مجمع بن جارية بن عامر العوفي الأوسي الأنصاري (ت:55هـ)
كان ممن قارب جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بقيت عليه سورة أو سورتان حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم، وقد احتال عليه المنافقون فاتخذوه إماماً لمسجد الضرار، وكان شاباً حدَث السنّ لم يكن يعلم بشيء من أمرهم، وقد شهد بيعة الرضوان.
ثمّ ولاه عمر إمامة مسجد قباء بعد سعد بن عبيد، وروي أنّ عمر بعثه إلى الكوفة معلّماً ومقرئاً مع ابن مسعود، وتوفي في المدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
قال عامر بن شراحيل الشعبي: (جمعَ القرآنَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وسعد، وأبو زيد).
قال: (وكان مجمع بن جارية قد جمع القرآن إلا سورتين أو ثلاثا، وكان ابن مسعود قد أخذ بضعا وتسعين سورةً، وتعلَّم بقية القرآن من مجمّع). رواه ابن سعد من طريق محمد بن يزيد الواسطي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي وهذا إسناد صحيح رجاله أئمة ثقات.
ولعل قوله: {وتسعين} تصحيف، والصواب: "وسبعين" كما في تاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ الإسلام للذهبي، وقوله: (سعد وأبو زيد) إما أن تكون الواو مقحمة فسعد بن عبيد يكنى بأبي زيد، وإما أن يكون أحمد عمومة أنس بن مالك رضي الله عنه كما في الصحيح.
رويت عن مجمّع حروف في القراءة.
وروى عنه أبو الطفيل عامر بن واثلة وابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، وابنه يعقوب.
والرواية عنه في كتب التفسير المسندة عزيزة.