تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس ضرب مثلٌ فاستمعوا له إنّ الّذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذّباب شيئًا لاّ يستنقذوه منه ضعف الطّالب والمطلوب (73) ما قدروا اللّه حقّ قدره إنّ اللّه لقويّ عزيزٌ}.
يقول تعالى ذكره: يا أيّها النّاس جعل للّه مثلٌ وذكرٌ. ومعنى {ضرب} في هذا الموضع: جعل، من قولهم: ضرب السّلطان على النّاس البعث، بمعنى: جعل عليهم. وضرب الجزية على النّصارى، بمعنى جعل ذلك عليهم؛ والمثل: الشّبه.
يقول جلّ ثناؤه: جعل لي شبهٌ أيّها النّاس، يعني بالشّبه والمثل: الآلهة، يقول: جعل لي المشركون الأصنام شبهًا، فعبدوها معي، وأشركوها في عبادتي. يقول: فاستمعوا حال ما مثّلوه وجعلوه لي في عبادتهم إيّاه شبهًا وصفته. {إنّ الّذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابًا} يقول: إنّ جميع ما تعبدون من دون اللّه من الآلهة والأصنام لو جمعت لم يخلقوا ذبابًا في صغره وقلّته، لأنّها لا تقدر على ذلك ولا تطيقه، ولو اجتمع لخلقه جميعها. والذّباب واحدٌ، وجمعه في القلّة أذبّةٌ، وفي الكثرة ذبّان، نظير غرابٍ، يجمع في القلّة: أغربةٌ، وفي الكثرة غربان.
وقوله: {وإنّ يسلبهم الذّباب شيئًا} يقول: وإن يسلب الآلهة والأوثان الذّباب شيئًا ممّا عليها من طيبٍ وما أشبهه من شيءٍ لا يستنقذوه منه: يقول: لا تقدر الآلهة أن تستنقذ ذلك منه.
واختلف في معنى قوله: {ضعف الطّالب والمطلوب} فقال بعضهم: عني بالطّالب: الآلهة، وبالمطلوب: الذّباب.
ذكر من قال ذلك:
حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين،، قال حجّاجٌ: عن ابن جريجٍ،، قال ابن عبّاسٍ، في قوله: {ضعف الطّالب} قال: " آلهتهم. {والمطلوب} الذّباب " وكان بعضهم يقول: معنى ذلك: {ضعف الطّالب} من بني آدم إلى الصّنم حاجته، {والمطلوب} إليه الصّنم أن يعطي سائله من بني آدم ما سأله، يقول: ضعف عن ذلك وعجز.
والصّواب من القول في ذلك عندنا ما ذكرته عن ابن عبّاسٍ من أنّ معناه: وعجز الطّالب وهو الآلهة أن يستنقذ من الذّباب ما سلبه إيّاه، وهو الطّيب وما أشبهه؛ والمطلوب: الذّباب.
وإنّما قلت: هذا القول أولى بتأويل ذلك، لأنّ ذلك في سياق الخبر عن الآلهة والذّباب؛ فأن يكون ذلك خبرًا عمّا هو به متّصلٌ أشبه من أن يكون خبرًا عمّا هو عنه منقطعٌ. وإنّما أخبر جلّ ثناؤه عن الآلهة بما أخبر به عنها في هذه الآية من ضعفها ومهانتها، تقريعًا منه بذلك عبدتها من مشركي قريشٍ.
يقول تعالى ذكره: كيف يجعل لى مثلاً في العبادة، ويشرك فيها معي، ما لا قدرة له على خلق ذبابٍ، وإن استذله الذّباب فسلبه شيئًا عليه لم يقدر أن يمتنع منه ولا ينتصر، وأنا الخالق ما في السّماوات والأرض، ومالك جميع ذلك، والمحيي من أردت، والمفنى ما أردت، ومن أردت. إنّ فاعل ذلك لا شكّ أنّه في غاية الجهل). [جامع البيان: 16/634-636]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له} قال: نزلت في صنم). [الدر المنثور: 10/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه {ضعف الطالب} آلهتكم {والمطلوب} الذباب). [الدر المنثور: 10/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {لن يخلقوا ذبابا} يعني الصنم لا يخلق ذبابا {وإن يسلبهم الذباب شيئا} يقول: يجعل للأصنام طعام فيقع عليه الذباب فيأكل منه فلا يستطيع أن يستنقذه منه ثم رجع إلى الناس والى الأصنام {ضعف الطالب} الذي يطلب إلى هذا الصنم الذي لا يخلق ذبابا ولا يستطيع أن يستنقذ ما سلب منه وضعف {والمطلوب} إليه، الذي لا يخلق ذبابا ولا يستنقذ ما سلب منه). [الدر المنثور: 10/525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إن الذين تدعون من دون الله} إلى قوله: {لا يستنقذوه منه} قال: الأصنام، ذلك الشيء من الذباب). [الدر المنثور: 10/525]
تفسير قوله تعالى: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما قدروا اللّه حقّ قدره} يقول: ما عظّم هؤلاء الّذين جعلوا الآلهة للّه شريكًا في العبادة حقّ عظمته حين أشركوا به غيره، فلم يخلصوا له العبادة، ولا عرفوه حقّ معرفته؛ من قولهم: ما عرفت لفلانٍ قدره، إذا خاطبوا بذلك من قصّر بحقّه، وهم يريدون تعظيمه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وإن يسلبهم الذّباب شيئًا} إلى آخر الآية قال: " هذا مثلٌ ضربه اللّه لآلهتهم. وقرأ: {ضعف الطّالب والمطلوب ما قدروا اللّه حقّ قدره} حين يعبدون مع اللّه ما لا ينتصف من الذّباب ولا يمتنع منه ".
وقوله: {إنّ اللّه لقويّ} يقول: إنّ اللّه لقويّ على خلق ما يشاء من صغير ما يشاء خلقه وكبيره. {عزيزٌ} يقول: منيعٌ في ملكه، لا يقدر شيءٌ دونه أن يسلبه من ملكه شيئًا، وليس كآلهتكم أيّها المشركون الّذين تدعون من دونه الّذين لا يقدرون على خلق ذبابٍ، ولا على الامتناع من الذّباب إذا استلبها شيئًا ضعفًا ومهانةً). [جامع البيان: 16/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه - في قوله: {ما قدروا الله حق قدره} قال: حين يعبدون مع الله ما لا ينتصف من الذباب). [الدر المنثور: 10/525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: قال سلمان دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب، قالوا: وما الذباب فرأى ذبابا على ثوب إنسان فقال: هذا الذباب، قالوا: وكيف ذلك قال: مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم لا يجاوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لهما: قربا لصنمنا قربانا، قالا: لا نشرك بالله شيئا، قالوا: قربا ما شئتما ولو ذبابا، فقال أحدهما لصاحبه: ما ترى قال أحدهما: لا أشرك بالله شيئا، فقتل فدخل الجنة، فقال الآخر: بيده على وجهه فاخذ ذبابا فالقاه على الصنم فخلوا سبيله فدخل النار). [الدر المنثور: 10/525-526]
تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه يصطفي من الملائكة رسلاً ومن النّاس إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ}
يقول تعالى ذكره: اللّه يختار من الملائكة رسلاً كجبريل وميكائيل اللّذين كانا يرسلهما إلى أنبيائه ومن شاء من عباده ومن النّاس، كأنبيائه الّذين أرسلهم إلى عباده من بني آدم. ومعنى الكلام: اللّه يصطفي من الملائكة رسلاً، ومن النّاس أيضًا رسلاً.
وقد قيل: إنّما أنزلت هذه الآية لمّا قال المشركون: أأنزل عليه الذّكر من بيننا، فقال اللّه لهم: ذلك إليّ، وبيدي دون خلقي، أختار من شئت منهم للرّسالة.
وقوله: {إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} يقول: إنّ اللّه سميعٌ لما يقول المشركون في محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وما جاء به من عند ربّه، بصيرٌ بمن يختاره لرسالته من خلقه). [جامع البيان: 16/638]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور * يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رصي الله عنه في الآية قال: الذي {يصطفي} من الناس هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام). [الدر المنثور: 10/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله اصطفى موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة). [الدر المنثور: 10/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: موسى بن عمران صفي الله). [الدر المنثور: 10/526]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البغوي في معجمه والباوردي، وابن قانع والطبراني، وابن عساكر عن زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد المدينة فجعل يقول: أين فلان أين فلان فلم يزل يتفقدهم وينصب إليهم حتى اجتمعوا عنده فقال: إني محدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدكم إن الله اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا هذه الآية {الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس} خلقا يدخلهم الجنة واني مصطف منكم من أحب أن اصطفيه ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة قم يا أبا بكر، فقام فجثا بين يديه، فقال: إن لك عندي يدا إن الله يجزيك بها فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي وحرك قميصه بيده، ثم قال: ادن يا عمر فدنا ثم قال: ادن يا عمر فدنا ثم قال: كنت شديد الثغب علينا أبا حفص فدعوت الله أن يعز الدين بك أو بأبي جهل ففعل الله ذلك لك وكنت أحبهما إلي فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة، ثم تنحى وآخى بينه وبين أبي بكر ثم دعا عثمان بن عفان فقال: ادن يا عثمان ادن يا عثمان فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبته بركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نظر إليه ثم نظر إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم ثلاث مرات ثم نظر إلى عثمان فإذا أزراره محلولة فزرها رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - بيده ثم قالك اجمع عطفي ردائك على نحرك فإن لك شأنا في أهل السماء أنت ممن يرد علي الحوض وأوداجه تشخب دما فأقول من فعل هذا بك فتقول فلان، وذلك كلام جبريل وذلك إذا هتف من السماء: إلا أن عثمان أمير على كل خاذل، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: ادن يا أمين الله والأمين في السماء يسلط الله على مالك بالحق أما إن لك عندي دعوة وقد أخرتها، قالك خر لي يا رسول الله، قال: حملتني يا عبد الرحمن أمانة أكثر الله مالك، وجعل يحرك يده ثم تنحى وآخى بينه وبين عثمان ثم دخل طلحة والزبير فقال: ادنوا مني فدنوا منه فقال: أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم، ثم آخى بينهما ثم دعا سعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر فقال: يا عمار تقتلك الفئة الباغية، ثم آخى بينهما ثم دعا أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال: يا سلمان أنت منا أهل البيت وقد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر والكتاب الأول والكتاب الآخر، ثم قال إلا أنشدك يا أبا الدرداء قال: بلى يا رسول الله، قال: إن تنقدهم ينقدوك وان تتركهم لا يتركوك وان تهرب منهم يدركوك فأقرضهم عرضك ليوم فقرك، فآخى بينهما ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: ابشروا وقروا عينا فانتم أول من يرد علي الحوض وأنتم في أعلى الغرف، ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال: الحمد لله الذي يهدي من الضلالة فقال علي: يا رسول الله ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري فإن كان من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال: والذي بعثني بالحق وما أخرتك إلا لنفسي فأنت عندي بمنزلة هرون من موسى ووارثي، فقال: يا رسول الله ما أرث منك قال: ما ورثت الأنبياء، قال: وما ورثت الأنبياء قبلك قال: كتاب الله وسنة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه، الآية {إخوانا على سرر متقابلين}، الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض). [الدر المنثور: 10/526-529]
تفسير قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى اللّه ترجع الأمور}.
يقول تعالى ذكره: اللّه يعلم ما كان بين أيدي ملائكته ورسله، من قبل أن يخلقهم {وما خلفهم}، يقول: ويعلم ما هو كائنٌ بعد فنائهم. {وإلى اللّه ترجع الأمور} يقول: إلى اللّه في الآخرة تصير إليه أمور الدّنيا، وإليه تعود كما كان منه البدء). [جامع البيان: 16/638]