التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يجرمنّكم شقاقي...}
يقول: لا تحملنكم عداوتي أن يصيبكم. وقد يكون: لا يكسبنكم. وقوله: {وما قوم لوطٍ مّنكم ببعيدٍ} يقول: إنما هلكوا بالأمس قريباً. ويقال: إن دراهم منكم قريبة وقريب).
[معاني القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يجرمنّكم شقاقي} أي لا يكسبّنكم ويجرّ عليكم شقاقي أي عداوتي، أن تهلكوا). [تفسير غريب القرآن: 208]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ويا قوم لا يجرمنّكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد}
موضع أن نصب، المعنى لا تكسبنّكم عداوتكم إيّاي أن يصيبكم عذاب
العاجلة {مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد}.
وكان إهلاك قوم لوط أقرب الإهلاكات التي عرفوها، فكأنّه قال لهم: العظة في قوم لوط قريبة منكم). [معاني القرآن: 3/74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي}
قال قتادة أي لا يحملنكم
قال أبو جعفر والشقاق في اللغة العداوة كأنه يصير في شق غير شقه
وقوله جل وعز: {وما قوم لوط منكم ببعيد}
يقال إن أقرب الإهلاكات التي عرفوها إهلاك قوم لوط
أي فالعظة لكم فيها بينة بقربه منكم). [معاني القرآن: 3/375]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا يجرمنكم} اختلف الناس، فقالت طائفة: لا يحملنكم، وقالت طائفة أخرى: لا يكسبنكم). [ياقوتة الصراط: 270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا يجرمنكم} أي يكسبنكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَدُودٌ} متحبب إلى عباده بنعمه وإحسانه). [ياقوتة الصراط: 270]
تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {فينا ضعيفا} فقال لي الهيثم بن عدي: أنه المكفوف في لغة حمير؛ وحكى الهيثم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اذهبوا بنا إلى البصير نعوده"؛ يريد: مكفوفًا؛ فصيره بصيرًا.
قال أبو علي: وسنخبر عن هذا في موضعه إن شاء الله.
وأما قوله {لرجمناك} فكان ابن عباس رحمه الله يقول: لقتلناك، وكذلك قوله {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} أي تقتلون). [معاني القرآن لقطرب: 696]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولولا رهطك لرجمناك} أي قتلناك. وكانوا يقتلون رجما.
فسمّي القتل رجما. ومثله قوله: {لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} ). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرجم: أصله الرّمي، كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} أي مرامي.
ثم يستعار فيوضع موضع القتل، لأنهم كانوا يقتلون بالرّجم.
وروي أنّ ابن آدم قتل أخاه رجما بالحجارة، وقتل رجما بالحجارة، فلما كان أول القتل كذلك، سمّي رجما وإن لم يكن بالحجارة، ومنه قوله تعالى: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ} أي لنقتلنكم.
وقال: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} أي تقتلون. وقال: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} أي قتلناك). [تأويل مشكل القرآن: 508] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا ممّا تقول وإنّا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز}
وكان ضريرا.
وحمير تسمي المكفوف ضعيفا، وهذا كما قيل ضرير أي قد ضر بذهاب بصره، وكذلك قد كفّ عن التصرف بذهاب بصره.
{ولولا رهطك لرجمناك}.
أي لولا عشيرتك لرجمناك أي لقتلناك بالرجم، والرجم من سيئ القتلات، وكان رهطه من أهل ملّتهم فلذلك أظهروا الميل إليهم والإكرام لهم). [معاني القرآن: 3/74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا}
قال سفيان بلغنا أنه كان مصابا ببصره
قال أبو جعفر وحكى أهل اللغة أن حمير تقول للأعمى ضعيف أي قد ضعف بذهاب بصره كما يقال له ضرير أي قد ضر بذهاب بصره كما يقال مكفوف أي قد كف عن النظر بذهاب بصر
وقوله جل وعز: {ولولا رهطك لرجمناك} أي ولولا عشيرتك لقتلناك بالرجم قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله أي أنتم تزعمون أنكم تتركون قتلي من أجل عشيرتي ولا تخافون من الله جل وعز في ردكم أمره
ويقال إن رهطه كانوا على ملتهم فلذلك أظهروا الميل إليهم). [معاني القرآن: 3/376-375]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لرجمناك} أي قتلناك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أرهطي أعزّ عليكم مّن اللّه واتّخذتموه وراءكم ظهريّاً...}:
رميتم بأمر الله وراء ظهوركم؛ كما تقول: تعظّمون أمر رهطي وتتركون أن تعظّموا الله وتخافوه). [معاني القرآن: 2/26]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {واتّخذتموه وراءكم ظهريّاً} مجازه: ألقيتموه خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليه، ويقال: للذي لا يقضى حاجتك ولا يلتفت إليها: ظهرت بحاجتي وجعلتها ظهريّة أي خلف ظهرك؛
وقال: وجدنا بني البرصاء من ولد الظّهر
أي من الذين يظهرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم). [مجاز القرآن: 1/298]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {واتخذتموه وراءكم ظهريا} فإنهم يقولون: للرجل إذا لم يقض حاجة صاحبه: ظهرت بحاجتي، وجعلتها ظهرية؛ فكأن المعنى: نبذتها خلف ظهرك؛ وروي عن الكلبي {وراءكم ظهريا} قال: سخريًا، وقالوا أيضًا {وراءكم ظهريا} أي
[معاني القرآن لقطرب: 696]
خلف ظهوركم، والظهير أيضًا: المعين لك، وهو من قول الله عز وجل {والملائكة بعد ذلك ظهير} {وكان الكافر على ربه ظهيرا} ). [معاني القرآن لقطرب: 697]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وراءكم ظهريا}: أي لم تلفتوا إليه. تقول للرجل إذا لم يقص حاجتك: ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا).
[غريب القرآن وتفسيره: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واتّخذتموه وراءكم ظهريًّا} أي لم تلتفتوا إلى ما جئتكم به عنه، تقول العرب: جعلتني ظهريّا وجعلت حاجتي منك بظهر، إذا أعرضت عنه وعن حاجته). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال يا قوم أرهطي أعزّ عليكم من اللّه واتّخذتموه وراءكم ظهريّا إنّ ربّي بما تعملون محيط}
أي أنتم تزعمون أنكم تتركون قتلي إكراما لرهطي - واللّه - جلّ وعزّ - أولى بأن يتبع أمره.
{واتّخذتموه وراءكم ظهريّا} أي نبذتموه وراء ظهوركم، والعرب تقول لكل من لا يعبأ بأمر قد جعل فلان الأمر بظهره.
قال الشاعر:
تميم بن قيس لا تكوننّ حاجتي= بظهر فلا يعيا عليّ جوابها).
[معاني القرآن: 3/75-74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واتخذتموه وراءكم ظهريا}
قال مجاهد أي تركتم ما جئتكم به
قال أهل اللغة المعنى واتخذتم أمر الله وراءكم ظهريا يقال اتخذته ظهريا وجعلت حاجته بظهر أي إذا لم تعن بذلك). [معاني القرآن: 3/377-376]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وراءكم ظهريا} أي لم تلتفتوا إلى ما جئتكم به عن الله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ظهريا}: لم يلتفتوا إليه). [العمدة في غريب القرآن: 157]
تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من يأتيه عذابٌ يخزيه...}
(من) في موضع رفع إذا جعلتها استفهاماً. ترفعها بعائد ذكرها. وكذلك قوله {ومن هو كاذبٌ} وإنما أدخلت العرب (هو) في قوله {ومن هو كاذبٌ} لأنهم لا يقولون: من قائمٌ ولا من قاعد، إنما كلامهم: من يقوم ومن قام أو من القائم، فلمّا لم يقولوه لمعرفة أو لفعل أو يفعل أدخلوا هو مع قائم ليكونا جميعاً في مقام فعل ويفعل؛ لأنهما يقومان مقام اثنين. وقد يجوز في الشعر وأشباهه من قائم قال الشاعر:
من شارب مربح بالكأس نادمني= لا بالحصور ولا فيها بسوّار
وربما تهيبت العرب أن يستقبلوا من بنكرة فيخفضونها فيقولون: من رجلٍ يتصدّق فيخفضونه على تأويل: هل من رجل يتصدّق. وقد أنشدونا هذا البيت خفضاً ورفعاً:
من رسولٌ إلى الثريّا تأني =ضقت ذرعاً بهجرها والكتاب
وإن جعلتهما من ومن في موضع (الذي) نصبت كقوله: {يعلم المفسد من المصلح} وكقوله: {ولمّا يعلم اللّه الذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} ). [معاني القرآن: 2/27-26]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (العمش {على مكاناتكم} جمعًا.
أبو عمرو {على مكانتكم} واحدًا مؤنثًا.
وقال: المكان والمكانة، وقد مكن مكنًا ومكانة، والرجل يعمل على مكينته ومكيثته أي على اتئاده.
وكان ابن عباس رحمه الله يقول {على مكانتكم} أي: على منازلكم). [معاني القرآن لقطرب: 677]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وارتقبوا إنّي معكم رقيبٌ} أي انتظروا إني معكم منتظر). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة}
يروى أن جبرائيل صاح بهم صيحة فماتوا أجمعون وبين هذا قوله تعالى: {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} أي ميتين لا حراك لهم). [معاني القرآن: 3/377]
تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا} و{الصيحة مصبحين} فقالوا: هي الهلكة، ويقال: صيح بالقوم؛ أي أهلكوا، وإن لم يكن ثم صياح.
وأما الحسن فكان يقول {فأخذتهم الصيحة مصبحين} قال: صاح بهم جبريل صيحة خرجت أرواحهم، فأصبحوا جاثمين). [معاني القرآن لقطرب: 697]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله -جلّ وعزّ -:{ولمّا جاء أمرنا نجّينا شعيبا والّذين آمنوا معه برحمة منّا وأخذت الّذين ظلموا الصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين}
يروى أن جبريل صاح بهم صيحة فماتوا في أمكنتهم، فأصبحوا جاثمين لا يقدرون على حركة قد ماتوا). [معاني القرآن: 3/75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {كأن لم يغنوا فيها}
قال قتادة أي كان لم يعيشوا فيها
قال أبو جعفر وقد ذكرناه فيما تقدم وهو مأخوذ من الصوت لأنه إنما يقال مغنى للمنزل إذا كان أهله فيه). [معاني القرآن: 3/377]
تفسير قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ألا بعداً لمدين} مجازه: بعداً لأهل مدين، ومجاز ألا مجاز التوكيد والتثبيت والتنبيه ونصب بعداً كما ينصبون المصادر التي في مواضع الفعل كقولهم: بعداً وسحقاً وسقياً ورعياً لك وأهلاً وسهلاً). [مجاز القرآن: 1/298]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {بعدت ثمود}.
وقراءة أخرى "بعدت" بالضم؛ وهما لغتان بعد وبعد). [معاني القرآن لقطرب: 677]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود} يقال: بعد يبعد، إذا كان بعد هلكة. وبعد يبعد: إذا نأى). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود}
كان لم ينزلوا فيها، يقال: غنينا بالمكان إذا أنزلنا به).
{ألا بعدا لمدين}.
(ألا) حرف يبتدأ الكلام به، وهو تنبيه للمخاطب ومعنى {بعدا لمدين} أنهم قد بعدوا من رحمة اللّه، وهو منصوب على المصدر، المعنى أبعدهم الله فبعدوا بعدا.
ودليل ذلك: {كما بعدت ثمود}.
ويجوز بعدت وبعدت). [معاني القرآن: 3/76-75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود}
يقال بعد يبعد إذا هلك ومن النأي بعد يبعد). [معاني القرآن: 3/378-377]