العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:42 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الجمعة

التفسير اللغوي لسورة الجمعة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 11:30 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي المقدمات والخواتيم

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (وليس في الجمعة شيء). [ياقوتة الصراط: 515]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 11:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى آخر السورة]


{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {يسبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض الملك القدّوس العزيز الحكيم}
{الملك القدّوس} بضم القاف القراءة، وقد رويت القدّوس بفتح القاف، وهي قليلة.ومعنى القدوس المبارك وقيل الطاهر أيضا). [معاني القرآن: 5/169]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في الأمّيّين}: الذين لا يكتبون. {يزكّيهم}: يطهرهم). [مجاز القرآن: 2/258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الأمين}: الذين لا يكتبون). [غريب القرآن وتفسيره: 377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}
{الأمّيّين} الذين لا يكتبون، الذين هم على ما خلقت عليه الأمّة قبل تعلم الكتاب، والكتاب لا يكون إلا بتعلّم .
وقولهم في الذي لا يعرف الكلام ولا القراءة: هو يقرأ بالسليقة، أي لم يتعلم القراءة معربا إنما يقرأ على ما سمع الكلام على سليقته. والسّليقة والطبيعة والنحيبة والسّجيّة والسّرجوجة، معناه كله الطبيعة.
وقيل أول ما بدأ الكتاب في العرب بدا من أهل الطائف، وذكر أهل الطائف أنهم تعلموا الكتابة في أهل الحيرة، وذكر أهل الحيرة أنهم تعلموا الكتابة من أهل الأنبار). [معاني القرآن: 5/169]

تفسير قوله تعالى: {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم...}.يقال: إنهم ممن لم يسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه، ثم أسلم، ويقال: هم الذين يأتون من بعد.
{وآخرين} في موضع خفض؛ بعث في الأميين وفي آخرين منهم. ولو جعلتها نصبا بقوله: {ويزكّيهم ويعلّمهم} ويعلم آخرين فينصب على الرد على الهاء في: يزكيهم، ويعلمهم). [معاني القرآن: 3/155]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم}
{آخرين} في موضع جرّ. المعنى هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم وبعث في الذين لم يلحقوا بهم، أي في آخرين منهم لمّا يلحقوا بهم. فالنبي عليه السلام مبعوث إلى من شاهده وإلى كل من كان بعدهم من العرب والعجم.
ويجوز أن يكون {وآخرين} في موضع نصب على معنى يعلمهم الكتاب والحكمة ويعلم آخرين منهم لما يلحقوا بهم). [معاني القرآن: 5/169-170]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)}

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كمثل الحمار يحمل أسفاراً...} يحمل من صلة الحمار؛ لأنه في مذهب نكرة، فلو جعلت مكان يحمل حاملا لقلت: كمثل الحمار حاملا أسفارا.
وفي قراءة عبد الله: كمثل حمار يحمل أسفارا. والسّفر واحد الأسفار، وهي الكتب العظام. شبه اليهود، ومن لم يسلم -إذ لم ينتفعوا بالتوراة والإنجيل. وهما دليلان على النبي صلى الله عليه- بالحمار الذي يحمل كتب العلم ولا يدرى ما عليه). [معاني القرآن: 3/155]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يحمل أسفاراً} واحدها سفرٌ وهو الكتاب). [مجاز القرآن: 2/258]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}قال: {أسفاراً} وواحدها "السّفر"). [معاني القرآن: 4/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({والأسفار}: واحدة سفر وهو الكتاب). [غريب القرآن وتفسيره: 377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({يحمل أسفاراً} أي كتبا. واحدها: «سفر».
يريد: أن اليهود يحملون التوراة ولا يعملون بها، فمثلهم كمثل حمار يحمل كتبا من العلم: وهو لا يعقلها). [تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المَثَل: بمعنى الشَّبَه...، وقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} أي: شَبَهُهُم الحمار). [تأويل مشكل القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
الأسفار الكتب الكبار، واحدها سفر، فأعلم اللّه -عز وجل- أن اليهود مثلهم في تركهم استعمال التوراة والإيمان بالنبي عليه السلام الذي يجدونه مكتوبا عندهم فيها كمثل الحمار يحمل أسفارا.
ثم قال: {بئس مثل القوم الّذين كذّبوا بآيات اللّه} ومعنى {بئس مثل القوم} المثل الذي ضربناه لهم.
وقرأ أبو عمرو كمثل الحمار -بكسر الألف- وهذه الإمالة أعني كسر الراء كثير في كلام العرب.
وقوله: {واللّه لا يهدي القوم الظّالمين} معناه أنه لا يهدي من سبق في علمه أنه يكون ظالما). [معاني القرآن: 5/170]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): {أَسْفَاراً} أي كتباّ، كما أن الحمار لا ينتفع بما يحمل من الكتب، كذلك هؤلاء لا ينتفعون بالتوراة، إذ لا يعملون بها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الأَسْفَارًا): الكتب). [العمدة في غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين} أي ادعوا على أنفسكم به.
وفي الحديث: «لو دعوا على أنفسهم بالموت، لماتوا جميعا»، هذا أو نحوه من الكلام. و«التّمنّي»: القول والتلاوة، والتخرص بالكذب وليس يعرف عوامّ الناس منه إلا الودادة). [تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل يا أيّها الّذين هادوا إن زعمتم أنّكم أولياء للّه من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين} وذلك لأنهم قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} فقيل لهم: إن كنتم تزعمون فتمنّوا الموت؛ أي فإن اللّه سيميتكم. وأعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنهم لا يتمنّونه، لأنهم قد علموا أن النبي عليه السلام حقّ وأنهم إن تمنّوه ماتوا، فلم يتمنّوه.
فهذه من أدل آيات النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/170-171]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم...}.أدخلت العرب الفاء في خبر (إنّ)؛ لأنها وقعت على الذي، والذي حرف يوصل، فالعرب تدخل الفاء في كل خبرٍ كان اسمه مما يوصل مثل: من، والذي وإلقاؤها صواب، وهي في قراءة عبد الله: (إن الموت الذي تفرّون منه ملاقيكم)، ومن أدخل الفاء ذهب بالذي إلى تأويل الجزاء إذا احتاجت إلى أن توصل، ومن ألقى الفاء فهو على القياس؛ لأنك تقول: إن أخاك قائم، ولا تقول: إن أخاك فقائم. ولو قلت: إن ضاربك فظالم كان جائزا؛ لأن تأويل: إن ضاربك، كقولك: إن من يضربك فظالم، فقس على هذا الاسم المفرد الذي فيه تأويل الجزاء فأدخل له الفاء.
وقال بعض المفسرين: إن الموت هو الذي تفرون منه، فجعل الذي في موضع الخبر للموت. ثم قال: ففروا أولا تفروا فإنه ملاقيكم. ولا تجد هذا محتملا في العربية والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 3/155-156]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(إنَّ الثقيلة) تزاد كقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.
وكذلك قوله: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}.
وقال الشاعر:
إنَّ الخليفة إنَّ الله سَرْبَلَهُ = سِرْبَالِ مُلْكِ به تُرجى الخواتيمُ). [تأويل مشكل القرآن: 251](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(ثم أعلم عزّ وجلّ أنهم إن لم يتمنوا الموت ولم يموتوا في وقتهم أنهم يموتون لا محالة فقال: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون} ودخلت الفاء في خبر إنّ، ولا يجوز إنّ زيدا فمنطلق، لأن {الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم} فيه معنى الشرط والجزاء.
ويجوز أن يكون تمام الكلام: {قل إنّ الموت الّذي تفرّون منه} كأنّه قيل: إن فررتم من أي موت كان من قتل أو غيره فإنه ملاقيكم، ويكون (فإنّه) استئناف، بعد الخبر الأول). [معاني القرآن: 5/171]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من يوم الجمعة...}.خفضها الأعمش فقال: الجمعة، وثقلها عاصم وأهل الحجاز، وفيها لغة: جمعة، وهي لغة لبني عقيل لو قرئ بها كان صوابا. والذين قالوا: {الجمعة}: ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنه يوم جمعة؛ كما تقول: رجل ضحكة للذي يكثر الضحك.
وقوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه...} وفي قراءة عبد الله: (فامضوا إلى ذكر الله)، والمضي والسعي والذهاب في معنى واحد؛ لأنك تقول للرجل: هو يسعى في الأرض يبتغي من فضل الله، وليس هذا باشتداد.
وقد قال بعض الأئمة: لو قرأتها: "فاسعوا" لاشتددت يقول: لأسرعت، والعرب تجعل السعي أسرع من المضي، والقول فيها القول الأول.
وقوله تبارك وتعالى: {وذروا البيع...} إذا أمر بترك البيع فقد أمر بترك الشراء؛ لأن المشتري والبيّع يقع عليهما البيّعان، فإذا أذن المؤذن من يوم الجمعة حرم البيع والشراء). [معاني القرآن: 3/156-157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فاسعوا إلى ذكر اللّه} أجيبوا وليس من العدو). [مجاز القرآن: 2/258]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خيرٌ لّكم إن كنتم تعلمون}، وقال: {من يوم الجمعة} يقول - والله أعلم - من صلاة يوم الجمعة. [معاني القرآن: 4/30]
وقال بعض النحويين لا يكون لـ"الأسفار" واحد كنحو "أبابيل" و"أساطير"، ونحو قول العرب: "ثوبٌ أكباشٌ" وهو الرديء الغزل، و"ثوبٌ مزقٌ" للمتمزّق). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فاسعوا إلى ذكر الله}: أجيبوا. ليس من العدو). [غريب القرآن وتفسيره: 377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فاسعوا إلى ذكر اللّه}: بادروا بالنية والجد. ولم يرد العدو، ولا الإسراع في المشي).
[تفسير غريب القرآن: 465]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} أي امشوا.
وقرأ بعض السلف: (فامضوا إلى ذكر الله)). [تأويل مشكل القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} وقرئت (الجمعة) -بإسكان الميم- ويجوز في اللغة (الجمعة) -بفتح الميم- ولا ينبغي أن يقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية عن إمام من القرّاء.فمن قرأ الجمعة فهو تخفيف الجمعة، لثقل الضمّتين.
ومن قال في غير القراءة الجمعة، فمعناه التي تجمع النّاس، كما تقول رجل لعنة، أي يكثر لعن الناس، ورجل ضحكة، يكثر الضّحك.
وقوله: {فاسعوا إلى ذكر اللّه} معناه فاقصدوا إلى ذكر اللّه، وليس معناه العدو.
وقرأ ابن مسعود: (فامضوا إلى ذكر اللّه) وقال: لو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي. وكذلك قرأ أبيّ بن كعب: (فامضوا). وقد رويت عن عمر بن الخطاب.
ولكن اتباع المصحف أولى، ولو كانت عند عمر " فامضوا " لا غير، لغيرها في المصحف.
والدليل على أن معنى السّعي التصرف في كل عمل قول اللّه عز وجل: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى * وأنّ سعيه سوف يرى} فلا اختلاف في أن معناه: وأن ليس للإنسان إلّا ما عمل.
وقوله عزّ وجلّ: {وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} فالبيع من وقت الزوال في يوم الجمعة إلى انقضاء الصلاة كالمحرّم). [معاني القرآن: 5/171-172]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَاسْعَوْا}: أجيبوا الداعي). [العمدة في غريب القرآن: 305]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه...} هذا: إذنٌ، وإباحةٌ، من شاء باع، ومن شاء لزم المسجد). [معاني القرآن: 3/157]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فإذا قضيت الصّلاة} أي فرغ منها). [تفسير غريب القرآن: 466]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وعلى لفظ الأمر وهو إباحة:
كقوله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً}، {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ}). [تأويل مشكل القرآن: 280](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه واذكروا اللّه كثيرا لعلّكم تفلحون} هذا معناه الإباحة، ليس معناه إذا انقضت الصلاة وجب أن يتجر الإنسان كما قال: {وإذا حللتم فاصطادوا} فليس على من حلّ من إحرام أن يصطاد إنما هو مباح له، مثل ذلك قوله في الكلام: إذا حضرتني فلا تنطق وإذا غبت عني فتكلم بما شئت، إنّما معناه الإباحة.
وقوله: (فتمنّوا الموت) بضم الواو لسكونها وسكون اللام. واختير الضم مع الواو، لأن الواو ههنا أصل حركتها الرفع؛ لأنها تنوب عن أسماء مرفوعة.
وقد قرئت (فتمنو الموت) بكسر الواو لالتقاء السّاكنين، إذا التقيا من كلمتين كسر الأول منهما كما تقول: قل الحق فتكسر اللام لسكون لام الحق). [معاني القرآن: 5/172]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها...} فجعل الهاء للتجارة دون اللهو، وفي قراءة عبد الله: (وإذا رأوا لهوا أو تجارة انفضوا إليها).
وذكروا أن النبي صلى الله [عليه] كان يخطب يوم الجمعة، فقد دحية الكلبي بتجارة من الشام فيها كل ما يحتاج إليه الناس، فضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه؛ فخرج جميع الناس إليه إلاّ ثمانية نفر، فأنزل الله عز وجل: {وإذا رأوا تجارةً} يعني: التجارة التي قدم بها، {أو لهواً}: يعني: الضرب بالطبل. ولو قيل: انفضوا إليه، يريد: اللهو كان صوابا، كما قال: {ومن يكسب خطيئةً أو إثماً ثمّ يرم به بريئاً} ولم يقل: بها. ولو قيل: بهما، وانفضوا إليهما كما قال: {إن يكن غنيّاً أو فقيراً فالله أولى بهما}، كان صوابا وأجود من ذلك في العربية أن تجعل الراجع من الذكر للآخر من الاسمين وما بعد ذا فهو جائز. وإنما اختير في انفضوا إليها - في قراءتنا وقراءة عبد الله؛ لأن التجارة كانت أهم إليهم، وهم بها أسرّ منهم بضرب الطبل؛ لأن الطبل إنما دل عليها، فالمعنى كله لها). [معاني القرآن: 3/157]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضّوا إليها} مجازها: إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهواً قال الشاعر:
من كان يسعى في تفّرق فالجٍ = فلبونه جربت معاً وأغدّت). [مجاز القرآن: 2/258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا رأوا تجارةً أو لهواً} يقال: «قدم دحية الكلبي - رضي اللّه عنه - بتجارة له من الشام، فضرب بالطبل: ليؤذن الناس بقدومه».{انفضّوا إليها} أي تفرّقوا عنك إليها. وقال (إليها)، ولو قال: «إليهما» أو «إليه»، لكان جائزا.{وتركوك قائماً} تخطب. يقال: «إن الناس خرجوا إلا ثمانية نفر» ). [تفسير غريب القرآن: 466]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان فيجعل الفعل لأحدهما، أو تنسبه إلى أحدهما وهو لهما:
كقوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 288](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضّوا إليها وتركوك قائما قل ما عند اللّه خير من اللّهو ومن التّجارة واللّه خير الرّازقين} ولم يقل إليهما، ويجوز من الكلام، وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليه انفضوا إليها، وانفضوا إليهما فحذف خبر أحدهما لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف والمعنى إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا انفضوا إليه.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في خطبته فجاءت إبل لدحية بن خليفة الكلبي وعليها زيت فانفضوا ينظرون إليها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وبقي النبي عليه السلام مع اثني عشر رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لحق آخرهم أوّلهم لالتهب الوادي نارا.فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة، وأعلم النبي عليه السلام غليظ ما في التولي عن الإمام إذا كان يخطب يوم الجمعة.واللّهو ههنا قيل الطّبل، وهو -واللّه أعلم- كل ما يلهى به.
{واللّه خير الرّازقين} أي ليس يفوتهم من أرزاقهم لتخلفهم عن النظر إلى الميرة شيء من رزق ولا بتركهم البيع في وقت الصلاة والخطبة). [معاني القرآن: 5/172-173]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة