العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:32 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المزمل [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:34 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله يا أيها المزمل قال هو الذي يتزمل بثيابه). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يا أيّها المزّمّل}: يا أيّها المتزّمّل هو الملتفّ بثيابه. وإنّما عني بذلك نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي وصف اللّه به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية من التّزمّل، فقال بعضهم: وصفه بأنّه متزمّلٌ في ثيابه مثل متأهّبٍ للصّلاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {يا أيّها المزّمّل}. أي: متزمّل في ثيابه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {يا أيّها المزّمّل}: هو الّذي تزمّل بثيابه.
وقال آخرون: وصفه بأنّه متزمّلٌ النّبوّة والرّسالة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن عكرمة، في قوله: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً} قال: زمّلت هذا الأمر فقم به.
والّذي هو أولى القولين بتأويل ذلك، ما قاله قتادة لأنّه قد عقّبه بقوله: {قم اللّيل} فكان ذلك بيانًا عن أنّه وصفه بالتّزمّل بالثّياب للصّلاة، وأنّ ذلك هو أظهر معنييه). [جامع البيان: 23 / 357-358]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والمزّمّل بالتّشديد أصله المتزمّل فأدغمت التّاء في الزّاي وقد جاءت قراءة أبيّ بن كعبٍ على الأصل). [فتح الباري: 8 / 675]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وأصل المزمل بالتّشديد المتزمل فأبدلت التّاء زايا وأدغمت الزّاي في الزّاي، وقرأ أبي بن كعب على الأصل والمزمل والمدثر والمتلفف والمشتمل بمعنى). [عمدة القاري: 19 / 264]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الحسن بن يعقوب، وإبراهيم بن عصمة، قالا: ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيبٌ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] قال: «زمّلت هذا الأمر فقم به» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 548]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيّوب، ثنا عبد اللّه بن زكريّا بمكّة، ثنا خلّاد بن يحيى بن أيّوب، ثنا مسعرٌ، عن سماكٍ الحنفيّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " لمّا نزلت أوّل المزّمّل كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان حتّى نزل آخرها، قال: وكان بين أوّلها وآخرها نحوًا من سنةٍ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 548]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن جابرٍ قال: «اجتمعت قريشٌ في دار النّدوة، فقالت: سمّوا هذا الرّجل اسمًا يصدّ النّاس عنه. قالوا: كاهنٌ. قالوا: ليس بكاهنٍ. قالوا: مجنونٌ. قالوا: ليس بمجنونٍ. قالوا: ساحرٌ. قالوا: ليس بساحرٍ. فتفرّق المشركون على ذلك. فبلغ ذلك النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - فتزمّل في ثيابه وتدثّر فيها، فأتاه جبريل - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: {يا أيّها المزّمّل - يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]».
رواه البزّار والطّبرانيّ في الأوسط، وزاد: قالوا: يفرّق بين الحبيب وحبيبه، وفيه معلّى بن عبد الرّحمن الواسطيّ وهو كذّابٌ. قلت: ويأتي حديث ابن عبّاسٍ في سورة المدّثّر). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 10.
أخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل، عن جابر قال: اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل أسما تصدر الناس عنه فقالوا: كاهن قالوا: ليس بكاهن قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر قالوا: ليس بساحر، قالوا: يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق المشركين على ذلك فبلغ ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل فقال: {يا أيها المزمل} {يا أيها المدثر}). [الدر المنثور: 15 / 35-36]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والبيهقي في "سننه" عن سعد بن هشام قال: قلت لعائشة: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ هذه السورة {يا أيها المزمل} قلت: بلى قالت: فإن الله قد افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة). [الدر المنثور: 15 / 36]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {يا أيها المزمل} قال: نزلت وهو في قطيفة.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {يا أيها المزمل} قال: زملت هذا الأمر فقم به). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر عن عكرمة في قوله: {يا أيها المزمل} قال: زملت هذا الأمر فقم به وفي قوله: {يا أيها المدثر} قال: دثرت هذا الأمر فقم به). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {يا أيها المزمل} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم يتدثر بالثياب). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر عن قتادة في قوله: {يا أيها المزمل} قال: هو الذي تزمل بثيابه). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله: {يا أيها المزمل} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 15 / 39]

تفسير قوله تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لما نزلت قم الليل إلا قليلا قاموا حولا أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم فأنزل الله تعالى تخفيفها في آخر السورة علم أن سيكون منكم مرضى حتى بلغ ما تيسر منه قال فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، حدّثنا خالد يعني ابن الحارث، حدّثنا سعيدٌ، حدّثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشامٍ، قال: انطلقنا إلى عائشة، فاستأذنّا عليها، فدخلنا قلت: أنبئيني عن قيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت: «ألست تقرأ هذه السّورة يا أيّها المزّمّل؟» قلت: بلى، قالت: «فإنّ الله افترض القيام في أوّل هذه السّورة، فقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه حولًا، حتّى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا، ثمّ أنزل الله عزّ وجلّ التّخفيف في آخر هذه السّورة، فصار قيام اللّيل تطوّعًا بعد فريضةٍ» مختصرٌ). [السنن الكبرى للنسائي: 10/315]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا يزيد يعني ابن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، وقال على أثره: عن أبيه، عن عائشة، أخبرته أنّها كانت إذا عركت، قال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا بنت أبي بكرٍ - ثمّ ذكر قتيبة كلمةً معناها - اتّزري على وسطك»، وكان يباشرها من اللّيل ما شاء الله حتّى يقوم لصلاته، وقلّ ما كان ينام من اللّيل لمّا قال الله عزّ وجلّ له: {قم اللّيل إلّا قليلًا} [المزمل: 2]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/316]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن عكرمة، في قوله: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً} قال: زمّلت هذا الأمر فقم به.
والّذي هو أولى القولين بتأويل ذلك، ما قاله قتادة لأنّه قد عقّبه بقوله: {قم اللّيل} فكان ذلك بيانًا عن أنّه وصفه بالتّزمّل بالثّياب للصّلاة، وأنّ ذلك هو أظهر معنييه). [جامع البيان: 23 / 358] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قم اللّيل إلاّ قليلاً}. يقول لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قم اللّيل يا محمّد كلّه {إلاّ قليلاً} منه). [جامع البيان: 23 / 358]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أو زد عليه}. خيّره اللّه تعالى ذكره حين فرض عليه قيام اللّيل بين هذه المنازل أيّ ذلك شاء فعل، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه فيما ذكر يقومون اللّيل، نحو قيامهم في شهر رمضان فيما ذكر حتّى خفّف ذلك عنهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ، قال: حدّثنا سماكٌ الحنفيّ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: لمّا نزل أوّل المزّمّل، كانوا يقومون نحو قيامهم في رمضان، وكان بين أوّلها وآخرها قريبٌ من سنةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، عن مسعرٍ، قال: حدّثنا سماكٌ، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول، فذكر نحوه. إلاّ أنّه قال: نحوًا من قيامهم في شهر رمضان، أو مثل قيامهم في رمضان، فكان بين أوّلها وآخرها سنةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن موسى بن عبيدة، قال: حدّثني محمّد بن طحلاء مولى أمّ سلمة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة، قالت: كنت أجعل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حصيرًا يصلّي عليه من اللّيل، فتسامع به النّاس، فاجتمعوا، فخرج كالمغضب، وكان بهم رحيمًا، فخشي أن يكتب عليهم قيام اللّيل، فقال: يا أيّها النّاس، اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإنّ اللّه لا يملّ من الثّواب حتّى تملّوا من العمل وخير الأعمال ما ديم عليه. ونزل القرآن: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه} حتّى كان الرّجل يربط الحبل ويتعلّق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهرٍ، فرأى اللّه ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام اللّيل.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن موسى بن عبيدة الحميريّ، عن محمّد بن طحلاء؛ عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة قالت: كنت أشتري لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حصيرًا، فكان يقوم عليه من اللّيل، فتسمّع النّاس بصلاته، فاجتمعت جماعةٌ من النّاس؛ فلمّا رأى اجتماعهم كره ذلك، فخشي أن يكتب عليهم، فدخل البيت كالمغضب، فجعلوا يتنحنحون ويتسعّلون حتّى خرج إليهم، فقال: يا أيّها النّاس إنّ اللّه لا يملّ حتّى تملّوا، يعني من الثّواب، فاكلفوا من العمل ما تطيقون فإنّ خير العمل أدومه وإن قلّ. ونزلت عليه: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً} السّورة. قال: فكتبت عليهم، وأنزلت بمنزلة الفريضة حتّى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلّق به؛ فلمّا رأى اللّه جلّ وعزّ ما يكلّفون ممّا يبتغون به وجه اللّه ورضاه، وضع ذلك عنهم، فقال: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه} إلى {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} فردّهم إلى الفريضة، ووضع عنهم النّافلة، إلاّ ما تطوّعوا به.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً}.
فأمر اللّه جلّ ثناؤه نبيّه والمؤمنين بقيام اللّيل إلاّ قليلاً، فشقّ ذلك على المؤمنين، ثمّ خفّف عنهم فرحمهم، وأنزل اللّه بعد هذا: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض} إلى قوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه}. فوسّع اللّه وله الحمد، ولم يضيّق.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، قال: لمّا أنزل اللّه على نبيّه: {يا أيّها المزّمّل}. قال: مكث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على هذا الحال عشر سنين يقوم اللّيل كما أمره اللّه، وكانت طائفةٌ من أصحابه يقومون معه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ عليه بعد عشر سنين: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك} إلى قوله: {وأقيموا الصّلاة}. فخفّف اللّه عنهم بعد عشر سنين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرمة والحسن، قالا: قال في سورة المزّمّل {قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً} نسختها الآية الّتي فيها: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {قم اللّيل إلاّ قليلاً} قاموا حولاً أو حولين حتّى انتفخت سوقهم وأقدامهم، فأنزل اللّه تخفيفًا بعد في آخر السّورة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن وهبٍ، عن أبي عبد الرّحمن، قال: لمّا نزلت: {يا أيّها المزّمّل} قاموا بها حولاً حتّى ورمت أقدامهم وسوقهم حتّى نزلت: {فاقرءوا ما تيسّر منه}. فاستراح النّاس.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جريرٍ بيّاع الملاء، عن الحسن، قال: الحمد للّه تطوّعٌ بعد فريضةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن مباركٍ، عن الحسن، قال لمّا نزلت {يا أيّها المزّمّل} الآية، قام المسلمون حولاً، فمنهم من أطاقه، ومنهم من لم يطقه، حتّى نزلت الرّخصة.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا نزل أوّل المزّمّل كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان، وكان بين أوّلها وآخرها نحوٌ من سنةٍ). [جامع البيان: 23 / 358-362]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، ثنا الحسن بن بشرٍ الهمدانيّ، ثنا الحكم بن عبد الملك القرشيّ، ثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشامٍ، قال: قلت لعائشة رضي اللّه عنها: أخبريني عن قراءة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، قالت: " لمّا أنزل عليه {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلّا قليلًا} [المزمل: 2] قاموا سنةً حتّى ورمت أقدامهم فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى} «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 548]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهبٍ، أخبرني معاوية بن صالحٍ، عن أبي الزّاهريّة، عن جبير بن نفيرٍ، قال: حججت فدخلت على عائشة رضي اللّه عنها، فسألتها عن قيام رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: «ألست تقرأ يا أيّها المزّمّل» قلت: بلى، قالت: «هو قيامه» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عائشة قالت: نزل القرآن {يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا} حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم وردهم إلى الفريضة وترك قيام الليل). [الدر المنثور: 15 / 36]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والحاكم وصححه عن جبير بن نفير قال: سألت عائشة عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: ألست تقرأ {يا أيها المزمل} قلت: بلى، قالت: هو قيامه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عائشة قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قلما ينام من الليل لما قال الله له: {قم الليل إلا قليلا}). [الدر المنثور: 15 / 37]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وصحه والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس قال: لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة). [الدر المنثور: 15 / 37]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن نصر عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: نزلت {يا أيها المزمل} قاموا حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت {فاقرؤوا ما تيسر منه} فاستراح الناس). [الدر المنثور: 15 / 37-38]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا} مكث النّبيّ صلى الله عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فأنزل الله بعد عشر سنين {إن ربك يعلم أنك تقوم} إلى قوله: {فأقيموا الصلاة} فخفف الله عنهم بعد عشر سنين). [الدر المنثور: 15 / 38]

تفسير قوله تعالى: (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({نصفه}. يقول: قم نصف اللّيل أو انقص من نصفه قليلاً). [جامع البيان: 23 / 358]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا رجل من الأنصار، قال: سألت الحكم بن عتيبة، عن قول الله عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلًا} قال: الترسل.
ثم قال: كنت آتي عبد الله بن معقل بين المغرب والعشاء، فأقعد عنده، فأستمع كيف يقرأ، فلو أن رجلا شاء أن يتعلم منه لتعلم، وكان يصلي ما بين المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر في المسجد الأعظم، ويصلي غدوة حتى يكون قريبًا من نصف النهار، ثم يرجع إلى أهله فيقيل، ثم يروح، وكانوا يسمونه المحسر، أي إن قومًا كانوا يأخذون في مثل ذلك فينقطعون وهو على حاله). [الزهد لابن المبارك: 2/723]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سلام بن مسكين، قال: سمعت الحسن يقرأ: {أفمن يلقى في النار خيرٌ} [سورة فصلت: 40]، قال: سمع رجل من المهاجرين رجلًا يقرؤها يعيدها، ويبديها، فقال: أو ما سمعت الله تعالى يقول: {ورتل القرآن ترتيلًا} [سورة المزمل: 4] فهذا الترتيل). [الزهد لابن المبارك: 2/723]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعته وسئل عن قول الله: {ورتل القرآن ترتيلا}، ما ذلك الترتيل، فقال: تفسيره يقرأ به حرفا حرفا). [الجامع في علوم القرآن: 2/157]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا قال بلغنا أن عامة قراءة النبي كانت المد). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سلاّم بن مسكينٍ، قال: حدّثنا الحسن، قال: مرّ رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم على رجلٍ يقرأ آيةً ويبكي ويردّدها، قال: فقال: ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى: {ورتّل القرآن ترتيلاً} قال: هذا التّرتيل). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 458]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ورتّل القرآن ترتيلاً}. يقول تعالى ذكره: وبيّن القرآن إذا قرأته تبيينًا، وترسّل فيه ترسّلاً.

وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال. حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: اقرأه قراءةً بيّنةً.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال. حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: بعضه على أثر بعضٍ.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخزوميّ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: أخبرنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {ورتّل القرآن ترتيلاً}: يقولتعالى ذكره: وبيّن القرآن تبيينًا، بعضه على أثر بعضٍ، على تؤدةٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: ترسّل فيه ترسّلاً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {ورتّل القرآن ترتيلاً}. أيّ: بيّنه تبيينًا، قال: بعضه على أثر بعضٍ.
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، قال: قال ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: التّرتيل: المدّ، الطّرح.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال بيّنه تبيانًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: بيّنه تبيانًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: بعضه على أثر بعضٍ). [جامع البيان: 23 / 362-364]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: ثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- "في قوله عز وجل: (ورتل القرآن ترتيلاً" قال: بينه تبياناً". هذا إسنادٌ ضعيفٌ" لضعف محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 294]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: حدثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن مقسمٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ورتّل القرآن ترتيلًا}، قال: بيّنه بيانًا). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن منيع في مسنده ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بينه تبيينا). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن عبد الله بن عمرو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس مرفوعا إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا وبينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعرة قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر والبيهقي في "سننه" عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله فقال: رتله فإنه يزين القرآن). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: ترسل فيه ترسيلا). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بلغنا أن عامة قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم كانت المد). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بينه تبيينا). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: اقرأه قراءة بينة). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن نصر والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بعضه على أثر بعض). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: فسره تفسيرا). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج العسكري في المواعظ عن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة). [الدر المنثور: 15 / 41-42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مليكة عن بعض أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنها سئلت عن قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إنكم لا تستطيعونها فقيل لها: أخبرينا بها فقرأت قراءة ترسلت فيها). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، عن طاووس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن قراءة قال: الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: مر رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم على رجل يقرأ آية ويبكي ويرددها فقال: ألم تسمعوا إلى قول الله: {ورتل القرآن ترتيلا} هذا الترتيل). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الضريس عن أبي هريرة أو أبي سعيد قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الضريس عن مجاهد قال: القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول: يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله ومنعته من كثير من شهواته ولكل عامل من عمله عماله فيقال له: أبسط يدك فيملأ من رضوان فلا يسخط عليه بعده ثم يقال له: اقرأ وأرقه فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة). [الدر المنثور: 15 / 43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك بن قيس قال: يا أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن فإنه من كتب له من مسلم يدخله الله الجنة أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له: اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن). [الدر المنثور: 15 / 43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الضريس عن بريدة قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني فيقول: ما أعرفك فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة، قال: فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكس والده حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد درج الجنة وعرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا). [الدر المنثور: 15 / 43-44]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني حماد بن زيد عن عاصم قال: سمع أبو العالية رجلا وهو يقول سورة قصيرة، فقال: أنت أقصر وألم؛ قال: وكان ابن سيرين يكره أن يقول سورة خفيفة، فإن الله يقول: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، ولكن قل سورة يسيرة، فإن الله يقول: {لقد يسرنا القرآن للذكر}). [الجامع في علوم القرآن: 3/14]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى قولا ثقيلا قلل تثقل والله فرائضه وحدوده). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه أن النبي كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سأل رجل النبي قال معمر أحسبه قال الحارث بن هشام فقال كيف يأتيك الوحي يا رسول الله قال يأتيني أحيانا وله صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت وذلك أشد ما يكون علي ويأتيني أحيانا في صورة الرجل أو قال الملك فيكلمني فأعي ما يقول وذلك أهون علي). [تفسير عبد الرزاق: 2/326]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأقوم قيلاً (6) إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً} فقال بعضهم: عنى به إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً العمل به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}. قال: العمل به ثقيلٌ، قال: إنّ الرّجل ليهذّ السّورة، ولكنّ العمل به ثقيلٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}. قال: ثقيلٌ واللّه فرائضه وحدوده.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {ثقيلاً}. قال: ثقيلٌ واللّه فرائضه وحدوده.
وقال آخرون: بل عني بذلك أنّ القول عينه ثقيلٌ محمله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها، فما تستطيع أن تتحرّك حتّى يسرى عنه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}. قال: هو واللّه ثقيلٌ مباركٌ القرآن، كما ثقل في الدّنيا ثقل في الموازين يوم القيامة.
وأولى الأقوال بالصّواب في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وصفه بأنّه قولٌ ثقيلٌ، فهو كما وصفه به ثقيلٌ محمله ثقيلٌ العمل بحدوده وفرائضه). [جامع البيان: 23 / 364-366]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ بمكّة، ثنا عليّ بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم " كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها، فلم تستطع أن تتحرّك، وتلت قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا} [المزمل: 5] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 549]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا} [المزمل: 5].
- عن عائشة قالت: «كان النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - إذا نزل عليه وجد ما قال اللّه - عزّ وجلّ -: {إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا} [المزمل: 5]».
رواه أبو يعلى، وإسناده جيّدٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا مسروق بن المرزبان، حدّثني ابن أبي زائدة، ثنا محمّد بن عمرٍو، عن أبيه، عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: "كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزل عليه وجد ما قال اللّه- عزّ وجلّ-: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلاً) "). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن نصر عن قتادة في قوله: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} قال: يثقل من الله فرائضه وحدوده). [الدر المنثور: 15 / 44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن نصر عن الحسن في قوله: {قولا ثقيلا} قال: العمل به). [الدر المنثور: 15 / 44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن المنذر عن الحسن في قوله: {قولا ثقيلا} قال: ثقيل في الميزان يوم القيامة). [الدر المنثور: 15 / 44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر والحاكم وصححه عن عائشة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحول حتى يسري عنه وتلت {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}). [الدر المنثور: 15 / 45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال: اسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك فما من مرة يوحي إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض). [الدر المنثور: 15 / 45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه لم يستطع أحد منا أن يرفع إليه طرفه حتى ينقضي الوحي). [الدر المنثور: 15 / 45]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا حفص بن ميسرة عن عبادة بن كثير في قول الله: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}، قال: ما بين المغرب والعشاء). [الجامع في علوم القرآن: 1/38]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة بن دعامة [يقول: {ناشئة] الليل}، حين يقبل الليل من المشرق). [الجامع في علوم القرآن: 2/43]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني القاسم بن عبد الله عن عبد الله بن دينار عن [ ....... ] كان يقول: {ناشئة الليل}، أوله ما بين المغرب والعشاء). [الجامع في علوم القرآن: 2/114]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني الحارث بن نبهان عن أبان بن أبي عيّاشٍ أنّ أنس بن مالكٍ قرأ: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً} وأصوب {قيلاً}؛ قال: فقلت له: أو {أقوم قيلاً}، فقال: أصوب وأقوم واحدٌ). [الجامع في علوم القرآن: 3/51]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): ({وناشئة الليل}، كانت صلاتهم أول الليل يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام من آخر الليل شفقة من أن يغلبهم النوم فلا يستغفرون). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقوله: {أقوم قيلاً}، يقول: أجدر أن تفقه في القرآن، ويقول: {إن لك في النهار سبحاً طويلاً}، يقول: فراغاً طويلاً). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى هي أشد وطئا وأقوم قيلا قال القيام في الليل أشد وطأ يقول أثبت في الخير وأقوم قيلا يقول وأحفظ للقراءة). [تفسير عبد الرزاق: 2/324-325]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى أشد وطئا قال يواطئ سمعك وقلبك وبصرك وأقوم قيلا أثبت للقراءة). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى إن ناشئة الليل قال كل شيء بعد العشاء فهو ناشئة). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا} قال: متى ما قمت من اللّيل فهي ناشئة، و{أشد وطأً}: مواطاة لك في القول، {وأقوم قيلا} قال: أفرغ لقلبك). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 64]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {ناشئة اللّيل} قال: بدوّ اللّيل). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 104]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا}. يعني جلّ وعزّ بقوله: {إنّ ناشئة اللّيل}: إنّ ساعات اللّيل، وكلّ ساعةٍ من ساعات اللّيل ناشئةٌ من اللّيل.
وقد اختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم: اللّيل كلّه ناشئةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة، قال: قلت لعبد اللّه بن أبي مليكة: ألا تحدّثني أيّ اللّيل ناشئةٌ؟ قال: على الثّبت سقطت، سألت عنها ابن عبّاسٍ، فزعم أنّ اللّيل كلّه ناشئةٌ. وسألت عنها ابن الزّبير، فأخبرني مثل ذلك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: بلسان الحبشة إذا قام الرّجل من اللّيل، قالوا: نشأ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّ ناشئة اللّيل} نشأ: قام.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: نشأ: قام.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، قال: إذا قام الرّجل من اللّيل، فهو ناشئة اللّيل.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: هو اللّيل كلّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: إذا قمت اللّيل فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: كلّ شيءٍ بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: قيام اللّيل؛ قال: وأيّ ساعةٍ من اللّيل قام فقد نشأ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: أيّ اللّيل قمت فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن خارجة، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، قال: سألت ابن عبّاسٍ وابن الزّبير عن ناشئة اللّيل فقالا: كلّ اللّيل ناشئةٌ، فإذا نشأت قائمًا فتلك ناشئةٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: أيّ ساعةٍ تهجّد فيها متهجّدٌ من اللّيل.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. يعني: اللّيل كلّه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي عامرٍ الخزّاز، ونافعٍ عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: اللّيل كلّه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: اللّيل كلّه إذا قام يصلّي فهو ناشئةٌ.
وقال آخرون: بل ذلك ما كان بعد العشاء، فأمّا ما كان قبل العشاء فليس بناشئةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سليمان التّيميّ، عن أبي مجلزٍ، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: ما بعد العشاء ناشئةٌ.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: ما بعد العشاء الآخرة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، سئل الحسن وأنا أسمع، فقال: ما كان بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ ناشئة اللّيل} قال: ناشئة اللّيل: ما كان بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمانٌ، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، قال: قال قتادة في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: كلّ شيءٍ بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
وقوله: {هي أشدّ وطئًا}. اختلفت قرأة الأمصار في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة مكّة والمدينة والكوفة {أشدّ وطئًا}. بفتح الواو وسكون الطّاء. وقرأ ذلك بعض قرأة البصرة ومكّة والشّام: (وطاءً) بكسر الواو ومدّ الألف على أنّه مصدرٌ من قول القائل: واطأ اللّسان القلب مواطأةً ووطاءً.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
ويعني بقوله: {هي أشدّ وطئًا} ناشئة اللّيل أشدّ ثباتًا من النّهار وأثبت في القلب، وذلك أنّ العمل باللّيل أثبت منه بالنّهار. وحكي عن العرب: وطئنا اللّيل وطأً: إذا ساروا فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال من أهل التّأويل من قرأه بفتح الواو وسكون الطّاء، وإن اختلفت عباراتهم في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {هي أشدّ وطئًا} أي أثبت في الخير، وأحفظ في الحفظ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {هي أشدّ وطئًا} قال: القيام باللّيل أشدّ وطئًا: يقول: أثبت في الخير.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا}. يقول: ناشئة اللّيل كانت صلاتهم أوّل اللّيل {هي أشدّ وطئًا}. يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض اللّه عليكم من القيام، وذلك أنّ الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا}. قال: إنّ مصلّي اللّيل القائم باللّيل {أشدّ وطئًا}: طمأنينةً أفرغ له قلبًا، وذلك أنّه لا يعرض له حوائج ولا شيءٌ.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {هي أشدّ وطئًا}. يقول: قراءة القرآن باللّيل أثبت منه بالنّهار، وأشدّ مواطأةً باللّيل منه بالنّهار.
وأمّا الّذين قرءوا: وطاءً بكسر الواو ومدّ الألف، فقد ذكرت الّذي عنوا بقراءتهم ذلك كذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: (أشدّ وطاءً). قال: أن تواطئ قلبك وسمعك وبصرك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطاءً). قال: أن تواطئ سمعك وبصرك وقلبك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أشدّ وطئًا}. قال: مواطأةً للقول، وفراغًا للقلب.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: سمعت ابن أبي نجيحٍ، يقول في قوله: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطاءً وأقوم قيلاً). قال: أجدر أن يأتطي لك سمعك، أجدر أن يأتطي لك بصرك.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ (أشدّ وطاءً). قال: أجدر أن تواطئ سمعك وقلبك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قوله: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطاءً وأقوم قيلاً). قال: يواطئ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضًا.
وقوله: {وأقوم قيلاً} يقول: وأصوب قراءةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يحيى بن داود الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: قرأ أنسٌ هذه الآية: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلاً). فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنّما هي {وأقوم قيلاً}. قال: (أقوم) و(أصوب) و(أهيأ) واحدٌ.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، قال: حدّثنا عبد الحميد الحمّانيّ، عن الأعمش قال: قرأ أنسٌ {وأقوم قيلاً}: (وأصوب قيلاً). قيل له: يا أبا حمزة إنّما هي {وأقوم قيلاً}. قال أنسٌ: (أقوم) و(أصوب) و(أهيأ) واحدٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأقوم قيلاً}. وأثبت قرأةً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأقوم قيلاً} يقول: أدنى من أن تفقهوا القرآن.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وأقوم قيلاً}. قال: أحفظ للقراءة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأقوم قيلاً}. قال: أقوم قراءةً، لفراغه من الدّنيا). [جامع البيان: 23 / 366-374]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق الهمذاني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل إن ناشئة الليل قال يعني قيام الليل والناشئة بالحبشية إذا قام الرجل قالوا نشأ). [تفسير مجاهد: 2/699]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الحريري عن علي بن حسين قال إن ناشئة الليل قيام ما بين المغرب والعشاء). [تفسير مجاهد: 2/699]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهي ناشئة الليل). [تفسير مجاهد: 2/699]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شريك عن منصور عن مجاهد قال ناشئة الليل قيام الليل). [تفسير مجاهد: 2/700]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال هي أشد مواطأة للقرآن أشد موافقة لسمعه وبصره وقلبه). [تفسير مجاهد: 2/700]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، ثنا حامد بن أبي حامدٍ المقرئ، ثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، ثنا أبو غسّان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، {إنّ ناشئة اللّيل} [المزمل: 6] قال: «هي بالحبشيّة قيام اللّيل» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 549]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {قم الليل إلّا قليلاً (2) نصفه... } الآية [المزمل: 2] قال: نسختها الآية التي فيها قوله تعالى: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقّرؤوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20] قال: وناشئة الليل: أوله، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك: أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} [المزمل: 6] يقول: هو أجدر أن تفقه في القرآن). [جامع الأصول: 2 / 417] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: وثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش "أنّ أنس بن مالكٍ- رضي اللّه عنه- قرأ هذه الآية: "إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأصوب قيلًا" فقال له رجل: إنما نقرؤها: (وأقوم قيلاً) فقال: إنّ أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحدٌ"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 294-295]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش قال: إنّ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قرأ هذه الآية: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلًا}، فقال له رجلٌ: إنّما نقرؤها: {وأقوم قيلًا}، فقال إنّ: أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحدٌ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر، وابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل: {قم الليل إلا قليلا (2) نصفه} الآية التي فيها {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} {فاقرؤوا ما تيسر منه} وناشئة الليل أوله كانت صلاتهم أول الليل يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله: {وأقوم قيلا} يقول: هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} يقول: فراغا طويلا). [الدر المنثور: 15 / 38]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" ابن عباس في قوله: {إن ناشئة الليل} قال: قيام الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا: نشأ). [الدر المنثور: 15 / 45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن ابن أبي مليكه قال: سألت ابن عباس، وابن الزبير عن ناشئة الليل قالا: قيام الليل.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: ناشئة الليل أوله.
وأخرج ابن المنذر، وابن الضريس عن ابن عباس قال: الليل كله ناشئة). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله: {إن ناشئة الليل} قال: هي بالحبشية قيام الليل). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك {إن ناشئة الليل} قال: قيام الليل بلسان الحبشة). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن أبي ميسرة قال: هو بلسان الحبشة نشأ أي: قام). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن أبي مليكة قال: سئل ابن عباس عن قوله: {ناشئة الليل} قال: أي الليل قمت فقد أنشأت). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {إن ناشئة الليل} قال: كل شيء بعد العشاء الآخرة ناشئة). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر والبيهقي في "سننه" عن الحسن قال: كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهو ناشئة الليل). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن أبي مجلز {إن ناشئة الليل} قال: ما كان بعد العشاء الآخرة إلى الصبح فهو ناشئة). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن نصر عن مجاهد {إن ناشئة الليل} قال: أي ساعة تهجدت فيها فتهجد من الليل). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن نصر والبيهقي في "سننه" عن أنس بن مالك في قوله: {إن ناشئة الليل} قال: ما بين المغرب والعشاء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله). [الدر المنثور: 15 / 47-48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر والبيهقي عن علي بن حسين قال: {ناشئة الليل} قيام ما بين المغرب والعشاء). [الدر المنثور: 15 / 48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن حسين بن علي أنه رؤي يصلي فيما بين المغرب والعشاء فقيل له: في ذلك فقال: إنها من الناشئة). [الدر المنثور: 15 / 48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {ناشئة الليل} مهموزة الياء هي {أشد وطأ} بنصب الواو وجزم الطاء يعني المواطاة). [الدر المنثور: 15 / 48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن الأنباري في المصاحف عن أنس بن مالك أنه قرأ هذه الآية إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا فقال له رجل: إنا نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال: إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد). [الدر المنثور: 15 / 48-49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر عن مجاهد {هي أشد وطأ} قال: مواطاة لك في القول {وأقوم قيلا} قال: افرغ لقلبك). [الدر المنثور: 15 / 49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن مجاهد {أشد وطأ} قال: أن توطئ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضا {وأقوم قيلا} قال: أثبت للقراءة). [الدر المنثور: 15 / 49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر عن قتادة {أشد وطأ} قال: أثبت في الخير ! {وأقوم قيلا} أجرأ على القراءة). [الدر المنثور: 15 / 49-50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأقوم قيلا} قال: أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: فزاغا وفي قوله: {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص لله إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 50]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقوله: {أقوم قيلاً}، يقول: أجدر أن تفقه في القرآن، ويقول: {إن لك في النهار سبحاً طويلاً}، يقول: فراغاً طويلاً). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سبحا طويلا قال فراغا طويلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {سبحًا طويلا} قال: النّوم والفراغ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ لك يا محمّد في النّهار فراغًا طويلاً تتّسع به، وتتقلّب فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {سبحًا طويلاً}: فراغًا طويلاً، يعني النّوم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}. قال: متاعًا طويلاً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}. يقول: فراغًا وبقيّةً ومتقلّبًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: في قوله: {سبحًا طويلاً}. قال: فراغًا طويلاً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً} قال: لحوائجك، فافرغ لدينك باللّيل، قال: وهذا حين كانت صلاة اللّيل فريضةً، ثمّ إنّ اللّه منّ على العباد فخفّفها ووضعها، وقرأ: {قم اللّيل إلاّ قليلاً} إلى آخر الآية، ثمّ قال: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} حتّى بلغ قوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه} اللّيل نصفه أو ثلثه، ثمّ جاء أمرٌ أوسع وأفسح، وضع الفريضة عنه وعن أمّته، فقال: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا}.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول: في قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}: فراغًا طويلاً.
وكان يحيى بن يعمر يقرأ ذلك بالخاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبد المؤمن، عن غالبٍ اللّيثيّ، عن يحيى بن يعمر، من جديلة قيسٍ، أنّه كان يقرأ: (سبخًا طويلاً) قال: وهو النّوم.
قال أبو جعفرٍ: والتّسبيخ: توسيع القطن والصّوف وتنفيشه، يقال للمرأة: سبّخي قطنك: أي نفّشيه ووسّعيه؛ ومنه قول الأخطل:
فأرسلوهنّ يذرين التّراب = كما يذري سبائخ قطنٍ ندف أوتار
وإنّما عني بقوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً} إنّ لك في النّهار سعةً لقضاء حوائجك ونومك. والسّبح والسّبخ قريبا المعنى في هذا الموضع). [جامع البيان: 23 / 374-376]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {قم الليل إلّا قليلاً (2) نصفه... } الآية [المزمل: 2] قال: نسختها الآية التي فيها قوله تعالى: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقّرؤوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20] قال: وناشئة الليل: أوله، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك: أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} [المزمل: 6] يقول: هو أجدر أن تفقه في القرآن، قوله {إنّ لك في النهار سبحاً طويلاً} [المزمل: 7]. يقول فراغاً طويلاً). [جامع الأصول: 2 / 417] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر، وابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل: {قم الليل إلا قليلا (2) نصفه} الآية التي فيها {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} {فاقرؤوا ما تيسر منه} وناشئة الليل أوله كانت صلاتهم أول الليل يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله: {وأقوم قيلا} يقول: هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} يقول: فراغا طويلا). [الدر المنثور: 15 / 38] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأقوم قيلا} قال: أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: فزاغا وفي قوله: {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص لله إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 50] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم في الكني عن ابن عباس في قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: السبح الفراغ للحاجة والنوم). [الدر المنثور: 15 / 50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن مجاهد في قوله: {سبحا طويلا} قال: فراغا.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك والربيع مثله). [الدر المنثور: 15 / 50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {سبحا طويلا} قال: فراغا طويلا {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له الدعوة والعبادة). [الدر المنثور: 15 / 50]

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وتبتل إليه تبتيلا قال أخلص له الدعوة والعبادة). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 435]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {وتبتّل} [المزمل: 8] : «أخلص»). [صحيح البخاري: 6 / 161]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ وتبتّل أخلص وصله الفريابيّ وغيره وقد تقدّم في كتاب قيام اللّيل). [فتح الباري: 8 / 675]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد وتبتل اخلص
أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّطيف أنا إبراهيم بن علّي أنا أبو الفرج بن عبد المنعم عن أحمد بن محمّد أن الحسن بن أحمد أخبرهم أنا أحمد بن عبد الله ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمّد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله 8 المزمل {وتبتل إليه تبتيلا} قال أخلص له إخلاصا
رواه عبد عن قبيصة عن سفيان عن منصور به
ورواه الفريابيّ عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
ورواه عبد عن شبابة عن ورقاء). [تغليق التعليق: 4 / 349-350]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ وتبتّل أخلص
أي: قال مجاهد في قوله عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلاً} (المزمل: 8) وفسره بقوله: أخلص، ورواه عبد عن شبابة عن ورقاء عن ابن جريج عنه بلفظ: أخلص له المسألة والدّعاء، وقال قتادة: أخلص له الدعوة والعبادة، وقال ابن أبي حاتم روي عن ابن عبّاس وأبي صالح والضّحّاك وعطية والسّديّ وعطاء الخراساني مثل ذلك، وعن عطاء: انقطع إليه انقطاعًا، وهو الأصل فيه. يقال: تبتلت الشّيء إذا قطعته). [عمدة القاري: 19 / 264]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي (وتبتل) أي (أخلص) وقال غيره: انقطع إليه). [إرشاد الساري: 7 / 402]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وتبتّل إليه تبتيلا} قال: أخلص له إخلاصًا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 64]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {وتبتّل إليه تبتيلا} قال: أخلص إليه إخلاصاً). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلاً (8) ربّ المشرق والمغرب لا إله إلاّ هو فاتّخذه وكيلاً (9) واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: {واذكر} يا محمّد {اسم ربّك} فادعه به. {وتبتّل إليه تبتيلاً} يقول: وانقطع إليه انقطاعًا لحوائجك وعبادتك دون سائر الأشياء غيره؛ وهو من قولهم: تبتّلت هذا الأمر إذا قطعته؛ ومنه قيل لأمّ عيسى ابن مريم البتول، لانقطاعها إلى اللّه؛ ويقال للعابد المنقطع عن الدّنيا وأسبابها إلى عبادة اللّه: قد تبتّل؛ ومنه الخبر الّذي روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه نهى عن التّبتّل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن مجاهدٍ، مثله، إلاّ أنّه قال: أخلص إليه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه إخلاصًا.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي يحيى المكّيّ، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه إخلاصًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه المسألة والدّعاء.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن أشعث، عن الحسن، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: بتّل نفسك واجتهد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. يقول: أخلص له العبادة والدّعوة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة بنحوه.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه إخلاصًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أي تفرّغ لعبادته. قال: {وتبتّل}: تعبّد ذا التّبتّل إلى اللّه، وقرأ قول اللّه: {فإذا فرغت فانصب}. قال: إذا فرغت من الجهاد فانصب في عبادة اللّه {وإلى ربّك فارغب}). [جامع البيان: 23 / 377-379]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن منصور عن مجاهد وتبتل إليه تبتيلا يقول أخلص إليه إخلاصا). [تفسير مجاهد: 2/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأقوم قيلا} قال: أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: فزاغا وفي قوله: {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص لله إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 50] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {سبحا طويلا} قال: فراغا طويلا {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له الدعوة والعبادة). [الدر المنثور: 15 / 50] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له المسألة والدعاء إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 51]

تفسير قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ربّ المشرق والمغرب} اختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة بالرّفع على الابتداء، إذ كان ابتداء آيةٍ بعد أخرى تامّةٍ. وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة بالخفض على وجه النّعت، والرّدّ على الهاء الّتي في قوله: {وتبتّل إليه}.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ. ومعنى الكلام: ربّ أهل المشرق والمغرب وما بينهما من العالم.
وقوله: {لا إله إلاّ هو}. يقول: لا ينبغي أن يعبد إلهٌ سوى اللّه الّذي هو ربّ المشرق والمغرب.
وقوله: {فاتّخذه وكيلاً}. يقول: فاتّخذه فيما بأمورك وفوّض إليه أسبابك). [جامع البيان: 23 / 379-380]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {رب المشرق والمغرب} بخفض رب). [الدر المنثور: 15 / 51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {رب المشرق والمغرب} قال: وجه الليل ووجه النهار). [الدر المنثور: 15 / 51]

تفسير قوله تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلاً}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: اصبر يا محمّد على ما يقول المشركون من قومك لك، وعلى أذاهم، واهجرهم في اللّه هجرًا جميلاً. والهجر الجميل: هو الهجر في ذات اللّه، كما قال عزّ وجلّ: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره} الآية، وقيل: إنّ ذلك نسخ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلاً} (براءة) نسخت ما ههنا؛ أمر بقتالهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدًا رسول اللّه، لا يقبل منهم غيرها). [جامع البيان: 23 / 380]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {واهجرهم هجرا جميلا} قال: اصفح {وقل سلام} قال: هذا قبل السيف والله أعلم). [الدر المنثور: 15 / 51]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:40 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (اجتمع القراء على تشديد: المزّمّل، والمدّثّر، والمزمّل: الذي قد تزمّل بثيابه، وتهيأ للصلاة، وهو رسول الله صلى الله عليه). [معاني القرآن: 3/196]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يا أيّها المزّمّل} مجازها: المتزمل، أدغمت التاء فثقلت. المتزمل عند العرب: الملتف بثيابه). [مجاز القرآن: 2/273]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يا أيّها المزّمّل} قال: {المزّمّل} والأصل: المتزمّل، ولكن أدغمت التاء في الزاي و{المدّثّر} مثلها). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المزمل}: المتزمل بثيابه). [غريب القرآن وتفسيره: 395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({المزّمّل}: المتلفف في ثيابه. وأصله: «المتزمّل»، فأدغمت التاء في الزاي).
[تفسير غريب القرآن: 493]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلّا قليلا (2)} هذا خطاب للنبي عليه السلام، وقيل إنه نزل عليه هذا وعليه قطيفة.والمزّمّل أصله المتزمّل، ولكن التاء تدغم في الزاي لقربها منها، يقال: تزمّل فلان إذا تلفف بثيابه، وكل شيء لافف فقد زمّل. قال امرؤ القيس:
كأنّ أبانا في أفانين ودقه = كبير أناس في بجاد مزمّل
وقيل إنه كان متزمّلا في حال هيئة الصلاة). [معاني القرآن: 5/239]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُزَّمِّلُ} الملتفّ في ثيابه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قم اللّيل إلاّ قليلاً...} يريد: الثلث الآخر، ثم قال: {نصفه...} والمعنى: أو نصفه، ثم رخص له فقال: {أو انقص منه قليلاً...} من النصف إلى الثلث أو زد على النصف إلى الثلثين، وكان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس، فلما فرضت الصلاة نسخت هذا، كما نسخت الزكاة كلّ صدقة، وشهررمضان كلّ صوم). [معاني القرآن: 3/196]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ورتّل القرآن ترتيلاً...} يقول: اقرأه على هينتك ترسلا). [معاني القرآن: 3/196-197]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قم اللّيل إلاّ قليلاً * نّصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً} وقوله: {قم اللّيل إلاّ قليلاً} {نّصفه أو انقص منه قليلاً} {أو زد عليه} فقال السائل عن هذا: قد قال: {قم اللّيل إلاّ قليلاً} فكيف قال: {نصفه}؟ إنما المعنى "أو نصفه أو زد عليه" لأن ما يكون في معنى تكلم به العرب بغير: "أو" تقول: "أعطه درهماً درهمين ثلاثةً" تريد: "أو درهمين أو ثلاثةً"). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إلّا قليلًا نصفه أو انقص منه قليلًا أو زد عليه}، مفسر في كتاب «المشكل».{ورتّل القرآن ترتيلًا} قد ذكرناه في سورة بني إسرائيل). [تفسير غريب القرآن: 493]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المزّمّل، المتزمّل، فأدغمت التاء في الزّاي، وكذلك المدّثّر هو: المتدثّر بثيابه، فأدغمت التاء في الدال. وكل من التف بثوبه فقد تزمل به.
{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} أي: صلّ الليل إلا شيئا يسيرا منه تنام فيه وهو الثلث، ثم قال: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} أي: قم نصفه، فاكتفى بالفعل الأول من الثاني لأنه دليل عليه. أو انقص من النصف قليلا إلى الثلث، أو زد على النصف إلى الثلثين. جعل له سعة في مدّة قيامه بالليل. فلما نزل هذه الآية قام رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، وطائفة من المؤمنين معه، أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، وأخذ المسلمون أنفسهم بالقيام على المقادير حتى شقّ ذلك عليهم، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} أي: وتقوم نصفه وثلثه {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} فيعلم مقدار ثلثيه ونصفه وثلثه، وسائر أجزائه ومواقيته، ويعلم أنكم {أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي: لن تطيقوا معرفة حقائق ذلك والقيام فيه {فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ} رخّص لهم أن يقوموا ما أمكن وخفّ، لغير مدة معلومة ولا مقدار.
وكان هذا في صدر الإسلام، ثم نسخ بالصلوات الخمس. كذلك قال المفسرون). [تأويل مشكل القرآن: 364-365]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: {قم اللّيل إلّا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4)}فالمعنى - واللّه أعلم - أن (نصفه) بدل من (الليل) كما تقول: ضربت زيدا رأسه فإنما ذكرت زيدا لتؤكد الكلام، وهو أوكد من قولك ضربت رأس زيدا فالمعنى قم نصف الليل إلا قليلا أو انقص من النصف أو زد على النصف، وذكر {أو انقص منه قليلا} بمعنى إلا قليلا ولكنه ذكر مع الزيادة، فالمعنى قم نصف الليل أو انقص من نصف الليل أو زد على نصف. وهذا - واللّه أعلم - قبل أن يقع فرض الصلوات الخمس.
ومعنى: {ورتّل القرآن ترتيلا} بينه تبيينا، والتبيين لا يتم بأن يعجل في القرآن، إنما يتم بأن تبين جميع الحروف وتوفي حقها في الإشباع). [معاني القرآن: 5/239-240]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ورَتِّلِ}: بين {تَرْتِيلًا}: تبييناً). [العمدة في غريب القرآن: 320]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {سنلقي عليك قولاً ثقيلاً...}. أي: ليس بالخفيف ولا السّفساف؛ لأنه كلام ربنا تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 3/197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قولًا ثقيلًا} أي ثقيل الفرائض والحدود. ويقال: «أراد قولا: ليس بالخفيف ولا السّفساف، لأنه كلام اللّه عز وجل»). [تفسير غريب القرآن: 493]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله - عزّ وجلّ -: {إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5)} جاء في التفسير أنه يثقل العمل به، لأن الحلال والحرام والصلاة والصيام وجميع ما أمر اللّه به أن يعمل، ونهى عنه، لا يؤديه أحد إلا بتكلف ما يثقل عليه.
ويجوز على مذهب أهل اللغة أن يكون معناه أنه قول له وزن في صحته وبيانه ونفعه، كما تقول: هذا كلام رصين، وهذا قول له وزن، إذا كنت تستجيده وتعلم أنه قد وقع موقع الحكمة والبيان). [معاني القرآن: 5/240]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَوْلاً ثَقِيلاً} أي ثقيل الفرائض والحدود). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً...}. يقول: هي أثبت قياما. {وأقوم قيلاً...} يقول: إن النهار يضطرب فيه الناس، ويتقلبون فيه للمعاش، والليل أخلى للقلب، فجعله أقوم قيلا. وقال بعضهم. إن ناشئة الليل هي أشد على المصلى من صلاة النهار؛ لأن الليل للنوم، فقال: هي، وإن كانت أشد وطئا فهي أقوم قيلا، وقد اجتمع القراء على نصب الواو من وطئاً وقرأ بعضهم: "هي أشدّ وطئاً" ... أكتب وطئا بلا ألف [وقرأ بعضهم: هي أشد وطاء] فكسر الواو ومده يريد: أشد علاجا ومعالجة ومواطأة.
وأمّا الوطء فلا وطء لم نروه عن أحد من القراء). [معاني القرآن: 3/197]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إنّ ناشئة الليل} ساعات الليل وهي آناء الليل ناشئةً بعد ناشئة). [مجاز القرآن: 2/273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أشدّ وطئاً} عليك أشد ركوباً وكل شيء تعمله من سير أو صلاة بالليل فهو أشد وطئاً عليك ويقال: وطئنا الليل وطئاً فراشاً أي مهاداً لأنه يفترش الليل). [مجاز القرآن: 2/273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأقوم قيلاً} أسمع قولاً، إن الليل أسمع). [مجاز القرآن: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إن ناشئة الليل}: القيام بالليل. يقال: نشأ من نومه أي قام.
{أشد وطأ}: يواطىء بسمعه وقلبه، من المواطأة، لأن القراءة بعد هدي من الليل أفهم له.
"وقال بعضهم أشد ركوبا لأن كل شيء تعمله بالليل من سير أو صلاة فهو أشد.
ومن قرأ: (أشد وطاء): فراشا أي مهادا. انه يفترش الليل ".
{وأقوم قيلا}: أثبت قراءة). [غريب القرآن وتفسيره: 395-396]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({إنّ ناشئة اللّيل}: ساعاته الناشئة. من «نشأت»: إذا ابتدأت. {هي أشدّ وطئاً} أي أثقل على المصلّي من ساعات النهار. {وأقوم قيلًا}: لأن الأصوات تهدأ فيه، ويتفرغ القلب للقرآن، فيقيمه القارئ.
ومن قرأ: وطاء، فهو مصدر «واطأت». وأراد: مواطأة السمع واللسان والقلب على الفهم له، والإحكام لتأويله). [تفسير غريب القرآن: 493]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} وهي: آناؤه وساعاته، مأخوذة من نشأت تنشأ نشئا، ونشأت أي: ابتدأت وأقبلت شيئا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت وأنشأت. ومنه قوله سبحانه: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} وقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي: ابتدأناهن ونبّتناهن، ومنه قيل لصغار الجواري: نشأ.
فكأنه قال: إن ساعات الليل الناشئة، فاكتفى بالوصف من الاسم). [تأويل مشكل القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {أَشَدُّ وَطْئًا} أي: أثقل على المصلي من ساعات النهار. وهو من قولك: اشتدت على القوم وطأة سلطانهم: إذا ثقل عليهم ما يلزمهم ويأخذهم به.
فأعلم الله نبيه أن الثواب في قيام الليل على قدر شدة الوطأة وثقلها.
ومن قرأها: وطاء على تقدير (فعال) فهو مصدر لواطأت فلانا على كذا مواطأة ووطاء. وأراد: أنّ القراءة في الليل يتواطأ فيها قلب المصلي ولسانه وسمعه على التّفهّم والأداء والاستماع، بأكثر مما يتواطأ عليه بالنهار). [تأويل مشكل القرآن: 365-366]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَأَقْوَمُ قِيلًا} أي: أخلص للقول وأسمع له، لأن الليل تهدأ عنه الأصوات، وتنقطع فيه الحركات، فيخلص القول، ولا يكون دون تسمّعه وتفهّمه حائل). [تأويل مشكل القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله عزّ وجلّ: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئا وأقوم قيلا}
(وطئا وأقوم قيلا) وتقرأ: (وطاء وأقوم قيلا).
{ناشئة اللّيل} ساعات الليل كلها، كلما نشأ منه، أي كل ما حدث منه فهو ناشئة، ومعنى هي أشدّ وطئا أي أشد مواطأة لتقلب السمع.ومن قرأ (وطئا) - بفتح الواو - فمعناه هي أبلغ في القيام وأبين في القول، ويجوز أن يكون أشد وطأ أغلظ على الإنسان من القيام بالنهار، لأن الليل جعل ليسكن فيه.
وقيل أشد وطئا أي أبلغ في الثواب، لأن كل مجتهد فثوابه على قدر اجتهاده). [معاني القرآن: 5/240]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (الناشئة: أول ساعات الليل). [ياقوتة الصراط: 537]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} أي ساعاته. [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
{أَشَدُّ وَطْأً} أي أثقل على المصلي من ساعات النهار، لأن الأصوات تهدأ فيفهم ما يقرأ، ومن قرأ (وِطاء) فهو مصدر واطأت، ومعناه مواطأة السمع واللسان والقلب على فهم ما يقرأ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَاشِئَةَ}: قيام الليل {وَطْءً}: لفهم القراءة {وَطْاءً}: فراشاً {وأَقْوَمُ}: أثبت). [العمدة في غريب القرآن: 320]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ لك في النّهار سبحاً طويلاً...}.يقول: لك في النهار ما يقضى حوائجك. وقد قرأ بعضهم: "سبخا" بالخاء، والتسبيخ: توسعة الصوف والقطن وما أشبهه، يقال: سبّخي قطنك. قال أبو الفضل: سمعت أبا عبد الله يقول: حضر أبو زياد الكلابي مجلس الفراء في هذا اليوم، فسأله الفراء عن هذا الحرف فقال: أهل باديتنا يقولون: اللهم سبّخ عنه للمريض والملسوع ونحوه). [معاني القرآن: 3/197]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({سبحاً طويلاً} منقلباً طويلاً). [مجاز القرآن: 2/273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({سبحا طويلا}: متقلبا طويلا). [غريب القرآن وتفسيره: 396]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({إنّ لك في النّهار سبحاً طويلًا} أي تصرّفا في حوائجك، وإقبالا وإدبارا، [وذهابا ومجيئا] ). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} يعني: تصرفا وإقبالا وإدبارا في حوائجك وأشغالك). [تأويل مشكل القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّ لك في النّهار سبحا طويلا (7)} معناه فراغا طويلا ومتصرفا طويلا). [معاني القرآن: 5/240]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({سَبْحاً طويلا} أي: اضطرابا ومعاشا، ومن قرأ (سَبْخاً) أراد: راحة وتخفيفا للأبدان بالنوم، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم: لعائشة - رضي الله عنها: لا تسبخي أي: لا تخففي عنه من الإثم). [ياقوتة الصراط: 537-538]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَبْحاً طَوِيلاً} أي تصرّفاً. ومن قرأ (سَبْخاً) فمعناه راحة وتبتّل، أي انقطع إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 284]

تفسير قوله تعالى:{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وتبتّل إليه تبتيلاً...}.أخلص لله إخلاصا، ويقال للعابد إذا ترك كل شيء، وأقبل على العبادة: قد تبتل، أي: قطع كل شيء إلا أمر الله وطاعته). [معاني القرآن: 3/198]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلاً} وقال: {وتبتّل إليه تبتيلاً} فلم يجيء بمصدره ومصدره "التبتّل" كما قال: {أنبتكم مّن الأرض نباتاً} وقال الشاعر:
وخير الأمر ما استقبلت منه = وليس بأن تتبّعه اتّباعا
وقال:
......................... = يجري عليها أيّما إجراء
وذلك أنّها إنّما جرت لأنّها أجريت). [معاني القرآن: 4/37]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تبتل إليه تبتيلا}: في العبادة. ومنه العذراء البتول لتركها الزوج وانقطاعها إلى الله عز وجل. وقال المفسرون {وتبتل إليه تبتيلا}: أخلص إليه إخلاصا ومنه أيضا هي لك هبة بتة بتلة "). [غريب القرآن وتفسيره: 396-397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وتبتّل إليه} أي انقطع إليه. من قولك: بتلت الشيء، إذا قطعته). [تفسير غريب القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا (8)} أي إن فاتك شيء من الليل فلك في النهار فراغ. [معاني القرآن: 5/240]
وقرئت (سبخا) بالخاء معجمة، والقراءة بالحاء غير معجمة، ومعنى (سبخا) صحيح في اللغة، يقال للقطعة من القطن سبخة، ويقال سبخت القطن بمعنى نفشته، ومعنى نفشته وسعته، فالمعنى على ذلك أن لك في النهار توسّعا طويلا، ومعناه قريب من معنى السبح.(واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا) المعنى واذكر اسم ربك بالنهار، ومعنى (وتبتّل إليه) انقطع إليه في العبادة ومن هذا قيل لمريم عليها السلام البتول لأنها انقطعت إلى الله جل ثناؤه في العبادة، وكذلك صدقة بتلة منقطعة من مال المصدق وخارجة إلى سبل اللّه.والأصل في المصدر في تبتل تبتّلت تبتيلا، وبتلت تبتيلا، فتبتيلا محمول على معنى تبتّل إليه تبتيلا). [معاني القرآن: 5/241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وتَبَتَّلْ}: انقطع). [العمدة في غريب القرآن: 321]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {رّبّ المشرق والمغرب...}.خفضها عاصم والأعمش، ورفعها أهل الحجاز، والرفع يحسن إذا انفصلت الآية من الآية، ومثله: {وتذرون أحسن الخالقين، الله ربّكم} في هذين الموضعين يحسن الاستئناف والإتباع). [معاني القرآن: 3/198]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فاتّخذه وكيلاً...}.كفيلا بما وعدك). [معاني القرآن: 3/198]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({رّبّ المشرق والمغرب لا إله إلاّ هو فاتّخذه وكيلاً}وقال: {رّبّ المشرق} رفعٌ على الابتداء وجرّ على البدل). [معاني القرآن: 4/37]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلّا هو فاتّخذه وكيلا} أي اتخذه كفيلا بما وعدك). [معاني القرآن: 5/241]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا (10)} هذا يدل -واللّه أعلم- قبل أن يؤمر المسلمون بالقتال). [معاني القرآن: 5/241]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({هجرا جميلا} أي: بلا سبب في الهجرة). [ياقوتة الصراط: 539]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:43 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Arrow

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قتلى أحد: ((زملوهم في دمائهم وثيابهم)). هو من حديث غير واحد.
عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما قوله: ((زملوهم))، فإنه يقول: لفوهم بثيابهم التي فيها دماؤهم، وكذلك كل ملفوف في ثياب فهو مزمل.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في المغازي في أول يوم ما رأى جبريل عليه السلام قال: ((فجثثت منه فرقا)). وبعضهم يقول: جئثت.
قال الكسائي: هما جميعا من الرعب، يقال: رجل مجؤوث ومجثوث قال: فأتى خديجة رضي الله عنها فقال: ((زملوني)).
فإذا فعل الرجل ذلك بنفسه قيل: قد تزمل وتدثر، فهو متزمل ومتدثر، فإذا أدغم التاء قال: مزمل ومدثر، وبهذا نزل القرآن بالإدغام.
وكذلك مدكر إنما هو مذتكر فأدغمت التاء وأبدلت الذال دالا.
وفي هذا الحديث من الفقه أن الشهيد إذا مات في المعركة لم يغسل ولم تنزع عنه ثيابه، ألا تسمع إلى قوله: ((زملوهم بثيابهم ودمائهم))؟
قال: إلا أني سمعت محمد بن الحسن يقول: ينزع عنه الجلد والفرو، قال: وأحسبه قال: والسلاح، قال: ويترك سائر ثيابه عليه، هذا إذا مات في المعركة، فإن رفع وبه رمق غسل وصلي عليه.
قال: وأهل الحجاز لا يرون الصلاة على الشهيد إذا حمل من المعركة ميتا ولا الغسل، وأهل العراق يقولون: لا يغسل ولكن يصلى عليه). [غريب الحديث: 4/11-13]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:

كبير أناس في بجاز مزمل
يريد مزملاً بثيابه. قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً}. وهو المتزمل بثيابه. والتاء مدغمة في الزاي. وإنما وصف امرؤ القيس الغيث. فقال قوم: أراد أن المطر قد خنق الجبل فصار له كاللباس على الشيخ المتزمل. وقال آخرون: إنما أراد ما كساه المطر من خضرة النبت. وكلاهما حسن). [الكامل: 2/994]

تفسير قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}

تفسير قوله تعالى: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب: تحرك أواخر الكلم الساكنة إذا حذفت ألف الوصل لالتقاء الساكنين
وإنما حذفوا ألف الوصل هاهنا بعد الساكن لأن من كلامهم أن يحذف وهو بعد غير الساكن فلما كان ذلك من كلامهم حذفوها ههنا وجعلوا التحرك للساكنة الأولى حيث لم يكن ليلتقي ساكنان وجعلوا هذا سبيلها ليفرقوا بينها وبين الألف المقطوعة فجملة هذا الباب في التحرك أن يكون الساكن الأول مكسوراً وذلك قولك اضرب ابنك وأكرم الرجل واذهب اذهب و: {قل هو الله أحد الله} لأن التنوين ساكن وقع بعده حرف ساكن فصار بمنزلة باء اضرب ونحو ذلك.
ومن ذلك إن الله عافاني فعلت وعن الرجل وقط الرجل ولو استطعنا.
ونظير الكسر هاهنا قولهم حذار وبداد ونظار ألزموها الكسر في كلامهم فجعلوا سبيل هذا الكسر في كلامهم فاستقام هذا الضرب على هذا ما لم يكن اسماً نحو حذام لئلا يلتقي ساكنان ونحوه جير يا فتى وغاق غاق كسروا هذا إذ كان من كلامهم أن يكسروا إذا التقى الساكنان.
وقال الله تبارك وتعالى: {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض}
فضموا الساكن حيث حركوه كما ضموا الألف في الابتداء وكرهوا الكسر ههنا كما كرهوه في الألف فخالفت سائر السواكن كما خالفت الألف سائر الألفات يعني ألفات الوصل.
وقد كسر قومٌ فقالوا: {قل انظروا} وأجروه على الباب الأول ولم يجعلوها كالألف ولكنهم جعلوها كآخر جير.
وأما الذين يضمون فإنهم يضمون في كل ساكن يكسر في غير الألف المضمومة فمن ذلك قوله عز وجل: {وقالت اخرج عليهن}: {وعذاب (41) اركض برجلك} ومنه: {أو انقص منه قليلا} وهذا كله عربي قد قرئ به.
ومن قال قل انظروا كسر جميع هذا.
والفتح في حرفين أحدهما قوله عز وجل: {الم الله} لما كان من كلامهم أن يفتحوا لالتقاء الساكنين فتحوا هذا وفرقوا بينه وبين ما ليس بهجاءٍ.
ونظير ذلك قولهم من الله ومن الرسول ومن المؤمنين لما
كثرت في كلامهم ولم تكن فعلا وكان الفتح أخف عليهم فتحوا وشبهوها بأين وكيف.
وزعموا أن ناساً من العرب يقولون من الله فيكسرونه ويجرونه على القياس.
فأما: {الم} فلا يكسر لأنهم لم يجعلوه في ألف الوصل بمنزلة غيره ولكنهم جعلوه كبعض ما يتحرك لالتقاء الساكنين ونحو ذلك لم يلده واعلمن ذلك لأن للهجاء حالاً قد تبين). [الكتاب: 4/152-154] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: «ترسل فيه ترسيلا»). [فضائل القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)}
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} يعني اضطرابًا. السبح: السكون، والسبح: الاضطراب). [مجالس ثعلب: 403]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (وقد قرئ {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلا} و(سبخًا) قرأها يحيى بن يعمر، قال الفراء: معناهما واحد أي فراغًا، وقال غيره: سبحًا: فراغًا، وسبخًا: نومًا، ويقال: قد سبخ الحرّ إذا خار وانكسر، ويقال: اللهم سبّخ عنه الحمى أي خفّفها، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعائشة رحمها الله، حين دعت على سارقٍ سرقها: لا تسبّخي عنه بدعائك أي لا تخففي عنه إثمه، ويقال لما سقط من ريش الطائر: سبيخ). [الأمالي: 2/112]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما جاء المصدر فيه على غير الفعل لأن المعنى واحد
وذلك قولك اجتوروا تجاوراً وتجاوروا اجتواراً لأن معنى اجتوروا وتجاوروا واحد ومثل ذلك انكسر كسراً وكسر انكساراً لأن معنى كسر وانكسر واحد وقال الله تبارك وتعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتا} لأنه إذا قال أنبته فكأنه قال قد نبت وقال عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلا} لأنه إذا قال تبتل فكأنه قال بتل وزعموا أن في
قراءة ابن مسعود: (وأنزل الملائكة تنزيلا) لأن معنى أنزل ونزّل واحد). [الكتاب: 4/81-82] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث سعد رضي الله عنه حين قال: لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن لنا لاختصينا.
قوله: التبتل، يعني ترك النكاح، ومنه قيل لمريم البكر البتول، لتركها التزويج. وأصل التبتل: القطع، ولهذا قيل: بتلت الشيء: أي قطعته ومنه قيل في للصدقة يبينها الرجل من ماله: صدقة بتة بتلة: أي قد قطعها صاحبها من ماله وبانت منه.
فكأن معنى الحديث أنه الانقطاع من النسل فلا يتزوج ولا يولد له، وقال ربيعة بن مقروم الضبي يصف راهبا:
لو أنها عرضت لأشمط راهب = في رأس شاهقة الذرى متبتل
يعني أنه لا يتزوج ولا يولد له. وقد روي في قول الله تبارك وتعالى: {وتبتل إليه تبتيلا}.
قال: حدثناه هشيم عن فلان –رجل قد سماه- عن الحسن في قوله عز وجل {وتبتل إليه تبتيلا} أي: أخلص إليه إخلاصا ولا أرى الأصل إلا من هذا.
يقول: انقطع إليه بعملك ونيتك وإخلاصك.
وقال الأصمعي: يقال للنخلة إذا كانت فسيلتها قد انفردت منها واستغنت عنها: مبتل، ويقال للفسيلة نفسها: البتول). [غريب الحديث: 5/20-22]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (

تضيء الظلام بالعشاء كأنها = منارة ممسى راهب متبتل
المتبتل: المتهجد.
...
والمتبتل: المتهجد، والتبتل: الانقطاع في العبادة عن الناس. والبتل: القطع). [شرح ديوان امرئ القيس: 228-229]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن الفعلين إذا اتفقا في المعنى جاز أن يحمل مصدر أحدهما على الآخر؛ لأن الفعل الذي ظهر في معنى فعله الذي ينصبه. وذلك نحو قولك: أنا أدعك تركاً شديداً، وقد تطويت انطواءً، لأن تطويت في معنى انطويت. قال الله عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلا} لأن تبتل وبتل بمعنى واحد. وقال: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً} ولو كان على أنبتكم لكان إنباتا، قال امرؤ القيس:
ورضت فدلت صعبةً أي إذلال
ولو كان على ذلت لكان: أي ذل. لكن رضت في معنى أذللت). [المقتضب: 1/211-212]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب: ما جرى مجرى الفعل وليس بفعل ولا مصدر
ولكنها أسماءٌ وضعت للفعل تدل عليه، فأجريت مجراه ما كانت في مواضعها؛ ولا يجوز فيها التقديم والتأخير؛ لأنها لا تصرف تصرف الفعل؛ كما لم تصرف إن تصرف الفعل، فألزمت موضعاً واحداً، وذلك قولك: صه ومه، فهذا إنما معناه: اسكت، واكفف، فليس بمتعدٍّ، وكذلك: وراءك وإليك، إذا حذرته شيئاً مقبلاً عليه، وأمرته أن يتأخر، فما كان من هذا القبيل فهو غير متعدٍّ. ومنها ما يتعدى وهو قولك: عليك زيدا، ودونك زيدا، إذا أغريته. وكذلك: هلم زيدا، إذا أردت: هات زيدا فهذه اللغة الحجازية: يقع هلم فيها موقع ما ذكرنا من الحروف، فيكون للواحد وللاثنين والجمع على لفظٍ واحد، كأخواتها المتقدمات. قال الله عز وجل: {والقائلين إخوانهم هلم إلينا}. فأما بنو تميم فيجعلونها فعلاً صحيحاً، ويجعلون الهاء زائدة، فيقولون: هلم يا رجل، وللاثنين: هلما، وللجماعة: هلموا، وللنساء: هلممن؛ لأن المعنى: الممن، والهاء زائدة. فأما قول الله عز وجل: {كتاب الله عليكم}، فلم ينتصب كتاب بقوله: {عليكم}، ولكن لما قال: {حرمت عليكم أمهاتكم} أعلم أن هذا مكتوبٌ عليهم، فنصب كتاب الله للمصدر؛ لأن هذا بدلٌ من اللفظ بالفعل؛ إذ كان الأول في معنى: كتب الله عليكم، وكتب عليكم. ونظير هذا قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةٌ وهي تمر مر السحاب صنع الله}؛ لأنه قد أعلمك بقوله: {وهي تمر مر السحاب} أن ثم فعلاً، فنصب ما بعده؛ لأنه قد جرى مجرى: صنع الله. وكذلك: {الذي أحسن كل شيءٍ خلقه}. قال الشاعر:
ما إن يمس الأرض إلا منكـبٌ = منه وحرف الساق طي المحمل
لأنه ذكر على ما يدل على أنه طيان من الطي، فكان بدلاً من قوله طوى، وكذلك قوله:
إذا رأتني سقطت أبصارها = دأب بكارٍ شايحت بكارها
لأن قوله: إذا رأتني معناه: كلما رأتني، فقد خبر أن ذلك دأبها؛ فكأنه قال: تدأب دأب بكار؛ لأنه بدل منه. ومثل هذا - إلا أن اللفظ مشتقٌّ من فعل المصدر، ولكنهما يشتبهان في الدلالة -قوله عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلا} على: وبتل غليه، ولو كان على تبتل لكان تبتلاً. وكذلك: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً}. لو كان على أنبت لكان إنباتاً. ولكن المعنى - والله أعلم -: أنه إذا أنبتكم نبتم نباتاً). [المقتضب: 3/202-204] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (في قوله عز وجل: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} التبتل: الإنقطاع، أي أنقطع إليه إنقطاعًا، ومنه يقال: "مريم البتول" أي انقطعت عن الناس). [مجالس ثعلب: 545]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)}فسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}

تفسير قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)}

تفسير قوله تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)}

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)}
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): (والكثب واحدتها كثبة، وهي ما انصب في شيء فصار فيه، ومنه سمي الكثيب من الرمل، لأنه انصب من مكان فاجتمع فيه، أي حولته الريح من مكان إلى مكان، فصار في ذلك المكان مجتمعاً). [كتاب الشاء: 54]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن قوما شكوا إليه سرعة فناء طعامهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتكيلون أم تهيلون»؟
قالوا: نهيل.
قال: فكيلوا، ولا تهيلوا.
قال: حدثنيه أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان مؤدب آل أبي عبيد الله، عن أبي الربيع، مولى آل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قوله: ولا تهيلوا، يقال لكل شيء أرسلته من رمل أو تراب أو طعام أو نحوه: قد هلته أهيله هيلا إذا أرسلته فجرى، وهو طعام مهيل.
وقال الله تبارك وتعالى: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا}.
ومنه حديث العلاء بن الحضرمي رحمه الله أنه أوصاهم عند موته وكان مات في سفر فقال: هيلوا علي هذا الكثيب ولا تحفروا لي فأحبسكم.
فتأويل الحديث المرفوع أنهم كانوا لا يكيلون طعامهم ويصبونه صبا فنهاهم عن ذلك). [غريب الحديث: 1/316-317]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:24 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:24 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:24 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً (4) إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئاً وأقوم قيلاً (6) إنّ لك في النّهار سبحاً طويلاً (7) واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلاً (8) ربّ المشرق والمغرب لا إله إلاّ هو فاتّخذه وكيلاً (9) واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً (10)
قوله تعالى: يا أيّها المزّمّل نداء للنبي صلى الله عليه وسلم، واختلف الناس لم نودي بهذا، فقالت عائشة والنخعي وجماعة: لأنه كان وقت نزول الآية متزملا بكساء، والتزمل: الالتفاف في الثياب بضم وتشمير، ومنه قول امرئ القيس: [الطويل]
كأن أبانا في أفانين ودقة = كبير أناس في بجاد مزمل
وخفض مزمل في هذا البيت هو على الجوار، وإنما هو نعت لكبير، فهو عليه السلام على قول هؤلاء، إنما دعي بهيئة في لباسه. وقال قتادة، كان تزمل في ثيابه للصلاة واستعد فنودي على معنى يا أيها المستعد للعبادة المتزمل لها، وهذا القول مدح له صلى الله عليه وسلم. وقال عكرمة معناه:يا أيّها المزّمّل للنبوءة وأعبائها، أي المتشمر المجدّ. وقال جمهور المفسرين والزهري بما في البخاري من أنه عليه السلام لما جاءه الملك في غار حراء وحاوره بما حاوره رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة فقال: زملوني زملوني: فنزلت يا أيّها المدّثّر [المدثر: 1]، وعلى هذا نزلت يا أيّها المزّمّل. وفي مصحف ابن مسعود وأبي بن كعب «يا أيها المتزمل». وقرأ بعض السلف «يا أيها المزمّل» بفتح الزاي وتخفيفها وفتح الميم وشدها، والمعنى الذي زمله أهله أو زمل للنبوءة. وقرأ عكرمة «يا أيها المزمّل» بكسر الميم المشددة وتخفيف الزاي أي المزمل نفسه). [المحرر الوجيز: 8/ 439-440]

تفسير قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في هذا الأمر بقيام الليل كيف كان؟ فقال جمهور أهل العلم: هو أمر على جهة الندب مذ كان لم يفرض قط، ويؤيد هذا: الحديثالصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة في رمضان خلف حصير احتجره فصلى وصلى بصلاته ناس ثم كثروا من الليلة القابلة ثم غص المسجد بهم في الثالثة أو الرابعة فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصبوا بابه فخرج مغضبا وقال: «إني إنما تركت الخروج لأني خفت أن يفرض عليكم». وقيل إنه لم يكلمهم إلا بعد الصبح. وقال آخرون: كان فرضا في وقت نزول هذه الآية. واختلف هؤلاء فقال بعضهم: كان فرضا على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وبقي كذلك حتى توفي عليه السلام، وقيل:بل نسخ عنه ولم يمت إلا والقيام تطوع، وقال بعضهم: كان فرضا على الجميع ودام الأمر على ما قال سعيد بن جبير عشر سنين، وقالت عائشة وابن عباس دام عاما، وروي عنها أيضا ثمانية أشهر ثم رحمهم الله تعالى. فنزلت: إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم [المزمل: 20] فخفف عنهم. وقال قتادة بقي عاما أو عامين. وقرأ أبو السمال «قم الليل» بضم الميم لاجتماع الساكنين، والكسر في الكلام العرب أكثر كما قرأ الناس). [المحرر الوجيز: 8/ 440-441]

تفسير قوله تعالى: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: نصفه يحتمل أن يكون بدلا من قوله قليلًا، وكيف ما تقلب المعنى، فإنه أمر بقيام نصف الليل أو أكثر شيء أو أقل شيء، فالأكثر عند العلماء لا يزيد على الثلثين، والأقل لا ينحط عن الثلث ويقوي هذا حديث ابن عباس في بيت ميمونة قال: فلما انتصف الليل أو قبله بقليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلزم على هذا الذي ذكرناه أن يكون نصف الليل قد وقع عليه الوصف بقليل، وقد يحتمل عندي قوله إلّا قليلًا، أن يكون استثناء من القيام، فيجعل الليل اسم جنس، ثم قال إلّا قليلًا، أي الليالي التي تخل بقيامها عند العذر البين. وهذا النظر يحسن مع القول مع الندب جدا. وقد تكلم الجرجاني رحمه الله في نظمه في هذه الآية بتطويل وتدقيق غير مفيد أكثره غير صحيح.
وقرأ الجمهور: «أو انقص» بضم الواو، وقرأ الحسن وعاصم وحمزة بكسر الواو، وقرأ عيسى بالوجهين، والضمير في منه وعليه عائدان على النصف). [المحرر الوجيز: 8/ 441]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في منه وعليه عائدان على النصف،
وقوله تعالى: ورتّل القرآن معناه في اللغة تمهل وفرق بين الحروف لتبين. والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور والرحمة. قال ابن كيسان: المراد تفهمه تاليا له ومنه الثغر الرتل الذي بينه فسخ وفتوح. وروي أن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بينة مترسلة لو شاء أحد أن يعد الحروف لعدها). [المحرر الوجيز: 8/ 441]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والقول الثقيل: هو القرآن. واختلف الناس لم سماه ثقيلًا، فقالت جماعة من المفسرين: لما كان يحل في رسول الله من ثقل الجسم حتى أنه كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته بركت به، وحتى كادت فخذه أن ترض فخذ زيد بن ثابت رحمه الله. وقال أبو العالية والقرطبي: بل سماه ثقيلًا لثقله على الكفار والمنافقين بإعجازه ووعيده ونحو ذلك. وقال حذاق العلماء: معناه ثقيل المعاني من الأمر بالطاعات والتكاليف الشرعية من الجهاد ومزاولة الأعمال الصالحة دائمة، قال الحسن: إن الهذ خفيف ولكن العمل ثقيل). [المحرر الوجيز: 8/ 442]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئاً، قال ابن جبير وابن زيد هي لفظة حبشية نشأ الرجل إذا قام من الليل، ف ناشئة على هذا، جمع ناشئ، أي قائم، وأشدّ وطئاً معناه ثبوتا واستقلالا بالقيام، وأقوم قيلًا، أي بخلو أفكارهم وإقبالهم على ما يقرأونه.
وقال ابن عمر وأنس بن مالك وعلي بن الحسين: ناشئة اللّيل ما بين المغرب والعشاء، وقالت عائشة ومجاهد: القيام بعد النوم، ومن قام أول الليل قبل النوم فلم يقم ناشئة، وقال ابن جبير وابن زيد وجماعة: ناشئة اللّيل ساعاته كلها لأنها تنشأ شيئا بعد شيء. وقال أبو مجلز وابن عباس وابن الزبير والحسن: ما كان بعد العشاء فهو ناشئة، وما كان قبلها فليس ب ناشئة، قال ابن عباس: كانت صلاتهم أول الليل فهي أشدّ وطئاً أي أجدر أن يحصوا ما فرض الله عليكم من القيام لأن الإنسان إذا نام لا يدري متى يستيقظ؟ وقال الكسائي: ناشئة اللّيل أوله، وقال ابن عباس وابن الزبير: الليل كله ناشئة وأشدّ وطئاً، على هذا يحتمل أن يكون أشد ثبوتا فيكون نسب الثبوت إليها من حيث هو القائم فيها. ويحتمل أن يريد أنها صعبة القيام لمنعها النوم كما قال «اللهم اشدد وطأتك على مضر» فذكرها تعالى بالصعوبة ليعلم عظم الأجر فيها كما وعد عليه الصلاة والسلام على الوضوء على المكاره والمشي في الظلام إلى المساجد ونحوه. وقرأ الجمهور: «وطئا» بفتح الواو وسكون الطاء، وقرأ أبو عمرو ومجاهد وابن الزبير وابن عباس: «وطاء» على وزن فعال، والمعنى موافقة لأنه يخلو البال من أشغال النهار وأشغابه، فيوافق قلب المرء لسانه، وفكره عبارته فهذه مواطأة صحيحة، وبهذا المعنى فسر اللفظ مجاهد وغيره، وقرأ قتادة في رواية حسين: «وطاء» بكسر الواو وسكون الطاء والهمزة مقصورة، وقرأ أنس «وأصوب قيلا»، فقيل له إنما هو أقوم، فقال: أقوم وأصوب وأهيأ واحد). [المحرر الوجيز: 8/ 442-443]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّ لك في النّهار سبحاً طويلًا أي تصرفا وترددا في أمورك كما يتردد السابح في الماء. ومنه سمي الفرس سابحا لتثنيه واضطرابه، وقال قوم من أهل العلم إنما معنى الآية التنبيه على أنه إن فات حزب الليل بنوم أو عذر فليخلف بالنهار فإن فيه سبحاً طويلًا، وقرأ يحيى بن يعمر وعكرمة: «سبخا طويلا» بالخاء منقوطة، ومعناه خفة لك من التكاليف، والتسبيخ التخفيف، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ولا تسبخي عنه» لعائشة في السارق الذي سرقها، فكانت تدعو عليه، معناه لا تخففي عنه. قال أبو حاتم: فسر يحيى السبح بالنوم). [المحرر الوجيز: 8/ 443]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقال سهل: واذكر اسم ربّك يراد اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء صلاتك، وتبتّل معناه: انقطع من كل شيء إلا منه وافرغ إليه. قال زيد بن أسلم: التبتل رفض الدنيا ومنه تبتل الحبل، وقولهم في الهبات ونحوها بتلة، ومنه البتول، وتبتيلًا مصدر على غير الصدر). [المحرر الوجيز: 8/ 443]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: «ربّ المشرق» بالخفض على البدل من ربّك، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: «ربّ» على القطع أي هو رب أو على الابتداء والخبر لا إله إلّا هو. وقرأ ابن عباس وأصحاب عبد الله: «رب المشارق والمغارب» بالجمع. والوكيل: القائم بالأمر الذي يوكل إليه الأشياء). [المحرر الوجيز: 8/ 444]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: واصبر على ما يقولون الآية، قيل هي موادعة منسوخة بآية السيف، والمراد بالآية قريش. وقال بعض العلماء: قوله واهجرهم هجراً جميلًا منسوخ، وأما الصبر على ما يقولون فقد يتوجه أحيانا ويبقى حكمه، وفيما يتوجه من الهجر الجميل من المسلمين، قال أبو الدرداء: إنا لنكشر في وجوه قوم وإن قلوبنا لتقليهم. والقول الأول أظهر لأن الآية إنما هي في كفر قريش وردهم رسالته وإعلائهم بذلك لا يمكن أن يكون الحكم في هذه المعاني باقيا). [المحرر الوجيز: 8/ 444]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:24 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:24 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلّا قليلًا (2) نصفه أو انقص منه قليلًا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلًا (4) إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأقوم قيلًا (6) إنّ لك في النّهار سبحًا طويلًا (7) واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلًا (8) ربّ المشرق والمغرب لا إله إلّا هو فاتّخذه وكيلًا (9)}
يأمر تعالى رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن يترك التّزمّل، وهو: التّغطّي في اللّيل، وينهض إلى القيام لربّه عزّ وجلّ، كما قال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون} [السّجدة: 16] وكذلك كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممتثلًا ما أمره اللّه تعالى به من قيام اللّيل، وقد كان واجبًا عليه وحده، كما قال تعالى: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وهاهنا بيّن له مقدار ما يقوم، فقال تعالى: {يا أيّها المزّمّل * قم اللّيل إلا قليلا}.
قال ابن عبّاسٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ: {يا أيّها المزّمّل} يعني: يا أيّها النّائم. وقال قتادة: المزّمّل في ثيابه، وقال إبراهيم النّخعيّ: نزلت وهو متزمّلٌ بقطيفةٍ.
وقال شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {يا أيّها المزّمّل} قال: يا محمد، زمّلت القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 249-250]

تفسير قوله تعالى: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {نصفه} بدلٌ من اللّيل {أو انقص منه قليلا * أو زد عليه} أي: أمرناك أن تقوم نصف اللّيل بزيادةٍ قليلةٍ أو نقصانٍ قليلٍ، لا حرج عليك في ذلك.
وقوله: {ورتّل القرآن ترتيلا} أي: اقرأه على تمهّلٍ، فإنّه يكون عونًا على فهم القرآن وتدبّره. وكذلك كان يقرأ صلوات اللّه وسلامه عليه، قالت عائشة: كان يقرأ السّورة فيرتّلها، حتّى تكون أطول من أطول منها. وفي صحيح البخاريّ، عن أنسٍ: أنّه سئل عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كانت مدًّا، ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} يمدّ بسم اللّه، ويمدّ الرّحمن، ويمدّ الرّحيم.
وقال ابن جريج، عن ابن أبي مليكة عن أمّ سلمة: أنّها سئلت عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: كان يقطّع قراءته آيةً آيةً، {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم * الحمد للّه ربّ العالمين * الرّحمن الرّحيم * مالك يوم الدّين} رواه أحمد، وأبو داود، والتّرمذيّ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها".
ورواه أبو داود، والتّرمذيّ والنّسائيّ، من حديث سفيان الثّوريّ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
وقد قدّمنا في أوّل التّفسير الأحاديث الدّالّة على استحباب التّرتيل وتحسين الصّوت بالقراءة، كما جاء في الحديث: "زيّنوا القرآن بأصواتكم"، و "ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن"، و "لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود" يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنّك كنت تسمع قراءتي لحبّرته لك تحبيرًا.
وعن ابن مسعودٍ أنّه قال: لا تنثروه نثر الرّمل ولا تهذّوه هذّ الشّعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السّورة. رواه البغويّ.
وقال البخاريّ: حدّثنا آدم، حدّثنا شعبة، حدّثنا عمرو بن مرّة: سمعت أبا وائلٍ قال: جاء رجلٌ إلى ابن مسعودٍ فقال: قرأت المفصّل اللّيلة في ركعةٍ. فقال: هذًّا كهذّ الشّعر. لقد عرفت النّظائر الّتي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرن بينهنّ. فذكر عشرين سورةً من المفصّل سورتين في ركعةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 250-251]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا} قال الحسن، وقتادة: أي العمل به.
وقيل: ثقيلٌ وقت نزوله؛ من عظمته. كما قال زيد بن ثابتٍ: أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفخذه على فخذي، فكادت ترض فخذي.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن عمرو بن الوليد، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، هل تحسّ بالوحي؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أسمع صلاصيل، ثمّ أسكت عند ذلك، فما من مرّةٍ يوحى إليّ إلّا ظننت أنّ نفسي تفيض"، تفرّد به أحمد.
وفي أوّل صحيح البخاريّ عن عبد اللّه بن يوسف، عن مالكٍ، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشة: أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلّى اللّه عليه وسلّم في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا هذا لفظه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا سليمان بن داود، أخبرنا عبد الرّحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن كان ليوحى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو على راحلته، فتضرب بجرانها.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثور، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته، وضعت جرانها، فما تستطيع أن تحرّك حتّى يسرّى عنه.
وهذا مرسلٌ. الجران: هو باطن العنق.
واختار ابن جريرٍ أنّه ثقيلٌ من الوجهين معًا، كما قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدّنيا ثقل يوم القيامة في الموازين). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 251]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأقوم قيلا} قال أبو إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: نشأ: قام بالحبشة.
وقال عمر، وابن عبّاسٍ، وابن الزّبير: اللّيل كلّه ناشئةٌ. وكذا قال مجاهد، وغير واحد،يقال: نشأ: إذا قام من اللّيل. وفي روايةٍ عن مجاهدٍ: بعد العشاء. وكذا قال أبو مجلز، وقتادة، وسالمٌ وأبو حازمٍ، ومحمّد بن المنكدر.
والغرض أنّ ناشئة اللّيل هي: ساعاته وأوقاته، وكلّ ساعةٍ منه تسمّى ناشئةً، وهي الآنّات. والمقصود أنّ قيام اللّيل هو أشدّ مواطأةً بين القلب واللّسان، وأجمع على التّلاوة؛ ولهذا قال: {هي أشدّ وطئًا وأقوم قيلا} أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهّمها من قيام النّهار؛ لأنّه وقت انتشار النّاس ولغط الأصوات وأوقات المعاش.
[وقد] قال الحافظ أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الأعمش، أنّ أنس بن مالكٍ قرأ هذه الآية: "إن ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلًا" فقال له رجلٌ: إنّما نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال له: إنّ أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 251-252]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا قال: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلا} قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، وعطاء بن أبي مسلمٍ: الفراغ والنّوم.
وقال أبو العالية، ومجاهدٌ، وابن مالكٍ، والضّحّاك، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، وسفيان الثّوريّ: فراغًا طويلًا.
وقال قتادة: فراغًا وبغيةً ومنقلبًا.
وقال السّدّيّ: {سبحًا طويلا} تطوّعًا كثيرًا.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {[إنّ لك في النّهار] سبحًا طويلا} قال: لحوائجك، فأفرغ لدينك اللّيل. قال: وهذا حين كانت صلاة اللّيل فريضةً، ثمّ إنّ اللّه منّ على العباد فخفّفها ووضعها، وقرأ: {قم اللّيل إلا قليلا} إلى آخر الآية، ثمّ قال: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} حتّى بلغ: {فاقرءوا ما تيسّر منه} [اللّيل نصفه أو ثلثه. ثمّ جاء أمرٌ أوسع وأفسح وضع الفريضة عنه وعن أمّته] فقال: قال: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 49] وهذا الّذي قاله كما قاله.
والدّليل عليه ما رواه الإمام أحمد في مسنده حيث قال: حدّثنا يحيى، حدثنا سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعيد بن هشامٍ: أنّه طلّق امرأته ثمّ ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارًا له بها ويجعله في الكراع والسّلاح، ثمّ يجاهد الرّوم حتّى يموت. فلقي رهطًا من قومه فحدّثوه أنّ رهطًا من قومه ستّةً أرادوا ذلك على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "أليس لكم فيّ أسوة ؟" فنهاهم عن ذلك، فأشهدهم على رجعتها، ثمّ رجع إلينا فأخبرنا أنّه أتى ابن عبّاسٍ فسأله عن الوتر فقال: ألّا أنبّئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: نعم قال: ائت عائشة فاسألها ثمّ ارجع إليّ فأخبرني بردّها عليك. قال: فأتيت على حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها، فقال: ما أنا بقاربها؛ إنّي نهيتها أن تقول في هاتين الشّيعتين شيئًا، فأبت فيهما إلّا مضيًا. فأقسمت عليه، فجاء معي، فدخلنا عليها فقالت: حكيمٌ؟ وعرفته، قال: نعم. قالت: من هذا معك؟ قال: سعيد بن هشامٍ. قالت: من هشامٌ؟ قال: ابن عامرٍ. قال: فترحّمت عليه وقالت: نعم المرء كان عامرٌ. قلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى قالت: فإنّ خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان القرآن. فهممت أن أقوم، ثمّ بدا لي قيام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ألست تقرأ هذه السّورة: {يا أيّها المزّمّل}؟ قلت: بلى. قالت: فإنّ اللّه افترض قيام اللّيل في أوّل هذه السّورة، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه حولًا حتّى انتفخت أقدامهم، وأمسك اللّه خاتمتها في السّماء اثني عشر شهرًا، ثمّ أنزل اللّه التّخفيف في آخر هذه السّورة، فصار قيام اللّيل تطوّعًا من بعد فريضةٍ. فهممت أن أقوم، ثمّ بدا لي وتر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قالت: كنّا نعدّ له سواكه وطهوره، فيبعثه اللّه لما شاء أن يبعثه من اللّيل، فيتسوّك ثمّ يتوضّأ ثمّ يصلّي ثماني ركعاتٍ لا يجلس فيهنّ إلّا عند الثّامنة، فيجلس ويذكر ربّه تعالى ويدعو [ويستغفر ثمّ ينهض وما يسلّم. ثمّ يصلّي التّاسعة فيقعد فيحمد ربّه ويذكره ويدعو] ثمّ يسلّم تسليمًا يسمعنا، ثمّ يصلّي ركعتين وهو جالسٌ بعد ما يسلّم. فتلك إحدى عشرة ركعةً يا بنيّ. فلمّا أسنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأخذه اللّحم، أوتر بسبع، ثم صلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلّم، فتلك تسعٌ يا بنيّ. وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا صلّى صلاةً أحبّ أن يداوم عليها، وكان إذا شغله عن قيام اللّيل نومٌ أو وجع أو مرضٌ، صلّى من النّهار ثنتي عشرة ركعةً، ولا أعلم نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ القرآن كلّه في ليلةٍ، ولا قام ليلةً حتّى أصبح، ولا صام شهرًا كاملًا غير رمضان.
فأتيت ابن عبّاسٍ فحدّثته بحديثها، فقال: صدقت، أما لو كنت أدخل عليها لأتيتها حتّى تشافهني مشافهةً.
هكذا رواه الإمام أحمد بتمامه. وقد أخرجه مسلمٌ في صحيحه، من حديث قتادة، بنحوه.
طريقٌ أخرى عن عائشة في هذا المعنى: قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن وكيع، حدّثنا زيد بن الحباب -وحدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران قالا جميعًا، واللّفظ لابن وكيعٍ: عن موسى بن عبيدة، حدّثني محمّد بن طحلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كنت أجعل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حصيرًا يصلي عليه من اللّيل، فتسامع النّاس به فاجتمعوا، فخرج كالمغضب -وكان بهم رحيمًا، فخشي أن يكتبعليهم قيام اللّيل-فقال: "أيّها النّاس، اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإنّ اللّه لا يملّ من الثّواب حتّى تملّوا من العمل، وخير الأعمال ما ديم عليه". ونزل القرآن: {يا أيّها المزّمّل * قم اللّيل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه} حتّى كان الرّجل يربط الحبل ويتعلّق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهرٍ، فرأى اللّه ما يبتغون من رضوانه، فرحمهم فردّهم إلى الفريضة، وترك قيام اللّيل.
ورواه ابن أبي حاتمٍ من طريق موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيفٌ. والحديث في الصّحيح بدون زيادة نزول هذه السّورة، وهذا السّياق قد يوهم أنّ نزول هذه السّورة بالمدينة، وليس كذلك، وإنّما هي مكّيّةٌ. وقوله في هذا السّياق: إنّ بين نزول أوّلها وآخرها ثمانية أشهرٍ -غريبٌ؛ فقد تقدّم في رواية أحمد أنّه كان بينهما سنةٌ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو أسامة، عن مسعر، عن سماك الحنفيّ، سمعت ابن عبّاسٍ يقول: أوّل ما نزل: أوّل المزّمّل، كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان، وكان بين أوّلها وآخرها قريبٌ من سنةٍ.
وهكذا رواه ابن جريرٍ عن أبي كريب، عن أبي أسامة، به.
وقال الثّوريّ ومحمّد بن بشرٍ العبدي، كلاهما عن مسعرٍ، عن سماكٍ، عن ابن عبّاسٍ: كان بينهما سنةٌ. وروى ابن جريرٍ، عن أبي كريبٍ، عن وكيعٍ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن وهبٍ، عن أبي عبد الرّحمن قال: لمّا نزلت: {يا أيّها المزّمّل} قاموا حولًا حتّى ورمت أقدامهم وسوقهم، حتّى نزلت: {فاقرءوا ما تيسّر منه} قال: فاستراح النّاس.
وكذا قال الحسن البصريّ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: [حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثنا أبي] عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشامٍ قال: فقلت -يعني لعائشة-: أخبرينا عن قيام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قالت: ألست تقرأ: {يا أيّها المزّمّل}؟ قلت: بلى. قالت: فإنّها كانت قيام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، حتّى انتفخت أقدامهم، وحبس آخرها في السّماء ستّة عشر شهرًا، ثمّ نزل.
وقال معمر، عن قتادة: {قم اللّيل إلا قليلا} قاموا حولًا أو حولين، حتّى انتفخت سوقهموأقدامهم فأنزل اللّه تخفيفها بعد في آخر السّورة.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميد، حدّثنا يعقوب القمي عن جعفر، عن سعيد -هو ابن جبيرٍ-قال: لمّا أنزل اللّه تعالى على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {يا أيّها المزّمّل} قال: مكث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على هذه الحال عشر سنين يقوم اللّيل، كما أمره، وكانت طائفةٌ من أصحابه يقومون معه، فأنزل اللّه عليه بعد عشر سنين: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك} إلى قوله: {وأقيموا الصّلاة} فخفّف اللّه تعالى عنهم بعد عشر سنين.
ورواه ابن أبي حاتمٍ، عن أبيه، عن عمرو بن رافعٍ، عن يعقوب القمّيّ به.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا [أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} فأمر اللّه نبيّه والمؤمنين بقيام اللّيل إلّا قليلًا] فشقّ ذلك على المؤمنين، ثمّ خفّف اللّه عنهم ورحمهم، فأنزل بعد هذا: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض} إلى قوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه} فوسّع اللّه -وله الحمد-ولم يضيّق). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 252-255]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا} أي: أكثر من ذكره، وانقطع إليه، وتفرّغ لعبادته إذا فرغت من أشغالك، وما تحتاج إليه من أمور دنياك، كما قال: {فإذا فرغت فانصب} [الشّرح:7] أي: إذا فرغت من مهامّك فانصب في طاعته وعبادته، لتكون فارغ البال. قاله ابن زيدٍ بمعناه أو قريبٍ منه.
وقال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ، وأبو صالحٍ، وعطيّة، والضّحّاك، والسّدّيّ: {وتبتّل إليه تبتيلا} أي: أخلص له العبادة.
وقال الحسن: اجتهد وبتّل إليه نفسك.
وقال ابن جريرٍ: يقال للعابد: متبتّلٌ، ومنه الحديث المرويّ: أنّه نهى عن التّبتّل، يعني: الانقطاع إلى العبادة وترك التّزوّج). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 255]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا} أي: هو المالك المتصرّف في المشارق والمغارب لا إله إلّا هو، وكما أفردته بالعبادة فأفرده بالتّوكّل، {فاتّخذه وكيلا} كما قال في الآية الأخرى: {فاعبده وتوكّل عليه} [هود:123] وكقوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وآياتٌ كثيرةٌ في هذا المعنى، فيها الأمر بإفراد العبادة والطّاعة للّه، وتخصيصه بالتّوكّل عليه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 255]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلًا (10) وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلًا (11) إنّ لدينا أنكالًا وجحيمًا (12) وطعامًا ذا غصّةٍ وعذابًا أليمًا (13) يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبًا مهيلًا (14) إنّا أرسلنا إليكم رسولًا شاهدًا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولًا (15) فعصى فرعون الرّسول فأخذناه أخذًا وبيلًا (16) فكيف تتّقون إن كفرتم يومًا يجعل الولدان شيبًا (17) السّماء منفطرٌ به كان وعده مفعولًا (18)}
يقول تعالى آمرًا رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بالصّبر على ما يقوله من كذّبه من سفهاء قومه، وأن يهجرهم هجرًا جميلًا وهو الّذي لا عتاب معه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 256]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة