العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 11:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الجاثية

توجيه القراءات في سورة الجاثية


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الجاثية

مقدمات توجيه القراءات في سورة الجاثية
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الشّريعة). [معاني القراءات وعللها: 2/375]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (سورة الجاثية) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/311]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الجاثية). [الحجة للقراء السبعة: 6/169]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الجاثية). [المحتسب: 2/262]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (45 - سورة الجاثية). [حجة القراءات: 658]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الجاثية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/267]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الجاثية). [الموضح: 1166]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/267]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي ست وثلاثون آية في المدني وسبع وثلاثون في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/267]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/270]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 11:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (1) إلى الآية (6)]
{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) }


قوله تعالى: {حم (1)}
قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}
قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)}
قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقوله جلّ وعزّ: (وما يبثّ من دابّةٍ آياتٌ... (4)
قرأ حمزة والكسائي والحضرمي (وما يبثّ من دابّةٍ آياتٍ) خفضًا.
وقرأ الباقون (آياتٌ) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (آياتٌ) فهي في موضع النصب، وتاء الجماعة تخفض في موضع النصب؛ لأنه منسوق على قوله: (إنّ في السّماوات والأرض لآياتٍ)... وإن في خلقكم... (آياتٌ)،
وكذلك الثانية فهما أشبه لـ (إنّ) المضمرة.
ومن قرأ (آياتٌ) بالرفع فهو على وجهين:
أحدهما: استئناف على معنى: (وفي خلقكم آياتٌ).
ويجوز أن يكون مرفوعًا على أنه خبر (إن)، كقولك: إن زيدًا قائم وعمرًا.
فتعطف بعمرو على زيدٍ إذا نصبته.
ويجوز: وعمرو، فإذا رفعت فعلى معنى: وعمرو قائم؛ لأن معنى: إن زيدًا قائم: زيدٌ قائم). [معاني القراءات وعللها: 2/375]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {وما يبث من دابة ... وتصريف الرياح آيات} [4، 5].
قرأ حمزة والكسائي بخفض التاء على أنه في موضع نصب ردًا على «إن»، وإنما كسرت التاء، لأنها غير أصلية.
وقال المبرد: هو لحن عندي، لأنه عطف على عاملين على «إن» و«في». وكان الأخفش يري العطف على عاملين فيقول: مررت بزيد في الدار، والحجرة عمرو. واحتج بقول الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/311]
أكل آمريء تحسبين آمرأ = ونار تأجج للحرب نارا
ومن خفض التاء فله حجة أجود مما مضي. وذلك أنه يجعل {ءايت} الثانية بدلاً من الأولي. فيكون غير عاطف على عاملين.
وكأن أبا العباس ذهب هذا عليه حتى لحن من كسر، وقد قرأ بذلك إمامان.
وقرأ الباقون: {ءايت} بالرفع.
فإن سأل سائل فقال: كيف يجوز أن يجعل الآيات التي في الأرض بدلاً من آيات في السماء؟
فالجواب في ذلك: أنهما وإن اختلفتا من هذه الجهة فقد اتفقتا أنهما مخلوقاته، دوال على وحدانيته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/312]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: وما يبث من دابة آيات [4] رفعا، وتصريف الرياح آيات [5] رفعا.
وقرأ حمزة والكسائي: كسرا فيهما.
من قال: وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات جاز الرفع في قوله: آيات من وجهين: أحدهما: العطف على موضع إن* وما عملت فيه، لأنّ موضعها رفع بالابتداء، فيحمل الرفع فيه على الموضع، والآخر: أن يكون مستأنفا، ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة، فيكون قوله: آيات على هذا مرتفعا بالظرف في قول من رأى الرفع بالظرف، أو بالابتداء في قول من لم ير الرفع بالظرف، فهذا وجه قول من رفع آيات في الموضعين.
قال أبو الحسن: من دابة آيات قراءة الناس الرفع، وهو أجود، وبها نقرأ، لأنّه قد صار على كلام آخر. نحو: إنّ في الدّار زيدا وفي
[الحجة للقراء السبعة: 6/169]
البيت غيره، لأنّك إنّما تعطف الكلام كلّه على الكلام كلّه.
قال: وقد قرئ بالنصب وهو عربيّ، انتهت الحكاية عنه.
فأمّا قوله: واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون [الجاثية/ 5] فإنّك إن تركت الكلام على ظاهره، فإنّ فيه عطفا على عاملين: أحد العاملين: الجارّ بالذي هو في* من قوله: وفي خلقكم وما يبث من دابة [الجاثية/ 4] والعامل الآخر: إن نصبت إنّ، وإن رفعت، فالعامل المعطوف عليه مع في: الابتداء أو الظرف.
ووجه قراءة حمزة والكسائي: وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات [الجاثية/ 4] وتصريف الرياح آيات [الجاثية/ 5] فعلى أنّه لم يحمل على موضع إنّ كما حمله من رفع آيات في الموضعين أو قطعه واستأنف، ولكن حمل على لفظ إنّ دون موضعها فحمل آيات في الموضعين على نصب إن في قوله: إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين [الجاثية/ 3] فإن قلت إنّه يعرض في هذه القراءة العطف على عاملين، وذلك في قوله: واختلاف الليل والنهار آيات [الجاثية/ 5] وسيبويه وكثير من النحويين لا يجيزونه،
قيل يجوز أن يقدر في قوله: واختلاف الليل والنهار آيات، وإن كانت محذوفة من اللّفظ في حكم المثبت فيه، وذلك أن ذكره قد تقدّم في قوله: إن في السموات وفي خلقكم فيجوز أن يكون حذفها لأنّ حرف الجرّ قد تقدّم ذكره في قوله: إن في السموات وقوله: وفي خلقكم فلمّا تقدّم ذكر الجارّ في هذين قدّر فيه الإثبات في اللّفظ، وإن كان محذوفا منه كما قدّر سيبويه في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/170]
أكلّ امرئ تحسبين امرأ ونار توقّد باللّيل نارا إن كل* في حكم الملفوظ به، واستغني عن إظهاره بتقدّم ذكره، وكذلك فعلت العرب في الجارّ، ألا ترى أنّهم لم يجيزوا: من تضرب أمرّ، ولو قلت: بمن تمرّ أمرّ، كان جائزا؟ وعلى أنّهم قالوا:
على من تنزل أنزل عليه، فحذفوا الجارّ، وحسن ذلك لتقدّم ذكر الجارّ، وعلى هذا قول الشاعر:
إنّ الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوما على من يتّكل لمّا ذكر على* وإن كانت زائدة في قول سيبويه حسن حذف الجارّ من الصلة، ولو لم يذكره لم يجز، وكذلك ما حكاه يونس، من قولهم: مررت برجل صالح إلّا صالح، فطالح، لمّا تقدّم ذكر الجارّ حسن ذلك، ولو لم يذكر الجارّ لم يكن هذا، وممّا يؤكّد قول حمزة والكسائي، وأن آيات* محمولة على إنّ ما ذكر من أنّه في قراءة ثلاث لامات. وفي خلقكم وما يبث من دابة لآيات وكذلك الموضعان الآخران. فدخول اللّامات يدلّ على أنّ
[الحجة للقراء السبعة: 6/171]
الكلام محمول على إن*، وإذا كان محمولا عليها حسن النصب على ما قرأ حمزة والكسائي، وصار كلّ موضع من ذلك كأن إن* مذكورة فيه، بدلالة دخول اللّام، لأنّ هذه اللّام إنّما تدخل على خبر إنّ، أو على اسمها، وممّا يجوز أن يتأوّل على ما ذكرنا في قوله: واختلاف الليل والنهار آيات قول الفرزدق:
وباشر راعيها الصّلا بلبانه وجنبيه حرّ النّار ما يتحرّف فهذا إن حملت الكلام على ظاهره كان عطفا على عاملين على الفعل والباء، وإن قدّرت أن الياء ملفوظ بها لتقدّم ذكرها، صارت في حكم الثبات في اللّفظ، وإذا كان كذلك كان العطف على عامل واحد. وهو الفعل دون الجارّ، وكذلك قول الآخر:
أوصيت من برّة قلبا حرا بالكلب خيرا والحماة شرّا إن قدّرت الجارّ في حكم المذكور بها بدلالة المتقدّم عليه لم يكن عطفا على عاملين كما لم يكن قوله: واختلاف الليل والنهار آيات كذلك وقد يخرج قوله: واختلاف الليل والنهار آيات وآيات من أن يكون عطفا على عاملين من وجه آخر، وهو أن تقدّر قوله: واختلاف الليل والنهار معطوفا على في* المتقدّم ذكرها،
[الحجة للقراء السبعة: 6/172]
ويجعل آيات متكررة كرّرتها لما تراخى الكلام وطال، قال بعض شيوخنا في قوله: ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له [التوبة/ 63] إنّ أن له هي الأولى كررت، وكما جاء فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به [البقرة/ 89] لما تراخى عن قوله: ولما جاءهم كتاب من عند الله [البقرة/ 89] وهذا النحو من كلامهم ضيّق). [الحجة للقراء السبعة: 6/173] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن في السّماوات والأرض لآيات للمؤمنين * وفي خلقكم وما يبث من دابّة آيات لقوم يوقنون * واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل الله من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون} 3 و4 و5
قرأ حمزة والكسائيّ {وما يبث من دابّة آيات} {وتصريف الرّياح آيات} بالخفض فيهما وقرأ الباقون بالرّفع فيهما قوله {وما يبث من دابّة آيات} جاز الرّفع فيها من وجهين أحدهما العطف على موضع إن وما عملت فيه فيحمل الرّفع على الموضع فتقول إن زيدا قائم وعمرا وعمرو فتعطف ب عمرو على زيد إذا نصبت وإذا رفعت فعلى موضع إن مع زيد والوجه الآخر أن يكون مستأنفا على معنى وفي خلقكم آيات ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة قال سيبويهٍ {آيات} رفع بالابتداء ووجه قراءة حمزة والكسائيّ في قوله {وما يبث من دابّة آيات} {وتصريف الرّياح آيات} فعلى أنه لم يحمل على موضع إن كما حمل الرّفع في الموضعين ولكن حمل على لفظ إن دون موضعها فحمل آيات في الموضعين على نصب إن في قوله {إن في السّماوات والأرض لآيات للمؤمنين} وإنّما كسرت التّاء لأنّها غير أصليّة فإن سأل سائل فقال كيف جاز أن يعطف بحرف واحد على عاملين مختلفين {إن} في قوله {إن في السّماوات} والعامل الثّاني قوله
[حجة القراءات: 658]
{وفي خلقكم وما يبث من دابّة} ثمّ قال {واختلاف اللّيل} فعطف بالواو على عاملين وسيبويه لا يجيزه قيل يجوز أن تقدر في في قوله تعالى {واختلاف اللّيل والنّهار} وإن كانت محذوفة في اللّفظ وإنّما لم يذكر لأن ذكره قد تقدم في موضعين في قوله {إن في السّماوات} {وفي خلقكم} فلمّا تقدم ذكره في هذين لم يذكره وعلى مذهب الأخفش يجوز أن يعطف على عاملين كقوله تعالى {واختلاف اللّيل} عطف على قوله {وفي خلقكم} وعلى قوله {إن في السّماوات} قال ومثله في الكلام إن في الدّار زيدا والحجرة عمرا فقد عطف على عاملين مختلفين). [حجة القراءات: 659] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {من دابة آيات}، {وتصريف الرياح آيات} قرأهما حمزة والكسائي بكسر التاء، وقرأ الباقون بالرفع.
وحجة من رفع أنه عطفه على موضع «إن» وما عملت فيه، وموضع «إن» وما عملت فيه رفع بالابتداء، ويجوز الرفع على الاستئناف بعطف جملة على جملة، ويجوز رفع {آيات} بالظرف، وهو مذهب الأخفش، والرفع الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وليسلم القارئ بذلك من تأويل العطف على عاملين، وذلك مكروه قبيح في العربية عند البصريين.
2- وحجة من كسر التاء أنه حمله على العطف على اسم «إن» على تقدير حذف «في» من قوله: {واختلاف} لتقدم ذكرها في قوله: {إن في السماوات} «3» وفي قوله: {وفي خلقكم} فيسلم الكلام إذا أضمرت «في» من العطف على عاملين، وهما «إن وفي وتلك» أي: تجعل «آيات» الثاني والثالث مكررة لتأكيد الأول، لما طال الكلام كررت للتأكيد، ويجعل {اختلاف الليل} معطوفًا على {في خلق السماوات} فيخرج من العطف على عاملين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/267] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [آية/ 4]، {لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [آية/5] بالجر فيهما:-
قرأهما حمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أن {آَيَاتٍ} منصوبة في الموضعين بكونها محمولة على إن التي تقدمت في قوله {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، وقوله {وَاخْتِلَافِ} مجرور بالحمل على الجار وهو {فِي} من قوله {فِي السَّمَاوَاتِ}.
وهذا إن أجري على الظاهر فإنه عطف على عاملين: أحدهما إن، والآخر الجار، والعطف على العاملين غير جائز عند سيبويه.
لكنه إنما يخرج عن كونه عطفًا على عاملين بأن يقدر الجار في قوله
[الموضح: 1166]
{وَاخْتِلَافِ}، فيكون {في} مضمرًا، كأنه قال: وفي اختلاف الليل والنهار، كما أضمر الشاعر كلا في قوله:
156- أكل امرئ تحسبين امرءا = ونار توقد بالليل نارا
أي وكل نار، فحذفه.
وقد يخرج عن العطف على عاملين بوجه آخر، وذلك أن تجعل {آَيَاتٍ} في الكلام الأخير هي الآيات الأولى كررت للتأكيد لما تراخى الكلام وطال، واسم إن هي الآيات الأولى، و{فِي السَّمَاوَاتِ} خبرها، وقوله {وَفِي خَلْقِكُمْ} وقوله {وَاخْتِلَافِ} معطوفان على الخبر، والآيات في الموضعين كررتا للتأكيد، كما تقول: إن في الدار الخبر، والسوق والمسجد والبلد الخبر، فتعيد ذكر الخبر على سبيل التأكيد، فالاعتبار بالأول.
وقرأ الباقون {آَيَاتٌ} بالرفع فيهما.
والوجه أن الرفع فيهما يجوز أن يكون للعطف على موضع {إِنَّ} وما عملت فيه؛ لأن موضعها رفع بالابتداء، فيكون ما عطف عليه رفعًا على الموضع.
ويجوز أن يكون الرفع فيهما على الاستئناف، وذلك أن يكون الكلام جملة معطوفة على جملة، فيكون قوله {آَيَاتٌ} رفعًا بالابتداء، والظرف قبله خبر عنه.
ويجوز أن يكون مرفوعًا بالظرف عند من يرى الرفع به). [الموضح: 1167] (م)

قوله تعالى: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: وما يبث من دابة آيات [4] رفعا، وتصريف الرياح آيات [5] رفعا.
وقرأ حمزة والكسائي: كسرا فيهما.
من قال: وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات جاز الرفع في قوله: آيات من وجهين: أحدهما: العطف على موضع إن* وما عملت فيه، لأنّ موضعها رفع بالابتداء، فيحمل الرفع فيه على الموضع، والآخر: أن يكون مستأنفا، ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة، فيكون قوله: آيات على هذا مرتفعا بالظرف في قول من رأى الرفع بالظرف، أو بالابتداء في قول من لم ير الرفع بالظرف، فهذا وجه قول من رفع آيات في الموضعين.
قال أبو الحسن: من دابة آيات قراءة الناس الرفع، وهو أجود، وبها نقرأ، لأنّه قد صار على كلام آخر. نحو: إنّ في الدّار زيدا وفي
[الحجة للقراء السبعة: 6/169]
البيت غيره، لأنّك إنّما تعطف الكلام كلّه على الكلام كلّه.
قال: وقد قرئ بالنصب وهو عربيّ، انتهت الحكاية عنه.
فأمّا قوله: واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون [الجاثية/ 5] فإنّك إن تركت الكلام على ظاهره، فإنّ فيه عطفا على عاملين: أحد العاملين: الجارّ بالذي هو في* من قوله: وفي خلقكم وما يبث من دابة [الجاثية/ 4] والعامل الآخر: إن نصبت إنّ، وإن رفعت، فالعامل المعطوف عليه مع في: الابتداء أو الظرف.
ووجه قراءة حمزة والكسائي: وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات [الجاثية/ 4] وتصريف الرياح آيات [الجاثية/ 5] فعلى أنّه لم يحمل على موضع إنّ كما حمله من رفع آيات في الموضعين أو قطعه واستأنف، ولكن حمل على لفظ إنّ دون موضعها فحمل آيات في الموضعين على نصب إن في قوله: إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين [الجاثية/ 3] فإن قلت إنّه يعرض في هذه القراءة العطف على عاملين، وذلك في قوله: واختلاف الليل والنهار آيات [الجاثية/ 5] وسيبويه وكثير من النحويين لا يجيزونه،
قيل يجوز أن يقدر في قوله: واختلاف الليل والنهار آيات، وإن كانت محذوفة من اللّفظ في حكم المثبت فيه، وذلك أن ذكره قد تقدّم في قوله: إن في السموات وفي خلقكم فيجوز أن يكون حذفها لأنّ حرف الجرّ قد تقدّم ذكره في قوله: إن في السموات وقوله: وفي خلقكم فلمّا تقدّم ذكر الجارّ في هذين قدّر فيه الإثبات في اللّفظ، وإن كان محذوفا منه كما قدّر سيبويه في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/170]
أكلّ امرئ تحسبين امرأ ونار توقّد باللّيل نارا إن كل* في حكم الملفوظ به، واستغني عن إظهاره بتقدّم ذكره، وكذلك فعلت العرب في الجارّ، ألا ترى أنّهم لم يجيزوا: من تضرب أمرّ، ولو قلت: بمن تمرّ أمرّ، كان جائزا؟ وعلى أنّهم قالوا:
على من تنزل أنزل عليه، فحذفوا الجارّ، وحسن ذلك لتقدّم ذكر الجارّ، وعلى هذا قول الشاعر:
إنّ الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوما على من يتّكل لمّا ذكر على* وإن كانت زائدة في قول سيبويه حسن حذف الجارّ من الصلة، ولو لم يذكره لم يجز، وكذلك ما حكاه يونس، من قولهم: مررت برجل صالح إلّا صالح، فطالح، لمّا تقدّم ذكر الجارّ حسن ذلك، ولو لم يذكر الجارّ لم يكن هذا، وممّا يؤكّد قول حمزة والكسائي، وأن آيات* محمولة على إنّ ما ذكر من أنّه في قراءة ثلاث لامات. وفي خلقكم وما يبث من دابة لآيات وكذلك الموضعان الآخران. فدخول اللّامات يدلّ على أنّ
[الحجة للقراء السبعة: 6/171]
الكلام محمول على إن*، وإذا كان محمولا عليها حسن النصب على ما قرأ حمزة والكسائي، وصار كلّ موضع من ذلك كأن إن* مذكورة فيه، بدلالة دخول اللّام، لأنّ هذه اللّام إنّما تدخل على خبر إنّ، أو على اسمها، وممّا يجوز أن يتأوّل على ما ذكرنا في قوله: واختلاف الليل والنهار آيات قول الفرزدق:
وباشر راعيها الصّلا بلبانه وجنبيه حرّ النّار ما يتحرّف فهذا إن حملت الكلام على ظاهره كان عطفا على عاملين على الفعل والباء، وإن قدّرت أن الياء ملفوظ بها لتقدّم ذكرها، صارت في حكم الثبات في اللّفظ، وإذا كان كذلك كان العطف على عامل واحد. وهو الفعل دون الجارّ، وكذلك قول الآخر:
أوصيت من برّة قلبا حرا بالكلب خيرا والحماة شرّا إن قدّرت الجارّ في حكم المذكور بها بدلالة المتقدّم عليه لم يكن عطفا على عاملين كما لم يكن قوله: واختلاف الليل والنهار آيات كذلك وقد يخرج قوله: واختلاف الليل والنهار آيات وآيات من أن يكون عطفا على عاملين من وجه آخر، وهو أن تقدّر قوله: واختلاف الليل والنهار معطوفا على في* المتقدّم ذكرها،
[الحجة للقراء السبعة: 6/172]
ويجعل آيات متكررة كرّرتها لما تراخى الكلام وطال، قال بعض شيوخنا في قوله: ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له [التوبة/ 63] إنّ أن له هي الأولى كررت، وكما جاء فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به [البقرة/ 89] لما تراخى عن قوله: ولما جاءهم كتاب من عند الله [البقرة/ 89] وهذا النحو من كلامهم ضيّق). [الحجة للقراء السبعة: 6/173] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن في السّماوات والأرض لآيات للمؤمنين * وفي خلقكم وما يبث من دابّة آيات لقوم يوقنون * واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل الله من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون} 3 و4 و5
قرأ حمزة والكسائيّ {وما يبث من دابّة آيات} {وتصريف الرّياح آيات} بالخفض فيهما وقرأ الباقون بالرّفع فيهما قوله {وما يبث من دابّة آيات} جاز الرّفع فيها من وجهين أحدهما العطف على موضع إن وما عملت فيه فيحمل الرّفع على الموضع فتقول إن زيدا قائم وعمرا وعمرو فتعطف ب عمرو على زيد إذا نصبت وإذا رفعت فعلى موضع إن مع زيد والوجه الآخر أن يكون مستأنفا على معنى وفي خلقكم آيات ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة قال سيبويهٍ {آيات} رفع بالابتداء ووجه قراءة حمزة والكسائيّ في قوله {وما يبث من دابّة آيات} {وتصريف الرّياح آيات} فعلى أنه لم يحمل على موضع إن كما حمل الرّفع في الموضعين ولكن حمل على لفظ إن دون موضعها فحمل آيات في الموضعين على نصب إن في قوله {إن في السّماوات والأرض لآيات للمؤمنين} وإنّما كسرت التّاء لأنّها غير أصليّة فإن سأل سائل فقال كيف جاز أن يعطف بحرف واحد على عاملين مختلفين {إن} في قوله {إن في السّماوات} والعامل الثّاني قوله
[حجة القراءات: 658]
{وفي خلقكم وما يبث من دابّة} ثمّ قال {واختلاف اللّيل} فعطف بالواو على عاملين وسيبويه لا يجيزه قيل يجوز أن تقدر في في قوله تعالى {واختلاف اللّيل والنّهار} وإن كانت محذوفة في اللّفظ وإنّما لم يذكر لأن ذكره قد تقدم في موضعين في قوله {إن في السّماوات} {وفي خلقكم} فلمّا تقدم ذكره في هذين لم يذكره وعلى مذهب الأخفش يجوز أن يعطف على عاملين كقوله تعالى {واختلاف اللّيل} عطف على قوله {وفي خلقكم} وعلى قوله {إن في السّماوات} قال ومثله في الكلام إن في الدّار زيدا والحجرة عمرا فقد عطف على عاملين مختلفين). [حجة القراءات: 659] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {من دابة آيات}، {وتصريف الرياح آيات} قرأهما حمزة والكسائي بكسر التاء، وقرأ الباقون بالرفع.
وحجة من رفع أنه عطفه على موضع «إن» وما عملت فيه، وموضع «إن» وما عملت فيه رفع بالابتداء، ويجوز الرفع على الاستئناف بعطف جملة على جملة، ويجوز رفع {آيات} بالظرف، وهو مذهب الأخفش، والرفع الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وليسلم القارئ بذلك من تأويل العطف على عاملين، وذلك مكروه قبيح في العربية عند البصريين.
2- وحجة من كسر التاء أنه حمله على العطف على اسم «إن» على تقدير حذف «في» من قوله: {واختلاف} لتقدم ذكرها في قوله: {إن في السماوات} «3» وفي قوله: {وفي خلقكم} فيسلم الكلام إذا أضمرت «في» من العطف على عاملين، وهما «إن وفي وتلك» أي: تجعل «آيات» الثاني والثالث مكررة لتأكيد الأول، لما طال الكلام كررت للتأكيد، ويجعل {اختلاف الليل} معطوفًا على {في خلق السماوات} فيخرج من العطف على عاملين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/267] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [آية/ 4]، {لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [آية/5] بالجر فيهما:-
قرأهما حمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أن {آَيَاتٍ} منصوبة في الموضعين بكونها محمولة على إن التي تقدمت في قوله {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، وقوله {وَاخْتِلَافِ} مجرور بالحمل على الجار وهو {فِي} من قوله {فِي السَّمَاوَاتِ}.
وهذا إن أجري على الظاهر فإنه عطف على عاملين: أحدهما إن، والآخر الجار، والعطف على العاملين غير جائز عند سيبويه.
لكنه إنما يخرج عن كونه عطفًا على عاملين بأن يقدر الجار في قوله
[الموضح: 1166]
{وَاخْتِلَافِ}، فيكون {في} مضمرًا، كأنه قال: وفي اختلاف الليل والنهار، كما أضمر الشاعر كلا في قوله:
156- أكل امرئ تحسبين امرءا = ونار توقد بالليل نارا
أي وكل نار، فحذفه.
وقد يخرج عن العطف على عاملين بوجه آخر، وذلك أن تجعل {آَيَاتٍ} في الكلام الأخير هي الآيات الأولى كررت للتأكيد لما تراخى الكلام وطال، واسم إن هي الآيات الأولى، و{فِي السَّمَاوَاتِ} خبرها، وقوله {وَفِي خَلْقِكُمْ} وقوله {وَاخْتِلَافِ} معطوفان على الخبر، والآيات في الموضعين كررتا للتأكيد، كما تقول: إن في الدار الخبر، والسوق والمسجد والبلد الخبر، فتعيد ذكر الخبر على سبيل التأكيد، فالاعتبار بالأول.
وقرأ الباقون {آَيَاتٌ} بالرفع فيهما.
والوجه أن الرفع فيهما يجوز أن يكون للعطف على موضع {إِنَّ} وما عملت فيه؛ لأن موضعها رفع بالابتداء، فيكون ما عطف عليه رفعًا على الموضع.
ويجوز أن يكون الرفع فيهما على الاستئناف، وذلك أن يكون الكلام جملة معطوفة على جملة، فيكون قوله {آَيَاتٌ} رفعًا بالابتداء، والظرف قبله خبر عنه.
ويجوز أن يكون مرفوعًا بالظرف عند من يرى الرفع به). [الموضح: 1167] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} [آية/ 5] بغير ألف على الوحدة:-
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {الرِّيَاحِ} على الجمع، وقد تقدم القول على ذلك فيما سبق). [الموضح: 1168]

قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فبأيّ حديثٍ بعد اللّه وآياته يؤمنون (6)
قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب (وآياته تؤمنون) بالتاء.
وقرأ الباقون (يؤمنون) بالياء). [معاني القراءات وعللها: 2/376]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وقوله تعالى: {وءاياته تؤمنون} [6].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر بالتاء على الخطاب، أي: قل لهم يا محمد ذلك.
وقرأ الباقون بالياء لقوله: {لآيات للمؤمنين} [3] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/312]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والياء من قوله عزّ وجلّ: وآياته يؤمنون [الجاثية/ 6].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص والأعشى عن أبي بكر وأبو عمرو يؤمنون بالياء.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: تؤمنون* بالتاء، وكذلك يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالتاء أيضا.
حجّة من قرأ بالياء أنّ قبله غيبة، وهو قوله: لقوم يوقنون [الجاثية/ 4]، ومن حجّته أنّه قال: تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق [الجاثية/ 6] مخاطبة للنّبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يكون في خطابه: فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون [الجاثية/ 6] فإن قلت: إنّ في أوّل الكلام خطابا، وهو قوله: وفي خلقكم وما يبث من دابة [الجاثية/ 4] قيل: والغيبة التي ذكرنا أقرب إلى الحرف المختلف فيه، والأقرب إليه أولى أن يحمل عليه، والتّاء على: نتلوها عليك بالحق فقل لهم: بأي حديث بعد ذلك تؤمنون). [الحجة للقراء السبعة: 6/173]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تلك آيات الله نتلوها عليك بالحقّ فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون} 6
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص {وآياته يؤمنون} بالياء وقرأ الباقون بالتّاء
وحجّة الياء قوله قبلها {لآيات للمؤمنين} 3 و{لقوم يعقلون} 5 قال أبو عبيدة مع هذا قد خاطب النّبي صلى الله عليه فقال {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحقّ} فكيف يجوز أن يقال للنّبي صلى الله عليه بأيّ حديث بعد الله وآياته تؤمنون بالتّاء أي تؤمن أنت وهم بل إنّما قال {فبأي حديث بعد الله وآياته} يؤمن هؤلاء المشركون وشاهدها قوله في المرسلات {فبأي حديث بعده يؤمنون}
[حجة القراءات: 659]
لم يختلف فيه أنه بالياء فهذه مثلها
وحجّة التّاء هي أن الكلام جرى عقيب الخطاب في قوله {وفي خلقكم وما يبث من دابّة} فالمعنى فبأي حديث أيها المشركون بعد كتاب الله تؤمنون ويجوز أن يكون تمام الخطاب عند قوله {نتلوها عليك بالحقّ} ثمّ استأنف بالفاء على معنى قل لهم فبأي حديث بعد ذلك تؤمنون). [حجة القراءات: 660]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {وآياته يؤمنون} قرأه ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي بالتاء على الخطاب، على معنى: قل لهم يا محمد فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون أيها الكافرون، ويجوز أن ترده على الخطاب الذي قبله، في قوله:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/267]
{وفي خلقكم وما يبث}، وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وهو قوله تعالى: {لقوم يوقنون} و{لقوم يعقلون} «5» وهو الاختيار لأنه أقرب إليه، وقد تقدم ذكر «حم» وذكر {من رجز أليم} وشبهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/268]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [آية/ 6] بالياء:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم ص- ويعقوب ح-.
والوجه أنه على الغيبة لموافقة ما قبله، وهو قوله تعالى {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ثم إن ما تقدم خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن يكون هذا داخلاً في خطابه.
وقرأ الباقون {تُؤْمِنُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على إضمار قل، والتقدير: قل لهم فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون). [الموضح: 1168]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (7) إلى الآية (11)]
{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}


قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7)}
قوله تعالى: {يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)}
قوله تعالى: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)}
قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)}
قوله تعالى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {لهم عذاب من رجز أليم} [11].
قرأ ابن كثير وحفص وعاصم بالرفع للعذاب.
وقرأ الباقون بالخفض ردًا على رجز. وقد فسرت نظير ذلك فيما تقدم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن كثير وعاصم في رواية حفص: من رجز أليم [الجاثية/ 11] رفع.
الباقون وأبو بكر عن عاصم: أليم* خفض.
قال أبو علي: الرجز: العذاب، بدلالة قوله: فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء [البقرة/ 59] وقوله: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك [الأعراف/ 134] وقال: فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه [الأعراف/ 135] وفي موضع آخر: فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم [الزخرف/ 50] فمعنى قول من جرّ فقال: لهم عذاب من رجز أليم*: لهم عذاب من عذاب أليم، فإذا كان عذابهم من عذاب أليم. كان عذابهم أيضا أليما وقوله: من رجز على صفة العذاب، لأنّه نكرة فيكون فيه ذكر منه، ومن قال: لهم عذاب من رجز أليم فرفع أليما، كان المعنى: لهم عذاب أليم من عذاب، وليس فائدته كذلك فالقول في ذلك أمران:
أحدهما: أنّ الصفة قد تجيء على وجه التأكيد، كما أنّ الحال قد
[الحجة للقراء السبعة: 6/174]
تجيء كذلك، وذلك نحو ما روي من أنّه في بعض الحروف: نعجة أنثى، وقوله: فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة [الحاقة/ 13] وقوله: ومناة الثالثة الأخرى [النجم/ 20] وقولهم: أمس الدّابر، وأمس المدبر، قال:
وأبي الّذي ترك الملوك وجمعهم بصهاب هامدة كأمس الدّابر والآخر: أن يحمل على الذي بمعنى الرّجس الذي هو النجاسة على البدل للمقاربة، ومعنى النجاسة فيه قوله: ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه [إبراهيم/ 16، 17] فكأنّ المعنى: لهم عذاب من تجرّع رجس، أو شرب رجس، فيكون من* تبيينا للعذاب ممّ هو). [الحجة للقراء السبعة: 6/175]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم} 11
{من رجز أليم} قد ذكرت في سورة سبأ). [حجة القراءات: 660]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} [آية/ 11] بالرفع:-
قرأها ابن كثير وص- عن عاصم ويعقوب.
وقرأ الباقون {مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} بالجر.
والوجه ما سبق في سورة سبأ). [الموضح: 1169]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (12) إلى الآية (15)]
{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) }


قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}
قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة ابن عباس وعبد الله بن عمرو الجحدري وعبد الله بن عبيد بن عمير: [جَمِيعًا مِنَّةً]، منصوبة، منونة.
وقرأ: [جَمِيعًا مَنُّه] -سلمة -فيما حكاه ورويته عنه- أبو حاتم.
قال أبو الفتح: أما [منة] فمنصوب على المصدر بما دل عليه قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}؛ لأن ذلك منه "عز اسمه" منة منها عليهم، فكأنه قال: من عليهم منة. ومن نصب وميض البرق من قولهم: تبسمت وميض البرق بنفس تبسمت، لكونه في معنى أومضت -نصب أيضا "منة" بنفس سخر لكم، على ما مضى.
وأما "منة" بالرفع فحمله أبو حاتم على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك، أو هو "منة"، كذا قال. ويجوز أيضا عندي أن يكون مرفوعا بفعله هذا الظاهر، أي: سخر لكم ذلك "منة" كقولك: أحياني إقبالك علي، وسدد أمري حسن رأيك في؛ فتعمل فيه هذا اللفظ الظاهر، ولا تحتاج إلى إبعاد التناول واعتقاده ما ليس بظاهر). [المحتسب: 2/262]

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ليجزي قومًا)
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (لنجزي قومًا) بالنون.
وقرأ الباقون (ليجزي قومًا) بالياء.
قال أبو منصور: الفعل لله في القراءتين، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 2/376]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ليجزي قومًا} [14].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/312]
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر بالنون. الله تعالى يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون بالياء، أي: قل لهم يا محمد: ليجزي الله قومًا.
وفيها قراءة ثالثة حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد قال: قرأ أبو جعفر: {ليجزي قومًا} على ما لم يسم فاعلة.
فإن قيل: لم نصب قومًا؟
فقل: أضمر المصدر، والتقدير: ليجزي الجزاء قومًا.
فإن قيل: لم أسكن الياء في ليجزي قومًا على ما لم يسم فاعله، واللام لام كي؟
فالجواب في ذلك: أن هذه الياء، وإن كانت مكتوبة في الخط ياء فإنها ألف منقلبة من الياء، والأصل: ليجزي مثل ليضرب فصارت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/313]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال، قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: لنجزي قوما بالنون [الجاثية/ 14].
وقرأ الباقون بالياء.
حجّة الياء: أنّ ذكر الله عزّ وجلّ قد تقدّم في قوله: لا يرجون أيام الله [الجاثية/ 14] فيكون فاعل يجزي، ومن قرأه بالنون، فالنون في معنى الياء، وإن كانت الياء أشدّ مطابقة لما في اللّفظ). [الحجة للقراء السبعة: 6/174]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} 14
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ (لنجزي قوما) بالنّون على إخبار الله عن نفسه أي نحن نجزي وحجتهم قوله {ذلك جزيناهم بما كفروا} وقرأ الباقون {ليجزي} بالياء أي ليجزي الله
[حجة القراءات: 660]
وحجتهم أن ذكر الله قد تقدم في قوله {لا يرجون أيّام الله} فيكون فاعل {يجزى} ). [حجة القراءات: 661]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ليجزي قومًا} قرأه ابن عامر وحمزة والكسائي بالنون، على معنى الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالجزاء، فهو المجازي كلا بعمله وقرأ الباقون بالياء، ردوه على ذكر اسم المتقدم في قوله: {لا يرجون أيام الله} ثم قال: {ليجزي قومًا}، أي: ليجزي الله قومًا، وهو الاختيار، لقرب الاسم منه، ولأنه أيضًا إخبار عن الله جل ذكره بالجزاء كالأول). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/268]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {لِنَجْزِيَ قَوْمًا} [آية/ 14] بالنون:-
قرأها ابن عامر وحمزة والكسائي.
[الموضح: 1168]
والوجه أن الله تعالى قد أخبر أنه يجزيهم بما كانوا يكسبون فأخبر بالنون على سبيل التعظيم في الإخبار عن النفس، وقد مضى مثله.
وقرأ الباقون {لِيَجْزِيَ} بالياء.
والوجه أنه إخبار عن الله تعالى وقد تقدم ذكر اسمه في قوله تعالى {يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ الله} فالضمير عائد إليه). [الموضح: 1169]

قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (16) إلى الآية (20)]
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) }


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16)}
قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17)}
قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)}
قوله تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (21) إلى الآية (23)]
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}


قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سواءً محياهم ومماتهم)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (سواءً محياهم) نصبًا.
وقرأ الباقون (سواءٌ) بالرفع.
قال أبو منصور: من قرأ (سواءً) بالنصب جعله في موضع مستويًا محياهم ومماتهم.
المعنى: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا
[معاني القراءات وعللها: 2/376]
وعملوا الصالحات سواء)، أي مستويًا.
وعلى هذه القراءة يجعل قوله (أن نجعلهم) متعديًا إلى مفعولين.
ومن قرأ (سواءٌ) بالرفع جعل قوله (أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) كلامًا تامّا، ثم ابتدأ فقال: (سواءٌ محياهم ومماتهم).
فـ (سواءٌ) ابتداء. و(محياهم ومماتهم) خبر الابتداء وهو كقولك:
ظننت زيدًا سواءٌ أبوه وأمه، أي: ذو سواء، وذو استواء أبوه وأمه). [معاني القراءات وعللها: 2/377]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {سوآء محياهم} [21].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/313]
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {سواء} نصبا يجعلونه مفعولاً ثانيًا من {يجعلهم}، والهاء، والميم المفعول الأول فإن جعلت كالذين آمنوا المفعول الثاني نصبت {سواء} على الحال، وهو وقف حسن، وترفع {محياهم} بمعنى استوى ومماتهم والأصل: في محياهم محييهم لأن وزنه مفعلهم من الحياة، فانقلبت الياء ألفًا لتحركها، وانفتاح ما قبلها كما قال: {ونسكي ومحياي ومماتي} والأصل محيي بثلاث ياءات، الأولي: عين الفعل، والثانية: لام الفعل، والأخيرة: ياء الإضافة. ومن قرأ {فمن تبع هدي} قرأ {ومحييى}. وقد قرأ بذلك ابن أبي إسحق؛ لأنه خط الألف إلى الياء أدغم إذ كان الحرف قد لقي شكله.
وقرأ الباقون: {سواء} بالرفع جعلوه مبتدءًا وما بعده خير عنه. ويكون الوقف على قوله: {وعملوا الصالحات}تامًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/314]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الرفع والنصب من قوله: سواء محياهم ومماتهم [الجاثية/ 21] فقرأ الكسائي وحمزة وحفص عن عاصم: سواء نصبا. الباقون وأبو بكر عن عاصم سواء محياهم رفع.
قال أبو علي: ليس الوجه في الآية نصب سواء إذا نصبه على أن يجريه على ما قبله على حدّ قوله: مررت برجل هارب أبوه، وبرجل خارجا أخوه، لأنّه ليس باسم فاعل، ولا بما شبّه به من حسن وشديد ونحو ذلك، إنّما هو مصدر فلا ينبغي أن يجرى على ما قبله، كما
[الحجة للقراء السبعة: 6/175]
يجرى اسم الفاعل وما شبّه به، لتعرّيه من المعاني التي أعمل لها فاعل وما شبّه به عمل الفعل، ومن قال: مررت برجل خير منه أبوه، وبسرج خزّ صفته، وبرجل مائة إبله، استجاز أن يجري سواء أيضا على ما قبله، كما أجرى الضرب الأوّل، فأمّا من قال: أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء [الجاثية/ 21] فنصب، فإنّ انتصابه يحتمل ثلاثة أضرب:
أحدهما: أن تجعل المحيا والممات بدلا من الضمير المنصوب في نجعلهم، فيصير التّقدير: أن نجعل محياهم ومماتهم سواء، فينتصب سواء على أنّه مفعول ثان لنجعل، ويكون انتصاب سواء على هذا القول حسنا، لأنّه لم يرفع مظهرا، ويجوز أيضا أن تجعل محياهم ومماتهم ظرفين من الزمان، فيكون كذلك أيضا. ويجوز أن يعمل في الظرف أحد شيئين أحدهما: ما في سواء من معنى الفعل، كأنّه يستوي في المحيا والممات، والآخر: أن يكون العامل الفعل، ولم نعلم الكوفيّين الذين نصبوا سواء نصبوا الممات، فإذا لم ينصبوه كان النصب في سواء على غير هذا الوجه، وغير هذا الوجه لا يخلو من أن ينتصب على أنّه حال، أو على أنّه المفعول الثاني لنجعل، وعلى أيّ الوجهين حملته، فقد أعملته عمل الفعل، فرفعت به المظهر، فإن جعلته حالا أمكن أن تكون الحال من الضمير في تجعلهم ويكون المفعول الثاني قوله كالذين آمنوا فإذا جعلت قوله: الذين آمنوا المفعول الثاني أمكن أن يكون سواء منتصبا على الحال ممّا في قوله: كالذين آمنوا من معنى الفعل، ويكون ذو الحال الضمير
[الحجة للقراء السبعة: 6/176]
المرفوع في قوله: كالذين آمنوا، وهذا الضمير يعود إلى الضمير المنصوب في نجعلهم، فانتصابه على الحال من هذين الوجهين، ويجوز أن لا تجعل قوله: كالذين آمنوا المفعول الثاني، ولكن تجعل المفعول الثاني قوله: سواء محياهم ومماتهم، فيكون جملة في موضع نصب بكونها في موضع المفعول الثاني لنجعل، ويجوز فيمن قال: مررت برجل مائة إبله، فأعمل المائة عمل الفعل أن ينصب سواء على هذا الوجه أيضا ويرتفع به المحيا، كما جاز أن يرتفع إذا قدّرت الجملة في موضع الحال، والحال في الجملة التي هي سواء محياهم ومماتهم تكون من تجعل* وتكون ممّا في قوله:
كالذين آمنوا من معنى الفعل، وقد قيل في الضمير في قوله: محياهم ومماتهم قولان:
أحدهما: أنّه ضمير الكفّار دون الذين آمنوا، وقيل: إنّه ضمير للقبيلين المؤمن والكافر، فمن جعل الضمير للكفّار دون المؤمنين كان سواء* على هذا القول مرتفعا بأنّه خبر ابتداء مقدّم تقديره: محياهم ومماتهم سواء، أي: محياهم محيا سوء، ومماتهم كذلك، ولا يكون النصب على هذا في سواء، لأنّه إثبات في الإخبار بأنّ محياهم ومماتهم يستويان في الذّم والبعد من رحمة الله.
والقول الآخر: أنّ الضمير في محياهم ومماتهم للقبيلين، فإذا كان كذلك جاز أن ينتصب سواء على المفعول الثاني من تجعل* فيمن استجاز أن يعمله في الظاهر، لأنّه ملتبس بالقبيلين جميعا، وليس في الوجه الأوّل كذلك، لأنّه للكفّار دون المؤمنين، فلا يلتبس بالمؤمنين من حيث كان للكفّار دونهم، ولا يجوز أن ينتصب سواء وإن
[الحجة للقراء السبعة: 6/177]
كان الضمير في نجعلهم للكفّار خاصة، وفي محياهم ومماتهم كذلك، لأنّه يلزم أن يكون داخلا في الحسبان وليس المعنى كذلك إنما المعنى على القطع والثبات باستواء محيا الكفّار ومماتهم، فإن قلت: كيف يدخل في الحسبان وهو في صلة أن نجعلهم؟ قيل: إنّه يدخل في الحسبان، وإن كان في صلة أن نجعل كما دخل في النفي قوله: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم [البقرة/ 105] فكما دخل أن ينزل في النفي بدلالة دخول من في قوله: من خير من ربكم وإن كان النفي لا حقا ليودّ، كذلك يدخل سواء إذا نصبت في الحسبان، لأنّه في صلة أنّ الذي وقع عليه الحسبان، كما دخل قوله: من خير من ربكم في النفي، لأنّه مفعول النفي، فكذلك سواء مفعول نجعل الذي وقع عليه الحسبان، وليس المراد إدخاله في الحسبان إنّما المراد الإثبات والإعلام باستواء محياهم ومماتهم في السوء، والذّم، وإذا كان كذلك لم يكن فيه إلا الرفع، ويكون على هذا الوجه قوله: كالذين آمنوا وعملوا الصالحات في موضع المفعول الثاني، وسواء محياهم استئناف ولا يكون في موضع حال من قوله: كالذين آمنوا، لأنّه لا يلتبس بهم، ألا ترى أن الضمير على هذا القول للكفّار خاصة دون المؤمنين؟ قال سيبويه: وما كان من النكرة رفعا غير صفة فهو في المعرفة كذلك، وتلا الآية، يريد أنه إذا لم يعمل عمل الفعل إذا جرى على النكرة نحو مررت برجل سواء أبوه وأمه، فهو في المعرفة كذلك في أنّه لا يعمل عمل الفعل في الظاهر، وهذا يدلّ على أنّه جعل قوله: سواء محياهم ومماتهم، ملتبسا لما قبله إلّا أنّه لم يجره عليه من حيث لم يشبه اسم الفاعل ولا ما شبّه به). [الحجة للقراء السبعة: 6/178]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواء محياهم ومماتهم} 21
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {سواء محياهم} بالنّصب جعلوه المفعول الثّاني من نجعلهم الهاء والميم المفعول وإن جعلت {كالّذين آمنوا} المفعول الثّاني نصبت {سواء} على الحال وترفع {محياهم} بمعنى استوا محياهم ومماتهم والمعنى أحسبوا أن نجعلهم سواء محياهم ومماتهم أي أن يعطوا في الآخرة كما أعطوا في الدّنيا
وقرأ الباقون {سواء} بالرّفع جعلوه مبتدأ وما بعده خبرا عنه قال مجاهد قوله سواء محياهم ومماتهم أي يموت المؤمن على إيمانه ويبعث عليه ويموت الكافر على كفره ويبعث عليه وهذا التّفسير يدل على هذه القراءة). [حجة القراءات: 661]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {سواءً محياهم} قرأ حفص وحمزة والكسائي بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.
وحجة من نصب أنه جعله مصدرًا في موضع اسم الفاعل، فهو في موضع «مستو» ونصبه من ثلاثة أوجه: أحدهما أن تجعل {محياهم ومماتهم} بدلًا من الضمير في {نجعلهم} فينصب {سواء} على أنه مفعول ثان بـ «نجعل» على تقدير: أن نجعل محياهم ومماتهم سواء، إلا أنه يلزم نصب {مماتهم}، ولم يقرأ به أحد، والوجه الثاني أن تنصب {سواء} على أنه مفعول ثان لـ «جعل» وتجعل محياهم ومماتهم ظرفين، والتقدير: أن نجعلهم سواء
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/268]
في محياهم ومماتهم، لكن يلزم نصب «مماتهم» لكن يلزم نصب {مماتهم}، ولم يقرأ به أحد، والوجه الثالث، وعليه يعتمد في رفع {مماتهم} أن تنصب {سواء} على الحال من المضمر في {نجعلهم}، وترفع {محياهم ومماتهم} بـ {سواء}، ويكون المفعول الثاني لـ «جعل» الكاف في قوله: {كالذين}، ويكون الضمير في {محياهم ومماتهم} يعود على الكفار والمؤمنين الذين تقدم ذكرهم على قراءة من نصب {سواء}، ويكون الضميران عائدين على الكفار خاصة في قراءة من رفع {سواء}.
6- وحجة من رفع أنه لما كان {سواء} ليس باسم فاعل لم يجره على ما قبله، فرفعه على أنه خبر ابتداء مقدم، والتقدير: محياهم ومماتهم سواء، أي: سواء في البعد من رحمة الله، والضميران للكفار، وهو الاختيار؛ لأنه اسم، ليس باسم فاعل، ولأن الأكثر على الرفع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/269]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ} [آية/ 21] بالنصب:-
قرأها حمزة والكسائي وص- عن عاصم.
والوجه أنه يجوز أن يكون مفعولاً ثانيًا لنجعلهم، وهم مفعولاً أول.
ويجوز أن يكون {سَوَاءً} حالاً إما من هم في {نَجْعَلَهُمْ}، وإما من
[الموضح: 1169]
الضمير المستكن في {كَالَّذِينَ آَمَنُوا}؛ لأن التقدير: نجعلهم كالذين آمنوا هم، وإذا كان {سَوَاءً} حالاً كان المفعول الثاني هو قوله {كَالَّذِينَ}، وإذا كان {سَوَاءً} مفعولاً ثانيًا كان قوله {كَالَّذِينَ آَمَنُوا} حالاً، و{مَحْيَاهُمْ} في هذه القراءة رفع بأنه فاعل {سَوَاءً}؛ لأنه أعمل عمل الفعل من حيث إنه بمعنى مستو، فهو مصدر أقيم مقام اسم الفاعل.
وقرأ الباقون {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ} بالرفع.
والوجه أن {سَوَاءً} على هذا مرتفع بأنه خبر المبتدأ، والمبتدأ هو {مَحْيَاهُمْ} تقدم الخبر عليه، و{وَمَمَاتُهُمْ} معطوف على المبتدأ، والتقدير: محياهم ومماتهم سواء). [الموضح: 1170]

قوله تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)}
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {وجعل على بصره غشاوة} [23].
قرأ حمزة والكسائي {غشوة} جعلاه كالرجعة والخطفة.
وقرأ الباقون: {غشاوة} جعلوه مصدرًا مجهولاً والفعلة من المرة الواحدة.
وقال آخرون: الغشاوة والغشاوة والغشاوة، والغشوة والغشوة والغشوة بمعنى واحد، وهو الغطاء. قال الشاعر:
تبعتك إذ عيني عليها غشاوة = فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/314]
وقال بعض أهل النظر: إنما قيل: غشاوة على فعالة لاشتمالها على البصر بظلمتها، وكل ما اشتمل على الشيء فإنه يبني على (فعالة) قال: وكذلك الصناعات عن الخياطة والصياغة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/315]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي غشوة [الجاثية/ 23] بغير ألف وقرأ الباقون: غشاوة بألف.
وغشوة قراءة الأعمش فيما زعموا، وحكي فيها: غشوة، وغشوة، وغشوة، وحكى أبو الحسن: غشاوة* بضمّ الغين.
وقراءة الجمهور: غشاوة بكسر الغين). [الحجة للقراء السبعة: 6/179]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وجعل على بصره غشاوة} 23
قرأ حمزة والكسائيّ (غشوة) بفتح الغين وقرأ الباقون {غشاوة} وحجتهم قوله {وعلى أبصارهم غشاوة} قال الفراء كأن غشاوة اسم وغشوة شيء يغشي البصر في مرّة واحدة وفي
[حجة القراءات: 661]
وقعة واحدة مثل الرّمية والوقعة). [حجة القراءات: 662]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {على بصره غشاوة} قرأه حمزة والكسائي بفتح الغين من غير ألف، على وزن «فعلة»، وقرأ الباقون بكسر الغين وبألف، وهما لغتان، وهي الغطاء، وقد تقدم ذكر «يخرجون» في الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/269]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} [آية/ 23] بفتح الغين من غير ألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {غِشَاوَةً} بالألف، مكسور الغين.
والوجه أنهما لغتان غشوة وغشاوة، وهما كل غطاء شامل). [الموضح: 1170]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الجاثية

[من الآية (24)إلى الآية (31)]
{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24)}
قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)}
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)}
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27)}
قوله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كلّ أمّةٍ تدعى إلى كتابها (28)
قرأ يعقوب وحده (كلّ أمّةٍ تدعى إلى كتابها).
وقرأ الباقون (كلّ أمّةٍ تدعى إلى كتابها) بالرفع.
قال أبو منصور: من نصب (كلّ أمّةٍ) جعله بدلاً من قوله: (وترى كلّ أمّةٍ جاثيةً)، ثم قال: وترى كلّ أمّةٍ تدعى إلى كتابها.
ومن قرأ بالرفع فرفع (كلّ أمّةٍ) بالابتداء، والخبر: تدعى إلى كتابها). [معاني القراءات وعللها: 2/377]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة يعقوب: [كُلَّ أُمَّةٍ تُدْعَى]، بفتح اللام.
قال أبو الفتح: [كُلَّ أُمَّةٍ تُدْعَى] بدل من قوله: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً}. وجاز إبدال الثانية من الأولى لما في الثانية من الإيضاح الذي ليس في الأولى؛ لأن جثوها ليس فيه شيء من شرح حال الجثو. والثانية فيها ذكر السبب الداعي إلى جثوها، وهو استدعاؤها إلى ما في
[المحتسب: 2/262]
كتابها، فهي أشرح من الأولى، فذلك أفاد إبدالها منها. ونحو ذلك رأيت رجلا من أهل البصرة رجلا من الكلاء.
فإن قلت: فلو قال: وترى كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها لأغني عن الإطالة.
قيل: الغرض هنا هو الإسهاب؛ لأنه موضع إغلاط ووعيد، فإذا أعيد لفظ {كل أمة} كان أفخم من الاقتصار على الذكر الأول، وقد مضى نحو هذا). [المحتسب: 2/263]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى} [آية/ 28] بالنصب:-
قرأها يعقوب وحده.
[الموضح: 1170]
والوجه أنه بدل من قوله {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} فأبدل {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى} من قوله {كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً}، والأول نصب بترى، والثاني معطوف عليه.
وقرأ الباقون {كُلَّ أُمَّةٍ} بالرفع.
والوجه أنه على الابتداء، و{تُدْعَى} خبره). [الموضح: 1171]

قوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) }
قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة