التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {طسم (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله تعالى: {طسم {1} تلك آيات الكتاب المبين {2}} [القصص: 1-2] وقد فسّرناه في طسم الشّعراء). [تفسير القرآن العظيم: 2/577]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ط " ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن : مجاز حروف التهجي، ومجاز موضعه في المعنى :
مجاز ابتداء فواتح سائر السور.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {طسم}
قد تقدم ما ذكر في هذا ). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {طسم}
قال قتادة : طسم : اسم من أسماء القرآن). [معاني القرآن: 5/155]
تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ تلك آيات الكتاب }: مجازها: هذه آيات القرآن بمنزلة قوله:{ ألم ذلك الكتاب } مجازه: هذا القرآن،
وقد فرغنا من تلخيصه في موضعه، وفي غير موضعٍ). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {تلك آيات الكتاب المبين}
يقال: بأن الشيء، وأبان في معنى واحد، ويقال: بان الشيء وأبنته أنا.
فمعنى مبين : مبين خبره، وبركته، ومبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام.
ومبين أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم حق ؛ لأنه لا يقدر أحد بمثله، ومبين قصص الأنبياء ). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {تلك آيات الكتاب المبين}
أي : المبين بركته وخيره , والمبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام، وقصص الأنبياء صلوات الله عليهم، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم
ويقال : أبان الشيء، وبان وأبان: اتضح ). [معاني القرآن: 5/155]
تفسير قوله تعالى:{نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {نتلوا عليك من نبإ موسى} [القصص: 3] من خبر موسى.
{وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون} [القصص: 3] لقومٍ يصدّقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/577]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من نبأ موسى }: أي : من خبر موسى , قال الربيع بن زياد العبسي:
إنّي أرقت فلم أغمّض حار= جزعاً من النباء الجليل السّاري
جزعاً: أي : فزعاً.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من نبأ موسى}: من خبر موسى). [غريب القرآن وتفسيره: 289]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من نبأ موسى}: أي: من خبره.
{وجعل أهلها شيعاً} أي : فرقا وأصنافا في الخدمة.
{يستضعف طائفةً منهم} يعني: بني إسرائيل.). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقوم يؤمنون}
أي: من خبر موسى، وخبر فرعون.
قوله: {لقوم يؤمنون} معناه : يصدقون.). [معاني القرآن: 4/131]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق}
النبأ : الخبر.). [معاني القرآن: 5/155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({مِن نَّبَأِ}: خبر ). [العمدة في غريب القرآن: 232]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ فرعون علا في الأرض} [القصص: 4] قال قتادة: بغى في الأرض.
قال السّدّيّ: يعني: أرض مصر.
قال: {وجعل أهلها شيعًا} [القصص: 4] قال قتادة: أي: فرقًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/577]
وقال السّدّيّ: يقول: أحزابًا فرقًا القبط، وفرقًا بني إسرائيل، يقهرهم.
وقال قتادة: يستضعفهم فيذبّح طائفةً، ويستحيي طائفةً، ويعذّب طائفةً، ويستعبد طائفةً، يعني: بني إسرائيل الّذي كانوا بمصر في يدي فرعون، والطّائفة الّتي يذبّح الأبناء، والطّائفة الّتي يستحيي النّساء فلا يقتلهنّ.
وقال السّدّيّ: {وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفةً منهم} [القصص: 4] يعني يقهر طائفةً منهم وهم بنو إسرائيل فيستعبدهم.
{إنّه كان من المفسدين} [القصص: 4] في الأرض بشركه وعمله السّوء). [تفسير القرآن العظيم: 2/578]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّ فرعون علا في الأرض }:أي: عظم، وشرف، وغلب عليها، وطغى.
{وجعل أهلها شيعاً }: أي : فرقاً متفرقين، قال الأعشى:
وبلدةٍ يكره الجوّاب دلجتها= حتى تراه عليها يبتغي الشّيعا
أي: الأصحاب، والجماعات في تفرقة.). [مجاز القرآن: 2/97]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {علا في الأرض}: ظهر وغلب.
{شيعا}: فرقا). [غريب القرآن وتفسيره: 289]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين}
{إنّ فرعون علا في الأرض} معناه: طغى.
{وجعل أهلها شيعاً} معنى شيع : فرق، أي: جعل كل فرقة يشيع بعضها بعضا في فعلها.
وقوله عزّ وجلّ: {يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم}
معنى نسائهم ههنا : أنه كان يستحيي بناتهم، وإنما كان يعمل ذلك ؛ لأنه قال له بعض الكهنة إن مولودا يولد في ذلك الحين يكون سبب ذهاب ملكك، فالعجب من حمق فرعون، إن كان الكاهن عنده صادقا فما ينفع القتل، وإن كان كاذباً، فما معنى القتل؟! ). [معاني القرآن: 4/131-132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن فرعون علا في الأرض}
قال السدي : أي تجبر .
ثم قال جل وعز: {وجعل أهلها شيعا}
قال مجاهد : أي: فرقهم.
قال السدي :أي : فرقهم في الأعمال القذرة .
وقال قتادة :{شيعاً}: أي : ذبح بعضهم، واستحيا بعضهم، وقتل بعضهم .
والشيع عند أهل اللغة : جمع شيعة، والشيعة الفرقة التي بعضها مساعد لبعض، ومؤازر). [معاني القرآن: 5/156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({عَلَا}: ظهر، {شِيَعًا}: فرقاً ). [العمدة في غريب القرآن: 232]
تفسير قوله تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ونريد} [القصص: 5]، أي: كان يفعل هذا فرعون يومئذٍ، ونحن نريد.
{أن نمنّ على الّذين استضعفوا} [القصص: 5]، يعني: قهروا.
{في الأرض} [النمل: 87] أي أرض مصر في تفسير قتادة والسّدّيّ، يعني: بني إسرائيل.
{ونجعلهم أئمّةً} [القصص: 5] يهتدى بهم، أي: أئمّةً في الدّين.
وقال قتادة: {ونجعلهم أئمّةً} [القصص: 5]، أي: ولاة الأمر.
قال: {ونجعلهم الوارثين} [القصص: 5]، أي: يرثون الأرض بعد فرعون وقومه، ففعل اللّه ذلك بهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/578]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين}
وقال: {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض} على قوله: {يستضعف طائفةً مّنهم يذبّح أبناءهم}، ونحن : {نريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض}:
أي: فعل هذا فرعون، ونحن {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا} ). [معاني القرآن: 3/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونجعلهم الوارثين}: للأرض ). [تفسير غريب القرآن: 328]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين}
يعني : بني إسرائيل الذين استضعفهم فرعون.
{ونجعلهم أئمّة} أي : نجعلهم ولاة يؤتمّ بهم.
{ونجعلهم الوارثين} أي: يرثون فرعون وملكه ). [معاني القرآن: 4/132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض}: يعني : بني إسرائيل صلى الله عليه،
{ونجعلهم أئمة}: أي : ولاة، ونجعلهم الوارثين، أي: الوارثين فرعون، وملأه.). [معاني القرآن: 5/156-157]
تفسير قوله تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ونمكّن لهم في الأرض} [القصص: 6] أرض مصر، وهو تبعٌ للكلام الأوّل: {ونريد أن نمنّ} [القصص: 5].
قال: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم} [القصص: 6] من بني إسرائيل.
{ما كانوا يحذرون} [القصص: 6]
[تفسير القرآن العظيم: 2/578]
وقال قتادة: ذكر لنا أنّ حازرًا حزر لفرعون فقال له: إنّه يولد في هذا العام غلامٌ يسلبك ملكك، فتتبّع أبناءهم يقتلهم ويستحيي نساءهم، فلا يقتلهنّ حذرًا ممّا قيل له). [تفسير القرآن العظيم: 2/579]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويري فرعون وهامان وجنودهما...}هكذا قراءة أصحاب عبد الله بالياء والرفع
والناس بعد يقرءونها بالنّون: {ونري فرعون وهامان وجنودهما} بالنصب. ولو قرئت بالياء ونصب فرعون، يريد:{ويري الله فرعون} كان الفعل لله، ولم أسمع أحداً قرأ بها ).
[معاني القرآن: 2/302]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}القراءة النصب، نمكن , ونري, ويجوز الرفع. ونمكن لهم في الأرض، ونري - بإسكان الياء، فمن نصب عطف على نمنّ، فكان المعنى : وأن نمكن، وأن نري، ومن رفع فعلى معنى: ونحن نمكن.
وقرئت: {ويرى فرعون وهامان وجنودهما}, فيرى يكون في موضع نصب على العطف : على نمكن، ويجوز أن يكون في موضع رفع على : وسيرى فرعون وهامان وجنودهما).
[معاني القرآن: 4/132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}
قال قتادة : كان حاز لفرعون، والحازي : المنجم، قال له : إنه يولد في هذه السنة مولود يذهب بملكك، فأمر فرعون بقتل الولدان في تلك السنة .
قال : فذلك قول الله جل وعز: {ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} ). [معاني القرآن: 5/157]