العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الصافات

توجيه القراءات في سورة الصافات


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الصافات

مقدمات توجيه القراءات في سورة الصافات
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الصّافّات). [معاني القراءات وعللها: 2/315]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الصافات) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/242]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الصّافّات). [الحجة للقراء السبعة: 6/48]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الصافات). [المحتسب: 2/219]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (37 - سورة الصافات). [حجة القراءات: 604]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة والصافات). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الصافات). [الموضح: 1083]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية واثنتان وثمانون آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]

الياءات الزوائد:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ياء من الزوائد قوله: {لتردين} «56» قرأها ورش بياء في الوصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/229]

الياءات المحذوفة:
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قال أبو منصور: حذف من هذه السورة ثلاث ياءات:
(إن كدت لتردين (56)، (إلى ربّي سيهدين (99)، (إلّا من هو صال الجحيم (163).
وكان يعقوب يثبتهن في الوقف، وكان يحذف الياء من (صال الجحيم) في الوصل ويثبت الياءين في الوصل والوقف.
والقراءة في قوله (صال الجحيم) بكسر اللام، على معنى: صالي، فالوقف عليها ينبغي أن يكون، ولكنها محذوفة في الكتاب، وكان في الأصل: إلا من هو صالي.
فسقط الإعراب بالضم؛ لاجتماع الساكنين، وأضيف إلى (الجحيم) بكسر اللام). [معاني القراءات وعللها: 2/324]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ثلاث ياءات حُذفن من الخط وهن قوله {لَتُرْدِينِي}، {سَيَهْدِينِي}.
أثبتهما يعقوب في الوصل والوقف.
والثالثة قوله {صَالِي الْجَحِيمِ}. وقف عليها (يعقوب) بالياء، وهي تندرج في الوصل، وكُتبَ بغير ياء.
وأثبت ناع ش- {لَتُرْدِينِي} في الوصل دون الوقف.
وحذفهن جميعًا الباقون في الحالين.
وقد مضى الكلام في مثله). [الموضح: 1096]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (واختلفوا في هذه السورة في ثلاث ياءات):
{أني أرى} [102]، {أني أذبحك} [102] فتحهما نافع وابن كثير وأبو عمرو.
والثالث {ستجدني إن شاء الله} [102] فتحها نافع. وأسكنها الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/254]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- فيها ثلاث ياءات إضافة قوله تعالى: {إني أرى أني أذبحك} «102» قرأها الحرميان وابو عمرو بالفتح.
قوله: {ستجدني إن شاء الله} «102» قرأها نافع بالفتح).
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/229]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ثلاث ياءات للمتكلم اختلفوا فيها وهي {إِنِّي أَرَى}، {أَنِّي أَذْبَحُكَ}، {سَتَجِدُنِي}.
ففتحهن نافعٌ، وأسكن ابن كثير وأبو عمرو واحدةً وهي {سَتَجِدُنِي} وفتحا الأخريين.
ولم يفتح الباقون منهن شيئًا.
والوجه في الفتح أنه الأصل، والإسكان، تخفيفٌ، وقد مضى). [الموضح: 1096]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}


قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعز: (والصّافّات صفًّا (1)
قرأ أبو عمرو إذا أدغم وحمزة (والصّافّات صفًّا (1) فالزّاجرات زجرًا (2) فالتّاليات ذكرًا (3)
(والذّاريات ذروًا) مدغمة، وأدغم أبو عمرو وحده (فالملقيات ذّكرًا)، (والسابحات سّبحًا)
و (فالسّابقات سّبقًا) - والعاديات ضّبحًا) - (فالمغيرات صّبحًا (3).
وقال عباس: لا يدغم أبو عمرو في شيء من هذا.
وسائر القراء لم يدغموا هذه الحروف.
قال أبو منصور: القراءة المختارة ترك الإدغام، والتبيين للتاءات). [معاني القراءات وعللها: 2/315]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قرأ أبو عمرو وحمزة: {والصافات صفا * فالزاجرت زجرا* فالتاليات ذكرًا} [1، 2، 3] {والذاريات ذروا} مدغما كل ذلك لقرب التاء من الصاد والزاي والذال.
وقرأ الباقون بالإظهار؛ لأن التاء قبلها حرف ساكن، وهو الألف، ولأن التاء متحركة لا ساكنة نحو: {قالت طائفة} ألا ترى أنها لما تحركت كان الاختيار الإظهار نحو: {بيت طائفة} على أن أبا عمرو وحمزة قد أدغما، وجرت ذلك بواو القسم والنسق، وجواب القسم: {إن إلاهكم لواحد} والتقدير: ورب الصافات ورب هذه المذكورات: {إن إلاهكم لواحد} والصافات: الملائكة؛ لأنها مصطفة بين السماء والأرض طاعة لله لا يفترون عن عبادته كما قال: {وإنا لنحن الصافون} [165]. {وإنا لنحن المسبحون} [166] يعني المصلون.
وقال أبو عبيدة: كل مصطف لا ينظم قطراه أي: جانباه فهو صاف {والزاجرت زجرًا} [2] الملائكة، وقيل: كل شيء زجر عن معاصي الله فهو زاجرات {والتاليات ذكرًا} التاليات القرآن.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/242]
فإن سأل سائل فقال: لم لم يقل فالتاليات تلوا كما قال {والزاجرت زجرًا}؟
فالجواب في ذلك: أن التالي يكون التابع يقال: تلوت فلانًا: إذا تبعته أي: جئت بعده، كما قال: {والقمر إذا تلاها} ويكون التالي: القارئ فلما التبس بينه الله عز وجل أن التاليات ها هنا- القارئات ذكرًا، لا التابعات.
فإن قيل: لم أنث؟
فقل: على تقدير الطائفة التاليات، والجماعة الصافات كما قال: {فنادته الملائكة}.
ولو قال قائل::إن التاليات وإن كانت على لفظ الجماعة يريد به جبريل صلى الله عليه وسلم وحده لكان جائزًا؛ لأن قوله: {فنادته الملائكة} يراد به جبريل وحده.
وزاد أبو عمرو على حمزة: {فالملقيات ذكرًا} {والعاديات ضبحًا} {فالسابقات سبقًا} {والسابحات سبحًا} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/243]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو إذا أدغم، وحمزة على كلّ حال: والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا [1 - 2 - 3] والذاريات ذروا [الذاريات/ 1]، وقرأ أبو عمرو وحده: والعاديات ضبحا [العاديات/ 1] مدغما، والمغيرات صبحا [العاديات/ 2]، فالتاليات ذكرا [الصّافّات/ 3]، والسابحات سبحا، فالسابقات سبقا [النازعات/ 3 - 4]، مدغما.
عبّاس عن أبي عمرو لا يدغم شيئا من ذلك، وفالملقيات ذكرا [الذاريات/ 5] والسابحات سبحا، فالسابقات سبقا [النازعات/ 3 - 4].
وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر والكسائي بإظهار التاء في ذلك كله.
[الحجة للقراء السبعة: 6/48]
قتادة: الصّافّات صفّا: الملائكة صفوف في السماء، والزاجرات زجرا: ما زجر اللّه عنه في آي القرآن، والتاليات ذكرا: ما يتلى من آي القرآن.
أبو عبيدة: كلّ شيء في السماء والأرض ممّا لم يضمّ قتريه فهو صافّ، والتالي: القارئ.
قال أبو علي: إدغام التاء في الصّاد حسن لمقاربة الحرفين، ألا ترى أنّهما من طرف اللسان، وأصول الثنايا، ويجتمعان في الهمس؟
والمدغم فيه يزيد على المدغم بخلّتين هما: الإطباق، والصّفير، وحسن أن يدغم الأنقص في الأزيد، ولا يجوز أن يدغم الأزيد صوتا في الأنقص، ألا ترى أن الطّاء والدّال، والتاء والظاء، والذال والثاء يدغمن في الصّاد والسّين والزّاي، ولا تدغم الصّاد وأختاها فيهنّ لزيادة الصّاد وأختيها عليهنّ في الصّفير؟ وكذلك يدغم اللّام في الرّاء، ولا تدغم الرّاء في اللّام لزيادة التكرير في الرّاء، فقد علمت- فيما ذكر- حسن إدغام التّاء في الصّاد، وإدغام التاء في الزّاي في قوله: فالزاجرات زجرا حسن. لأنّ التاء مهموسة، والزّاي مجهورة، وفيها زيادة صفير، كما كان في الصّاد، وكذلك حسن إدغام التاء في الذال في قوله: والتاليات ذكرا، والذاريات ذروا، لاتفاقهما في أنّهما من طرف اللسان، وأصول الثنايا، فأمّا إدغام التاء في الضاد من قوله: والعاديات ضبحا، فإنّ التاء أقرب إلى الذّال والزّاي منها إلى الضاد.
لأنّ الذّال والزّاي والصّاد من حروف طرف اللّسان، وأصول الثنايا، والضّاد أبعد منهنّ لأنها من وسط اللّسان.
[الحجة للقراء السبعة: 6/49]
ولكن حمل حسن الإدغام التاء فيها، لأنّ الصّاد تفشّى الصوت بها، واتّسع واستطال حتّى اتّصل صوتها بأصول الثنايا وطرف اللسان، فأدغم التاء فيها وسائر حروف طرف اللّسان، وأصول الثنايا إلّا حروف الصّفير، فإنّها لم تدغم في الصاد، ولم تدغم الصّاد في شيء من هذه الحروف لما فيها من زيادة الصوت فكره إدغامها فيما أدغم فيها من هذه الحروف، لما فيها من التّفشّي والاستطالة، حتى اتّصلت بأصول الثنايا مع أنّها من وسط اللّسان.
قال: وسمعناهم ينشدون:
ثار فضجّت ضجّة ركائبه فأمّا الإدغام في السّابحات سبحا، والسّابقات سبقا، فحسن لمقاربة الحروف، وأمّا من قرأ بالإظهار في هذه، وترك إدغامها، فذلك لاختلاف المخارج، وإنّ المدغم فيه ليس بلازم، فلم يدغموا لتباين المخارج، وانتفاء الرفع، ألا ترى أنّهم بيّنوا نحو أفعل؟ وإن كان من كلمة واحدة، لما لم تلزم التاء- هذه- البناء، فما كان من كلمتين منفصلتين أجدر بالبيان). [الحجة للقراء السبعة: 6/50]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد ذكرنا الإدغام في والصافات صفا وما بعدها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [آية/ 1 و2 و3] بالإدغام فيهن:
قرأها أبو عمرو وحمزة وكذلك {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} أربعة أحرفٍ، وافترقا في غير هذه الأحرف، فكان أبو عمرو يُدغم ما أشبه هذه الحروف نحو {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} ونحوهما، هذا عند الإدراج والتخفيف وترك الهمزات السواكن، فإذا همز أو حقق لم يدغم من الحروف المتحركة شيئًا إلا قوله {بَيَّت طَائِفَةٌ}.
والوجه أن التاء إنما أُدغمت في هذه الحروف لمقاربتها إياها في كونها من طرف اللسان وأصول الثنايا، وأما إدغام التاء في الضاد فإنه وإن لم يكن الضاد من طرف اللسان وأصول الثنايا بل من وسط اللسان فإن فيها تفشيًّا يتصل الصوت لأجله بطرف اللسان وأصول الثنايا، فتصير الضاد لذلك مقاربة
[الموضح: 1083]
للتاء، كما قاربتها الدال والسين والصاد والزاي، فجاز لذلك إدغامها فيها.
وقرأ الباقون بالإظهار في هذه الحروف كلها.
والوجه أن مخارج هذه الحروف مختلفة، وأن الحرف المدغم فيه التاء ليس بلازمٍ، فاختاروا ترك الإدغام لتباين المخارج وعدم اللزوم، ألا ترى أنهم قالوا اقتتلوا فلم يُدغموا التاء في التاء لما لم يلزم التاء في البناء؛ لأنها تاء افتعل، فإذا كان هذا مع كونه من كلمةٍ واحدةٍ لم يُدغَم، فما كان من كلمتين أولى). [الموضح: 1084]

قوله تعالى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2)}
قوله تعالى: {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) }
قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4)}
قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)}
قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بزينة الكواكب (6)
قرأ حفص وحمزة (بزينةٍ الكواكب) خفضًا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، (بزينةٍ الكواكب) نصبًا.
وقرأ الباقون (بزينة الكواكب) مضافًا.
[معاني القراءات وعللها: 2/315]
قال أبو منصور: من قرأ (بزينةٍ الكواكب) جعل الكواكب بدلاً من الزينة، المعنى: إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب.
ومن قرأ (بزينةٍ الكواكب) أقام الزينة مقام التزيين فنصبت (الكواكب) بها، المعنى: بتزييننا الكواكب.
ومن قرأ (بزينة الكواكب) فهو على إضافة الزينة إلى الكواكب، وعلى هذه القراءة أكثر القراء). [معاني القراءات وعللها: 2/316]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {بزينة الكواكب} [6].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/243]
قرأ حمزة وحفص: {بزينة} منونًا و{الكواكب} خفضًا، جعلا الكواكب هي الزينة وبدلاً منها.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر {بزينة} منونًا أيضًا، {الكواكب} نصب مفعول أي: بزينتنا الكواكب فعند البصريين ينصب {بزينة} لأن المصدر يعمل عمل الفعل وعند الكوفيين لا يشق من المصدر.
وقرأ الباقون: {بزينة الكواكب} مضافًا {وحفظًا من كل شيطان} [7] نصب على المصدر، أي: وحفظناها حفظًا من كل شيطان مارد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/244]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: بزينة الكواكب [الصافات/ 6] فقرأ حمزة وعاصم في رواية حفص: بزينة، خفض منوّنة الكواكب بكسر الباء.
وقرأ عاصم في رواية في أبي بكر بزينة خفض الكواكب* بفتح الباء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/50]
وقرأ الباقون: بزينة الكواكب مضافا.
قال أبو علي: من قال: بزينة الكواكب جعل الكواكب بدلا من الزينة، لأنّها هي، كما تقول: مررت بأبي عبد اللّه زيد.
ومن قال: بزينة الكواكب، أعمل الزينة في الكواكب، والمعنى: بأن زينا الكواكب فيها، ومثل ذلك قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما [البلد/ 14، 15] ومثله: ولا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا [النحل/ 73] تقديره: ما لا يملك أن يرزق شيئا.
فأمّا قوله: قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا [الطلاق/ 10، 11] فيجوز أن يكون الرّسول بدلا من الذكر، كما كان الكواكب بدلا من الزينة، والمعنى ذا ذكر رسولا، ويجوز أن يكون كقوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما [البلد/ 14، 15] فأمّا قوله: ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا [المرسلات/ 25، 26] فإن كان الكفات مصدرا لكفت، كما أنّ الكتاب مصدر لكتب، فقد انتصب «أحياء» به، والمعنى: نكفت أحياء، كما أنّ قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما تقديره: أو أن تطعم مسكينا، وقد قيل: إنّ الكفات جمع الكافتة، فأحياء على هذا منتصب بالجمع كقوله:
... أنّهم في قومهم غفر ذنبهم...
[الحجة للقراء السبعة: 6/51]
ومن قال: بزينة الكواكب أضاف المصدر إلى المفعول به كقوله: من دعاء الخير [فصلت/ 49] وسؤال نعجتك [ص/ 24] ولو جاء إطعام يتيم في يوم ذي مسغبة جاز في القياس، والمعنى: بأن زينّا الكواكب فيها). [الحجة للقراء السبعة: 6/52]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّا زينا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب}
قرأ حمزة وحفص {بزينة} منون {الكواكب} جر جعلا الكواكب هي الزّينة وهي بدل منها لأنّها هي هي كما تقول مررت بأبي عبد الله زيد المعنى أنا زينا السّماء بالكواكب وبدل المعرفة من النكرة جيد ونظير هذا في القرآن {وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله} فأبدل المعرفة من النكرة
وقرأ أبو بكر عن عاصم {بزينة} بالتّنوين {الكواكب} نصب مفعول بها أعمل {الزّينة} في {الكواكب} المعنى أنا زينا الكواكب فيها كقولك عجبت لعمرو من ضرب زيد أي من أن يضرب زيدا فهذا مجرى المصادر كما قال {أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما} ومثله {ما لا يملك لهم رزقا من السّماوات} تقديره ما لا يملك أن يرزق شيئا وقرأ الباقون {بزينة الكواكب} مضافا أضافوا المصدر إلى المفعول به كقوله {من دعاء الخير} و{بسؤال نعجتك} المعنى بأن زينا الكواكب). [حجة القراءات: 604]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {بزينةٍ الكواكب} قرأ عاصم وحمزة {بزينة} بالتنوين وقرأ الباقون بغير تنوين، وقرأ أبو بكر «الكواكب» بالنصب، وقرأ الباقون بالخفض.
وحجة من نون {بزينةٍ} وخفض {الكواكب} أنه عدل عن الإضافة، فأثبت التنوين عند عدم الإضافة، وجعل «الكواكب» بدلًا من {زينة}؛ لأنها هي الزينة للسماء، فكأنه قال: إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب، فالدنيا نعت للسماء، أي: زينا السماء القريبة منكم بالكواكب.
2- وحجة من نون ونصب {الكواكب} أنه أعمل الزينة في الكواكب على تقدير: بأن زينا الكواكب فيها.
3- وحجة من أضاف {زينة} إلى {الكواكب} أن {الزينة} مصدر، و{الكواكب} مفعول بها، فأضاف المصدر إلى المفعول به، كقوله تعالى: {من دعاء الخير} «فصلت 49» و{بسؤال نعجتك} «ص 24» ويجوز أن يكون أبدل {الكواكب} من {زينة} وحذف التنوين من {زينة} لالتقاء الساكنين، لسكونه وسكون اللام من {الكواكب} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {بِزِينَةٍ} منونةً {الْكَوَاكِبَ} نصبًا [آية/ 6]:
قرأها عاصم ياش-.
والوجه أنه أعمل الزينة في الكواكب، فإن الزينة مصدرٌ، والمصادر تعمل عمل الأفعال، والتقدير: بأن زينا الكواكب فيها.
وقرأ حمزة و-ص- عن عاصم {بِزِينَةٍ} منونةً {الْكَوَاكِبِ} بالجر، وكذلك (-ان-) عن يعقوب.
والوجه أن الكواكب بدلٌ من الزينة؛ لأنها هي الزينة، فلما كانت إياها أُبدلت منها، فأُعربت بإعرابها، وهو الجر، كما تقول: مررت بأبي عبد الله زيدٍ.
[الموضح: 1084]
وقرأ الباقون {بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ} مضافًا غير منونٍ، و{الْكَوَاكِبِ} خفضٌ.
والوجه أنه أُضيف الزينة إلى الكواكب إضافة المصدر إلى المفعول، كما تقول: أعجبني أكل التمر ومنه قوله تعالى {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} وقوله أيضًا {بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ}، والمعنى بأن زيّنّا الكواكب، فهو كالقراءة الأولى). [الموضح: 1085]

قوله تعالى: {وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7)}
قوله تعالى: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى.. (8)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (لا يسّمّعون) مشددة وقرأ الباقون (لا يسمعون) خفيفة
قال أبو منصور: من قرأ (لا يسّمّعون) بتشديد السين والميم فالأصل: يتسمّعون، أدغمت التاء في السين فشددت ومن قرأ (لا يسمعون) خفيفة فهو بمعنى: لا يستمعون.
يقال: سمع إلى الشيء، واسّمّع إليه، وسمعت الصوت، إذا وصل حسّه إلى سمعك). [معاني القراءات وعللها: 2/316]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {لا يسمعون إلى الملأ الأعلى} [8].
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {لا يسمعون} مشدد السين والميم أرادوا: لا يستمعون فأدغموا التاء في السين؛ وذلك أن الله تعالى منعهم من الاستماع ورجمهم بالنجوم فقال: {إنهم عن السمع لمعزولون} ولكنهم كانوا يتسمعون، كما قال: {وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع} قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا}.
وقرأ الباقون: {لا يسمعون} مخففًا؛ وذلك أنك تقول تسمعت إلى فلان، وسمعت إليه بمعنى، كقول العرب: ألم تسمع إلى فلان، ومثله {وأمرت أن أكون من المسلمين} وإنما أنكر بعضهم التخفيف. قال: لأني لا أقول سمعت إلى فلان، وإنما سمعت فلانًا، وهذا وإن كان الأكثر فإن ذلك
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/244]
جائز عربي {يقذفون} بضم الياء لا غير؛ لأنهم مفعولون؛ لأن الشياطين ترجم، ولا ترجم. يقال قذفته بالحجر، وحذفته بالخشب، وخذفته بالحصي.
{من كل جانب دحورًا} [8] بضم الدال لا غير، إلا السلمي والحسن، فإنهما قرآ: {دحورًا} أو أحدهما، وقد ذكرت علته فيما مضي. {ولهم عذاب واصب} [9] أي: دائم.
وحدثنا ابن مجاهد، قال: حدثنا ابن حبان عن محمد بن يزيد، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قرأ {لا يسمعون} بالتخفيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/245]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التّشديد والتّخفيف من قوله عزّ وجلّ: لا يسمعون* [الصافات/ 8].
فقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: لا يسمعون مشدّدة.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر: لا يسمعون* خفيفة.
قال أبو علي: يسمعون إنّما هو: لا يتسمعون، فأدغم التاء في السّين، وقد تقدّم حسن إدغام التاء في السّين، وقد يتسمع، ولا يسمع، فإذا نفى التسمع عنهم فقد نفى سمعه من جهة التسمّع، ومن جهة غيره، فهو أبلغ. ويقال: سمعت الشيء واستمعته كما تقول: حفرته واحتفرته، وشويته واشتويته. وقد قال: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا [الأعراف/ 204] وقال: ومنهم من يسستمع إليك [الأنعام/ 25] فتعدّى الفعل مرّة بإلى، ومرّة باللّام، كقوله: وهديناهم إلى صراط مستقيم [الأنعام/ 87] والحمد لله الذي هدانا لهذا [الأعراف/ 43] وقال: وأوحى ربك إلى النحل
[الحجة للقراء السبعة: 6/52]
[النحل/ 68] وقال: بأن ربك أوحى لها [الزلزلة/ 5] فتعدّى الفعل مرّة بإلى، ومرّة باللّام، ولا فصل بين فعلت وافتعلت في ذلك لاتفاقهما في التّعدّي.
ومن حجّة من قرأ يسمعون* قوله: إنهم عن السمع لمعزولون [الشعراء/ 212] والسّمع: مصدر يسمع). [الحجة للقراء السبعة: 6/53]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب} 7 و8
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {لا يسمعون} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف وحجتهم ما روي عن ابن عبّاس أنه قرأ {لا يسمعون} وقال هم يسمعون ولكن لا يسمعون والدّليل على صحة قول ابن عبّاس أنهم يسمعون ولكن لا يسمعون قوله {وأنا كنّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} وقوله بعدها {إلّا من خطف الخطفة} فعلم بذلك أنهم يقصدون للاستماع ومن حجتهم أيضا إجماع الجميع على قوله {إنّهم عن السّمع لمعزولون} وهو مصدر سمع والقصة واحدة وتأويل الكلام وحفظا من كل شيطان مارد لئلّا يسمعوا بمعنى أنهم ممنوعون بالحفظ عن السّمع فكفت لا من أن كما قال {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} بمعنى لئلّا يؤمنوا به فكفت لا من أن كما كفت أن من لا في قوله تعالى {يبين الله لكم أن تضلوا} فإن قال قائل فلو كان هذا هو الوجه لم يكن في الكلام إلى ولكان الوجه أن يقال لا يسمعون الملأ الأعلى قلت العرب تقول سمعت زيدا وسمعت إلى زيد فكذلك قوله {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} وقد قال جلّ وعز {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} وقال {ومنهم من يستمع إليك} فيعدي الفعل مرّة ب إلى ومرّة باللّام
[حجة القراءات: 605]
كقوله {وهداه إلى صراط مستقيم} و{الحمد لله الّذي هدانا لهذا} {وأوحى ربك إلى النّحل} وقال {بأن ربك أوحى لها}
ومن قرأ {يسمعون} الأصل يتسمعون فأدغم التّاء في السّين لقرب المخرجين وحجتهم في أنهم منعوا من التسمع الأخبار الّتي وردت عن أهل التّأويل بأنّهم كانوا يتسمعون الوحي فلمّا بعث رسول الله صلى الله عليه رموا بالشّهب ومنعوا فإذا كانوا عن التسمع ممنوعين كانوا عن السّمع أشد منعا وأبعد منه لأن المتسمع يجوز أن يكون غير سامع والسّامع قد حصل له الفعل قالوا فكان هذا الوجه أبلغ في زجرهم لأن الإنسان قد يتسمع ولا يسمع فإذا نفي التسمع عنه فقد نفى سمعهم من جهة التسمع ومن جهة غيره فهو أبلغ). [حجة القراءات: 606]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {لا يسمعون} قرأه حفص وحمزة والكسائي بالتشديد في السين والميم، وخففه الباقون.
وحجة من شدد أنه قدر أن الأصل «يتسمعون» مستقبل «تسمع»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/221]
الذي هو مطاوع «سمع» ثم أدغم التاء في السين لقرب المخرجين، وحسن الإدغام، لأنه ينقل حرفا ضعيفًا، وهو التاء إلى ما هو أقوى منه، وهو السين، لأنها من حروف الصغير، وحسن حمله على «تسمع»، لأن «التسمع» قد يكون، ولا يكون معه إدراك سمع، وإذا نفي التسمع عنهم فقد نُفي سمعهم من جهة التسمع ومن غيره، فذلك أبلغ في نفي السمع عنهم، ويقال: سمعت الكلام وأسمعته، كما تقول: شويته وأشويته بمعنى، وقد قرأ ابن عباس «يُسمَّعون» بضم الياء والتشديد، وقال: يستمعون ولكن لا يسمعون، وقد قال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} «الأعراف 204» وقال: {ومنهم من يستعمون إليك} «يونس 42» فهو فعل يتعدى باللام وبإلى، فإتيان «إلى» بعده يدل على أنه «يتسمعون» لأن «يسمع» لا يتعدى بـ «إلى» إلا على حيلة وإضمار.
5- وحجة من خفه أنه حمله على أنه نفى عنهم السمع بدلالة قوله تعالى: {إنهم عن السمع لمعزولون} «الشعراء 212» ولم يقل عن التسمع، فهم يتسمعون ولكن لا يسمعون شيئًا، ودليله قوله تعالى عن قول الجن: {فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدا} «الجن 9» فدل ذلك على أنهم يتسمعون الآن فيطردون بالشهب ولا يسمعون شيئًا، فيبعد على هذا النص أن ينفي عنهم السمع، إذ قد أخبر عنهم أنهم يتسمعون فيطردون بالشهب، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الأكثر عليه، فأما إتيان «إلى» بعده فهو على معنى «لا يميلون أسماعهم إلى الملأ»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/222]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {لَا يَسَّمَّعُونَ} [آية/ 8] بتشديد السين والميم:
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
والوجه أن أصله يتسمّعون على يتفعَّلون من التسميع، وهو طلب الاستماع، فأُدغم التاء في السين فبقي يسَّمَّعون، وإنما صاروا إلى التسميع؛ لأنه إذا كان التسميع منفيًّا عنهم، فالسماع مُنْتَفٍ لا محالة؛ لأنهم إذا لم يتسمَّعوا فكيف يقع استماعهم، فهذا أبلغ في المعنى.
وقرأ الباقون {لَا يَسْمَعُونَ} بإسكان السين وفتح الميم مخففة.
والوجه أنه يقال: سمعت الشيء واستمعته، كما يقال حقرته واحتقرته، ويقولون: سمعت إليه وله واستمعت إليه وله، قال الله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} وقال {فَاسْتَمِعُوا لَهُ}، والمعنى هو أن الغرض من التسمّع
[الموضح: 1085]
السماع، فإذا نفى السماع عنهم فقد نفى ما هو المقصود). [الموضح: 1086]

قوله تعالى: {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({من كل جانب دحورًا} [8] بضم الدال لا غير، إلا السلمي والحسن، فإنهما قرآ: {دحورًا} أو أحدهما، وقد ذكرت علته فيما مضي .{ولهم عذاب واصب} [9] أي: دائم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/245] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دَحُورًا]. السلمي.
قال أبو الفتح: في فتح هذه الدال وجهان:
إن شئت على ما جاء من المصادر على فَعُول -بفتح الفاء- على ما فيه من خلاف أبي بكر فيه، وقد بيناه فيما مضى من هذا الكتاب وغيره.
وإن شئت: أراد وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ بِدَاحِرٍ، أو بِما يَدْحَرُ، وهذا كأنه الثاني من الوجهين، لما فيه من حذف حرف الجر وإرادته. وأكثر ما يأتي في الشعر، كما قال:
نُغَالِي اللَّحْمَ لِلأضْيافِ نِيئًا ... ونُرْخِصُه إذا نَضِجَ القَدِيرُ
أي: باللحم، ومثله {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ} أي: أعلم به، فيمن قدر ذلك). [المحتسب: 2/219]

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (11) إلى الآية (26) ]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}


قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11)}
قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بل عجبت ويسخرون (12)
[معاني القراءات وعللها: 2/316]
قرأ حمزة والكسائي (بل عجبت ويسخرون) بضم التاء وقرأ الباقون (بل عجبت ويسخرون) بفتح التاء.
قال أبو منصور: من قرأ (بل عجبت) بفتح التاء فالمعنى بل عجبت يا محمد من نزول الوحي عليك، والكافرون يسخرون مكذبين لك.
ومن قرأ (بل عجبت) بضم التاء فالفعل لله جلّ وعزّ، والمراد به مجازاته الكفار على عجبهم من إنذار الرسول إياهم، كما قال جلّ وعزّ: (بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم) أي: عجبوا مكذبين.
وقد رويت هذه القراءات عن على وابن عباس.
ولعل بعض الملحدين ينكر هذه القراءة لإضافة العجب إلى الله، وليس العجب وإن أسند إلى الله معناه كمعنى عجب الآدميين؛ لأن معناه: بل عظم حلمي عنهم لهزئهم وتكذيبهم لما أنزلته عليك، وأصل العجب في كلام العرب: أن الإنسان إذ أحسّ ما يقل عرفه قال قد عجبت من كذا وكذا، وإذا فعل الآدميون ما ينكره الله جاز أن يقال فيه: عجب الله، والله قد علم الشيء قبل كونه، ولكن العلم الذي يلزم به الحجة يقع عند وقوع الشيء، وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - عجب الربّ فقال:
[معاني القراءات وعللها: 2/317]
"عجب ربكم من ألّكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم" وهذه القراءة صحيحة بحمد الله لا لبس فيها ولا دخل). [معاني القراءات وعللها: 2/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {بل عجبت ويسخرون} [12].
قرأ حمزة والكسائي بضم التاء، والفعل لله تعالى, وذلك لأن الله تعالى قد عجب من فتي لا صبوة له، و«عجب ربكم من ألكم وقنوطكم»، وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم {وإن تعجب} يا محمد {فعجب قولهم} غير أن العجب من الله تعالى على خلاف ما يكون من المخلوقين. فالعجب من المخلوقين: أن ينظر إلى شيء لم يكن في حسابه، وفي علمه فيبهره وينكره. فيتعجب من ذلك، والله تعالى [يعلم] الأشياء قبل كونها، فلا تعجب على هذه الجهة، ولكن القوم لما هربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكروا البعث والنشور، أنكر الله تعالى عليهم فعلهم إذا أتوا بنكر، وأعجوبة لجرأتهم وتمردهم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/245]
وقرأ الباقون: {بل عجبت} بفتح التاء أي: عجبت يا محمد من وحي الله تعالى ويسخرون هم منك. قالوا: وإنما اخترنا هذا؛ لأن الله تعالى لا يعجب، وإنما يعجب من لا يعلم وقوله تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم} أي: عجب عندكم فأما عندنا فلا. والقراءتان جائزتان لما خبرتك، لأن الله تعالى قال: {ومكروا ومكر الله} وقال: {نسوا الله فنسيهم} {الله يستهزئ بهم} {فاتبعوني يحببك الله} ونحوه في القرآن كثير. فالمحبة من الله، والمكر والخديعة والاستهزاء: كل ذلك على خلاف ما يكون من المخلوقين، وهو أن يجازيهم جزاء خداعهم ومكرهم، والمحبة من العبد لزوم الطاعة والمحبة من الله إكرامه أهل طاعته بالثواب الجزيل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/246]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: بل عجبت [الصافّات/ 12]، في ضمّ التاء وفتحها.
فقرأ حمزة والكسائي بل عجبت، بضم التاء.
وقرأ الباقون بل عجبت بنصب التاء.
قال أبو علي: من فتح فالمعنى: بل عجبت من إنكارهم البعث وهم يسخرون، أو عجبت من نزول الوحي عليك وهم يسخرون.
والضّمّ فيما زعموا قراءة عليّ، وعبد الله، وابن عباس، وروي عن شريح إنكاره له، وأنّه قال: إنّ الله لا يعجب، وقد احتجّ بعضهم للضّمّ بقوله: وإن تعجب فعجب قولهم
[الرعد/ 5]، وليس في هذا دلالة على أنّ الله سبحانه أضاف العجب إلى نفسه، ولكن المعنى: وإن تعجب فعجب قولهم عندكم.
والمعنى في الضّمّ أنّ إنكار البعث والنّشر مع ثبات القدرة على الابتداء والإنشاء، ويبيّن ذلك عند من استدل: عجب عندكم، ومما يقولون فيه هذا النحو من الكلام إذا ورد عليكم مثله.
[الحجة للقراء السبعة: 6/53]
كما أنّ قوله: أسمع بهم وأبصر [مريم/ 38] معناه: أنّ هؤلاء ممّن تقولون أنتم فيه هذا النحو، وكذلك قوله: فما أصبرهم على النار [البقرة/ 175] عند من لم يجعل اللّفظ على الاستفهام، وعلى هذا النحو قوله: ويل للمطففين [المطففين/ 1] وويل يومئذ للمكذبين [المرسلات/ 15] وقوله: لعله يتذكر أو يخشى [طه/ 44] ولا يجوز أن يكون الوصف بالعجب في وصف القديم سبحانه، كما يكون في وصف الإنسان، لأنّ العجب فينا إنّما يكون إذا شاهدنا ما لم نشاهد مثله، ولم نعرف سببه، وهذا منتف عن القديم سبحانه). [الحجة للقراء السبعة: 6/54]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({بل عجبت ويسخرون}
قرأ حمزة والكسائيّ {بل عجبت ويسخرون} بضم التّاء وقرأ الباقون بفتح التّاء أي بل عجبت يا محمّد من نزول الوحي عليك ويسخرون ويجوز أن يكون بل عجبت من إنكارهم البعث وحجتهم قوله {وإن تعجب فعجب قولهم} أي إن تعجب يا محمّد من قولهم فعجب قولهم عند من سمعه ولم يرد فإنّه عجب عندي
[حجة القراءات: 606]
قال أبو عبيد قوله {بل عجبت} بالنّصب بل عجبت يا محمّد من جهلهم وتكذيبهم وهم يسخرون منك ومن قرأ {عجبت} فهو إخبار عن الله جلّ وعز وحجتهم ما روي في الحديث
إن الله قد عجب من فتى لا صبوة له وقال صلى الله عليه
عجب ربكم من إلّكم وقنوطكم وسرعة إجابته إيّاكم
قال أبو عبيد والشّاهد لها مع هذه الأخبار قوله تعالى {وإن تعجب فعجب قولهم} فأخبر جلّ جلاله أنه عجيب وممّا يزيده تصديقًا الحديث المرفوع عجب الله البارحة من فلان وفلانة قال الزّجاج وقد أنكر قوم هذه القراءة وقالوا إن الله جلّ وعز لا يعجب وإنكار هذا غلط لأن القراءة والرّواية كثيرة فالعجب من الله خلاف العجب من الآدميّين هذا كما قال جلّ وعز {ويمكر الله} ومثل قوله {سخر الله منهم} و{وهو خادعهم} فالمكر
[حجة القراءات: 607]
من الله والخداع خلافه من الآدميّين وأصل العجب في اللّغة أن الإنسان إذا رأى ما ينكره ويقل مثله قال قد عجبت من كذا وكذا فكذلك إذا فعل الآدميون ما ينكره الله جاز أن يقول فيه عجبت والله قد علم الشّيء قبل كونه ولكن الإنكار إنّما يقع والعجب الّذي تلزم به الحجّة عند وقوع الشّيء). [حجة القراءات: 608]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {بل عجبت} قرأ حمزة والكسائي بضم التاء، وقرأ الباقون بفتح التاء.
وحجة من ضم التاء أنه رد العجب إلى كل من بلغه إنكار المشركين للبعث من المقرين بالبعث، وعلى ذلك أتى قوله تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم} «الرعد 5» أي: فعجب قولهم عندكم وفيما تفعلون وقد أنكر شريح هذه القراءة وتأولها على رد الإعجاب إلى الله فأنكرها، وليس الأمر على ذلك، إنما الإعجاب، في القراءة بضم التاء، إلى المؤمنين مضاف إلى كل واحد منهم.
7- وحجة من فتح التاء أنه جعله مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم فالإعجاب مضاف إليه، على معنى: بل عجبت يا محمد من إنكارهم للبعث، مع إقرارهم بأن الله خلقهم ولم يكونوا شيئًا، وقد تقدم ذكر الاستفهامين في الرعد، وقد تقدم ذكر «نعم، ويا أبت، ويا بني» وشبهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/223]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {بَلْ عَجِبْتُ} [آية/ 12] بضم التاء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن العجب ههنا مسندٌ إلى ضمير الرب سبحانه، وليس العجب منه تعالى مثل العجب منا، بل هو محمول على معنى الحلم عنهم، والإنكار لعظيم فعلهم، كأنه قال: عظم حلمي عنهم وإنكاري لما يفعلونه من السخرية بك وتكذيب ما أتيتهم به من الآيات.
وقرأ الباقون {بَلْ عَجِبْتَ} بفتح التاء.
والوجه أنه على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى: بل عجبت يا محمد من إنكارهم البعث مع الواضحات من الدلائل وهم يسخرون، أو عجبت من
[الموضح: 1086]
نزول الوحي عليك وهم يسخرون). [الموضح: 1087]

قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13)}
قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15)}
قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا} [آية/ 16] بالاستفهام فيهما:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة.
وقرأ نافع والكسائي ويعقوب {أَئِذَا} على الاستفهام، {إِنَّا} مكسورة الهمزة على الخبر.
وقر ابن عامر {إِذَا} على الخبر، {أَئِنَّا} على الاستفهام.
وقد تقدم وجه ذلك عند ذكر الاستفهامين في سورة الأعراف وغيرها). [الموضح: 1087]



قوله تعالى: {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {أو ءاباؤنا} [17].
وقرأ ابن عامر وقالون: {أو ءاباؤنا} بإسكان الواو.
والباقون بالتحريك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/246]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو آباؤنا الأولون} 17
قرأ نافع وابن عامر (أوآباؤنا الأولون) بإسكان الواو وقرأ الباقون بفتح الواو وهي واو نسق دخلت عليها همزة الاستفهام كما يقال فلان ينظر في النّحو فتقول أو هو ممّن ينظر في النّحو معناه كنظره في غيره ومن سكن الواو فكأنّه شكّ منه فيقولون أنحن نبعث أوآباؤنا الأولون وهم منكرون للبعث أي لا نبعث نحن ولا آباؤنا). [حجة القراءات: 608]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {أو آباؤنا} قرأه ابن عامر وقالون بواو ساكنة قبلها همزة مفتوحة، ومثله في الواقعة، وقرأ الباقون بواو مفتوحة قبلها همزة مفتوحة.
وحجة من أسكن الواو وأثبت قبلها همزة أنه جعلها «أو» التي للإباحة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/223]
في الإنكار، أي: أنكروا بعثهم وبعث آبائهم بعد الموت.
9- وحجة من فتح الواو وقبلها همزة أنه جعلها واو العطف، دخلت عليها ألف الاستفهام التي معناها الإنكار للبعث بعد الموت، وهو وجه الكلام، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/224]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {أَوْ آَبَاؤُنَا} [آية/ 17] بسكون الواو:
قرأها نافع وابن عامر، وكان ش- عن نافع يحذف الهمزة ويرد حركتها إلى الواو، فيحركها بحركة الهمزة.
والوجه في تسكين الواو أن {أَوْ} للعطف، وقوله {آَبَاؤُنَا} معطوفٌ على الضمير في {لَمَبْعُوثُونَ}، والتقدير: إنا لمبعوثون نحن أو آباؤنا.
ويجوز أن يكون معطوفًا على ضمير {كُنَّا تُرَابًا}، والتقدير: أئذا كنا نحن أو آباؤنا ترابًا.
وفي كلا التقديرين يلزم تأكيد الضمير بنحن، فإن العطف على الضمير المرفوع المستكن لا يجوز في سعة الكلام إلا بأن يؤكد ذلك الضمير، تقول: قمت أنا وزيدٌ، ولا تقول: قمت وزيدٌ، إلا في الشعر. قال الشاعر:
[الموضح: 1087]
141- ورجا الأُخيطل من سفاهة رأيه = ما لم يكن وأبٌ له لينالا
إلا أن الفصل ههنا بين المعطوف والمعطوف عليه بكلام أو كلمةٍ واحدةٍ أغنى عن تأكيد الضمير بنحن.
وقرأ الباقون {أَوَ آَبَاؤُنَا} بفتح الواو وتحقيق الهمزة.
والوجه أنه واو العطف، دخلت عليه همزة الاستفهام على معنى الإنكار، والتقدير: أوَ آباؤنا الأولون مبعوثون؟
وأما وجه رواية ش- عن نافع فإنه على تخفيف الهمزة من قوله {آَبَاؤُنَا}، وتخفيفها ههنا بأن تُنقل حركتها إلى الساكن قبلها، فتُحذف الهمزة فيبقى أوَ اباؤنا). [الموضح: 1088]

قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18)}
قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}
قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}
قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}
قوله تعالى: {مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}
قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)}
قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25)}
قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (27) إلى الآية (39) ]

{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}


قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27)}
قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28)}
قوله تعالى: {قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30)}
قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31)}
قوله تعالى: {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32)}
قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33)}
قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)}
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36)}
قوله تعالى: {بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)}
قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38)}
قوله تعالى: {وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (39)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (40) إلى الآية (49) ]

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49)}


قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40)}
قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41)}
قوله تعالى: {فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42)}
قوله تعالى: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)}
قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44)}
قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45)}
قوله تعالى: {بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46)}
قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون (47)
قرأ حمزة والكسائي (ينزفون) بكسر الزاي، ومثله في الواقعة.
وقرأ عاصم ها هنا (ينزفون) بفتح الزاي، وفي الواقعة (ينزفون) بكسر الزاي.
وقرأ الباقون (ينزفون) بفتح الزاي في السورتين.
قال أبو منصور: من قرأ (ينزفون) بفتح الزاي فالمعنى: لا تذهب عقولهم لشربها، يقال للسكران: نزيفٌ ومنزوفٌ، إذا زال عقله.
ومن قرأ (لا ينزفون) أي لا يسكرون، قال الشاعر:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم... لبئس النّدامى أنتم آل أبجرا). [معاني القراءات وعللها: 2/318]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {ولا هم عنها ينزفون} [47].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: {ينزفون} بفتح الزاي. وكذلك في (الواقعة) ومعناه: لا تذهب عقولهم يقال: نزف الرجل: إذا ذهب عقله، ونزف: إذا ذهب دمه عند الموت، وأنزف ينزف: إذا ذهب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/246]
شرابه ونفد قال الشاعر:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم = لبئس الندامي كنتم آل أبجرا
وقرأ حمز والكسائي: {ينزفون} بكسر الزاي على هذه اللغة.
وأما عاصم فإنه قرأ في الواقعة: {ينزفون} بالكسر وفي (الصافات) {ينزفون} بالفتح جمع بين اللغتين تخفيفًا فصار يزف ويعد ويزن فإذا أمرت قلت: زف وعد وزن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/247]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: ولا هم عنها ينزفون [الصافّات/ 47]. في فتح الزّاي وكسرها، فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ينزفون هاهنا بفتح الزاي، وفي الواقعة [19].
وقرأ عاصم هاهنا ينزفون بنصب الزاي، وفي الواقعة: ينزفون* بكسر الزاي.
وقرأ حمزة والكسائي: ينزفون* بكسر الزاي في الموضعين.
يقال: أنزف الرجل على معنيين: أحدهما: أنّه يراد به: سكر.
وأنشد أبو عبيدة وغيره:
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا
[الحجة للقراء السبعة: 6/54]
فمقابلته له بصحوتم يدلّك على إرادة سكرتم. والآخر: أنزف:
إذا نفد شرابه، ومعنى أنزف صادر ذا إنفاد لشرابه، كما أنّ الأول معناه النفاد من عقله، فقول حمزة والكسائي ينزفون*، يجوز أن يراد به:
ولا يسكرون عن شربها، ويجوز أن يراد: لا ينفد ذلك عندهم كما ينفد شراب أهل الدنيا، فإذا كان معنى لا فيها غول [الصافّات/ 47] لا تغتال عقولهم، حمل قول حمزة والكسائي: لا ينزفون في الصافّات على: لا ينفد شرابهم، لأنّك إن حملته على أنّهم لا يسكرون صرت كأنّك كررت يسكرون مرتين، وإن حملت لا فيها غول على لا تغتال صحتهم ولا يصيبهم عنها العلل التي تحدث عن شربها كما ترى أنّ عاصما ذهب إليه، حملت ينزفون في والصافات على أنّهم لا يكسرون، ويقال للسكران منزوف. وفي الواقعة قال: ينزفون* أي:
لا ينفد شرابهم، لأنّه قد تقدّم أنّهم لا يصيبهم فيها الصداع، فقوله:
لا يصدعون عنها [الواقعة/ 19] كتأويل قوله في الصّافات: لا تغتال من صحّتهم، فيصرف لا ينزفون في الصافّات إلى أنّه لا ينفد شرابهم.
وأمّا من قرأ: ولا ينزفون في الموضعين، فإنّه أراد: لا يسكرون، وهو مثل لا يضربون وليس يفعلون من أفعل، ألا ترى أنّ أنزف الذي معناه سكر وأنزف الذي يراد به نفد شرابه لا يتعدى واحد منهما إلى المفعول به، وإذا لم يتعدّ إلى المفعول به لم يجز أن يبنى له، فإذا لم يجز ذلك علمت أن ينزفون من نزف وهو منزوف إذا سكر). [الحجة للقراء السبعة: 6/55]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون}
قرأ حمزة والكسائيّ {ولا هم عنها ينزفون} بكسر الزّاي من أنزف ينزف إذا سكر ويجوز أن يكون من أنزف إذا أنفد شرابه فقوله {ينزفون} أي لا يسكرون من شربها ويجوز أن يراد لا ينفد شرابهم كما ينفد شراب أهل الدّنيا وإذا كان معنى {لا فيها غول} لا تغتال عقولهم حمل قوله لا {ينزفون} على لا ينفد شرابهم لأنّك إن حملته على أنهم لا يسكرون صرت كأنّك كررت يسكرون مرّتين وإن حملت {لا فيها غول} على لا تغتال صحتهم ولا
[حجة القراءات: 608]
تصيبهم عنها العلل الّتي تحدث من شربه في الدّنيا حملت {ينزفون} على أنهم لا يسكرون
وقرأ الباقون {ينزفون} بفتح الزّاي أي لا تذهب عقولهم لشربها يقال نزف الرجل إذا ذهب عقله ويقال للسكران نزيف). [حجة القراءات: 609]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {يُنزفون} قرأه حمزة والكسائي بكسر الزاي، وقرأ الباقون بفتحها، وقرأ الكوفيون بكسر الزاي في الواقعة، وفتحها الباقون.
وحجة من كسر أنه جعله من «أنزف ينزف» إذا سكر، والمعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي: تبعد عقولهم، كما تفعل خمر الدنيا، وقيل: هو من أنزف ينزف إذا فرغ شرابه، فالمعنى: ولا هم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفد شراب الدنيا، فالمعنى الأول من نفاد العقل، والثاني من نفاد الشراب، والأحسن أن يُحمل على نفاد الشراب؛ لأن نفاد العقل قد نفاه عن خمر الجنة في قوله: {لا فيها غول} أي: لا تغتال عقولهم فتذهبها، فلو حمل «ينزفون» على نفاد العقل لكان المعنى مكررًا، وحمله على معنيين أولى، وأما الذي في الواقعة فيحتمل وجهين، لأنه ليس قبله نفي عن نفاد العقل بالخمر، كما جاء في هذه السورة.
11- وحجة من فتح الزاي في الموضعين أنه جعله من «نزف» إذا سكر، ورده إلى ما لم يسم فاعله، لغة مشهورة فيه، وإن كان لا يتعدى في الأصل، ولم يستعمل «نزف» إذا سكر، إنما استعمل بالضم، على لفظ ما لم يسم فاعله، وهي أفعال معروفة، أتت على لفظ ما لم يسم فاعله، ولم تأت على لفظ ما سمي فاعله، فالمعنى: ولا هم عن خمر الجنة يسكرون، يقال: نزف الرجل، إذا سكر، ويجوز أن يكون من «أنزف» رده إلى ما لم يسم فاعله، ويضمر
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/224]
المصدر ويقيمه مقام الفاعل فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذا الوجه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/225]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزِفُونَ} [آية/ 47] بكسر الزاي وضم الياء:
قرأها حمزة والكسائي، وتابعهما عاصمٌ في الواقعة.
والوجه أنه جوز أن يكون المعنى: لا يَسْكَرون، يُقال أنزف الرجل إذا سَكِرَ، وأصل الكلمة من النفاد أي صار ذا نفادٍ من عقله.
[الموضح: 1088]
ويجوز أن يكون المعنى لا ينفدُ شرابُهم، وهو من أنزف إذا نَفِد شرابه، وهو من الصيرورة ايضًا أي صار ذا نفاذٍ لشرابه.
وقرأ الباقون {يُنْزَفُونَ} بفتح الزاي في السورتين، والياء مضمومة في القراءتين.
والوجه أن معناه لا يسكرون، يقال نُزف الرجل وهو منزوفٌ ونزيفٌ، إذا سَكِرَ، وهو من نزفت البئر إذا استخرجت ماءها؛ لأن السكران قد استخرج عقله). [الموضح: 1089]

قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)}
قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (49)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (50) إلى الآية (61) ]

{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61)}


قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50)}
قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)}
قوله تعالى: {يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52)}
قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53)}
قوله تعالى: {قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هل أنتم مطّلعون (54) فاطّلع)
[معاني القراءات وعللها: 2/318]
روى حسين الجعفي عن أبي عمرو (هل أنتم مطلعون) ساكنة الطاء مكسورة النون، (فأطلع) بضم الألف وكسر اللام على فـ (أفعل).
وقرأ سائر القراء (هل أنتم مطّلعون (54) فاطّلع) بفتح الطاء والعين واللام.
قال أبو منصور: القراءة (هل أنتم مطّلعون (54) فاطّلع)
يقال: طلعت عليهم، واطّلعت، وأطلعت بمعنًى واحد، وأما ما رواه الجعفي عن أبي عمرو (هل أنتم مطلعون فأطلع) فلو كانت النون مفتوحة كانت صحيحة في العربية، وأما كسر النون في (مطلعون) فهو شاذ ورديء عند النحويين، لأن وجه الكلام هل أنتم مطلعيّ؟.
وقد جاء مثله في الشعر قال الشاعر:
هم الفاعلون الخير والآمرونه... إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
وكان وجه الكلام: والآمرون به.
ومثله قول الآخر، وهو رديء:
فما أدري وظني كلّ ظنّ... أمسلمني إلى قومي شراحي
ووجه الكلام: أمسلمي إلى قومي.
وكل أسماء الفاعلين إذا ذكر بعدها المضمر لم يذكر النون فيه ولا التنوين، تقول: زيد ضاربي، وهما ضارباك،
[معاني القراءات وعللها: 2/319]
وهم ضاربوك، ولا يجوز: هو ضاربني، وهم ضاربونك، إلا في شاذ الشعر كما أعلمتك.
والقراءة في هذا الحرف على ما اجتمع عليه القراء). [معاني القراءات وعللها: 2/320]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: مطلعون. فاطلع [الصافّات/ 54، 55] إلّا أنّ ابن حيّان أخبرنا عن أبي هشام عن حسين [الجعفي] عن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 6/55]
عمرو أنّه قرأ هل أنتم مطلعون. فأطلع الألف مضمومة، والطاء ساكنة، واللّام مكسورة، والعين مفتوحة.
قال أبو علي: من قال: هل أنتم مطّلعون، فالمعنى: هل أنتم مشرفون لتنظروا، فاطّلع فرأى قرينة في سواء الجحيم. قال أبو الحسن: مطّلعون مثقلة أكثر في كلام العرب، وقال: واطّلعت- افتعلت- أكثر من أطلعت، قال: وهما عربيّتان.
قال أبو علي: المعنى في هل أنتم مطلعون: هل أنتم مطلعيّ فأطلع. تقديره: أفعل، تقول: طلع زيد، وأطلعه غيره). [الحجة للقراء السبعة: 6/56] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونِ} بإسكان الطاء وكسر اللام والنون {فَأُطْلِعَ} بضم الألف وإسكان الطاء وكسر اللام وفتح العين [آية/ 54 و55]:
رواهما الجُعفي عن أبي عمرو.
والوجه أن المعنى: قال هل أنتم تطلعونني على أهل النار لأرى قريني فيها، فأُطلع عليهم، فرأى قرينه في سواء الجحيم، والجيد في هذا أن يقال: هل أنتم مطلعي؛ لأنك تقول: هؤلاء ضاربي، ولا تقول: ضاربونني ولا ضاربوني، كما لا تقول هم ضاربونك ولا ضاربونه، إلا شاذًّا في الشر على إجرائه مجرى الفعل قال:
142- هم القائلون الخير والآمرونه = إذا ما خشوا من حادث الأمر مُعظما
لأنه حمله على يأمرونه، ومثله:
143- وما أدري وظني كل ظن = أمُسْلِمُنِي إلى قومي شراحي
[الموضح: 1091]
أراد: شراحيل، والوجه مُسْلِمِي، لكنه حمله على يُسْلِمُني، فكذلك ههنا أجرى مُطْلِعُوني مجرى يُطلعوني، وهو شاذٌّ لا ينبغي أن يُصار إليه في القرآن، فإنما بابه الشعر.
وقرأ الباقون {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح النون {فَاطَّلَعَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح اللام والعين.
والوجه أن الفعل من افتعل يقال طَلَعْتُ على الشيء واطَّلعت عليه، والمعنى: قال الله لأهل الجنة: هل أنتم مُطَّلِعون على أهل النار فاطَّلَع صاحب القرين فرأى قرينه في سواء الجحيم). [الموضح: 1092] (م)

قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: مطلعون. فاطلع [الصافّات/ 54، 55] إلّا أنّ ابن حيّان أخبرنا عن أبي هشام عن حسين [الجعفي] عن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 6/55]
عمرو أنّه قرأ هل أنتم مطلعون. فأطلع الألف مضمومة، والطاء ساكنة، واللّام مكسورة، والعين مفتوحة.
قال أبو علي: من قال: هل أنتم مطّلعون، فالمعنى: هل أنتم مشرفون لتنظروا، فاطّلع فرأى قرينة في سواء الجحيم. قال أبو الحسن: مطّلعون مثقلة أكثر في كلام العرب، وقال: واطّلعت- افتعلت- أكثر من أطلعت، قال: وهما عربيّتان.
قال أبو علي: المعنى في هل أنتم مطلعون: هل أنتم مطلعيّ فأطلع. تقديره: أفعل، تقول: طلع زيد، وأطلعه غيره). [الحجة للقراء السبعة: 6/56] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبي سراج وابن أبي عمار عبد الرحمن -ويقال عمار بن أبي عمار- وأبي عمرو - بخلاف- وابن محيصن: [هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونَ * فَأُطْلِعَ].
قال أبو الفتح: يقال طَلَع: إذا بدا، وأطْلَعَ: أقْبَلَ. فهو على هذا: هل أنتم مقبلون.
[المحتسب: 2/219]
فأقبل؟ فالفعل إذًا الذي هو [فَأُطْلِعَ] مسند إلى مصدره، أي: فَأُطْلِعَ الإطلاعُ، كقولك: قد قِيمَ، أي: قِيمَ القيامُ، وقد قُعِدَ، أي: قُعِدَ القعود.
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: لا يجوز إلا فتح النون من [مطلعونَ]، مشددة الطاء كانت، أو مخففة. قال: وقد شكلها بعض الجهال بالحضرة مكسورة النون، قال: وهذا خطأ. لو كان كذلك لكان مُطْلِعِيِّ، تقلب واو مُطْلِعُون ياء، يعني لوقوع ياء المتكلم بعدها، والأمر على ما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون على لغة ضعيفة، وهو أن يُجري اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع؛ لقربه منه، فيُجْرَى [مُطْلِعُونِ] مجرى يُطْلِعُونِ. وعليه قال بعضهم:
أَرَيْتَ إنْ جِئْتُ بِهِ أُمْلُودَا ... مُرَجَّلا وَيَلْبَسُ البُرُودَا
أَقَائِلُنَّ أَحْضِرِ الشِّهُودَا
فوكد اسم الفاعل بالنون، وإنما بابها الفعل، كقول الله تعالى : {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}، وقوله تعالى : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}، ونحو ذلك. ومنه قول الآخر:
وما أدْرِي وَظَنِّي كُلّ ظَنٍّ ... أَمُسْلِمُنِي إلَى قَوْمِي شَرَاحِي
يريد: أمسلمًى، وهذا شاذ كما ترى، فلا حاجه للقياس عليه). [المحتسب: 2/220]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونِ} بإسكان الطاء وكسر اللام والنون {فَأُطْلِعَ} بضم الألف وإسكان الطاء وكسر اللام وفتح العين [آية/ 54 و55]:
رواهما الجُعفي عن أبي عمرو.
والوجه أن المعنى: قال هل أنتم تطلعونني على أهل النار لأرى قريني فيها، فأُطلع عليهم، فرأى قرينه في سواء الجحيم، والجيد في هذا أن يقال: هل أنتم مطلعي؛ لأنك تقول: هؤلاء ضاربي، ولا تقول: ضاربونني ولا ضاربوني، كما لا تقول هم ضاربونك ولا ضاربونه، إلا شاذًّا في الشر على إجرائه مجرى الفعل قال:
142- هم القائلون الخير والآمرونه = إذا ما خشوا من حادث الأمر مُعظما
لأنه حمله على يأمرونه، ومثله:
143- وما أدري وظني كل ظن = أمُسْلِمُنِي إلى قومي شراحي
[الموضح: 1091]
أراد: شراحيل، والوجه مُسْلِمِي، لكنه حمله على يُسْلِمُني، فكذلك ههنا أجرى مُطْلِعُوني مجرى يُطلعوني، وهو شاذٌّ لا ينبغي أن يُصار إليه في القرآن، فإنما بابه الشعر.
وقرأ الباقون {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح النون {فَاطَّلَعَ} بفتح الطاء وتشديدها وبفتح اللام والعين.
والوجه أن الفعل من افتعل يقال طَلَعْتُ على الشيء واطَّلعت عليه، والمعنى: قال الله لأهل الجنة: هل أنتم مُطَّلِعون على أهل النار فاطَّلَع صاحب القرين فرأى قرينه في سواء الجحيم). [الموضح: 1092] (م)

قوله تعالى: {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56)}
قوله تعالى: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)}
قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58)}
قوله تعالى: {إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)}
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60)}
قوله تعالى: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 03:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (62) إلى الآية (74) ]

{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}


قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)}
قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63)}
قوله تعالى: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)}
قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)}
قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)}
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة شيبان النحوي: [لَشُوبًا].
[المحتسب: 2/220]
قال أبو الفتح: الشَّوبُ: الخلط، بفتح الشين. ولم يمرر بنا الضم، ولعله لغة فيه كالفَقر والفُقر، والضَّر والضُّر، ونحو ذلك). [المحتسب: 2/221]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ (69)}
قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72)}
قوله تعالى: {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73)}
قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة