قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو نعيم في الدلائل والسلفي في الطيوريات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم أهل حضرموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو وليعة حمزة ومحرش ومشرح وأبصعة وأختهم العمردة وفيهم الأشعث بن قيس وهو أصغرهم فقالوا: أبيت اللعن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لست ملكا أنا محمد بن عبد الله))، قالوا: نسميك باسمك قال: ((لكن الله سماني وأنا أبو القاسم)) قالوا: يا أبا القاسم إنا قد خبأنا لك خبيئا فما هو ذا كانوا خبؤا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرادة في حمية سمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله، إنما يفعل هذا بالكاهن وإن الكاهن والكهانة والتكهن في النار)) فقالوا: يا رسول الله كيف نعلم أنك رسول الله؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فقال: ((هذا يشهد أني رسول الله))، فسبح الحصى في يده قالوا: نشهد أنك رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله بعثني بالحق وأنزل علي كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أثقل في الميزان من الجبل العظيم وفي الليلة الظلماء مثل نور الشهاب))، قالوا: فأسمعنا منه فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {والصافات صفا} حتى بلغ {ورب المشارق} ثم سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن روعه فما يتحرك منه شيء ودموعه تجري على لحيته فقالوا: أنا نراك تبكي أفمن مخافة من أرسلك تبكي قال: ((إن خشيتي منه أبكتني بعثني على صراط مستقيم في مثل حد السيف إن زغت عنه هلكت))، ثم تلا (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) [الإسراء 86] إلى آخر الآية). [الدر المنثور:384-12/382]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو نعيمٍ في الدّلائل، والسّلفيّ في الطّيوريّات، عن ابن عبّاسٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا سأله ملوك حضرموت عند قدومهم عليه أن يقرأ عليهم شيئًا ممّا أنزل الله قرأ: {والصّافّات صفًّا} حتى بلغ {بربّ المشارق والمغارب}. الحديث). [فتح القدير:4/508]