نزول قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {وَإِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهوًا اِنَفَضُّوا إِلَيها} الآية.
أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم أخبرنا محمد بن مسلم بن وارة أخبرنا الحسن بن عطية حدثنا إسرائيل عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت من الشام فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَإِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهوًا اِنفَضُّوا إِلَيها وَتَرَكوكَ قائِمًا} رواه البخاري عن حفص بن عمر عن خالد بن عبد الله عن حصين.
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن يحيى الطلحي أخبرنا جعفر بن أحمد بن عمران الشاشي حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا عبثر بن القاسم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجمعة فمرت عير تحمل الطعام فخرج الناس إلا اثني عشر رجلاً فنزلت آية الجمعة. رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير ورواه البخاري في كتاب الجمعة عن معاوية بن عمرو عن زائدة كلاهما عن حصين.
قال المفسرون: أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر فقدم دحية بن خليفة الكلبي في تجارة من الشام وضرب لها طبل يؤذن الناس بقدومه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فخرج إليه الناس فلم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم لسال بكم الوادي نارًا)) ). [أسباب النزول: 455-456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}
أخرج الشيخان عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها، حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا، فأنزل الله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}.
(ك)، وأخرج ابن جرير عن جابر أيضا قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير، ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر وينفضون إليها فنزلت
وكأنها نزلت في الأمرين معا.
(ك)، ثم رأيت ابن المنذر أخرجه عن جابر لقصة النكاح وقدوم العير معا من طريق واحد، وأنها نزلت في الأمرين، فلله الحمد). [لباب النقول: 265]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): ( [البخاري: 3 /75] حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن حصين عن سالم بن أبي الجعد قال: حدثنا جابر بن عبد الله قال: بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ أقبلت عير تحمل طعاما، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الآية {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}.
الحديث [أخرجه :5 /200 -204,:10/268]، و[مسلم: 6/150 -151]، و[الترمذي: 4 /200] وقال: هذا حديث حسن صحيح، و[أحمد: 3 /370]، و[ابن جرير :28/104-105].
وقد أخرج الطبري بسند رجاله رجال الصحيح وأبو عوانة في صحيحه كما قاله الحافظ في [الفتح: 3 /76] عن جابر بن عبد الله قال كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير، ويتركون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائما على المنبر وينفضون فأنزل الله {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 245-246]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين