تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال فرعون حينئذٍ استكبارًا عن الحقّ، وتماديًا في الغيّ لموسى: {لئن اتّخذت إلهًا غيري} يقول: لئن أقررت بمعبودٍ سواي {لأجعلنّك من المسجونين} يقول: لأسجننّك مع من في السّجن من أهله). [جامع البيان: 17/564]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله قال لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين أي إن أقمت على هذا أن تعبد غيري، وتترك عبادتي لأجعلنّك من المسجونين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2757]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال أولو جئتك بشيءٍ مبينٍ (30) قال فأت به إن كنت من الصّادقين (31) فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ (32) ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى لفرعون لمّا عرّفه ربّه، وأنّه ربّ المشرق والمغرب، ودعاه إلى عبادته وإخلاص الألوهة له، وأجابه فرعون بقوله {لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين} أتجعلني من المسجونين {ولو جئتك بشيءٍ مبينٍ} يبيّن لك صدق ما أقول يا فرعون وحقيقة ما أدعوك إليه؟ وإنّما قال ذلك له موسى، لأنّ من أخلاق النّاس السّكون إلى الإنصاف، والإجابة إلى الحقّ بعد البيان). [جامع البيان: 17/564-565]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قال أولو جئتك بشيءٍ مبينٌ
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: أولو جئتك بشيءٍ مبينٍ قال: موسى أولو جئتك بشيءٍ مبينٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: ثمّ قال له فرعون: إن كنت جئت بآيةٍ فأت بها إن كنت من الصادقين وذلك بعد ما قال: اللّه من الكلام ما ذكر اللّه قال: له موسى أولو جئتك بشيءٍ مبينٍ
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال أولو جئتك بشيء مبين أي بأمرٍ تعرف به صدقي وكذبك وحقّي وباطلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2757]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فلمّا قال موسى له ما قال من ذلك، قال له فرعون: فأت بالشّيء المبين حقيقة ما تقول، فإنّا لن نسجنك حينئذٍ إن اتّخذت إلهًا غيري {إن كنت من الصّادقين} يقول: إن كنت محقًّا فيما تقول، وصادقًا فيما تصف وتخبر). [جامع البيان: 17/565]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قال فأت به إن كنت من الصّادقين.
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقةٌ من صوفٍ ما تجاوز مرفقيه قال: فاستؤذن على فرعون فقال: أدخلوه فدخل فقال: إنّ إلهي أرسلني إليك فقال: للملأ حوله ما علمت لكم من إلهٍ غيري قال: خذوه قال: إنّي قد جئتك بآيةٍ قال فأت به إن كنت من الصّادقين
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: فأت به إن كنت من الصادقين قال: فرعون: فأت به إن كنت من الصّادقين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2757-2758]
تفسير قوله تعالى: (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات} قال هذه آية واحدة والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ويد موسى وعصا موسى إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون). [تفسير عبد الرزاق: 1/391] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ} يقول جلّ ثناؤه: فألقى موسى عصاه فتحوّلت ثعبانًا، وهي الحيّة الذّكر كما قد بيّنت فيما مضى قبل من صفته.
وقوله {مبينٌ} يقول: يبين لفرعون والملأ من قومه أنّه ثعبانٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكر بن عبد اللّه، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ} يقول: مبينٌ له خلق حيّةٍ). [جامع البيان: 17/565]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ (32)
قوله: فألقى عصاه
- حدّثنا أبي، ثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ النّرسيّ، ثنا أبو بدرٍ شجاع بن الوليد، عن ابن أبي غنيّة، عن الحكم قال: كان عصا موسى من عوسجٍ، ولم يسخّر العوسج لأحدٍ بعده
وروى، عن سعيد بن جبيرٍ قال: كان عصا موسى من عوسجٍ فقط
- أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصّمد بن معقلٍ قال: سمعت وهب بن منبّهٍ قال: قال فرعون لموسى ألم نربّك فينا وليدًا قال: فردّ إليه موسى الّذي ردّ اللّه فقال: فرعون خذوه فبادر موسى فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ فحملت على أناسٍ فانهزموا منها فمات منهم خمسةٌ وعشرون ألفًا قتل بعضهم بعضًا، فقام فرعون منهزمًا حتّى دخل البيت.
قوله تعالى: فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ
- حدّثنا عمّار بن الخالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم بن أبي أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: فألقى عصاه فتحوّلت حيّةً عظيمةً فاغرةً فاها مسرعةً إلى فرعون فلمّا رأى فرعون أنّها قاصدةٌ إليه خافها فاقتحم، عن سريره واستغاث بموسى أن يكفّها عنه.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبدة، عن جويبرٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ثعبانٌ مبينٌ قال: الحيّة الذّكر.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ قال: تحوّلت حيّةً عظيمةً وقال: غيره مثل المدينة وقال: قتادة فأكلت سحرهم كلّه.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو يوسف محمّد بن أحمد بن الحجّاج الرّقّيّ، ثنا مطرّف بن مازنٍ، ثنا عيسى بن عبيد بن زرارة قال: سمعت وهب بن منبّهٍ قال: كان بين لحى الثّعبان الّذي من عصا موسى اثنا عشر ذراعًا.
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زيادٍ عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ يعني قوله: فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبين قال: فالفى عصاه فصارت ثعبانًا ما بين لحييه ما بين الشّفق إلى الأرض.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ والثّعبان الذّكر من الحيّات فاتحةٌ فمها واضعةٌ لحيها الأسفل في الأرض والأعلى على سور القصر، ثمّ توجّهت نحو فرعون لتأخذه فلمّا رآها ذعر منها ووثب فأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح يا موسى خذها وانا أومن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسى فصارت عصًا.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ فمكث ما بين سماطي فرعون فاتحةً فاها قد كان محجنها عرفًا على ظهرها، فرفض عنها النّاس، وحال فرعون، عن سريره وجعلت تلظّى وتعلو على جنب قصر فرعون ثمّ ترجع إلى موسى فتبصبص حوله وتستدير به.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا المقدّميّ، ثنا بلم بن غزوان، ثنا فرقدٌ السّبخيّ قال: كان فرعون إذا كان له حاجةٌ ذهب به السّحرة مسيرة خمسين فرسخًا فإذا قضى حاجته جاءوا به حتّى كان يوم عصا موسى فإنّها فتحت فاها فكان ما بين لحييها أربعين ذراعًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2758-2759]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} يقول: مبين له خلق حية). [الدر المنثور: 11/242] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} يقول: مبين له خلق حية. {ونزع يده} يقول: وأخرج موسى يده من جيبه {فإذا هي بيضاء} تلمع {للناظرين} ينظر إليها ويراها). [الدر المنثور: 11/242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: أقبل موسى بأهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها الطقشيل فنزل في جانب الدار فجاء هرون فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه فأخبرته انه ضيف فدعاه فأكل معه فلما قعدا فتحدثا فسأله هرون من أنت قال: أنا موسى، فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى: يا هرون انطلق بي إلى فرعون فان الله قد أرسلنا إليه، قال هرون: سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت: أنشدكما بالله ان لا تذهبا الى فرعون فيقتلكما فابيا فانطلقا إليه ليلا فاتيا الباب فضرباه ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون: من هذا الذي يضرب ببابي هذه الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى: {إنا رسول رب العالمين} ففزع البواب فأتى فرعون فأخبره فقال: إن ههنا انسانا مجنونا يزعم انه رسول رب العالمين فقال: أدخله فدخل فقال: انه رسول رب العالمين، {قال فرعون وما رب العالمين} قال: {ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} طه الآية 50 قال: {إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} الأعراف الآية 106 والثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحيها الاسفل في الأرض والأعلى على سورة القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فاحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح: يا موسى خذها وأنا أوؤمن بك وأرسل معك بني اسرائيل، فأخذها موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما} طه الآية 63 فالتقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى: أرأيت ان غلبتك غذا أتؤمن بي وتشهد ان ما جئت به حق قال الساحر: لآتين غدا بسحر لا يغلبه شيء فو الله لئن غلبتني لأؤمنن بك ولأشهدن انك حق، وفرعون ينظر إليهما). [الدر المنثور: 11/242-244] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من صوف ومعه عصا فضحك فرعون، فالقى عصاه فانطلقت نحوه كانها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز، فجعل فرعون يتأخر وهو على سريره فقال فرعون: خذها واسلم، فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرا، فأمر موسى أن يسير إلى البحر فسار بهم في ستمائة ألف فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق منه اثنا عشر طريقا لكل سبط منهم طريق وجعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض، واقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر، فلما رآه هابه وهو على حصان له وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بني اسرائيل وولج أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فاطبق عليهم فغرق فرعون بأصحابه). [الدر المنثور: 11/259-260]
تفسير قوله تعالى: (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونزع يده فإذا هي بيضاء} يقول: وأخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع {للنّاظرين} لمن ينظر إليها ويراها.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثّام بن عليٍّ، قال: حدّثنا الأعمش، عن المنهال، قال: ارتفعت الحيّة في السّماء قدر ميلٍ، ثمّ سفلت حتّى صار رأس فرعون بين نابيها، فجعلت تقول: يا موسى، مرني بما شئت، فجعل فرعون يقول: يا موسى، أسألك بالّذي أرسلك، قال: فأخذه بطنه). [جامع البيان: 17/565-566]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين (33)
قوله تعالى: ونزع يده
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم بن أبي أيّوب حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ونزع يده قال: فأخرج يده من جيبه وروى، عن السّدّيّ مثل ذلك وفي قوله: فإذا هي بيضاء للنّاظرين قال: أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوءٍ يعنى به البرص، ثمّ أعادها في كمّه فصارت إلى لونها الأوّل.
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين قال: فأدخل يده في جيبه فأخرجها مثل البرق تلتمع الأبصار فخرّوا على وجوههم، وأخذ موسى عصاه ثمّ خرج ليس أحدٌ من النّاس إلا يفرّ منه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: ثمّ أدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء مثل الثّلج ثمّ ردّها فرجعت كهيئتها وأدخل موسى يده في جيبه فصارت عصًا بيده، يده بين شعبتيها ومحجنها في أسفلها كما كان وأخذ فرعون بطنه فكان فيما يزعمون يمكث الخميس والسّبت ما يلتمس المذهب كما كان يلتمسه النّاس، وكان ذلك ممّا زيّن له أن يقول: إنّه ليس له في النّاس شبيهٌ.
- حدّثنا، عن وهب بن منبّهٍ قال: فشى بضعًا وعشرين ليلةً حتّى كادت نفسه أن تخرج ثمّ أمسك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2759-2760]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} يقول: مبين له خلق حية. {ونزع يده} يقول: وأخرج موسى يده من جيبه {فإذا هي بيضاء} تلمع {للناظرين} ينظر إليها ويراها). [الدر المنثور: 11/242] (م)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال للملإ حوله إنّ هذا لساحرٌ عليمٌ (34) يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون (35) قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (36) يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ}.
يقول تعالى ذكره: قال فرعون لمّا أراه موسى ما أراه من عظيم قدرة اللّه وسلطانه حجّةً عليه لموسى بحقيقة ما دعاه إليه وصدق ما أتاه به من عند ربّه {للملإ حوله} يعني لأشراف قومه الّذين كانوا حوله: {إنّ هذا لساحرٌ عليمٌ} يقول: إنّ موسى سحر عصاه حتّى أراكموها ثعبانًا {عليمٌ}، يقول: ذو علمٍ بالسّحر وبصرٍ به). [جامع البيان: 17/566]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال للملإ حوله إنّ هذا لساحرٌ عليمٌ (34)
قوله: قال: للملإ حوله
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ، ثنا محمّد بن الحسين ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ، عن القاسم بن أبي أيّوب حدّثني سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: فاستشار الملأ فيما رأى فقالوا: هذان ساحران.
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ فلمّا أفاق وذهب، عن فرعون الرّوع قال للملإ حوله ماذا تأمرون
قوله تعالى إنّ هذا لساحرٌ عليمٌ
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ف قال للملأ حوله قال: لملائه إنّ هذا لساحرٌ عليمٌ أي ما ساحرٌ أسحر منه). [تفسير القرآن العظيم: 8/2760]
تفسير قوله تعالى: (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره} يقول: يريد أن يخرج بني إسرائيل من أرضكم إلى الشّأم بقهره إيّاكم بالسّحر.
وإنّما قال: يريد أن يخرجكم فجعل الخطاب للملإ حوله من القبط، والمعنيّ به بنو إسرائيل، لأنّ القبط كانوا قد استعبدوا بني إسرائيل، واتّخذوهم خدمًا لأنفسهم ومهانًا، فلذلك قال لهم: {يريد أن يخرجكم} وهو يريد: أن يخرج خدمكم وعبيدكم من أرض مصر إلى الشّأم.
وإنّما قلت معنى ذلك كذلك، لأنّ اللّه إنّما أرسل موسى إلى فرعون يأمره بإرسال بني إسرائيل معه، فقال له ولأخيه {فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين. أن أرسل معنا بني إسرائيل}.
وقوله: {فماذا تأمرون} يقول: فأيّ شيءٍ تأمرون في أمر موسى وما به تشيرون من الرّأي فيه؟). [جامع البيان: 17/566-567]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره قال: يستخرجكم من أرضكم.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة حدّثني محمّد بن إسحاق فماذا تأمرون أأقتله؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/2760-2761]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين} يقول تعالى ذكره: فأجاب فرعون الملأ حوله بأن قالوا له: أخّر موسى وأخاه وأنظره، وابعث في بلادك وأمصار مصر {حاشرين} يحشرون إليك كلّ سحّارٍ عليمٍ بالسّحر). [جامع البيان: 17/567]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (36)
قوله: أرجه وأخاه
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ قالوا أرجه وأخاه لا تأتنا به ولا يقربنا
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: قالوا أرجه وأخاه يقول: آخره وأخاه.
- حدّثنا أبي، ثنا هدبة بن خالدٍ، ثنا همّامٌ، عن قتادة أرجه وأخاه قال: احبسه وأخاه.
قوله: وابعث في المدائن حاشرين
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا سهل بن بكّارٍ، ثنا أبو عوانة، ثنا يزيد بن أبي زيادٍ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: وابعث في المدائن حاشرين فإنّما هذا ساحرٌ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين وكان السّحرة يخشون من فرعون، فلمّا أرسل إليهم قالوا قد احتاج إليكم إلهكم.
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ الواسطيّ، ثنا محمّد بن الحسين ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيدٍ الورّاق، عن القاسم بن أبي أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قالوا له معينٌ لفرعون اجمع لهم السّحرة فإنّهم بأرضك كثيرٌ حتّى تغلب بسحرهم سحرهما
- حدّثنا أبي، ثنا يوسف بن عديٍّ، ثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن أبيه، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: في المدائن حاشرين قال: الشّرط
وروى، عن مجاهدٍ أنّهم الشّرط.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وابعث في المدائن حاشرين قال: وأرسل إلى المدائن حاشرين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2761]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: حدثنا يزيد، أنا قيس بن الربيع، عن إبراهيم بن المهاجر، في قوله تعالى: {في المدائن حشرين} قال: الشّرط). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/77]
تفسير قوله تعالى: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين} يقول تعالى ذكره: فأجاب فرعون الملأ حوله بأن قالوا له: أخّر موسى وأخاه وأنظره، وابعث في بلادك وأمصار مصر {حاشرين} يحشرون إليك كلّ سحّارٍ عليمٍ بالسّحر). [جامع البيان: 17/567] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ (37)
قوله: يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ
- حدّثنا عمّار بن خالدٍ، ثنا محمّد بن الحسين ويزيد بن هارون واللّفظ لمحمّدٍ، عن أصبغ بن زيدٍ عن القاسم حدّثني سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ قوله يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ قال: فحشر له كلّ سحّارٍ متعالمٍ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ قال: فحشروا السّحرة وحشر النّاس ينظرون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ أي كابره بالسّحر لعلّك تجد في السّحرة من يأتي بمثل ما جاء به وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراه موسى من سلطان اللّه ما أراه وبعث فرعون في مملكته مكانه فلم يترك في سلطانه ساحرٌ إلا أتي به). [تفسير القرآن العظيم: 8/2762]