أنواع المرويات الضعيفة في فضل سورة الفاتحة:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (أنواع المرويات الضعيفة في فضل سورة الفاتحة:
المرويات الضعيفة في فضل سورة الفاتحة على ثلاثة أنواع على ما تقدّم تفصيله.
فمن أمثلة النوع الأول:
1. حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
2. وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
3. وأثر ابن جريج، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} قال: «هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم» .
قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها {بسم الله الرحمن الرحيم}). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير في تفسيره، ورواه ابن الضريس عن سعيد بن جبير مقطوعاً.
عبد العزيز ابن جريج والد عبد الملك ضعيف الحديث، قال فيه البخاري: لا يتابع في حديثه.
ومن أمثلة النوع الثاني:
1. حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
واختُلف في أبان هذا من هو؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.
وقد حسّن البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.
وأما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.
2. وحديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة». رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
وقد صحّ هذا الأثر عن مجاهد من وجه آخر؛ فرواه أبو الشيخ في العظمة، وأبو نعيم في الحلية من طريق أبي الربيع الزهراني: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: «رنَّ إبليس أربعا: حين لُعن، وحين أُهبط، وحين بُعث محمد صلى الله عليه وسلم وبُعث على فترة من الرسل، وحين أنزلت {الحمد لله رب العالمين}».
ورواه ابن الضريس من طريق معلى بن أسد، عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: (لما نزلت: {الحمد لله رب العالمين}, شق على إبليس مشقة عظيمة شديدة، ورن رنة شديدة، ونخر نخرة شديدة).
قال مجاهد: (فمن رنَّ أو نخر فهو ملعون).
وروى أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع الأسدي أحد ثقات التابعين أنه قال: «لما نزلت فاتحة الكتاب رنَّ إبليس كرنَّتِه يوم لُعِن» أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن.
3. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
قال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).
4. وحديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
5. حديث معاوية بن صالح، عن أبي سليمان قال: مرّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض غزواتهم على رجل مقعد متربّع فقرأ بعضهم في أذنه شيئا من القرآن فبرئ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هي أمّ القرآن، وهي شفاء من كل داء» رواه الثعلبي، وهو مرسل.
وقال السيوطي في الدر المنثور: (وأخرج الثعلبي من طريق معاوية بن صالح عن أبي سلمان قال: مر أصحاب رسول الله في بعض غزوهم على رجل قد صرع، فقرأ بعضهم في أذنه بأم القرآن فبرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي أم الكتاب وهي شفاء من كل داء».
ونسخة تفسير الثعلبي المطبوعة كثيرة التصحيف؛ فلعل ما ذكره السيوطي أقرب.
6. وحديث علي بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا جابر، ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله.
قال: «فاتحة الكتاب» قال علي: وأحسبه قال: «فيها شفاء من كل داء». رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وأصل الحديث قد صحّ في مسند الإمام أحمد دون زيادة «فيها شفاء من كل داء» وقد انقلب اسم الصحابي على الرواي والصحيح هو عبد الله بن جابر البياضي كما في مسند الإمام أحمد.
7. ومرسل عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء» رواه الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان وابن مروان الدينوري في المجالسة من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير مرسلاً.
8. وحديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«فاتحة الكتاب شفاء من السُّمّ». رواه سعيد بن منصور ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان، وقال: (وعندي أن هذا الاختصار من الحديث الذي رواه محمد بن سيرين عن أخيه، عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد في رقية اللديغ بفاتحة الكتاب).
سلام الطويل متّهم بالكذب، وزيد العمي ضعيف، وقد حكم الألباني على هذا الخبر بالوضع في السلسلة الضعيفة.
وعامّة أحاديث هذا النوع مما لا يُنكر معناه، لكنَّها لا تُحتمل بهذه الأسانيد الضعيفة، لما فيها من زيادات يفتقر الجزم بها إلى دليل ثابت.
ومن أمثلة النوع الثالث:
1. حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» رواه الديلمي في مسند الفردوس، ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
2. وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.
وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
3. وحديث الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر». رواه ابن الضريس في فضائل القرآن، والطبراني في المعجم الكبير، والمستغفري في فضائل القرآن وغيرهم.
والوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث، قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.
وقد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.
4: وحديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي، كما يخبرونكم به، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربكم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ألا وإن لكل آية منه نورا يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة»رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد الهذلي قال فيه البخاري: منكر الحديث
وقال أيضاً: يروي عن أبي المليح عجائب.
وقال الإمام أحمد: ترك الناس حديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وهذا الحديث بعض ما فيه قد دلت عليه أحاديث صحيحة، لكنّه تفرّد بزيادات منكرة.
5. ومرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
وروي موقوفاً على الحسن وهو أشبه، رواه البيهقي في شعب الإيمان والثعلبي في تفسيره من طريق الحسين بن الفضل قال: حدثنا عفان بن مسلم، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن، قال: «أنزل الله عز وجل مائة وأربعة كتب من السماء أودع علومها أربعة منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة».
زاد الثعلبي: «ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
6. وحديث أحمد بن الحارث الغساني، قال: حدثتني ساكنة بنت الجعد، قالت: سمعت رجاء الغنوي، وكان أصيبت يده يوم الجمل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله به نفسه» ، قلنا: وما ذاك بأبي وأمي يا رسول الله؟ قال: «الحمد لله وقل هو الله أحد، فإنه من لم يشفه القرآن فلا شفاه الله » رواه أبو محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص، وابن قانع في معجم الصحابة، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، والثعلبي والواحدي في تفسيريهما.
والحديث ضعيف جداً؛ أحمد بن الحارث الغساني متروك الحديث.
قال الألباني: (وهذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية والاعتماد فيها على تلاوة القرآن وهذا شيء لا يتفق في قليل ولا كثير مع سنته صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، فقد تعالج صلى الله عليه وسلم بالأدوية المادية مرارا، وأمر بذلك فقال: يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء "، أخرجه الحاكم بسند صحيح، وهو مخرج في " غاية المرام " (292) عن جمع من الصحابة نحوه).ا.هـ.
7. وحديث شداد بن أوس مرفوعاً: «إذا أخذ أحدكم مضجعه، فليقرأ بأم الكتاب وسورة، فإن الله يوكل به ملكا يهب معه إذا هب». رواه ابن عساكر من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن رجل عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن رجل من أهل بلقين، قال: وأحسبه من بني مجاشع عن شداد بن أوس مرفوعا.
قال الألباني: (وهذا إسناد ظاهر الضعف، لجهالة الرجل البلقيني شيخ مطرف، وكذا الراوي عنه. لكنه لم يتفرد به، فقد قال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (8 / 233 / 1): حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا سالم بن نوح عن الجريري عن أبي العلاء عن رجل من مجاشع عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، إلا أنه قال: " سورة من كتاب الله ". ورجاله ثقات غير الرجل المجاشعي، وأبو العلاء اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير، وهو أخو مطرف المذكور في الطريق الأولى. وبالجملة، فالحديث ضعيف لجهالة تابعيه. والله أعلم).
8. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: «إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب و {قل هو الله أحد} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت». رواه البزار من طريق غسان بن عبيد الموصلي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس، وغسان ضعيف الحديث، كتب الإمام أحمد حديثه ثمّ تركه لنكارة ما يرويه، وقال فيه يحيى بن معين: «لم يكن يعرف الحديث إلا أنه لم يكن من أهل الكذب».
9. وحديث عمران بن حصين مرفوعاً: «فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرأهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن». رواه الديلمي في مسند الفردوس كما في الدر المنثور، وضعّفه الألباني.
10. وحديث المأمون بن أحمد الهروي قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله [الجويباري] قال: حدثنا: أبو معاوية الضرير، عن أبي مالك الأشجعي، عن ابن حمران، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيّا فيقرأ صبيّ من صبيانهم في الكتاب: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} فيسمعه الله عزّ وجلّ فيرفع عنهم ذلك العذاب أربعين سنة» رواه الثعلبي في تفسيره.
قال المناوي: موضوع.
وقال الزيلعي: «رواه الثعلبي في تفسيره، من حديث أبي معاوية الضرير، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره سواء».
قال ابن حجر: (إلا أن دون أبي معاوية من لا يحتج به، وله شاهد في مسند الدارمي، عن ثابت بن عجلان، قال: «كان يقال: إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان بالحكمة صرف ذلك عنهم»، يعني بالحكمة: القرآن).
وقال ولي الدين العراقي: «فيه أحمد بن عبد الله الجويباري، ومأمون بن أحمد الهرويّ، كذابان، وهو من وضع أحدهما». ذكره المناوي.
قال المناوي: (ولفظ «كان يقال» حكمه الرّفع، فإن صدر من صحابيّ كان مرفوعا متّصلا، ومن تابعيّ فمرفوع مرسل).
11. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى منزله فقرأ {الحمد لله} سورة الفاتحة و{قل هو الله أحد} نفى الله عنه الفقر، وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه». رواه الحافظ السمرقندي في فضائل {قل هو الله أحد} كما في الدر المنثور.
12. وحديث صالح المري، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد الغنائم حين تقسم، ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحا في سبيل الله» رواه أبو عبيد القاسم بن سلام وابن الضريس في فضائل القرآن.
13. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قال آمين لم يبق في السماء ملك مقرب إلا استغفر له». رواه الديلمي في الفردوس.
14. وحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً: «إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام} و {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} إلى قوله: {وترزق من تشاء بغير حساب} معلَّقات، ما بينهن وبين الله حجاب لما أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش، قلن: ربنا، تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك. فقال الله عز وجل: بي حلفت، لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان منه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة، أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته منه، ولا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت». رواه ابن حبان في المجروحين وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن الفاخر في موجبات الجنة والمستغفري في فضائل القرآن كلهم من طريق محمد بن زنبور المكي عن الحارث بن عمير: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا.
قال ابن حبان:«موضوع لا أصل له، والحارث كان ممن يروي عن الأثبات الموضوعات».
وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: موضوع). [تفسير سورة الفاتحة:21 - 33]