العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة المائدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 10:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة المائدة [ من الآية (57) إلى الآية (58) ]

تفسير سورة المائدة
[ من الآية (57) إلى الآية (58) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين}
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {يا أيّها الّذين آمنوا} أي صدّقوا اللّه ورسوله {لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم} يعني اليهود والنّصارى الّذين جاءتهم الرّسل والأنبياء، وأنزلت عليهم الكتب من قبل بعث نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم ومن قبل نزول كتابنا أولياء. يقول: لا تتّخذوهم أيّها المؤمنون أنصارًا وإخوانًا وحلفاء، فإنّهم لا يألونكم خبالاً وإن أظهروا لكم مودّةً وصداقةً.
وكان اتّخاذ هؤلاء اليهود الّذين أخبر اللّه عنهم المؤمنين أنّهم اتّخذوا دينهم هزوًا ولعبًا الدّين على ما وصفهم به ربّنا تعالى ذكره، أنّ أحدهم كان يظهر للمؤمنين الإيمان وهو على كفره مقيمٌ، ثمّ يراجع الكفر بعد يسيرٍ من المدّة بإظهار ذلك بلسانه قولاً بعد أن كان يبدي بلسانه الإيمان قولاً وهو للكفر مستبطنٌ، تلعّبًا بالدّين واستهزاءً به، كما أخبر تعالى ذكره عن فعل بعضهم ذلك بقوله: {وإذا لقوا الّذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزئون اللّه يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون}
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، وأبو كريبٍ، قالا: حدّثنا يونس بن بكيرٍ، قال: حدّثني ابن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ مولى زيد بن ثابتٍ، قال: حدّثني سعيد بن جبيرٍ أو عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رفاعة بن زيد بن التّابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام، ثمّ نافقا، وكان رجالٌ من المسلمين يوادّونهما، فأنزل اللّه فيهما: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء} إلى قوله: {واللّه أعلم بما كانوا يكتمون}.
فقد أبان هذا الخبر عن صحّة ما قلنا من أنّ اتّخاذ من اتّخذ دين اللّه هزوًا ولعبًا من أهل الكتاب الّذين ذكرهم اللّه في هذه الآية، إنّما كان بالنّفاق منهم وإظهارهم للمؤمنين الإيمان واستبطانهم الكفر وقيلهم لشياطينهم من اليهود إذا خلوا بهم: إنّا معكم. فنهى اللّه عن موادّتهم ومحالفتهم، والتّمسّك بحلفهم والاعتداد بهم أولياء، وأعلمهم أنّهم لا يألونهم خبالاً، وفي دينهم طعنًا وعليه إزراءً.
وأمّا الكفّار الّذين ذكرهم اللّه تعالى ذكره في قوله: {من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء} فإنّهم المشركون من عبدة الأوثان نهى اللّه المؤمنين أن يتّخذوا من أهل الكتاب ومن عبدة الأوثان وسائر أهل الكفر أولياء دون المؤمنين.
وكان ابن مسعودٍ فيما:
- حدّثني به أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم بن سلامٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، عن ابن مسعودٍ يقرأ: من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الّذين أشركوا.
ففي هذا بيان صحّة التّأويل الّذي تأوّلناه في ذلك.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته جماعةٌ من أهل الحجاز والبصرة والكوفة: والكفّار أولياء بخفض الكفّار، بمعنى: يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم، ومن الكفّار أولياء.
وكذلك ذلك في قراءة أبيّ بن كعبٍ فيما بلغنا: من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفّار أولياء.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والكوفة: {والكفّار أولياء} بالنّصب، بمعنى: يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا والكفّار، عطفًا بالكفّار على الّذين اتّخذوا.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان متّفقتا المعنى صحيحتا المخرج، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماءٌ من القرّاء، فبأيّ ذلك قرأ القارئ فقد أصاب؛ لأنّ النّهي عن اتّخاذ وليٍّ من الكفّار نهيٌ عن اتّخاذ جميعهم أولياء، والنّهي عن اتّخاذ جميعهم أولياء نهيٌ عن اتّخاذ بعضهم وليًّا. وذلك أنّه غير مشكلٍ على أحدٍ من أهل الإسلام أنّ اللّه تعالى ذكره إذا حرّم اتّخاذ وليٍّ من المشركين على المؤمنين، أنّه لم يبح لهم اتّخاذ جميعهم أولياء، ولا إذا حرّم اتّخاذ جميعهم أولياء أنّه لم يخصّص إباحة اتّخاذ بعضهم وليًّا، فيجب من أجل إشكال ذلك عليهم طلب الدّليل على.أولى القراءتين في ذلك بالصّواب. وإذ كان ذلك كذلك، فسواءٌ قرأ القارئ بالخفض أو بالنّصب لما ذكرنا من العلّة.
وأمّا قوله: {واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين} فإنّه يعني: وخافوا اللّه أيّها المؤمنون في هؤلاء الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب ومن الكفّار أن تتّخذوهم أولياء أو نصراء، وارهبوا عقوبته في فعل ذلك إن فعلتموه بعد تقدّمه إليكم بالنّهي عنه إن كنتم تؤمنون باللّه وتصدّقونه على وعيده على معصيته). [جامع البيان: 8/533-535]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين (57)
قوله تعالى: يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب
- وبه عن السّدّيّ قوله: لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال: نهاهم وتقدّم إليهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: قال محمّد بن أبي محمّدٍ: وكان رفاعة بن ديد بن التّابوت، وسويد بن الحارث قد ظهرا الإسلام ونافقا وكان رجالٌ من المسلمين يوادّونهما، فأنزل اللّه فيهما يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 4/1163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين}.
أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ونافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما فانزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا} إلى قوله {أعلم بما كانوا يكتمون}.
وأخرج أبو عبيد، وابن جرير عن ابن مسعود، انه كان يقرأ (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا) ). [الدر المنثور: 5/364]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون} يقول تعالى ذكره: وإذا أذّن مؤذّنكم أيّها المؤمنون بالصّلاة، سخر من دعوتكم إليها هؤلاء الكفّار من اليهود والنّصارى والمشركين، ولعبوا من ذلك {ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون} يعني تعالى ذكره بقوله: ذلك فعلهم الّذي يفعلونه، وهو هزؤهم ولعبهم من الدّعاء إلى الصّلاة، إنّما يفعلونه بجهلهم بربّهم، وأنّهم لا يعقلون ما لهم في إجابتهم إن أجابوا إلى الصّلاة وما عليهم في استهزائهم ولعبهم بالدّعوة إليها، ولو عقلوا ما لمن فعل ذلك منهم عند اللّه من العقاب ما فعلوه.
وقد ذكر عن السّدّيّ في تأويله ما:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا} كان رجلٌ من النّصارى بالمدينة إذا سمع المنادي ينادي: أشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه، قال: حرّق الكاذب فدخلت خادمه ذات ليلةٍ من اللّيالي بنارٍ وهو نائمٌ وأهله نيامٌ، فسقطت شرارةٌ، فأحرقت البيت، فاحترق هو وأهله). [جامع البيان: 8/536]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون (58)
قوله تعالى: وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا قال: كان رجلٌ من النّصارى بالمدينة إذا سمع المنادي ينادي أشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه قال: حرق الكاذب. فدخلت خادمه ليلةً من اللّيالي بنارٍ وهو نائمٌ وأهله نيامٌ فسقطت شرارةٌ فأحرقت البيت فاحترق هو وأهله.
- أخبرنا إسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى الأيليّ فيما كتب إليّ قال: سمعت سلامة بن روح بن خالدٍ ابن أخي عقيل بن خالدٍ قال: قال عقيل بن خالدٍ قال محمّد بن مسلم بن شهابٍ الزّهريّ: قد ذكر اللّه الأذان في كتابه فقال: وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا). [تفسير القرآن العظيم: 4/1163-1164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون}.
أخرج البيهقي في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} أمر الله، قال: كان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نادى بالصلاة فقام المسلمون إلى الصلاة قالت اليهود: قد قاموا لا قاموا فإذا رأوهم ركعا وسجدا استهزأوا بهم وضحكوا منهم.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا} قال: كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المنادي ينادي: أشهد أن محمد رسول الله، قال: أحرق الله الكاذب فدخل خادمه ذات ليلة من الليالي بنار وهو قائم واهله نيام فسقطت شرارة فأحرقت البيت واحترق هو وأهله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن شهاب الزهري قال: قد ذكر الله الأذان في كتابه فقال {وإذا ناديتم إلى الصلاة}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال ائتمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه كيف يجعلون شيئا إذا أرادوا جمع الصلاة اجتمعوا لها به فائتمروا بالناقوس فبينا عمر بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس إذ رأى في المنام أن لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا بالصلاة فذهب عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي رأى وقد جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك فما راع عمر إلا بلال يؤذن فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد سبقك بذلك الوحي حين أخبره بذلك عمر). [الدر المنثور: 5/364-366]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والكفّار أولياء...}
وفي في قراءة أبيّ (ومن الكفار)، ومن نصبها ردّها على {الّذين اتّخذوا}).[معاني القرآن: 1/313]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو ومسلم بن جندب {من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار} خفض على "ومن الكفار".
الحسن {والكفار} نصب تكون على "ولا تتخذوا الكفار أولياء".
وفي قراءة أبي "ومن الكفار" يدخل "من" قوة لمن خفض). [معاني القرآن لقطرب: 482]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوا ولعبا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين (57)
هزءا فيه لغات، إن شئت قلت هزؤا بضم الزاي وتحقيق الهمزة، وهو الأصل والأجود، وإن شئت قلت هزوا وأبدلت من الهمزة واوا، لانضمام ما قبلها وأنها مفتوحة، وإن شئت قلت: هزءا بإسكان الزاي وتحقيق الهمزة.
فهذه الأوجه الثلاثة جيدة يقرأ بهنّ.
وفيها وجه آخر. ولا تجوز القراءة به؛ لأنه لم يقرأ به، وهو أن يقول هزا مثل هدى وذلك يجوز إذا أردت تخفيف همزة هزء فيمن أسكن الزاي أن يقول هزا. تطرح حركتها على الزاي كما تقول رأيت خبا تريد خبئا.
وقوله: (من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار).
النصب فيه على العطف على قوله: (لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوا ولعبا) أي، ولا تتخذوا الكفّار أولياء، ويجوز والكفار أولياء على العطف على الّذين أوتوا الكتاب، المعنى من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار أولياء). [معاني القرآن: 2/185-186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء} وقرأ الكسائي (والكفار أولياء) والمعنى من الذين أوتوا الكتاب ومن الكفار قال الكسائي في حرف أبي رحمه الله ومن الكفار وروي عن ابن عباس رحمه الله أن قوما من اليهود والمشركين ضحكوا من المسلمين وقت سجودهم فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا} إلى آخر الآيات). [معاني القرآن: 2/326-327]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) )


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 04:18 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم نهى الله تعالى المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، فوسمهم بوسم يحمل النفوس على تجنبهم، وذلك اتخاذهم دين المؤمنين هزواً ولعباً والهزء السخرية والازدراء ويقرأ «هزؤا» بضم الزاي والهمز، و «هزؤا» بسكون الزاي والهمز ويوقف عليه هزا بتشديد الزاي المفتوحة، و «هزوا» بضم الزاي وتنوين الواو، و «هزا» بزاي مفتوحة منونة، ثم بين تعالى جنس هؤلاء أنهم من أهل الكتاب اليهود والنصارى، واختلف القراء في إعراب الكفّار فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة: «والكفار» نصبا، وقرأ أبو عمرو والكسائي «والكفار» خفضا، وروى حسين الجعفي عن أبي عمرو النصب، قال أبو علي: حجة من قرأ بالخفض حمل الكلام على أقرب العاملين وهي لغة التنزيل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويدخل «الكفار» على قراءة الخفض فيمن اتخذ دين المؤمنين هزؤا، وقد ثبت استهزاء الكفار في قوله: إنّا كفيناك المستهزئين [الحجر: 95] وثبت استهزاء أهل الكتاب في لفظ هذه الآية، وثبت استهزاء المنافقين في قولهم لشياطينهم إنّا معكم إنّما نحن مستهزؤن [البقرة: 14]، ومن قرأ «الكفار» بالنصب حمل على الفعل الذي هو لا تتّخذوا، ويخرج الكفار من أن يتضمن لفظ هذه الآية استهزاءهم، وقرأ أبيّ بن كعب «ومن الكفار» بزيادة «من» فهذه تؤيد قراءة الخفض، وكذلك في قراءة ابن مسعود «من قبلكم من الذي أشركوا»، وفرقت الآية بين الكفار وبين الذين أوتوا الكتاب من حيث الغلب في اسم الكفار أن يقع على المشركين بالله إشراك عبادة أوثان، لأنهم أبعد شأوا في الكفر، وقد قال تعالى:
جاهد الكفّار والمنافقين [التوبة: 73] ففرق بينهم إرادة البيان والجمع كفار وكان هذا لأن عباد الأوثان هم كفار من كل جهة، وهذه الفرق تلحق بهم في حكم الكفر وتخالفهم في رتب، فأهل الكتاب يؤمنون بالله وببعض الأنبياء، والمنافقون بألسنتهم، ثم أمر تعالى بتقواه ونبه النفوس بقوله: إن كنتم مؤمنين أي حق مؤمنين). [المحرر الوجيز: 3/199-200]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون (58) قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منّا إلاّ أن آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأنّ أكثركم فاسقون (59) قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند اللّه من لعنه اللّه وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت أولئك شرٌّ مكاناً وأضلّ عن سواء السّبيل (60)
قوله تعالى: وإذا ناديتم الآية إنحاء على اليهود وتبيين لسوء فعلهم فإنهم كانوا إذا سمعوا قيام المؤمنين إلى الصلاة قال بعضهم لبعض، قد قاموا لا قاموا، إلى غير هذا من الألفاظ التي يستخفون بها في وقت الأذان وغيره، وكل ما ذكر من ذلك فهو مثال، وقد ذكر السدي أنه كان رجل من النصارى بالمدينة فكان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله، قال حرق الله الكاذب، فما زال كذلك حتى سقط مصباح في بيته ليلة فأحرقه واحترق النصراني لعنه الله، ثم ذكر تعالى أن فعلهم هذا إنما هو لعدم عقولهم، وإنما عدموها إذ لم تتصرف كما ينبغي بها، فكأنها لم توجد). [المحرر الوجيز: 3/200-201]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 02:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين (57) وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون (58)}
وهذا تنفيرٌ من موالاة أعداء الإسلام وأهله، من الكتابيّين والمشركين، الّذين يتّخذون أفضل ما يعمله العاملون، وهي شرائع الإسلام المطهّرة المحكمة المشتملة على كل خير دنيوي وأخروي، يتّخذونها {هزوًا ولعبًا} يستهزئون بها، {ولعبًا} يعتقدون أنّها نوعٌ من اللّعب في نظرهم الفاسد، وفكرهم البارد كما قال القائل:
وكم من عائبٍ قولا صحيحًا = وآفته من الفهم السّقيم
وقوله: {من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار} "من" ههنا لبيان الجنس، كقوله: {فاجتنبوا الرّجس من الأوثان} [الحجّ:30]، وقرأ بعضهم {والكفّار} بالخفض عطفًا، وقرأ آخرون بالنّصب على أنّه معمولٌ {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم} تقديره: ولا الكفّار أولياء، أي: لا تتّخذوا هؤلاء ولا هؤلاء أولياء.
والمراد بالكفّار ههنا المشركون، وكذا وقع في قراءة ابن مسعودٍ، فيها رواه ابن جريرٍ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء}.
وقوله: {واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين} أي: اتّقوا اللّه أن تتّخذوا هؤلاء الأعداء لكم ولدينكم أولياء {إن كنتم مؤمنين} بشرع اللّه الّذي اتّخذه هؤلاء هزوًا ولعبًا، كما قال تعالى: {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيءٍ إلا أن تتّقوا منهم تقاةً ويحذّركم اللّه نفسه وإلى اللّه المصير} [آل عمران: 28]). [تفسير القرآن العظيم: 3/139-140]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله [تعالى] {وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا} أي: وكذلك إذا أذّنتم داعين إلى الصّلاة الّتي هي أفضل الأعمال لمن يعقل ويعلم من ذوي الألباب {اتّخذوها} أيضًا {هزوًا ولعبًا ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون} معاني عبادة اللّه وشرائعه، وهذه صفات أتباع الشّيطان الّذي "إذا سمع الأذان أدبر وله حصاص، أي: ضراطٌ حتّى لا يسمع التّأذين، فإذا قضي التّأذين أقبل، فإذا ثوّب بالصّلاة أدبر، فإذا قضي التّثويب أقبل حتّى يخطر بين المرء وقلبه، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتّى يظلّ الرّجل إن يدري كم صلّى، فإذا وجد أحدكم ذلك، فليسجد سجدتين قبل السّلام". متّفقٌ عليه.
وقال الزّهريّ: قد ذكر اللّه [تعالى] التّأذين في كتابه فقال: {وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون} رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال أسباطٌ، عن السّدّي، في قوله: {وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوًا ولعبًا} قال: كان رجلٌ من النّصارى بالمدينة إذا سمع المنادي ينادي: "أشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه" قال: حرّق الكاذب! فدخلت خادمةٌ ليلةً من اللّيالي بنارٍ وهو نائمٌ وأهله نيامٌ، فسقطت شرارةٌ فأحرقت البيت، فاحترق هو وأهله. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.
وذكر محمّد بن إسحاق بن يسار في السّيرة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم دخل الكعبة عام الفتح، ومعه بلالٌ، فأمره أن يؤذّن، وأبو سفيان بن حربٍ وعتّاب بن أسيدٍ والحارث بن هشامٍ جلوسٌ بفناء الكعبة، فقال عتّاب بن أسيدٍ: لقد أكرم اللّه أسيدًا ألّا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه. وقال الحارث بن هشامٍ: أما واللّه لو أعلم أنّه محقٌّ لاتّبعته. فقال أبو سفيان: لا أقول شيئًا لو تكلمت لأخبرت عنّي هذه الحصى. فخرج عليهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "قد علمت الّذي قلتم" ثمّ ذكر ذلك لهم، فقال الحارث وعتّابٌ: نشهد أنّك رسول اللّه، [واللّه] ما اطّلع على هذا أحدٌ كان معنا، فنقول أخبرك.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريج، أخبرنا عبد العزير بن عبد الملك بن أبي محذورة؛ أنّ عبد اللّه بن محيريز أخبره -وكان يتيمًا في حجر أبي محذورة-قال: قلت لأبي محذورة: يا عمّ، إنّي خارجٌ إلى الشّام، وأخشى أن أسأل عن تأذينك. فأخبرني أنّ أبا محذورة قال له: نعم خرجت في نفرٍ، وكنّا ببعض طريق حنينٍ، مقفل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من حنين، فلقينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ببعض الطّريق، فأذّن مؤذّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالصّلاة عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسمعنا صوت المؤذّن ونحن متنكّبون فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الصّوت، فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أيّكم الّذي سمعت صوته قد ارتفع؟ " فأشار القوم كلّهم إليّ، وصدقوا، فأرسل كلّهم وحبسني. وقال "قم فأذّن بالصّلاة". فقمت ولا شيء أكره إليّ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا ممّا يأمرني به فقمت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فألقى عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم التّأذين هو بنفسه، قال: "قل اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه، أشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه، " ثمّ قال لي: "ارجع فامدد من صوتك". ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمّدًا رسول اللّه، أشهد أنّ محمّدًا رسول اللّه، حيّ على الصّلاة، حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلّاح، حيّ على الفلّاح، اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلّا اللّه". ثمّ دعاني حين قضيت التّأذين، فأعطاني صرّة فيها شيءٌ من فضّةٍ، ثمّ وضع يده على ناصية أبي محذورة، ثمّ أمرّها على وجهه، ثمّ بين ثدييه ثمّ على كبده حتّى بلغت يد رسول اللّه سرّة أبي محذورة، ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بارك اللّه فيك وبارك عليك". فقلت: يا رسول اللّه، مرني بالتّأذين بمكّة. فقال قد "أمرتك به". وذهب كلّ شيءٍ كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من كراهةٍ، وعاد ذلك كلّه محبّةً لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقدمت على عتّاب بن أسيدٍ عامل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة فأذّنت معه بالصّلاة عن أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأخبرني ذلك من أدركت من أهلي ممّن أدرك أبا محذورة، على نحو ما أخبرني عبد اللّه بن محيريز.
هكذا رواه الإمام أحمد، وقد أخرجه مسلمٌ في صحيحه، وأهل السّنن الأربعة من طريقٍ عن عبد اللّه بن محيريزٍ، عن أبي محذورة -واسمه: سمرة بن معير بن لوذان-أحد مؤذّني رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم الأربعة، وهو مؤذّن أهل مكّة، وامتدّت أيّامه، رضي اللّه عنه وأرضاه). [تفسير القرآن العظيم: 3/140-142]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة