تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنّه بما تعملون بصيرٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فاستقم أنت يا محمّد على أمر ربّك والدّين الّذي ابتعثك به والدّعاء إليه، كما أمرك ربّك. {ومن تاب معك} يقول: ومن رجع معك إلى طاعة اللّه، والعمل بما أمره به ربّه من بعد كفره.
{ولا تطغوا} يقول: ولا تعدوا أمره إلى ما نهاكم عنه. {إنّه بما تعملون بصيرٌ} يقول: إنّ ربّكم أيّها النّاس بما تعملون من الأعمال كلّها طاعتها ومعصيتها بصيرٌ ذوعلمٍ بها، لا يخفى عليه منها شيءٌ، وهو لجميعها مبصرٌ يقول تعالى ذكره: فاتّقوا اللّه أيّها النّاس أن يطلع عليكم ربّكم وأنتم عاملون بخلاف أمره، فإنّه ذو علمٍ بما تعملون، وهو لكم بالمرصاد.
وكان ابن عيينة يقول في معنى قوله: {فاستقم كما أمرت} ما:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الزّبير، عن سفيان، في قوله: {فاستقم كما أمرت} قال: استقم على القرآن.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا تطغوا} قال: الطّغيان: خلاف اللّه وركوب معصيته ذلك الطّغيان).
[جامع البيان: 12/598-599]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: {ولا تطغوا} قال أمر محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ يستقيم على أمر اللّه).
[تفسير القرآن العظيم: 6/2089]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا قال: الطّغيان خلافٌ وركوب معصيةٍ ذلك الطّغيان).
[تفسير القرآن العظيم: 6/2089]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 112 - 113.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فاستقم كما أمرت} الآية، قال: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستقيم على أمره ولا يطغى في نعمته).
[الدر المنثور: 8/146-147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن سفيان رضي الله عنه في قوله {فاستقم كما أمرت} قال: استقم على القرآن).
[الدر المنثور: 8/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك} قال: شمروا شمروا فما رؤي ضاحكا).
[الدر المنثور: 8/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {ومن تاب معك} قال: آمن).
[الدر المنثور: 8/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن العلاء بن عبد الله بن بدر رضي الله عنه في قوله {ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} قال: لم يرد به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إنما على الذين يجيئون من بعدهم).
[الدر المنثور: 8/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {ولا تطغوا} يقول: لا تظلموا).
[الدر المنثور: 8/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال: الطغيان خلاف أمره وركوب معصيته).
[الدر المنثور: 8/147]
تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تركنوا} [هود: 113] : «تميلوا»).
[صحيح البخاري: 6/74] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تركنوا تميلوا قال أبو عبيدة في قوله تعالى ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا لا تعدلوا إليهم ولا تميلوا يقال ركنت إلى قولك أي أردته وقبلته وروى عبد بن حميدٍ من طريق الرّبيع بن أنس لا تركنوا إلى الّذين ظلموا لا ترضوا أعمالهم).
[فتح الباري: 8/354]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تركنوا تميلوا
أشار به إلى قوله عز وجل: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا} معناه: ولا تميلوا، وعن ابن عبّاس: لا تركنوا إلى الّذين ظلموا في المحبّة ولين الكلام والعودة، وعن مجاهد: لا تدهنوا الظلمة، وعن ابن العالية: لا ترضوا بأعمالهم، وكذا رواه عبد بن حميد من طريق الرّبيع بن أنس).
[عمدة القاري: 18/296]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: ({ولا} {تركنوا}) {إلى الذين ظلموا} [هود: 113] أي لا (تميلوا) إليهم أدنى ميل فإن الركون هو الميل اليسير كالتزيي بزيهم وتعظيم ذكرهم أو لا ترضوا أعمالهم. روى عبد بن حميد من طريق الربيع بن أنس: لا تركنوا إلى الذين ظلموا لا ترضوا أعمالهم فمن استعان بظالم فكأنه قد رضي بفعله وإذا كان في الركون إلى من وجد منه ما يسمى ظلمًا هذا الوعيد الشديد فما ظنك بالركون إلى الموسومين بالظلم ثم بالميل إليهم كل الميل ثم بالظلم نفسه والانهماك فيه أعاذنا الله من كل مكروه بمنّه وكرمه).
[إرشاد الساري: 7/172]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار وما لكم من دون اللّه من أولياء ثمّ لا تنصرون}.
يقول تعالى ذكره: ولا تميلوا أيّها النّاس إلى قول هؤلاء الّذين كفروا باللّه، فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم، فتمسّكم النّار بفعلكم ذلك، وما لكم من دون اللّه من ناصرٍ ينصركم ووليٍّ يليكم. {ثمّ لا تنصرون} يقول: فإنّكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم اللّه، بل يخلّيكم من نصرته ويسلّط عليكم عدوّكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا} يقول: ولا تذهبوا.
- وحدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: قوله: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا} يعني: الرّكون إلى الشّرك.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا} يقول: لا ترضوا أعمالهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، عن أبي العالية: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا} يقول: لا ترضوا أعمالهم، يقول: الرّكون الرّضا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، في قوله: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا} قال: لا ترضوا أعمالهم {فتمسّكم النّار}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا} قال: قال ابن عبّاسٍ: ولا تميلوا إلى الّذين ظلموا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار} يقول: لا تلحقوا بالشّرك، وهو الّذي خرجتم منه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار} قال: الرّكون: الإدهان. وقرأ: {ودّوا لو تدهن فيدهنون} قال: تركن إليهم، ولا تنكر عليهم الّذي قالوا: وقد قالوا العظيم من كفرهم باللّه وكتابه ورسله. قال: وإنّما هذا لأهل الكفر وأهل الشّرك، وليس لأهل الإسلام، أما أهل الذّنوب من أهل الإسلام فاللّه أعلم بذنوبهم وأعمالهم، ما ينبغي لأحدٍ أن يصالح على شيءٍ من معاصي اللّه، ولا يركن إليه فيها).
[جامع البيان: 12/599-601]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: ولا تركنوا يقول: لا تدهنوا.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ (ح) وحدّثني أبي سهل بن عثمان وعبد اللّه بن عمران قالا: ثنا يحيى بن يمانٍ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قوله: ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا قال: ترضوا أعمالهم.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن أبي عمر العدنيّ قال: سئل سفيان، عن قوله: ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا قال: لا تدنوا منهم ثمّ قرأ: لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلا.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن أبي الخوازيّ حدّثني أخي محمّدٌ قال: سألت فضيل بن عياضٍ، عن قول اللّه: ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا قال: ممّن كانوا وحيث كانوا، ومن كانوا، وفي أي زمانٍ كانوا.
قوله تعالى: فتمسّكم النّار
- أخبرنا محمّد بن سعيدٍ فيما كتب إليّ، ثنا أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار يعني الرّكون إلى الشّرك.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قوله: ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار أي لا تلحقوا بالشّرك وهو الذّنب الّذي تابوا منه.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ويقول لا تلحقوا بالشّرك وهو الّذي خرجتم منه وليست واللّه كما تأوّلها أهل الشّبهات والبدع والفراية على اللّه وعلى كتابه.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا قال: لا تركنوا إلى المشركين فتمسّكم النّار قال: الإركان: الإدهان وقرأ تدهن فيدهنون قال: تركن إليهم ولا تنكر عليهم الّذي قالوا، والرّكون أن يقوله بما قال الإدهان.
قوله تعالى: وما لكم من دون اللّه من أولياء ثم لا تنصرون
الآية بياضٌ).
[تفسير القرآن العظيم: 6/2089-2091]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} قال: يعني الركون إلى الشرك).
[الدر المنثور: 8/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تركنوا} قال: لا تميلوا).
[الدر المنثور: 8/148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا تركنوا} قال: لا تذهبوا).
[الدر المنثور: 8/148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في قوله {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} أن تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم).
[الدر المنثور: 8/148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية في قوله {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} قال: لا ترضوا أعمالهم).
[الدر المنثور: 8/148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال: خصلتان إذا صلحتا للعبد صلح ما سواهما من أمره الطغيان في النعمة والركون إلى الظلم ثم تلا هذه الآية {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}).
[الدر المنثور: 8/148]
تفسير قوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا أفلح بن سعيد، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن، ما اجتنبت الكبائر».
قال محمد بن كعب: فهذا في القرآن: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلًا كريمًا} [سورة النساء: 31].
ثم قال محمد: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل} [سورة هود: 114] فطرفي النهار: الفجر، والظهر، والعصر، {وزلفًا من الليل}: المغرب والعشاء، {إن الحسنات يذهبن السيئات}: فهؤلاء الحسنات يذهبن السيئات هن الصلوات الخمس). [الزهد لابن المبارك: 2/535]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم، عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس وغربت» ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 535-536]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا يحيى بن عبيد الله، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات كفارات للخطايا، يقولها ثلاث مرات، واقرؤوا إن شئتم: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 536]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني الليث بن [سعد ....... ] أن رجلا جلس إلى سعيد بن المسيب و [ ....... ] {الصالحات}، فقال له سعيد: ولا تدري ما [الـ ....... الصلوات] الخمس، قال سعيد: لا، ولكنها الله أكبر، و [ .............. ] لا حول ولا قوة إلا بالله، فأما الصلوات فهن [ ............. ] {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، [ .......).
[الجامع في علوم القرآن: 2/13-14]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني عبد الرحمن بن أبي الموال عن [محمد] بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، قال: فهي الصلوات الخمس).
[الجامع في علوم القرآن: 2/106]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني بكر بن مضر عن الحارث بن يعقوب عن عباس بن جليد الحجري [ ........ .. ] قال: من صلى الصلوات الخمس في المسجد خرج من ذنوبه كهيئة [ ........ .. ] زامة (؟)، أما إني لا أقول لكم إلا شيئا في القرآن، يقول الله: {أقم [الصلاة طرفي النهار]}، الصبح والظهر والعصر، {وزلفا من الليل}، المغرب والعشاء [{إن الحسنات يذهبن] السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}).
[الجامع في علوم القرآن: 2/111]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد ابن كعب القرظي في قول الله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل}، قال: طرفي النهار صلاة الصبح، والظهر، والعصر، {وزلفا من الليل}، قال: المغرب، والعشاء).
[الجامع في علوم القرآن: 2/117]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني الليث بن سعدٍ أنّ الحسن قال في قول اللّه: {أقم الصلاة لدلوك الشمس}، قال: دلوك الشّمس إذا زالت عن بطن السماء، وكان لها فيءٌ في الأرض، {وطرفي النهار}، العصر والصبح، {وزلفاً من الليل}، المغرب والعشاء.
قال: وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هما زلفتا اللّيل).
[الجامع في علوم القرآن: 2/119-120] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود في قوله تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار قال ضرب رجل على كفل امرأة ثم أتى النبي فسأله وأبا بكر وعمر فكلما سأل رجلا منهم عن كفارة ذلك قال أمغزية هي قال نعم قال لا أدري حتى أنزل الله تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار).
[تفسير عبد الرزاق: 1/313]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود مثله قال معمر عن قتادة هي الصبح والعصر وزلفا من الليل قال هي المغرب والعشاء إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذكرين).
[تفسير عبد الرزاق: 1/314]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار قال صلاة الفجر وصلاة العصر وزلفا من الليل قال المغرب والعشاء إن الحسنات قال الصلوات يذهبن السيئات).
[تفسير عبد الرزاق: 1/314]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس والباقيات الصالحات الصلوات الخمس).
[تفسير عبد الرزاق: 1/314]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل بن يونس عن سماك بن حرب أنه سمع إبراهيم ابن يزيد يحدث عن علقمة والأسود عن عبد الله بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني أخذت امرأة في البستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت فلم يقل له رسول الله شيئا فذهب الرجل فقال عمر بن الخطاب لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه فأتبعه رسول الله بصره فقال ردوه علي فردوه عليه فقرأ عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إلى ذكرى للذكرين قال فقال معاذ بن جبل أله وحده أم للناس كافة يا نبي الله قال بل للناس كافة).
[تفسير عبد الرزاق: 1/314-315]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن رجلا من أصحاب النبي ذكر امرأة وهو جالس مع النبي فاستأذنه لحاجة فذهب في طلبها فلم يجدها فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي بالمطر فوجد المرأة جالسة على غدير فدفع في صدرها وجلس بين رجليها فصار ذكره مثل الهدبة فقام نادما حتى أتى النبي فأخبره بما صنع فقال له النبي استغفر ربك وصل أربع ركعات ثم تلا عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل الآية).
[تفسير عبد الرزاق: 1/315]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن زيد بن أسلم أن رجلا كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة ويشدد على نفسه ويقنط الناس من رحمة الله تعالى ثم مات فقال أي رب مالي عندك قال النار قال أي رب فأين عبادتي واجتهادي قال فيقول إنك كنت تقنط الناس من رحمتي في الدنيا فأنا أقنطك اليوم من رحمتي).
[تفسير عبد الرزاق: 1/315]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن زيد بن أسلم قال كان الرسول الله في بعض أسفاره فأخذ رجل فرخ طائر فجاء الطائر فألقى بنفسه في حجر الرجل مع فرخه فأحذه الرجل فقال النبي عجبتم لهذا الطائر جاء فألقى نفسه في أيديكم رحمة لولده فوالله لله أرحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه).
[تفسير عبد الرزاق: 1/315-316]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصور عن مجاهد {أقم الصلاة طرفي النهار} قال: الفجر والظهر والعصر [الآية: 114]).
[تفسير الثوري: 135]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصور عن مجاهد في قوله: {وزلفا من الليل} قال: المغرب والعشاء [الآية: 114]).
[تفسير الثوري: 135]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ في قوله: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصلوات الخمس [الآية: 114].
سفيان [الثوري] عن عبد اللّه بن مسلم بن هرمزٍ عن سعيد بن جبيرٍ قال: قال ابن عباس في قوله: {إن الحسنات يذهبن السيئات} قال: هي الصلوات الخمس).
[تفسير الثوري: 135]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (114) : قوله تعالى: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن إبراهيم، عن علقمة، أو الأسود، عن عبد اللّه، قال: جاء رجلٌ إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي وجدت امرأةً في البستان، فأصبت منها كلّ شيءٍ، غير أنّي لم أجامعها، فاصنع بي ما شئت، فسكت عنه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فذهب الرّجل، ثمّ دعاه فقرأ عليه: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين}.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، سمع ابن عبّاسٍ يستحبّ تأخير العشاء ويقرأ: {وزلفًا من الليل}).
[سنن سعيد بن منصور: 5/360-366]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن محمّد بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 244]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله {: وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل، إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} [هود: 114] "
وزلفًا: ساعاتٍ بعد ساعاتٍ، ومنه سمّيت المزدلفة، الزّلف منزلةٌ بعد منزلةٍ، وأمّا {زلفى} [سبأ: 37] : فمصدرٌ من القربى، ازدلفوا: اجتمعوا، {أزلفنا} [الشعراء: 64] : جمعنا "
- حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يزيد هو ابن زريعٍ، حدّثنا سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه: أنّ رجلًا أصاب من امرأةٍ قبلةً، فأتى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار، وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات، ذلك ذكرى للذّاكرين} [هود: 114] قال الرّجل: ألي هذه؟ قال: «لمن عمل بها من أمّتي»).
[صحيح البخاري: 6/75]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إن الحسنات يذهبن السّيّئات الآية)
كذا لأبي ذرٍّ وأكمل غيره الآية واختلف في المراد بطرفي النّهار فقيل الصّبح والمغرب وقيل الصّبح والعصر وعن مالك وبن حبيبٍ الصّبح طرفٌ والظّهر والعصر طرفٌ قوله وزلفًا ساعاتٌ بعد ساعاتٍ ومنه سمّيت المزدلفة الزّلف منزلةٌ بعد منزلةٍ وأمّا زلفى فمصدرٌ من القربى ازدلفوا اجتمعوا أزلفنا جمعنا انتهى قال أبو عبيدة في قوله زلفا من اللّيل ساعاتٌ واحدتها زلفةٌ أي ساعةٌ ومنزلةٌ وقربةٌ ومنها سمّيت المزدلفة قال العجّاج ناجٍ طواه الأين ممّا وجفا طيّ اللّيالي زلفًا فزلفا وقال في قوله تعالى وأزلفت الجنّة للمتّقين أي قرّبت وأدنيت وله عندي زلفى أي قربى وفي قوله وأزلفنا ثمّ الآخرين أي جمعنا ومنه ليلة المزدلفة واختلف في المراد بالزّلف فعن مالكٍ المغرب والعشاء واستنبط منه بعض الحنفيّة وجوب الوتر لأنّ زلفًا جمعٌ أقلّه ثلاثةٌ فيضاف إلى المغرب والعشاء الوتر ولا يخفى ما فيه وفي رواية معمرٍ المقدّم ذكرها قال قتادة طرفي النّهار الصّبح والعصر وزلفًا من اللّيل المغرب والعشاء
[4687] قوله حدّثنا مسدّدٌ حدّثنا يزيد بن زريعٍ عن سليمان التّيميّ كذا وقع فيه وأخرجه الطّبرانيّ عن معاذ بن المثنّى عن مسدّدٍ عن سلّام بن أبي مطيعٍ عن سليمان التّيميّ وكان لمسدّدٍ فيه شيخان قوله عن أبي عثمان هو النّهديّ في روايةٍ للإسماعيليّ وأبي نعيمٍ حدّثنا أبو عثمان قوله إنّ رجلًا أصاب من امرأةٍ قبلةً فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر ذلك له في رواية معتمر بن سليمان التّيميّ عن أبيه عند مسلمٍ والإسماعيليّ فذكر أنّه أصاب من امرأةٍ قبلةً أو مسًّا بيدٍ أو شيئًا كأنّه يسأل عن كفّارة ذلك وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن سليمان التّيميّ بإسناده ضرب رجلٌ على كفل امرأةٍ الحديث وفي رواية مسلمٍ وأصحاب السّنن من طريق سماك بن حربٍ عن إبراهيم النّخعيّ عن علقمة والأسود عن بن مسعودٍ جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال يا رسول اللّه إنّي وجدت امرأةً في بستانٍ ففعلت بها كلّ شيءٍ غير أنّي لم أجامعها قبّلتها ولزمتها فافعل بي ما شئت الحديث وللطّبريّ من طريق الأعمش عن إبراهيم النّخعيّ قال جاء فلانٌ بن معتبٍ الأنصاريّ فقال يا رسول الله دخلت على امرأة ففعلت منها ما ينال الرّجل من أهله إلّا أنّي لم أجامعها الحديث وأخرجه بن أبي خيثمة لكن قال إنّ رجلًا من الأنصار يقال له معتبٌ وقد جاء أنّ اسمه كعب بن عمرٍو وهو أبو اليسر بفتح التّحتانيّة والمهملة الأنصاريّ أخرجه التّرمذيّ والنّسائيّ والبزّار من طريق موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرٍو أنّه أتته امرأةٌ وزوجها قد بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بعثٍ فقالت له بعني تمرًا بدرهمٍ قال فقلت لها وأعجبتني إنّ في البيت تمرًا أطيب من هذا فانطلق بها معه فغمزها وقبّلها ثمّ فرغ فخرج فلقي أبا بكرٍ فأخبره فقال تب ولا تعد ثمّ أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الحديث وفي روايته أنّه صلّى مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم العصر فنزلت وفي رواية بن مردويه من طريق أبي بريدة عن أبيه جاءت امرأةٌ من الأنصار إلى رجلٍ يبيع التّمر بالمدينة وكانت حسناء جميلةً فلمّا نظر إليها أعجبته فذكر نحوه ولم يسمّ الرّجل ولا المرأة ولا زوجها وذكر بعض الشّرّاح في اسم هذا الرّجل نبهان التّمّار وقيل عمرو بن غزّيّة وقيل أبو عمرٍو زيد بن عمرو بن غزّيّة وقيل عامر بن قيسٍ وقيل عبّاد قلت وقصّة نبهان التّمّار ذكرها عبد الغنيّ بن سعيد الثّقفيّ أحد الضّعفاء في تفسيره عن بن عبّاسٍ وأخرجه الثّعلبيّ وغيره من طريق مقاتلٍ عن الضّحّاك عن بن عبّاسٍ أنّ نبهانًا التّمّار أتته امرأةٌ حسناء جميلةً تبتاع منه تمرًا فضرب على عجيزتها ثمّ ندم فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال إيّاك أن تكون امرأة غازٍ في سبيل اللّه فذهب يبكي ويصوم ويقوم فأنزل اللّه تعالى والّذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله الآية فأخبره فحمد اللّه وقال يا رسول اللّه هذه توبتي قبلت فكيف لي بأن يتقبّل شكري فنزلت وأقم الصّلاة طرفي النّهار الآية قلت وهذا إن ثبت حمل على واقعةٍ أخرى لما بين السّياقين من المغايرة وأما قصّة بن غزيّة فأخرجها بن منده من طريق الكلبيّ عن أبي صالحٍ عن بن عبّاسٍ في قوله وأقم الصّلاة طرفي النّهار قال نزلت في عمرو بن غزّيّة وكان يبيع التّمر فأتته امرأةٌ تبتاع تمرًا فأعجبته الحديث والكلبيّ ضعيفٌ فإن ثبت حمل أيضًا علىالتعدد وظنّ الزّمخشريّ أنّ عمرو بن غزّيّة اسم أبي اليسر فجزم به فوهم وأمّا ما أخرجه أحمد وعبد بن حميدٍ وغيرهما من حديث أبي أمامة قال جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال إنّي أصبت حدًّا فأقمه عليّ فسكت عنه ثلاثًا فأقيمت الصّلاة فدعا الرّجل فقال أرأيت حين خرجت من بيتك ألست قد توضّأت فأحسنت الوضوء قال بلى قال ثمّ شهدت الصّلاة معنا قال نعم قال فإنّ اللّه قد غفر لك وتلا هذه الآية فهي قصّةٌ أخرى ظاهر سياقها أنّها متأخّرةٌ عن نزول الآية ولعلّ الرّجل ظنّ أنّ كلّ خطيئةٍ فيها حدٌّ فأطلق على ما فعل حدًّا واللّه أعلم وسيأتي مزيدٌ لهذا في كتاب الحدود إن شاء اللّه تعالى وأمّا قصّة عامر بن قيسٍ فذكرها مقاتل بن سليمان في تفسيره وأمّا قصّة عبّاد فحكاها القرطبيّ ولم يعزها وعبّاد اسم جدّ أبي اليسر فلعلّه نسب ثمّ سقط شيءٌ وأقوى الجميع أنّه أبو اليسر واللّه أعلم قوله فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في رواية عبد الرّزّاق أنّه أتى أبا بكرٍ وعمر أيضًا وقال فيها فكلّ من سأله عن كفّارة ذلك قال أمعزبةٌ هي قال نعم قال لا أدري حتّى أنزل فذكر بقيّة الحديث وهذه الزّيادة وقعت في حديث يوسف بن مهران عن بن عبّاسٍ عند أحمد بمعناه دون قوله لا أدري قوله قال الرّجل ألي هذه أي الآية يعني خاصّةً بي بأنّ صلاتي مذهبةٌ لمعصيتي وظاهر هذا أنّ صاحب القصّة هو السّائل عن ذلك ولأحمد والطّبرانيّ من حديث بن عبّاسٍ قال يا رسول اللّه ألي خاصّةٌ أم للنّاس عامّةٌ فضرب عمر صدره وقال لا ولا نعمة عينٍ بل للنّاس عامّةٌ فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صدق عمر وفي حديث أبي اليسر فقال إنسانٌ يا رسول اللّه له خاصّةٌ وفي رواية إبراهيم النّخعيّ عند مسلمٍ فقال معاذٌ يا رسول اللّه أله وحده أم للنّاس كافّةٌ وللدّارقطنيّ مثله من حديث معاذٍ نفسه ويحمل على تعدّد السّائلين عن ذلك وقوله ألي بفتح الهمزة استفهامًا وقوله هذا مبتدأٌ تقدّم خبره عليه وفائدته التّخصيص قوله قال لمن عمل بها من أمّتي تقدّم في الصّلاة من هذا الوجه بلفظ قال لجميع أمّتي كلّهم وتمسّك بظاهر قوله تعالى إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات المرجئة وقالوا إنّ الحسنات تكفّر كلّ سيّئةٍ كبيرةٍ كانت أو صغيرةٍ وحمل الجمهور هذا المطلق على المقيّد في الحديث الصّحيح إنّ الصّلاة إلى الصّلاة كفّارةٌ لما بينهما ما اجتنبت الكبائر فقال طائفةٌ إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفّارةً لما عدا الكبائر من الذّنوب وإن لم تجتنب الكبائر لم تحطّ الحسنات شيئًا وقال آخرون إن لم تجتنب الكبائر لم تحطّ الحسنات شيئًا منها وتحطّ الصّغائر وقيل المراد أنّ الحسنات تكون سببًا في ترك السّيّئات كقوله تعالى إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لا أنّها تكفّر شيئًا حقيقةً وهذا قول بعض المعتزلة وقال بن عبد البرّ ذهب بعض أهل العصر إلى أنّ الحسنات تكفّر الذّنوب واستدلّ بهذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث الظّاهرة في ذلك قال ويرد الحثّ على التّوبة في أيّ كبيرةٍ فلو كانت الحسنات تكفّر جميع السّيّئات لما احتاج إلى التّوبة واستدلّ بهذا الحديث على عدم وجوب الحدّ في القبلة واللّمس ونحوهما وعلى سقوط التعزيز عمّن أتى شيئًا منها وجاء تائبًا نادمًا واستنبط منه بن المنذر أنّه لا حدّ على من وجد مع امرأة أجنبيّة في ثوب واحد).
[فتح الباري: 8/355-357]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفاً من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذالك ذكري للذّاكرين} (هود: 114)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وأقم الصّلاة} الآية خطاب للرسول عليه السّلام، والمراد من طرفي النّهار الفجر والمغرب، وقيل: الظّهر والعصر، وقيل: الفجر والظّهر، وانتصابهما على الظّرفيّة، والمعنى: أتم ركوعها وسجودها، وخصص الصّلاة بالذكر لأنّها تالية الإيمان وإليها يفزع من النوائب، وسبب نزول الآية ما في حديث الباب على ما يأتي عن قريب. قوله: (وزلفًا من اللّيل) ، عطف على الصّلاة، أي: أقم زلفاً من اللّيل، أي: ساعات من اللّيل وهي السّاعات القريبة من آخر النّهار، من أزلفه إذا قربه، وأزلف إليه، وصلاة الزلف المغرب. والعشاء، قاله مالك، وقرىء: زلفاً، بضمّتين، وزلفًا، بسكون اللّام، وزلفى، بوزن: قربى. قوله: (إن الحسنات) الصّلوات الخمس. وقيل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وقال عطاء: هن الباقيات الصّالحات، والمراد بالسيئات: الصّغائر من الذّنوب. قوله: (ذلك) أي: إن المذكور من الصّلوات، وقيل: القرآن، وقيل: جميع المذكور من الاستقامة والنّهي عن الطغيان وترك الميل إلى الظّالمين، والقيام بالصلوات ومعنى الذكرى التّوبة، وقيل: العظة وخصصها بالذاكرين لأنهم هم المنتفعون.
وزلفاً ساعاتٍ بعد ساعاتٍ ومنه سمّيت المزدلفة الزّلف منزلةٌ بعد منزلةٍ وأمّا زلفى فمصدرٌ من القربى ازدلفوا اجتمعوا أزلفنا جمعنا
فسر قوله: (وزلفًا من اللّيل) بقوله: (ساعات بعد ساعات) وهو جمع زلفة كظلم جمع ظلمة. قوله: (ومنه سميت المزدلفة) أي: من معنى الزلف سميت المزدلفة لمجيء النّاس إليها في ساعات من اللّيل، وقيل: لازدلافهم إليها أي: لاقترابهم إلى الله وحصول المنزلة لهم عنده فيها، وقيل: لاجتماع النّاس بها، وقيل: لأنّها منازل. قوله: (الزلف منزلة بعد منزلة) أشار به إلى أن الزلف يأتي بمعنى المنازل، قال أبو عبيدة: زلف اللّيل ساعات، واحدتها زلفة أي: ساعة ومنزلة وقربة. قوله: (وأما زلفى فمصدر) بمعنى: الزلفة، مثل: القربى فإنّه مصدر بمعنى القربة، قال الله تعالى: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} (ص: 25 و 40) وقال الجوهري: الزلفة والزلفى القربة، والمنزلة. قوله: ازدلفوا (اجتمعوا) شاربه إلى أن الازدلاف يأتي بمعنى الاجتماع، ويأتي أيضا بمعنى التّقدّم، يقال: قوم ازدلفوا إلى الحرب، أي: تقدموا إليها. قوله: (ازلفنا)، جمعنا، يعني: معنى أزلفنا جمعنا، قال الله تعالى: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} (الشّعراء: 64) أي: جمعنا.
- حدّثنا مسدّدٌ حدثنا يزيد هو ابن زريعٍ حدثنا سليمان التّيميّ عن أبي عثمان عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنّ رجلاً أصاب من امرأةٍ قبلةً فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذالك له فأنزلت عليه: {وأقم الصّلاة طرقي النّهار وزلفاً من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذالك ذكرى للذّاكرين} قال الرّجل ألي هذه قال لمن عمل بها من أمّتي. (انظر الحديث 526) .
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وأبو عثمان عبد الرّحمن بن مل النّهديّ، بالنّون وبالدال المهملة. والحديث مضى في الصّلاة في المواقيت في: باب الصّلاة كفّارة، فإنّه أخرجه هناك عن قتيبة عن يزيد بن زريع إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (أن رجلا) اسه كعب بن عمرو ويكنى بأبي اليسر، بفتح الياء آخر الحروف والسّين المهملة. والحديث أخرجه ابن أبي خيثمة، لكن قال: إن رجلا من الأنصار يقال له معتب، وقيل: اسمه بنهان التمار، وقيل: عمرو بن غزيّة، وقيل: عامر بن قيس وقيل: عباد بن عمرو بن داود بن غنم بن كعب الأنصاريّ السّلميّ، وأمه نسيبة بنت الأزهر بن مري بن كعب بن غنم، شهد بدرًا بعد العقبة فهو عقبى بدري، شهد بدرًا وهو ابن عشرين سنة. وهو الّذي أسر العبّاس بن عبد المطلب يوم بدر، وكان رجلا قصيرا دحداحة ذا بطن، والعبّاس رجل طويل ضخم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أعانك عليه ملك كريم، وهو الّذي انتزع راية المشركين. وكانت بيد أبي عزيز بن عمير يوم بدر، وشهد صفّين مع عليّ تعالى رضي الله عنه، يعد في أهل المدينة، وكانت وفاته سنة خمس وخمسين. وحديث نبهان التمار أخرجه الثّعلبيّ وغيره من طريق مقاتل عن الضّحّاك عن ابن عبّاس: أن نبهان التمار أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا، فضرب على عجيزتها ثمّ ندم، فأتى النّبي صلى الله عليه وسلم فقال: إياك أن تكون امرأة غازٍ في سبيل الله، فذهب يبكي ويصوم ويقوم فأنزل الله: {والّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا والله} (آل عمران: 135) فأخبره فحمد الله، وقال: يا رسول الله هذه توبتي قبلت، فكيف لي بأن يتقبّل شكري؟ فنزلت: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} (هود: 114) الآية. قيل: إن ثبت هذا حمل على واقعة أخرى لما بين السياقين من المغايرة. قلت: قال الذّهبيّ في (تجريد الصّحابة) نبهان التمار أبو مقبل له ذكر في رواية مقاتل عن الضّحّاك، ولسنا بيقين، وحديث عمرو بن غزيّة أخرجه ابن منده من طريق الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس، في قوله: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: نزلت في عمرو بن غزيّة، وكان يبيع التّمر فأتته امرأة تبتاع تمرا فأعجبته ... الحديث، قال أبو عمر: عمرو بن غزيّة بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ المازني: شهد العقبة ثمّ شهد بدرًا، وهو والد الحجّاج بن عمرو، واختلف في صحبة الحجّاج. قوله: (ألي هذه؟) يعني: أهذه الآية مختصّة بي بأن صلاتي مذهبة لمعصيتي أو عامّة لكل الأمة؟ والهمزة في: ألي، مفتوحة لأنّها للاستفهام، وقوله: (هذه) مبتدأ أو خبره مقدما. قوله: (ألي؟) وفي رواية أحمد والطّبرانيّ من حديث ابن عبّاس: فقال: يا رسول الله! ألي خاصّة أم للنّاس عامّة؟ فضرب عمر رضي الله عنه، صدره وقال: لا ولا نعمة عين، بل للنّاس عامّة، فقال صلى الله عليه وسلم: صدق عمر، وهذا يوضح أن السّائل في الحديث هو صاحب القصّة فإن قلت: في حديث أبي اليسر، فقال إنسان: يا رسول الله أله وحده أم للنّاس كافّة؟ وفي رواية الدّارقطنيّ مثله من حديث معاذ نفسه، قلت: يحمل ذلك على تعدد السّائلين).
[عمدة القاري: 18/297-298]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} [هود: 114]
وزلفًا ساعاتٍ: بعد ساعاتٍ، ومنه سمّيت المزدلفة. الزّلف منزلةٌ: بعد منزلةٍ، وأمّا زلفى فمصدرٌ من القربى، ازدلفوا: اجتمعوا، أزلفنا: جمعنا
(باب قوله) تعالى: ({وأقم الصلاة}) المفروضة ({طرفي النهار}) ظرف لأقم قال في الدر: ويضعف أن يكون ظرفًا للصلاة كأنه قيل أقم الصلاة الواقعة في هذين الوقتين والطرف وإن لم يكن ظرفًا لكنه لما أضيف إلى الظرف أعرب بإعرابه كقوله: أتيت أول النهار وآخره ونصف الليل بنصب هذه كلها على الظرف لما أضيفت إليه وإن كانت ليست موضوعة للظرفية ({وزلفًا من الليل}) نصب على طرفي فينتصب على الظرف إذ المراد به ساعات الليل القريبة أو على المفعول به نسقًا على الصلاة واختلف في طرفي النهار وزلف الليل فقيل الطرف الأول الصبح والثاني الظهر والعصر والزلف المغرب والعشاء وقيل الطرف الأول الصبح والثاني العصر والزلف المغرب والعشاء وليست الظهر في هذه الآية على هذا القول بل على غيرها وقيل الطرفان الصبح والمغرب وقيل غير ذلك وأحسنها الأول ({إنّ الحسنات يذهبن السيئات}) أي تكفرها ({ذلك ذكرى للذاكرين}) [هود: 114] عظة لمن يتعظ إذا وعظ.
({وزلفًا}): بفتح اللام أي (ساعات بعد ساعات) واحدتها زلفة أي ساعدة ومنزلة (ومنه سميت المزدلفة) أي لمجيء الناس إليها في ساعات من الليل أو لازدلافهم يعني لاقترابهم إلى الله وحصول المنزلة لهم عنده فيها (الزلف منزلة بعد منزلة) فتكون بمعنى المنازل (وأما زلفى فمصدر من القربى) قال الله تعالى: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} [ص: 25] (ازدلفوا) بالدال بعد الزاي أي (اجتمعوا أزلفنا) أي (جمعنا) قال تعالى: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} [الشعراء: 64]. أي جمعنا.
- حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يزيد هو ابن زريعٍ، حدّثنا سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- أنّ رجلاً أصاب من امرأةٍ قبلةً فأتى رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فذكر ذلك له فأنزلت عليه {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} قال الرّجل: ألى هذه؟ قال: «لمن عمل بها من أمّتي».
وبه قال: (حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: (حدّثنا يزيد بن زريع) مصغرًا ولغير أبي ذر هو ابن زريع قال: (حدّثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان) عبد الرحمن النهدي (عن ابن مسعود) عبد الله (رضي الله تعالى عنه أن رجلاً) هو أبو اليسر كعب بن عمرو وقيل نبهان التمار وقيل عمرو بن غزية (أصاب من امرأة) من الأنصار كما عند ابن مردويه (قبلة فأتى رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- فذكر ذلك له).
وعند مسلم وأصحاب السنن من طريق سماك بن حرب عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود عن ابن مسعود: جاء رجل إلى النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها فافعل بي ما شئت.
(فأنزلت عليه) -صلّى اللّه عليه وسلّم- والفاء عاطفة على مقدر أي فذكر له فسكت رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- وصلى الرجل مع النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- كما في حديث أنس فأنزل الله: ({وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} قال الرجل: ألي هذه؟) بفتح الهمزة للاستفهام أي أهذه الآية بأن صلاتي مذهبة لمعصيتي مختصة بي أو عامة للناس كلهم (قال) عليه الصلاة والسلام: (لمن عمل بها من أمتي).
واستنبط ابن المنذر منه أنه لا حدّ على من وجد مع أجنبية في لحاف واحد وفيه عدم الحدّ في القبلة ونحوها وسقوط التعزير عمن أتى شيئًا منها وجاء تائبًا نادمًا.
وهذا الحديث قد سبق في باب الصلاة كفارة من المواقيت من كتاب الصلاة).
[إرشاد الساري: 7/172-173]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (باب {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئآت ذلك ذكرى للذاكرين}
قوله: (وزلفاً من الليل) المراد به ساعات الليل القريبة، واختلف في طرفي النهار، وزلف الليل، فقيل: الطرف الأول الصبح، والثاني الظهر والعصر، والزلف المغرب والعشاء، وقيل غير ذلك.
قوله: (ألي هذه): بفتح الهمزة للاستفهام، أي: هذه الآية مختصة بي، أو عامة للناس كلهم).
[حاشية السندي على البخاري: 3/55]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حربٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، عن عبد الله، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: إنّي عالجت امرأةً في أقصى المدينة وإنّي أصبت منها ما دون أن أمسّها وأنا هذا فاقض فيّ ما شئت، فقال له عمر: لقد سترك اللّه لو سترت على نفسك، فلم يردّ عليه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا، فانطلق الرّجل فأتبعه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم رجلاً، فدعاه فتلا عليه {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} إلى آخر الآية، فقال رجلٌ من القوم: هذا له خاصّةً؟ قال: لا، بل للنّاس كافّةً.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وهكذا روى إسرائيل، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه.
وروى شعبة، عن سماك بن حربٍ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه.
وروى سفيان الثّوريّ، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله، ورواية هؤلاء أصحّ من رواية الثّوريّ.
حدّثنا محمّد بن يحيى النّيسابوريّ، قال: حدّثنا محمّد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، وسماكٌ، عن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه بمعناه.
حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا الفضل بن موسى، عن سفيان، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه بمعناه ولم يذكر فيه الأعمش. وقد روى سليمان التّيميّ، هذا الحديث عن أبي عثمان النّهديّ، عن ابن مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم).
[سنن الترمذي: 5/140-141]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا حسينٌ الجعفيّ، عن زائدة، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن معاذٍ، قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلاً لقي امرأةً وليس بينهما معرفةٌ فليس يأتي الرّجل شيئًا إلى امرأته إلاّ قد أتى هو إليها إلاّ أنّه لم يجامعها؟ قال: فأنزل اللّه {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} فأمره أن يتوضّأ ويصلّي. قال معاذٌ: فقلت: يا رسول الله، أهي له خاصّةً أم للمؤمنين عامّةً؟ قال: بل للمؤمنين عامّةً.
هذا حديثٌ ليس إسناده بمتّصلٍ عبد الرّحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذٍ، ومعاذ بن جبلٍ مات في خلافة عمر، وقتل عمر وعبد الرّحمن بن أبي ليلى غلامٌ صغيرٌ ابن ستّ سنين، وقد روى عن عمر.
وروى شعبة، هذا الحديث عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مرسلاً).
[سنن الترمذي: 5/142]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن ابن مسعودٍ، أنّ رجلاً أصاب من امرأةٍ قبلة حرامٍ فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله عن كفّارتها، فنزلت {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} فقال الرّجل: ألي هذه يا رسول الله؟ فقال: لك ولمن عمل بها من أمّتي.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ).
[سنن الترمذي: 5/142]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا قيس بن الرّبيع، عن عثمان بن عبد الله بن موهبٍ، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر، قال: أتتني امرأةٌ تبتاع تمرًا، فقلت: إنّ في البيت تمرًا أطيب منه، فدخلت معي في البيت، فأهويت إليها فتقبّلتها، فأتيت أبا بكرٍ فذكرت ذلك له قال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدًا، فلم أصبر فأتيت عمر فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدًا، فلم أصبر، فأتيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فذكرت ذلك له، فقال: أخلفت غازيًا في سبيل الله في أهله بمثل هذا حتّى تمنّى أنّه لم يكن أسلم إلاّ تلك السّاعة حتّى ظنّ أنّه من أهل النّار. قال: وأطرق رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم طويلاً حتّى أوحى اللّه إليه {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل}، إلى قوله: {ذكرى للذّاكرين}. قال أبو اليسر: فأتيته فقرأها عليّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فقال أصحابه: يا رسول الله، ألهذا خاصّةً أم للنّاس عامّةً؟ قال: بل للنّاس عامّةً.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وقيس بن الرّبيع ضعّفه وكيعٌ وغيره.
وأبو اليسر هو: كعب بن عمرٍو.
وروى شريكٌ، عن عثمان بن عبد الله، هذا الحديث مثل رواية قيس بن الرّبيع.
وفي الباب عن أبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالكٍ).
[سنن الترمذي: 5/143]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل} قال: ساعةً بعد ساعةٍ: يعني صلاة العشاء الآخرة). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 49]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سليمان التّيميّ، وأخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، عن يزيد وهو ابن زريعٍ، وبشرٍ، قالا: حدّثنا سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن ابن مسعودٍ: أنّ رجلًا أصاب من امرأةٍ قبلةً، فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسأله عن كفّارتها، فأنزل الله عزّ وجلّ {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} [هود: 114]، قال: يا رسول الله، ألي هذه؟ قال: «بل هي لمن عمل بها من أمّتي»
- أخبرنا محمّد بن حاتم بن نعيمٍ، أخبرنا سويدٌ، أخبرنا عبد الله، عن شريكٍ، حدّثنا عثمان بن موهبٍ، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر بن عمرٍو، قال: أتته امرأةٌ وزوجها قد بعثه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بعثٍ فقالت له: بعني بدرهمٍ تمرًا، قال: فقلت لها وأعجبتني: إنّ في البيت تمرًا أطيب من هذا، فانطلق بها فغمزها وقبّلها، ففزع ثمّ خرج فلقي أبا بكرٍ فقال له: هلكت، قال: ما شأنك؟ فقصّ عليه أمره وقال له: هل لي من توبةٍ؟ قال: نعم، تب ولا تعد، ولا تخبرنّ أحدًا، ثمّ انطلق حتّى أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقصّ عليه فقال: «خلّفت رجلًا من المسلمين غازيًا في سبيل الله بهذا؟» وظننت أنّي من أهل النّار، وأنّ الله لا يغفر لي أبدًا، وأطرق عنّي نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى نزلت عليه {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} [هود: 114] فأرسل إليّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فقرأهنّ عليّ).
[السنن الكبرى للنسائي: 10/130-131]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وأقم الصّلاة يا محمّد، يعني صلّ طرفي النّهار، يعني الغداة والعشيّ.
واختلف أهل التّأويل في الّتي عنيت بهذه الآية من صلوات العشيّ بعد إجماع جميعهم على أنّ الّتي عنيت من صلاة الغد: الفجر، فقال بعضهم: عنيت بذلك صلاة الظّهر والعصر، قالوا: وهما من صلاة العشيّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: الفجر، وصلاتي العشيّ، يعني الظّهر والعصر.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: صلاة الفجر، وصلاة العشيّ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أفلح بن سعيدٍ، قال: سمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ، يقول: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: فطرفا النّهار: الفجر والظّهر والعصر.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: الفجر والظّهر والعصر.
حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مغراء، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: الفجر والظّهر والعصر.
وقال آخرون: بل عنى بها صلاة المغرب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} يقول: صلاة الغداة وصلاة المغرب.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن عوفٍ، عن الحسن، {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال. صلاة الغداة والمغرب.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} الصّبح، والمغرب.
وقال آخرون: عنى بها: صلاة العصر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: صلاة الفجر والعصر.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن أفلح بن سعيدٍ القبائيّ، عن محمّد بن كعبٍ، {أقم الصّلاة طرفي النّهار} الفجر والعصر.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {أقم الصّلاة طرفي} النّهار قال: صلاة الصّبح وصلاة العصر.
- حدّثني الحسين بن عليٍّ الصّدائيّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا مباركٌ، عن الحسن، قال: قال اللّه لنبيّه: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: طرفي النّهار: الغداة والعصر.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {أقم الصّلاة طرفي النّهار} يعني صلاة العصر والصّبح.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} الغداة والعصر.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} قال: الغداة والعصر.
وقال بعضهم: بل عنى بطرفي النّهار: الظّهر، والعصر؛ وبقوله: {زلفًا من اللّيل} المغرب، والعشاء، والصّبح.
وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: هي صلاة المغرب كما ذكرنا عن ابن عبّاسٍ.
وإنّما قلنا هو أولى بالصّواب لإجماع الجميع على أنّ صلاة أحد الطّرفين من ذلك صلاة الفجر، وهي تصلّى قبل طلوع الشّمس؛ فالواجب إذ كان ذلك من جميعهم إجماعًا أن تكون صلاة الطّرف الآخر المغرب، لأنّها تصلّى بعد غروب الشّمس، ولو كان واجبًا أن يكون مرادًا بصلاة أحد الطّرفين قبل غروب الشّمس وجب أن يكون مرادًا بصلاة الطّرف الآخر بعد طلوعها، وذلك ما لا نعلم قائلاً قاله إلاّ من قال: عنى بذلك صلاة الظّهر والعصر، وذلك قولٌ لا يخيل فساده، لأنّهما إلى أن يكونا جميعًا من صلاة أحد الطّرفين أقرب منهما إلى أن يكونا من صلاة طرفي النّهار، وذلك أنّ الظّهر لا شكّ أنّها تصلّى بعد مضيّ نصف النّهار في النّصف الثّاني منه، فمحال أن تكون من طرف النّهار الأوّل، وهي في طرفه الآخر. فإذا كان لا قائل من أهل العلم يقول: عنى بصلاة طرف النّهار الأوّل صلاةً بعد طلوع الشّمس، وجب أن يكون غير جائزٍ أن يقال: عنى بصلاة طرف النّهار الآخر صلاةً قبل غروبها. وإذا كان ذلك كذلك صحّ ما قلنا في ذلك من القول وفسد ما خالفه.
وأمّا قوله: {وزلفًا من اللّيل} فإنّه يعني: ساعاتٍ من اللّيل، وهي جمع زلفةٍ، والزّلفة. السّاعة والمنزلة والقربة. وقيل: إنّما سمّيت المزدلفة وجمع من ذلك لأنّها منزلٌ بعد عرفة. وقيل: سميت بذلك لازدلاف آدم من عرفة إلى حوّاء وهي بها؛ ومنه قول العجّاج في صفة بعيرٍ:
ناجٍ طواه الأين ممّا وجفا = طيّ اللّيالي زلفًا فزلفا
سماوة الهلال حتى احقوقفا
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والعراق: (وزلفًا) بضمّ الزّاي وفتح اللاّم. وقرأه بعض أهل المدينة بضمّ الزّاي واللاّم، كأنّه وجّهه إلى أنّه واحدٌ، وأنّه بمنزلة الحلم. وقرأه بعض المكّيّين: (وزلفًا) بضمّ الزّاي وتسكين اللاّم.
وأعجب القراءات في ذلك إليّ أن أقرأها: {وزلفًا} بضمّ الزّاي وفتح اللاّم، على معنى جمع زلفةً، كما تجمع غرفةً غرف، وحجرةً حجر. وإنّما اخترت قراءة ذلك كذلك، لأنّ صلاة العشاء الآخرة إنّما تصلّى بعد مضيّ زلفٌ من اللّيل، وهي الّتي عنيت عندي بقوله: {وزلفًا من اللّيل}.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {وزلفًا من اللّيل} قال جماعةٌ من أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {وزلفًا من اللّيل} قال: السّاعات من اللّيل صلاة العتمة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {زلفًا من اللّيل} يقول: صلاة العتمة.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن عوفٍ، عن الحسن، {وزلفًا من اللّيل} قال: العشاء.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي زيدٍ، قال: كان ابن عبّاسٍ يعجبه التّأخير بالعشاء، ويقرأ: {وزلفًا من اللّيل}.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وزلفًا من اللّيل} قال: ساعة من اللّيل، صلاة العتمة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وزلفًا من اللّيل} قال: العتمة، وما سمعت أحدًا من فقهائنا ومشايخنا، يقول العشاء، ما يقولون إلاّ العتمة.
وقال قومٌ: الصّلاة الّتي أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بإقامتها زلفًا من اللّيل، صلاة المغرب والعشاء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، وابن وكيعٍ، واللّفظ ليعقوب، قالا: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، عن الحسن، {وزلفًا من اللّيل} قال: هما زلفتان من اللّيل: صلاة المغرب، وصلاة العشاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ وابن وكيعٍ، قالا حدّثنا جريرٌ، عن أشعث، عن الحسن، في قوله: {وزلفًا من اللّيل} قال: المغرب، والعشاء.
- حدّثني الحسن بن عليٍّ – يعني الصدائي -، قال حدّثنا أبي، قال: حدّثنا مباركٌ، عن الحسن، قال اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا} من اللّيل قال: زلفًا من اللّيل: المغرب، والعشاء، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هما زلفتا اللّيل المغرب والعشاء.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان عن منصورٍ عن مجاهدٍ {وزلفًا من اللّيل} قال: المغرب والعشاء.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قد بيّن اللّه مواقيت الصّلاة في القرآن، قال: {أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل} قال: دلوكها: إذا زالت عن بطن السّماء وكان لها في الأرض فيءٌ، وقال: {أقم الصّلاة طرفي النّهار} الغداة، والعصر. {وزلفًا من اللّيل} المغرب، والعشاء. قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هما زلفتا اللّيل المغرب والعشاء.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وزلفًا من اللّيل} قال: يعني صلاة المغرب وصلاة العشاء.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أفلح بن سعيدٍ، قال سمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ، يقول: {زلفًا من اللّيل} المغرب والعشاء.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن أفلح بن سعيدٍ، عن محمّد بن كعبٍ، مثله.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: {وزلفًا من اللّيل} المغرب والعشاء.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن عاصم بن سليمان، عن الحسن، قال: زلفتا اللّيل: المغرب، والعشاء.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مغراء، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {وزلفًا من اللّيل} قال: المغرب والعشاء.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عاصمٍ، عن الحسن: وزلفًا من اللّيل قال: المغرب والعشاء.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {وزلفًا من اللّيل} قال: المغرب والعشاء.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن: {زلفًا من اللّيل} قال: المغرب والعشاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عاصمٍ، عن الحسن: {زلفًا من اللّيل} صلاة المغرب والعشاء.
وقوله: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} يقول تعالى ذكره: إنّ الإنابة إلى طاعة اللّه، والعمل بما يرضيه، يذهب آثام معصية اللّه ويكفّر الذّنوب.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في الحسنات الّتي عنى اللّه في هذا الموضع اللاّتي يذهبن السّيّئات، فقال بعضهم: هنّ الصّلوات الخمس المكتوبات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي الورد بن ثمامة، عن أبي محمّد بن الحضرميّ، قال: حدّثنا كعبٌ، في هذا المسجد، قال: والّذي نفس كعبٍ بيده إنّ الصّلوات الخمس لهنّ الحسنات الّتي يذهبن السّيّئات كما يغسل الماء الدّرن.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أفلح، قال: سمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ، يقول في قوله: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: هنّ الصّلوات الخمس.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن عبد اللّه بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {إنّ الحسنات} الصّلوات.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، جميعًا، عن عوفٍ، عن الحسن، {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثني زريق بن السّخت، قال: حدّثنا قبيصة، عن سفيان، عن عبد اللّه بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله تعالى: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن، قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سعيدٍ الجريريّ، قال: ثني أبو عثمان، عن سلمان، قال: والّذي نفسي بيده إنّ الحسنات الّتي يمحو اللّه بهنّ السّيّئات كما يغسل الماء الدّرن: الصّلوات الخمس.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن عبد اللّه بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاس: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مزيدة بن زيدٍ، عن مسروقٍ، {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي قال، حدّثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: جعلت الصّلوات كفّاراتٌ لما بينهنّ، فإنّ اللّه قال: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات}.
- حدّثنا ابن سنان القزّار، قال: حدّثنا الحجّاج، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي عثمان النّهديّ، قال: كنت مع سلمان تحت شجرةٍ، فأخذ غصنًا من أغصانها يابسًا فهزّه حتّى تحاتّ ورقه، ثمّ قال: ألا تسألني لم أفعل هذا؟ فقلت: ولم تفعله؟ قال: هكذا فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كنت معه تحت شجرةٍ فأخذ غصنًا من أغصانها يابسًا، فهزّه حتّى تحاتّ ورقه، ثمّ قال: ألا تسألني لم أفعل هذا يا سلمان؟ فقلت: ولم تفعله؟ فقال: إنّ المسلم إذا توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى الصّلوات الخمس، تحاتّت خطاياه كما تحاتّ هذا الورق ثمّ تلا هذه الآية: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} إلى آخر الآية.
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ، وعبد اللّه بن أبي زيادٍ القطونيّ، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، قال: أخبرنا حيوة، قال: أخبرنا أبو عقيلٍ زهرة بن معبدٍ القرشيّ من بني تيمٍ من رهط أبي بكرٍ الصّدّيق رضي اللّه عنه، أنّه سمع الحارث، مولى عثمان بن عفّان رحمه اللّه يقول: جلس عثمان يومًا وجلسنا معه، فجاء المؤذّن فدعا عثمان بماءٍ في إناءٍ أظنّه سيكون فيه قدر مدٍّ فتوضّأ، ثمّ قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتوضّأ وضوئي هذا، ثمّ قال: من توضّأ وضوئي هذا، ثمّ قام فصلّى صلاة الظّهر غفر له ما كان بينه وبين صلاة الصّبح، ثمّ صلّى العصر غفر له ما بينه وبين صلاة الظّهر، ثمّ صلّى المغرب غفر له ما بينه وبين صلاة العصر، ثمّ صلّى العشاء غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب، ثمّ لعلّه يبيت ليلةً يتمرّغ، ثمّ إن قام فتوضّأ وصلّى الصّبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهنّ الحسنات يذهبن السّيّئات.
- حدّثني سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا حيوة، قال: حدّثنا أبو عقيلٍ زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع الحرث مولى عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه قال: جلس عثمان بن عفّان يومًا على المقاعد، فذكر نحوه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلاّ أنّه قال: وهنّ الحسنات، إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات.
- حدّثنا ابن البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، ورشدين بن سعدٍ، قالا حدّثنا زهرة بن معبدٍ، قال: سمعت الحرث مولى عثمان بن عفّان، يقول: جلس عثمان بن عفّان يومًا على المقاعد، ثمّ ذكر نحو ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقال آخرون: هو قوله: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} قال: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر.
وأولى التّأويلين بالصّواب في ذلك قول من قال في ذلك: هنّ الصّلوات الخمس، لصحّة الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وتواترها عنه أنّه قال: مثل الصّلوات الخمس مثل نهرٍ جارٍ على باب أحدكم ينغمس فيه كلّ يومٍ خمس مرّاتٍ، فماذا يبقين من درنه، وإنّ ذلك في سياق أمر اللّه بإقامة الصّلوات، والوعد على إقامتها الجزيل من الثّواب عقيبها أولى من الوعد على ما لم يجر له ذكرٌ من صالحات سائر الأعمال إذا خصّ بالقصد بذلك بعضًا دون بعضٍ.
وقوله: {ذلك ذكرى للذّاكرين} يقول تعالى: هذا الّذي أوعدت عليه من الرّكون إلى الظّلم وتهدّدت فيه، والّذي وعدت فيه من إقامة الصّلوات اللّواتي يذهبن السّيّئات تذكرةً ذكّرت بها قومًا يذكرون وعد اللّه، فيرجون ثوابه، ووعيده فيخافون عقابه، لا من قد طبع على قلبه فلا يجيب داعيًا ولا يسمع زاجرًا.
وذكر أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجلٍ نال من غير زوجته ولا ملك يمينه بعض ما يحرم عليه، فتاب من ذنبه ذلك.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، قالا: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال إنّي عالجت امرأةً في بعض أقطار المدينة، فأصبت منها ما دون أن أمسّها، فأنا هذا فاقض في ما شئت فقال عمر: لقد سترك اللّه، لو سترت على نفسك. قال: ولم يردّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا. فقام الرّجل، فانطلق، فأتبعه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلاً، فدعاه، فلمّا آتاه قرأ عليه: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} فقال رجلٌ من القوم: هذا له يا رسول اللّه خاصّةً؟ قال: بل للنّاس كافّةً.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ؛ وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد اللّه، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللّه إنّي لقيت امرأةً في البستان، فضممتها إليّ وباشرتها وقبّلتها، وفعلت بها كلّ شيءٍ غير أنّي لم أجامعها فسكت عنه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت هذه الآية: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} فدعاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقرأها عليه، فقال عمر: يا رسول اللّه، أله خاصّةً، أم للنّاس كافّةً؟ قال: لا، بل للنّاس كافّةً.
ولفظ الحديث لابن وكيعٍ.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، أنّه سمع إبراهيم بن زيدٍ، يحدّث عن علقمة والأسود، عن ابن مسعودٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللّه، إنّي وجدت امرأةً في بستانٍ، ففعلت بها كلّ شيءٍ غير أنّي لم أجامعها، قبّلتها ولزمتها، ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت فلم يقل له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا، فذهب الرّجل، فقال عمر: لقد ستر اللّه عليه لو ستر على نفسه فأتبعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصره، فقال: ردّوه علي فردّوه، فقرأ عليه: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} قال: فقال معاذ بن جبلٍ: أله وحده يا نبيّ اللّه، أم للنّاس كافّةً؟ فقال: بل للنّاس كافّةً.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود عن عبد اللّه، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أخذت امرأةً في البستان فأصبت منها كلّ شيءٍ، غير أنّي لم أنكحها، فاصنع بي ما شئت فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا ذهب دعاه، فقرأ عليه هذه الآية: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} الآية.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو النّعمان الحكم بن عبد اللّه العجليّ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ، قال: سمعت إبراهيم يحدّث عن خاله الأسود، عن عبد اللّه: أنّ رجلاً لقي امرأةً في بعض طرق المدينة، فأصاب منها ما دون الجماع. فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر ذلك له، فنزلت: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} فقال معاذ بن جبلٍ: يا رسول اللّه، لهذا خاصّةً أو لنا عامّةً؟ قال: بل لكم عامّةً.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، قال: أنبأني سماك، قال: سمعت إبراهيم يحدّث عن خاله، عن ابن مسعودٍ: أنّ رجلاً قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لقيت امرأةً في حشٍّ بالمدينة، فأصبت منها ما دون الجماع نحوه.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو قطنٍ عمرو بن الهيثم البغداديّ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، عن إبراهيم، عن خاله، عن ابن مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، بنحوه.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: جاء فلان بن معتّبٍ رجلٌ من الأنصار، فقال: يا رسول اللّه دخلت عليّ امرأةٌ، فنلت منها ما يناله الرّجل من أهله، إلاّ أنّي لم أواقعها فلم يدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما يجيبه حتّى نزلت هذه الآية: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل، إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} الآية، فدعاه فقرأها عليه.
- حدّثني يعقوب وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن عليّة؛ وحدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل؛ وحدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان جميعًا، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن ابن مسعودٍ: أنّ رجلاً أصاب من امرأةٍ شيئًا لا أدري ما بلغ، غير أنّه ما دون الزّنا فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر ذلك له، فنزلت: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} فقال الرّجل: ألي هذه يا رسول اللّه؟ قال: لمن أخذ بها من أمّتي، أو لمن عمل بها.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا قبيصة، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي عثمان، قال: كنت مع سلمان، فأخذ غصن شجرةٍ يابسةٍ فحتّه وقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: من توضّأ فأحسن الوضوء تحاتّت خطاياه كما يتحاتّ هذا الورق ثمّ قال: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} إلى آخر الآية.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، وحسين الجعفيّ، عن زائدة، قال: حدّثنا عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن معاذٍ، قال: أتى رجلٌ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه ما ترى في رجلٍ لقي امرأةً لا يعرفها، فليس يأتي الرّجل من امرأته شيئًا إلاّ قد أتاه منها غير أنّه لم يجامعها؟ فأنزل اللّه هذه الآية: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: توضّأ ثمّ صلّ قال معاذٌ: قلت يا رسول اللّه، أله خاصّةً أم للمؤمنين عامّةً؟ قال: بل للمؤمنين عامّةً.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، أنّ رجلاً أصاب من امرأةٍ ما دون الجماع، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يسأله عن ذلك. فقرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أو أنزلت: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} الآية، فقال معاذٌ: يا رسول اللّه، أله خاصّةً أم للنّاس عامّةً؟ قال: هي للنّاس عامّةً.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن عميرٍ، قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: أتى رجلٌ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر نحوه.
- حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثني عمرو بن الحارث، قال: ثني عبد اللّه بن سالمٍ، عن الزّبيديّ، قال: حدّثنا سليم بن عامرٍ، أنّه سمع أبا أمامة، يقول: إنّ رجلاً أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه أقم فيّ حدّ اللّه مرّةً واثنتين. فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ أقيمت الصّلاة؛ فلمّا فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الصّلاة، قال: أين هذا القائل: أقم فيّ حدّ اللّه؟ قال: أنا ذا قال: هل أتممت الوضوء وصلّيت معنا آنفًا؟ قال: نعم. قال: فإنّك من خطيئتك كما ولدتك أمّك، فلا تعد وأنزل اللّه حينئذٍ على رسوله: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} الآية.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثني جريرٌ، عن عبد الملك، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل: أنّه كان جالسًا عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاء رجلٌ، فقال: يا رسول اللّه، رجلٌ أصاب من امرأةٍ ما لا يحلّ له، لم يدع شيئًا يصيبه الرّجل من امرأته إلاّ أتاه إلاّ أنّه لم يجامعها؟ قال: يتوضّأ وضوءًا حسنًا ثمّ يصلّي فأنزل اللّه هذه الآية: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} الآية، فقال معاذٌ: هي له يا رسول اللّه خاصّةً، أم للمسلمين عامّةً؟ قال: بل للمسلمين عامّةً.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا محمّد بن مسلمٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن يحيى بن جعدة: أنّ رجلاً من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر امرأةً وهو جالسٌ مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فاستأذنه لحاجةٍ، فأذن له، فذهب يطلبها فلم يجدها. فأقبل الرّجل يريد أن يبشّر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمطر، فوجد المرأة جالسةً على غديرٍ، فدفع في صدرها، وجلس بين رجليها، فصار ذكره مثل الهدبة، فقام نادمًا حتّى أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخبره بما صنع، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: استغفر ربّك وصلّ أربع ركعاتٍ قال: وتلا عليه: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} الآية.
- حدّثني الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن عثمان بن وهبٍ، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر بن عمرٍو الأنصاريّ، قال: أتتني امرأةٌ تبتاع منّي بدرهمٍ تمرًا، فقلت: إنّ في البيت تمرًا أجود من هذا، فدخلت فأهويت إليها فقبّلتها. فأتيت أبا بكرٍ فسألته، فقال: استر على نفسك وتب واستغفر اللّه فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أخلفت رجلاً غازيًا في سبيل اللّه في أهله بمثل هذا؟ حتّى ظننت أنّي من أهل النّار، حتّى تمنّيت أنّي أسلمت ساعتئذٍ قال: فأطرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ساعةً فنزل جبرئيل فقال: أين أبو اليسر؟ فجئت، فقرأ عليّ: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} إلى {ذكرى للذّاكرين} قال إنسانٌ له: يا رسول اللّه خاصّةً أم للنّاس عامّةً؟ قال: للنّاس عامّةً.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن عثمان بن موهبٍ، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر قال: لقيت امرأةً فالتزمتها، غير أنّي لم أنكحها، فأتيت عمر بن الخطّاب، فقال: اتّق اللّه، واستر على نفسك، ولا تخبرنّ أحدًا فلم أصبر حتّى أتيت أبا بكرٍ رضي اللّه عنه فسألته، فقال: اتّق اللّه واستر على نفسك ولا تخبرنّ أحدًا قال: فلم أصبر حتّى أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخبرته، فقال له: هل جهّزت غازيًا؟ قلت: لا، قال: فهل خلّفت غازيًا في أهله؟ قلت: لا، فقال لي حتّى تمنّيت أنّي كنت دخلت في الإسلام تلك السّاعة قال: فلمّا ولّيت دعاني، فقرأ عليّ: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} فقال له أصحابه: ألهذا خاصّةً أم للنّاس عامّةً؟ فقال: بل للنّاس عامّةً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: ثني سعيد، عن قتادة، أنّ رجلاً أصاب من امرأةٍ قبلةً، فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا نبيّ اللّه هلكت فأنزل اللّه: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين}.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن سليمان التّيميّ، قال: ضرب رجلٌ على كفل امرأةٍ، ثمّ أتى أبا بكرٍ وعمر رضي اللّه عنهما فكلّما سأل رجلاً منهما عن كفّارة ذلك قال: أمغزيةٌ هي؟ قال: نعم، قال: لا أدري ثمّ أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله عن ذلك، فقال: أمغزيةٌ هي؟ قال: نعم. قال: لا أدري. حتّى أنزل اللّه: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات}.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن قيس بن سعدٍ، عن عطاءٍ في قول اللّه تعالى: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} أنّ امرأةً دخلت على رجلٍ يبيع الدّقيق، فقبّلها فأسقط في يده. فأتى عمر فذكر ذلك له، فقال: اتّق اللّه ولا تكن امرأة غازٍ فقال الرّجل: هي امرأة غازٍ. فذهب إلى أبي بكرٍ فقال مثل ما قال عمر. فذهبوا إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جميعًا، فقال له: كذلك، ثمّ سكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم يجبهم، فأنزل اللّه: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} الصّلوات المفروضات {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرني عطاء بن أبي رباحٍ، قال: أقبلت امرأةٌ حتّى جاءت إنسانًا يبيع الدّقيق لتبتاع منه، فدخل بها البيت، فلمّا خلا له قبّلها. قال: فسقط في يديه، فانطلق إلى أبي بكرٍ، فذكر ذلك له، فقال: أبصر لا تكوننّ امرأة رجلٍ غازٍ فبينما هم على ذلك، نزل في ذلك: {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} قيل لعطاءٍ: المكتوبة هي؟ قال: نعم هي المكتوبة فقال ابن جريجٍ، وقال عبد اللّه بن كثيرٍ: هي المكتوبات.
- قال ابن جريجٍ، عن يزيد بن رومان، إنّ رجلاً من بني غنمٍ، دخلت عليه امرأةٌ فقبّلها ووضع يده على دبرها فجاء إلى أبي بكرٍ رضي اللّه عنه ثمّ جاء إلى عمر رضي اللّه عنه، ثمّ أتى إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت هذه الآية: {أقم الصّلاة} إلى قوله: {ذلك ذكرى للذّاكرين} فلم يزل الرّجل الّذي قبّل المرأة يذكر، فذلك قوله: {ذكرى للذّاكرين}).
[جامع البيان: 12/601-627]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين (114)
قوله تعالى: وأقم الصّلاة طرفي النهار
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وأقم الصّلاة طرفي النّهار يقول صلاة المغرب وصلاة الغداة.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو عبد الرّحمن بالحارثي، عن قرّة بن خالدٍ، عن الحسن أقم الصّلاة طرفي النّهار قال الغداء والظّهر والعصر وروي، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ مثل قول الحسن
قوله: وزلفًا من اللّيل
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان سمع عبد اللّه بن أبي يزيد ابن عبّاسٍ يستحبّ تأخير العشاء ويقرأ: وزلفًا من اللّيل.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وزلفًا من اللّيل يقول صلاة القيام.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ عن الحسن وزلفًا من اللّيل قال: هما زلفتان صلاة المغرب وصلاة العشاء- وروي، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ مثل قول الحسن.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ أقم الصّلاة طرفي النّهار وقال: صلاة الفجر وصلاة العشاء.
قوله تعالى: إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن أبي عثمان النّهديّ، عن عبد الله بن مسعود ان رجلا قال: نال من امرأةٍ قبلةً فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله، عن كفّارتها قال: فنزلت: أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل قال: يا رسول اللّه هذه لي قال: لمن عمل من أمّتي.
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ، ثنا الفريابيّ، ثنا سفيان، عن ابن مسعودٍ قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال إنّي أصبت منها كلّ شيءٍ إلا الجماع يعني من امرأةٍ فأنزل اللّه: أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حفص بن غياثٍ، عن عبد اللّه بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: إن الحسنات يذهبن السّيّئات: الصّلوات الخمس، وروي عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ مثل قول ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، ثنا أبو زرعة، ثنا وهب اللّه بن راشدٍ أخبرني حيوة، ثنا أبو عقيلٍ زمرة بن معبدٍ أنّه سمع الحارث مولى عثمان بن عفّان قال: جلس عثمان يومًا على المقاعد وجلسنا معه فلمّا جاء المؤذّن دعا بماء...
أظنه سيكون فتوضّأ ثمّ قال رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتوضّأ وضوئي هذا ثمّ قام فصلّى صلاة الظّهر غفر له ما كان بينة ما وبين صلاة الظّهر ثمّ صلّى المغرب غفر له ما بينة ما وبين صلاة العصر ثم العشاء غفر له ما بينهما وبين صلاة المغرب ثمّ لعلّه يبيت يتمرّغ ليلته ثمّ إن قام فتوضّأ ثمّ صلّى صلاة الصّبح غفر له ما بينهما وبين صلاة العشاء وهنّ الحسنات إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين.
- حدّثنا أحمد بن عصامٍ، ثنا أبو عامرٍ العقديّ، ثنا عثمان بن بسطاسٍ مولى كثير بن الصّلت قال: سمعت عطاء بن دينارٍ، في قوله: إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات قال وإنّ من الحسنات قوله: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه ولا حول ولا قوّة إلا باللّه وهنّ الباقيات الصّالحات.
- حدّثنا محمّد بن يحيى الواسطيّ، ثنا محمّد بن بشيرٍ، ثنا سهل بن حميدٍ، عن حوشبٍ، عن الحسن قال: استعينوا على السّيّئات القديمات بالحسنات الحديثات. وإنّكم لن تجدوا شيئًا أذهب بسيّئةٍ قديمةٍ من حسنةٍ حديثةٍ قال الحسن: وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب اللّه: إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات
قوله تعالى: ذلك ذكرى للذّاكرين
- حدّثنا أبي، ثنا ابن عميرٍ، ثنا سفيان ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: لا يكون العبد من الذّاكرين اللّه كثيرًا حتّى يذكر اللّه قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى الواسطيّ، ثنا محمّد بن بشيرٍ الواعظ، ثنا سهل بن حميدٍ، عن حوشبٍ، عن الحسن ذلك ذكرى للذّاكرين قال هم الّذين يذكرون اللّه في السّرّاء والضّرّاء والشّدّة والرّخاء والعافية والبلاء).
[تفسير القرآن العظيم: 6/2091-2093]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وزلفا من الليل قال ساعة من الليل صلاة العتمة
). [تفسير مجاهد: 2/308-309]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنّ رجلاً أصاب من امرأةٍ قبلة، فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فنزلت {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفاً من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} [هود: 114] فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذه؟ قال: «لمن عمل بها من أمّتي». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
ولمسلم أيضاً قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسّها، فأنا هذا، فاقض فيّ ما شئت، فقال له عمر: لقد سترك الله، لو سترت على نفسك؟ قال: ولم يردّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقام الرجل فانطلق، فأتبعه النبيّ رجلاً، فدعاه وتلا عليه هذه الآية: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفاً من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذاكرين} فقال رجلٌ من القوم: يا نبيّ الله، هذا له خاصّة؟ قال: «بل للناس كافّة».
وأخرج الترمذي الروايتين، وأبو داود الرواية الثانية.
[شرح الغريب]
(زلفاً) الزلف: جمع زلفة: وهي الطائفة من الليل.
(عالجت) المعالجة: الممارسة.
(أمسها) المس هاهنا: كناية عن الجماع).
[جامع الأصول: 2/196-197]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلاً لقي امرأة ليس بينهما معرفةٌ، فليس يأتي الرجل إلى امرأته شيئاً إلا قد أتى هو إليها، إلا أنه لم يجامعها؟ قال: فأنزل الله عز وجل: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفاً من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} فأمره أن يتوضّأ ويصلّي، قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، أهي له خاصّة، أم للمؤمنين عامّة؟ قال: «بل للمؤمنين عامة». أخرجه الترمذي).
[جامع الأصول: 2/197]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو اليسر - رضي الله عنه -: قال: أتتني امرأةٌ تبتاع تمراً، فقلت: إنّ في البيت تمراً أطيب منه، فدخلت معي في البيت، فأهويت إليها، فقبّلتها، فأتيت أبا بكرٍ، فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك وتب، فأتيت عمر، فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك وتب، ولا تخبر أحداً، فلم أصبر، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: أخلّفت غازياً في سبيل الله في أهله بمثل هذا؟ حتى تمنّى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة، حتى ظنّ أنّه من أهل النار، قال: وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، حتى أوحى الله إليه {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفاً من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} قال أبو اليسر: فأتيته، فقرأها عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أصحابه: يا رسول الله، ألهذا خاصّة، أم للنّاس عامّة؟ فقال: «بل للناس عامة». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(فأهويت) يقال: أهوى بيده إلى شيء: أي مدها إليه والمراد: عزمت عليه، وانبعثت على فعله.
(أخلفت) خلفت الرجل: إذا قمت بعده وقمت عنه فيما كان يفعله).
[جامع الأصول: 2/197-198]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} [هود: 114].
- عن ابن عبّاسٍ أنّ رجلًا جاء إلى عمر قال: امرأةٌ جاءت تبايعه فأدخلتها الدّولج، فأصبت منها ما دون الجماع؟ فقال: ويحك، لعلّها مغيبةٌ في سبيل اللّه؟ قال: نعم. قال: فائت أبا بكرٍ فاسأله، فقال: لعلّها مغيبةٌ في سبيل اللّه؟ قال: فقال مثل قول عمر. «ثمّ أتى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال له مثل ذلك، فقال: لعلّها مغيبةٌ في سبيل اللّه؟ ونزل القرآن {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل} [هود: 114] إلى آخر الآية، فقال: يا رسول اللّه، ألي خاصّةً أم للنّاس عامّةً؟ فضرب عمر صدره بيده، فقال: لا ولا نعمة عينٍ، بل للنّاس عامّةً، فقال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " صدق عمر».
رواه أحمد والطّبرانيّ في الكبير، وقال فيه: «فرفع عمر يده فضرب صدره فقال: لا واللّه ولا كرامةً، ولكن للنّاس عامّةً، فضحك رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - وقال: " صدق عمر»، ورواه في الأوسط باختصارٍ كثيرٍ، وفي إسناد أحمد والكبير عليّ بن زيدٍ وهو سيّئ الحفظ ثقةٌ، وبقيّة رجاله ثقاتٌ، وإسناد الأوسط ضعيفٌ.
- وفي روايةٍ عند أحمد: أنّ امرأةً أتت رجلًا تشتري منه شيئًا، فقال: ادخلي الدّولج حتّى أعطيك. فدخلت فقبّلها وغمزها، فقالت: إنّي مغيبٌ، فتركها.
- وعن ابن عبّاسٍ «أنّ رجلًا من أصحاب النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - كان تحته امرأةٌ، فاستأذن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في حاجةٍ فأذن له، فانطلق في يومٍ مطيرٍ، فإذا بالمرأة على غدير ماءٍ تغتسل، فلمّا جلس منها مجلس الرّجل من المرأة ذهب يحرّك ذكره، فإذا به هدبة، فقام فأتى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - فذكر ذلك له، فقال له النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " صلّ أربع ركعاتٍ ". فأنزل اللّه - تبارك وتعالى - {أقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} [هود: 114]» - الآية.
رواه البزّار، ورجاله رجال الصّحيح.
- وعن ابن عبّاسٍ عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - قال: " «لم أر شيئًا أحسن طلبًا ولا أسرع إدراكًا من مصيبةٍ حديثةٍ لذنبٍ قديمٍ {إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} [هود: 114]» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه مالك بن يحيى بن عمرٍو النّكريّ وهو ضعيفٌ، وكذلك أبوه).
[مجمع الزوائد: 7/38-39]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا يوسف بن موسى، ومحمّد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رجلًا من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يحبّ امرأةً، فاستأذن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حاجةٍ، فأذن له، فانطلق في يومٍ مطيرٍ، فإذا هو بالمرأة على غدير ماءٍ تغتسل، فلمّا جلس منها مجلس الرّجل من المرأة، ذهب يحرّك ذكره.
فإذا هو به هدبة، فقام فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر ذلك له، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «صلّ أربع ركعاتٍ» فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات} [هود: 114] الآية.
قال البزّار: لا نعلمه بهذا اللّفظ إلا عن ابن عبّاسٍ، ولا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا عبيد اللّه بن موسى).
[كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/52-53]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا داود بن المحبّر، ثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- "أنّ رجلًا أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني فبايعتني فأدخلتها - الدولج، فأصبت منها كلّ شيءٍ إلّا النّكاح. قال له عمر: لعلّها لمغيّبٍ في سبيل اللّه قال: نعم. قال: فائت أبا بكر فاسأله فقال: لعلّها لمغيّبٍ في سبيل اللّه. قال: أجل، قال: فائت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله فقال: لعلها لمغيب في سبيل الله. قالت: أجل. فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونزلت: (وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين) فقال الرّجل: إليّ خاصّةً يا رسول اللّه أم للنّاس عامّةً؟ فضرب عمر صدره وقال: لا، ولا نعمة عينٍ، بل للنّاس عامّةً. فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: صدق عمر".
- رواه أحمد بن حنبل ثنا يونس وعفان، ثنا، حمّادٌ- يعني ابن سلمة- عن عليّ بن زيدٍ- قال عفان: أبنا عليّ بن زيدٍ- عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ "أنّ رجلًا جاء عمر فقال: امرأة جاءت تبايعه فأدخلتها الدولج، فأصبت منها ما دون الجماع. قال: ويحك لعلها مغيب، في سبيل الله. قال: أجل. قال: فائت أبا بكرٍ فاسأله فأتاه، فسأله، فقال: لعلّها مغيب، في سبيل اللّه. قال: فقال فيّ مثل قول عمر، ثمّ أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال له مثل ذلك. قال: فلعلها مغيب، في سبيل الله ونزل القرآن: (أقم الصلاة) فذكره.
- قال: وثنا مؤمل، ثنا سفيان، ثنا حمّادٌ، ثنا عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ "أنّ امرأةً مغيّبةً أتت رجلًا تشتري منه شيئاً، فقال: ادخلي الدولج حتى أعطيك. فدخلت، فقبلها وغمزها. فقالت: وبجك إني مغيب، فتركها ... " فذكره).
[إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/221-222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 114 – 115
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأقم الصلاة طرفي النهار} قال: صلاة المغرب والغداة {وزلفا من الليل} قال: صلاة العتمة).
[الدر المنثور: 8/148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله {وأقم الصلاة طرفي النهار} قال: الفجر والعصر {وزلفا من الليل} قال: هما زلفتان صلاة المغرب وصلاة العشاء، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما زلفتا الليل).
[الدر المنثور: 8/149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وأقم الصلاة طرفي النهار} قال: صلاة الفجر وصلاتي العشاء يعني الظهر والعصر {وزلفا من الليل} قال: المغرب والعشاء).
[الدر المنثور: 8/149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وزلفا من الليل} قال: ساعة بعد ساعة يعني صلاة العشاء الآخرة).
[الدر المنثور: 8/149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس، أنه كان يستحب تأخير العشاء ويقرأ {وزلفا من الليل}).
[الدر المنثور: 8/149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر، وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله {إن الحسنات يذهبن السيئات} قال: الصلوات الخمس).
[الدر المنثور: 8/149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {إن الحسنات يذهبن السيئات} قال: الصلوات الخمس {والباقيات الصالحات} قال: الصلوات الخمس).
[الدر المنثور: 8/150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن حبان عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وباشرتها وفعلت بها كل شيء إلا أني لم أجامعها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه فقال عمر: يا رسول الله أله خاصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل للناس كافة).
[الدر المنثور: 8/150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن حبان عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له كأنه يسأل عن كفارتها فأنزلت عليه {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} فقال: يا رسول الله ألي هذه قال: هي لمن عمل بها من أمتي).
[الدر المنثور: 8/150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وهناد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان والطبراني وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني وجدت امرأة في البستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فذهب الرجل فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فقال ردوه عليه، فردوه فقرأ عليه {وأقم الصلاة طرفي النهار} الآية، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة فقال: بل للناس كافة).
[الدر المنثور: 8/151]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنه والبزار، وابن جرير، وابن مردويه عن أبي اليسر قال أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت: إن في البيت تمرا أطيب منه، فدخلت معي البيت فأهويت إليها فقبلتها فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له قال: استر على نفسك وتب، فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال: استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا، فلم أصبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة حتى ظن أنه من أهل النار وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحى الله إليه {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} إلى قوله {للذاكرين} قال أبو اليسر: فأتيته فقرأها علي فقال أصحابه: يا رسول الله ألهذا خاصة قال: بل للناس كافة).
[الدر المنثور: 8/151-152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي، وابن خزيمة، وابن جرير والطبراني، وابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقم في حد الله مرة أو مرتين، فأعرض عنه ثم أقيمت الصلاة فلما فرغ قال أين الرجل قال: أنا ذا، قال: أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا قال: نعم، قال: فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك فلا تعد وأنزل الله حينئذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وأقم الصلاة طرفي النهار} الآية).
[الدر المنثور: 8/152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي والنسائي، وابن جرير وأبو الشيخ والدارقطني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال: رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما ترى في رجل لقي امرأة لا يعرفها فليس يأتي الرجل من امرأته شيئا إلا أتى فيها غير أنه لم يجامعها فأنزل الله {وأقم الصلاة طرفي النهار} الآية، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم توضأ وضوءا حسنا ثم قم فصل، قال معاذ: فقلت يا رسول الله: أله خاصة أم للمؤمنين عامة قال: للمؤمنين عامة).
[الدر المنثور: 8/152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امراة جاءت تبايعني فأدخلتها فأصبت منها ما دون الجماع فقال: لعلها مغيبة في سبيل الله قال: أظن، قال: ادخل، فدخل فنزل القرآن {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} الآية، فقال الرجل: ألي خاصة أم للمؤمنين عامة فضرب عمر في صدره وقال: لا ولا نعمة عين ولكن للمؤمنين عامة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدق عمر هي للمؤمنين عامة).
[الدر المنثور: 8/152-153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني نلت من امرأة ما دون نفسها فأنزل الله {وأقم الصلاة} الآية).
[الدر المنثور: 8/154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أن رجلا كان يحب امرأة فاستأذن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حاجة فأذن له فانطلق في يوم مطير فإذا هو بالمرأة على غدير ماء تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هدبة فندم فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم صل أربع ركعات فأنزل الله {وأقم الصلاة طرفي النهار}).
[الدر المنثور: 8/154]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن بريدة قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة وكانت امرأة حسناء جميلة فلما نظر إليها أعجبته وقال: ما أرى عندي ما أرضى لك ههنا ولكن في البيت حاجتك فانطلقت معه حتى إذا دخلت راودها على نفسها فأبت وجعلت تناشده فأصاب منها من غير أن يكون أفضى إليها فانطلق الرجل وندم على ما صنع حتى أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأخبره فقال: ما حملك على ذلك قال: الشيطان، فقال له: صل معنا ونزل {وأقم الصلاة طرفي النهار} يقول: صلاة الغداة والظهر والعصر {وزلفا من الليل} المغرب والعشاء {إن الحسنات يذهبن السيئات} فقال الناس: يا رسول الله لهذا خاصة أم للناس عامة قال: بل هي للناس عامة).
[الدر المنثور: 8/154-155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح قال: أقبلت امرأة حتى جاءت إنسانا يبيع الدقيق لتبتاع منه فدخل بها البيت فلما خلا بها قبلها فسقط في يده فانطلق إلى أبي بكر فذكر ذلك له فقال: انظر لا تكون امرأة رجل غاز، فبينما هم على ذلك نزل في ذلك {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} قيل لعطاء: المكتوبة هي قال: نعم).
[الدر المنثور: 8/155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال جاء فلان بن مقيب رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله دخلت على امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله إلا أني لم أواقعها فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبه حتى نزلت هذه الآية {وأقم الصلاة طرفي النهار} فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه).
[الدر المنثور: 8/155]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمي قال: ضرب رجل على كفل امرأة ثم أتى إلى أبي بكر وعمر فسألهما عن كفارة ذلك فقال كل منهما: لا أدري ثم أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسأله فقال لا أدري حتى أنزل الله {وأقم الصلاة} الآية).
[الدر المنثور: 8/155-156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان، أن رجلا من بني تميم دخلت عليه امرأة فقبلها ووضع يده على دبرها فجاء إلى أبي بكر ثم إلى عمر ثم إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية {وأقم الصلاة} إلى قوله {ذلك ذكرى للذاكرين} فلم يزل الرجل الذي قبل المرأة يذكر فذلك قوله {ذكرى للذاكرين}).
[الدر المنثور: 8/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن يحيى بن جعدة، أن رجلا أقبل يريد أن يبشر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالمطر فوجد امرأة جالسة على غدير فدفع صدرها وجلس بين رجليها فصار ذكره مثل الهدبة فقام ثم أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع فقال له استغفر ربك وصل أربع ركعات وتلا عليه {وأقم الصلاة طرفي النهار} الآية).
[الدر المنثور: 8/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وأحمد والدارمي، وابن جرير والطبراني والبغوي في معجمه، وابن مردويه عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنا يابسا من شجرة فهزه حتى تحات ورقه ثم قال: إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق ثم تلا هذه الآية {وأقم الصلاة طرفي النهار} الآية، إلى قوله {للذاكرين}).
[الدر المنثور: 8/156-157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والطبراني، وابن مردويه عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الصلوات كفارات لما بينهن فإن الله تعالى قال {إن الحسنات يذهبن السيئات}).
[الدر المنثور: 8/157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة).
[الدر المنثور: 8/157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه بسند صحيح عن عثمان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينه وبين صلاة الصبح ثم صلى العصر غفر له ما كان بينه وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما كان بينه وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما كان بينه وبين صلاة المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات قالوا: هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان قال: هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
[الدر المنثور: 8/157-158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيئا قالوا: لا يا رسول الله، قال: كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الذنوب والخطايا).
[الدر المنثور: 8/158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يمحو السيء بالسيء ولكن السيء بالحسن).
[الدر المنثور: 8/158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس قال: لم أر شيئا أحسن طلبا ولا أحسن إدراكا من حسنة حديثة لسيئة قديمة {إن الحسنات يذهبن السيئات}).
[الدر المنثور: 8/158-159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا معاذ اتبع السيئة الحسنة تمحها).
[الدر المنثور: 8/159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أوصني، قال: اتق الله إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها، قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال: هي أفضل الحسنات).
[الدر المنثور: 8/159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار إلا طلست ما في الصحيفة من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات).
[الدر المنثور: 8/159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله: ما تركت من حاجة ولا داجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال: نعم، قال: فإن هذا يأتي على ذلك).
[الدر المنثور: 8/159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعمل الحسنات على أثر السيئات كمثل رجل عليه درع من حديد ضيقة تكاد تخنقه فكلما عمل سيئة فك حتى يحل عقده كلها).
[الدر المنثور: 8/160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال: إن الصلاة من الحسنات وكفارة ما بين الأولى إلى العصر صلاة العصر وكفارة ما بين صلاة العصر إلى المغرب صلاة المغرب وكفارة ما بين المغرب إلى العتمة صلاة العتمة ثم يأوي المسلم إلى فراشه لا ذنب له ما اجتنبت الكبائر ثم قرأ {إن الحسنات يذهبن السيئات}).
[الدر المنثور: 8/160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن علي رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قام الرجل فأعاد القول فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم أليس قد صليت معنا هذه الصلاة وأحسنت لها الطهور قال: بلى، قال: فإنها كفارة ذلك).
[الدر المنثور: 8/160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مالك، وابن حبان عن عثمان بن عفان أنه قال: لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي الصلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها، قال مالك: أراه يريد هذه الآية {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}).
[الدر المنثور: 8/160-161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن حبان عن واثلة بن الأسقع قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي، فأعرض عنه ثم أقيمت الصلاة فلما سلم قال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل توضأ ثم أقبلت قال: نعم، قال: وصليت معنا قال: نعم، قال: فاذهب فإن الله قد غفر لك).
[الدر المنثور: 8/161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي، فلم يسأله عنه وحضرت الصلاة فصلى مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قام إليه رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم علي كتاب الله، قال أليس قد صليت معنا قال: نعم، قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك).
[الدر المنثور: 8/161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار وأبو يعلى ومحمد بن نصر، وابن مردويه عن أنس بن مالك أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: مثل الصلوات الخمس كمثل نهار جار عذب غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين من درنه قال: ودرنه إثمه).
[الدر المنثور: 8/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات).
[الدر المنثور: 8/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فما يبقى من درنه).
[الدر المنثور: 8/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم فماذا يبقين من الدرن).
[الدر المنثور: 8/162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن خزيمة ومحمد بن نصر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت سعدا وناسا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقولون: كان رجلان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما أفضل من الآخر فتوفي الذي هو أفضلهما وعمر الآخر بعده أربعين ليلة ثم توفي فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الأول على الآخرة قال ألم يكن يصلي قالوا: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يدريكم ما بلغت به صلاته ثم قال عند ذلك: إنما مثل الصلوات كمثل نهر جار بباب أحدكم غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فماذا ترون يبقى من درنه).
[الدر المنثور: 8/163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب يجري عند باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات فماذا يبقى عليه من الدرن).
[الدر المنثور: 8/163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي برزة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما صليت صلاة إلا وأنا أرجو أن تكون كفارة لما أمامها).
[الدر المنثور: 8/163-164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ تحضر صلاة مكتوبة فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي فيحسن الصلاة إلا غفر له ما بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه).
[الدر المنثور: 8/164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والطبراني عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصلوات الخمس كفارة ما بينها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو أن رجلا كان يعتمل وكان بين منزله ومعتمله خمسة أنهار فإذا أتى معتمله عمل فيه ما شاء الله فأصابه الوسخ أو العرق فكلما مر بهر اغتسل ما كان يبقى من درنه فكذلك الصلاة كلما عمل خطيئة صلى صلاة فدعا واستغفر الله غفر الله له ما كان قبلها).
[الدر المنثور: 8/164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر).
[الدر المنثور: 8/164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تعالى ملكا ينادي عند كل صلاة يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها).
[الدر المنثور: 8/164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول: يا بني آدم قوموا فأطفئوا عنكم ما أقدتم على أنفسكم فيقومون فيتطهرون ويصلون فيغفر لهم ما بينهما فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك فينامون فيغفر لهم فمدلج في خير ومدلج في شر).
[الدر المنثور: 8/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي أمامة الباهلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصلاة المكتوبة تكفر ما قبلها إلى الصلاة الأخرى والجمعة تكفر ما قبلها إلى الجمعة الأخرى وشهر رمضان يكفر ما قبله إلى شهر رمضان والحج يكفر ما قبله إلى الحج).
[الدر المنثور: 8/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والحمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر).
[الدر المنثور: 8/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والطبراني عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحاتت عنه فيفرغ من صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه).
[الدر المنثور: 8/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا قام يصلي جمعت ذنوبه على رقبته فإذا ركع تفرقت).
[الدر المنثور: 8/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي الدرداء سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين أو أربعا مفروضة أو غير مفروضة ثم يستغفر الله إلا غفر الله له).
[الدر المنثور: 8/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال: الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر).
[الدر المنثور: 8/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود موقوفا والبزار والطبراني عنه مرفوعا قال الصلوات الحقائق كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر).
[الدر المنثور: 8/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال: مثل الصلوات الخمس مثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين بعد عليه من درنه).
[الدر المنثور: 8/166-167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء، مثل الصلوات الخمس مثل رجل على بابه نهر يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقيي ذلك من درنه).
[الدر المنثور: 8/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: تكفير كل لحاء ركعتان).
[الدر المنثور: 8/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير عن ابن مسعود قال: يحترقون فإذا صلوا الظهر غسلت ثم يحترقون فإذا صلوا العصر غسلت ثم يحترقون فإذا صلوا المغرب غسلت حتى ذكر الصلوات كلهن).
[الدر المنثور: 8/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها ثم تنامون فلا يكتب حتى تستيقظوا).
[الدر المنثور: 8/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عبيدة بن الجراح، أنه قال: بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات فلو أن أحدكم أخطأ ما بينه وبين السماء والأرض ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن).
[الدر المنثور: 8/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب لسيئة قديمة من حسنة حديثة وتصديق ذلك في كتب الله تعالى {إن الحسنات يذهبن السيئات}).
[الدر المنثور: 8/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ذلك ذكرى للذاكرين} قال: هم الذين يذكرون الله في السراء والضراء والشدة والرخاء والعافية والبلاء).
[الدر المنثور: 8/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: لما نزع الذي قبل المرأة تذكر فذلك قوله {ذلك ذكرى للذاكرين}).
[الدر المنثور: 8/168]
تفسير قوله تعالى: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) )