تفسير قوله تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا}، وذلك في الذين ينكرون البعث، يقول الله: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك}، يا محمد، {لنحشرنهم}، أهل هذا القول، المكذبين بالبعث، {والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتيا}، المكذبين بالبعث، {وإن منكم}، يا أهل هذا القول، {إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا}، فلا يردونها، {ونذر الظالمين فيها جثياً}). [الجامع في علوم القرآن: 1/37] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فوربّك لنحشرنّهم والشّياطين ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيًّا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فوربّك يا محمّد لنحشرنّ هؤلاء القائلين: أئذا متنا لسوف نخرج أحياءً يوم القيامة من قبورهم، مقرنين بأوليائهم من الشّياطين {ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيًّا} والجثيّ: جمع الجاثي.
- كما: حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيًّا} يعني: القعود، وهو مثل قوله: {وترى كلّ أمّةٍ جاثيةً} ). [جامع البيان: 15/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {جثيا} قال: قعودا، وفي قوله {عتيا} قال: معصية). [الدر المنثور: 10/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: لا أدري كيف قرأ النّبيّ صلى الله عليه وسلم {عتيا} أو {جثيا} فإنهما جميعا بالضم). [الدر المنثور: 10/109] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في البعث عن عبد الله بن باباه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين). [الدر المنثور: 10/109] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {جثيا} برفع الجيم و{عتيا} برفع العين وصليا برفع الصاد). [الدر المنثور: 10/109] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {حول جهنم جثيا} قال: قياما). [الدر المنثور: 10/110]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا}، وذلك في الذين ينكرون البعث، يقول الله: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك}، يا محمد، {لنحشرنهم}، أهل هذا القول، المكذبين بالبعث، {والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتيا}، المكذبين بالبعث، {وإن منكم}، يا أهل هذا القول، {إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا}، فلا يردونها، {ونذر الظالمين فيها جثياً}). [الجامع في علوم القرآن: 1/37] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن مسعر عمن سمع أبا الأحوص يقول يحبس الأول على الآخر حتى إذا تكاملت العدة أثارهم جميعا ثم بدأ بالأكبر جرما ثم قرأ لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/10]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عليّ بن الأقمر عن أبي الأحوص في قول اللّه: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعةٍ أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيًّا} قال: نبدأ بالأكابر فالأكابر جرمًا [الآية: 69]). [تفسير الثوري: 188]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعةٍ أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيًّا}.
يقول تعالى ذكره، ثمّ لنأخذنّ من كلّ جماعةٍ منهم أشدّهم على اللّه عتوًّا وتمرّدًا فلنبدأ بهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عليّ بن الأقمر، عن أبي الأحوص، {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعةٍ أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيًّا} قال: نبدأ بالأكابر فالأكابر جرمًا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعةٍ أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيًّا} يقول: أيّهم أشدّ للرّحمن معصيةً، وهي معصيته في الشّرك.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيًّا} يقول: عصيًّا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {من كلّ شيعةٍ} قال: أمّةٌ وقوله {عتيًّا} قال: كفرًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله، وزاد فيه ابن جريجٍ: فلنبدأنّ بهم.
والشّيعة هم الجماعة المتعاونون على الأمر من الأمور، يقال من ذلك: تشايع القوم: إذا تعاونوا، ومنه قولهم للرّجل الشّجاع: إنّه لمشيّعٌ: أي هو معانٌ.
فمعنى الكلام: ثمّ لننزعنّ من كلّ جماعةٍ تشايعت على الكفر باللّه، أشدّهم على اللّه عتوًّا، فلنبدأنّ بإصلائه جهنّم. والتّشايع في غير هذا الموضع: التّفرّق، ومنه قول اللّه عزّ ذكره: {وكانوا شيعًا} يعني: بها فرقًا، ومنه قول ابن مسعودٍ أو سعدٍ. إنّي أكره أن آتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فيقول: شيّعت بين أمّتي، بمعنى: فرّقت). [جامع البيان: 15/587-589]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ثم لننزعن من كل شيعة يعني من كل أمة). [تفسير مجاهد: 388]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أيهم أشد على الرحمن عتيا يعني كفرا). [تفسير مجاهد: 388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {جثيا} قال: قعودا، وفي قوله {عتيا} قال: معصية). [الدر المنثور: 10/109] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {عتيا} قال: عصيا). [الدر المنثور: 10/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: لا أدري كيف قرأ النّبيّ صلى الله عليه وسلم {عتيا} أو {جثيا} فإنهما جميعا بالضم). [الدر المنثور: 10/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {جثيا} برفع الجيم و{عتيا} برفع العين وصليا برفع الصاد). [الدر المنثور: 10/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {ثم لننزعن} قال لنبدأن). [الدر المنثور: 10/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ثم لننزعن} الآية: قال: {لننزعن من كل} أهل دين قادتهم ورؤوسهم في الشر). [الدر المنثور: 10/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {أيهم أشد على الرحمن عتيا} قال: في الدنيا). [الدر المنثور: 10/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي الأحوص {ثم لننزعن من كل شيعة} الآية، قال: يبدأ بالأكابر فالأكابر جرما). [الدر المنثور: 10/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: يحشر الأول على الآخر حتى إذا تكاملت العدة أثارهم جميعا ثم بدأ بالأكابر فالأكابر جرما ثم قرأ {فوربك لنحشرنهم} إلى قوله: {عتيا} ). [الدر المنثور: 10/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله: {لننزعن من كل شيعة} قال: من كل أمة أشد على الرحمن {عتيا} قال: كفرا). [الدر المنثور: 10/110]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({صليًّا} [مريم: 70] : «صلي يصلى» ). [صحيح البخاري: 6/93]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صليًّا صلي يصلى هو قول أبي عبيدة وزاد والصّليّ فعولٌ ولكن انقلبت الواو ياءً ثمّ أدغمت). [فتح الباري: 8/428]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (صلّيا صلي يصلى
أشار به إلى قوله تعالى: {ثمّ لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً} (مريم: 70) وكان ينبغي أن يقول: صلياً. مصدر صلى يصلّي من باب: علم يعلم، كلقى يلقى لقيا، يقال: صلى فلان النّار أي: دخلها واحترق). [عمدة القاري: 19/51]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (صليًّا) في قوله: {أولى بها صليًّا} أي هو مصدر (صلي) بكسر اللام (يصلى) قاله أبو عبيدة والمعنى احترق احتراقًا). [إرشاد الساري: 7/232]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أولى بها صليًّا}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ لنحن أعلم من هؤلاء الّذين ننزعهم من كلّ شيعةٍ أولاهم بشدّة العذاب، وأحقّهم بعظيم العقوبة.
وذكر عن ابن جريجٍ أنّه كان يقول في ذلك ما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أولى بها صليًّا} قال: أولى بالخلود في جهنّم.
وهذا الّذي قاله ابن جريجٍ، قولٌ لا معنى له، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر أنّ الّذين ينزعهم من كلّ شيعةٍ من الكفرة أشدّهم كفرًا، ولا شكّ أنّه لا كافر باللّه إلاّ مخلّدٌ في النّار، فلا وجه، وجميعهم مخلّدون في جهنّم، لأن يقال: ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أحقّ بالخلود من هؤلاء المخلّدين، ولكن المعنى في ذلك ما ذكرنا.
وقد يحتمل أن يكون معناه: ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أولى ببعض طبقات جهنّم صليًّا.
والصّليّ: مصدر صلّيت تصلي صليًّا، والصّليّ: فعولٌ، ولكن واوها انقلبت ياءً فاندغمت في الياء الّتي بعدها الّتي هي لام الفعل، فصارت ياءً مشدّدةً). [جامع البيان: 15/589-590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا} يقول: إنهم أولى بالخلود في جهنم). [الدر المنثور: 10/110-111]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا عباد المنقري، قال: أخبرنا بكر بن عبد الله المزني، قال: لما نزلت هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها} [سورة مريم: 71] ذهب ابن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت امرأته فبكت، وجاءت الخادم فبكت، وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون، فلما انقطعت عبرته، قال: يا أهلاه، ما يبكيكم؟ قالوا: لا ندري، ولكنا رأيناك بكيت فبكينا، فقال: آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئني فيها ربي أني وارد النار، ولم ينبئني أني صادرٌ عنها، فذلك الذي أبكاني). [الزهد لابن المبارك: 2/ 136-137]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن غنيم، عن أبي العوام، عن كعب، أنه قال: هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها} [سورة مريم: 71]، قال: هل تدرون ما ورودها؟ قالوا: الله أعلم، قال: فإن ورودها أن يجاء بجهنم، وتمسك للناس كأنها متن إهالة، حتى إذا استقرت عليه أقدام الخلائق برهم وفاجرهم، ناداها منادٍ أن خذي أصحابك ودعي أصحابي، فتخسف بكل ولي لها، فهي أعلم بهم من الوالد بولده، وينجو المؤمنون). [الزهد لابن المبارك: 2/761]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن شعبة بن الحجّاج، عن إسماعيل السّدّيّ قال: سمعت مرّة الهمدانيّ قال: قال عبد اللّه في هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها}، قال: يردونها، ثمّ يصدرون عنها بأعمالهم). [الجامع في علوم القرآن: 1/139]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا}، وذلك في الذين ينكرون البعث، يقول الله: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك}، يا محمد، {لنحشرنهم}، أهل هذا القول، المكذبين بالبعث، {والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتيا}، المكذبين بالبعث، {وإن منكم}، يا أهل هذا القول، {إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا}، فلا يردونها، {ونذر الظالمين فيها جثياً}). [الجامع في علوم القرآن: 1/37] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى واردها قال هو الممر عليها). [تفسير عبد الرزاق: 2/10]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن النبي قال من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم يعني الورود). [تفسير عبد الرزاق: 2/10]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن إسماعيل عن قيس قال كان عبد الله بن رواحة واضعا رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك قالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله وإن منكم إلا واردها فلا ندري أننجو منها أم لا). [تفسير عبد الرزاق: 2/10-11]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، قال: سألت مرّة الهمدانيّ، عن قول الله عزّ وجلّ: {وإن منكم إلاّ واردها} فحدّثني أنّ عبد الله بن مسعودٍ، حدّثهم، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: يرد النّاس النّار ثمّ يصدرون منها بأعمالهم، فأوّلهم كلمح البرق، ثمّ كالرّيح، ثمّ كحضر الفرس، ثمّ كالرّاكب في رحله، ثمّ كشدّ الرّجل، ثمّ كمشيه.
هذا حديثٌ حسنٌ، ورواه شعبة، عن السّدّيّ فلم يرفعه). [سنن الترمذي: 5/168]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد الله بن مسعودٍ، {وإن منكم إلاّ واردها} قال: يردونها ثمّ يصدرون بأعمالهم.
حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن السّدّيّ، بمثله، قال عبد الرّحمن، قلت لشعبة: إنّ إسرائيل، حدّثني عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قال شعبة: وقد سمعته من السّدّيّ مرفوعًا ولكنّي أدعه عمدًا). [سنن الترمذي: 5/168]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وإن منكم إلّا واردها}
- أخبرنا محمّد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان، عن الزّهريّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما أحدٌ يموت له ثلاثةٌ من الولد فيلج النّار إلّا تحلّة القسم»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/170]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا}.
يقول تعالى ذكره: وإن منكم أيّها النّاس إلاّ واردٌ جهنّم، كان على ربّك يا محمّد إيرادهموها قضاءً مقضيًّا، قد قضى ذلك وأوجبه في أمّ الكتاب.
واختلف أهل العلم في معنى الورود الّذي ذكره اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: الدّخول.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرٍو، قال: أخبرني من، سمع ابن عبّاسٍ، يخاصم نافع بن الأزرق، فقال ابن عبّاسٍ: الورود: الدّخول، وقال نافعٌ: لا، فقرأ ابن عبّاسٍ: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون} أورودٌ هو أم لا؟ وقال: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود} أورودٌ هو أم لا؟ أمّا أنا وأنت، فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا؟ وما أرى اللّه مخرجك منها بتكذيبك، قال: فضحك نافعٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، قال. قال أبو راشدٍ الحروريّ: ذكروا هذا فقال الحروريّ: لا يسمعون حسيسها، قال ابن عبّاسٍ: ويلك أمجنونٌ أنت؟ أين قوله تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود} وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} قال: {وإن منكم إلاّ واردها} واللّه إن كان دعاء من مضى: اللّهمّ أخرجني من النّار سالمًا، وأدخلني الجنّة غانمًا.
قال ابن جريجٍ: يقول: الورود الّذي ذكره اللّه في القرآن: الدّخول، ليردنّها كلّ برٍّ وفاجرٍ في القرآن أربعة أورادٍ {فأوردهم النّار} و{حصب جهنّم أنتم لها واردون} {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} وقوله: {وإن منكم إلاّ واردها}.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} يعرف البرّ والفاجر، ألم تسمع إلى قول اللّه تعالى لفرعون: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار وبئس الورد المورود} وقال {ونسوق المجرمين إلى جهنّم وردًا} فسمّى الورود في النّار دخولاً، وليس بصادرٍ.
- حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن بكّار بن أبي مروان، عن خالد بن معدان، قال: قال أهل الجنّة بعد ما دخلوا الجنّة: ألم يعدنا ربّنا الورود على النّار؟ قال: قد مررتم عليها وهي خامدةٌ قال ابن عرفة، قال مروان بن معاوية، قال بكّار بن أبي مروان، أو قال: جامدةً.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا مرحوم بن عبد العزيز، قال: حدّثني أبو عمران الجونيّ، عن أبي خالدٍ، قال: تكون الأرض يومًا نارًا، فماذا أعددتم لها؟ قال: فذلك قول اللّه: {وإن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا}.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي السّليل، عن غنيم بن قيسٍ، قال: ذكروا ورود النّار، فقال كعبٌ: تمسك النّار للنّاس كأنّها متن إهالةٍ، حتّى يستوي عليها أقدام الخلائق برّهم وفاجرهم، ثمّ يناديها منادٍ: أن أمسكي أصحابك، ودعي أصحابي، قال: فيخسف بكلّ وليٍّ لها، ولهي أعلم بهم من الرّجل بولده، ويخرج المؤمنون نديّةً ثيابهم.
قال: وقال كعبٌ: ما بين منكبي الخازن من خزنتها مسيرة سنةٍ، مع كلّ واحدٍ منهم عمودٌ له شعبتان، يدفع به الدّفعة، فيصرع به في النّار سبع مائة ألفٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن مالك بن مغولٍ، عن أبي إسحاق، قال: كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه، قال: يا ليت أمّي لم تلدني، ثمّ يبكي، فقيل: وما يبكيك يا أبا ميسرة؟ قال: أخبرنا أنّا واردوها، ولم يخبرنا أنّا صادرون عنها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن إسماعيل، عن قيسٍ، قال: بكى عبد اللّه بن رواحة في مرضه، فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك، قالت: رأيتك تبكي فبكيت، قال ابن رواحة: إنّي قد علمت إنّى واردٌ النّار فما أدري أناجٍ منها أنا أم لا؟.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو عمرٍو داود بن الزّبرقان، قال: سمعت السّدّيّ، يذكر عن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، {وإن منكم إلاّ واردها} قال: داخلها.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله {وإن منكم إلاّ واردها} قال: يدخلها.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، قال: كان عبد اللّه بن رواحة واضعٌ رأسه في حجر امرأته، فبكى، فبكت امرأته، قال: ما يبكيك؟ قالت: رأيتك تبكي فبكيت، قال: إنّي ذكرت قول اللّه {وإن منكم إلاّ واردها} فلا أدري أننجو منها، أم لا؟
وقال آخرون: بل هو الممرّ عليها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإن منكم إلاّ واردها} يعني جهنّم مرّ النّاس عليها.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة في قوله {وإن منكم إلاّ واردها} قال: هو المرّ عليها.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضرٌ، قال: أخبرنا إسرائيل، قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، في قوله: {وإن منكم إلاّ واردها} قال: الصّراط على جهنّم مثل حدّ السّيف، فتمرّ الطّبقة الأولى كالبرق، والثّانية كالرّيح، والثّالثة كأجود الخيل، والرّابعة كأجود البهائم. ثمّ يمرّون والملائكة يقولون: اللّهمّ سلّم سلّم.
وقال آخرون: بل الورود: هو الدّخول، ولكنّه عنى الكفّار دون المؤمنين
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، قال: أخبرني عبد اللّه بن السّائب، عن رجلٍ، سمع ابن عبّاسٍ، يقرؤها وإن منهم إلاّ واردها يعني الكفّار، قال: لا يردها مؤمنٌ.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا عمرو بن الوليد الشّنّيّ، قال: سمعت عكرمة، يقرأ وإن منهم إلاّ واردها يعني الكفّار.
وقال آخرون: بل الورود عامٌّ لكلّ مؤمنٍ وكافرٍ، غير أنّ ورود المؤمن المرور، وورود الكافر الدّخول.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإن منكم إلاّ واردها} ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهريها وورود المشركين أن يدخلوها قال: وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " الزّالّون والزّالاّت يومئذٍ كثيرٌ، وقد أحاط الجسر سماطان من الملائكة، دعواهم يومئذٍ يا اللّه سلّم سلّم ".
وقال آخرون: ورود المؤمن ما يصيبه في الدّنيا من حمًّى ومرضٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهدٍ، قال: الحمّى حظّ كلّ مؤمنٍ من النّار، ثمّ قرأ: {وإن منكم إلاّ واردها}.
- حدّثني عمران بن بكّارٍ الكلاعيّ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن تميمٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعود رجلاً من أصحابه وعكٌا وأنا معه، ثمّ قال: " إنّ اللّه يقول: هي ناري أسلّطها على عبدي المؤمن، لتكون حظّه من النّار في الآخرة ".
وقال آخرون: يردها الجميع، ثمّ يصدر عنها المؤمنون بأعمالهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، قال: حدّثني السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه، {وإن منكم إلاّ واردها} قال: يردونها ثمّ يصدرون عنها بأعمالهم.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا شعبة، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه، بنحوه.
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن عبد الملك، عن عبيد اللّه، عن مجاهدٍ، قال: كنت عند ابن عبّاسٍ، فأتاه رجلٌ يقال له أبو راشدٍ، وهو نافع بن الأزرق، فقال له: يا ابن عبّاسٍ أرأيت قول اللّه {وإن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} قال: أمّا أنا وأنت يا أبا راشدٍ فسنردها، فانظر هل نصدر عنها أم لا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرني أبو الزّبير، أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يسأل عن الورود، فقال: " نحن يوم القيامة على كوى أو كدى فوق النّاس، فتدعى الأمم بأوثانها، وما كانت تعبد الأوّل فالأوّل، فينطلق بهم ويتّبعونه، قال: ويعطى كلّ إنسانٍ منافقٌ ومؤمنٌ نورًا، ويغشى ظلمةٌ ثمّ يتّبعونه، وعلى جسر جهنّم حسك وكلاليب تأخذ من شاء اللّه، فيطفأ نور المنافق، وينجو المؤمنون، فتنجو أوّل زمرةٍ كالقمر ليلة البدر، وسبعون ألفًا لا حساب عليهم، ثمّ الّذين يلونهم كأضوأ نجمٍ في السّماء، ثمّ كذلك، ثمّ تحلّ الشّفاعة فيشفعون، ويخرج من النّار من قال لا إله إلاّ اللّه ممّن في قلبه وزن شعيرةٍ من خيرٍ، لم يلقون تلقاء الجنّة، ويهريق عليهم أهل الجنّة الماء، فينبتون نبات الشّيء في السّيل، ثمّ يسألون فيجعل لهم الدّنيا وعشرة أمثالها ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن المبارك، عن الحسن، قال: قال رجلٌ لأخيه: هل أتاك بأنّك واردٌ النّار؟ قال: نعم، قال: فهل أتاك أنّك صادرٌ عنها؟ قال: لا، قال: ففيم الضّحك؟ قال: فما رئي ضاحكًا حتّى لحق باللّه.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أن بكيرًا، حدّثه أنّه قال لبسر بن سعيدٍ: إنّ فلانًا يقول: إنّ ورود النّار القيام عليها. قال بسرٌ: أمّا أبو هريرة فسمعته يقول: " إذا كان يوم القيامة، يجتمع النّاس نادى منادٍ: ليلحق كلّ أناسٍ بما كانوا يعبدون، فيقوم هذا إلى الحجر، وهذا إلى القوس، وهذا إلى الخشبة حتّى يبقى الّذين يعبدون اللّه، فيأتيهم اللّه، فإذا رأوه قاموا إليه، فيذهب بهم فيسلك بهم على الصّراط، وفيه عليقٌ، فعند ذلك يؤذن بالشّفاعة، فيمرّ النّاس، والنّبيّون يقولون: اللّهمّ سلّم سلّم ".
قال بكيرٌ: فكان ابن عميرة يقول: فناجٍ مسلّمٌ، ومكدسٌ في جهنّم، ومخدوشٌ ثمّ ناجٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: يردها الجميع ثمّ يصدر عنها المؤمنون، فينجّيهم اللّه، ويهوي فيها الكفّار. وورودهموها هو ما تظاهرت به الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مرورهم بها على الصّراط المنصوب على متن جهنّم، فناجٍ مسلّمٌ ومكدّسٌ فيها.
ذكر الأخبار المرويّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن أمّ مبشّرٍ امرأة زيد بن حارثة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو في بيت حفصة: " لا يدخل النّار أحدٌ شهد بدرًا والحديبية ". قالت: فقالت حفصة: يا رسول اللّه، أليس اللّه يقول: {وإن منكم إلاّ واردها} فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " فمه ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا ".
- حدّثنا الحسن بن مدركٍ، قال: حدّثنا يحيى بن حمّادٍ، قال. حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن أمّ مبشّرٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بمثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن أمّ مبشّرٍ، عن حفصة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. " إنّي لأرجو أن لا يدخل النّار إن شاء الله أحدٌ شهد بدرًا والحديبية "، قالت: فقلت يا رسول اللّه، أليس اللّه يقول {وإن منكم إلاّ واردها} قال: " فلم تسمعيه يقول: {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا}.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني عبيد اللّه بن المغيرة بن معيقبٍ، عن سليمان بن عمرو بن عبدٍ العتواريّ، أحد بني ليثٍ، وكان في حجر أبي سعيدٍ، قال: سمعت أبا سعيدٍ الخدريّ، يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " يوضع الصّراط بين ظهري جهنّم، عليه حسكٌ كحسك السّعدان، ثمّ يستجيز النّاس، فناجٍ مسلّمٌ، ومجروحٌ به، ثمّ ناجٍ ومحتبسٌ ومكدّسٌ فيها، حتّى إذا فرغ اللّه من القضاء بين العباد تفقّد المؤمنون رجالاً كانوا معهم في الدّنيا يصلّون صلاتهم، ويزكّون زكاتهم ويصومون صيامهم، ويحجّون حجّهم، ويغزون غزوهم، فيقولون: أي ربّنا عبادٌ من عبادك كانوا معنا في الدّنيا، يصلّون صلاتنا، ويزكّون زكاتنا، ويصومون صيامنا، ويحجّون حجّنا، ويغزون غزونا، لا نراهم، فيقول: اذهبوا إلى النّار، فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه، فيجدونهم قد أخذتهم النّار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذته النّار إلى قدميه، ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من أزرته، ومنهم من أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه ولم تغش الوجوه، فيستخرجونهم منها، فيطرحونهم ماء الحياة " قيل: وما ماء الحياة يا رسول اللّه؟ قال: " غسل أهل الجنّة، قال: فينبتون كما تنبت الزّرعة في غثاء السّيل، ثمّ تشفع الأنبياء في كلّ من كان يشهد أن لا إله إلاّ اللّه مخلصًا، فيستخرجونهم منها، ثمّ يتحنّن اللّه برحمته على من فيها، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال ذرّةٍ من الإيمان إلاّ أخرجه منها.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أبي وشعيب بن اللّيث، عن اللّيث عن خالدٍ بن يزيد، عن ابن أبي هلالٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " يؤتى بالجسر يعني يوم القيامة فيجعل بين ظهري جهنّم " قلنا: يا رسول اللّه وما الجسر؟ قال: " مدحضةٌ مزلّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب وحسكةٌ مفلطحةٌ لها شوكةٌ عقيفاء تكون بنجدٍ، يقال لها السّعدان، يمرّ المؤمنون عليها كالطّرف والبرق وكالرّيح، وكأجاود الخيل والرّكاب، فناجٍ مسلّمٌ، ومخدوشٌ مسلّمٌ، ومكدوسٌ في جهنّم، ثمّ يمرّ آخرهم يسحب سحبًا، فما أنتم بأشدّ مناشدةً لي في الحقّ قد تبيّن لكم من المؤمنين يومئذٍ للجبّار تبارك وتعالى، إذا رأوهم قد نجوا وبقي إخوانهم "
- حدّثني أحمد بن عيسى، قال: حدّثنا سعيد بن كثير بن عفيرٍ، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، قال: سألت جابر بن عبد اللّه عن الورود، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " هو الدّخول، يردون النّار حتّى يخرجوا منها، فآخر من يبقى رجلٌ على الصّراط يزحف، فيرفع اللّه له شجرةً، قال: فيقول: أي ربّ أدنني منها، قال: فيدنيه اللّه تبارك وتعالى منها، قال: ثمّ يقول: أي ربّ أدخلني الجنّة، قال: فيدخله الجنه قال: فيقول: سل، قال: فيسأل، قال: فيقول: ذلك لك وعشرة أضعافه أو نحوها، قال: فيقول: يا ربّ تستهزئ بي؟ " قال: فيضحك حتّى تبدو لهواته وأضراسه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يحيى بن أيّوب، ح، وحدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن زيدٍ، عن رشدين، جميعًا عن زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " من حرس وراء المسلمين في سبيل اللّه متطوّعًا، لا يأخذه سلطانٌ بحرسٍ، لم ير النّار بعينه إلاّ تحلّة القسم " فإنّ اللّه تعالى يقول {وإن منكم إلاّ واردها}.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، أخبرني الزّهريّ، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " من مات له ثلاثةٌ لم تمسّه النّار إلاّ تحلّة القسم " يعني: الورود.
وأمّا قوله: {كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم معناه: كان على ربّك قضاءً مقضيًّا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {حتمًا} قال: قضاءً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {حتمًا مقضيًّا} قال: قضاءً.
وقال آخرون: بل معناه: كان على ربّك قسمًا واجبًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو عمرٍو داود بن الزّبرقان، قال: سمعت السّدّيّ، يذكر عن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، {كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} قال: قسمًا واجبًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} يقول: قسمًا واجبًا.
وقد بيّنت القول في ذلك). [جامع البيان: 15/590-606]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله وإن منكم إلا واردها قال لا يبقى أحد إلا دخلها ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا وقال رأيت الصالحين يقولون اللهم نجنا من جهنم سالمين مسلمين). [تفسير مجاهد: 388-389]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء قال أخبرنا مسلم الأعور عن مجاهد قال يعني داخلها). [تفسير مجاهد: 389]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن قال الورود الممر عليها من أن يدخلها). [تفسير مجاهد: 389]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله كان على ربك حتما مقضيا قال يعني قضاء). [تفسير مجاهد: 389]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن السّدّيّ، قال: سألت مرّة الهمدانيّ عن قول اللّه عزّ وجلّ: {وإن منكم إلّا واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} [مريم: 71] فحدّثني أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ حدّثهم عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «يرد النّاس النّار، ثمّ يصدرون بأعمالهم فأوّلهم كلمع البرق، ثمّ كمرّ الرّيح، ثمّ كحضر الفرس، ثمّ كالرّاكب، ثمّ كشدّ الرّحال، ثمّ كمشيهم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه). [المستدرك: 2/407]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أحمد بن جعفرٍ القطيعيّ، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق القرشيّ، عن النّعمان بن سعدٍ، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " شعار المسلمين على الصّراط يوم القيامة: اللّهمّ سلّم سلّم «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/407]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن طلحة القنّاد، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، {وإن منكم إلّا واردها} [مريم: 71] قال: " الصّراط على جهنّم مثل حدّ السّيف فتمرّ الطّائفة الأولى كالبرق، والثّانية كالرّيح، والثّالثة كأجود الخيل، والرّابعة كأجود الإبل والبهائم، ثمّ يمرّون والملائكة تقول: ربّ سلّم سلّم «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/407]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، والحسن بن يعقوب، وإبراهيم بن عصمة، قالوا: ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل النّهديّ، ثنا عبد السّلام بن حربٍ، أنبأ يزيد بن عبد الرّحمن أبو خالدٍ الدّالانيّ، حدّثنا المنهال بن عمرٍو، عن أبي عبيدة، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: " يجمع اللّه النّاس يوم القيامة، قال: فينادي منادٍ: يا أيّها النّاس ألم ترضوا من ربّكم الّذي خلقكم ورزقكم وصوّركم، أن يولّي كلّ إنسانٍ منكم إلى من كان يتولّى في الدّنيا؟ قال: ويمثّل لمن كان يعبد عزيرًا شيطان عزيرٍ حتّى يمثّل لهم الشّجرة والعود والحجر، ويبقى أهل الإسلام جثومًا، فيقال لهم: ما لكم لا تنطلقون كما ينطلق النّاس؟، فيقولون: إنّ لنا ربًّا ما رأيناه بعد، قال: فيقال: فبم تعرفون ربّكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامةٌ، إن رأيناه عرفناه، قيل: وما هي؟، قالوا: يكشف عن ساقٍ، قال: فيكشف عند ذلك عن ساقٍ قال: فيخرّون من كان لظهره طبقًا ساجدًا، ويبقى قومٌ ظهورهم كصياصيّ البقر يريدون السّجود فلا يستطيعون، ثمّ يؤمرون فيرفعون رءوسهم فيعطون نورهم على قدر أعمالهم قال: فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النّخلة بيمينه، ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه حتّى يكون آخر ذلك من يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرّةً، ويطفئ مرّةً، فإذا أضاء قدمه، وإذا طفئ قام فيمرّ ويمرّون على الصّراط والصّراط كحدّ السّيف دحض مزلّةٍ فيقال: انجوا على قدر نوركم، فمنهم من يمرّ كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمرّ كالطّرف، ومنهم من يمرّ كالرّيح، ومنهم من يمرّ كشدّ الرّجل، ويرمل رملًا، فيمرّون على قدر أعمالهم حتّى يمرّ الّذي نوره على إبهام قدمه قال: يجرّ يدًا ويعلّق يدًا ويجرّ رجلًا ويعلّق رجلًا وتضرب جوانبه النّار، قال: فيخلصوا فإذا خلصوا قالوا: الحمد للّه الّذي نجّانا منك بعد الّذي أراناك لقد أعطانا اللّه ما لم يعط أحدًا " قال مسروقٌ: فما بلغ عبد اللّه هذا المكان من هذا الحديث إلّا ضحك فقال له رجلٌ: يا أبا عبد الرّحمن لقد حدّثت هذا الحديث مرارًا كلّما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت، فقال عبد اللّه سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يحدّثه مرارًا، فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلّا ضحك حتّى تبدو لهواته ويبدو آخر ضرسٍ من أضراسه لقول الإنسان: أتهزأ بي وأنت ربّ العالمين؟ فيقول: لا، ولكنّي على ذلك قادرٌ فسلوني «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه بهذا اللّفظ»). [المستدرك: 2/408]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) السدي -رحمه الله -: قال:سألت مرّة الهمدانيّ عن قول الله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} ؟ فحدثني: أنّ عبد الله بن مسعودٍ حدّثهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرد الناس، ثم يصدرون عنها بأعمالهم، فأوّلهم كلمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس ثم كالرّاكب في رحله، ثم كشدّ الرّجل، ثم كمشيه». أخرجه الترمذي. وقال: وقد روي عن السدي ولم يرفعه.
[شرح الغريب]
(كحضر الفرس) الحضر: العدو، والشد أيضاً: العدو). [جامع الأصول: 2/239]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وإن منكم إلّا واردها} [مريم: 71].
- عن أبي سمينة قال: اختلفنا ههنا في الورود، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمنٌ، وقال بعضنا: يدخلونها جميعًا ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا، فلقيت جابر بن عبد اللّه، فقلت: إنّا اختلفنا ههنا في الورود، فقال [بعضنا: لا يدخلها مؤمنٌ، وقال بعضنا] يردونها جميعًا، فقلت له: إنّا اختلفنا في ذلك، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمنٌ، وقال بعضنا: يدخلونها جميعًا، فأهوى بإصبعيه إلى أذنيه وقال: صمتًا، إن لم أكن سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: " «الورود: الدّخول، لا يبقى برٌّ ولا فاجرٌ إلّا دخلها، فتكون على المؤمنين بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم، حتّى إنّ للنّار - أو قال: جهنّم - ضجيجًا من بردهم، ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا ويذر الظّالمين». قلت: لجابرٍ في الصّحيح في الورود شيءٌ موقوفٌ غير هذا.
رواه أحمد، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/55]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا سليمان بن حربٍ، ثنا أبو صالحٍ غالب بن سليمان، عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية قال: "اختلفا ها هنا بالبصرة فقال قومٌ: لا يدخلها مؤمنٌ. وقال آخرون: يدخلونها جميعًا ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا. فلقيت جابرًا فسألته، فقال: يدخلونها جميعًا ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا. قال: فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه قال: صمّتا إن لم أكن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: الورود: الدّخول لا يبقى برٌّ ولا فاجر إلا يدخلها، فتكون على المؤمنين بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار- أو لجهنم- ضجيج من بردهم، ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا ويذر الظّالمين فيها جثيًّا". هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لجهالة بعض رواته). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/233-234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحرث بن أبي أسامة، وابن جرير بسند حسن عن ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وزيد في سعتها كذا وكذا وجمع الخلائق بصعيد واحد جنهم وإنسهم فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها على وجه الأرض ولأهل السماء وحدهم أكثر من أهل الأرض جنهم وإنسهم بضعف فإذا نثروا على وجه الأرض فزعوا إليهم فيقولون: أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم ويقولون: سبحان ربنا ليس فينا وهو آت، ثم تقاض السماء الثانية ولأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض بضعف جنهم وإنسهم فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض فيقولون: أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم ويقولون: سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ثم تقاض السموات: سماء سماء كلما قيضت سماء عن أهلها كانت أكثر من أهل السموات التي تحتها ومن جميع أهل الأرض بضعف فإذا نثروا على أهل الأرض يفزع إليهم أهل الأرض فيقولون لهم مثل ذلك فيرجعون إليهم مثل ذلك حتى تقاض السماء السابعة فلأهل السماء السابعة أكثر من أهل ست سموات ومن جميع أهل الأرض بضعف فيجيء الله فيهم والأمم جثي صفوف فينادي مناد: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادي الثانية: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم أين الذين كانت (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) (السجدة آية 16) فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادي الثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم أين الذين (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) (النور آية 37) فيقومون فيسرحون إلى الجنة، فإذا أخذ كل من هؤلاء ثلاثة خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح فيقول: إني وكلت منكم بثلاثة: بكل جبار عنيد فتلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فتحبس بهم في جهنم ثم تخرج ثانية فتقول: إني وكلت منكم بمن آذى الله تعالى ورسوله فتلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فتحبس بهم في جهنم ثم تخرج ثالثة فتقول: إني وكلت بأصحاب التصاوير فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فتحبس بهم في جهنم فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة: نشرت الصحف ووضعت الموازين ودعي الخلائق للحساب). [الدر المنثور: 10/111-112]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والحكيم الترمذي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن وقال بعضهم: يدخلونها جميعا {ثم ننجي الذين اتقوا} فلقيت جابر بن عبد الله فذكرت له فقال: وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار ضجيجا من بردهم {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} ). [الدر المنثور: 10/112-113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن مجاهد قال: خاصم نافع بن الأزرق ابن عباس فقال ابن عباس: الورود الدخول: وقال نافع: لا، فقرأ ابن عباس (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) (الأنبياء آية 98) وقال: وردوا أم لا وقرأ (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) (هود آية 98) أوردوا أم لا أما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منها أم لا). [الدر المنثور: 10/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإن منكم إلا واردها} قال: يردها البر والفاجر، ألم تسمع قوله: (فأوردهم النار وبئس الورد المورود) (هود آية 98) وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} ). [الدر المنثور: 10/113-114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن مسعود، أنه سئل عن قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: وإن منكم إلا داخلها). [الدر المنثور: 10/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "البعث" عن ابن عباس في الآية قال: لا يبقى أحد إلا دخلها). [الدر المنثور: 10/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، والطبراني، عن ابن مسعود في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: ورودها الصراط). [الدر المنثور: 10/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في "البعث"، وابن الأنباري، وابن مردويه، عن ابن مسعود في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرد الناس كلهم النار، ثم يصدرون عنها بأعمالهم، فأولهم كلمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رحله، ثم كشد الرجل، ثم كمشيه»). [الدر المنثور: 10/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن مسعود قال: يرد الناس الصراط جميعا، ورودهم قيامهم حول النار، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم؛ فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إن آخرهم مرا رجل نوره على موضع إبهام قدميه، يمر متكفئا به الصراط). [الدر المنثور: 10/114-115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، عن ابن مسعود في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: الصراط على جهنم مثل حد السيف، فتمر الطبقة الأولى كالبرق، والثانية كالريح، والثالثة كأجود الخيل، والرابعة كأجود الإبل والبهائم، ثم يمرون على منازلهم، والملائكة يقولون: رب، سلم سلم). [الدر المنثور: 10/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، والحاكم وصححه، عن المغيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شعار المسلمين على الصراط يوم القيامة: اللهم سلم سلم»). [الدر المنثور: 10/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وإن منكم إلا واردها}. يقول: مجتاز فيها»). [الدر المنثور: 10/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد في «الزهد»، وعبد بن حميد، عن عكرمة في الآية قال: الصراط على جهنم يردون عليه). [الدر المنثور: 10/115-116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وهناد، وعبد بن حميد، والحكيم الترمذي، وابن الأنباري في «المصاحف»، عن خالد بن معدان قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا: ربنا، ألم تعدنا أنا نرد النار. قال: بلى، ولكنكم مررتم عليها وهي خامدة). [الدر المنثور: 10/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الأنباري، والبيهقي في البعث، عن الحسن في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: الورود الممر عليها من غير أن يدخلها). [الدر المنثور: 10/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: هو الممر عليها). [الدر المنثور: 10/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن أبي نضرة في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: يحملون على الصراط إلى جهنم، وهي كأنها متن إهالة، فتميل بهم، فيقول الله لجهنم، خذي أصحابك ودعي أصحابي. فيخسف بهم الصراط، وينجو المؤمنون، وهو قول الله: {فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون} ). [الدر المنثور: 10/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، عن أبي العوام قال: قال كعب: هل تدرون ما قوله: {وإن منكم إلا واردها}؟ قالوا: ما كنا نرى ورودها إلا دخولها. قال: لا، ولكن ورودها أن يجاء بجهنم كأنها متن إهالة؛ حتى إذا استوت عليها أقدام الخلائق؛ برهم وفاجرهم، ناداها مناد: خذي أصحابك وذري أصحابي. فيخسف بكل ولي لها، لهي أعلم بهم من الوالد بولده، وينجو المؤمنون ندية ثيابهم. قال: وإن الخازن من خزنة جهنم ما بين منكبيه مسيرة سنة، معه عمود من حديد له شعبتان، يدفع الدفعة فيكب في النار تسعمائة ألف. أو كما قال). [الدر المنثور: 10/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: ورود المسلمين المرور على الجسر بين طهريها، وورود المشركين أن يدخلوها، وقد أحاط بالجسر من الملائكة، دعاؤهم يومئذ: يا الله، سلم سلم). [الدر المنثور: 10/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير قال: حضورها ورودها). [الدر المنثور: 10/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في «المصاحف» عن مرزوق بن أبي سلامة قال: قال نافع بن الأزرق لابن عباس: ما الورود؟ قال: الدخول. قال: لا، الورود الوقوف على شفيرها. فقال: ويحك! أما تقرأ كتاب الله: {وما أمر فرعون برشيد (97) يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} أفتراه –ويحك- إنما أوقفهم على شفيرها؟! والله تعالى يقول: {ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} ). [الدر المنثور: 10/117-118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه، عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته، وما ينطق لسانها ولا لسانه، ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت تغيب له، ويداه ورجلاه يشهدان عليه بما كان يوليها، ثم يدعى الرجل وخوله وخدمه كمثل ذلك، ثم يؤتى بأهل الأسواق، فما هي بقراريط تؤخذ منهم ولا دوانق، إلا حسنات ذا تدفع إلى ذا، وسيئات ذا تدفع إلى ذا، ثم يؤتى بالجبابرة في مقامع من حديد فيوقفون عند رب العالمين، فيقول: سوقوهم إلى النار. فما أدري أيدخلونها، أو كما قال الله: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} ). [الدر المنثور: 10/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن ابن عباس، أن عمر لما طعن قال: والله لو أن لي ما على الأرض من شيء لافتديت به من هول المطلع. فقال ابن عباس: فقلت له: والله إني لأرجو ألا تراها إلا مقدار ما قال الله: {وإن منكم إلا واردها} ). [الدر المنثور: 10/118-119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب، والخطيب، عن يعلى ابن منية، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جز يا مؤمن، فقد أطفأ نورك لهبي»). [الدر المنثور: 10/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وأحمد، وهناد، ومسلم، وابن ماجه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري، والطبراني، وابن مردويه، عن أم مبشر قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية». قال حفصة: أليس الله يقول: {وإن منكم إلا واردها}؟ قال: «ألم تسمعيه يقول: {ثم ننجي الذين اتقوا}؟»). [الدر المنثور: 10/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم». ثم قرأ سفيان: {وإن منكم إلا واردها} ). [الدر المنثور: 10/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات له ثلاثة من الود لم يبلغوا الحنث، لم يرد النار إلا عابر سبيل». يعني الجواز على الصراط). [الدر المنثور: 10/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، والبخاري في تاريخه، وأبو يعلى، والطبراني، وابن مردويه، عن معاذ بن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا يأخذه سلطان، لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم، فإن الله يقول: {وإن منكم إلا واردها}»). [الدر المنثور: 10/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري، والبيهقي في البعث، عن ابن عباس، أنه قرأ: (وإن منهم إلا واردها). يعني الكفار. قال: لا يردها مؤمن. كذا قرأها). [الدر المنثور: 10/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة، أنه قرأ: (وإن منهم إلا واردها). قال: وهم الظلمة. كذلك كنا نقرؤها). [الدر المنثور: 10/120-121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وأحمد في الزهد، وابن عساكر، عن بكر بن عبد الله المزني قال: لما نزلت هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها}. ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت المرأة فبكت، وجاءت الخادم فبكت، وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون، فلما انقطعت عبرتهم قال: يا أهلاه، ما الذي أبكاكم؟ قالوا: لا ندري، ولكن رأيناك بكيت فبكينا. قال: إنه أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية ينبئني فيها ربي تبارك وتعالى أني وارد النار، ولم ينبئني أني صادر عنها، فذاك الذي أبكاني). [الدر المنثور: 10/121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عروة بن الزبير قال: لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام، أتاه المسلمون يودعونه، فبكى فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة لكم، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا}، فقد علمت أني وارد النار، ولا أدري كيف الصدور بعد الورود). [الدر المنثور: 10/121]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وأحمد، وهناد بن السري معا في الزهد، وعبد بن حميد، والحاكم، والبيهقي في البعث، عن قيس بن أبي حازم قال: بكى عبد الله بن رواحة، فقالت امرأته: ما يبكيك؟ قال: إني أنبئت أني وارد النار، ولم أنبأ أني صادر. ). [الدر المنثور: 10/121-122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يقول الرجل لصاحبه: هل أتاك أنك وارد؟ فيقول: نعم. فيقول: هل أتاك أنك خارج؟ فيقول: لا. فيقول: ففيم الضحك إذن؟). [الدر المنثور: 10/122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وهناد، عن أبي ميسرة، أنه أوى إلى فراشه فقال: يا ليت أمي لم تلدني. فقالت امرأته: يا أبا ميسرة، إن الله قد أحسن إليك؛ هداك إلى الإسلام. فقال: أجل، ولكن الله قد بين لنا أنا واردو النار، ولم يبين لنا أنا صادرون عنها). [الدر المنثور: 10/122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال: قال رجل لأخيه: يا أخي، هل أتاك أنك وارد النار؟ قال: نعم. قال: فهل أتاك أنك خارج منها؟ قال: لا. قال: ففيم الضحك؟ فما رئي ضاحكا حتى مات). [الدر المنثور: 10/122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد قال: الحمى حظ كل مؤمن من النار. ثم قرأ: {وإن منكم إلا واردها} ). [الدر المنثور: 10/122]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: الحمى في الدنيا حظ المؤمن من الورود في الآخرة). [الدر المنثور: 10/122-123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في الآية قال: من حم من المسلمين فقد وردها). [الدر المنثور: 10/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلا من أصحابه وعكا وأنا معه، فقال: «إن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة»). [الدر المنثور: 10/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن عكرمة في قوله: {وإن منكم إلا واردها}. قال: الدخول، {كان على ربك حتما مقضيا}. قال: قسما واجبا). [الدر المنثور: 10/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {حتما مقضيا}. قال: قضاء من الله). [الدر المنثور: 10/123]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء، والطستي، عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {حتما مقضيا}. قال: الحتم الواجب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
عبادك يخطئون وأنت رب = بكفيك المنايا والحتوم). [الدر المنثور: 10/123-124]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا}، وذلك في الذين ينكرون البعث، يقول الله: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك}، يا محمد، {لنحشرنهم}، أهل هذا القول، المكذبين بالبعث، {والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتيا}، المكذبين بالبعث، {وإن منكم}، يا أهل هذا القول، {إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا}، فلا يردونها، {ونذر الظالمين فيها جثياً}). [الجامع في علوم القرآن: 1/37] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ونذر الظالمين فيها جثيا قال على ركبهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/10]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ونذر الظّالمين فيها جثيًّا}
- أخبرنا الحسن بن محمّدٍ، عن حجّاجٍ، عن ابن جريجٍ، وأخبرني هارون بن عبد الله، حدّثنا حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: أخبرني أبو الزّبير، أنّه سمع جابرًا، يقول: أخبرتني أمّ مبشّرٍ، أنّها سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول عند حفصة رضي الله عنها: «لا يدخل النّار إن شاء الله من أصحاب الشّجرة أحدٌ، الّذين بايعوا تحتها» قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، قالت حفصة: {وإن منكم إلّا واردها} [مريم: 71] قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " فقد قال الله {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} [مريم: 72]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/170]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ ننجّي من النّار بعد ورود جميعهم إيّاها، الّذين اتّقوا فخافوه، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه {ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} يقول جلّ ثناؤه: وندع الّذين ظلموا أنفسهم، فعبدوا غير اللّه، وعصوا ربّهم، وخالفوا أمره ونهيه من النّار، جثيًّا، يقول: بروكًا على ركبهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} على ركبهم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة {ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} على ركبهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} قال: الجثيّ: شرّ الجلوس، لا يجلس الرّجل جاثيًا إلاّ عند كربٍ ينزل به.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} إنّ النّاس وردوا جهنّم وهي سوداء مظلمةٌ، فأمّا المؤمنون فأضاءت لهم حسناتهم، فأنجوا منها. وأمّا الكفّار فأوبقتهم أعمالهم، واحتبسوا بذنوبهم). [جامع البيان: 15/606-607]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كان يقرأ ثم ننجي الذين اتقوا يقول هنالك ينجي الله الذين اتقوا). [تفسير مجاهد: 389]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) أمّ مبشرٍ الأنصارية - رضي الله عنها -: أنّها سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: «لا يدخل النّار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحدٌ : الذين بايعوا تحتها، قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: {وإن منكم إلّا واردها} [مريم: 71] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد قال الله تعالى: {ثم ننجّي الذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيّاً} » [مريم: 72].
أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
(أصحاب الشجرة) هم الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان في الحديبية، وكانت الشجرة سمرة.
(جثياً) جمع جاث: وهو الذي يقعد على ركبتيه). [جامع الأصول: 2/238-239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والحكيم الترمذي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن وقال بعضهم: يدخلونها جميعا {ثم ننجي الذين اتقوا} فلقيت جابر بن عبد الله فذكرت له فقال: وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار ضجيجا من بردهم {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} ). [الدر المنثور: 10/112-113] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن أبي سلامة، عن ابن عباس، أنه قرأ: {ثم ننجي الذين اتقوا}. بضم الثاء). [الدر المنثور: 10/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري من طرق عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (ثَم ننجي الذين اتقوا). بفتح الثاء). [الدر المنثور: 10/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري عن ابن أبي ليلى، أنه كان يقرأ: (ثَم ننجي الذين اتقوا). بفتح الثاء، ويقول: الورود الدخول). [الدر المنثور: 10/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ونذر الظالمين فيها جثيا}. وكذلك كان يقرؤها، يعني: باقين فيها). [الدر المنثور: 10/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ونذر الظالمين فيها جثيا}. قال: جثيا على ركبهم). [الدر المنثور: 10/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: الجثي شر الجلوس، ولا يجلس الرجل جاثيا إلا عند كرب نزل). [الدر المنثور: 10/124]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {جثيا}. قال: على ركبهم). [الدر المنثور: 10/124]