التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من عباده جزءاً } أي : نصيباً). [مجاز القرآن: 2/202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جزءا}: نصيبا). [غريب القرآن وتفسيره: 332]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجعلوا له من عباده جزءاً} أي: نصيبا, ويقال: شبها ومثلا، إذ عبدوا الملائكة والجن.
وقال أبو إسحاق الزجاج: إن معنى (جزأ) هاهنا: بنات. يقال:له جزء من عيال، أي بنات
قال: وأنشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على أن معنى (جزء): إناث.
قال: ولا ادري: البيت قديم؟ أم مصنوع؟ -:
إن أجزأت حرة يوما، فلا عجب = قد تجـزي الحـرة المذكـار أحيانـا
فمعنى : إن أجزأت, أي آنثت، أي: أتت بأنثى.
وقال المفضل بن سلمة: حكي لي بعض أهل اللغة: أجزأ الرجل، إذا كان يولد له بنات. وأجزأت المرأة: إذا ولدت البنات.
وانشد المفضل:
زوجتها من بنات الأوس مجزئة = اللدن في أبياتها زجل ).
[تفسير غريب القرآن: 396]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وجعلوا له من عباده جزءا إنّ الإنسان لكفور مبين}
يعنى: به الذين جعلوا الملائكة بنات اللّه، وقد أنشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على أن معنى جزء معنى الإناث ولا أدري البيت، قديم أم مصنوع، أنشدني:
إن أجزأت حرّة يوما فلا عجب = قــــد تــجــزئ الــحــرّة الـمــذكــار
أحيانا: أي إن أنثت، ولدت أنثى). [معاني القرآن: 4/406-407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وجعلوا له من عباده جزء إن الإنسان لكفور مبين}
قال قتادة: جزء أي عدلا
قال أبو جعفر: والمعنى على قولهم أنهم عبدوا الملائكة , فجعلوا لله جل وعز شبها ومثلا .
وقال عطاء: (جزء) أي : نصيبا وشركا
قال أبو جعفر: وهذا أبين كما يقال "هذا جزء فلان", وقيل لهم هذا لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله, هذا قول مجاهد.
ومعنى:{ وجعلوا}, قالوا: هذا ووصفوه). [معاني القرآن: 6/340-342]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ظلّ وجهه مسودّاً...} الفعل للوجه، فلذلك نصبت الفعل، ولو جعلت {ظلّ} للرجل رفعت الوجه والمسود، فقلت: ظل وجهه مسودٌّ وهو كظيم). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلًا} يريد:
جعلتهم البنات للّه: وأنتم إذا ولد لأحدكم بنت، {ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ} أي حزين؟!). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهُوَ كَظِيمٌ}: الحزين الحابس حزنه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
تفسير قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أومن ينشّأ في الحلية...}
يريد الإناث، يقول: خصصتم الرحمن بالبنات، وانتم هكذا إذا ولد لأحدكم بنت أصابه ما وصف، فأما قوله: {أومن} فكأنه قال: ومن لا ينشأ إلاّ في الحلية , وهو في الخصام غير مبين، يقول: لا يبلغ من الحجة ما يبلغ الرجل، وفي قراءة عبد الله: { أومن لا ينشّأ إلاّ في الحلية} ، فإن شئت جعلت "من" في موضع رفع على الاستئناف، وإن شئت نصبتها على إضمار فعل يجعلون ونحوه، وإن رددتها على أول الكلام على قوله: {وإذ بشّر أحدهم بما ضرب} خفضتها وإن شئت نصبتها، وقرأ يحيى بن وثاب وأصحاب عبد الله والحسن البصري: (ينشّأ), وقرأ عاصم, وأهل الحجاز: {ينشأ في الحلية}). [معاني القرآن: 3/29]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أو من ينشؤ في الحلية}: يعني الحلى, وهذه الجواري). [مجاز القرآن: 2/203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ينشأ في الحلية}: الحلى يعني الجواري).[غريب القرآن وتفسيره: 333]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أومن ينشّأ في الحلية}, أي ربي في الحلي، يعني: البنات.
و{الخصام}: جمع «خصيم». ويكون مصدرا لـ «خاصمت».
{غير مبينٍ}: للحجة). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} وهي: آناؤه وساعاته، مأخوذة من نشأت تنشأ نشئا، ونشأت أي: ابتدأت وأقبلت شيئا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت وأنشأت. ومنه قوله سبحانه: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}،وقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي: ابتدأناهن ونبّتناهن، ومنه قيل لصغار الجواري: نشأ). [تأويل مشكل القرآن: 365](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}
ويقرأ {ينشأ} ، وموضع "من" نصب.
المعنى أجعلوا من ينشّأ في الحلية - يعني البنات - للّه.
{وهو في الخصام غير مبين}: يعنى البنات، أي الأنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تبين.
وقد قيل في التفسير: إن المرأة لا تكاد تحتج بحجة إلا عليها.
وقد قيل: إنّه يعني به الأصنام, والأجود أن يكون يعني به المؤنث). [معاني القرآن: 4/407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}
قال ابن عباس: يعني النساء: جعل زيهن غير زي الرجال.
قال أبو جعفر: يجوز أن يكون المعنى {أومن ينشأ في الحلية}: يجعلون لله جل وعز نصيبا, ويجوز أن يكون في موضع رفع
ثم قال جل وعز: {وهو في الخصام غير مبين}
قال قتادة: قل ما تكلمت امرأة, ولها حجة إلا جعلتها عليها).[معاني القرآن: 6/342-343]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}: يعني البنات يريد من ربي في الحلي, وهو لا يبين عن نفسه , جعلتموه لله, ويسود وجه أحدكم إذا بشر بذلك لنفسه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحِلْيَةِ}: الحلي يعني به الجواري). [العمدة في غريب القرآن: 268]