تفاسير القرن الثامن الهجري
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال اللّه تعالى: {وإنّ ربّك لذو فضلٍ على النّاس} أي: في إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لأنفسهم، وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلّا القليل منهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 209]
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون} أي: يعلم السّرائر والضّمائر، كما يعلم الظّواهر، {سواءٌ منكم من أسرّ القول ومن جهر به} [الرّعد: 10]، {يعلم السّرّ وأخفى} [طه: 7]، {ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرّون وما يعلنون} [هودٍ: 5]). [تفسير ابن كثير: 6/ 209]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى بأنّه عالم غيب السّموات والأرض، وأنّه عالم الغيب والشّهادة -وهو ما غاب عن العباد وما شاهدوه- فقال: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض} قال ابن عبّاسٍ: يعني: وما من شيءٍ، {في السّماء والأرض إلا في كتابٍ مبينٍ} وهذا كقوله تعالى: {ألم تعلم أنّ اللّه يعلم ما في السّماء والأرض إنّ ذلك في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [الحج: 70]). [تفسير ابن كثير: 6/ 209]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الّذي هم فيه يختلفون (76) وإنّه لهدًى ورحمةٌ للمؤمنين (77) إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم (78) فتوكّل على اللّه إنّك على الحقّ المبين (79) إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين (80) وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (81)}.
يقول تعالى مخبرًا عن كتابه العزيز، وما اشتمل عليه من الهدى والبيّنات والفرقان: إنّه يقصّ على بني إسرائيل -وهم حملة التّوراة والإنجيل- {أكثر الّذي هم فيه يختلفون}، كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه، فاليهود افتروا، والنّصارى غلوا، فجاء [إليهم] القرآن بالقول الوسط الحقّ العدل: أنّه عبدٌ من عباد اللّه وأنبيائه ورسله الكرام، عليه [أفضل] الصّلاة والسّلام، كما قال تعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ الّذي فيه يمترون} [مريم: 34]). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه لهدًى ورحمةٌ للمؤمنين} أي: هدًى لقلوب المؤمنين، ورحمةٌ لهم في العمليّات). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّ ربّك يقضي بينهم} أي: يوم القيامة، {بحكمه وهو العزيز} في انتقامه، {العليم} بأفعال عباده وأقوالهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]
تفسير قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتوكّل على اللّه} أي: في أمورك، وبلّغ رسالة ربّك، {إنّك على الحقّ المبين} أي: أنت على الحقّ المبين وإن خالفك من خالفك، ممّن كتبت عليه الشّقاوة وحقّت عليهم كلمة ربّك أنّهم لا يؤمنون، ولو جاءتهم كلّ آيةٍ؛ ولهذا قال: {إنّك لا تسمع الموتى} أي: لا تسمعهم شيئًا ينفعهم، فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوةٌ، وفي آذانهم وقر الكفر؛ ولهذا قال: {إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين * وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} [أي]: إنّما يستجيب لك من هو سميعٌ بصيرٌ، السّمع والبصر النافع في القلب والبصيرة الخاضع للّه، ولما جاء عنه على ألسنة الرّسل، عليهم السّلام). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]