العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة يونس

توجيه القراءات في سورة يونس


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة يونس

مقدمات توجيه القراءات في سورة يونس
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة يونس). [معاني القراءات وعللها: 2/39]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ومن السورة التي يذكر فيها (يونس صلى الله عليه وسلم) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/260]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): ([ذكر اختلافهم في] سورة يونس). [الحجة للقراء السبعة: 4/243]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة يونس). [المحتسب: 1/307]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (10 - سورة يونس عليه السّلام). [حجة القراءات: 327]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة يونس عليه السلام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/512]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة يونس عليه السلام). [الموضح: 612]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/512]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وتسع آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/512]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (28- فيها خمس ياءات إضافة قوله: {لي أن أبدله} «15» {إني أخاف} «15» قرأهما الحرميان وأبو عمرو بالفتح.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/523]
{نفسي إن أتبع} «15»، {وربي إنه} «53» قرأهما نافع وأبو عمرو بالفتح.
{إن أجري إلا} «72» قرأهما نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص بالفتح حيث وقع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/524]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها زائدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/524]

الياءات المحذوفة:
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (حذفت من هذه السورة ياءان:
إحداهما: {ولا تُنظِرُونِي} أثبتها يعقوب في الوصل والوقف، والأخرى: {نُنجِي المُؤْمِنِينَ} أثبتها في الوقف (يعقوب)، وهي تسقط في الوصل، وحذفهما الباقون في الحالين.
والوجه أن ياء {تُنظِرُونِي} ياء ضمير منصوب، فيجوز حذفها تخفيفًا والاكتفاء بكسرة النون التي قبلها، وإثباتها هو الأصل، إلا أنه يحسن حذفها ههنا؛ لأنها فاصلة.
وأما الياء في {نُنجِي} فهي لام الفعل، فلابد من أن تثبت، إلا أنها ساكنة، فإذا اجتمعت مع ساكن بعدها حذفت لالتقاء الساكنين، إلا أن حذفها في حال الوقف على إجراء الفعل مجرى الاسم في نحو قولك: هذا القاض، في الوقف، و{الكَبِيرُ المُتَعَالِ} من غير ياء). [الموضح: 640]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (وفي هذه السورة من الياءات المختلف فيها):
{لي أن أبدله من تلقاء نفسي} [15] {إني أخاف} [15].
{أي وربي إنه لحق} [53] {إن أجري إلا على الله} [72].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/276]
فتحهن نافع وأبو عمرو.
وفتح ابن كثير {لي أن أبدله} و{إني أخاف}.
وفتح ابن عامر وحفص عن عاصم واحدة {إن أجري إلا} وأسكنهن الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/277]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (اختلفوا في خمس ياءات إضافة وهن:
قوله {لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ} و{نَفْسِي إنْ أَتَّبِعُ} {إنِّي أَخَافُ} {إي ورَبِّي إنَّهُ} {أَجْرِيَ إلاَّ}.
ففتحهن نافع وأبو عمرو كلهن.
وفتح ابن كثير حرفين {لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ} {إنِّي أَخَافُ وأسكن الباقي.
وفتح ابن عامر و- ص- عن عاصم حرفًا واحداً {أَجْرِيَ إلاَّ} وحده، وكانا يفتحان ياء {أَجْرِيَ إلاَّ} في كل القرآن.
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم- ياش- ويعقوب بالإسكان في الجميع.
والوجه في فتح هذه الياءات أنها ضمائر، فالأصل فيها أن تكون مفتوحة،
[الموضح: 639]
قياسًا على الكاف في غلامك وإنك ونحوهما، والإسكان فيها تخفيف؛ لأن الحركة أثقل على كل حال من السكون، فهي تستثقل على الياء، وإن كانت فتحة، ثم إن الإسكان يجعل الياء بعرض الحذف حتى تحذف، ويكتفى بالكسرة التي قبلها.
ومن قرأ بعضها بالفتح وبعضها بالإسكان، فإنه أراد الجمع بين الوجهين الجائزين). [الموضح: 640]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]

{ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4) }

قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (الر)
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم (الر) مفتوحة، وقرأ نافع بين الفتح والكسر.
وقال المسيبي عنه بالفتح، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي (الر) مكسورة على الهجاء، وكذلك روى خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالكسر.
واتفقوا على قصر الراء فتحت أو كسرت). [معاني القراءات وعللها: 2/39]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {الر ...} [1].
قرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم بفتح الراء.
وقرأ الباقون {الر...} بكسر الراء.
وكلهم يقصر {الر ...} فمن فتح فعلى الأصل، ومن كسر وأمال فتخفيفًا، وأهل الحجاز يقولون (يا) و(تا ... وغيرهم يقولون (ياء) و(تاء) ... وأهل الحجاز يقولون (طا) و(حا) ... وغيرهم يقولون (طاء) و(حاء).
واعلم أن هذه الحروف، أعني حروف المعجم يجوز تذكيرها وتأنيثها وفتحها وكسرها ومدها وقصرها، كل ذلك صواب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/260]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إمالة الراء وتفخيمها. فقرأ ابن كثير: الر [1] مفتوحة الراء.
وقال حفص عن عاصم: الراء خفيفة تام لا تمدّ الراء في كلّ القرآن غير مكسورة.
وقال هبيرة عن حفص عن عاصم: الراء مكسورة.
وقال نافع في رواية المسيبي: الراء مفتوحة وليست بممدودة.
وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون: لا تفخّم الراء.
وقال ابن جمّاز عن نافع: بكسر الراء.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر: الر الراء على الهجاء مكسورة
[الحجة للقراء السبعة: 4/243]
أبو بكر عن عاصم في رواية خلف عن يحيى بن آدم: الراء مكسورة مثل أبي عمرو.
قال أبو علي: من قال: [الر فلم يمل فتحة الرّاء، فلأن الكثير من العرب لا يميل ما يجوز فيه الإمالة عند غيرهم.
وحسّن ترك الإمالة هنا، أنّ معه حرفا يمنع الإمالة كما يمنعها المستعلي. فأما من أمال فقال: رايا. فلأنها أسماء لما يلفظ به من الأصوات المتقطعة في مخارج الحروف، كما أن غاق اسم للصوت الذي يصوّته الغراب، وكما أن طيخ اسم للصوت الذي يفعله الضاحك، فجازت الإمالة فيها من حيث كانت أسماء، ولم تكن كالحروف التي تمتنع فيها الإمالة نحو:
ما، ولا، وما أشبههما من الحروف.
فإن قلت: فهلّا امتنعت الإمالة في را، لشبه الراء بالمستعلي في منعها الإمالة؟ فالقول: إنه لم تمتنع الإمالة فيها لما أريد من تبيين أنه اسم، كما أنه لم تمتنع الإمالة من خاف وطاب وصار مع المستعلي، لما أريد من طلب الكسرة في خفت وطبت وصرت، وكذلك جازت الإمالة في را* لما قصد بها من إعلام أنه اسم ليس بحرف. فإن قلت: فإن الأسماء لا تكون على حرفين أحدهما حرف لين، وإنما تكون على هذه الصفة الحروف نحو: ما ولا.
[الحجة للقراء السبعة: 4/244]
فالقول: إن هذه الأسماء لم يمتنع أن تكون على حرفين أحدهما حرف لين، لأن التنوين لا يلحقها، فيؤمن لامتناع التنوين من اللحاق لها، أن تبقى على حرف واحد، وإذا أمن ذلك، لم يمتنع أن يكون الاسم على حرفين، أحدهما حرف لين، ألا ترى أنهم قالوا: هذه شاة، فجاء على حرفين، أحدهما حرف لين، لمّا أمن لحاق التنوين له، لاتصال علامة التأنيث به، وكذلك قولك: رأيت رجلا ذا مال، لاتصال المضاف إليه به، وكذلك قولهم: كسرت فازيد، ومثل شاة في كونها على حرفين: أحدهما حرف لين، لما دخلت عليه علامة التأنيث قولهم في الباءة: باه كأنه أراد الباءة، فأبدل من الهمزة الألف، كما أبدل في قوله:
لا هناك المرتع فاجمعت ألفان، فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين، فبقي الاسم على حرفين: أحدهما حرف لين، أنشدنا محمد بن السريّ عن أبي محمد اليزيدي:
فيا شرّ ملك ملك قيس بن عاصم* على أنّ قيسا لم يطأ باه محرم ومثل باه في القياس ما رواه محمد بن السري عن أحمد ابن يحيى عن سلمة قال: سمعت الفرّاء يحكي عن الكسائي أنه
[الحجة للقراء السبعة: 4/245]
سمع [من يقول]: اسقني شربة ما يا هذا، يريد: شربة ماء، فقصر، وأخرجه على لفظ من التي للاستفهام، هذا إذا مضى، فإذا وقف قال: شربة ما.
والقول فيه: كالقول في باه إلا أن باها أحسن من ما، لتكثّرها بعلامة التأنيث، وليس هذا كذلك، ووجهه أنه جعل الهمزة التي قلبت على غير القياس في حكم المخففة على القياس، وحذف إحدى الألفين لالتقاء الساكنين، فلحق التنوين الباقية، وحذفت كما حذفت من نحو: رحا وعصا.
وقد قيل في قولهم: م الله، إنه محذوف من: أيمن الله، وليس هذا بالكثير، ولا مما ينبغي أن يقاس عليه.
ومن ذلك: اللا في معنى: اللائي، هو على حرفين:
أحدهما حرف لين، لأن التنوين لا يلحقه، من حيث لم يلحق ذا، لا من حيث كانت فيه الألف واللام، وينشد البغداديون في ذلك:
[الحجة للقراء السبعة: 4/246]
فدومي على العهد الّذي كان بيننا... أم أنت من اللّا ما لهنّ عهود
ومن ذلك قولهم: أيش تقول؟ حكاه أبو الحسن والفرّاء.
والقول فيه: أنّه كان أي شيء؟، فخففت الهمزة، وألقيت كسرتها على الياء، وكثر الكلام بها، فكرهت حركة الياء بالكسرة، كما كرهت في قاضين، وغازين ونحوه، فأسكنت والتقت مع التنوين، وكل واحد منهما ساكن، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فإذا وقفت عليها قلت: أيش فأسكنت.
ومن قال: برجلي، فأبدل من التنوين الياء، قال: أيشي.
فهذه الأسماء ما لم يلحق بها التنوين، لم يمتنع أن تكون على حرفين، أحدهما حرف لين، وإنّما لم يلحقها التنوين، ولم تعرب كما لم تعرب، ولم ينوّن ما كان منها زائدا على حرفين نحو: لام الف عين جيم، فكما أنّ هذه الحروف على الوقف، ولا تنوّن، كذلك ما كان منها نحو: را، يا، تا، ثا.
كما أن أسماء العدد كذلك، فإن أخبر عن شيء منها فتمكّن لذلك، وأعرب، ولحقه التنوين؛ زيد على ما كان على حرفين أحدهما حرف لين، حرف مثل ما هو فيه، حتى يصير بالمزيد على ثلاثة أحرف، ومدّ إن كان الآخر الياء، فقيل:
[الحجة للقراء السبعة: 4/247]
باء، وياء، وراء، كما تقول: ثلاثة أكثر من اثنين، فعلى هذا مجرى هذه الحروف.
فإن قلت: فهل يستدلّ بجواز الإمالة في را، ويا، ونحوهما على أن الألف منقلبة عن الياء، كما تقول في ذا: إن الألف فيه منقلبة عن الياء.
فالقول: إن الاستدلال بجواز الإمالة في را ونحوها، أن الألف فيه منقلبة عن الياء: لا يصح، لأنّه إنما أميل عندهم لما قدمنا من ذكره، فليس بمنزلة قولهم: ذا، لأنّ را ونحوها أسماء للأصوات، والأصوات لا تشتق كما لا تشتق الحروف، فأما قولهم: ذا، فليس من الأصوات ولكنه من الأسماء المظهرة، ألا ترى أنه قد وصف، ووصف به، وحقّر في نحو:
مررت بذا الرجل، وبزيد ذا. وحقّروه فقالوا: ذيّا، من حيث كان اسما على الوصف الذي ذكرنا، فصار بمنزلة سائر المظهرة، وساغ الاستدلال على حروفها، كما ساغ في غيره من الأسماء، فلذلك قال أبو الحسن: إن قولهم ذا من مضاعف الياء، وذلك أن سيبويه حكى فيه الإمالة، فإذا جازت فيه الإمالة حمل على انقلاب الألف فيه عن الياء في الأمر
[الحجة للقراء السبعة: 4/248]
الأكثر، فإذا ثبت أن ألفه ياء، لم يجز أن تكون اللام واوا، لأنه ليس مثل حيوت، وإذا لم يجز أن يكون واوا؛ ثبت أنه ياء، وأنه من باب حييت، وعييت.
فإن قلت: إنه قال فيه: إذا سمّى به رجلا: ذاء، كما تقول في لا: لاء، وفي لو: لوّ، ولو كان كما ذكرت، لوجب أن يكون: ذيا، كما قالوا: حيا وحييان، أو ذيّ، قيل:
الذي قاله عن الخليل ويونس إذا سمّي به رجل: ذاء، قياس، وذلك أن هذا الاسم قد ضارع با ويا وتا، ألا ترى أنه غير معرب، كما أن هذه الأسماء التي أريدت بها الأصوات غير معربة، فلمّا ساوتها في البناء جعلها بمنزلتها إذا أعربها.
وممّا يدلّك على مشابهتها لها أن الألف ليست في موضع حركة، فيلزمها الانقلاب، كما أنها في را* ونحوها ليست في موضع حركة، فإذا كان كذلك كانت الألف في ذا بمنزلتها في هذه الأسماء التي هي نحو را، با، تا، والأول الذي قدمناه، وقلنا: إنه من باب حييت وعييت، قد قاله أبو الحسن.
ومن حيث قال الخليل في ذا: إنك إذا سميت به قلت:
ذاء، قال في ذو، من قولهم: هذا رجل ذو مال، إذا سميت به
[الحجة للقراء السبعة: 4/249]
رجلا، قلت: ذو، وقياس قول يونس عندي في ذو إذا سمّي به رجل أن يكون بمنزلة قول الخليل، إلّا أنه حكى ذو عن الخليل، ولم يحكه عن يونس.
ولم نعلمهم نوّنوا من هذه الكلم شيئا، كما نوّنوا غاق، وكما نوّنوا صه، لأنهم ليس ينوّنون جميع هذه الأصوات، وإن كانوا قد نوّنوا بعضها، ألا ترى أنّا لا نعلمهم نوّنوا «طخ» الذي يحكى به الضحك، ولا «قبّ» الذي يحكي به وقع السيف، وإن كانوا قد نوّنوا «غاق» وغيره من الأصوات، وكذلك هذه الحروف التي هي: را، يا، تا.
ولا يقاس هذا، وإنّما يحكى منه ما سمع، فلا ينوّن ما لم ينوّن، كما لا يترك تنوين ما نوّن، وإنّما كان كذلك، لأن ما لم ينوّن جعل بمنزلة العلم معرفة، وليس يضعون هذه الأسماء التي للأعلام، وجارية مجراها على كل شيء، ألا ترى أنهم قالوا للبحر: خضارة ؟ ولم نعلمهم خصّوا البرّ باسم على هذا النحو، وقالوا: غدوة، فجعلوه بمنزلة طلحة، ولم يفعلوا ذلك في الطّهر، وقالوا: لقيته فينة، فجعلوه كالعلم، ولم يفعلوا ذلك ببرهة، وقالوا للغراب: ابن دأية، ولم يفعلوا ذلك بالرخم.
وقالوا في ضرب من الحيات: ابن قترة، ولم يفعلوا ذلك في كل الأحناش، وكذلك هذا الباب.
[الحجة للقراء السبعة: 4/250]
ومن ثمّ عاب الأصمعيّ على ذي الرمّة قوله:
وقفنا فقلنا إيه عن أمّ سالم وزعم أن المسموع فيه التنوين، وكأنّ ذا الرّمّة أجرى ذلك مجرى غاق وغاق وصه وصه، فأجراه مجرى بعض ما يشبهه من غير أن يكون سمع فيه ما قاله). [الحجة للقراء السبعة: 4/251]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ نافع وابن كثير وحفص {الر} بفتح الرّاء وقرأ الباقون بكسر الرّاء وهما لغتان أهل الحجاز يقولون وباء وثاء وراء وطاء وغيرهم يقولون باء وتاء وراء وطاء). [حجة القراءات: 327]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد ذكرنا الإمالة في «الر والمر» وعلة ذلك، وتقدم ذكر «الساحر» وذكر إمالة «أدراك» ونحو ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/512]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {الرَ} [آية/ 1] مفتوحة الراء:
قرأها ابن كثير ونافع- ل- وعاصم- ص- ويعقوب، وكذلك {الّـمر}.
وكان نافع- ش- و- ن- يجعلها بين الفتح والكسر، وهو إلى الفتح أقرب.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم- ياش- وحمزة والكسائي {الرَ} و{الّـمر} بالإمالة في الجميع.
والوجه في فتح الراء وترك الإمالة أن الإمالة حكم غير واجب بل هو جائز، وكثير من العرب لا يميلون شيئًا وإن كان فيه ما يستدعي الإمالة، وحسن ههنا ترك الإمالة لشيء آخر وهو وجود الراء المفتوحة، وهي حرف يمنع الإمالة، كما يمنعها الحرف المستعلي؛ لأنها حرف مكرر، فالفتحة فيه بمنزلة فتحتين.
وأما وجه ما بين الفتح والكسر، فهو أنه حرف من حروف التهجي، وهو
[الموضح: 612]
اسم لا يستحق الإعراب؛ لأنه يجري مجرى الأصوات، فكره فيه الإمالة لشبهه بالحروف، وللفتحة الحاصلة في الراء أيضًا، وكره أيضًا فيه ترك الإمالة؛ لنها اسم لما يتلفظ به من الأصوات المقطعة للتهجي، والأسماء يجوز فيها الإمالة، فلهذا جعلها بين الفتح والكسر.
وأما وجه الإمالة فهو أن الراء كما ذكرنا اسمٌ؛ لأن حروف التهجي أسماء لهذه الأصوات المخصوصة كالشيب والجوت ونحوهما، فأرادوا إبانة كونها أسماء فأمالوها لذلك؛ لأن حروف المعاني لا يجوز فيها الإمالة، وأجروا الألف منها مجرى المنقلب عن الياء). [الموضح: 613]

قوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لساحر مبين} [2].
قرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي: {لساحر} بألف.
وقرأ الباقون: {لسحر}.
فمن قرأ بألف أراد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بغير ألف أراد: القرآن، ومثله قوله: {ساحرن تظاهرا} و{سحارن} فـ {ساحران} أراد موسى ومحمدًا عليهما السلام، و{سحران} أراد التوراة والفرقان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/260]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله جلّ وعزّ: لسحر مبين [يونس/ 2].
فقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي: لساحر مبين بألف، وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر لسحر* بغير ألف.
قال أبو علي: يدلّ على قول من قال: سحر* قوله: فلما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون [الزخرف/ 30]. ويدلّ على ساحر قوله تعالى: وقال الكافرون هذا ساحر كذاب [ص/ 4]. والقول في الوجهين
[الحجة للقراء السبعة: 4/251]
جميعا قد تقدم ومن قال: ساحر أراد الرجل، ومن قال: سحر* أراد: الذي أوحي سحر، أي: الذي تقولون أنتم فيه: إنه أوحي: سحر، وليس كما تقولون: إنه وحي). [الحجة للقراء السبعة: 4/252]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أكان للنّاس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم} {قال الكافرون إن هذا لساحر مبين}
قرأ ابن كثير وأهل الكوفة {قال الكافرون إن هذا لساحر مبين} بالألف قوله {إن هذا} إشارة إلى المرسل وحجتهم قوله {أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر النّاس} {قال الكافرون إن هذا} يعني النّبي صلى الله عليه {لساحر مبين}
وقرأ الباقون {سحر مبين} بغير ألف يعنون القرآن وحجتهم أن السحر يدل على السّاحر لأن الفعل لا يكون إلّا من فاعل والساحر قد يوجد ولا يوجد معه السحر). [حجة القراءات: 327]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {لَسِحْرٌ مُّبِينٌ} [آية/ 2] بغير ألف:
قرأها نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب.
[الموضح: 613]
والوجه أنه قد تقدم ذكر الوحي في قوله {أَنْ أَوْحَيْنَا إلَى رَجُلٍ ... قَالَ الكَافِرُونَ إنَّ هَذَا لَسِحرٌ} أي هذا الوحي سحر، يعني أن الذي تدعون أنه وحي سحرٌ مبينٌ، كما قال تعالى {ولَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ}.
وقرأ ابن كثير والكوفيون {لَسَاحِرُ} بالألف.
والوجه أنه قد تقدم ذكر الرجل في قوله تعالى {إلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ والتقدير: فقال الكافرون إن هذا الرجل ساحرٌ مبين). [الموضح: 614]

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)}

قوله تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (من ذلك قراءة أبي جعفر والأعمش وسهل بن شعيب: [وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا أَنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ].
قال أبو الفتح: إن شئت كان تقديره: وعد الله حقًّا؛ لأنه يبدأ الخلق ثم يعيده؛ أي: من قدرَ على هذا الأمر العظيم فإنه غني عن إخلاف الوعد، وإن شئت كان تقديره: أي وَعَدَ الله وعدًا حقًّا أنه يبدأ الخلق ثم يعيده، فتكون "أنه" منصوبة بالفعل الناصب لقوله: "وعدًا"، ولا يجوز أن يكون "أنه" منصوبة الموضع بنفس "وَعْد" لأنه قد وصف بقوله حقًّا، والصفة إذا جرت على موصوفها أذِنت بتمامه وانقضاء أجزائه، فهي من صلته، فكيف يوصف قبل تمامه؟ فأما قول الحطيئة:
أَزمعتُ يأْسًا مبينًا من نَوَالِكُمُ ... ولن تَرى طاردًا للحُرِّ كالياس
فلا يكون قوله: من نوالكم من صلة يأس من حيث ذكرنا، ألا تراه قد وصفه بقوله: "مبينًا"؟ وإذا كان المعنى لعمري عليه ومُنع الإعراب منه أُضمر له ما يتناول حرف الجر، ويكون يأسًا دليلًا عليه؛ كأنه قال فيما بعد: يئست من نوالكم). [المحتسب: 1/307]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ الآيتين (5) ، (6) ]

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يفصّل الآيات)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب (يفصّل الآيات) بالياء، وقرأ الباقون (نفصّل الآيات) بالنون.
قال أبو منصور: من قرأ (يفصّل الآيات) بالياء فهو إخبار عن فعل اللّه، ومن قرأ بالنون فهو فعله تبارك وتعالى). [معاني القراءات وعللها: 2/39]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {يفصل الآيات} [5].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم بالياء.
وقرأ الباقون بالنون، فمن قرأ بالنون فالله تعالى يخبر عن نفسه بلفظ الجماعة، لأنه ملك الأملاك.
ومن قرأ بالياء فالتقدير: قل يا محمد: الله يدبر الأمر ويفصل الآيات). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/261]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضيآءً والقمر نورًا} [5].
قرأ ابن كثير وحده في رواية قنبل {ضيئآء} بهمزتين، فقال ابن مجاهد: هو غلط.
وقرأ الباقون {ضيآءً} بهمزة بعد الألف وهو الصواب.
قال أبو عبد الله: ضيآءٌ جمع ضوء مثل بحر وبحار فالضاد فاء الفعل والواو عين الفعل، والهمزة لام الفعل، فلما اجتمعت وجب أن تقول: ضواءً،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/261]
فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها كما تقول: ميزان وميقات، والأصل: موزان وموقات، وكما قالوا: سياط وحياض، والأصل: سواط وحواض، وجائز أن يكون الضياء مصدرًا مثل الصوم والصلاة، وقد حكى ضواءً قالوا: على الأصل لغة، ومنه صام صيامًا وقام قيامًا والأصل: صوام وقوام فقلبت الواو ياء فأعرف ذلك.
وكأن ابن كثير شبه {ضئآء} حيث قرأ بهمزتين بقوله: {رئأء الناس} فيجوز أن يكون «ضئآء» مصدرًا لقولهم: ضاء القمر يضوء ضوءًا وضئاء كما تقول: قام يقوم قياما، والاختيار أضاء القمر يضيء إضاءة. وزاد اللحياني ضواء القمر لغة ثالثة؛ لأن الله تعالى قال: {كلما أضاء لهم}.
فإن سأل سائل فقال: لم قال الله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل} ولم يقل: قدرهما؟
ففي ذلك جوابان:
أحدهما: أن الهاء تعود على القمر فقط، إذ كان يعلم به انقضاء السنة والشهور والحساب.
والجواب الثاني: أن يكون أراد قدرهما فاجتزى بأحدهما كما قال تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} أنشدني ابن مجاهد رحمة الله عليه:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/262]
رماني بأمر كنت منه ووالدي = بريئًا ومن أجل الطوى رماني
ولم يقل: بريئين. [ويروى} «ومن جول» [وهو] الصواب، والجول والجال: جانب البئر، ومعنى هذا البيت أن هذا الرجل الذي شتمني وقذفني يرجع مغبة فعله عليه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/264]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله جلّ وعزّ: يفصل الآيات [يونس/ 5].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: يفصل الآيات بالياء.
وروى محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير بالنون.
حدّثني مضر بن محمد عن البزّيّ بإسناده عن ابن كثير بالنون.
وحدّثني الحسن بن مخلد عن البزّيّ بالياء.
وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي: نفصل* بالنون.
قال أبو علي: من قال: يفصل فلأنّه قد تقدم ذكر الله تعالى، فأضمر الاسم في الفعل. ومن قال: نفصل بالنون؛ فهذا المعنى يريد، ويقوّيه: تلك آيات الله نتلوها [البقرة/ 252، آل عمران/ 108، الجاثية/ 6] وقد تقدم
[الحجة للقراء السبعة: 4/252]
أوحينا فيكون نفصل* محمولا على أوحينا إلا أن الياء أولى، لأنّ الاسم الذي يعود إليه أقرب إليه من أوحينا). [الحجة للقراء السبعة: 4/253]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير وحده: ضئاء والقمر نورا [يونس/ 5] بهمزتين في كلّ القرآن، الهمزة الأولى قبل الألف، والثانية بعدها، كذلك قرأت على قنبل، وهو غلط.
وقرأ الباقون بهمزة واحدة في كلّ القرآن.
وكان أصحاب البزّي، وابن فليح ينكرون هذا، ويقرءون مثل قراءة الناس ضياء.
وأخبرني الخزاعيّ عن عبد الوهاب بن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: ضياء بهمزة بعد الألف في كلّ القرآن، ولا يعرفون الأخرى.
قال أبو علي: الضياء لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون جمع ضوء، كسوط، وسياط وحوض، وحياض، أو مصدر ضاء يضوء ضياء، كقولك: عاذ عياذا، وقام قياما وعاد عيادة وعلى أيّ الوجهين حملته، فالمضاف محذوف.
المعنى: جعل الشمس ذات ضياء، والقمر ذا نور.
أو يكون: جعلا النور والضياء لكثرة ذلك منهما.
فأمّا الهمزة في موضع العين من ضياء، فيكون على القلب، كأنه قدّم اللام التي هي همزة إلى موضع العين،
[الحجة للقراء السبعة: 4/258]
وأخّرت العين التي هي واو إلى موضع اللام، فلما وقعت طرفا بعد ألف زائدة، انقلبت همزة، كما انقلبت في: شقاء وغلاء. وهذا إذا قدّرته جمعا كان أسوغ، ألا ترى أنهم قالوا:
قوس وقسيّ، فصحّحوا الواحد، وقلبوا في الجميع.
وإذا قدّرته مصدرا كان أبعد، لأن المصدر يجري على فعله في الصحّة والاعتلال، والقلب ضرب من الاعتلال، فإذا لم يكن في الفعل لم ينبغ أن يكون في المصدر أيضا، ألا ترى أنّهم قالوا: لاوذ لواذا، وبايع بياعا، فصحّحوهما في المصدر لصحتهما في الفعل، وقالوا: قام قياما؛ فأعلّوه ونحوه لاعتلاله في الفعل). [الحجة للقراء السبعة: 4/259]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هو الّذي جعل الشّمس ضياء} {ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ يفصل الآيات لقوم يعلمون}
[حجة القراءات: 327]
قرأ ابن كثير في رواية القواس (جعل الشّمس ضئاء) بهمزتين وحجته قوله تعالى {رئاء النّاس} وضئاء جمع ضوء مثل بحر وبحار والأصل ضواء فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فصارت ضياء كما تقول ميزان وميقات وجائز أن يكون الضياء مصدرا مثل الصّوم والصّيام والأصل صوام فقلبت الواو ياء تقول ضاء القمر يضوء ضوءا وضياء كما تقول قام يقوم قياما
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص {يفصل الآيات} بالياء إخبار عن الله وحجتهم قوله {ما خلق الله ذلك إلّا بالحقّ} فجعلوا الفعل مسندًا إليه بلفظ التّوحيد فكأنّه قال يفصل الله الآيات
وقرأ الباقون {نفصل} بالنّون وحجتهم أن ما جاء في القرآن من قوله {فصلنا} و{نفصل} بلفظ الجمع كثير فألحق به ما كان له نظيرا ليكون الكلام على سياق واحد). [حجة القراءات: 328]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: «ضياءً» قرأه قنبل بهمزتين، بينهما ألف، حيث وقع، وقرأ الباقون بياء قبل الألف.
وحجة من قرأ بهمزتين أن «ضياء» جمع ضوء كسوط وسياط فالياء منقلبة من واو، لانكسار ما قبلها، ويجوز أن تكون مصدرًا لـ «ضاء»، لكنه في الوجهين قلبت عين الفعل، وهو الياء المنقلبة إلى موضع لام الفعل، وهو الهمزة وردت الهمزة في موضع الياء، فلما تطرفت الياء بعد ألف زائدة قلبت همزة، كما فعل في «دعاء وسقاء» فصارت همزة قبل الألف، وهي الأصلة التي هي لام الفعل من «ضوء» وهمزة بعد الألف، وهي المنقلبة عن الياء، المنقلبة عن واو، ولو
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/512]
قلت: إن الهمزة انقلبت عن واو؛ لأن الياء لما تأخرت وزالت عنها الكسرة، التي قبلها، رجعت إلى أصلها وهو الواو، فقلبت همزة كـ «دعاء» لجاز ذلك.
2- وحجة من لم يهمز، وترك الياء قبل الألف، على حالها أنه أتى بالاسم على أصله ولم يقلب من حروفه شيئًا في موضع شيء، والياء بدل من واو «ضوء» لانكسار ما قبلها، وكونه مصدرًا في هذه القراءة أحسن، لأن المصدر يبعد فيه القلب والتغيير، إنما حقه أن يجري على فعله في الاعتلال، وفعله غير مقلوب، ويجوز أن يكون جمعًا غير مقلوب أتى على أصله، وكون «ضياء » جمع «ضوء» في قراءة من همز همزتين أحسن لأن الجمع يحسن فيه القلب ويكثر، كـ «قسا» والاختيار ترك القلب والتغيير، وتركُ الهمز في موضع الياء، لأن عليه الجماعة وهو الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يُفصل الآيات} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص بالياء على لفظ الغائب، ردوه ع لى قوله: {ما خلق الله ذلك}، وعلى قوله: {هو الذي جعل الشمس}، وعلى قوله: {إن ربكم الله} «3» وعلى قوله: {ذلكم الله ربكم}، وعلى قوله: {وعد الله} «4» كله بلفظ الغيبة، على الإخبار عن الله جل ذكره، وقرأ الباقون «نفصل» بالنون، على لفظ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/513]
الإخبار عن الله جل ذكره عن نفسه بفعله، وهو يرجع إلى القراءة بالياء في المعنى ودليله قوله تعالى: {تلك آيات الله نتلوها عليك} «البقرة 252» وهو إجماع، ويقويه أن قبله {أوحينا} «3» على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه.). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/514]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {ضِئَاءً} [آية/ 5] بهمزتين:
قرأها ابن كثير- ل- في كل القرآن، وروى الخزاعي وأبو ربيعة المكي عنه بهمزة واحدة.
وقرأ الباقون {ضِيَاءً} بهمزة واحدة.
[الموضح: 614]
والوجه في الهمزتين أن أصله {ضِيَاءً} بياء بعد الضاد وهمزة واحدة في الطرف؛ لأنه مصدر ضاء ضياء كقام قيامًا، أو جمع ضوء كسوط وسياط وثوب وثياب، فالياء فيه منقلبة عن واو، فالأصل: ضواء بالواو، فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ولاعتلالها في الفعل أو الواحد، ولقربها من الطرف، فبقي ضياء كقراءة الأكثرين، ثم إنهم قلبوا الكلمة، فجعلوا الهمزة التي وقعت طرفًا في موضع العين، وجعلوا الياء التي هي عين في الطرف فبقي ضئايٌ بهمزة بعد الضاد وياء بعد الألف، ثم إنهم قلبوا الياء همزة لوقوعها طرفًا بعد ألف زائدة فبقي ضئاء بهمزتين، وإذا حملت الكلمة على أنها جمع كان أولى؛ لأن القلب بالجمع أليق.
وأما قراءة الباقين وهم الأكثرون {ضِيَاءً} بهمزة واحدةٍ، فهو الأصل الذي لم يقلب، وهو فعال جمعًا أو مصدراً كما ذكرناه). [الموضح: 615]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {يُفَصِّلُ الآيَاتِ} [آية/ 5] بالياء:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم- ص- ويعقوب.
والوجه أن الفعل لله تعالى، وقد تقدم ذكرا لله تعالى في قوله {مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إلاَّ بِالْحَقِّ} ففي {يُفَصِّلُ} ضمير اسم الله عز وجل.
وقرأ الباقون {نُفَصِّلُ} بالنون.
والوجه أنه في المعنى مثل ما تقدم؛ لأن الذي يفصل الآيات هو الله تعالى، إلا أنه ذكره بالنون؛ ليوافق لفظ ما تقدم من قوله سبحانه {أَنْ أَوْحَيْنَا
[الموضح: 615]
إلَى رَجُلٍ وقد سبق كثيرٌ من أمثاله، فمضى الكلام فيه). [الموضح: 616]

قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (7) إلى الآية (10) ]

{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)}

قوله تعالى: {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}

قوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن وبلال بن أبي بُردة ويعقوب: [أنَّ الحمدَ لله].
قال أبو الفتح: هذه القراءة تدل على أن قراءة الجماعة: {أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} على أَنَّ [أَنْ] مخففة من أَنَّ، بمنزلة قول الأعشى:
في فِتيةٍ كسيوف الهند قد علِموا ... أَنْ هالكٌ كلُّ من يَحفي وينتعل
أي: أنه هالك، فكأنه على هذا: وآخر دعواهم أنه الحمد الله، وعلى أنه لا يجوز أن يكون "أنْ" هنا زائدة كما زيدت في قوله:
ويومًا تُوافينا بوجه مقسَّم ... كأَنْ ظبيةٍ تعطو إلى وارق السَّلَمْ
أي: كظبية، وإذا لم يكن ذلك كذلك لم يكن تقديره: وآخر دعواهم الحمد الله، هو كقولك: أول ما أقوله: زيد منطلق. وعلى أن هذا مع ما ذكرناه جائز في العربية؛ لكنَّ فيه خلافًا لتقدير قراءة الجماعة. وفيه أيضًا الحمل على زيادة "أنْ"، وليس بالكثير.
ولو قرأ قارئ: إنَّ الحمدَ لله، بكسر الهمزة على الحكاية التي للفظ بعينه لكان جائزًا؛ لكن لا يُقْدَم على ذلك إلا أن يَرد به أَثر وإن كان في العربية سائغًا. وإذا فتح فقال: أنَّ الحمد لله، فلم يحكِ اللفظ بعينه؛ وإنما جاء بمعنى الكلام كقولنا: بلغني أن زيدًا منطلق، فليس هذا على حكاية ما سمع لفظًا، ألا تراه إذا قيل له: قد انطلق زيد، فقال: بلغني أن زيدًا منطلق كان صادقًا وإن لم يؤد نفس اللفظ الذي سمعه؛ لكنه أدى معناه؟ وإن كسَر فقال: إنَّ الحمد لله، فهو مؤدٍ لنفس اللفظ وحَاكٍ له ألبتة). [المحتسب: 1/308]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) }

قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لقضي إليهم أجلهم)
[معاني القراءات وعللها: 2/39]
قرأ ابن عامر والحضرمي (لقضى) بفتح القاف، و(أجلهم) نصبًا، وقرأ الباقون (لقضي) بضم القاف، (أجلهم) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (لقضى) فمعناه: لقضى اللّه أجلهم، أي: أمضاه.
ومن قرأ (لقضي) فهو على ما لم يسم فاعله، ولذلك رفع (أجلهم) ). [معاني القراءات وعللها: 2/40]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {لقضي إليهم أجلهم} [11].
قرأ ابن عامر وحده: {لقضي إليهم أجلهم} بفتح القاف، أي: لقضى الله إليهم أجلهم، وحجته: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم} [11].
وقرأ الباقون {لقضي إليهم أجلهم ....} على ما لم يُسم فاعله، وكلا القراءتين حسنة، ومثلها قوله {فيمسك التى قضى عليها الموت} و{قضى عليها الموت} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/261]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح القاف وضمّها من قوله جل وعزّ: لقضي إليهم أجلهم [يونس/ 11].
فقرأ ابن عامر وحده: لقضى إليهم بفتح القاف، أجلهم* نصبا.
وقرأ الباقون: لقضي إليهم بضمّ القاف، أجلهم رفعا.
قال أبو علي: اللام في قوله سبحانه: لقضي جواب لو* من قوله: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي [يونس/ 11]، فالمعنى والله أعلم: ولو يعجّل الله للناس دعاء الشرّ، أي ما يدعون به من الشرّ على أنفسهم في حال ضجر وبطر استعجالهم إياه بدعاء الخير، فأضيف المصدر إلى المفعول، وحذف الفاعل [كقوله
[الحجة للقراء السبعة: 4/253]
من دعاء الخير [فصلت/ 49] في حذف ضمير الفاعل] والتقدير:
ولو يعجّل الله للناس الشرّ استعجالا مثل استعجالهم بالخير، لقضي إليهم أجلهم.
قال أبو عبيدة: لقضي إليهم أجلهم: لفرغ من أجلهم، وأنشد لأبي ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما... داود أو صنع السّوابغ تبّع
ومثل ما أنشده أبو عبيدة من قوله: قضاهما داود، قول الآخر:
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها... بوائق في أكمامها لم تفتّق
[الحجة للقراء السبعة: 4/254]
فالتقدير في قوله: لقضي إليهم أجلهم أي: لفرغ من أجلهم ومدّتهم المضروبة للحياة، وإذا انتهت مدّتهم المضروبة للحياة، هلكوا. وهذا قريب من قوله تعالى:
ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير، وكان الإنسان عجولا [الإسراء/ 11].
وقالوا للميّت: مقضّ، كأنّه قضى إذا مات، وقضّى: فعّل، التقدير فيه: استوفى أجله، وفرغ منه؛ قال ذو الرّمّة:
إذا الشخص فيها هزّه الآل أغمضت... عليه كإغماض المقضّي هجولها
المعنى: أغمضت هجول هذه البلاد على الشخص الذي فيها، فلم ير لغرقه في الآل، كإغماض المقضّي، وهو الميّت، لعينه، وهذا في المعنى كقوله:
ترى قورها يغرقن في الآل مرّة... وآونة يخرجن من غامر ضحل
[الحجة للقراء السبعة: 4/255]
فأما قوله سبحانه: لقضي إليهم أجلهم [يونس/ 11] وما يتعلّق به هذا الجارّ، فإنه لمّا كان معنى قضى: فرغ، وكان قولهم: فرغ، قد يتعدّى بهذا الحرف في قوله:
ألان فقد فرغت إلى نمير... فهذا حين صرت لهم عذابا
وفي التنزيل: سنفرغ لكم أيها الثقلان [الرحمن/ 31] أمكن أن يكون الفعل يتعدى باللام كما تعدى بإلى، كما أن أوحى في قوله: وأوحينا إليه [يوسف/ 15] قد تعدى بإلى، واللام في قوله: بأن ربك أوحى لها [الزلزلة/ 5]، فلمّا كان معنى قضي فرغ، وفرغ تعلّق بها إلى، كذلك تعلّق بقضى.
ووجه قراءة ابن عامر: لقضى إليهم أجلهم على إسناد الفعل إلى الفاعل؛ فلأن الذكر قد تقدم في قوله ولو يعجل
[الحجة للقراء السبعة: 4/256]
الله للناس الشر [يونس/ 10]. فقال: لقضى* على هذا، ومن حجّته في ذلك قوله سبحانه: ثم قضى أجلا، وأجل مسمى عنده [الأنعام/ 2]، فهذا الأجل الذي في هذه الآية هو الأجل المضروب للمحيا، كما أن الأجل في قوله: لقضى إليهم أجلهم كذلك.
فكما أسند الفعل بالأجل المضروب للحياة إلى الفاعل في قوله: ثم قضى أجلا عند الجميع؛ كذلك أسنده ابن عامر في قوله: لقضى إليهم أجلهم إلى الفاعل، ولم يسنده إلى الفعل المبنيّ للمفعول، ويدلّ على أنّ الأجل في قوله ثم قضى أجلا أجل المحيا، وأن قوله: وأجل مسمى عنده أجل البعث، يبين ذلك قوله: ثم أنتم تمترون [الأنعام/ 2]، أي: أنتم أيها المشركون تشكّون في البعث، فلا تصدّقون به، وقوله: ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده [الأنعام/ 2] في المعنى كقوله: فأحياكم ثم يميتكم [الحج/ 66].
ومن قرأ لقضي فبنى الفعل للمفعول به، فلأنّه في المعنى كقول من بنى الفعل للفاعل). [الحجة للقراء السبعة: 4/257]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولو يعجل الله للنّاس الشّرّ استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم}
قرأ ابن عامر {لقضي إليهم} بفتح القاف والضّاد أجلهم ذهب أي لقضى الله إليهم أجلهم وحجته قوله {ولو يعجل الله للنّاس الشّرّ استعجالهم} وقرأ الباقون {لقضي إليهم أجلهم} على ما لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 328]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {لَقَضى إلَيْهِمْ أَجَلَهُمْ} [آية/ 11] بفتح القاف والضاد من {قَضَى}، ونصب {أَجَلَهُمْ}:
قرأها ابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه فعل مبني للفاعل، وقد أسند إلى الله تعالى، وذكره قد تقدم في قوله سبحانه {ولَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ} أي لقضى الله إليهم أجلهم، ونصب {أَجَلَهُمْ} على أنه مفعول به.
وقرأ الباقون {لَقُضِيَ} بضم القاف وكسر الضاد {أَجَلُهُمْ} بالرفع.
والوجه أن الفعل مبني للمفعول به؛ لأنه معلوم أن القاضي هو الله عز وجل، فسواء بني الفعل للفاعل أم للمفعول به؛ إذ المعنى واحد). [الموضح: 616]

قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)}

قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ابن شعيب قال: سمعت يحيى بن الحارث يقرأ: [لِنَظُّرَ كيف تَعْمَلون] بنون واحدة. قال: فقلت له: ما سمعت أحدًا يقرؤها، قال: هكذا رأيتها في الإمام: مصحف عثمان. أيوب عن يحيى عن ابن عامر: [لِنَظُّرَ] بنون واحدة مثله.
قال أبو الفتح: ظاهر هذا أنه أدغم نون ننظر في الظاء، وهذا لا يُعرف في اللغة، ويشبه أن تكون مخفاة؛ فظنها القراء مدغمة على عادتهم في تحصيل كثير من الإخفاء إلى أن يظنوه مدغمًا؛ وذلك أن النون لا تُدغم إلا في ستة أحرف، ويجمعها قولك: يَرْمُلون). [المحتسب: 1/309]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) }

قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما يكون لي أن أبدّله من).
فتح الياء من (لي) ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/41]

قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا أدراكم به)
قرأ نافع وحفص والحضرمي (أدراكم به)، و(أدراك) بالفتح في كل القرآن، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بين الفتح والكسر، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي (أدريكم به " كسرًا حيث وقع، وقرأ ابن كثير فيما أقرأني (ولأدراكم به) كلمة واحدة بمعنى: ولأعلمكم.
قال أبو منصور؛ أما اللغات التي رويت في قوله (ولا أدراكم) من الإمالة والتفخيم فهي كلها معروفة، بأيّها قرأت فأنت مصيب. وأمّا ما روي
[معاني القراءات وعللها: 2/40]
لابن كثير (ولأدراكم به) فاللام لام التأكيد، وليست القراءة بها فاشية، والقراءة ما عليه القراء، و(لا) حرف نفي، و(أدراكم) كلمة أخرى). [معاني القراءات وعللها: 2/41]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ولا أدراكم به} [16].
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم وابن عامر برواية هشام {ولا أدراكم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/263]
به} بالفتح، معناه: ولا أعلمكم به، من درى يدري.
وقرأ الباقون بالإمالة {أدريكم} من أجل الراء والياء، فمن فخم فعلى أصل الكلمة، وكان الأصل: {أدريكم} فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فهي ألف في اللفظ ياء في الخط كقوله تعالى: {حتى يتوفاهن الموت} والأصل: يتوفيهن.
وفيها قراءة ثالثة: حدثني أحمد بن عبدان عن علي عن أبي عبيد أن الحسن البصري قرأ: {ولا أدرأتكم به} بالهمز والتاء.
قال النحويون: هو غلط، وذلك أن العرب تهمز بعض ما لا يهمز تشبيهًا بما يهمز فيقولون: حلات السوق والأصل: حليت تشبيهًا بحلات الإبل عن الماء. يقولون: رثات الميت والأصل: رثيت تشبيهًا بالرثيئة، وهي اللبن. ويقولون: لبأت لفلان، والأصل لبيت تشبيهًا باللباء. ويقولون: نشئت ريحًا وأصله ترك الهمزة. وقرأ أبو جعفر: {اهتزت وربأت} تشبيهًا بالربيئة، وهو من ربأت القوم: إذا كنت لهم حافظًا وعينًا.
وقرأ ابن كثير في رواية قنبل: {ولأدرايكم} بغير مد؛ لأنه كان لا يرى مد حرف بحرف مثل: {بما أنزل إليك} والباقون يمدون، وهو الصواب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/264]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الراء وكسرها من قوله جل وعز: ولا أدراكم به [يونس/ 16].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص ونافع ولا أدراكم به بفتح الراء، والألف.
وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي: ولا أدريكم به بكسر الراء وبألف.
قال أبو علي قوله: ولا أدراكم به حكى سيبويه:
[الحجة للقراء السبعة: 4/259]
دريته، ودريت به، قال: والأكثر في الاستعمال بالباء، ويبيّن ما قاله من ذلك قوله سبحانه: ولا أدراكم به، ولو جاء على اللغة الأخرى لكان: ولا أدراكموه، وقالوا: الدّرية، فجاء على فعلة، كما قالوا: الشّعرة، والدّرية، والفطنة، وهي مصادر يراد بها ضروب من العلم.
وجاء هذا البناء في غير هذا النحو كقولهم: الردّة قال:
قليل ردّتي إلا أمامي فأمّا الدراية فكالهداية والدّلالة، وكأن الدراية التأنّي والتعمّل لعلم الشيء، وعلى هذا المعنى ما تصرّف، ومن هذه الكلمة أنشد أبو زيد:
فإنّ غزالك الذي كنت تدّري... إذا شئت ليث خادر بين أشبل
قال أبو زيد: تدّري: تختل، ومنه الدّريّة في قول أكثر الناس في الحجل الذي يستتر به الصائد من الوحش، كأنه يختل به، فيأتي الوحش من حيث لا تعلم.
وقالوا: داريت الرجل: إذا لا ينته وختلته.
[الحجة للقراء السبعة: 4/260]
وإذا كان هذا الحرف على هذا، فالداري في وصف القديم لا يسوغ، فأما قول الراجز:
لا همّ لا أدري وأنت الداري فلا يكون حجة في جواز ذلك لأمرين: أحدهما: أنه لما تقدم لا أدري، استجاز أن يذكر الداري بعد ما تقدم لا أدري، كما جاء: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه [البقرة/ 194] ونحو ذلك، ولو لم يتقدم ذكر الاعتداء، لم يحسن في الابتداء الأمر بالاعتداء، وكذلك إن تسخروا منا، فإنا نسخر منكم [هود/ 38]، وقوله سبحانه: إنما نحن مستهزئون، الله يستهزىء بهم [البقرة/ 14].
والأمر الآخر: أن العرب ربّما ذكروا أشياء لا مساغ لجوازها كقوله:
لا همّ إن كنت الذي بعهدي... ولم تغيّرك الأمور بعدي
وقول الآخر:
لو خافك الله عليه حرّمه
[الحجة للقراء السبعة: 4/261]
فأمّا الهمز في أدراكم على ما يروى عن الحسن، فلا وجه له لأن الدّرء الدفع، على ما جاء في قوله سبحانه:
فادرؤوا عن أنفسكم الموت [آل عمران/ 168]، وقوله: فادارأتم فيها [البقرة/ 72]، وما روي من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ادرءوا الحدود بالشّبهات ».
وقولهم لما طعن من الجبل فاندفع عن سائر الصفيحة: درء ودروء، وقال:
وترمي دروء دونه بالأجادل فأما ما حكي من الهمز في الدّريئة للجمل الذي يختل به الوحش، فمن همز جعله من صفة يليق وصفه بها، وقال:
إنه يدفع به نحو الوحش، ولا يستقيم هذا المعنى في الآية.
[الحجة للقراء السبعة: 4/262]
فأمّا إمالة الفتحة من الراء في أدراكم به وإمالة الألف عنها، فلأن الألف تنقلب إلى الياء في أدريته، وهما مدريان، وأمّا من لم يمل؛ فلأنّ هذه الألفات كثير من العرب لا يميلونها، وهو الأصل، وعليه ناس كثير من العرب الفصحاء). [الحجة للقراء السبعة: 4/263]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس والحسن وابن سيرين: [ولا أَدْرَأْتُكم به].
قال أبو الفتح: هذه قراءة قديمة التناكر لها والتعجب منها. ولعمري إنها في بادئ أمرها على ذلك، غير أن لها وجهًا وإن كانت فيه صنعة وإطالة.
وطريقه أن يكون أراد: ولا أَدريتكم به، ثم قلب الياء لانفتاح ما قبلها وإن كانت ساكنة ألفًا؛ كقولهم في ييئس: ياءَس، وفي ييبس: يابَس، وكقولهم: ضَرب عليهم سايَة؛ وإنما
[المحتسب: 1/309]
يريد: سَيَّة، وهي فَعْلة من سوّيت، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فصار سَيَّة، ثم قلبت الياء الأولى لانفتاح ما قبلها وإن كانت ساكنة ألفًا؛ فصارت ساية.
وقالوا في الإضافة إلى الْحِيرَة: حاريّ، وإلى طَيّ: طائِيّ، وقالوا: حاحيت وعاييت وهاهيت، والأصل: حيحيت وعيعيت وهيهيت، فقلت الياءات السواكن في هذه الأماكن ألفات، فكذلك أيضًا قلبت ياء [أدريتكم] ألفًا فصارت [أدرأتكم]. وعلى ذلك أيضًا ما رويناه عن قطرب: أن لغة عقيل أن يقولوا في أعطيتُك: أعطاتك، فلما صارت "أدريتكم" إلى "أرداتكم" همز على لغة مَن قال في الباز: البأز، وفي العالم: العألم، وفي الخاتم: الخأتم، وفي التابل وتابَلْتُ القدر: التأبل، وتأبلت القدر. وأنشد ابن الأعرابي:
ولَّى نعامُ بني صفوان زَوْزَأةً ... لَمَّا رأى أسدًا في الغار قد وثبا
يريد: زوزاة. ولنحو هذا نظائر قد أوردناها في كتابنا الموسوم بالخصائص في باب ما همَزَتْهُ العرب ولا أصل له في همز مثله، فهذا وإن طالت الصنعة فيه أمثل من أن تُعْطَى اليد بفساده وترك النظر في أمره). [المحتسب: 1/310]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به}
قرأ ابن كثير (ولأدراكم به) بغير مد لأنّه كان لا يرى مد حرف لحرف
[حجة القراءات: 328]
وقرأ الباقون {ولا أدراكم} أي ولا أدراكم الله به أي ولا أعلمكم به أي ولا أنزل هذا القرآن عليكم). [حجة القراءات: 329]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ولا أدراكم به} قرأ قنبل بغير ألف قبل الهمزة، وقرأ الباقون بألف.
وحجة من قرأ بألف أنه عطفه على ما يتلوه، فأتى بالفعل رباعيًا على معنى: ولو شاء الله ما أعلمكم به، فعطف نفيًا على نفي.
5- وحجة من قرأ بغير ألف أنه على تأويل تسهيل همزة «أدراكم» بين الهمزة المفتوحة والألف، لأنها مفتوحة بعد ألف، فقربت من الساكن وقبلها ألف ساكنة، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، ثم ردت الهمزة المسهلة إلى أصلها، وهو التحقيق، وهذا قول ضعيف، لا أصل له في العل، فيكون المعنى على هذا كالمعنى في القراءة الأخرى، عطف نفي، والأحسن أن تكون هذه القراءة على تقدير أن اللام في {ولا أدراكم} جواب «لو» المضمرة، لأن التقدير، لو شاء الله ما تلوته عليكم، ولو شاء الله لأدراكم به، أي: لأعلمكم به قبل إتياني إليكم، فيكون المعنى على هذا أن الثاني غير نفي، والاختيار إثبات الألف، لثباتها في المصحف، ولأن الجماعة على إثباتها في اللفظ، وليشترك المعطوف فيما دخل فيه المعطوف عليه
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/514]
من النفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/515]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {ولأَدْرَاكُم بِهِ} [آية/ 16] بلام التأكيد من غير لا:
قرأها ابن كثير وحده- ل-، إنما يجعلها لامًا دخلت على أدراكم، وفي رواية البزي عنه {ولا أَدْرَاكُم} بهمزة بعد لا.
والوجه في {لأَدْرَاكُم} بلام التأكيد من غير لا، أنه دخل فيه لام التأكيد،
[الموضح: 616]
لما كان معطوفًا على جواب لو، وليس فيه نفي، وإن كان في المعطوف عليه النفي، والتقدير: لو شاء الله لما تلوته عليكم ولأدراكم به، أي ولأعلمكم الله تعالى به من غير أن أتلوه عليكم؛ فلما كان أدراكم معطوفًا على قوله {مَا تَلَوْتُهُ} وهو جواب لو، أدخل على أدراكم اللام؛ لأن المعطوف والمعطوف عليه في حكم واحد، وجاز دخول اللام في جواب لو فكذلك فيما عطف عليه.
وقرأ الباقون {ولا أَدْرَاكُم} بهمزة بعد لا، مثل رواية البزي.
والوجه أن {لا} للنفي، وقد دخل على {أَدْرَاكُم فانعطف على النفي المتقدم في قوله {ما تَلَوْتُهُ عليكم} ولا أعلمكم الله تعالى به أيضًا، وهي قراءة الجمهور، وهي القراءة الفاشية.
وقرأها ابن كثير وابن عامر وعاصم- ص- ويعقوب بفتح الراء من غير إمالة، وكان نافع يضجعها قليلاً، وأمالها أبو عمرو وعاصم- ياش- وحمزة والكسائي.
والوجه في ترك الإمالة أنه هو الأصل، والإمالة ليست بحكم واجب، وكثير من العرب لا يرون الإمالة في شيء.
والوجه في الإمالة أن الألف تنقلب فيه إلى الياء في أدريته وهما مدريان، وحسن الإمالة فيه لهذا.
وأما الاضجاع فهو كالإمالة، وإنما ذهب إليه من ذهب، لأنه كره أن يعود إلى الياء الذي هرب منه، وقد تقدم ذكر ذلك). [الموضح: 617]

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 03:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) }

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (عمّا يشركون)
ها هنا، وفي النحل في موضعين، وفي النمل، وفي الروم.
قرأهنّ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء كلهن، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (خيرٌ أمّا تشركون) بالتاء، والباقي بالياء. وقرأهن حمزة والكسائي خمستهن بالتاء، واتفقوا فيما سوى هذه الخمسة الأحرف.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو مخاطبة، ومن قرأ بالياء فهو خبر). [معاني القراءات وعللها: 2/41]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {عما يشركون} [18].
قرأ نافع وابن كثير بالياء هاهنا وحرفين في (النحل) وفي (الروم) وقرأ في (النمل) بالتاء، ولم يختلف القراء في غير هذه الخمسة.
وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر كل ذلك بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي بالتاء كل ذلك.
فمن قرأ بالياء جعل الإخبار عن المشركين وهم غيب. ومن قرأ بالتاء، أي: قل لهم يا محمد تعالى الله عما تشركون يا كفرة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/265]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله سبحانه: عما يشركون [يونس/ 18] في خمسة مواضع: فقرأ ابن كثير ونافع هاهنا بالياء، وحرفين في النحل [الآية/ 1 - 3] وحرفا في سورة الروم، [الآية/ 40]، وحرفا في النمل بالتاء، خير أما تشركون [59].
وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر خمسة الأحرف بالياء، كذا في كتابي عن أحمد بن يوسف التغلبيّ عن ابن ذكوان عن ابن عامر: خمسة الأحرف بالياء، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان بإسناده في سورة النمل بالتاء، وكذلك حدثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر: خمسة الأحرف بالتاء، وقرأ حمزة والكسائي: خمسة الأحرف بالتاء.
ولم يختلفوا في غير هذه الخمسة.
قال أبو علي: من قرأ في يونس: وتعالى عما تشركون
[الحجة للقراء السبعة: 4/263]
بالتاء، فلقوله: قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما تشركون.
ومن قرأ بالياء احتمل وجهين:
أحدهما على: قل، كأنه قيل له: قل أنت: سبحانه وتعالى عما يشركون.
والوجه الآخر: على أنه يكون هو سبحانه نزّه نفسه عما افتروه فقال: سبحانه وتعالى عما يشركون.
ومن قرأ في النّحل: سبحانه وتعالى عما تشركون [الآية/ 1]، فعلى أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، أمر بأن يخاطبهم بذلك كأنّه:
قل لهم: تعالى عمّا تشركون.
ومن قرأ هذا بالياء، فعلى أنه نزّه نفسه فقال: سبحانه وتعالى عما يشركون، وفي النمل: من قرأ آلله خير أم ما تشركون [59] فهو على: قل لهم: آلله خير أم ما تشركون؟ فهذا بالتاء لأنهم مخاطبون. ومن قرأ بالياء لم يصرف الخطاب إليهم، فقيل: آلله خير أم ما يشركون على وجه التبكيت والتقريع لهم، كما قالوا. السعادة أحبّ إليك أم الشقاء!؟ وعلى هذا النحو يحمل هذا الضرب). [الحجة للقراء السبعة: 4/264]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السّماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
قرأ حمزة والكسائيّ (سبحانه وتعالى عمّا تشركون) بالتّاء وحجتهما أن ذلك أتى عقيب المخاطبة فأجرى الكلام على لفظ ما تقدمه وذلك قوله تعالى {قل أتنبئون الله بما لا يعلم} وقرأ الباقون بالياء وحجتهم قوله {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم} ولم يقل وتعبدون ما لا يضركم فلذلك جاء الإخبار في قوله {عمّا يشركون} ولأن القرآن هو مخاطبة للنّبي صلى الله عليه وآله وأصحابه). [حجة القراءات: 329]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {عما يشركون} قرأ حمزة والكسائي بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ومثله موضعان في النحل وموضع في الروم.
وحجة من قرأ التاء في يونس أنه رده على ما قبله من لفظ الخطاب في قوله: {أتنبئون الله} فحمل آخر الكلام على أوله في الخطاب.
وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على معنى: أن الله جل ذكره نزه نفسه عما يشركون فقال: {سبحانه وتعالى عما يشركون} فردّ «يشركون» على الهاء في «سبحانه»، ويجوز أن يكون على الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول سبحانه وتعالى عما يشركون، وهو الاختيار لصحة معناه ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/515]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {عَمَّا تُشْرِكُونَ} [آية/ 18] بالتاء:
قرأها حمزة والكسائي، وفي النحل أيضًا {تُشْرِكُونَ} في الحرفين، وفي النمل {أَمَّا تُشْرِكُونَ وفي الروم {عَمَّا تُشْرِكُونَ}.
وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب {يَشْكُرُونَ} بالياء في الخمسة الأحرف.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر حرفًا واحداً بالتاء وهو {أَمَّا تُشْرِكُونَ} في النمل، والباقي بالياء.
والوجه في القراءة بالتاء ههنا أنه قد تقدم قبله خطاب، وهو قوله تعالى {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ الله بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا تُشْرِكُونَ فلا كان ما قبله على الخطاب كان إجراؤه على الخطاب ليوافق ما قبله أولى.
وأما وجه القراءة بالياء ههنا، فهو أنه كلام منه تعالى نزه فيه نفسه عما افتروه، فقال {سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
ومن قرأ في النحل {تُشْرِكُونَ} بالتاء فعلى تقدير: قل، كأنه قال: يا محمد قل لهم: تعالى الله عما تشركون أنتم أيها الكفار، ويجوز أن يكون تقدم قوله {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} وهو خطاب، أجري هذا أيضًا على الخطاب.
[الموضح: 618]
ومن قرأ بالياء فعلى الغيبة؛ لأن المخاطب هو النبي صلى الله عليه (وسلم)، كأنه قال: سبحانه وتعالى يا محمد عما يشرك هؤلاء.
ومن قرأ في النمل بالتاء فعلى قل لهم: الله خير أما تشركون، فهم مخاطبون لذلك.
ومن قرأ بالياء لم يصرف الخطاب إليهم، وإنما أخبر عنهم على سبيل التقريع.
ومن قرأ في الروم بالتاء فلأن ما قبله خطاب، وهو قوله تعالى {هَلْ مِن شُرَكَائِكُم ومن قرأ بالياء فعلى أن الباري تعالى نزه نفسه عما كانوا يفترونه من ذلك، وعلى مثل هذا يحمل هذا النوع). [الموضح: 619]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لقضي إليهم} قرأه ابن عامر بفتح القاف والصاد، ونصب «أجلهم» على الإخبار عن الله جل ذكره، ورده على قوله: {ولو يعجل الله للناس} فجاء الفعل مضافًا إلى الله فيهما جميعًا، ونصب «أجلهم» بوقوع القضاء عليهم وتطابق الكلام بإضافة الفعل إلى الله فيهما جميعًا، ودليله قوله: {ثم قضى أجلًا} «الأنعام 2» فأضاف القضاء إلى الله جل ذكره، وهو إجماع، وقرأ فاعله، فرفعوا به «أجلهم» أقاموه مقام الفاعل، ولولا الجماعة لكانت القراءة الأولى أولى بالاتباع، لصحة معناها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/515]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة