العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة آل عمران

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 08:49 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة آل عمران[من الآية (69) إلى الآية (71) ]

تفسير سورة آل عمران
[من الآية (69) إلى الآية (71) ]

{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:05 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ودّت طائفةٌ من أهل الكتاب لو يضلّونكم وما يضلّون إلاّ أنفسهم وما يشعرون}
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {ودّت}: تمنّت {طائفةٌ} يعني جماعةً {من أهل الكتاب} وهم أهل التّوراة من اليهود، وأهل الإنجيل من النّصارى {لو يضلّونكم} يقول: لو يصدّونكم أيّها المؤمنون عن الإسلام، ويردّونكم عنه إلى ما هم عليه من الكفر، فيهلكونكم بذلك.
والإضلال في هذا الموضع: الإهلاك من قول اللّه عزّ وجلّ: {وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ} [السجدة] يعني: إذا هلكنا. ومنه قول الأخطل في هجاء جريرٍ:
كنت القذى في موجٍ أكدر مزبدٍ = قذف الأتيّ به فضلّ ضلالا
يعني: هلك هلاكًا، وقول نابغة بني ذ بيان:
فآب مضلّوه بعينٍ جليّةٍ = وغودر بالجولان حزمٌ ونائل
يعني مهلكوه.
{وما يضلّون إلاّ أنفسهم}: وما يهلكون بما يفعلونه من محاولتهم صدّكم عن دينكم أحدًا غير أنفسهم، يعني بأنفسهم: أتباعهم وأشياعهم على ملّتهم وأديانهم، وإنّما أهلكوا أنفسهم وأتباعهم بما حاولوا من ذلك لاستيجابهم من اللّه بفعلهم ذلك سخطه، واستحقاقهم به غضبه ولعنته، لكفرهم باللّه، ونقضهم الميثاق الّذي أخذ اللّه عليهم في كتابهم في اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وتصديقه، والإقرار بنبوّته، ثمّ أخبر جلّ ثناؤه عنهم أنّهم يفعلون ما يفعلون، من محاولة صدّ المؤمنين عن الهدى إلى الضّلالة والرّدى على جهلٍ منهم بما اللّه بهم محلٌّ من عقوبته، ومدّخرٌ لهم من أليم عذابه، فقال تعالى ذكره: {وما يشعرون} أنّهم لا يضلّون إلا أنفسهم في بمحاولتهم إضلالكم أيّها المؤمنون.
ومعنى قوله: {وما يشعرون}: وما يدرون ولا يعلمون.
وقد بيّنّا تأويل ذلك بشواهده في غير هذا الموضع فأغنى ذلك عن إعادته). [جامع البيان: 5/489-491]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ودّت طائفةٌ من أهل الكتاب لو يضلّونكم وما يضلّون إلّا أنفسهم وما يشعرون (69) يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون (70)
قوله تعالى: ودّت طائفةٌ من أهل الكتاب لو يضلّونكم وما يضلّون إلا أنفسهم وما يشعرون
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر العدنيّ قال: قال سفيان: كلّ شيءٍ في آل عمران من ذكر أهل الكتاب فهو في النصارى). [تفسير القرآن العظيم: 2/676-677]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: {يا أهل الكتاب} من اليهود والنّصارى، {لم تكفرون} يقول: لم تجحدون {بآيات اللّه} يعني: بما في كتاب اللّه، الّذي أنزله إليكم، على ألسن أنبيائكم من آيه وأدلّته، {وأنتم تشهدون} أنّه حقٌّ من عند ربّكم.
وإنّما هذا من اللّه عزّ وجلّ توبيخٌ لأهل الكتابين على كفرهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وجحودهم نبوّته، وهم يجدونه في كتبهم مع شهادتهم أنّ ما في كتبهم حقٌّ، وأنّه من عند اللّه.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون} يقول: تشهدون أنّ نعت محمّدٍ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في كتابكم، ثمّ تكفرون به وتنكرونه، ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه مكتوبًا عندكم في التّوراة والإنجيل النّبيّ الأمّيّ الّذي يؤمن باللّه وكلماته.
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون} يقول: تشهدون أنّ نعت محمّدٍ في كتابكم، ثمّ تكفرون به ولا تؤمنون به، وأنتم تجدونه عندكم في التّوراة والإنجيل النّبيّ الأمّيّ.
- حدّثني محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون} آيات اللّه: محمّدٌ، وأمّا تشهدون: فيشهدون أنّه الحقّ يجدونه مكتوبًا عندهم.
- حدّثنا القاسم، قال، حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون} أنّ الدّين عند اللّه الإسلام، ليس للّه دينٌ غيره). [جامع البيان: 5/491-492]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يا أهل الكتاب
قد تقدم تفسيره. رقم 64
قوله تعالى: لم تكفرون
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: لم تكفرون قال تجحدون.
قوله تعالى: بآيات الله
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ قوله: يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه أمّا آيات اللّه فمحمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
والوجه الثّاني
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ عن مقاتل بن حيّان قوله: لم تكفرون بآيات اللّه يقول: لم تكفرون بالحجج.
قوله تعالى: وأنتم تشهدون
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد، بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: وأنتم تشهدون أمّا تشهدون فتشهدون أنّه الحقّ يجدونه عندهم مكتوبًا.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ في قوله: لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون يقول: تشهدون أنّ نعت نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في كتابكم، ثمّ تكفرون به ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه عندكم في التّوراة والإنجيل: النّبيّ الأمّيّ. قال أبو محمّدٍ:
وروي عن قتادة نحو ذلك.
- قرأت على محمد ثنا، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان قوله: لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون أنّ القرآن حقٌّ وأنّ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رسول اللّه يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون قال: تعرفون وتجحدون وتعلمون أنّه الحقّ.
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا ابن ثورٍ، عن ابن جريجٍ في قوله: لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون على أنّ الدّين الإسلام ليس للّه دينٌ غيره). [تفسير القرآن العظيم: 2/676-677]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 69 - 74.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سفيان قال: كل شيء في آل عمران من ذكر أهل الكتاب فهو في النصارى
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون} قال: تشهدون أن نعت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في كتابكم ثم تكفرون به وتنكرونه ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل، النّبيّ الأمي.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الربيع، مثله.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي في قوله {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله} قال: محمد {وأنتم تشهدون} قال: تشهدون أنه الحق تجدونه مكتوبا عندكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {لم تكفرون بآيات الله} قال: بالحجج {وأنتم تشهدون} أن القرآن حق وأن محمدا رسول الله تجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن جريج {لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون} على أن الدين عند الله الإسلام ليس لله دين غيره.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله {لم تلبسون الحق بالباطل} يقول: لم تخلطون اليهودية والنصرانية بالإسلام وقد علمتم أن دين الله الذي لا يقبل من أحد غيره الإسلام {وتكتمون الحق} يقول: تكتمون شأن محمد صلى الله عليه وسلم وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة، مثله). [الدر المنثور: 3/622-628]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: يا أهل التّوراة والإنجيل لم تلبسون؟ يقول: لم تخلطون الحقّ بالباطل؟ وكان خلطهم الحقّ بالباطل: إظهارهم بألسنتهم من التّصديق بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وما جاء به من عند اللّه غير الّذي في قلوبهم من اليهوديّة والنّصرانيّة.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال عبد اللّه بن الصّيف، وعديّ بن زيدٍ، والحارث بن عوفٍ بعضهم لبعضٍ: تعالوا نؤمن بما أنزل على محمّدٍ وأصحابه غدوةً، ونكفر به عشيّةً، حتّى نلبس عليهم دينهم، لعلّهم يصنعون كما نصنع، فيرجعوا عن دينهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ فيهم: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل} إلى قوله: {واللّه واسعٌ عليمٌ}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل} يقول: لم تلبسون اليهوديّة والنّصرانيّة بالإسلام، وقد علمتم أنّ دين اللّه الّذي لا يقبل غيره الإسلام ولا يجزي إلا به
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، بمثله إلاّ أنّه قال: الّذي لا يقبل من أحدٍ غيره الإسلام، ولم يقل: ولا يجزي إلا به.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل}: الإسلام باليهوديّة والنّصرانيّة.
وقال آخرون في ذلك.بما:
- حدّثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه عزّ وجلّ: {لم تلبسون الحقّ بالباطل} قال: الحقّ: التّوراة الّتي أنزل اللّه على موسى، والباطل: الّذي كتبوه بأيديهم
قال أبو جعفرٍ: وقد بيّنّا معنى اللّبس فيما مضى بما أغنى عن إعادته). [جامع البيان: 5/492-494]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: ولم تكتمون يا أهل الكتاب الحقّ؟ والحقّ الّذي كتموه ما في كتبهم من نعت محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ومبعثه ونبوّته.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون}: كتموا شأن محمّدٍ، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون} يقول: يكتمون شأن محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر.
- حدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {تكتمون الحقّ}: الإسلام، وأمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنتم تعلمون أنّ محمّدًا رسول اللّه، وأنّ الدّين الإسلام
وأمّا قوله: {وأنتم تعلمون} فإنّه يعني به: وأنتم تعلمون أنّ الّذي تكتمونه من الحقّ حقٌّ، وأنّه من عند اللّه.
وهذا القول من اللّه عزّ وجلّ خبرٌ عن تعمّد أهل الكتاب الكفر به، وكتمانهم ما قد علموا من نبوّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ووجدوه في كتبهم وجاءتهم به أنبياؤهم). [جامع البيان: 5/494-495]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون (71)
قوله تعالى: لم تلبسون الحقّ
- قرأت على محمّد بن المفضّل، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ عن مقاتل بن حيّان لم تلبسون الحقّ بالباطل يقول: لم تخلطون.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ لم تلبسون الحقّ بالباطل يقول لم تلبسون اليهوديّة والنّصرانيّة بالإسلام وقد علمتم أنّ دين اللّه لا يقبل من أحدٍ غير الإسلام. قال أبو محمّدٍ: وروي عن قتادة ومقاتل بن حيّان نحو ذلك.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة عن محمّد بن إسحاق، وقال محمّد بن أبي محمّدٍ: وقال عبد الله ابن الصيف وعدي بن زيدٍ، والحارث بن عوفٍ بعضهم لبعضٍ: تعالوا نؤمن بما أنزل على محمّدٍ وأصحابه غدوةً ونكفر به عشيّةً، حتّى نلبس عليهم دينهم لعلّهم يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم، فأنزل اللّه تعالى فيهم: يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون إلى قوله: قل إنّ الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء والله واسع عليم
قوله تعالى: وتكتمون الحق وأنتم
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط ابن نصرٍ، عن السّدّيّ أمّا قوله: وتكتمون الحقّ محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال أبو محمّدٍ: وروي عن الحسن والرّبيع بن أنسٍ وقتادة ومقاتل بن حيّان نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- أخبرنا عليّ بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا ابن ثورٍ، عن ابن جريجٍ قوله: وتكتمون الحقّ قال الإسلام دين محمّدٍ صلّى اللّه عليه سلم.
قوله تعالى: وأنتم تعلمون
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، أنبأ محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان وأنتم تعلمون تعلمون أنّ الدّين عند اللّه الإسلام وأمر محمّدٍ حقٌّ. قال أبو محمّدٍ: وروي عن الرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/677-678]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن الضيف وعدي بن زيد والحرث بن عوف بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بما أنزل الله على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم، فأنزل الله فيهم {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} إلى قوله {والله واسع عليم} ). [الدر المنثور: 3/622-628]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 02:23 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم}
وكلهم كذا, وإنما من ههنا؛ لبيان الجنس, وقد قيل: إن طائفة بعضهم). [معاني القرآن:1/419-420]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون...}, يقول: تشهدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم بصفاته في كتابكم, فذلك قوله: {تشهدون}). [معاني القرآن: 1/221]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لم تكفرون بآيات الله}: بكتب الله, {وأنتم تشهدون},أي: تعرفون). [مجاز القرآن: 1/96]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ:{يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون}, أي: وأنتم تشهدون أنها آيات اللّه؛ لأنكم كنتم تخبرون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، وأصل{لم تكفرون}، لما تكفرون والمعنى: لأي شيء تكفرون.
وكذلك {م تقولون ما لا تفعلون}, وكذلك {عم يتساءلون}, و{فبم تبشرون}, فإذا وقفت على هذه الحروف, وقفت بالهاء، فقلت: لمه، وبمه؛ لأن الألف حذفت في هذه الأسماء التي للاستفهام خاصة, فجوز ذلك، ولا يجوزذلك في الموصلة؛ لأن الألف فيهن, ليست آخر الأسماء, إنما الألف وسط وحذفها؛ لأن حروف الجر عوض منها، فحذفت استخفافاً؛ لأن الفتحة دالة عليها، ولا يجوز إسكان هذه الحروف.
وزعم الكسائي أن الأصل كان في "كم" كما، قال: وكنت أشتهي أن تكون مفتوحة ؛ لالتقاء السّاكنين في قولهم: " كم المال " - بالكسر -, وهذا غلط من أبي الحسن، ولو كان كما يقول لكان " كم مالك ", كما أنك تقول: (لم فعلت),
, وليس هذا القول مما يعرج عليه). [معاني القرآن:1/427-428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون}, أي: وأنتم تشهدون بأنها حق؛ لأنكم كنتم تبشرون بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث). [معاني القرآن: 1/420]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت:207هـ): (وقوله: {لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ...}, لو أنك قلت في الكلام: لم تقوم وتقعد يا رجل؟ , على الصرف لجاز، فلو نصبت {وتكتموا} كان صواباً). [معاني القرآن: 1/221]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل}, أي: لم تخلطون، يقال: لبست عليّ أمرك).
[مجاز القرآن: 1/96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({تلبسون الحق بالباطل}: تخلطون). [غريب القرآن وتفسيره: 106]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ:{يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون}, أي: لم تغطون الحق بباطلكم, وأنتم تعلمون أنه الحق؛ يقال: لبست عليهم الأمر ألبسه, قال الله تعالى: {وللبسنا عليهم ما يلبسون}, ويقال: لبست الثوب ألبسه، وقال الله عزّ وجلّ: {ويلبسون ثياباً خضراً}.
ولو قيل: {وتكتموا الحق} لجاز، على قولك: لم تجمعون هذا وذاك, ولكن الذي في القرآن أجود في الإعراب). [معاني القرآن: 1/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل}, أي:لم تغطون). [معاني القرآن: 1/420]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({تَلْبِسُونَ}: تخلطون). [العمدة في غريب القرآن: 100]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 08:40 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) }
[لا يوجد]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) }

[لا يوجد]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) }
[لا يوجد]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: ودّت طائفةٌ من أهل الكتاب لو يضلّونكم وما يضلّون إلاّ أنفسهم وما يشعرون (69) يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون (70) يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون (71)
أخبر الله تعالى عن طائفة أنها تود وتشتهي أن تضل المسلمين، أي تتلفهم عن دينهم وتجعلهم في ضلال ثم فسر الطائفة بقوله: من أهل الكتاب فتحتمل من أن تكون للتبعيض، وتكون الطائفة الرؤساء والأحبار الذين يسكن الناس إلى قولهم، ويحتمل أن تكون لبيان الجنس وتكون الطائفة جميع أهل الكتاب، وقال الطبري: يضلّونكم معناه يهلكونكم، واستشهد ببيت جرير.
كنت القذى في موج أخضر مزبد = قذف الأتيّ به فضلّ ضلالا
وقول النابغة: [الطويل]
فآب مضلّوه بعين جليّة ... البيت
وهذا تفسير غير خاص باللفظة وإنما اطرد له هذا الضلال في الآية وفي البيتين اقترن به هلاك، وأما أن تفسر لفظة الضلال بالهلاك فغير قويم، قوله تعالى: وما يضلّون إلّا أنفسهم إعلام بأن سوء فعلهم عائد عليهم، وأنهم ببعدهم عن الإسلام هم الضالون، ثم أعلم أنهم لا يشعرون أنهم لا يصلون إلى إضلالكم). [المحرر الوجيز: 2/250-251]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقفهم تعالى موبخا لهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، والمعنى: قل لهم يا محمد، لأي سبب تكفرون بآيات الله التي هي آية القرآن؟ وأنتم تشهدون أن أمره وصفة محمد الذي هو الآتي به في كتابكم، قال هذا المعنى قتادة وابن جريج والسدي، وتحتمل الآية أن يريد «بالآيات» ما ظهر على يدي محمد عليه السلام من تعجيز العرب والإعلام بالغيوب وتكلم الجماعات وغير ذلك وتشهدون على هذا يكون بمعنى تحضرون وتعاينون، والتأويل الأول أقوى لأنه روي أن أهل الكتاب كانوا قبل ظهور محمد صلى الله عليه وسلم يخبرون بصفة النبي الخارج وحاله، فلما ظهر كفروا به حسدا، فإخبارهم المتقدم لظهوره هو الشهادة التي وقفوا عليها، قال مكي: وقيل إن هذه الآيات عني بها قريظة والنضير وبنو قينقاع ونصارى نجران). [المحرر الوجيز: 2/251]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: لم تلبسون الحقّ معناه تخلطون، تقول لبست الأمر بفتح الباء بمعنى خلطته، ومنه قوله تعالى: وللبسنا عليهم ما يلبسون [الأنعام: 9] وتقول: لبست الثوب بكسر الباء، قال ابن زيد:
الحقّ الذي لبسوه هو التوراة المنزلة، و «الباطل» الذي لبسوه به هو ما كتبوه بأيديهم ونسبوه إلى التوراة، وقال ابن عباس: الحقّ إسلامهم بكرة، و «الباطل» كفرهم عشية، والآية نزلت في قول عبد الله بن الصيف وعدي بن زيد والحارث بن عوف. تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وجه النهار، ونكفر آخره، عسى أن نلبس على المسلمين أمرهم، وقال قتادة وابن جريج: لم تلبسون الحقّ بالباطل معناه لم تخلطون اليهودية والنصرانية بالإسلام، وقد علمتم أن دين الله الذي لا يقبل غيره الإسلام.
قال الفقيه الإمام أبو محمد: فكأن هذا المعنى لم تبقون على هذه الأديان وتوجدونها؟ فيكون في ذلك لبس على الناس أجمعين، وقال بعض المفسرين: الحقّ الذي لبسوه قولهم: محمد نبي مرسل، و «الباطل» الذي لبسوه به قول أحبارهم: لكن ليس إلينا بل ملة موسى مؤبدة، وقوله تعالى: وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون يريد شأن محمد صلى الله عليه وسلم، كذلك قال الربيع وابن جريج وقتادة وغيرهم، وفي قوله: وأنتم تعلمون توقيف على العناد ظاهر، قال أبو إسحاق الزجّاج: ولو قيل وتكتموا الحق لجاز على قولك، لم تجمعون ذا وذا، على أن تكتموا في موضع نصب على الصرف في قول الكافرين، وبإضمار «أن»، في قول أصحابنا، قال أبو علي: الصرف هاهنا يقبح، وكذلك إضمار «أن»، لأن تكتمون، معطوف على موجب، فليست الآية بمنزلة قولهم: أتأكل السمك وتشرب اللبن، وبمنزلة قولك أتقوم فأقوم والعطف على الموجب مقرر وليس بمستقيم عنه، وإنما استفهم عن السبب في اللبس، واللبس موجب، والعطف على الموجب المقرر قبيح متى نصب إلا في ضرورة شعر كما روي: [الرجز]
... ... ... ... = وألحق بالحجاز فاستريحا
وقد قال سيبويه في قولك: أسرت حتى تدخل المدينة؟ لا يجوز إلا النصب في تدخل، لأن السير مستفهم عنه غير موجب، وإذا قلت: أيهم سار حتى يدخلها؟ رفعت، لأن السير موجب والاستفهام إنما وقع عن غيره). [المحرر الوجيز: 2/251-252]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 جمادى الآخرة 1435هـ/12-04-2014م, 10:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ودّت طائفةٌ من أهل الكتاب لو يضلّونكم وما يضلّون إلا أنفسهم وما يشعرون (69) يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون (70) يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون (71) وقالت طائفةٌ من أهل الكتاب آمنوا بالّذي أنزل على الّذين آمنوا وجه النّهار واكفروا آخره لعلّهم يرجعون (72) ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إنّ الهدى هدى اللّه أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم أو يحاجّوكم عند ربّكم قل إنّ الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ (73) يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم (74)}
يخبر تعالى عن حسد اليهود للمؤمنين وبغيهم إيّاهم الإضلال، وأخبر أنّ وبال ذلك إنّما يعود على أنفسهم، وهم لا يشعرون أنّهم ممكورٌ بهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/59]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى منكرًا عليهم: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون} أي: تعلمون صدقها وتتحقّقون حقّها). [تفسير القرآن العظيم: 2/59]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون} أي: تكتمون ما في كتبكم من صفة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وأنتم تعرفون ذلك وتتحقّقونه). [تفسير القرآن العظيم: 2/59]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة