد: ما ارتفع من الأرض والجمع أنجد ونجاد ويقال للرجل إذا كان ضابطا للأمور غالبا لها: إنه لطلاع أنجد قال وأنشدنا أبو عمرو:
وقد يقصر القل الفتى دون همه ....... وقد كان لولا القل طلاع أنجد
والنجد: العرق والكرب قال النابغة الذيباني:
يظل من خوفه الملاح معتصما ....... بالخيزرانة بعد الأين والنجد
والمنجود: المكروب قال أبو زبيد الطائي:
صاديا يستغيث غير مغاث ....... ولقد كان عصرة المنجود
). [إصلاح المنطق:47- 48]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:11 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:11 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {لا أقسم بهذا البلد * وأنت حلٌّ بهذا البلد * ووالدٍ وما ولد * لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ * أيحسب أن لّن يقدر عليه أحدٌ * يقول أهلكت مالًا لّبدًا * أيحسب أن لّم يره أحدٌ * ألم نجعل لّه عينين * ولسانًا وشفتين * وهديناه النّجدين}
قرأ الحسن بن أبي الحسن: (لأقسم). وقرأ الجمهور: {لا أقسم}. واختلفوا؛ فقال الزّجّاج وغيره: {لا} صلةٌ زائدةٌ مؤكّدةٌ، واستأنف قوله تعالى: {أقسم}.
وقال مجاهدٌ: {لا} ردٌّ لكلامٍ متقدّمٍ للكفار، ثمّ استأنف قوله تعالى: {أقسم}.
وقال بعض المتأولين: {لا} نفيٌ للقسم بالبلد، أخبر اللّه تعالى أنه لا يقسم به.
ولا خلاف بين المفسّرين أنّ البلد المذكور هو مكّة). [المحرر الوجيز: 8/ 618]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف في معنى قوله تعالى: {وأنت حلٌّ بهذا البلد}؛ فقال ابن عبّاسٍ وجماعةٌ: معناه: وأنت حلالٌ بهذا البلد، يحلٌّ لك فيه قتل من شئت، وكان هذا يوم فتح مكة، وعلى هذا يترتّب قول من قال: السورة مدنيةٌ نزلت عام الفتح، ويتركّب على هذا التأويل قول من قال: {لا} نافيةٌ، أي: إن هذا البلد لا يقسم اللّه تعالى به، وقد جاء أهله بأعمالٍ توجب إحلال حرمته. ويتّجه أيضًا أن تكون {لا} غير نافيةٍ.
وقال بعض المتأولين: {وأنت حلٌّ بهذا البلد} معناه: ساكنٌ بهذا البلد، وعلى هذا يجيء قول من قال: هي مكّيّةٌ. والمعنى على إيجاب القسم بيّنٌ، وعلى نفيه أيضًا يتّجه على معنى: لا أقسم ببلدٍ أنت ساكنه على أذى هؤلاء القوم وكفرهم.
وذكر الثعلبيّ، عن شرحبيل بن سعدٍ، أنّ معنى {وأنت حلٌّ بهذا البلد}. أي: قد جعلوك حلالًا مستحلّ الأذى والإخراج، والقتل لك لو قدروا.
وإعراب {البلد} عطف بيانٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 618-619]

تفسير قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ووالدٍ وما ولد} قسمٌ مستأنفٌ على قول من قال: {لا} نافيةٌ. ومعطوفٌ على قول من قال: {لا} غير نافيةٍ.
واختلف الناس في معنى قوله سبحانه: {ووالدٍ وما ولد}؛ فقال مجاهدٌ: هو آدم عليه السلام وجميع ولده.
وقال بعض رواة التفسير: هو نوحٌ عليه السلام وجميع ولده. وقال أبو عمران الجونيّ: هو إبراهيم عليه السلام وجميع ولده.
وقال ابن عبّاسٍ ما معناه: إن الوالد والولد هنا على العموم، فهي أسماء جنسٍ، يدخل فيها جميع الحيوان.
وقال ابن عبّاسٍ، وابن جبيرٍ، وعكرمة: {ووالدٍ} معناه: كلّ من ولد وأنسل، وقوله: {وما ولد} لم يبق تحته إلا العاقر الذي ليس بوالدٍ البتّة). [المحرر الوجيز: 8/ 619]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والقسم واقعٌ على قوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}.
واختلف الناس في (الكبد)؛ فقال جمهور الناس: الإنسان: اسم الجنس كلّه، والكبد: المشقّة والمكابدة، أي: يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة. ومن ذلك قول لبيدٍ:
يا عين هلاّ بكيت أربد إذ.......قمنا وقام الخصوم في كبد
وقول ذي الإصبع:
لي ابن عمٍّ لو انّ الناس في كبدٍ.......لظلّ محتجزًا بالنّبل يرميني
وبالمشقّة في أنواع أحوال الناس فسّره الجمهور.
وقال الحسن: لم يخلق اللّه تعالى خلقًا يكابد ما يكابد ابن آدم.
وقال ابن عبّاسٍ، وابن شدّادٍ، وأبو صالحٍ، والضّحّاك، ومجاهدٌ: {في كبدٍ} معناه: منتصب القامة واقفًا.
وقال ابن زيدٍ: {الإنسان} آدم عليه السلام، و{في كبدٍ} معناه: في السماء، سمّاها كبدًا.
وهذان القولان قد ضعّفا، والقول الأول هو الصحيح.
وروي أنّ سبب هذه الآية وما بعدها هو أبو الأشدّين، رجلٌ من قريشٍ شديد القوة، واسمه أسيد بن كلدة الجمحيّ، كان يحسب أنّ أحدًا لا يقدر عليه.
ويقال: بل نزلت في عمرو بن عبد ودٍّ. ذكره النقاش، وهو الذي اقتحم الخندق بالمدينة، وقتله عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه خلف الخندق.
وقال مقاتلٌ: نزلت في الحارث بن عامر بن نوفلٍ، أذنب فاستفتى النبيّ عليه الصلاة والسلام فأمره بالكفّارة، فقال: لقد أهلكت مالًا في الكفّارات والنّفقات منذ تبعت محمّداً . وكان كلّ واحدٍ منهم قد ادّعى أنه أنفق مالًا كثيرًا على إفساد أمر النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أو في الكفّارات، على ما تقدّم، فوقف القرآن على جهة التوبيخ للمذكور، وعلى جهة التوبيخ لاسم الجنس كلّه.
و{يقدر} نصب بـ{لن}، و{أن} مخففةٌ من الثقيلة). [المحرر الوجيز: 8/ 619-620]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ)
: (وكان قول هذا الكافر: {أهلكت مالًا لبدًا}. كذبًا منه، فلذلك قال تعالى: {أيحسب أن لم يره أحدٌ}؟ أي: أنه رئي وأحصي فعله، فما له يكذب.
ومن قال: إنّ المراد اسم الجنس غير معيّنٍ مفردٌ. جعل قوله تعالى: {أيحسب أن لم يره أحدٌ}؟ بمعنى: أيظنّ الإنسان أن ليس عليه حفظةٌ يرون أعماله ويحصونها إلى يوم الجزاء؟!
وقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتّى يسأل عن عمره فيما أفناه، وجسمه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وأين أنفقه؟».
واختلف القرّاء في قوله: {لبدًا}؛ فقرأ جمهور الناس: {لبدًا} ـ بضمّ اللام وفتح الباء ـ وقرأ مجاهدٌ: (لبدًا) ـ بضمّهما ـ وذلك جمع (لبدةٍ)، أو جمع (لبودٍ) بفتح اللام.
وقرأ أبو جعفرٍ يزيد: (لبّدًا) ـ بضمّ اللام وفتح الباء وشدّها ـ فيكون مفردًا، نحو (رمّلٍ) ويكون جمع (لابدٍ).
وقد روي عن أبي جعفرٍ: (لبدًا) بسكون الباء.
والمعنى في هذه القراءات كلّها: مالًا كثيرًا ملتبدًا بعضه فوق بعضٍ من التكاثف والكثرة.
وقرأ الحسن: (لم يره) ـ بسكون الراء ـ لتوالي الحركات). [المحرر الوجيز: 8/ 620-621]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم عدّد تعالى على الإنسان نعمه التي بها تقوم الحجّة، وهو جوارحه). [المحرر الوجيز: 8/ 621]

تفسير قوله تعالى: {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرن تعالى الشفتين باللسان؛ لأنّ نعمة العبارة والكلام لا تصحّ إلا بالجميع، وفي الحديث: «يقول اللّه تعالى: ابن آدم، إن نازعك لسانك إلى ما لا يحلّ لك فقد أعنتك عليه بشفتين فأطبق
» ). [المحرر الوجيز: 8/ 621]

تفسير قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في {النّجدين}؛ فقال ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، والناس: طريق الخير، وطريق الشرّ. أي: عرضنا عليه طريقهما، وليست الهداية هنا بمعنى الإرشاد، وقال ابن عبّاسٍ أيضًا والضّحّاك: النجدان: ثديا الأمّ. وهذا مثالٌ. والنّجد: الطريق المرتفع، وأنشد الأصمعيّ:
كميش الإزار خارجٌ نصف ساقه.......صبورٌ على الأرزاء طلاّع أنجد). [المحرر الوجيز: 8/ 621]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم الله الرّحمن الرّحيم
{لا أقسم بهذا البلد * وأنت حلٌّ بهذا البلد * ووالدٍ وما ولد * لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ * أيحسب أن لّن يقدر عليه أحدٌ * يقول أهلكت مالًا لّبدًا * أيحسب أن لّم يره أحدٌ * ألم نجعل لّه عينين * ولسانًا وشفتين * وهديناه النّجدين}
هذا قسمٌ من الله عزّ وجلّ بمكّة أمّ القرى في حال كون الساكن فيها حلالاً؛ لينبّه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها.
قال خصيفٌ، عن مجاهدٍ: {لا أقسم بهذا البلد}: {لا} ردٌّ عليهم؛ أقسم بهذا البلد.
وقال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {لا أقسم بهذا البلد} يعني: مكّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 402]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأنت حلٌّ بهذا البلد} قال: أنت يا محمد يحلّ لك أن تقاتل به.
وكذا روي عن سعيد بن جبيرٍ، وأبي صالحٍ، وعطيّة، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ، وابن زيدٍ.
وقال مجاهدٌ: «ما أصبت فيه فهو حلالٌ لك».
وقال قتادة: {وأنت حلٌّ بهذا البلد} قال: «أنت به من غير حرجٍ، ولا إثمٍ
».
وقال الحسن البصريّ: أحلّها الله له ساعةً من نهارٍ. وهذا المعنى الذي قالوه قد ورد به الحديث المتّفق على صحّته: «إنّ هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السّماوات والأرض، فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شجره، ولا يختلى خلاه، وإنّما أحلّت لي ساعةً من نهارٍ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب».
وفي لفظٍ: «فإن أحدٌ ترخّص بقتال رسول الله فقولوا: إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 402]

تفسير قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووالدٍ وما ولد} قال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن عطيّة، عن شريكٍ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ووالدٍ وما ولد}:
«الوالد: الذي يلد، وما ولد: العاقر الذي لا يولد له».
ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث شريكٍ - وهو ابن عبد الله القاضي- به، وقال عكرمة: الوالد: العاقر، وما ولد: الذي يلد. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال مجاهدٌ، وأبو صالحٍ، وقتادة، والضحّاك، وسفيان الثّوريّ، وسعيد بن جبيرٍ، والسّدّيّ، والحسن البصريّ، وخصيفٌ، وشرحبيل بن سعدٍ وغيرهم: يعني بالوالد آدم، وما ولد ولده.
وهذا الذي ذهب إليه مجاهدٌ وأصحابه حسنٌ قويٌّ؛ لأنه تعالى لمّا أقسم بأمّ القرى، وهي المساكن، أقسم بعده بالساكن، وهو آدم أبو البشر وولده.
وقال أبو عمران الجونيّ: هو إبراهيم وذرّيته. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ، واختار ابن جريرٍ أنه عامٌّ في كلّ والدٍ وولده. وهو محتملٌ أيضاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 402-403]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ} روي عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٍ، وإبراهيم النّخعيّ، وخيثمة، والضّحّاك، وغيرهم: يعني: منتصباً. زاد ابن عبّاسٍ في روايةٍ عنه: منتصباً في بطن أمّه.
والكبد: الاستواء والاستقامة، ومعنى هذا القول: لقد خلقنا الإنسان سويًّا مستقيماً، كقوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم * الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}، وكقوله: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ}.
وقال ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ: {في كبدٍ} قال:
«في شدّة خلقٍ، ألم تر إليه...» وذكر مولده ونبات أسنانه.
وقال مجاهدٌ: {في كبدٍ}:
«نطفةً، ثمّ علقةً، ثمّ مضغةً، يتكبّد في الخلق».
قال مجاهدٌ: وهو كقوله: {حملته أمّه كرهاً ووضعته كرهاً}. وأرضعته كرهاً، ومعيشته كرهٌ، فهو يكابد ذلك.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}:
«في شدّةٍ وطلب معيشةٍ».
وقال عكرمة:
«في شدّةٍ وطولٍ».
وقال قتادة:
«في مشقّةٍ».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن عصامٍ، حدّثنا أبو عاصمٍ، أخبرنا عبد الحميد بن جعفرٍ، سمعت محمد بن عليٍّ أبا جعفرٍ الباقر سأل رجلاً من الأنصار عن قول الله: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ} قال:
«في قيامه واعتداله»، فلم ينكر عليه أبو جعفرٍ.
وروى من طريق أبي مودودٍ: سمعت الحسن قرأ هذه الآية: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ} قال: يكابد أمراً من أمر الدنيا، وأمراً من أمر الآخرة. وفي روايةٍ: يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.
وقال ابن زيدٍ: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ} قال:
«آدم خلق في السماء، فسمّي ذلك الكبد».
واختار ابن جريرٍ أن المراد بذلك مكابدة الأمور ومشاقّها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 403-404]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} قال الحسن البصريّ: يعني: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} يأخذ ماله.
وقال قتادة: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} قال:
«ابن آدم يظنّ أن لن يسأل عن هذا المال؛ من أين اكتسبه؟ وأين أنفقه؟».
وقال السّدّيّ: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ} قال:
«الله عزّ وجلّ»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 404]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يقول أهلكت مالاً لبداً} أي: يقول ابن آدم: أنفقت مالاً لبداً، أي: كثيراً. قاله مجاهدٌ، والحسن، وقتادة، والسّدّيّ وغيرهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 404]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أيحسب أن لم يره أحدٌ} قال مجاهدٌ:
«أيحسب أن لم يره الله عزّ وجلّ»، وكذا قال غيره من السلف). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 404]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {ألم نجعل له عينين} أي: يبصر بهما). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 404]

تفسير قوله تعالى: {وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولساناً} أي: ينطق به فيعبّر عمّا في ضميره، {وشفتين} يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام، وجمالاً لوجهه وفمه.
وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الرّبيع الدّمشقيّ، عن مكحولٍ، قال: قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: «يقول الله تعالى: يا بن آدم، قد أنعمت عليك نعماً عظاماً لا تحصي عددها، ولا تطيق شكرها، وإنّ ممّا أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاءً، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، وإن رأيت ما حرّمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما. وجعلت لك لساناً، وجعلت له غلافاً، فانطق بما أمرتك وأحللت لك، فإن عرض عليك ما حرّمت عليك فأغلق عليك لسانك.
وجعلت لك فرجاً وجعلت لك ستراً، فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض عليك ما حرّمت عليك فأرخ عليك سترك. يا بن آدم، إنّك لا تحمل سخطي، ولا تطيق انتقامي»
). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 404]

تفسير قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وهديناه النّجدين} الطريقين. قال سفيان الثّوريّ: عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد الله - هو ابن مسعودٍ-: {وهديناه النّجدين} قال:
«الخير والشرّ». وكذا روي عن عليٍّ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، وأبي وائلٍ، وأبي صالحٍ، ومحمد بن كعبٍ، والضّحّاك، وعطاءٍ الخراسانيّ في آخرين.
وقال عبد الله بن وهبٍ: أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن سنان بن سعدٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «هما نجدان، فما جعل نجد الشّرّ أحبّ إليكم من نجد الخير؟».
تفرّد به سنان بن سعدٍ، ويقال: سعد بن سنانٍ، وقد وثّقه ابن معينٍ، وقال الإمام أحمد والنّسائيّ والجوزجانيّ: منكر الحديث.
وقال أحمد: تركت حديثه لاضطرابه، وروى خمسة عشر حديثاً منكرةً كلّها، ما أعرف منها حديثاً واحداً، يشبه حديثه حديث الحسن - يعني: البصريّ - لا يشبه حديث أنسٍ.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، قال: سمعت الحسن يقول: {وهديناه النّجدين} قال: ذكر لنا أنّ نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول: «يا أيّها النّاس إنّهما النّجدان؛ نجد الخير، ونجد الشّرّ، فما جعل نجد الشّرّ أحبّ إليكم من نجد الخير؟».
وكذا رواه حبيب بن الشّهيد، ويونس بن عبيدٍ، وأبو وهبٍ، عن الحسن مرسلاً، وهكذا أرسله قتادة. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن عصامٍ الأنصاريّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا عيسى بن عقالٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وهديناه النّجدين} قال:
«الثّديين».
وروي عن الرّبيع بن خثيمٍ، وقتادة، وأبي حازمٍ مثل ذلك، ورواه ابن جريرٍ، عن أبي كريبٍ، عن وكيعٍ، عن عيسى بن عقالٍ به، ثمّ قال: والصواب القول الأوّل.
ونظير هذه الآية قوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً * إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 404-405]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة